الدكتور/ محمد الزهيري رئيس الهيئة الشعبية لمواجهة المد الطائفي) لـ " أخبار اليوم" :

ضعف الرئيس هادي والتعاطف الدولي وراء التوسع الحوثي المسلح

2014-04-26 15:40:00 حاوره / قائد الحسام

اعتبر الاكاديمي الدكتور محمد الزهيري رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة اب و رئيس الهيئة الشعبية لمواجهة المد الطائفي التوسع المسلح لجماعة الحوثي وممارستها القتل والحصار والاعتداء والتدمير والتهجير ضد المدنيين والعسكرين يأتي في ظل الضعف الشخصي والاستنادي للرئيس عبدربه منصور هادي.

واشار الزهيري في حوار خاص مع أخبار اليوم الى أن صمت وزارة الدفاع هو جزء من سلبية الدولة وأن الرئيس هادي لم يدر أنه صاحب القرار والرجل الأول في اليمن لطول ما عاش كتابع ومنفذ قبل وبعد الوحدة.

وارجع التوسع الحوثي المسلح وامتلاكه للسلاح الثقيل الى الانقسام داخل الجيش والأمن والحكومة وضعف الولاء الوطني والبناء المهني داخل مؤسسات الدولة.

ولفت الى ما وصفها بالعنصرية السائدة في السياسة العمياء، والتي قال انها تتمثل في تعامل الدولة الحازم مع ما يسمى بـ( أنصار الشريعة ) واللين مع الحوثي (أنصار الله)، وتتضح في منع حمل مسدس في إب أو عدن أو الحديدة بينما يسمح للحوثي بالدبابة والصاروخ والمدفع وكل أنواع الأسلحة.

 وقال ان القتل والاعتداء والتدمير والتهجير على أسسٍ دينية أو عرقية، هو ما يمارس على المسلمين من عهد الأندلس ومحاكم التفتيش، إلى ميانمار، وأفريقيا الوسطى، ودخل في الخط ممارسة الشيعة ضد أهل السنة في إيران والعراق وسوريا ولبنان، ومنها ممارسة الحوثي في اليمن.

ولفت الى ان صراع الحوثي بدأ مع الدولة ثم لم يستثنِ أحداً فقتل اليهود وهجر، وقتل وحاصر الزيدية أتباع الشيخ محمد عبدالعظيم الحوثي ، وقاتل وهجر القبائل، وقاتل الإصلاح في الجوف وحجة، وقتل سكرتير الحزب الاشتراكي فيها ثم ختم بالسلفين.

واشار الى التعاطف الدولي لا سيما الأمريكي مع الشيعة وميليشياتهم في العالم العربي لافتا الى رفض تصنيف جماعة الحوثي باليمن كجماعة إرهابية تهدد الدولة وترتكب جرائم حرب

وفي سياق أخر قال ان دول إقليمية صاحبة المبادرة الخليجية هي من أقرت الأقلمة لليمن كي تكن مقسمة لوحدة اليمن ولها موقف منه وإن الدول الغربية التي ترعى الحوار هي من تنمي تجزئة المجزء أو تقسيم المقسم..

واوضح إن الفيدرالية أو الكونفدرالية تتم باتحاد دول مختلفة وليس في تحويل دولة متحدة إلى أقاليم. وقد تكون لأسباب دينية أو عرقية أو جغرافية وهي ليست موجودة في اليمن.

                                                                                      

ويقلل الاكاديمي الدكتور محمد الزهيري رئيس الهيئة الشعبية لمواجهة المد الطائفي من أي وسائل لوقف نزيف الدم اليمني في المجالين العسكري والمدني باستثناء ثلاثة أشياء وهي ترسيخ ثقافة الإسلام المعظمة لحرمة الدماء وميثاق يحرم الدم اليمني والثالثة وهي الأهم القصاص كون القصاص حياة كما اخبرنا الله تعالى في محكم تنزيله بقوله تعالى (ى ولكم في القصاص حياة ) فلو علم القاتل بانه سيقتل ما اقدم على القتل . ويرى الدكتور الزهيري أن المشكلة في الطائفية ليست في المعتقدات والشعائر فقد تعايش المسلمون واليهود والنصارى والمجوس والوثنية ...الخ ولكن المشكلة في الممارسات الإجرامية كالقتل والاعتداء والتدمير والتهجير على أسس دينية وعرقية . كما استغرب الدكتور الزهيري من العنصرية السائدة للدولة في منع حمل السلاح الشخصي في بعض المدن والمحافظات في الوقت الذي يسمح للحوثي بحيازة السلاح الثقيل كالصواريخ والدبابات والمدافع وغيرها .

محاور أخرى جديرة بالاهتمام والقراءة ناقشناها في حوارنا التالي فالي الحوار :


*نزيف الدم اليمني سواء من المدنيين أو العسكريين كيف يمكن إيقافه وإشاعة ثقافة الأمن والسلام ؟

 

 ـ يوقف نزيف الدم اليمني بثلاثة أشياء 1- ترسيخ ثقافة الإسلام المعظمة لحرمة الدماء والمتوعد بأشد العقوبات في الدنيا والأخرة وبيان أن كل الدماء معصومة محرمة إلا في حد أو حرب وأمرهما للدولة وحدها 2- ميثاق يحرم الدم اليمني سوى دم العسكري أو المدني فنتبع منهج الهدي النبوي ونلحق الغرب المدني ونردد شعار عرفات الرئيس الفلسطيني الدم اليمني حرام على اليمني 3- تطبيق حد الإسلام الرادع وهو القصاص لان القصاص حياة يقول الله تعالى ولكم في القصاص حياة لان الذي يريد القتل حينما يعلم انه يقتل فلن يقتل فيمتنع القتل وتتحقق الحياة وتستمر للجميع.

 
*ما توقعكم للعمل السياسي السلفي ونصيحتكم للقادة السياسيين السلفيين وهم في بداية الطريق ؟


ـ توقعاتنا أن المستقبل سلفي يدل على ذلك نصوص الوحي وتوجه الأحداث وفشل النظريات وتظهر الأحداث الأخيرة في اليمن السلفيين قوة فاعلة هيأها الله وسيكون لها في المستقبل شان ودور لأسلمة المجتمع وتعبيد الناس لله وعليهم أن يحملوا مشروع السنة ومنهجها العقدي والسلوكي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي ويتبنوا تاريخها بكل فخر واعتزاز من عهد النبي إلى سقوط الخلافة العثمانية كتاريخ إسلامي سني لا أموي ولا عباسي ويجعلوا خطابهم وخططهم باسم امة لا شيخ ولا جماعة ولا جمعية ولا حزب ولا قطر ولا مذهب ولا فرقة ولا قومية وحينئذ سيحصل التلاؤم الداخلي للفرد وسيحصل التصالح والانسجام في قراءة التاريخ الذ سينعكس على الروية للإنسان والمجتمع والكون والحياه وبهذا وحده سيستقيم الأمر وتعود المياه إلى مجاريها ونخرج من حالة التيهان الذي نعيشه في التاريخ المعاصر منذ 1924 لقوم يتفكرون ويتفقهون فيعقلون .

 
*لكم بعض الكتابات حول المعوقات التي تقف أمام الإسلاميين فمن تعني بالإسلاميين تحديداً وما هي أبرز المعوقات باختصار؟

 
ـ المعوقات كثيرة من أهمها الصفوية التي قسمت المسلمين إلى إسلاميين وغير إسلاميين ثم قسمت الإسلاميين إلى جماعات وأحزاب كل جماعة توجه خطابها لاتباعها بدل توجيهيه للامة وهذا سائغ للأحزاب الطائفية والعلمانية لأنها تقتطع جزءا من الأمة لتخرجه منها على عكس الشيعة الذين تبنوا الفرق الشيعية التي كانوا يكفرونها كالزيدية والباطنية بكل فرقها.

 

فظهرت هذه الحدود مبتورة عن منظومتها وضوابطها الإيمانية والاجتماعية دعوة للقتل والرجم وقطع الأيدي والأرجل وجلد الظهور ولم تظهر كأحكام رادعة فيها الحياة كما قال تعالى ((ولكم في القصاص حياة ))

فضلا عن ذلك ارتبط تطبيق هذه الشريعة بالإسلاميين فلا يحكم بالشريعة إلا نحن ولم تقدم كرؤية وتصور ويحكم بها من يحكم فظهر الإسلاميون كخطر يهدد الأخرين بالإذالة كما اظهر الإسلاميين كطلاب سلطة يستخدمون الشريعة كستار للوصول إليها.

 

المعوق الثاني

أمام الإسلاميين أنها حصرت مطالبها في المادة الثانية أو الثالثة والذي يجب أن ينص على مصدرية التشريع ونتج عن ذلك الاتي 1- حصرت الشريعة من منهاج حياة ورؤية للغيب والشهادة وتصور للإنسان والمجتمع والحياة إلى مجموعة من الأحكام القضائية أبرزت منها الحدود منفصلة عن منظومتها المتكاملة تبدأ بتحكيم الشريعة مع النفس ومع الأقرباء كما قال تعالى ( يأيها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء بالحق ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ) أو مع الأعداء كما قال تعال (ولا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ) فظهرت هذه الحدود مبتورة عن منظومتها وضوابطها الإيمانية والاجتماعية دعوة للقتل والرجم وقطع الأيدي والأرجل وجلد الظهور ولم تظهر كأحكام رادعة فيها الحياة كما قال تعالى ولكم في القصاص حياة فضلا عن ذلك ارتبط تطبيق هذه الشريعة بالإسلاميين فلا يحكم بالشريعة إلا نحن ولم تقدم كرؤية وتصور ويحكم بها من يحكم فظهر الإسلاميون كخطر يهدد الأخرين بالإزالة كما ظهر الإسلاميين كطلاب سلطة يستخدمون الشريعة كستار للوصول إليها.

أمام الإسلاميين لم تستطع تغيير الفساد فظلت العلمانية تحكم بشخوص إسلامية نتج عنها شعور الآخرين على اختلافهم بأن الإسلاميين خطر يهدد مصالحهم فتكتلوا لمواجهتهم وإن وجدت المادة ظلت حبرا على ورق ولا أدل على ذلك من دستور اليمن الشمالي ثم دستور دولة الواحدة الذي ينصان على أن الإسلام مصدر وحيد لجميع القوانين ومع دلك ظل الظلم قائما والفساد موجودا والربا في البنوك حلالا وإشاعة الفاحشة في الإعلام رائجا .

المعوق الثالث

أمام الإسلاميين تبني المشروع الترقيعي الذي يركز على المتغيرات والجزئيات السياسة الفساد الظلم الفقر الغلاء واهمال الثوابت والكليات التي هي تعبيد الناس لله كما قال تعالى ((قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ))

التي هي بيت القصيد ومنبع الحكمة وسسبب المعرفة لان الانسان يكون قد نظر ببصيرة وسينظر لكل ما يعمله ويقوله من منظور انه عبادة وهذا سيسهل فهم الاسلام واحقيته وقد قيل اذا اردت ان تعرف حقك على أبنائك وزوجتك وجيرانك فعرفهم بحق الله واذا اراد الحاكم ان يعرف حقه على شعبه فليعرفه بحق الله وهما يصير الهمين هما واحدا والنبي يقول الدين النصيحة ولا ادري كيف سيتم الاصلاح بغير هذا المنهج وعلى اي منهج وكيف سنفعل مع ثقافة العولمة الغربية وثقافة السطع والغرائز التي تحملها كل وسائل التقنية التي نحملها ونستعملها والكفيلة بطمس الهويات والثقافات والخصوصيات ما لم تهضمها رؤيتنا وتصورنا وثقافتنا الخاصة

المعوق الرابع: أمام الإسلاميين هو الخطاب الدعوي الذي يركز على السلوكيات الشخصية والاخطاء الفردية بدلا من معالجة الظواهر الاجتماعية والأحكام الشرعية العامة خلاف منهج الاسلام من الكتاب والسنة الذي تناول ذلك بخطاب جماعي استعمل ضمير الجماعة كما في سورة التوبة ومنهم حتى قال عمر خشينا ان تسمي وكما في قوله اتقوا الله ولا تقربوا وهكذا ولم تسمي السنة الا عدة اسماء اقيم عليهم الحد كماعز والاسلمية لغرض التشريع مما افسح المجال واسعا لثقافة الشك وسوء الظن والتجسس والغيبة والنميمة والعمز واللمز واحيانا يكون دافع ذلك التقييم النمطي الشخصي او الشهوة الخفية او الظاهرة او الحزبية الضيقة او الخلاف الشخصي مما اوغر النفوس ونفر القلوب ووسع الخلافات الشخصية مما سبب هذا التشظي والتفتت داخل الاسلاميين انفسهم ليصدق عليهم قول الشاعر في كل يوم تشهدين جماعة واذا الجماعة في المساء ثنتان وصار ينطبق عليهم ما كان يقال عن اهل البدع انهم يجتمعون عشرة ويخرجون عشر جماعات.

المعوق الخامس

 الخلط بين الدعوة وقادتها وعدم فهم أن الدعوة قد تنتصر بموت دعاتها كما هو مطرد في قصص القرآن الكريم والتاريخ الاسلامي . ومن ذلك نخلص أن الإسلاميين بتصوراتهم وتركيبتهم الحالية صاروا العائق الاكبر امام حاكمية الإسلام وهيمنته وقوته ووحدته وان هذه الحقيقة يدركها الكثير من النابهين لكنهم لا يجرؤون على البوح بها خوفا من اعلام هذه الحركات وسطوتها القادر على تشويهه واحراقه والذي قد يصل الى الحكم بردته وربما تصفيته

المعوق السادس

أمام الإسلاميين النمطية والشخصنة والفردية للقيادات الفذة

الأسرة التي منعت بقصد أو بحسن نية تحول الدعوة إلى العمل المؤسسي الجماعي المنظم على الرغم من اتساع الجماعة

او الحزب الذي يتوجب عليها حسب قانون التطور الاجتماعي كضرورة للاستمرار

والا فمصير هذه الدعوة الاختفاء مهما كبرت ،كما يقول الشافعي:

( الليث افقه من مالك لكن ضيعه طلابه)

 

  وصلاح الدين أسس جيشا هزم اوربا

كلها لكنه مات بموته

لأن ثمرت علم وجهد هؤلاء القادة العظماء لم تنتقل إلى الطور الثاني.

فالعمل المؤسسي وقيام جماعة تقوم بوراثة وبتطوير هذه التركة

كما حصل في مدرسة الصحابة الذين بادروا للاجتماع في سقيفة بني ساعدة ليسدوا مسد القائد الذي لا يسد مسده احد

وجهد الصحابة ومن بعدهم لإقامة مؤسسات مختلفة كالقضاء والجند والشورى للقيام بأمر الأمة التي تركها النبي عليه الصلاة والسلام

ولا يهولنك اليوم من اتساع الجماعة وكثرة اتباعها فهي عمل فردي يتضح ذلك من النمطية السلوكية والشكلية

حتى في اللباس والكلام من خلال الالفاظ ونبرة الصوت وفي التعصب والتحزب للرأي وفي عدم القدرة على المبادرة ونقد الأخطاء واقامات علاقات ناضجة

مع الاخرين والعمل الفردي مهم عظم يموت بموت صاحبه ويمرض بمرضة ويرحل برحيله وينشغل بانشغاله

والعمل المؤسسي الحقيقي هو الذي يقوم على نظام يحدد الهدف وخطة مرحلية منظمة لتحقيق الهدف وكادر بشري واع يعرف كل فرد موقعه وواجباته وحقوقه، ويحدد هذا النظام الشورى الملزمة وسيلة وحيدة لاتخاذ القرار.

ويلزم الجميع مؤيدين ومعارضين

بتنفيذه وتبنيه لا اسلام الا بجماعة ولا جماعة إلا بإمام ولا إمام إلا بسمع وطاعة، والجماعة من الاجتماع للتشاور واتخاذ القرار.

لا اجتماع الضيافات وأكل القات

المعوق السابع التعميم في الحكم سوى على الأفراد إذا اخطأوا في معصية إو بدعة فسرعان ما يحكم عليهم بالفسق والانحراف او البدع وبالتالي يسقط ويهجر ويحذر منه ولو كان له من السبق ما له وهذا مخالف لمنهج الاسلام الذي يحسن الظن يلتمس العذر ثم يتثبت ثم يفرق بين القول أو العمل وصاحبه ثم يعذر بالشبهة ثم مراعات السبق ثم في اقالة ذوي العثرات  هيئاتهم ثم في قبول التوبة ثم يتطور الامر الى تعميم الخطاء الفردي على الجماعة او القوم فيحكم عليهم بخطأ الفرد فتبدع وتفسق خلافا لمنهج الاسلام الذي يقول الله تعالى( ولا تزر وازرة وزرى اخرى ) وقوله (ليسوا سواء) وقوله قوله (إن من أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده عليك وان منهم من تأمنه بدينار لا يؤده اليك) ويخال نهي النبي رمي القوم بجريرة بعضهم كما يظهر التعميم في الحكم على الاعداء بانهم اعداء فإذا قامت أمريكا وبعض الدول بغزو العراق قلنا الصليبين والكفار مع ان أوربا الصليبية باستثناء بريطانيا عارضت الغزو والفيتو الفرنسي هو الذي منع صدور قرار من مجلس الامن ثم يعمم الحكم على الإعلاميين والحقوقيين والاغاثيين فنستعدي العالم كله بينما النبي لما نقض بنو قينقاع العهد لم يقل اليهود ولم يعمم على بني النضير وقريظة .\

المعوق الثامن : تقديم النفس كبديل للجميع يريد اجتثاثهم لا اصلاحهم وهدايتهم فاستعداهم وقد اتضح الامر في دعوات العزل السياسي الذي نص في ليبيا على كل من عمل مع القذافي وشمل حتى من عارض القذافي وانظم للثورة وبلغ عدد الذين شملهم القرار ستمائة الف ولو حسبنا ان وراء كل واحد عشرة فان القرار سيطال ستة ملايين كل الشعب الليبي وهذا يخالف منهج النبي الذي كان حريصا على هداية قومه كما يتضح في دعوته يوم الطائف لمن اذاه وكان اشد يوم عليه اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون وكان يرسل رسائل تطمينية لأعدائه الكفار بانه ليس خطرا على مراكزهم ومصالحهم فيقول اللهم عز الاسلام بأحد العمرين وهما من اشد الناس على دعوته ويقول عن قريش لو انهم خلوا بيني وبين الناس فعزي عزهم وكان من امن من قبيل اقر شيخهم عليهم ومن قاتلهم وانتصر عليهم سارع الى جبر مصابهم والعفو عنهم وحفظ حقوقهم بل الى تأليفهم كما يتضح في فتح مكة الذي سارع للعفو عنهم وحفظ حقوقهم معلنا اليوم احق ان ترد الحقوق إلى اهلها حينما طلب منه عمه العباس ان يعطيهم السدانة فقال اين عثمان بن طلحه فأعطاه المفتاح وكانت السدانة فيهم ثم سرعان ما كلف الطلقاء بالمهام فارسل ابا سفيا الى نجران ثم لم يلبث ان اختصهم بغنائم حنين فهدأت النفوس واطمأنت القلوب فدخلت الناس في دين الله افواجا وظل هذا دأب اصحابه حتى كان اكثر قادة الفتوح من الطلقاء فجاهدوا في الله حق جهاده ولسان حالهم لكم وقفت في وجه الرسول فلاقف مثلها معه وهذا سر فتح البلدان امام المسلمين وتحول ابناء البلاد المتوحدة الى الاسلام وانطلاقهم مجاهدين فاتحين على عكس حقائق التاريخ الذي يقاوم فيها الغزاة حتى يخرجوهم من بلادهم ولكن اكثر الناس لا يعقلون.

أما المعوقات الخارجية أمام الإسلاميين 1- الغلبة والقوة الشاملة الثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية التي جعلتنا مولعين ومنهزمين ومنبهرين ويأسين كما قال ابن خلدون المغلوب مولع بتقليد الغالب والمقلد تابع لا يفكر بالتقدم ع المقلد المتبوع ويقول مالك بن نبي لم نستعمر لا سباب سياسية واقتصادية او عسكرية انما استعمرنا لان فينا قابلية للاستعمار اي نرى انه على الحق والصواب وانه لم يتقدم ويتطور الا بسبب انه على الحق واننا عاجزون عن مواجهته وهزيمته وقد كان لاكتشاف البخار والالة والبارود والتقنية الاثر الاكبر في هذه الغلبة المعوق الثاني الخارجي المنظمات الاممية الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي وفروعهما التي تأسست من قبل المنتصرين في الحرب العالمية الثانية حسب رؤيتها وثقافتها ومصالحها وهي مضادة ومعادية لرؤية الاسلام وثقافته ومصالحة وهي تفرض قوانينها وقراراتها على المسلمين بقوة المجتمع الدولي ففرضت تقسيم فلسطين عام 48فاخذها اليه ثم لم تنفذ قرارتها الظالمة بتسليم النصف المخصص للمسلمين وان تبنى المجلس قرارا لصالح المسلين تصدى له الفيتو الامريكي اوغيره ومثله في كشمير وغيرها فضلا عن ذلك فكل محولة للأسلمة او تطبيق الشريعة تصدى لها الغالب بحجة انها تتعارض مع القوانين الدولية وحقوق الإنسان حتى اضطرت الأحزاب الإسلامية وحكوماتهم التي وصلت الى السلطة الى التنازل والتخلي عن مطالبها بإقامة الخلافة وتطبيق الشريعة والدولة الدينية واعلانها القبول بالعلمانية وقوانيين وقرارت الامم المتحدة والمنظمات الدولية ومبادئ حقوق الانسان مما عراها امام شعوبها التي اختارتها على أساس شعاراتها المطالبة بالأسلمة فلما وصلت السلطة لم تستطع تغيير شيئ وهناك معوقات اخرى منها تداعي الأمم وتاءمر الفرق والمنافقين والعلمانيين ومنها المسخ الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وغيرها

 

* لعلك تابعت ما دار بين القاضي الحجري ورئيس الحكومة من تبادل للاتهامات وأوصاف ولربما لأول مرة تتبادل الحكومة مع محافظ مثل ذلك ما الثقافة التي تعكسها الرسائل المتبادلة وما هو رايكم بما دار ؟

 

ـ الذي جرى في إب مؤخراً بين الحجري والمجلس المحلي وباسندوة والحكومة، أمر مقزز يبعث على السخرية لما استعمل فية من لغة نابية وتحريضية وتهديدية تدل على انسداد الأفق السياسي والرؤية الموضوعية ، وغياب الدستور والقانون المنظمة لأعمال الدولة ومؤسساتها،

 والغيبوبة التي تعيشها الدولة ولاسيما ما جرى بين الحجري كمحافظ والمجلس المحلي كإدارة حكومية رسمية تابعة للحكومة، وبين باسندوة كرئيس للوزراء، ومجلس الوزراء كسلطة أعلى ينبئ بخطورة واضحة على مستقبل اليمن وأمنه واستقراره، كون قياداتة لا تفرق بين الوظيفة الحكومية الرسمية، وبين العمل والحزبي والسياسي.

 

*  الثقافة الطائفية المذهبية ما تأثيرها على السلم الاجتماعي ؟

 

ـ المشكلة الطائفية ليست في الاعتقادات والشعائر المختلفة فقد تعايش المسلمون مع اليهود والنصارى والصائبة والمجوس والوثنية والبراهمة والبوذيين وعبدة الشيطان، وحتى الزيدية قروناً طويلة، والتنوع قوة؛ بل إن الالتقاء المذهبي أو العرقي مستحيل، إنما المشكلة في الممارسات الإجرامية؛ كالقتل والاعتداء والتدمير والتهجير على أسسٍ دينية أو عرقية، وهذا هو ما يمارس على المسلمين من عهد الأندلس ومحاكم التفتيش، إلى ميانمار، وأفريقيا الوسطى، ودخل في الخط ممارسة الشيعة ضد أهل السنة في إيران والعراق وسوريا ولبنان، ومنها ممارسة الحوثي في اليمن.

 

*وسائل الإعلام المختلفة اليوم من قنوات وصحف ومواقع التواصل الاجتماعي هل تصنع ثقافة إيجابية؟


 

ـ وسائل الإعلام قسمان " قسم مهني موضوعي مسئول فهو يقوم بدور إيجابي، وهو الأقل.

 وقسم متعصب مثير استفزازي لا يلتزم بثوابت دينية ولا اجتماعية ولا وطنية ولم يلتزم بموضوعية ولا مهنية فهو سلبي هدام.

 

6-     كيف تفسر صمت وزارة الدفاع على جرائم الحوثي وحروبه وهدمه للمساكن والمساجد والمدارس وبين توجيهها للواء 310 بعمران بضبط النفس ؟

 

- صمت وزارة الدفاع هو جزء من سلبية الدولة ولاسيما رئيسها عبدربه منصور هادي كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يحق له إعلان الحرب والسلم تجاه الحوثي الذي يحتل صعدة كاملة وحجة والمحويت وهو يمتلك كل الأسلحة الثقيلة عدا الطائرات، ويمارس القتل والحصار والاعتداء والتدمير والتهجير ضد المدنيين والعسكرين بأمورٍ منها :أ ) الضعف الشخصي والاستنادي للرئيس عبدربه كما وصف ذلك علي سالم البيض، وربما لم يدر أنه صاحب القرار والرجل الأول في اليمن لطول ما عاش كتابع ومنفذ قبل وبعد الوحدة.

 

ب ) الانقسام داخل الجيش والأمن والحكومة وضعف الولاء الوطني والبناء المهني داخل مؤسسات الدولة.

 

ج ) الصراع السياسي غير المسئول الذي كان يصف مواجهة الدولة للتمرد الحوثي بالحرب العبثية والظالمة ثم قدم الاعتذار مجانياً للتمرد، وجعل أي تحرك ضد الحوثي غير شرعي، وهذا الصراع الحزبي اليوم يقوم بدعم الحوثي نكاية بالمعارضين السياسيين، وحينما أتابع قناة أو صحيفة اليمن اليوم أجد نفسي أمام إعلام حوثي بامتياز.

 

د ) العنصرية السائدة في السياسة العمياء، والتي تتمثل في تعامل الدولة الحازم مع ما يسمى بـ ( أنصار الشريعة ) واللين مع الحوثي (أنصار الله)، وتتضح في منع حمل مسدس في إب أو عدن أو الحديدة بينما يسمح للحوثي بالدبابة والصاروخ والمدفع وكل أنواع الأسلحة.

 

هـ ) التعاطف الدولي لا سيما الأمريكي مع الشيعة وميليشياتهم في العراق الذي سلمت أمريكا حكم العراق لها إلى جانب لبنان أما سوريا فلا يوجد ميليشيات في العالم غير المليشيات الشيعة، واليمن ترفض تصنيف الحوثي كإرهابي وتهدد الدولة بأنها ترتكب جرائم حرب.

 

*دعوات كثيرة وجهت للحوثي بترك العنف والعمل المسلح وحل ميلشياته المسلحة والانخراط في العمل السياسي والسلمي لماذا يتهرب الحوثي من العمل السياسي الحزبي هل لأنه لا يحظى بالقبول الجمعي؟

 

ـ رفض تسليم السلاح من قبل الحوثي لقلة جمهوره السياسي الذي لا يؤمن أصلاً بالديمقراطية والانتخابات والتداول السلمي للسلطة لأنه يرى الحكم حقاً إلهيا ووصى بها في البطنين، ويتردد ذلك كثيراً على لسان عبدالملك الحوثي، إنما يقوم رفضه على سبب تاريخي هو أصل في مبدأ الإمامة الهادوية الجارودية الذي يقوم على مبدأ القوة والغلبة في الوصول إلى الحكم، والذي ينص على أن من توفرت فيه الشروط وملك ثلاثمائة وبضع عشر يتيعن عليه الخروج حاملاً سيفه، وسبب واقعي يتمثل في نموذج حزب الله والمليشيات العراقية التى وإن مارست الانتخابات ومع ذلك فهي تستقوي بجيش مسلح.

 

* خلاف الحوثي اليوم البعض يحصره مع الإسلاميين فهل هو كذلك ؟

 

ـ محاولة حصر الصراع مع الحوثي على الإسلامين أنه صراع سياسي أو مذهبي غير صحيح؛ فصراع الحوثي بدأ مع الدولة ثم لم يستثنِ أحداً فقتل اليهود وهجر، وقتل وحاصر الزيدية أتباع الشيخ محمد عبدالعظيم الحوثي، وقاتل وهجر القبائل، وقاتل الإصلاح في الجوف وحجة، وقتل سكرتير الحزب الاشتراكي فيها ثم ختم بالسلفين.

 

* قلتم في تغريده لكم على تويتر أن الأقاليم خطوة نحو التقسم هل من تفصيل وتوضيح ؟

 

ـ الأقاليم خطوة للتقسيم وقد عللت ذلك في كثير من المواقع والحلقات ومن هذا التعليلات:

 

1- إن الفيدرالية أو الكونفدرالية تتم باتحاد دول مختلفة وليس في تحويل دولة متحدة إلى أقاليم.

 

2- قد تكون لأسباب دينية أو عرقية أو جغرافية وهي ليست موجودة في اليمن.

 

3- إن الذي يقف ورائها من الدول الإقليمية صاحبة المبادرة الخليجية التي أقرت الأقلمة كي تكن مقسمة لوحدة اليمن ولها موقف منها.

4- إن الدول الغربية التي ترعى الحوار هي من تنمي تجزئة المجزء أو تقسيم المقسم و اقرأ كتاب إسرائيل والكوتات الطائفية.

 

5- الدول التي خضعت للمخطط سابقاً كالسودان وصل الأمر للإنفصال والعراق بعد تقسيمه سياسياً وجغرافياً ومذهبياً وعرقياً وصل الأمر بإقليم كردستان إلى ممارسة سياسة سيادية لتوقيع عقود وتصدير النفط والتهديد بإعلان الحرب في سوريا للحماية الكردية وهو كذلك يطالب بحق تقرير المصير .

 

6- الواقع الجديد الذي يباعد ولا يقرب المتمثل في تصاعد المطالب في الجنوب من حقوق للمتقاعدين إلى المطالبة بتقرير المصير وفك الارتباط والأخطر من ذلك النفس الانفصالي السائد، والآن وفي الشمال تحول الحوثي من تجمع يطالب برفع المظلومية إلى دولة تملك كل أنواع الأسلحة تقاتل وتهجر مخالفيها وكثرة المشاكل من صعدة إلى الرضمة مروراً بعمران وصنعاء وذمار وكأنه قد تواطؤا على تسليمها إقليم الجند و آزال.

 

*  برزت الهيئة الشعبية لمواجهة المد الطائفي في أحداث دماج في حين غابت كل المنظمات المحلية والدولية باستثناء الصليب الأحمر الدولي ما أهم وأبرز إنجازات الهيئة باختصار وطبيعة عملها ؟

 

ـ إرسال لجنة المساعي الحسنة لتعمل على وقف القتال وفك الحصار وقد وجدت ترحيباً ودعماً من اللجنة الرئاسية برئاسة الشيخ يحيى منصور أبو أصبع، واللجنة البرلمانية برئاسة الشيخ حسين السوادي، واللجنة الأمنية برئاسة الأخ أمين الحميري كما رحب بها الحوثيون وأكدوا لهم استعدادهم لحل نقطة الخلاف أنذاك وهي موقع البراقة لكن كعادتهم في المماطلة والخداع ونقض العهود ولم يتم شيء مما اتفق عليه وطالت المراوغة وظلت اللجنة حتى خرج أهل دماج من قريتهم، كما لاقت دعماً وتشجعاً من اللواء الأستاذ عبد القادر هلال أمين العاصمة مبعوث رئيس الجمهورية لإنهاء الصراع ونحن بانتظار المزيد.

 

إغاثياً : وقد دعمت الهيئة الدعم الإغاثي لكل المتضررين من أهالي دماج السلفين والحوثيين ولكل متضرري صعدة والجوف وحجة وعمران و أرحب ولم تقتصر على دعم نازحي دماج فقط

12 ) الهيئة الشعبية لمواجهة الطائفية وقد سبق توضيح أن المقصود بالطائفية هي الممارسات الإجرامية المتأثرة بالعقائد أو المذاهب , ولها إنجازات منذ الحصار الأول على دماج ومن تاريخ تأسيسها وهي إنجازات متعددة:

 

1-  إعلامية وحقوقية فضحت في الحصار الحوثي وممارسته على دماج الذي لم يكن يعلم به أحد من خلال تسيير قافلة إعلامية وحقوقية مكونة من أربعة عشر عضواً وعادت ونقلت الواقع وحيثياته من خلال المؤتمرات والندوات والحلقات التي عرضتها كل القنوات كما أصدرت صحيفة الواقع وعقدت حوارات صحفية وتلفزيونية جعلت قضية حصار دماج قضية إنسانية عالمية.

 

* ما هموم الأكاديميين وأنت أحدهم ؟


 
ـ هي هموم الشعب اليمني كونهم جزء منه وفي أبرزها عدم - ربط الترقيات بالسنين وليس بالقدرات والإنجازات فما يحصل الأستاذ ولا يبلغ مرحلة الأستاذية إلا وقد شارف على الخروج من الخدمة أو الموت.



* كلمة أخيرة تود أن تختم بها هذا الحوار ؟

 
ــ اليمن سفينتا والإسلام مجدنا وعلينا جميعاً أن نعمل على سلامة السفينة وصيانتها وتوجيهها التوجيه الصحيح .

ويكفي أن ننظر في الدول التي استعمرت أو حدثت فيها الفتن والحروب وكم من المآسي حصلت وإذا لم نكن مسلمين فماذا نكون؟!.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد