رئيس مجلس شباب الثورة بمحافظة إب- جمال الفنيني لـ" أخبار اليوم":

الثوار ليسوا معنيين بأي اتفاق مع سلطة عجزت عن التغيير وشاخت دون مطالب الناس

2014-04-18 10:24:57 حاوره/ يوسف الدعاس

على ضوء التصعيد الأخير في محافظة إب والداعي إلى إقالة محافظ المحافظة- أحمد الحجري كثرت الأقوال والردود حول دوافع هذا التصعيد، وما هو السر في هذا التوقيت بالذات، وبلغ الشد والجذب درجة إلى حد إطلاق محافظ إب لإساءات مباشرة لرئيس الحكومة الأستاذ- محمد سالم با سندوه وحكومته, مما دفع بالأخيرة لإصدار بيان وصف بشديد اللهجة تجاه المحافظ.

في صنعاء التقينا بالأستاذ- جمال الفنيني رئيس مجلس شباب الثورة بمحافظة إب، وأمين عام نقابة المعلميين اليمنيين بالمحافظة, بعد لقاء وفد قوى الثورة برئيس الحكومة، ويعد ضيفنا الكريم أحد أبرز الوجوه المتصدرة للدعوات التي تنادي بإحداث تغيير حقيقي بالمحافظة وكان لنا معه هذا اللقاء نترككم مع التفاصيل:


*ما هو السر في توقيت الصحوة المفاجئة المنادية بتغيير محافظ إب- احمد الحجري؟


 -أولاً: قضية التغيير في المحافظة إجمالاً، هي قديمة جديدة، وقد سبق عقد لقاء مع رئيس الجمهورية قبل حوالي العام وقدم له المجلس التنفيذي لقوى الثورة في إب حزمة من المطالب كان على رأسها إحداث عملية التغيير الجوهري في المحافظة ووعد الرئيس حينها بتنفيذ هذه المطالب عقب الخروج من مؤتمر الحوار الوطني، وقد طالت فترة انتظار أبناء المحافظة وتفاجئنا بقرارات تستفز الثوار وتعزز من الانفلات والفساد القائم بالمحافظة.

 *ولكن بالمقابل هناك اتهامات من قبل شباب الثورة للمشترك بأن علاقتهم مع المحافظ ( سمن على عسل ) أدى إلى بقاء الوضع على ما هو عليه، ما هو ردكم على ذلك؟

-أنا هنا لست ناطقاً باسم أحزاب المشترك، كوني عضواً بالمجلس التنفيذي لقوى الثورة في بالمحافظة, و ما أعلمه هو أنه هناك توجه من جميع قوى الثورة بمن فيها المشترك، لإحداث تغيير حقيقي بالمحافظة بما في ذلك منصب المحافظ.

*نعود لموضوع المحافظ.. كيف بدأ التصعيد الأخير؟


-قرار التدوير الذي جرى مؤخراً لعدد من مدراء المديريات بطريقة التبادل من مديرية إلى أخرى كان فقط ( القشة التي قسمت ظهر البعير ) رغم أن التصعيد جاء نتاجاً للعديد من الاستفزازات التي تمارسها السلطة المحلية لتجاهل مطالب التغيير، وكذلك القرارات الصادرة للوكلاء الجدد.

* طالما تطرقت في حديثك لـ ( الوكلاء الجدد) سبق لكم التعبير عن رفضكم لقرار تعيين جبران الباشا وكيلاً للمحافظة، فهل نجحتم في إيقاف القرار حتى يغريكم ذلك لرفع سقف مطالبكم؟

-قرارات الوكلاء الأخيرة جاءت امتداداً لتجاهل مطالب الثوار وكذلك التدوير الذي جرى مؤخراً والذي يعيد إنتاج واقع تعاني منه محافظة إب، كل ذلك قاد إلى التصعيد.

* هل التصعيد الذي تتحدث عنه يستهدف شخص المحافظ فقط أو منظومة السلطة المحلية بمحافظة إب إجمالاً؟

-التصعيد يستهدف منظومة الفساد الذي أصبح المحافظ ورموز السلطة المحلية مظلة له بالدرجة الأولى.

*دائماً ما كنتم تنعتون المحافظ الحجري بــ ( الرجل الحكيم ) ما السبب وراء انقلابكم عليه؟


-أنا شخصياً لم انعته بهذا النعت، و كانت لي قناعتي الخاصة، وأقول لمن كان يصفه بالحكمة، ها هي الحكمة قد تجلت في خطابه الأخير.

* على ضوء ذكرك لخطاب الحجري، نشرت على حائطك في فيس بوك منشوراً شبهت به خطاب الحجري بخطاب القذافي في أيامه الأخيرة، فهل ترى بسلوك الحجري ما ينبئ عن دفع نحو التصعيد أكثر؟


-باعتقادي أن المحافظ الحجري جرى الدفع به إلى هذا الخطاب المتشنج واللاعقلاني، والذي حشره في زاوية المتمترس في وجه مطالب أبناء المحافظة بعد أن كان قدم استقالته مرتين عن قناعة، فما الذي استجد مؤخراً حتى يظهر بهذه الصورة التي لم يظهر بها عقب لقاء المجلس التنفيذي لقوى الثورة بالمحافظة مع رئيس الجمهورية منذ ما يقرب من العام مع أن إصدار قرارات تعيين المحافظين هي من اختصاصات رئيس الجمهورية.

* قابلتكم رئيس الجمهورية من قبل ومؤخراً التقيتم مع رئيس الوزراء با سندوه، ما هي الوعود التي حصلتم عليها، لتثير رد الفعل الغير المتوقع من قبل المحافظ الحجري؟


-بالنسبة للوعد بتغيير المحافظ كان في اللقاء السابق مع رئيس الجمهورية ولم يأتِ اللقاء الأخير مع الأستاذ- محمد سالم با سندوه إلا مكملاً لـ اللقاء السابق، أضف إلى ذلك إيصال رسالة أبناء المحافظة إلى الرجل الثاني بالدولة علها تجد أذناً صاغية، كما تم مناقشة وطرح العديد من القضايا المتعلقة بالفساد المتفشي في مكاتب الوزارات بالمحافظة.

* ذكرت الفساد المتفشي في المحافظة وهذا كلام عائم الكل يتحدث عنه، ما هي أدلتكم الملموسة على فساد المحافظ تحديداً والتي يمكن مقاضاته بها؟


 -لدينا أمثلة لفساد السلطة المحلية، وعلى رأسها المحافظ، منها مثلاً قضية الفساد في صندوق النظافة المرتبط مباشرة بالسلطة المحلية، موضوع المشاريع المتعثرة في المحافظة، غياب التنمية بشكل كامل عن المحافظة، قرارات التعيين في المكاتب والإدارات والتي تصدر بمقابل مالي, واعتبارات حزبية ومحسوبية دون النظر لأدنى المعايير لشغل هذه المناصب أو المواقع، وأصبحت هذه السلطة وعلى رأسها المحافظ حجر عثرة أمام أي تغيير يجد طريقه للمحافظة، وإن كان بقرار جمهوري وأكبر مثال على ذلك, حال مستشفى الثورة العام بعد رفض مديره قرار إقالته.

*ستتحدثون عن الفساد، والمشاكل، والخ فهل تقدمتم بأي رؤى أو حلول للسلطة المحلية وقوبلت بالرفض حتى تكون مطالبكم منطقية ؟

 -نحن كثوار نرفع مطالبنا بالصوت العالي نحن نطالب بوضع حد للفساد، أو تغيير الفاسدين ولسنا خصوماً لشخص بعينه بقدر ما نريد أن لا يستغل الفاسدين مناصبهم لتشويه الثورة وإثارة السخط المجتمعي من خلال ممارساتهم، وأعتقد أن هناك رؤى وحلول ومعالجات قدمت لإصلاح أوضاع المحافظة ولم تتفاعل معها السلطة بل سارت في طريق معاكس، أضف إلى ذلك أن سلطة الفساد في إب ولطول فترة بقائها على أعلى هرم السلطة جعلت من إب قرية كبيرة لا أثر لملامح المدنية فيها ويزايدون بأنها عاصمة سياحية.

*سؤالي واضح أستاذ جمال، هل هناك رؤى مكتوبة قدمت للسلطة المحلية بالمحافظة بعيداً عن المكايدات السياسية، نريد جواب واضح؟

-التسوية السياسية التي تمت أخي الكريم بموجب المبادرة الخليجية تقتضي التوافق في إدارة شئون البلد كلها ومن ضمنها محافظة إب وقد سلك السياسيون هذا المسلك مع السلطة المحلية ولم نقتنع به نحن كثوار، وأثبتت الأيام تنصل هذه السلطة عن أي توافق حتى وصل السياسيون إلى قناعة الثوار وخرجوا معنا للمطالبة بالتغيير بعد أن لمسوا عدم جدية السلطة المحلية بإحداث التغيير عن طريق التوافق السياسي.

 ولذلك نحن الثوار غير معنيين بأي اتفاق مع سلطة عجزت عن إحداث التغيير وشاخت دون تلبية مطالب الناس.

*التصعيد الأخير سيكون له انعكاس على الوضع الأمني في المحافظة، خصوصاً بعد اتهامات تصدر هنا وهناك من قيادات المؤتمر وحلفائه لقوى الثورة والمشترك بمحاولة إثارة الفوضى والمشاكل.. كيف ستتعاملون مع ذلك التحدي؟

-المتضررون من حالة الاستقرار بالمحافظة هم أصحاب النفوذ وشبكات الفساد المعروفة لدى الجميع، لذلك هم دائماً يعملون على إقلاق السكينة العامة، وإرباك الحالة الأمنية بالمحافظة حتى يتسنى لهم الاستمرار في نهب أراضي المواطنين، وتشجيع عصابات الفوضى والخارجين عن القانون، ولا يمكنهم العيش إلا في ظل هذه الاضطرابات.

 والتلويح اليوم بالفوضى دليل على مخططات قادمة يهدفون من ورائها إلى إفشال مخرجات الحوار الوطني واستمرار حالة الفوضى الخلاقة وهذا ديدنهم, وعلى الجهات الأمنية رصد تحركاتهم باعتبار تصريحاتهم بالأحداث قبل وقوعها بلاغاً بما ينوون فعله.

*هل عرضت عليكم فكرة تغيير المحافظ بشخص أخر من داخل المؤتمر؟

-حقيقة لم تعرض هذه الفكرة بتاتاً، ونحن مع التغيير بأي شخصية وطنية، ستخدم المحافظة بغض النظر عن الانتماء الحزبي شريطة أن تكون المعايير قائمة على الكفاءة والنزاهة.

* هل ناقشتم أسماء معينة مرشحة لخلافة الحجري في المحافظة؟

-كل ما يطرح من أسماء عبارة عن تسريبات إعلامية غير صحيحة.

*بيان الحكومة الذي تولى الرد على إساءات الحجري تجاه رئيس الحكومة با سندوه، هل كان هذا كافياً دون اتخاذ إجراءات عقابية أقلها الإقالة كيف تنظرون لهذا البيان؟

-البيان وحده غير كافي، والمنتظر من الحكومة ترجمة البيان إلى إجراءات عملية وسرعة استصدار قرار تعيين محافظاً لمحافظة إب، وتجميد كل رموز الفساد داخل قيادة السلطة المحلية ممن يسعون إلى تفجير الأوضاع داخل المحافظة.

*كلمة أخيرة تود قولها أستاذ جمال؟


-كلمتي الأخيرة أوجهها إلى رئيس الجمهورية- عبده ربه منصور هادي, أدعوه فيها إلى أن تكون محافظة إب هي السباقة باختيار محافظاً لها من الشباب وليس من الوجوه المعروفة والمألوفة لترجمة التغيير إلى واقع حقيقي كما وعد في أكثر من مرة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد