في حديثه لـ"أخبار اليوم ": أكد أن القاعدة والحوثي هما أخطر جماعتين مسلحتين موجودتين في اليمن

باتيس: حضرموت لاتزال تدار من قبل النظام السابق وحكومة الوفاق غائبة عنها

2014-05-04 08:12:14 حاوره/ عبد العليم الحاج

قال رئيس المجلس الثوري بحضرموت وعضو مؤتمر الحوار الوطني/ صلاح باتيس.. قال إن ما يجري في حضرموت من عمليات اعتداء على قوات الأمن والجيش لا يقل عن ما يحدث في محافظات أخرى من استهداف مباشر لمؤسسات الدولة من قبل جماعات تريد إعاقة عجلة التغيير.. وحمل رئيس الجمهورية ووزير دفاعه, مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في حضرموت بفعل عناصر مرتبطة بالرئيس السابق استغلت غياب حكومة الوفاق الوطني.. ونتقد استخدام الطائرات الأميركية في الحرب على الإرهاب ورأى أن القاعدة هي جماعة فكرية مسلحة تنشأ وتتطور كلما وجد التدخل الأجنبي وأكد على أن القاعدة والحوثي هما أخطر جماعتين مسلحتين موجودتين في اليمن.

 وأضاف بالقول: هناك فرق بينهما متمثل في أن القاعدة تدعي نصرة الشريعة والحوثي يدعي نصرة الله ولكن نصرة الشريعة ونصرة الله وأن هذا يقول بأن الولاية في البطنيين والآخر يقول بالجهاد في سبيل الله, ولابد أن يكون هناك تحليل واقعي ومنطقي لهاتين الجماعتين يبنى على أساسه التعامل معهما ..إلى تفاصيل الحوار .


* بداية ما طبيعة زيارتكم لمحافظة تعز؟


 - نحن في تعز, مدينة العلم ومدينة الثورة ومستودع العقول لليمن الجديد القادم- إنشاء لله- في مناسبتين الأولى يوم العمال العالمي الذي يعتبر فيه الشعب اليمني عاملاً وكادحاً ومهاجراً خلف الرزق الحلال والحياة الكريمة وأهنئ هذه السواعد الفتية والعاملة, ونتمنى أن تعود علينا هذه المناسبة في العام القادم وقد أصبحت اليمن ووصلت إلى ما نطمح إليه في يمن جديد قائم على العدالة والأمن والاستقرار, والمناسبة الثانية هي زواج أخونا الدكتور متعب بازياد- من أبناء حضرموت- فقد حضرنا معه إلى تعز من أجل زفافه فيها وهذه مناسبة جميلة أن تلتقي فيها الأسر وأبناء الوطن الواحد في عرس في مثل هذا النوع وهذه الظروف.     

* أستاذ صلاح.. ما الذي يجري في محافظة حضرموت, المدينة المسالمة من قتل للجنود ورجال الأمن واعتداء على شركات النفط وكيف تشخص هذه الظاهرة؟


- ما يجري في حضرموت من أحداث لا تقل عن ما يحدث في محافظات أخرى من استهداف مباشر لمؤسسات الدولة من قبل جماعات تريد إعاقة عجلة التغيير التي الآن نحن بصدد تحول جذري فيها, خاصة ما يتعلق بصياغة الدستور والتهيئة للاستفتاء عليه وإعطاء الشرعية الشعبية له وهذا الاستفتاء هو استفتاء على مخرجات الحوار وإعطاء أيضا الشرعية الشعبية لمخرجات الحوار وهناك من يرفض المخرجات ويرى أنها تفشل مشاريعه الصغيرة ومصالحه التي عاش لسنوات يبني مشاريع وهيئات ومؤسسات للأسف تنخر في جسد الوطن وفي أمنه واستقراره ومؤسساته الأمنية والمدنية حتى يبني مشروعه الشخصي والسلالي والفكري الذي لا يقبل بالآخر ولا التعايش معه, وهذا الاستهداف لا شك أنه كان واضحاً في كثير من محافظات الجمهورية وفي مقدمتها حضرموت لأنها تعتبر- بالنسبة لهؤلاء- الأمل في الانطلاق والتقدم نحو اليمن الجديد ومستقبله, خاصة في شكل الدولة الجديد الفيدرالي الاتحادي, وإقليم حضرموت إقليم واعد ومتميز والعالم ينظر إليه سواء في الداخل أو في الخارج, لكن بالمقابل هناك تصرفات ليست صحيحة وغير عقلانية أحيانا من قبل المؤسسة العسكرية والأمنية مع الشباب الذين يقومون بأعمال خارجة عن القانون والأفضل أن يستخدم معهم أسلوب آخر بعيدا عن الأسلوب الاستفزازي وإطلاق النار العشوائي.

* عذرا : ما هو ذلك الأسلوب الاستفزازي؟

- النزول بمدرعات عسكرية مثلاً في المكلا وإطلاق النار على منازل المواطنين وتكسير زجاج بعض سياراتهم واقتحام بعض المحلات التجارية بطريقة استفزازية لا تخدم الوضع ولا المرحلة ولا تعالج المشكلة والمفترض أن يطبق القانون على الجميع أفضل من أن نخرج المدرعة والمدفع ليكون لغة الحوار.

* البعض يرى أن حضرموت كانت هادئة نسبيا حتى أعلن عن الهبة الحضرمية وكأنها كانت الشرارة الأولى بمثابة الضوء الأخضر لما يجري اليوم في حضرموت؟

- لا.. أبداً, أنا أقول إن الهبة الحضرمية كانت هبة سلمية، ودعوة حلف قبائل حضرموت كانت واضحة في أن هبتنا حضرمية شعبية سلمية تدعو إلى الحقوق والإنصاف وإلقاء القبض على القتلة والمجرمين الذين قتلوا من أبناء حضرموت وآخرها كان مقتل الشيخ/ سعد بن حبريس رحمه الله, وترفض أي مشاريع تستثمر هذه الهبة وتسخرها لأجندتها الخاصة سواء ما يتعلق بمشاريع التشطير أو التمزيق, هذه الأيادي الغادرة والقاتلة أرادت أن تستخدم هذه الهبة, مستغلة ضعف الدولة وغيابها التام عن الساحة وخاصة في حضرموت, ونحن رفعنا الصوت عاليا وأكثر من مرة قلنا إن حكومة الوفاق لم تصل حضرموت ولا يوجد في حضرموت عناصر تدير مؤسسات الدولة بحجم المسئولية الوطنية التي تعيشها البلد في هذه الأيام, وبقيت أيادي وعناصر علي عبدالله صالح هي التي تدير حضرموت.

* أفهم من كلامك أن حكومة الوفاق ليس لها أي تواجد في حضرموت وعناصر النظام السابق هي من تدير المحافظة حتى اللحظة؟

نعم.. مازالت حتى اللحظة حكومة الوفاق ليس لها وجود في حضرموت وأنا لازلت أصرح بهذا وأقول بأنه على الرئيس عبد ربه هادي وحكومة الوفاق الوطني أن ينقذوا حضرموت من الأيادي التي تعبث بها وبإمكانيات الدولة.

* ألا تعتقد بأن حكومة الوفاق فشلت في تحقيق أهداف الثورة الشبابية وهل أنت مع إقالتها وتغييرها؟


- دعني أيضا أن أوكد قبل هذا وأنا كنت قد كتبت البارحة منشوراً أن على رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ومحافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية تحمل مسئوليتهم الكاملة عما يجري في حضرموت من أحداث وقتل ولم تكشف الدولة عمن يقف وراء حالة قتل واحدة فقط, وهؤلاء هم من يتحملون المسئولية وإن لم يكونوا هم فمن إذا؟ أما ما يتعلق بالحكومة أقول: بأن هذه حكومة لا يعول عليها كثيرا في تنمية أو استقرار وهي حكومة نقل سلطة فقط جاءت في مرحلة من الثورة قبلنا بها حتى نجنب البلد الصراع والحرب, حكومة وفاق وطني أو شراكة وطنية سمها ما شئت, لكن الحكومة التي نعول عليها هي الحكومة القادمة التي ينتخبها الشعب ويختارها الشعب في انتخابات حرة ونزيهة.. في المقابل أيضا على هذه الحكومة مسئولية أن تشرك القوى التي شاركت في مؤتمر الحوار والكفاءات في تعديلات وزارية محدودة ومعينة, إذا ثبت وجود فشل أو ضعف في وزارة من الوزارة نستبدلها, فالكوادر اليمنية موجودة ومن كل المكونات, والأصل أن يكون هناك محاسبة ولكني أتوقع أن الهيئة الوطنية لمراقبة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني سيكون لها دور في هذا الأمر قريبا.

* هناك من يرى أنكم كثوار تتخذون من الرئيس السابق علي صالح ونظامه السابق شماعة لفشل حكومة الوفاق التي يصنفها البعض بحكومة الثورة, ما تعليقك؟

- نحن لا نستخدمه كشماعة ولكننا نقول بأن بقايا النظام السابق لازالت تعبث بالبلد ويديرها, من كانوا يجدون الفائدة من وجودهم في السلطة في النظام السابق وأنا دائما أقول "تعددت العصابات والزعيم واحد", ونحن نحترم ونقدر الكوادر الموجودة في المؤتمر الشعبي العام وكذلك الكوادر التي لازالت موجودة في مؤسسات الدولة والمحسوبة على النظام السابق الذي نقدر لهم استشعارهم بالمسئولية وتغيير التفكير والعقلية لديهم لأن مفهوم التغيير أصلا ليس تغيير الأشخاص وإنما تغيير العقليات والمفاهيم وآليات العمل والتنفيذ, عندما نجد من الكوادر والكفاءات والعقليات ممن كانوا في يوم من الأيام ضمن عناصر النظام السابق تغير تفكيرهم وأسلوب أدائهم وتعاملهم مع الواقع, لا شك أن هذا هو التغيير المقصود, وإذا لم تقف تلك الجماعات العابثة في البلد عند حدها وتتعامل معها الدولة تعامل قانوني ومنطقي ستستمر في العبث وتجد من يدعمها, وأتوقع أن تكون المرحلة القادمة, خاصة باقتراب رفع مسودة الدستور إلى الهيئة الوطنية وستكون خطوة تختلف عما كان قبل مخرجات الحوار الوطني أو بعده مباشرة, فلا بد من تهيئة وتطبيق للنقاط الإحدى والثلاثين على الأرض.

* مقاطعا: هل أنتم متفاعلون بما يتعلق في هذه النقطة التي ذكرتها؟


- نعم.. ولابد من ذلك وهذا شيء ملزم به رئاسة الجمهورية وحكومة الوفاق في أن تطبق النقاط الحادية والثلاثين وملزمة كذلك في تهيئة المناخات والأجواء لتهدئة الوضع وبسط نفوذ الدولة ونزع سلاح الميليشيات المسلحة التي تعبث بالبلد خارج نطاق القانون والدولة.

* إذا انتقلنا إلى موضوع آخر وفي إطار المحافظات الجنوبية, الحراك المسلح الآن يصعد من عملياته المسلحة وهناك دعوة من قبل على سالم البيض بالبدء بما يسميه الكفاح المسلح,هل تعتقد بأن هذه الدعوة ستجد طريقها لدى الشارع الجنوبي؟


- أبداً.. فتصريحات حيدر العطاس الأخيرة التي صرح بها من القاهرة وقال فيها بأنه مع مخرجات الحوار الوطني ومع فكرة الأقاليم وأن هذا هو الحل حتى قال بأنه لا يمكن إنصاف الجنوب إلا بإنصاف الشمال والعكس, هذه تصريحات متقدمة ونوعية وأنا كنت في زيارة إلى المملكة العربية السعودية والتقيت فيها بالأستاذ عبدلله - وزير الخارجية الجنوبي السابق- وهو أيضا يؤكد على أن الحل الممكن والأقرب إلى المشكلات التي تعيشها البلد ويخرجنا من الأزمات التي عاشها الجنوب والشمال ثم عاشها اليمن بعد الوحدة هو حل توزيع الإدارة والسلطة والثروة على ستة مراكز وهو ما حدث في مخرجات الحوار الوطني وهو ليس تقسيماً إدارياً و إعطاء مساحة أوسع للشراكة بين الكوادر والكفاءات الوطنية الموجودة في هذه الأقاليم ولا تنفرد بالسلطة فئة أو قبيلة أو منطقة على حساب البلد بشكل عام كما حدث قبل عام تسعين أو بعده وهذه قضية محسومة, ودعوات البيض لم تعد مقبولة وحتى ما يسمى بالكفاح المسلح يرفضها الحراك السلمي ورسالة الحراك السلمي في فعالياته التي يقوم بها كانت واضحة بأنهم مع الحل السلمي ولأنهم لم يروا شيئاً من مخرجات الحوار الوطني فهم يرفعون صوتهم بالمطالبة باستعادة الدولة لأنهم أيضا لم يروا طمأنة على الواقع وإنما هناك اجتياح عسكري ومهاجمة للمدن وشباب الحراك كما يقولون على الأقل, لكن أداءهم كان سلمياً ورائعاً في الحقيقة..

* هل تتوقع بأنهم سيتراجعون عن مطالبهم بفك الارتباط في حال أنهم رأوا تغييراً على الواقع؟ 


طبعاً ولا شك بأن هذا سيحدث, وأنا التقيت بكثير من شباب الحراك في صنعاء, تحدثوا مع اللواء/ خالد باراس- رئيس مؤتمر شعب الجنوب ورئيس فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار- وأبدوا استعدادهم للتفاعل مع مخرجات الحوار الوطني وهم على قدر من الوعي والمسئولية, لكنني أقول بأنهم لم يروا واقعا على الأرض, رأوا أن السلطة لا تزال هي السلطة التي عينها علي صالح وآلياتها ووسائلها لم تتغير.

* أليس هناك تغيير في المحافظين وفي القيادات العسكرية والأمنية؟

- لا يوجد أي تغيير بعيد عن الجانب الأمني والعسكري, نحن نتحدث عن الجانب الإداري الذي هو أقرب إلى حياة الناس ومعاناتهم, فلا تزال نفس الأدوات ونفس العناصر السابقة وبنفس العقلية بل حتى التدخل العسكري في أي محافظة لا يأتي إلا بموافقة اللجنة الأمنية برئاسة المحافظ, بل أحيانا يتلقى تعليماته من علي عبدالله صالح ذاته.

* على ذكرك موضوع التواجد الأمني والعسكري في المحافظات الجنوبية ألا تعتقد أن التعامل الأمني مع عناصر التخريب والعنف ضروري حتى لا تنزلق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه؟

 - نحن لا نقول أن تغيب الدولة, بالعكس أقول لك: إن حلف قبائل حضرموت يقول: نحن نريد دولة ولكن دولة تحترمني وتحترم نفسها, دولة لا تعتدي عليَ ولا أعتدي عليها ويديرها مسئولون عقلاء يعرفون الواقع وعلى دراية بما يريده الناس, لا تدار من قبل عقليات لا تتعامل إلى بمبدأ البطش والضرب بيد من حديد, والناس اليوم لم يعودوا يخافون من الدبابة أو السلاح, شباب, صغار في سن الخامسة عشرة, مستعدون أن يقفوا أمام المجنزرات, بمعنى أن القضية تحتاج إلى حل جذري لمشكلة هؤلاء الشباب والمواطنين وفهم مطالبهم, وحتى الآن لم تنفذ تعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية فيما يتعلق بمطالب قبائل حلف حضرموت مع أن هناك توجيهات صريحة على السلطة المحلية أن تبدأ بتنفيذها ولو قالوا إنه لا توجد إمكانيات فأظهر ذلك على العلن بمؤتمر صحفي تعلن فيه ما هي أسباب عدم تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية حتى يطمئن الناس.

* ألا تعتقد أن هناك أجندة خارجية إقليمية سواء كانت في الشمال أو في الجنوب وهي من تسعى لإطالة أمد الصراع باستخدام أدوات محلية؟

- كلام رئيس الجمهورية كان واضحاً حينما قال بأن هناك أجندة خارجية تدعم مثل هذه الجماعات والمواطن اليمني بصراحة سواء في الجنوب أو الشمال, أصبح يدرك مثل هذه المخاطر ولن تنطلي على أحد, وأخطر الجماعات الآن التي تعبث بالبلد هي جماعات مافيا المخدرات التي اخترقت تقريبا معظم مكونات المجتمع الموجودة, اخترقت القاعدة وأجهزة الدولة.

* مقاطعا: برأيك من يدير هذه الجماعات أو ما أسميتها مافيا المخدرات؟

- لاشك بأنهم تجار المخدرات في الداخل أو الخارج معروفة أسماؤهم وهم يتمتعون بنفوذ خطير وغيرعادي, لكن هؤلاء- إذا لم يجدوا دولة تتعامل معهم بحزم- فلا مانع لهم في أن يستثمروا الحماقات التي ترتكب والغطاء الذي يعطى لهم من قبل سلطة النظام السابق التي لا تزال تدير مثل هذه المؤسسات والمحافظات.

* في موضوع آخر كيف تقرأ عودة القاعدة بهذه القوة والشراسة في المحافظات الجنوبية بعد أن كان قد تم تطهيرها في أبين؟

 - القاعدة هي جماعة فكرية مسلحة تنشأ وتتطور كلما وجد التدخل الأجنبي وأنا أقولها بأعلى صوتي" كلما وجد التدخل الأميركي الأجنبي المباشر في البلد وجدت القاعدة" لأن هذا يكسب القاعدة تعاطفاً شعبياً وشبابياً وفكرياً, ولا يمكن أبدا أن يتم القضاء على القاعدة بالطائرات الأمريكية والتدخل الأمريكي, القضاء على القاعدة يتم بوجود دولة حقيقية تتعامل مع هؤلاء الشباب تعاملاً مسئولاً باعتبارهم أبنائنا, أما منهم من خارج الوطن فليرحلوا ومنهم من داخله فنحن المسئولون عنهم, والذي لم يرتكب جريمة يحاور بالفكر وبالعقل وبالإقناع والدليل, ومن ارتكب جريمة يطبق عليه القانون.

* هل تعتقد بأن ذلك ممكناً؟

ممكن جداً, وقد حدث في دول أخرى مجاورة, فعندما وجدت الدولة في المملكة العربية وفي مصر اختفت القاعدة وهكذا عندما وجدت الدول في الجزائر وفي تونس اختفت القاعدة, لأنهم رفضوا التدخل المباشر الأمريكي بالطائرات بدون طيار, ولم نسمع قيادياً من القاعدة في السعودية ضرب بطائرات بدون طيار ولم يقتل عناصر القاعدة بهذه الطائرات الأمريكية إلا في اليمن أو كما في أفغانستان وباكستان وغيرها, و في النهاية لم تؤد هذه العمليات إلى القضاء على القاعدة.

* كيف تنظر إلى العمليات الأخيرة التي وجهها الجيش لمعاقل القاعدة في عدد من المناطق الجنوبية؟


أنا مع التعامل المتوازن من قبل القوات المسلحة اليمنية, فهي تتدخل في الضالع ولا تتدخل في عمران.. تتدخل في شبوة ولا تتدخل في صعدةه, وقد كتبت- في منشور لي على الفيسبوك- قلت فيه" إنه إذا كان الهدف من العملية هو بسط نفوذ الدولة فصعدة أقرب من صنعاء وإذا قدرتم على صعدة فعلى غيرها أقدر, استخدام القوات المسلحة والزج بها في مواجهة مع جماعة دون أخرى هذا يفقد القوات المسلحة الثقة والمصداقية, إما أن تقرر الدولة ويقرر القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي هو رئيس الجمهورية بسط نفوذ الدولة على كل شبر في الوطن وسيجد الشعب اليمني كاملاً واقفاً معه أما أن تستخدم هنا ولا تستخدم هناك فهذا عمل مختل ونحن لسنا مع القاعدة في أسلوبها, لكن أنا ضد أن يضرب الجيش معاقل الجماعات المسلحة في منطقة دون أخرى".

* البعض يقارن بين أعمال جماعة الحوثي المسلحة والقاعدة وأن كليهما يستخدمان العنف بل ويزيد البعض بالقول إن القاعدة أقرب من الحوثين في مسألة الحوار معها على الأقل أنها لا تؤمن بالحق الإلهي في الحكم برأيكم ما منطقية هذا الطرح؟


- المفترض- قبل أن نقرر محاربة أي جماعة من الجماعات- ينبغي أن ندرس ونقيم تلك الجماعة تقييما صحيحا ولا تأتي محاربة الدولة والجيش لأي جماعة بموجب رغبات خارجية, نحن في اليمن ينبغي أن ندرك أن استخدام القوة في مواجهة الجماعات المسلحة الموجودة في اليمن وفي هذه الظروف وأن نسأل هل يخدم المصلحة العامة أم لا يخدمها؟ وأيضا ما هي الجماعة التي يمكن أن يتم الحوار معها ومن هي الجماعة التي ترفض الحوار؟ وهل بدأنا عملية حوار مع جماعة من الجماعات ووجدنا أنه لا ينفع معها إلا السلاح ويتم اتخاذ القرار بهذا الشكل؟ القاعدة والحوثي وهما تقريبا أخطر جماعتين مسلحتين موجودتين في اليمن وهناك فرق بينهما متمثل في أن القاعدة تدعي نصرة الشريعة والحوثي يدعي نصرة الله, هذا يقول بأن الولاية في البطنيين والآخر يقول بالجهاد في سبيل الله, ولابد أن يكون هناك تحليل واقعي ومنطقي لهاتين الجماعتين يبنى على أساسه التعامل معهما, وإذا وجدنا أن هاتين الجماعتين لا يمكن أن تقبل إلا بالسيف والحرب فالأصل أن يكون هناك إجماع وطني على هذا في البلد حتى يكون هناك دعم حقيقي لتلك العمليات لأنك في مرحلة وفاق وطني وليس في مرحلة اتخاذ قرار من طرف دون طرف.

* في موضوع آخر كيف تقيمون ثورات الربيع العربي في ظل ما حدث في مصر من انقلاب على الثورة والشرعية الدستورية؟

- بالنسبة لثورات الربيع العربي فقد اتخذت أشكالاً متعددة ومتنوعة وهذا يعتبر ذكاء من الثوار فلم يتخذوا لوناً أو شكلاً واحداً لتغيير الأنظمة المستبدة, ومن خلال الواقع التي تعيشه دول الربيع العربي وجد النموذج اليمني والتونسي وهما الأقرب للنجاح والواقعية, لأنهما لم يستخدما أسلوب الإقصاء الكلي للأنظمة السابقة وإنما اختارا مبدأ الشراكة والوفاق الوطني والتغيير التدريجي بدلاً من أن يكون التغيير جملة واحدة نجعله تغييراً مرحلياً حتى تطور لتغيير شكل الحكم كما في اليمن حتى نسقط مبدأ المركزية والاستبداد وإن ظهر نظام آخر لا يخدم فكرة الثورة ولا أهدافها لا يمكن أبداً أن يستحوذ على القرار بشكل عام بعد التغيير الجذري لنظام الحكم في اليمن وهذا ما أظن أنه يسعى إليه إخوتنا في تونس وليبيا.

 وما حدث في مصر هو مؤامرة ثلاثية من قبل الأنظمة العربية التي خشيت على نفسها, ومن قبل المجتمع الدولي الذي خشي أيضا على الكيان الصهيوني لقرب مصر من فلسطين, وأيضا الكيان الصهيوني الموجود في فلسطين.. هؤلاء جميعا تآمروا على الثورة المصرية ولكنهم وجدوا أيضا أنهم لن يستطيعوا الوصول إلى نهاية الطريق والمؤامرة لأنه حتى الآن لم يعترف أحد بالانقلاب وحكومته في مصر بل إن أكثر الناس وقوفاً ضد هذا الانقلاب هو الاتحاد الأفريقي المعني بما حدث في مصر وكانت رسائل الاتحاد الإفريقي واضحة لسلطة الانقلاب في مصر بأنه لا يمكن أن يمر هذا الانقلاب أو نعترف به وبانتخابات تجري تحت الدبابات والمدفعيات ولا يمكن أبداً أن نقبل بأحكام الإعدام الجماعية لمن خالفوكم الرأي.

 وأحب أن أؤكد هنا أن ما حدث في تركيا من فوز كاسح للتيار الإسلامي وحزب أردوغان كان ضربة قاسمة للانقلاب في مصر وكان داعماً معنوياً لثورات الربيع العربي والسبب الرئيسي في هذا هو الصراع الحاصل الآن بين الشرق والغرب على أوكرانيا وشبه جزيرة القرم ولعل ذلك منحة من الله عز وجل وهبت لكي تنفرج الأمور سواء في مصر أوفي عدد من الدول العربية للتكالب العالمي الموجود على ثورات الربيع العربي في أن يكون هناك صراع بين معسكري الشرق والغرب في منطقة حساسة من العالم قريبة من الشرق الأوسط كما يقولون وسيصدق قول الله تعالى " غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون" وعندما ترجع إلى تفسير هذه الآية ما هو النصر الذي حدث حتى نفرح نحن المسلمين هو انتصار الروم على الفرس فاعتبر الله أن ذلك نصراً للمؤمنين لأن الروم أقرب لنا لأنهم أهل كتاب, فالصراع الحاصل الآن في أوكرانيا والقرم سينعكس مباشرة على العالم العربي وعلى منطقة الربيع العربي إيجاباً وقد انعكس على تركيا وسينعكس قريبا على مصر.

* ألا تخشى من تكرار النموذج المصري في اليمن؟


- يستحيل ذلك فهم جربوا الانقلاب في مصر ولم ينجح بعد أن استنزف منهم مبالغ هائلة ووصلت حتى الآن من دولة واحدة داعمة للانقلاب في مصر خمسة وعشرين مليون دولار, فإلى متى سيظلون ينفقون تلك الأموال وذاك الدعم, فالقضية أصبحت لديهم مرهقة ومتعبة مالياً وأمنياً وفكرياً وحتى شعبياً داخل هذه الدول التي تحملت فاتورة الانقلاب فلم يعد بأيديهم أن يستمروا, فضلاً من أن يكرروا سيناريو الانقلاب في دولة أخرى.  

* فيما يخص العمل الخيري في اليمن معروف أنه يتلقى معظم الدعم من دول الخليج, ما مستقبل العمل الخيري باعتبارك أحد رواده في ظل الضغط على الداعمين في الخليج من قبل الأنظمة في عدم إيصال هذا الدعم إلى الجمعيات الخيرية والمحسوبة بشكل أو بآخر على التيار الإسلامي؟

- أتمنى من الأنظمة القائمة, خاصة في الدول المانحة والتي بها رجال خير وتجار يرغبون بدعم العمل الخيري.. أتمنى أن تتعامل بموضوعية في هذا الأمر لأنه إذا تم التضييق على المؤسسات والجمعيات الخيرية في اليمن سيترك الميدان واسعاً على مصراعيه للجماعات المسلحة التي تستقطب الشباب وتؤثر في المجتمع, فهذه الجمعيات تقوم بدور التوعية والتعريف بالإسلام الوسطي وينبغي لهذه الجمعيات أن تدعم لا أن تضايق بحجة تجفيف منابع الإرهاب لأن هذا تفكير خاطئ ومن يظن أن القاعدة أو الجماعات المسلحة تتلقى دعمها من المؤسسات والجمعيات الخيرية أو تستخدمها لدعمها فهو خاطئ في ظنه لأن طريقة هذه الجماعات في الدعم والتمويل تختلف تماما, وهم مستعدون ليختطفوا عجوزاً فرنسية وإلا ألمانية من مأرب أو غيرها حتى تتفاوض معهم السفارة الألمانية أو الفرنسية لتعطيهم عشرة ملايين دولار لإطلاق سراح تلك العجوز, أو إسقاط مدينة من المدن ونهب بنوكها ومحلاتها ومؤسساتها ليحصلوا على الدعم الذي يريدونه, وهذه هي طريقتهم في التمويل فلا يستخدمون الجمعيات الخيرية شماعة وهذه إشاعة باطلة وفاسدة استخدمت من أجل ضرب العمل الخيري حتى تفتح الطريق أمام هذه الجماعات المسلحة حتى تجتاح الميدان الخالي من هذه الجمعيات التي كانت تغطي مساحة واسعة من العمل الخيري والدعوي والإنساني, ومستقبل العمل الخيري في تقديري يبشر بخير لأن الجمعيات الخيرية طورت من تفكيرها الآن وأصبحت تفكر في التمويل الذاتي والاعتماد على الأوقاف والاستثمار والشراكات مع منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج وفي الوقت التي توجد فيه المؤامرات على هذه الجمعيات بالمقابل أيضا توجد استراتيجيات ودراسة وتجديد وتحديث لآليات ووسائل العمل.

* هناك تسريبات بوجود ترتيبات لعودة العطاس ليترأس حكومة سيتم تشكيلها في القريب العاجل لتنفيذ مخرجات الحوار, من خلال معرفتك وعلاقاتك مع أطراف سياسية عدة ما صحة هذه التسريبات وكيف تراها؟

- في لقاءاتنا الأخيرة بالأخ حيدر العطاس نفى هذه الأخبار ويقول: أنا لا أريد أن أعود من أجل أن أرأس حكومة أو إقليماً, ولكن إذا قررت العودة إلى اليمن فلن يمنعني أحد من العودة إلى وطني وسأعود عندما يقدر الله.. هكذا قال بنص حديثه والذي أكده في موقع إخباري مقرب منه في حضرموت, وهو ليس بالأمر المستغرب, فالكفاءات والكوادر اليمنية في الداخل والخارج وخاصة من لم يثبت عليه أنه ارتكب جرماً في حق هذا الوطن وفي حق الشعب, فالمجال مفتوح للجميع ’ ونحن جعلنا شروطاُ في فريق الحكم الرشيد والذي أنا عضو فيه لمن أراد أن يتولى منصبا في الدولة وفي مؤسساتها القادمة وهذه الشروط منصوص عليها في وثيقة الحوار الوطني وأكدنا على أن لا يكون من الذين لا يستطيع القضاء الوصول إليهم بسبب قيود قانونية, كالذي يمتلك حصانة وعليه تهم ولا يريد أن يتحاكم, فهذا لا يمكن مطلقاً أن يتولى منصباً قبل أن يتحاكم, وأن لا يكون منتمياً إلى المؤسسة العسكرية والأمنية أيضا إلا إذا قد مر عليه عشر سنوات من تركها, ولذلك نقول بأن العقول اليمنية والكفاءات والكوادر يتسع لها الوطن مالم تكن هناك إشكاليات قانونية عند هؤلاء.

* رسالة في نهاية اللقاء تود قولها ولمن؟ 

 - أرسل رسالة إلى الرئيس هادي وأقول له فيها: أنت قبلت بأن تكون رجل المرحلة وتتحمل المسئولية في هذه اللحظة التاريخية الفارقة من تاريخ اليمن ونرى بأنك أهل لذلك وقد أثبت بجدارة قدرتك في إدارة المرحلة السابقة وفي المرحلة القادمة, نتمنى منك أن تجعل وثيقة الحوار الوطني والنقاط الحادية والثلاثين التي تم الاتفاق عليها في محل التنفيذ والتطبيق في أسرع وقت ممكن لإنصاف أبناء الجنوب والشمال وتوفير الدعم اللازم بعلاقاته المتميزة مع الدول المانحة لتنفيذ تلك النقاط لأنها ستعطي الأمل وستكون بمثابة رسالة عملية ميدانية وملموسة للمواطن البسيط في الشارع في أن هناك جدية في تطبيق المخرجات وفي التغيير, وأتمنى كذلك أن لا يخضع لأي قرارات أو ضغوطات خارجية لا تخدم الوطن.. فهو رجل الدولة ورئيس الجمهورية وعليه أن يضع نصب عينيه مصلحة اليمن أولا وقبل كل شيء في التعيينات والقرارات التي يصدرها في اختيار الرجال المخلصين الذين يعينوه في اجتياز هذه المرحلة.

 ورسالتي الثانية للشعب اليمني في الداخل والخارج في الجنوب والشمال أقول فيها: بأن المرحلة- التي نعيشها اليوم- هي مرحلة تحول حقيقي وجذري للدولة, إذا أراد الواحد منا أن ينقل أثاث بيته من بيته القديم إلى بيته الجديد سيرهق وسيخسر وربما يفقد شيئاً من هذا الأثاث أو يتلف منه شيء فما بالك بأننا ننقل يمنا ووطنا من اللا دولة إلى الدولة ومن المركزية إلى اللامركزية ومن الإقصاء والتهميش إلى الشراكة والعدالة والمواطنة وهذا له تكاليفه وتضحياته وعلينا أن ندرك بأن هذه المرحلة تحتاج إلى تعاوننا جميعا وما نخسره من أرواح ودماء وأموال هي ضريبة هذا التغيير السلمي ولو كان بغير ذلك لكانت الضريبة والفاجعة أكبر وما يدور اليوم في بعض الدول المجاورة خير شاهد على ذلك.    

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد