شيخ مشايخ خبان بمديرية الرضمة إب- الشيخ/ أحمد صالح المقبلي لـ" أخبار اليوم":

ضَعُفت الدولة ومؤسساتها في المرحلة الانتقالية وإذا طالت فسنجد أنفسنا أمام انهيار

2014-09-15 18:08:53 حاوره/ محمود الحمزي

الشيخ أحمد صلاح المقبلي شيخ عزلة كحلان شيخ مشايخ خبان، أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية والقبلية بمديرية الرضمة بمحافظة إب وينحدر إلى أسرة عريقة ذات نضال وطني كبير في سبتمبر وغيرها من المحطات النضالية المختلفة ، وكان ضمن أحد أبرز رجالات الوساطة التي تكللت بتوقيع صلح وهدنة بين الشيخ الدعام والقبائل وبين بيت السراجي الموالين للحوثي في الحرب الأخيرة ، في حديثه لـ" أخبار اليوم", طالب الشيخ المقبلي الرئيس بتفعيل مؤسسات الدولة والضرب بيد من حديد لكل من تسوِّل له نفسه العبث بأمن واستقرار الوطن ، كما طالب الحكومة الحالية أو القادمة بأن يكون لديها برنامج محدد لإنهاء الفترة الانتقالية للوصول إلى صناديق الاقتراع والاحتكام للشعب.. كما تحدَّث عن قضايا أخرى.. فإلى نص الحوار:


*كونك أحد الوجاهات الاجتماعية البارزة في المديرية وكنت ضمن لجنة الوساطة في الأحداث الأخيرة التي جرت في الرضمة بين القبائل والحوثيين حالياً أين وصلت جهودكم في الوساطة لتثبيت الصلح؟

- بدايةً نرحب بكم وبصحيفتكم الغراء إلى مديرية الرضمة في إب ، وبالنسبة لسؤالك: الجميع يدرك وعلم بما جرى خلال الفترة الماضية من مواجهات مسلحة كُنا لا نتمناها ولا نريد أن تسقط قطرة دم في المديرية وقد حاولنا احتواءها بكل إمكانياتنا ووصلنا في الحرب الأخيرة إلى اتفاق صلح وتواصلنا مع الشيخ الدعام وأيضاً الحوثيين في الذاري وتوصلنا إلى توقيع وثيقة صلح وهدنة لمدة ستة أشهر وهذه الهدنة وهذا الصلح لم يتبقى منه سوى أيام معددوة وربما انتهت قبل يومين وعلى كل فقد بادرنا في لجنة الوساطة إلى هدنة وصلح جديد لمدة عام وهذا الصلح وقع عليه حالياً الشيخ الدعام وحتى اللحظة لم يوقع الطرف الآخر المَعني بالصلح من بيت السراجي ومتعذرين بانشغالهم في ساحة صنعاء.

*ماهو موقف السلطات الرسمية بالمحافظة والحكومة من اتفاق الصلح والهدنة الأخير؟ وهل تم تعويض أحد من المتضررين؟

- جهود القبائل والأعيان وقائد المنطقة السابعة والمحافظ السابق القاضي أحمد عبدالله الحجري كان ومازال كبيراً والجميع مطلعون بل وداعمون لتثبيت الصلح إلا أنه حتى اللحظة لم يتم تحويل المبالغ والديات التي التزم بها المحافظ السابق وقد أرجعوا السبب إلى عدم تمكُّنهم من لقاء رئيس الجمهورية كي يتم التوجيه بها وتحويلها مباشرة بتوجيهات من قِبله، وبالنسبة للشق الآخر من سؤالك فحتى اللحظة لم يُعوَّض أحد.

*برأيك لماذا تم اختيار الرضمة دون غيرها كي تكون مسرحاً للمواجهات؟


- أعتقد.. نتيجةً الموقع الجغرافي والذي يربطها بأربع محافظات وكلها ملتهبة, فالقاعدة في البيضاء والحراك في الضالع والحوثي في ذمار ، إضافة لما سبق فمديرية الرضمة نقطة صراع في الماضي بين الشمال والجنوب والتركيز على الرضمة مُخطَّط له لفصل اليمن شماله وجنوبه.

*الرضمة مديرية تعاني الإهمال وغياب الخدمات برأيك ما هي الأسباب؟


- فعلاً.. الرضمة كمديرية تعاني إهمال وتفتقد الكثير من الخدمات ولا ندري هل غياب الخدمات والتنمية متعمد أم أنها كغيرها من المديريات، واعتقادي تهميشها أُرِيد به كي تكون بؤرة صراع يمكن تحريكها في أي وقت لأن غياب التنمية سبب رئيسي للصراع.

*كيف تنظر إلى أداء الأجهزة التنفيذية الحكومية بالمديرية؟


- أداء الأجهزة الحكومية ضعيف بسبب ضعف الإمكانات وتهميش المحليات مركزياً وقد تم تغيير مدير المديرية السابق ونأمل الخير في المدير الجديد ونعلق عليه الآمال وأن يكون عند حسن ظننا وظن أبناء المديرية به.

*هنالك دعوة أطلقها الرئيس للاصطفاف الوطني ضد ما يُحاك من مؤامرة تستهدف المكتسبات الوطنية كيف تنظر إليها وللاستجابة لها؟

- بالنسبة للاصطفاف فهي دعوة من الرئيس هادي دعوة صادقة ونابعة من قلب حريص على الوطن وقد أتت في مرحلة حساسة وبالغة ، وقد كانت استجابة الشعب لها كبيرة وواسعة بل ومن كل الأطياف والشرائح الاجتماعية والسياسية والوطنية، وذلك نتيجة لما تمر اليمن ويعيشه الوطن من تجارب مريرة في الصراع على الحكم والانقضاض على السلطة خصوصاً من القوى الحاقدة والتي تريد الرجوع باليمن إلى الوراء أو أن يظل في محلك سر.

*الأحداث الجارية في العاصمة وحصارها بالمسلحين كيف ينظر إليه الشيخ المقبلي؟


- للأسف الشديد ما يحدث في العاصمة صنعاء هذه الأيام هو ترويج للفوضى ونتمنى أن يحتكم الجميع لصوت العقل ونداء الوطن ويجنبوا اليمن ويلات وماسي الحروب والاقتتال الذي يتضرر منه أبناء اليمن والأجيال القادمة.

*حالياً هنالك مَساعٍ كبيرة لاتفاقٍ وشيك بين الرئاسة والحوثيين كيف تنظر إلى تلك المساعي؟


- نأمل بأن يكون اتفاق خير وتنفرج الأزمة القائمة حالياً والحقيقة بأن الرئيس يريد أن يجنِّب اليمن ويلات الصراع والاحتراب والقتال, فلو قدَّر الله وقع شيء فستكون الكارثة في الوطن برمته، وما نتمناه ألاّ يكون الحوثي ساعياً لأحلامه ومشروعه ويجعل هذا الاتفاق مرحلياً ومحطة يتوقف عندها كي يرجع من جديد ويرتب أوراقه ، وإن كان يبدو بأن الحوثي لديه مشروعه الذي يسعى إليه وقد لا يلتزم بالاتفاق كما ينبغي.

*هل يمكن أن يحدث انفجار لا قدر الله للأوضاع في العاصمة؟

- حالياً لا أظن خصوصاً مع مؤشراتٍ كبيرة لانفراج الأزمة القائمة وهذا يبدو واضحاً من خلال الضغط القائم للحوثي لتحقيق مآرب سياسية أي أنه يريد أن يظهر شعبياً وجماهيريا بأنه مع الشعب والمطالب الحقوقية ويسعى إلى الشراكة في الحكومة والقرار السياسي والتقاسم للكعكة التي كثر حولها المتقاسمون ويبدو بأننا أمام كعكة ستضيع ويتفرق الجميع إن استمروا في المناكفات والعمل لحسابات ضيقة بعيده عن الوطن ، وحالياً لا أعتقد بأن عبد الملك الحوثي سيفجر الحرب في العاصمة؛ لأنه انتحار وهذا سينسف كل مكاسبهم التي سعوا لها خلال الفترة الماضية وبكل تأكيد لو قرر الحرب فهو انتحار.

*أنت تقول بأن مطالب الحوثي بخصوص الجرعة غير حقيقية؟

- نعم هي مزايدة لتحقيق جماهيرية وشعبية وهو لديه مشروع وهدف والجرعة هي شمَّاعه وقد مارس الدور كثيرون لكن الآن واضح أن الحوثي لا يهدف إلى إلغاء الجرعة بقدر الضغط والسعي للمشاركة والقرار وكسب شعبية جماهيرية.

*الحكومة القادمة والتي يبدو أنها في الطريق ما الذي تتمناه فيها؟


- أتمنى أن يكون رئيس الوزراء شخصية اقتصادية وصاحب نزاهة ووطنية وأمانة وإخلاص وأتمنى أن يكون الوزراء أيضاً وجوه جديدة يتفاءل الشعب بها ويكون عند قدر اللحظة التاريخية الحرجة لليمن.

*ما الذي تطالب به من الحكومة القادمة؟


- نطالب بأن تكون أمينة على مصالح الشعب ومكتسباته وأن تحارب الفساد والمفسدين وأن تفعل مؤسسات الدولة وأن تقوم بإلغاء الأسماء الوهمية وتطبق نظام البصمة والصورة في قطاعات الدولة خصوصا الجيش والأمن وتهتم بالضرائب والجمارك والأهم أن يكون لديها برنامج واضح لإنهاء المرحلة الانتقالية والوصول للانتخابات.

*لماذا الانتهاء من المرحلة الانتقالية؟


- الحقيقة أنه وخلال السنوات الفائتة وبصورة أخص المرحلة الانتقالية ضعفت الدولة ومؤسساتها وهذا مؤثر إذا طالت الفترة الانتقالية وقد نجد أنفسنا أمام انهيار لتلك المؤسسات وحين تضعف مؤسسات الدولة تزدهر جماعات العنف والسلاح وتتقوى على حساب الدولة وهذا هو الخطر الذي يهدد اليمنيين أجمع ويظهر بأن الجميع الآن نادمون على ما جرى إضعاف لمؤسسات الدولة بقصد أو بدون قصد, خصوصاً ممَّن خرجوا ثائرين في 2011م ، وحين نصل للانتخابات القادمة وتنتهي الفترة الانتقالية يتحمل المسؤولية من سيفوز بالانتخابات من سيختاره الشعب.

*برأيك الانتخابات ستشكل مخرجاً وسيرضى الجميع بنتائجها؟


- أعتقد أن تمديد الفترة الانتقالية ليس من قبل طرف واحد بل يشارك الجميع في ذلك كي يستمروا في المحاصصة والتي أثرت على الدولة والمسؤولية وأيضا يهربون من الانتخابات وحتى يكسبوا من خلال العمل السياسي جماهيرياً وليزداد رصيدهم للانتخابات القادمة وأعتقد على الأحزاب والقوى السياسية أن يكونوا أصحاب شجاعة ووعي ويحتكموا إلى صندوق الاقتراع ويرضوا بالنتيجة التي ستأتي.

*بالنسبة لمخرجات الحوار الوطني كيف تنظر إليها وإلى تطبيقها؟

- نحن نطالب بالشروع بتنفيذها وحتى نؤمن مستقبل الأجيال القادمة ولكن مخرجات الحوار صارت شمَّاعة الكل يطالب بتطبيقها من باب المزايدة وهم يعرفون ذلك وقد حصل في تلك المخرجات مبالغة كبيرة جداً, خصوصاً في مسألة الأقاليم والتي ستكلف الحكومة ميزانية كبيرة جداً لا تستطيع تحمُّلها.

*"نزع السلاح" من أهم مخرجات الحوار هل فعلاً سيتم تنفيذه في ظل الأوضاع القائمة؟

- هذا هو المخرج الأهم كي نبدأ ببناء اليمن الجديد والمنشود؛ لأن السلاح خصوصاً الثقيل يهدد أي مشروع وطني وأطالب الدولة بنزع الأسلحة من جماعة الحوثي وكل الجماعات الأخرى ولو اقتضى استدعاء البند السابع من مجلس الأمن ، فمسألة السلاح لا يمكن "السفاط" فيها وهي خطر على الجميع بأن تريد تحقيق مطالبك وما تريد عبر قوة السلاح كما هو حاصل الآن حول العاصمة.

*أشرت في حديثك سابقاً إلى الصراع الإقليمي على اليمن كيف تراه ولماذا؟

- للأسف الصراع الإقليمي واضح على الوطن وأعتقد موقع اليمن جغرافياً هو ما يجعل الإقليم يتدخل وللأسف أيضاً استجابة اليمنيين للتدخل الخارجي والارتهان إليه.

*وأين دور اليمنيين في الصراع الإقليمي؟


- قلت لك: اليمنيون ارتهنوا للخارج وصار البعض لا ينتمي للوطن والهوية اليمنية بل صرنا وكلاء للخارج بعيدا عن الوطنية والافتخار والاعتزاز بالوطن الذي ينبغي أن نُخلص له ومن هنا فإني أطالب كل القوى السياسية أن ترتمي لأحضان الوطن والوطنية والاتجاه لبناء مشروع وطني يبني ولا يهدم ويلبي طموح الشعب بالتنمية والتطلع لمستقبل أفضل.

*رسالتك للرئيس هادي؟

- رسالتي للرئيس عبد ربه منصور هادي نقول له: نحن صف واحد خلفك لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن ولا لتشكيل اللجان الرئاسية وكل ما نطالب به هو تفعيل مؤسسات الدولة والنظام والقانون خاصة الجيش ليقوم بدوره والضرب بيد من حديد لكل من تسوِّل له نفسه المساس بأمن اليمن واستقراره وثق بأن الشعب كله معك في الاصطفاف والتوحد ضد أي خطر يواجه اليمن.

*رسالة أخرى؟


- رسالة للحوثي ونقول له: عليك مراجعة نفسك, فمهما كان لديك من قوة فأنت ضعيف أمام الشعب والذي لا يقبل أن يكون عبداً لأحد؛ لأن الشعب يرفض التطرف بكل صوره وأشكاله.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد