مدير مؤسسة المياه بردفان في حوار مع "أخبار اليوم":

تعرُّض مبنى المؤسسة للتخريب ونهب المعدات والأنابيب والفوضى والعشوائية والانفلات الأمني أثر على مستوى أداء عمل المؤسسة

2014-05-17 07:11:42 حاوره / غازي العلوي

قال مدير فرع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في مدينة ردفان بمحافظة لحج عبدالله صالح علي القريطي بأن الوضع القائم الذي تعيشه معظم مديريات ردفان الأربع ألقى بظلاله على عمل فرع مؤسسة المياه كغيره من المرافق والإدارات الحكومية التي باتت تواجه صعوبة في تأدية عملها بالشكل المطلوب الأمر الذي قال بأنه قد دفع بإدارة الفرع إلى الاستعانة ببعض شيوخ القبائل وتشكيل لجان شعبية لمساعدة الإدارة والعاملين في الفرع في تأدية عملهم ومساعدة الإدارة في تحصيل الإيرادات وضبط المخالفين والحد من عمليات الربط العشوائي لخطوط المياه.

وكشف القريطي في حوار مع "أخبـــار اليــوم" الكثير من المشاكل والصعوبات والأعمال والممارسات التي قال بأن إدارة المؤسسة سوف تضطر إذا لم يتم تلافيها ومعالجتها وبأسرع وقت ممكن إلى التوقف عن العمل وبصورة كلية, كما تطرق الحوار إلى الكثير من القضايا والمواضيع المتعلقة بعمل فرع مؤسسة المياه والمشاكل والصعوبات التي تعترض سير عملها, وعن المشاريع التي تم تنفيذها والأخرى التي هي قيد التنفيذ والمتعثر منها, وعن حجم الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والمضخات وكذلك المبنى الذي تعرض للنهب والتخريب, وعن مرتبات الموظفين ومستحقاتهم المالية, وكيفية تعامل إدارة المؤسسة في معالجة قضاياهم وتوفير مرتباتهم الشهرية وغيرها من المواضيع التي طرحناها على طاولة مدير المؤسسة وأجاب عنها بكل شفافية ووضوح, فإلى تفاصيل الحوار:

 
* ونحن في طريقنا إليكم لإجراء هذا الحوار شاهدنا حجم الدمار والتخريب الذي طال مبنى فرع المؤسسة رغم أنه مبنى حديث ومتطور وكان حتى وقت قريب مجهزاً بأحدث التجهيزات, فما الذي حدث؟

- في البدء نشكركم على هذه الاستضافة لتلمُّس هموم ومشاكل فرع المؤسسة والصعوبات التي تعترض عملنا وتسليط الضوء على نشاطنا وعملنا في ردفان, وبالنسبة إلى سؤالكم حول ما تعرض له المبنى من دمار وخراب فأعتقد بأن الجميع يعرف بالظروف التي مرت وما تزال تمر بها المديرية منذ عام 2011م من انفلات أمني وعشوائية وفوضى دفعت بالبعض إلى الاعتداء على مرافق الدولة والقيام بأعمال سلب ونهب بعض تلك المرافق والتي كان لمبنى فرع المؤسسة النصيب الأوفر , حيث تعرض المبنى للتخريب وتكسير الأبواب والنوافذ ونهب المعدات والأنابيب وأيضاً نهب سيارة نوع (سوزوكي) التي كانت بحوزة المدير السابق لفرع المؤسسة عبدالله مثنى قاسم والذي بدوره بذل جهوداً كبيرة في متابعة الأشخاص الذين قاموا بأعمال النهب وتمكن وبالتعاون مع بعض المشايخ والشخصيات الاجتماعية من استرداد بعض المعدات مثل أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الممتلكات .

* في ظل هذه الأوضاع التي تشهدها ردفان من فوضى وعشوائية وانفلات أمني وغياب تام لعمل ودور الأجهزة الأمنية والضبطية, تُرى كيف تمارسون عملكم الإداري وكذلك عملكم الميداني؟

- بالنسبة للأوضاع التي تعيشها ردفان فلا يستطيع أي شخص أن ينكرها أو يتجاهلها, حيث أصبح العمل في ظل مثل هذه الظروف صعباً جداً ولا يستطيع أي شخص أو إدارة تقديم الخدمات بالشكل المطلوب وذلك لعدم وجود أي جهة ضبطية وفيما يخصنا فإننا نعمل في ظروف غاية في الصعوبة وقد لجأنا مؤخراً إلى الاستعانة بالمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وقمنا بتشكيل لجان شعبية لمساعدتنا في عملية تحصيل الإيرادات وضبط المخالفين ومن يقومون بعملية الربط العشوائي لشبكات المياه, وعلى الرغم من ذلك فقد لوحظ خلال الآونة الأخيرة تدهور ملحوظ في مستوى الإيرادات حيث أن الإيرادات لمديرية ردفان (الحبيلين) وكذلك لمديرية حبيل جبر لا يغطي حتى رواتب العمال والموظفين رغم أننا في إدارة الفرع نقوم بتوصيل المياه إلى كافة القرى والمناطق وبصورة طبيعية والتي كانت لا تصلها المياه إلا فيما ندر.

* ماهي أبرز الصعوبات التي تعترض سير عمل المؤسسة العامة للمياه في ردفان؟


هناك الكثير من الصعوبات التي تعترض سير عملنا ولعل أبرزها الربط العشوائي وعدم تسديد الإيرادات على الرغم من قيامنا بعمل تسهيلات للتوصيل وصلت إلى قيامنا بتوجيه المختصين بأخذ مبلغ (15000) خمسة عشر ألف ريال والباقي يتم تسديدها على أقساط لكل مواطن يريد توصيل خط المياه إلى منزله, إضافة إلى الاعتداءات المتكررة على خطوط وشبكات نقل المياه والاعتداء على بعض الموظفين .

* وماذا عن مشكلة رواتب ومستحقات العمال والموظفين, هل مازالت عالقة أم قمتم بمعالجتها مع الجهات المختصة؟


- بالنسبة لرواتب الموظفين ومستحقاتهم فقد عجزت الإدارة عن تسديدها لشهري مارس وإبريل بسبب امتناع الكثير من المشتركين والمستفيدين من المياه عن التسديد عدا نسبة قليلة جداً, كما أن الإدارة لا تستطيع دفع العلاوات والحوافز للعمال والموظفين لنفس السبب.

* ماذا عن موقف السلطة المحلية تجاه ما حدث ويحدث للمؤسسة وما هو تقييمكم لمدى تعاونها معكم؟

- بالنسبة لموقف ودور السلطة المحلية فهو دور مشرف ونحن نشكر قيادة السلطة المحلية بالمديرية ممثلة بالمدير العام الأستاذ/ بديع محمد احمد القطيبي لما تقوم به من دور في تقديم الدعم والمساندة لإدارة المياه ورصد مبالغ مالية لمساعدة الإدارة على التغلب على بعض الصعوبات التي تنشأ بين الحين والآخر.

* ماذا عن استعدادات فرع مؤسسة المياه في ردفان لمواجهة فصل الصيف وضمان عدم انقطاع المياه خلال هذا الفصل عن المواطنين؟

- بالطبع فإننا في فرع المؤسسة العامة للمياه في ردفان لدينا خطة متكاملة تضمّنت جملة من الإجراءات والاستعدادات التي قمنا بها لاستقبال فصل الصيف وذلك من خلال صيانة الآبار والمضخات وتجهيز الخطوط وصيانة المعدات وسوف يتم في القريب العاجل تشغيل بئر (الصلعاء) الموجودة بجانب من مدينة الحبيلين والتي تم حفرها قبل أكثر من عامين وأيضاً تشغيل بئر (الملحة) وتشغيل بئر (سبأ) والتي سوف تغطي مناطق (السوداء , شعب الديوان , الذنيب , الرويد , الجدعاء , الحمراء ) وذلك عند وصول شبكة الأنابيب التي تلقينا وعود من المجلس المحلي في مديرية الملاح بتوفيرها خلال هذا العام .

* منذ تسلمكم مهام إدارة فرع مؤسسة المياه استطعتم تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات وشهدت المؤسسة نقله لا بأس بها وهذا بالطبع بشهادة المواطنين, ياحبذا لو تحدثونا عن بعض تلك الإنجازات والمشاريع التي استطعتم تحقيقها خلال الفترة الماضية؟

- بالنسبة للإنجازات التي حققناها فهي كثيرة وتتمثل في إصلاح الآبار التي كانت متوقفة منذ فترة كبيرة وأيضاً قمنا بدفع رواتب العمال والموظفين والتي كانت الإدارة عاجزة عن دفعها لهم والتي توقفت لحوالي ستة أشهر وتمكنا من دفعها لهم كاملة, كما قمنا بمتابعة منظمة الصليب الأحمر الدولي للحصول على بعض المشاريع والمساعدات والمتمثلة في تقديمه لفرع المؤسسة خمس مضخات ومحركات وأنابيب تم تركيبها فوق الآبار, كما تقدمنا هذا العام بعدة طلبات من المنظمة وحصلنا على وعود بتلبية بعض تلك المطالب, كما قمنا بتركيب خطوط إسالة جديدة وهي خط منطقة (الملحة) والذي تم افتتاحه رسمياً في يناير من العام الجاري وكان ذلك بالتعاون مع جهود المواطنين وأيضاً المبالغ المالية التي قدمها المواطنين في المنطقة وعلى رأسهم الشيخ عبدالرحمن محمد محسن والشيخ محمد صالح حسين وآخرين .  

* يشكو الكثير من المواطنين في بعض القرى والمناطق المستفيدة من مشاريع المياه التابعة لفرع المؤسسة من الانقطاعات المستمرة للمياه والتي تصل لأكثر من عشرة أيام بل البعض يصل إلى حوالي شهر كامل, ماهي حقيقة تلك الشكاوى والأسباب التي تقف وراء ذلك؟

- نعم حصلت انقطاعات للمياه خلال الفترة السابقة قد تصل إلى عشرة أيام وذلك ناتج عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والتي أثرت على الكثير من المضخات بل وتسببت تلك الانقطاعات في إتلاف البعض من المضخات.

* وماذا عن المشاريع المتعثرة لديكم؟


- نعم توجد هناك العديد من مشاريع المياه المتعثرة وهي مشروع مياه (سبأ, السوداء, شعب الديوان, الذنيب, الرويد) وذلك بسبب عدم وجود شبكة الأنابيب لهذا المشروع وعدم وجود إمكانيات مادية لدينا لبناء غرفة حراسة وغيرها من المستلزمات لهذا المشروع.

* هل لديكم خطة مستقبلية لمشاريع المياه في عموم مديريات ردفان؟


- نعم لدينا خطة مستقبلية تتمثل في حفر العديد من الآبار وخزانات المياه في العديد من القرى والمناطق في المديرية.

* ماهي الكلمة الأخيرة التي تودون قولها في نهاية هذا اللقاء؟

- لعلها فرصة مناسبة أن نؤكد للمواطنين وعبر صحيفة "أخبار اليوم" وخاصة في ردفان وحبيل جبر بأن الوضع الذي تعاني منه الإدارة إذا ظل على ما هو عليه الآن فإننا سوف نضطر إلى التوقف عن تقديم الخدمات بسبب عدم توفر الإيرادات واستمرار الربط العشوائي.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد