عضو هيئة علماء اليمن وهيئة التدريس بجامعة إب- الدكتور/ أحمد القاضي لـ"أخبار اليوم":

المؤامرة على اليمن كبيرة وعلى القوى السياسية القيام بدورها الوطني حتى لا نغرق بالدماء

2014-09-08 13:50:29 حاوره/ قائد الحسام

دعا الشيخ الدكتور / أحمد القاضي- عضو هيئة علماء اليمن وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القلم – رئيس الجمهورية لتحمل مسؤوليته في إدارة وضع البلد وكذلك إدارة الأزمة الراهنة وإيجاد الحلول المناسبة والتوافقية وتفويت الفرصة على المتربصين واستخدام كل الطرق للخروج بالوطن إلى بر الأمان.



*البداية من أوضاع البلد ماذا ترى وماذا تتوقع وما الحل؟


ـ البلاد تتجه إلى نفق مسدود بسبب رخاوة الحكومة وتمترس الآخر وتصلبه في مواقفه لمزيد من تحقيق المكاسب السياسية وغيرها ... أتوقع أن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت التي لم تكن بالحسبان، فالحل يكمن بتغليب مصلحة الوطن على المصالح الذاتية والنظر إلى الآخرين وما حصل لهم من انهيار بدولهم بأكملها والقضاء على مقدرات شعوب بأجمعها فالنار إذا أحرقت لا تختار فئة دون فئة بل تلتهم الجميع برمتها- لا قدر الله.. وما زال الأمل يحدوني رغم ما أرى من انسداد في الأفق لكن لعل هذا الضباب بعده غيث يمطر البلاد بخير ينعم به ، وأن تحكيم العقل هو سيد الموقف في الأخير إن شاء الله.

*في إحدى خطبكم وصفتم الجرعة السعرية بفشل الحكومة وحكومة الفشل والآن تم تخفيض مبلغ خمسمائة ريال من أسعار المشتقات النفطية, هل هذا المبلغ كافٍ وهل انتهت مشكلة الجرعة وما رافقها من زيادات أخرى, فسروا ذلك؟


ـ ذكرت في خطبتي بعد رفع الدعم عن المشتقات أن هناك معالجات لو قامت بها الحكومة لزالت مشكلات اقتصادية وسياسية وغيرهما كثيرة بدلاً من رفع الدعم عن المشتقات.. وكان مما قلته " لو قامت الدولة بجمع الضرائب المتهربة من الشركات والمؤسسات الخاصة والتأكد من سلامة الأوعية الجمركية والزكية بكل حجمها الحقيقي ومراقبتها وقامت كذلك بمنع الاعتمادات البترولية التي تمنح للوزراء والقادة العسكريين والمحافظين وغيرهم .. ومنعت الاعتمادات المالية التي تهدف لشراء الولاء السياسي ..وألغت مصلحة شؤون القبائل وحولت مخصصاتها إلى التعليم أو الصحة.. وألغت الأسماء الوهمية من كشوفات الوظيفة العامة والتي قدرها الخبراء المتخصصون بحجم مائة وعشرين مليار سنويا وحاربت الفساد المالي الذي أصبح ـ للأسف ـ صفة للحكومة المترهلة ومؤسساتها العتيقة وألغت الموازنات الوهمية في المؤسسة العسكرية والأمنية.. لو قامت بذلك كله لكان إجمالي ما سبق سيوفر للحكومة ستة مليار دولارـ كما يقول خبراء الاقتصاد اليمني ـ بدلاً من رفع أسعار المشتقات النفطية التي أثرت سلباً على معيشة غالبية السكان وأنذرت بثورة جديدة ،من نوع جديد وأجندة جديدة، وهو ما يرتب له الآن".

*انتصار غزة رغم فظاعة الضربات الصهيونية لكنها كانت بشارة وأمل مضيء في زمن الهوان, كيف ترى وماذا يعني؟


- أقول: لقد ذهل العالم وهو يتابع الأحداث الإجرامية الصهيونية على غزة .. وما حصل من النصر إنما هو قدر الله في هذه القضية التي ولدت أممية.. لا قومية ولا وطنية، ونشأت عالمية.. لا إقليمية ولا محلية، والتي بدأت – وستنتهي إن شاء الله – دينية عقدية.. لا علمانية ولا مصلحية.

صحيح أن خسائر الأرواح والممتلكات في الجانب الفلسطيني جسيمة، لكن تلك الأرواح بعثت روح إباء وعزة، وصحيح أيضاً أن خسائر اليهود في الأرواح والممتلكات أقل، لكنها أعادت إليهم روح الذلة والقلة المكتوبة عليهم كوناً وقدراً.

وعلى هذا.. وبالمعايير الكيفية لا الكمية؛ فإن الطرف المعتدي كان هو الأذل المهزوم، بينما كان المعتدى عليه هو الأعز المنتصر. ومعاني النصر التي حققها إخوة الدين في غزة فلسطين تمثلت بالتالي:

• ثبات قيادي جسور، مع صمود شعبي صبور، قابلهما في الطرف المعادي ،ارتباك وهوس قيادي، مع ذعر وانهيار شعبي، رغم الفارق الهائل في موازين القوى.

• تفوق لافت في الإنشاء ثم الأداء فنياً وتقنياً من الناحية العسكرية مع عدو اجتمع طواغيت العالم على دعمه مادياً وعسكرياً.

• روح رجولة وشهامة تعالت على الجراح وتسامت عن النزول إلى مهاوي مستنقعات الإسفاف الإعلامي العلماني المصر على بثّ روح الهزيمة والإحباط في الأمة .

• أداء سياسي عال على نفس مستوى الأداء العسكري، استطاع تسجيل أكثر من انتصار على أطراف عديدة ..

• تجرد وتواضع أفصح عن الفروق الهائلة بين معاني النزاهة والأمانة، ومعاني الخسة والخيانة، على الساحتين الفلسطينية والعربية..

• تصميم وإرادة، وعزيمة وقادة، جعلت خسائر العدو في أيام – عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً ومادياً ومعنوياً – تفوق بأمر الله ما تحقق ضد هذا العدو منذ آخر الحروب الكبرى معه عام 1973..

*الحوثي بدأ باستخدام ما اسماه لغة أخرى في سياق تهديده بإسقاط الحكومة وبدأ يقطع شوارع العاصمة المكتظة بالحركة في ظل صمت الدولة وهوانها أليس من مهام الدولة حفظ الأمن وبث السكينة ومتى ستتدخل الدولة برأيكم في ظل السكوت اللامحدود؟


ـ أنا أقول كلمة مختصرة في هذا الصدد المؤامرة على بلادنا كبيرة وعظيمة فإذا لم تقم القوى السياسية مجتمعة بدورها الوطني والمساهمة الفعالة بإخراج الوطن من هذا النفق المظلم الذي صنعته قوى خارجية ونسقت وتعاونت مع قوى محلية وإقليمية ، فإن سفينة الوطن ستغرق الجميع ببحر من الدماء لن تقوم لها قائمة ـ لا قدر الله ـ ولذا فإني أدعو رئيس الجمهورية لتحمل مسئوليته في إدارة الوضع وإدارة الأزمة ، وإيجاد الحلول المناسبة والتوافقية وتفويت الفرصة على المتربصين، واستخدام كل الطرق للخروج بالوطن إلى بر الأمان.

*كشفت تقارير إعلامية عن دخول المخدرات إلى عدن وتورط ضباط في الأمن السياسي والقومي بتأمينها عند وصولها من البحر ما تعليقكم؟

ـ إذا صح ما ذكر، فهذا دليل على الوضع المتردي للحكومة ووجود من يريد العبث بالوطن والمشاركة في تدميره بشتى السبل.

*عقب تنفيذ الجرعة السعرية وبعد إثارة المظاهرات أعلنت الدولة عن نيتها في تسليم علاوات الموظفين للعامين الماضيين بدءاً من نهاية الأسبوع الماضي عقب ذلك أعلنت المالية عجزها وانها ستصرف عقب تحسن الظروف كيف تصف هذا التضارب والتناقض؟

- هذا التناقض يدل على الاستخفاف بالإنسان اليمني، وأن الحكومة الحالية قد فقدت المصداقية لدى المواطن اليمني وأصبح لا يصدق ما ينشر عبر وسائل الإعلام من قبلها حتى يلمس ذلك واقعياً، وهذا مدعاة عند كثير من أبناء الوطن لتأييد الجانب الآخر الذي يدعو لإسقاط هذه الحكومة التي قد وصل بها الفساد أوجه، وأصبحت لا تستحي من تناقضها وكذبها على مواطنيها.

*لماذا اختلت موازين الأمانة وأصبحت ريح الخيانة يهب من كل مكان إلا من رحم الله؟

ـ بسبب البعد عن الله ومراقبته واللهث على الدنيا وترك العمل للآخرة ، وغياب المحاسبة للنفس، وغياب حكم الله في أرضه ، والفساد الأخلاقي والقيمي الذي عم البلاد والعباد إلا من رحم الله.

*برنامجكم لآلئ القلوب على قناة رشد الفضائية ما الرسالة التي تودون إيصالها للمشاهد من خلال هذا البرنامج؟

- هدف هذا البرنامج الذي احتوى على سبع عشرة حلقة ، معالجة كثير من القضايا الأخلاقية والسلوكية التي وددت إرسالها للمشاهد الكريم، ونحن بأمس الحاجة إليها في واقعنا الراهن..

*انتشر القتل بشكل لم يسبق له مثيل في بلادنا ولاسيما قتل الجنود وأفراد السلك العسكري والى الآن لم يقدم احد للمحاكمة من يتحمل المسؤولية؟

ـ أنا أحمل المسئولية الكاملة أولاً : الدولة التي يحدث ما يحدث لأبناء الوطن كافة سواء كانوا عسكريين أو مدنيين ، وتمرر هذه وغيرها من الأحداث الجسام دون أن يكشف للشعب اليمني خيوط المؤامرات والخطوات التي اتخذتها الدولة في هذا الصدد ، فما يحصل من اغتيالات هنا وهناك فإنما يدل على غياب الدولة وغياب القانون الذي يأخذ على أيدي هؤلاء العابثين بالوطن. وثانياً: تغييب دور العلماء في النصيحة والتوجيه للأمة عبر القنوات الرسمية.. وثالثاً: غياب الرقابة الذاتية من عدد من الأفراد في المجتمع ويوم يغيب ما ذكرت فإنه يحدث ما يحدث اليوم.

*عقد علماء ودعاة إب مؤتمراً بشأن صياغة الدستور, فما الذي خرج به المؤتمر وما الرسالة التي تودون إيصالها إلى الجهات المعنية؟

ـ تداعى عدد من علماء إب واجتمعوا في أحد المساجد الكبيرة ، وحضر المؤتمر لفيف من الشباب والدعاة وبعض مكونات المجتمع ، وللأسف الشديد لم يكن على مستوى الحدث والسبب يرجع إلى التخذيل ممن يرى أن المؤتمر لا يصب في خانته ومصلحته وقد تكلم عدد من العلماء عن الواقع الذي نعيشه والآلام التي نعانيها بسبب الانسداد الفكري والسياسي والآمال التي نرجوها ، وقد قمت بتلاوة البيان الختامي وكانت الرسالة للدولة والمجتمع اليمني ، أن اليمن منذ العهد النبوي إلى اليوم وهو يحكم ـ بضم الياء ـ بالإسلام الذي هو دين الشعب اليمني كافة ولن يفرط اليمانيون بدينهم فعلى الدولة أن تأخذ هذا بالاعتبار وهي تصيغ الدستور ولن يؤلف قلوب اليمنيين إلا الإسلام ، ولن يستقر المجتمع اليمني ويأمن ويعيش رخاء ووحدة إلا في ظل عقيدته الربانية.

*أعددتم بحثاً حول الحوار أو الانهيار وتضمن دعوة للحوار بين مختلف فصائل العمل الإسلامي لماذا هذه الدعوة؟


- كان هذا البحث ـ والذي ينتظر الطباعة ـ هو خلاصة تجربة حياة في الدعوة إلى الله تعالى ، مع عدد من فصائل العمل الإسلامي بداية في الأقرب فالأقرب وقد رأيت أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا فدعوت في هذا البحث إلى الحوار الجاد والصادق المبني على أسس.. وميثاق شرف بين فصائل العمل الإسلامي حتى نخرج من هذا الانهيار الذي يكاد أن يعصف بالجميع ، فلو صدق مع الله أبناء الفصائل الإسلامية جميعا لاجتمعوا على المشتركات وتناقشوا في المختلفات فليس ثمة علاج لهذا التشرذم والتشقق إلا الاجتماع والحوار ...فالعدو يريد الكل فقط يبدأ بالأول فالأول فهل يعي أبناء الفصائل الإسلامية هذا الخطر أم أنهم يعيشون على أحلامهم حتى الانتباه من النوم وهم بيد عدوهم.

*أنت مدير للمجلس التعاوني للجمعيات الخيرية بإب ما طبيعة عمل المنتدى وما إنجازاته؟

ـ هذا المجلس من خلال اسمه يعرف ماهيته، فهو مجلس مصرح له من قبل الشئون الاجتماعية، ويضم في جنباته أكثر من ثلاثين جمعية ومؤسسة خيرية يتم التنسيق بين هذه الجمعيات والمؤسسات في العمل الخيري والدعوي ، مثل القوافل الدعوية والأنشطة الصيفية والأسابيع التوعوية وغيرها من الأنشطة المتعددة الاجتماعية والدعوية ، وقد عمل على تقريب وجهات النظر بين المكونات الدعوية المتعددة وهذا من وجهة نظري من أعظم الإنجازات، حيث تتكون إدارته من مختلف المكونات والممثلين لهذا المكون أو ذاك وله خطط وبرامج مستقبلية كبيرة ولكن الظرف الراهن جمد كثيرا من مشاريعه المتعددة.

*كلمة أخيرة تختمون بها هذا الحوار؟

- انتهز هذه الفرصة لأوجه نصيحة لكافة المجتمع اليمني بجميع توجهاته ومكوناته، فأقول: اليمن سفينة تمخر في عباب البحر فأي خرق للسفينة سيغرق جميع من في السفينة فعلى العقلاء والقيادات الراشدة ومن بيده زمام الحلول أن يبادر لإنقاذ هذه السفينة التي تحمل هذا الشعب الطيب الكريم الذي يحتاج إلى قيادة واعية راشدة ، وحكم رشيد ونظام وقانون يحكمه وسوف يعيش كما تعيش شعوب العالم ، وينعم بالأمن والاستقرار والرجاء وستعود له عافيته ودوره القيادي والريادة في حمل مشاعل الخير للمجتمعات.

فاليمن كان عبر التأريخ هو المدد للأمة في كل مكان فالله الله ، لا يحملنا الهوى والمصلحة الحزبية والطائفية والشخصية على تحطيم هذه السفينة وإغراقها .. ونسأل الله أن يحفظ اليمن أرضاً وإنساناً وأن يحكم فينا كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد