أخبار اليوم/هاني أحمد-عارف الشماع
أقدم أحد حراس أمن جامعة صنعاء يوم أمس على قتل الطالب/ صالح حاتم علي الحوتي على خلفية شجار بسيط نشب بين الطالب وأفراد أمن الجامعة حول دخول سيارته إلى الحرم الجامعي.
وكان الآلاف من طلاب جامعة صنعاء قد قاموا بمظاهرة حاشدة منددين بالجريمة الشنعاء التي أقدم عليها أفراد أمن الجامعة ورفعوا شعارات منددة بالجريمة التي هزت المشاعر وراح ضحيتها طالب في ريعان شبابه، وقام المتظاهرون بإحراق البزة العسكرية في بوابة الجامعة تنديداً منهم من أجل منع المظاهر العسكرية في هذا الصرح العلمي البارز.
وكانت قبائل همدان قد احتشدت إلى داخل الجامعة وقامت بإغلاق البوابتين الشرقية والغربية والتي وقع فيها الحادث في الساعة الثامنة صباحاً، كما قامت القبائل المسلحة بمنع دخول السيارات وخروجها.
هذا وكانت مجاميع الطلاب المتظاهرين قد قامت بتكسير السيارة التي كان يستقلها رئيس جامعة صنعاء الدكتور/ خالد طميم ومنعوه من الخروج من الجامعة.
وقاد المظاهرة اتحاد طلاب الجامعة والتي جابت الكليات داخل الجامعة وصولاً إلى مجلس النواب، مطالبين بتقديم المجرمين إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع والعادل ومنع المظاهر العسكرية داخل الحرم الجامعي.
وأوضح رضوان مسعود رئيس اتحاد طلاب اليمن بجامعة صنعاء ل "أخبار اليوم" أن الطالب صالح حاتم علي الحوتي مستوى أول بكلية التجارة دخل من البوابة الغربية بسيارته وطلبت منه البطاقة الجامعية فأبرزها ثم قام بتجنيب سيارته وحدث خلاف حول البطاقة ودخول السيارة فما كان من أحد حراس أمن الجامعة إلا أن قام بإطلاق رصاصة على الطالب فأرداه قتيلاً.
مشيراً إلى أن اتحاد طلاب الجامعة قد قام بإصدار بيان يدعو الطلاب لمقاطعة الدراسة حتى يتم تسليم الجناة لينالوا جزاءهم العادل وكذا بمحاكمة عاجلة للقتلة ورئيس الجامعة الذي فتح المجال للمظاهر العسكرية داخل الجامعة.
من جانبه أوضح محمد محمد علي ناجي أبو زيد أحد أقرباء المقتول أن الطالب الضحية دخل بسيارته وبصحبة أخوه فطلب منه أفراد الأمن إبراز البطاقة فأبرزها فسحبوا منه البطاقة وطلبوا منه خروج السيارة فقال الطالب الضحية لأفراد الأمن ارجعوا السيارة التي خلفي حتى أخرج أو اسمحوا لي بالدخول لأدور السيارة فدخل أخو الضحية ليدور السيارة فقام بسحب البطاقة الجامعية من يد أحد أفراد الأمن فقام ثلاثة من حرس الأمن في الجامعة بالهراوات لضرب المقتول وأخوه فأحس أخو الضحية بوجع الضرب فهرب بالسيارة فقام الضحية ليهرب فأطلق أحد حراس الأمن عليه الرصاص فأرداه قتيلاً.
مشيراً إلى بشاعة هذه الجريمة التي لا يقرها لا دين ولا عرف وبالرغم أن الطالب لم يرتكب جريمة بدخوله للدراسة.
لافتاً إلى أن الطالب الضحية وأخاه لم يكونا حتى يحملان سلاحاً ليقوم هؤلاء المجرمون بقتله.
منوهاً إلى أن قبائل همدان قد قامت بإغلاق البوابتين الشرقية والغربية حتى يؤدوا الغريم مؤكدين أنهم سيظلون في الجامعة حتى يتم تسليم القاتل.
مضيفاً أن القبائل لم يأتوا للتخريب وإنما جاءوا للمطالبة بحقهم وهو تسليمهم القاتل لينال جزاءه العادل.
من جانب آخر أوضح يحيى عائض أحد مشائخ همدان ل "أخبار اليوم" أن الطالب الضحية دخل بدفتره وقلمه ومسطرته ليدرس في الجامعة وتم إطلاق النار عليه من حراس أمن الجامعة لافتاً إلى أن القبائل قاموا بمحاصرة الجامعة حتى وصلنا خبر بأنه تم القبض على الجاني من قبل مباحث الأمانة وتم تسليمه لنيابة غرب الأمانة.
مضيفاً أن القبائل التقوا برئيس الجامعة وتم إبلاغهم بأنه تم القبض على الجاني، منوهاً إلى أن رئيس الجامعة في نظر الطلاب متهم أما في نظر القبائل فهمهم هو القبض على القاتل وتسليمه للعدالة لينال جزاءه.
الجدير ذكره بأن هذه الحادثة ليست الأولى حيث وسبق لحرس الجامعة قبل فترة ليست ببعيدة بأخذ الطالب عادل جعشان من محافظة المحويت ورميه من فوق الطقم والتي على إثرها مات وهاهم اليوم يكررون جريمة أخرى.
من جانبه أكد الدكتور/ عبدالله العزعزي رئيس هيئة التدريس بجامعة صنعاء أن الهيئة الإدارية اتخذت قراراً بعد الحادثة تضمن إيقاف التدريس بالجامعة والاعتصام أمام مجلس النواب اليوم.
وأشار الدكتور العزعزي في تصريح ل "أخبار اليوم" أن هذه الإجراءات من قبل هيئة التدريس تأتي كي يتم وضع حد لوجود رجال الأمن في الجامعات، مستدركاً بالقول: سبق وأن طالبنا في أكثر من فعالية ولقاء أن يكون هناك حرس جامعي مهمته حراسة المنشأت إذا تعرض أحد المدرسين أو الطلاب لأي أذى، أما إن تسبب رجل الأمن في إلحاق الأذى بأحد الدكاترة أو الطلاب فهذا لا يليق بوجود حرس بهذا الأسلوب.
واعتبر ردة فعل قبائل أبناء همدان عاطفية طبيعية، مشيداً في الوقت ذاته بتصرف وزير الداخلية ورئيس جامعة صنعاء بحكمة.
