الباحثة الفرنسية في العلوم الجيوسياسية والمختصة في الشؤون العربية "سيلين جريزي" لـ"قناة فرانس24":

اليمن ليس بحاجة لقانون طوارئ لتهدئة الشارع فالناس لم تعد تبتسم من الفقر والجوع

2014-09-07 10:37:52 حوار

تؤكد الباحثة الفرنسية "سيلين جريزي" الباحثة في العلوم الجيوسياسية والمختصة في الشؤون العربية انه لا يوجد حل سحري لأزمة اليمن حالياً، وأن ما يحتاجه هو حل عملي وليس قانون طوارئ, مشيرة إلى أن الوضع بات خطيراً, فالناس يمكن قد تقتحم المحلات من اجل الأكل وأن الناس لم تعد تلاقي أي شيء تأكله والوضع في اليمن أبداً لا يبشر بخير.

ودعت الباحثة الفرنسية, في حوار لها على برنامج حدث اليوم على قناة فرانس24 العربية, إلى المبادرة الخليجية, وقالت: لو كانوا هم طبقوا المبادرة الخليجية بحذافيرها من البداية كان على الأقل أن يظهروا للعالم بانهم ناس عندهم رغبة حتمية في إنقاذ شعب وفي إنقاذ دوله ليس التشبث في كرسي السلطة أو في الحفاظ على مصالح أسرة.. كما تحدثت عن قضايا أخرى. ولأهمية الحوار " أخبار اليوم" تعيد نشره:

* هل وجد الرئيس هادي الحل السحري في المبادرة الأخيرة؟

- لا أظن انه يوجد حل سحري لأزمة اليمن حالياً، ولكن ما يحتاجه اليمن هو حل عملي وليس قانون طوارئ، أنا أتأسف للحكومة اليمينة الحالية والتي أقيلت والتي كانت محط جدل ومحط رفض من قبل الكثير من الجهات" باليمن يعني الكل كان يطالب بإقالة وزير الدفاع ورئيس الوزراء ومجموعة من الوزراء لأنها كانت شبه التشكيلة المتواجدة في عهد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

* هل هذا ما يبرر رفض العديد من الجهات ومن الأطراف لهذه المبادرة؟

- ممكن يكون هذا رفض لكن هناك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وهو ما يسمى بجرعة الأسعار البنزين والمحروقات في اليمن والتي أثارت مجموعة كبيرة من الشعب اليمني، الذي وصل إلى مرحلة الفقر المدقع يعني رفع الأسعار الذي زاد الطين بلة بصورة مست ولمست كل الجهات والأطياف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في اليمن.

* هناك محاولة من قبل الرئيس وتصريحاته كانت واضحة هو يتهم دولة إقليمية بأنها هي التي تثير الفوضى في اليمن؟

- اليمن مع كامل احترامي لها- شعباً وحكومةً- عندهم "تخصص إلقاء التهم" مرات نسمع يلقوا التهم على قطر مرات على إيران مرات على السعودية مرات على الإمارات. هو صحيح الدول هذه الذي ذكرت ليست بريئة في الموضوع لكن وجودها وتواجدها في المنطقة وفي اليمن عامة وفي منطقة صنعاء وضواحيها خاصة منذ قديم الأزل ليست عهد حديث الحكومة الجديد أو خاص بالحكومة السابقة وفي أيادٍ خفية متواجدة من زمن وليس من قريب.

* إذن الحل ليس سهلاً؟


- الحل ليس سهلاً؛ الحل أظن انه الرئيس؛ هو شخص ذكي جداً ذكاء حاد لم يستطع احد معه فهم ما الذي يريده, عنده هدف يعاكسه تماماً لا احد يفهم الآن ما الذي يريده أو يبغاه الرئيس عبدربه منصور هادي.

* هو يشترط وضع حد للعنف؟


- في فرق بين وضع حد للعنف والإصلاحات الجذرية وحد العنف فعليا في الشارع.

* لكن ماذا عن تخفيض سعر الوقود؟

- رفع سعر الوقود لم يخفضه لكن أمام خروج الشارع وضغط الحوثيين وخطاب عبدالملك الحوثي قبل امس وهو اقترح تنزيل الرفع ليس إلغاء الرفع كاملاً هو الآن ما بين اليد القوية مع الحوثيين أي ليّ ذراع مع الحوثيين هو يشترط تنقيص من الجرعة والحوثيون يشترطون إلغاء الجرعة.

صحيح أن الحوثيين كلهم ليسوا بريئين وهدفهم ليس حتماً مساعدة الشعب اليمني كما يدعون لكن أنا أرى أن رفع جرعة البنزين ورفع الأسعار في الوقت الراهن ليس أبداً بحل طارئ ولا حل مؤقت لتهدئة الشارع الذي ممكن كان في عهد علي عبد الله صالح يعاني من الجوع من الفقر اصبح الآن يتضور من الفقر المدقع, الناس لم تعد تبتسم.

قال لي احد أصدقائي إننا اصبحنا نعيش بما يعرف بهرم "ماسلو" القاعدة الأفقية التي كان اليمن قد تخطاها بثلاث مراحل وتعدى الاحتياجات الإنسانية اصبح الآن إنساناً أقل من القاعدة من الاحتياجات الإنسانية كرامة العيش الحق في الأكل ، الوضع خطير يهدد بان الناس يمكن قد تقتحم المحلات من اجل الأكل لم تعد الناس تلاقي أي شيء تأكله, كيف لهذه الناس يمكنوا أولادهم من الدراسة والوضع في اليمن أبداً لا يبشر بخير.

* إذن الانفتاح على الحوثيين على مستوى الوزارة والانفتاح على الحراك الجنوبي لن يحل المشكلة خاصة والوزارات السيادية طبعاً بين يدي الرئيس؟


- الوزارات السيادية تظل بيد الرئيس لكنه قال إن الأحزاب التي كانت سائدة؛ الإصلاح والاشتراكي والمؤتمر سوف يصنعون بما يسمى (patch work) عمل تصحيح من مجموع الأطراف السياسية مثلاً: الحوثيون يقولون انه ليس لهم رغبة في المشاركة بالحكومة بقدر مالهم رغبة في المشاركة بالقرار السياسي وهذا في حد ذاته تناقض, كيف يمكنهم الانسحاب من الحكومة وأن يقرروا سياسياً كحزب؟ يعني هناك نوع من لي الذراع وعبد ربه منصور هادي أنا أطالبه انه يفكر بطريقة اكثر عقلانية وان الموضوع ليس موضوع رهانات من سيربح رهان بقدر ما هو موضوع خيارات وتحديد أولويات اليمن وليس أولويات من يحكم ومن لم سيحكم هل هو يمثل المؤتمر أو يمثل الإخوان أو يمثل الحوثيين بقدر ما نريد أشخاصاً صالحة كوادر مهمة ضخ دماء جديدة.

اليمنيون تعبوا خرجوا في أزمة 2011 كانت عندهم رغبة في بداية الثورة في تغيير حكم في تحسين ظروف العيش اليوم خرجوا للبحث عن لقمة العيش كيف يدرسون كيف يتداوون كيف يعالجون، واذا لم تحل موضوع الجرعة أنا أظن أن الحوثيين سيتنازل عن موضوع رفع البنزين لأنه اذا تنازل لصالح الحكومة ستحرق كروته رغم انه له شعبية كبيرة الآن في الشارع اليمني بين عشية وضحاها, رأينا أن الحوثيين عندهم خطة مدروسة وأهداف مرسومة قد كسروا قاعدة العشوائية للأحزاب والاتجاهات المتواجدة في اليمن متغلغلين إلى النخاع اذا قامت ثورة في اليمن سوف يضرب البيت المقابل الموضوع مستفحل الآن في اليمن.

الحوثيون الآن يلوون ذراع الحكومة لديهم أموال طائلة على عكس ما يدعون عندهم تمويلات بدون حدود عندهم بطاقة بيضاء من إيران يعني الوضع متغلغل لدرجة تخاف جداً على اليمن من الدخول في حرب أهلية في حرب دينية.

* إذن في هذه الصورة القاتمة حتى التفكير والحديث في تفعيل المبادرة الخليجية؟


- هي أصلاً المبادرة الخليجية كانت لازم تُفعّل منذ سنوات ولم تفعّل لأسباب يعرفها عبد ربه منصور هادي.

* وحتى في المبادرة تحدث الرئيس عن ذلك؟


- بس هم فعلوا منها ما يبغون وما يريدون وجمدوا الذي لا يخدم مصالحهم وبعد ثلاث سنوات قرروا انهم يرجعوا للمبادرة الخليجية بعد بيان الأمم المتحدة الذي طلع قبل يومين أو ثلاث وتكلم على الناس التي تعيق المبادرة الخليجية وذكر فيها بالاسم مجموعة من الجهات قرروا انهم يرجعوا إلى المبادرة الخليجية لو كانوا هم طبقوا المبادرة الخليجية بحذافيرها من البداية كان على الأقل أن يظهروا للعالم بانهم ناس عندهم رغبة حتمية في إنقاذ شعب وفي إنقاذ دولة ليس التشبث في كرسي السلطة أو في الحفاظ على مصالح أسرة أو في الحفاظ على مصالح الحكومة أو الحفاظ على مصالح واحد هم قد طبقوا الذي يناسبهم في مرحلة من المراحل وراحوا عملوا الحوار الوطني طويل عريض بمبالغ هائلة لو كانت استعملت في تنمية البنية التحتية لليمن كانت أنقذت وبعد ثلاث سنوات أو بعد سنتين صحوا ليجدوا أن ما قاموا به كان مجرد خبط عشواء.

يعني لم تكن هناك خطة منهجية تسمح لليمن الخروج من ضائقته بس أدخلته في كابوس من الحرمان في كابوس من الحقدة من الغل الشخص يقال إن الناس هربت من صنعاء من بيوتهم في اتجاه تركيا في اتجاه مصر في اتجاه تعز في اتجاه مدن ثانية، ما يحصل في اليمن الآن يشبه ما نشاهده حالياً مثلاً في طرابلس في ليبيا يعني تضييق الخناق.. الحوثيون ضيقوا الخناق على صنعاء إقليم آزال لأنه بحث عن منفذ بحري أظن هدفهم الوصول إلى ميناء ميدي في حجة مثلا لكن عندهم موقع قوة مادياً وشعبياً.

* يعني التصعيد سوف يستمر؟

- سيستمر التصعيد سواءً حتى لو وافقوا أو حصلت هدنة. في اليمن لن تستمر الهدنة لان أي حل لن يرضي كل الأطراف.

* إذن إلى متى؟


- حتى يجدوا شخصاً قادراً على فهم اليمن على حب اليمن ليس حب الشخص أو حب قبيلة أو حب دين أو اتجاه أو تيار ديني. الناس تتعايش في مجموعة من الدول على اختلاف دياناتهم هم لم يقدروا أن يتعايشون؛ الحوثي مثلاً لم أسمع عن الحوثيين إلا مؤخراً.

* إذن دور الأمم المتحدة هامشي؟


- الأمم المتحدة على كل لا أظن أن اليمن تهمها كما تهمها دول ثانية هي تهمها الحفاظ على استقرار مجموعة من الدول المجاورة لليمن اليمن لا تمثل للخارج أهمية.

* لكن يوجد مبعوث على الأرض؟


 - أيوه وجود المبعوث الأممي لان تفجر اليمن سيفجر الوضع عند الجيران اليمن قنبلة موقوته للجيران الذين كلهم أغنياء الذين عندمهم إمكانات مثلاً بلد من السعودية ثلثي السعوديين من اليمن الإمارات نفس الشيء يعني كيد عاملة قوية متواجدين عند الجيران في كل المناطق وتفجر الوضع في اليمن سيهدد استقرار وأمن الجيران الحدوديين أو الجيران عن بعد.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد