رئيس ملتقى قبائل المناطق الوسطى القيادي في الثورة الشبابية- الشيخ/ أكرم الصيادي لـ"أخبار اليوم":

الحوثي لن يخرج من صنعاء إلا بالحرب فإما تنتصر الجمهورية وإما تستباح كما في 48

2014-09-01 12:49:10 حاوره/ محمد علي المقري

في حوار هام وصادق وصريح وشجاع قال الشيخ/ أكرم عبد الواحد أحمد الصيادي- رئيس ملتقى قبائل المناطق الوسطى لمواجهة الخطر الحوثي، وأحد كبار مشايخ المناطق الوسطى وأحد القيادات الفاعلة بالثورة الشبابية- قال إن الحوثي لم يأتِ إلى صنعاء لبيع الفرسك والرمان وإنما أتى إليها ليفعل بها نفس ما فعله بعمران..

وأكد القيادي في الثورة الشبابية الشعبية السلمية أن الحوثي لن يخرج من صنعاء إلا بالحرب, موضحاً: إما أن تنتصر الجمهورية كما انتصرت في حصار السبعين وإما أن تستباح صنعاء كما استبيحت في 48م.

ودعا الشيخ الصيادي في حواره مع "أخبار اليوم" رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي إلى إصدار قرار بإعلان حالة التعبئة العامة ودعوة الشعب إلى قتال ومحاربة أعداء الجمهورية والوطن ومساندة الجيش في معركته اجتثاثاً للحوثيين وإخراجهم من صنعاء وعمران والجوف وحجة وهدم حروفهم في مران.. إلى تفاصل الحوار:


*بداية كقبائل في المناطق الوسطى ماذا ستقدمون في الوقت الحالي للدفاع عن الجمهورية؟


ـ تاريخ قبائل المناطق الوسطى في تفجير ثورتي سبتمبر وأكتوبر ناصع البياض، وكما دافعنا عن صنعاء في حصار السبعين وهزمنا قوى الإمامة وحمينا الجمهورية، فنحن قادرون اليوم على الدفاع عن صنعاء وفك الحصار الحوثي عنها، وهزيمة بقايا الإمامة، ما ننتظره هو قرار من رئيس الجمهورية بإعلان حالة التعبئة العامة ودعوة الشعب إلى قتال ومحاربة أعداء الجمهورية والوطن، ومساندة الجيش في معركته انتصاراً للوطن والجمهورية واجتثاثاً للحوثيين ابتداءً من دحرهم وإخراجهم من صنعاء وعمران والجوف وحجة وانتهاءً بهدم جروفهم في مران.

*هل ترون أن الحوثي سيرفع مسلحيه ويخرجهم من العاصمة بشكل سلمي؟


ـ الحوثيون دخلوا إلى صنعاء وأتوا إليها لتحقيق أهداف معينة وهم من صعدة إلى صنعاء يستخدمون قوة السلاح لتحقيق أهدافهم، ولا يرون في الجانب السياسي إلا أداة للمراوغة وكسب الوقت فهم إما أن ينتصروا بالسلاح، أو ينهزموا بالسلاح وعلينا جميعاً أن نفهم أن لا خيار غير هذا الخيار..

*تقصد أن الحوثي لن يخرج من العاصمة إلا بالحرب؟

ـ كما أجبتك في السؤال السابق بأن الحوثي يحقق أهدافه بقوة السلاح وهو في صنعاء لتحقيقها بنفس الطريقة؛ إما أن تنتصر الجمهورية كما انتصرت في حصار السبعين وإما أن تستباح صنعاء وتنهب وتدمر وتهتك فيها الأعراض كما حدث في عام1948م..

*الحوثي يقول إنه أتى إلى عمران وصنعاء لنصرة المظالم ودحراً للدواعش والإرهابيين ما رأيك بقوله؟

ـ هذا هو دأبهم في الكذب والتضليل والخداع، ففي حربهم الأولى كانوا يقولون إنهم يدافعون عن أنفسهم وهم من انتهكوا ساحة البلاد والدولة بإرغام أبناء مناطق صعدة بدفع إيرادات الدولة لهم، وتوالت أكاذيبهم فيما بعد حربهم الأولى بأشكال مختلفة وأصبحوا يجيدون فنون الكذب بكل وسائله وأنواعه.. فمن أعطاهم حق ممارسات سلطات الدولة على تلك المناطق التي سيطرون عليها بقوة السلاح، وكذلك استباحة دماء المواطنين وتهجيرهم وتشريدهم فهل هذه نصرة للمظلوم؟ وما هو الظلم الذي كان على أبناء عمران حتى يستبيحوها ويدمروا بنيتها التحتية، وماذا أصابهم من ضرر من أبناء الجوف كي يهاجموهم إلى عقر دارهم وما هو الظلم الواقع في صنعاء حتى يحاصروها ويرعبوا ساكنيها، كل ذلك يدل على أن الحوثيين يمثلون الإرهاب والدجل بعينه.

*إلى أين تتجه البلاد؟

ـ البلد تمر بمنعطف خطير جداً تتكالب عليه كل قوى الظلام والكهنوت ومراكز قوى الفساد التي فقدت مصالحها عبر الثورات اليمنية من ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر وحتى ثورة فبراير الشبابية الداعمين لأعداء الشعب والوطن خلال ثوراته السابقة هم أنفسهم اليوم من يدعمون هذه القوى لإسقاط الجمهورية وإعادة الملكية وتمزيق وحدة اليمن ولكن هيهات هيهات فشعبنا لهم بالمرصاد.

*شيخ أكرم أذكر لنا من هم هؤلاء الداعمون؟


ـ أخي محمد كما يعلم الجميع أن ثورة سبتمبر ظلت تحارب القوى الملكية الظلامية من عام62م وحتى 71م وكانت هذه القوى تحارب الجمهورية بدعم من الدولة الملكية في المنطقة وعلى رؤوسها في وقتها إيران الشاة واليوم إيران ولاية الفقيه.

*ما هي مصلحة إيران من ذلك؟

ـ إيران تمثل القومية الفارسية وهذه القومية وعبر التاريخ وما قبل الإسلام كانت تمثل العدو الأول للقومية العربية وتعتبر أن الأراضي العربية لابد أن تكون تحت سيطرة ونفوذ المد الفارسي واليوم وبعد الإسلام لبسوا عباية التشيع ويريدون أن يسيطروا على المنطقة العربية بعباية الدين الذي هم منه براء وهذا صراع إقليمي بامتياز.

*وماذا تريد إيران من اليمن؟

ـ أولاً تتميز بموقع هام واستراتيجي في خطوط الملاحة الدولية ومضيق باب المندب مما يمثل نقطة قوة لأي صراع إقليمي في المنطقة..

ثانياً اليمن تمثل العمق الاستراتيجي لدول الخليج والسيطرة عليها من قبل إيران وحلفائها بأي شكل من الأشكال يجعل دول الخليج بين فكي كماشة ومما يسهل للمد الفارسي السيطرة على بقية تلك الدولة وبسهولة.

*من وجهة نظركم ما هي الروابط بين الحوثيين وإيران؟

ـ بداية علينا أن نعود إلى العلاقة التاريخية بين هؤلاء فقدوم من حملوا المذهب الزيدي إلى اليمن كانت هجرتهم الأولى هي من الأراضي الفارسية إلى صعدة قبل أكثر من 1000 عام وهؤلاء يتخذون من الدين والتشيع قميص عثمان للسيطرة والحكم ضد العرب ومنهم خرجت الحوثية..

*وما هي الحوثية؟

ـ الحوثية تمثل مخلفات الإمامة التي ثار عليها شعبنا وهي حركة شاذة تمثل أداة لمراكز داخلية ومراكز خارجية..

*ما الذي جعل الحوثية تتجدد وبقوة خصوصاً بعد مقتل حسين الحوثي؟

ـ الخلافات السياسية التي كانت موجودة في تلك المرحلة جعلت من الحوثي أداة لإضعاف مراكز قوى معينة في الدولة لتمرير مخططات التوريث الذي كان يأمل فيه النظام السابق، ودليلنا على ذلك أنه كلما كان يقترب جيشنا من النصر والحسم كان الرئيس السابق صالح يوقف الحرب مما يعطي فرصة للحوثيين بالتمدد والتوسع والسيطرة.

*مقاطعاً له: طيب.. وما الذي جعل عبد الملك الحوثي يصل إلى قلب العاصمة؟


ـ قد استغل الحوثي الثورة الشبابية ودخوله فيها وركب الموجة وكذلك استغل ضعف الدولة ورخاوتها واستغل أيضاً دخوله الحوار كمكون من المكونات السياسية وبدأ يساوم مع من اعتبروا الثورة أنها أزمة فاستغل هذه البيئة الخصبة ليلعب بالأوتار السياسية ويحقق مآربه في إسقاط دماج كبوابة لإسقاط حاشد وعمران حتى مشارف العاصمة بتحالف مع قوى ومراكز النظام السابق التي تستخدمه كأداة لهم للعودة إلى الحكم ولكنها قمة الغباء السياسي لأن الحوثيين يملكون مشروعاً آخر لا يقبلون فيه الآخرين إلا كتابعين وهم أسيادهم، هؤلاء الحوثة لازالوا يتباكون على دم الحسين بن علي بن أبي طالب ويلعنون يزيد بن معاوية من قبل 1400 سنة وحتى اليوم فما بالكم بحسين الحوثي ودمه الذي لم يمر عليه سوى عشر سنوات؟

*هل تعتقدون أنه من السهل القضاء على حركة الحوثية المتمردة على الدولة؟

ـ ليس من الصعب إذا توفرت لدى القيادة السياسية العزيمة والإصرار في اتخاذ قرار إخراج الحوثيين من صنعاء وطردهم من المناطق التي يسيطرون عليها بشرط أن يكون هذا القرار حاسماً وغير قابل للتفاوض مع اللجان فيجدون كل شرفاء هذا الوطن معهم بمن فيهم من أبناء وأحفاد ثوار سبتمبر وأكتوبر سنداً ودعماً لهم في تحقيق هذا الإنجاز واستكمالاً لأهداف الثورات اليمنية المباركة وكي لا تذهب دماء شهدائها أدراج الرياح.

*مقاطعاً له: أفهم من كلامك أننا بحاجة إلى ثورة لاجتثاث الحوثية؟


ـ نعم نحن في ظل هذا الوضع المتأزم نحن بحاجة إلى ثورة بقيادة الدولة والشعب لإنهاء الحوثية والملكية والعبودية والإمامية والطبقية من أجل إيجاد مواطنة متساوية ليس فيها السيد والتابع.

*ما هي رسالتكم للرئيس هادي؟


حقيقة أنه وبعد الثورة الشبابية وانتخاب هادي رئيساً علّق الشعب أماله على الأخ الرئيس بأن يسعى إلى بسط نفوذ الدولة على كل شبر من أرض الوطن وعليه اليوم أن يتحمل مسؤوليته التاريخية والوطنية في الدفاع عن الجمهورية وسيجد بجانبه كل قبائل البلاد وكل شرفائها وقياداتها العسكرية التي وقفت مع الثورة الشبابية وبهذا سيدخل التاريخ من أبوابه وبغير هذا لن يقبل الشعب أن يخسر مكتسباته الثورة والوحدوية أو بغيره.

*ألا ترون أن اللجان الرئاسية هي من أضعفت هيبة الدولة وجعلت الحوثي يتمادى ويستقوي, أكثر وأكثر؟


ـ هذا صحيح فالحوثي فهم إرسال الدولة إليه لجناً رئاسية بأنه ضعف من الدولة ومن القيادة السياسية واستغل هذه اللجان ليرتب أوراقه ضامناً لعدم دخول الجيش في معاركه وحروبه وبدعم من بعض القوى الموجودة في الدولة التي تدعمه سياسياً وعسكرياُ وقبلياً ومن بعض القبائل الموالية لهذه القوى في شمال الشمال, فاللجان الرئاسية هي من زادت الطين بلة.

*وما الحل إذن؟


ـ على الرئيس هادي أن يفهم جيداً أنه لم يعد يجدي مع الحوثيين مد يد السلم أو إرسال اللجان أو التفاوض لأنهم لا يفهمون غير القوة وأي لجان تشكل بعد اليوم ستجعل الحوثيين يحاصرون دار الرئاسة في الستين ولن يحاصرون صنعاء فقط, وعلى هادي أن يعرف أن الحوثي لم يأتِ إلى صنعاء لبيع "الفرسك والرمان" وإنما أتى ليفعل بصنعاء ما فعله بعمران.

*من خلال إجابتك نرى أن الحوثيين لا عهد لهم؟

ـ هذه هي الحقيقة فبالعودة إلى مسيرتهم السيئة من الحرب الأولى لم يصدقوا في أي اتفاق معهم أو عهد وكل ما يقومون به أساليب للمراوغة والالتفاف على تلك الاتفاقيات وإيجاد مبررات واهية لتبرير ما يقومون به من اعتداءات على المواطنين وتهجيرهم وتشريدهم وتفجير منازلهم وتدمير مساجدهم لا لشيء إلا لنشر الرعب والخوف بين المواطنين ولكي يوجهوا رسالة للمجتمع أنه من لم يقف معنا فمصيره مصير من قبله ولكنهم يتناسون أن الشعب لا يقبل الضيم وما يفعلوه يزيد الشعب إصراراً على التخلص منهم ونبذهم كونهم جماعة متطرفة شذت عن مجتمعاتنا وعاداته وتقاليده.

*كيف تقيمون دور الأحزاب السياسية في هذه المرحلة الحساسة؟

ـ عند تقييمنا لدور هذه الأحزاب وخاصة مرحلة ما بعد 2011م إلى يومنا هذا فقد استطاعت جماعة الحوثي أن تستغل صراع واختلافات الأحزاب السياسية لتمرر أجندتها من خلال تلك الصراعات وأن تبتزهم في مواقفهم السياسية سواء تلك الأحزاب التي كانت تمثل الحملة السياسية للثورة الشبابية أو الأحزاب الداعمة للنظام السابق وتجلى ذلك في الحوار الوطني, حيث كانت جماعة الحوثي تضغط على تمير ما تريده من خلال مقايضة قوى الحراك في الجنوب تارة وتارة مقايضة المؤتمر وحلفائه وخروجهم من الحوار بدون التوقيع عليه كي يكون الآخرون ملزمين للحوثي بما وقعوا عليه والحوثي غير ملزم لهم وبهذا ينطبق على الحوثي المثل القائل "أكل مع الذئب وبكى مع الراعي.

*الرئيس السابق صالح هل له يد في ما يجري بالبلد؟


ـ من أهم عيوب المبادرة الخليجية أنها أعطت للرئيس السابق الحصانة وجعلته يظل في صنعاء من أجل أن يطبق مقولته: "سأريكم كيف المعارضة".

*نختم حوارنا وأجواء الحرب مخيمة على صنعاء ما هي كلمتكم الأخيرة؟


ـ نكرر دعوتنا إلى الرئيس بإعلان التعبئة العامة وإصدار قرار بذلك ودعوة الشعب إلى محاربة الحوثيين مساندةً للقوات المسلحة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد