المعسرون في سجن الضالع…انتهى العمر خلف القضبان!!

2014-06-06 14:27:49 استطلاع/ عبد الفتاح حيدره

بعضهم قضى اليأس على أحلامه فأقسم أنه متأكد من أنه سيقضي بقية عمره في السجن, بينما آخرون يراودهم الأمل في أن يقضوا شهر رمضان المبارك - الذي سيطل علينا بعد أيام – بين أولادهم ليعيشوا مع ذويهم تعويضاً عن حرمان السنوات الخالية واثقون أنهم في مجتمع رحيم سيعمل على معاونتهم ليستنشقوا عبير الحرية خارج أسوار السجن.

وبعضهم طلب عدم ذكر اسمه هروباً من ذل السؤال فاقتنع عندما قلنا له إننا في مجتمع مسلم من خصوصياته الرحمة والتراحم لعل الله أن يرقق القلوب ويبعث لهم من يقضي حاجتهم ويسدد ديونهم.

 


الخطأ ضعف بشري

في لحظة ضعف بشري ينزلق المرء نحو الخطأ فتمتد يده إلى مال غيره أحياناً أو ربما يقصر في حفظ أمانة أو وديعة وأحياناً أخرى تدفعه الحاجة للاستدانة لسد رمقه واحتياجاته ،وأحيانا لم يقدم على شيء من هذا لكنه أهمل في عمله فخسر مال الناس، فتقسوا عليه الأيام ويصعب عليه قضاء ما استدان أو سد عجز تهاونه وإهماله

ولحكمة ديننا العظيم فقد جعل جزاءً وحداً وعقوبة لكل أولئك تقدر بقدرها فتمضي تلك العقوبة والجزاء على المذنبين لكن دون الانتقاص من كرامتهم ومكانتهم، فتبقى لهم حقوق كثيرة على المجتمع أداؤها إزاءهم، بل يصبح الأخذ على أيديهم وإعانتهم على تجاوز مشكلاتهم ليعودوا أفراداً صالحين واجب على المسلمين وفرض كفاية قد يرقى ليصبح فرض عين، وهذا هو هدف ديننا العظيم من فرض العقوبات وحد الحدود.

إن إصلاح الفرد وتقويم إعوجاجه حتى يصلح بصلاحه المجتمع من أولى الأولويات نحو بناء مجتمع سليم ومتماسك.

في إطار هذه القضية الانسانية زرنا السجن المركزي بمحافظة الظالع واطلعنا على أحوال المعسرين المسجونين عن قرب .

التقينا بنائب مدير السجن " عبدالكريم النقيب "وسمح لنا بالجلوس مع المعسرين .

ألم رغم انتهاء الفترة

القتينا بنائب مدير السجن في الضالع عبدالكريم النقيب وعلامات في وجه المهموم وكأنه أحد المعسرين أو قريب لأحدهم .

 ثم سمح لنا بالجلوس إلى المعسرين في السجن وكل واحد منهم أدلى بخطأه غير منكرين ما ارتكبوه من ذنب, كما أنهم صرحوا لــ "أخبار اليوم" بذنبهم وبقضاء العقوبة المقررة عليهم شرعاَ, لكن ما وجدناه مؤلماً وغير عادل بالنسبة لهؤلاء المعسرين أن بعضهم قد تجاوز سنوات العقوبة بضعفها مرة وبعضهم مرتين وهذا يرون تجاهله من قبل الجهات ذات العلاقة، وأكدوا بأنهم منتظرون إلى من يمد لهم يد العون والمساندة لتسديد ما عليهم من ديون وهو ربع المبلغ المحكوم عليهم.

لا يستطيعون السداد


قال بعضهم: وضع أسرتي المادي لا يسمح لي حتى بتسديد ربع المبلغ المحكوم عليّ, فيما عبر أخر عن عجزه عن سداد دينه حتى لو اشتغل كل عمره, حيث قال : لو أفنيت بقية عمري بالعمل ليلاً ونهاراً لما استطعت تسديد ما عليّ من مبالغ مالية.

حديث مؤلم


عندما كنا واقفين مع بعض المسجونين جاء شخص وقال للمعسرين "تستحقون السجن" فرد أحد المعسرين عليه: يا أخي قد تخطئ وتفعل ضعف ما أخطأت فنحن بشر غير معصومين ، واستدرك: نعم نستحق ماحكم علينا من عقوبة قد نفذناها, لكن الخطأ لا يعني نهاية الحياة طالما أن هنالك رباً يغفر، وخطأنا لا يعني أن نقضي بقية أعمارنا خلف القضبان.

إحصائيات


كشف السجن المركزي بالضالع عن إجمالي المعسرين المسجونين والذي وصل عددهم عشرة معسرين والذين يصل ديونهم إلى أكثر من واحد وسبعين مليون ريالا بعضهم انتهت الفترة الزمنية لسجنه, فيما بقى ربع المبلغ عليهم, منتظرين رجال الخير بمد يد العون والمساندة والتعاون معهم لإخراجهم من السجن .

مناشدة:


أثناء وقوفنا معهم وبعد الانتهاء من اللقاء بهم دعوا الله بالفرج ثم بعد ذلك قدموا عبر "أخبار اليوم" مناشدة لرئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ورئيس مصلحة السجون ورئيس الوزراء ووزير المالية ورجال الأعمال و رئيس الغرفة التجارية وكل رجال الخير؛ بإنهاء معاناتهم وأن يبادروا لسداد ما عليهم من ديون.

كما أشادوا بإدارة السجن ورئيس نيابة الاستئناف جلال المرفدي والشيخ/سعد الزقري رئيس الغرفة التجارية بمحافظة الضالع على جهودهم التي يبذلونها لتسديد ما عليهم وعلى زملائهم الذين سبق وقد خرجوا في رمضان السابق.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد