أستاذ قسم الإعلام د/ محمد عبدالهادي لـ"أخبار اليوم":

القيادات الجنوبية غير قادرة على التوحد وعلى الجنوبيين صنع قيادات جديدة

2014-04-08 10:01:32 حاوره/ علي الصبيحي

قال د/ محمد عبد الهادي- أستاذ قسم الإعلام, نائب عميد كلية الآداب لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي جامعة عدن- قال إن الإعلام المحلي- الرسمي- الحزبي- الأهلي, فشل في توجيه الرسالة الواضحة للمواطن وكرس كل وسائله وأدواته لخدمة توجهات حزبية وولاءات ضيقة تخدم أهداف أصحابها وتحول إلى سلاح بيد كل المكونات والقوى السياسية تضرب به بعضها البعض مما أفقد الإعلام مصداقيته لدى المواطن الذي أصبح ذهنه مشوشا..

 "أخبار اليوم" أجرت حواراً مع د/ محمد عبد الهادي- أستاذ قسم الإعلام جامعة عدن- وخرجت بالحصيلة التالية..


*مرحبا بك دكتور محمد.. مؤخرا خرج مؤتمر الحوار بمخرجات ومشروع 6 أقاليم وبوثيقة حلول وضمانات بشأن القضية الجنوبية ما تعليقكم عليها؟

- مؤتمر الحوار الوطني خرج بمخرجات وضمن ذلك جاءت وثيقة الضمانات وفي الحقيقة هناك إشكالية حول مدى شرعية تلك الوثيقة من عدمها على اعتبار أن المكون الوحيد الذي كان يمثل القضية الجنوبية (مكون مؤتمر شعب الجنوب) أعلن انسحابه وبقي عدد ممن تبقى منهم هم من وقعوا على الوثيقة وعلى مشروع الأقاليم الستة.. طبعا هناك أطراف ومكونات أخرى تحفظت عن التوقيع وحدث خلاف وانقسام داخل الحزب الاشتراكي, منهم من قال إن ممثلهم من حقه التوقيع ومنهم من قال لا يمثل الحزب وصدر بيان بذلك وبالتالي صار عند المواطن نوع من التشويش فيما يتعلق بوثيقة مخرجات الحوار وبالتالي لا الإعلام الرسمي ولا الحزبي ولا الأهلي استطاع أن يوصل للمواطن الرسالة الواضحة وتوضيح المخرجات حتى يترتب عليها اقتناع الناس من عدمه بالمخرجات.

* ماذا بشأن حلول القضية الجنوبية؟

- بالنسبة للقضية الجنوبية - والتي كانت صلب النقاش في مؤتمر الحوار- إلى الآن- في اعتقادي- أنها لم تحل بعد وما تم التوصل إليه من حلول لم يرتق إلى مستوى حل القضية ببعدها السياسي الكبير ولذلك لا نستطيع أن نفرض على الناس وعلى القوى السياسية الموجودة في الجنوب القبول بها بل الملحوظ اليوم أن هناك إشكالية حول مخرجات الحوار حتى في المحافظات الشمالية وما نشاهده أن هناك رفضا شعبيا للمخرجات.. كما أن الوثيقة لم توضح هل تقسيم الجنوب إلى إقليمين وفقا إلى تقسيم ما قبل عام 90م؟ أم وفقا للتقسيم الإداري الذي تم بعد عام 90م؟ لأنه مؤخراً دخلت مناطق شمالية في محافظات جنوبية خاصة في لحج والضالع ما معناه أن هناك ضبابية لم يستطع المواطن بسببها الوصول إلى استخلاص واضح.

*هل الجنوب كله اليوم يرفض مخرجات الحوار بما فيها وثيقة الضمانات؟


- أنا لست وصيا على الجنوب حتى أقرر عنهم ولكن هناك غموض وهناك تضارب في شكل الدولة فمرة يقولون: دولة اليمن الاتحادية ـ ومرة الجمهورية اليمنية الاتحادية, وأحيانا فدرالية وأخرى مجالس محلية بل إن هناك تناقضا بين ما قاله جمال بنعمر وتصريحات الحكومة.

*هل أنت مع من يقول إن المجتمع الدولي يتجاهل قضية الجنوب؟

- أنا أعذر المجتمع الدولي لماذا؟ لأن الجنوبيين كقيادات, غير قادرة على التوحد ربما الشارع توحد وقدم تضحيات, لكن مع من سيتخاطب المجتمع الدولي إذا كانت هذه القيادات مقسمة وغير متفقة على رؤية واحدة.

*مقاطعا أين تكمن المشكلة برأيك؟

- ربما رواسب الماضي هي أكبر حجر عثرة تعيق وحدة الصف الجنوبي وما يجب أن يدركه الجميع أن هناك متغيرات وعلى الجنوبيين البحث لصنع قيادات جديدة وتبقى القيادات التاريخية القديمة هيئات استشارية.. لماذا الاحتكار؟! طبعا المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع تلك القيادات باعتبارها قيادات قديمة لكن إذا لم تستطع هي أن تتوحد وتظل تفكر بعقلية إلغاء الآخر والتخوين التي أكل منها الدهر وشرب ماذا سيصنع لها المجتمع الدولي؟.

*هل أنت مع أو تتفق مع الجنوبيين الرافضين للحوار ومخرجاته؟

- أنا مع الانتصار لقضية الجنوب بحقوق سياسية لأن الجنوب توحد مع الشمال وكونا دولة الجمهورية اليمنية وفشل مشروع الوحدة عام 94م وطغى طرف على آخر واستبد وعندما جاء الحوار استبشر الجنوبيون به خيرا ظنا منهم أنه سيفضي إلى حلول حقيقية ونحن مع الحوار ولكن حوارا جادا وصادقا وليس حوار الطرشان أو الحوار الذي يتم الالتفاف عليه.

*من هي القوى السياسية التي تمثل الجنوب؟

- ليس هناك مكون واحد ولا فصيل بعينه يمثل الجنوب.. هناك حركة شعبية واسعة لا تربطها ولا تحكمها عملية أيديولوجية سياسية تنظيمية بحته, كل المكونات الجنوبية عليها أن تتوحد على قاسم مشترك ربما يتفاوت سقف المطالب حول تكتيكات الوصول للهدف النهائي, لكن عليهم أن يكونوا قيادة موحدة تتفاوض مع العالم في الداخل والخارج.

*البعض يرى أن الجنوبيين دفعوا بالجنوب إلى مواجهة مع المجتمع الدولي هل أنت مع هذا الطرح؟

- هناك من يغرد خارج السرب وسقفه بلهجة (لا يعنينا ولا يهمنا ) هذه المصطلحات لا وجود لها في السياسية.. السياسة فن الممكن وطالما أن هناك ما يوصلني إلى هدفي فهو يعنيني, فغير معقول أن يظل الشعب في عموم محافظات الجنوب كل يوم يقدم التضحيات ثم تأتي قيادات جنوبية وتجعل من نضاله هباء منثورا وتتبنى خطابا غير مواكب للمتغيرات ولا يؤدي إلى نتائج ملموسة.

*هل حضرموت اليوم تسعى لإقامة دولة مستقلة كبرى؟


- لا.. هذه إشاعات يروج لها, فحضرموت جزء لا يتجزأ من الجنوب فعدن حضرموت وحضرموت هي عدن ولا يمكن لأي دعوات أن تشتت الصف الجنوبي لأن الجميع يكتوي بذات النار.

* كيف يمكن التحرك سياسيا لتحقيق تطلعات شعب الجنوب؟


- نحن أمام خيارين لا ثالث لهما: أن تقود قيادات العمل الشعبي الجماهيري السلمي داخليا وخارجيا ويكون موحدا ثانيا: أن تتوحد القيادات القديمة.

* هذا تنظير والكل يقول ذلك؟

- صحيح.. وأنا أوجه دعوة لتواصل كل جهود الخيرين والعمل على إعادة صياغة المشروع الوطني في الجنوب لأنه حتى ولو حصل الجنوب على استقلالية السؤال ماذا بعد؟ الناس يتخوفون من القادم المجهول والمجتمع الدولي لا يمكن أن يسلم الأمور للمجهول هو يريد مجتمع متماسك غير متفتت وقادر على النهوض

* أفهم من كلامك أن على الجنوبيين القبول بمخرجات الحوار الوطني؟


- إذا كانت بصيغة الستة الأقاليم أقول لك لا حتى أنا لا أقبلها وكان الحد المعقول للحل يتمثل في مشروع الإقليمين كما طرحه مؤتمر القاهرة وأنا مع ذلك ومن ثم بعد 5 سنوات يتم استفتاء شعب الجنوب عما إذا كان يريد البقاء في الدولة الاتحادية أو يريد دولة جديدة مستقلة.

* هناك من يقول إن استمر الجنوبيون يرفعون سقف المطالب ستتحول قضيتهم مثل القضية الفلسطينية وعندها لن يحصلوا حتى على نصف المطالب ما تعليقك؟

- هذا تهرب من المسؤولية. أنت تريد أن تبني أسس للعلاقة القائمة بين شمال وجنوب؟ يجب أن تكون أسس صحيحة وأول تلك هي التسليم بأن مشروع الوحدة الاندماجية فشل والكل اعترف بذلك في مؤتمر الحوار.. إذا لابد من وجود شكل جديد لهذه الشراكة بين الشمال والجنوب وبالإمكان أن تقوم على أساس اتحاد فدرالي واضح المعالم على غرار تلك الأقاليم اتحاد سياسي إداري ـ إداريا يعود الجنوب إلى ما كان عليه قبل عامك 90م بحدوده الجغرافية وسياسيا اتحاد شريك مع الطرف الآخر في الشمال ويشكل الطرفان دولة اتحادية ويكون هناك تنافس اقتصادي ـ تجاري ـ استثماري ـ ثقافي ـ اجتماعي.. ولا يعد هذا انفصال كما يفهم البعض ولكن إذا حدث أن واجهت تلك الدولة إشكاليات وفشل الإتحاد الفدرالي من حق الشمال الاستفتاء على حق تقرير الجنوب ومن حق الجنوب أيضا تقرير مصيره لأن ذلك مكفول في كل الدساتير فما بالك بوحدة تمت بقناعة طرفين ومن ثم تعرض أحد الشريكين فيها للضرر أتعتقد أن من حقه إعادة النظر في تلك الوحدة.

* لكن المجتمع الدولي لا يريد يمناً مشطراً؟


- المجتمع الدولي لا يسمح بانقسام اليمن إلى دولتين صحيح نظرا للمتغيرات لكن بالإمكان أن يكون اليمن في إطار دولة واحدة مكونة من اتحادين يجمعهما دستور موحد يعطي الحق لكل إقليم في إدارة وممارسة مهامه السياسية والإدارية والاقتصادية.

* مقاطعا.. برأيك لماذا تم رفض هذا الطرح إذا كان مقبولا منطقيا؟


- أنا أقول إنه تم الالتفاف على هذا المشروع من قبل قوى داخلية لا تريد للإشكالية أن تحل فالعرقلة داخلية أكثر مما هي خارجية.

*هل المجتمع الدولي ارتضى أن تصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم؟

- المجتمع الدولي عندما قال انتقال سلمي للسلطة فقط لأجل أن يجنب البلاد ويلات الحرب وكل صبر المجتمع الدولي يصب في خدمة ذلك الهدف لأنه يدرك أن أي مجازفة في قرار غير مدروس يمكن أن يؤدي لمخاطر كبيرة فهو يعلم أن القوى المتنفذة التي حكمت البلاد بالحديد والنار طيلة 3 عقود لا زالت قابضة ومهيمنة رغم الدعم الكبير للرئيس هادي الذي يحظى بتأييد دولي وإقليمي إلا أنه على المستوى الداخلي لازالت تلك القوى هي الضاغطة في تسيير دفة الأمور

* هل استشف من حديثك وكأن الرئيس هادي أنقذ منظومة الفساد بتسلمه السلطة وهو غير قادر على إزاحتها؟

- لا أنا لا أقصد هذا, لكن الرئيس هادي جاء من رحم النظام السابق وهو أدرى من غيره بطبيعة تلك القوى وتركيبتها وبحسب تقديراته السياسية أن أي مجازفة ربما تؤدي إلى تفجير الوضع في اليمن ومن ثم يتحول إلى أبشع من الصوملة أو الأفغنة والمجتمع الدولي لا يريد حدوث ذلك لكن السؤال هل نخضع لتلك القوى التي نهبت وابتزت السلطة والدولة على مدى أكثر من 3 عقود؟ أم ننشد مجتمع ووضع جديد كما جاء في وثيقة مخرجات الحوار ؟ ونقول: إننا إذا ما اعتبرنا أن هناك تكتيكا لتقليم أظافر تلك القوى تدريجيا فأنا أرى أننا وقبل أن نصل إلى أهدافنا فإننا نكون قبلها قد وصلنا إلى نهايتنا.

*هل أصبح وضع اليمن يشكل خطورة حتى يستدعي إدراجه تحت الوصاية الدولية والفصل السابع؟

- أعتقد نعم.

* قرار مجلس الأمن 2140 بشأن اليمن هل يتناقض مع المبادرة الخليجية؟

- أولا هم من صنع المبادرة الخليجية فهي مجرد نقاط لكن الآلية التنفيذية المزمنة هي قرار مجلس الأمن وهي المبادرة لذلك أعتقد أنه لا يتناقض بل يتناغم معها.

* من هم المعرقلون للعملية السياسية في اليمن؟


- المعرقلون واضحون.

* أين في الشمال أم في الجنوب؟

- ليس في الجنوب من معرقل لأنه لا يملك أدوات العرقلة فالسلطة والقوى موجودة في الشمال.

* الرفض لمخرجات الحوار في الجنوب لا يعد عرقلة؟


- الجنوب رفضوا الأمر من البداية لأنهم أرادوا ضمانات لتنفيذ المخرجات ولعدم الالتفاف عليها وضمانات لالتزام الجميع بأسس الحوار بمعنى آخر نضع كل شيء جانبا ونتحاور على طاولة واحدة لنصل إلى نتيجة لأن الحوار هو أعلى سمات التفاهم.

* هل أنت مع الرافضين للحوار ومخرجاته؟

- أنا لست مع من قال: الحوار لا يعنينا, لكن أنا مع من رفض الحوار وقال نحن مع الحوار ولكن ليس حوار(الطرشان) . نحن مع الحوار ولكن وفقا لقواسم تضمن نتائج عادلة وليس التهام ما تبقى من الجنوب وحقوق أبناءه لذلك أنا- ومن وجهة نظري الشخصية- أرى أن ما تم الخروج به في مشروع الـ6 الأقاليم هو تفتيت للجنوب وقضيته.

*وكأنك تقول إن الشمال لا يزال هو المستفيد؟

- القوى في الشمال زايدت على الستة الأقاليم لكن الشمال أيضا معرض للتفتيت أكثر من الجنوب.

* إذا من المستفيد؟

- هي القوى العمياء التي ما زالت تعتقد إعادة اليمن إلى المربع الأول.

* هل أنت مع محمد علي أحمد في انسحابه من مؤتمر الحوار؟

- نعم أنا مع محمد على لأنه دخل الحوار واستطاع هو وفريقه الشريف إيصال صوت قضية وصوت الجنوب إلى العالم.

* من تقصد بفريقه الشريف؟

- فريقه الشريف هو الذي لم يتنازل عن حق شعب الجنوب بثمن بخس وقبل بحلول هي أدنى مما تطلع إليه شعب الجنوب.

* هناك من يقول إن انسحاب محمد علي ليس لأجل قضية الجنوب وإنما اعتراضا على خلافات ومصالح شخصية؟


- هذا ما يروج له إعلام بعض القوى التي لم تقدم مشاريع حقيقية وأنا أقول إنه لا المؤتمر ولا الإصلاح قدموا مشاريع مكتوبة وكل ما تم طرحه من قبلهم هو مشروع الدولة البسيطة بينما مؤتمر شعب الجنوب قدم مشروع استعادة الدولة, عندها حدث أن سقط المشروعان وبدأ التحاور على مشروع الدولة الاتحادية وهو ما طرحه الحزب الاشتراكي دولة من إقليمين وبين مخاطر تقسيم الدولة إلى أكثر من إقليمين.

* كيف نفهم انتهاء دولة الوحدة؟

- لا أحد ينكر أن الحزب الاشتراكي دخل في وحدة اندماجية مع الشمال إلا أن هذا المشروع ضرب وتم استبداله من مشروع سلمي إلى مشروع عسكري بالقوة بعد حرب 94م وإلى اليوم وبالتالي من حق شعب الجنوب المطالبة بحقه أو بشكل جديد للدولة وهذا ليس كفرا وحتى الدولة الاتحادية نفسها إذا تعرضت لمخاطر من حق شعب الجنوب رفضها والمطالبة بتقرير مصيره.

*هناك دعوات لجنوبيين بتغليب صوت العقل كيف نوفق بينها وبين دعوات استعادة الدولة؟

-ا لحزب الاشتراكي حكم الجنوب إلى عام 90 م ولم تكن هناك قوى سياسية موجودة وما بعد 90م أعلنت التعددية السياسية والحزبية والشمال قبل ذلك على مضض ومن المؤتمر الشعبي العام انبثق الإصلاح لأنه كان جزءا لا يتجزأ منه ومن ثم ظهرت بقية الأحزاب ومن ثم تشكلت في إطار وطني طبعا في الجنوب ظهرت أحزاب الإصلاح والمؤتمر صحيح كانوا جنوبيين لكن إدارتهم كانت تتم من المركز إلى ما بعد حرب 94م اختلط (وتلخبط ) المشهد بالكامل, حورب الحزب الاشتراكي عمليا بخطة منهجية باعتباره طرفا في الحرب ومنشاة (جهوي) هنا بدأت عمليات التخوين والإلغاء والإقصاء والتهميش وفقدت العملية السياسية قيمتها في الجنوب إلى أن ظهر الحراك الجنوبي في 2007م وهو امتداد لنضال الجنوبيين منذ 94م.

*هل استطاع الحراك الجنوبي توحيد كل القوى الجنوبية؟


- عملت القوى المتنفذة على اختراق الحراك ومن اختراق المكونات الجنوبية بالمال وبالسلطة وبالإغراءات وبالإعلام ولأن الحراك حركة شعبية طبيعي اختراقها بحكم وجود نوع من الفوضى.

*مقاطعا: حتى متى ستستمر الفوضى؟

- كم عمر الحركة الشعبية؟ سبع سنوات هذه لاشيء مقارنة بما تعرض له الجنوب وعموما هناك تكوينات تفرخت وهي من صنع المتنفذ نفسه الذي طغى وقتل ونهب واستبد في 94 هو من يخترق الحراك اليوم.. لذلك نحن في أمس الحاجة لإعادة صياغة المشهد الجنوبي السياسي وبرؤية واضحة تقوم به القوى الجنوبية..

 * ولكن لا وجود لتلك القوى اليوم في الجنوب؟


- لا.. لا تحكم بالعدمية هناك قوى موجودة وفاعلة ولكنها بحاجة إلى ترتيب أوراقها ولا ننكر أن هناك قوى جنوبية مستفيدة من النظام السابق وهولاء لن تمارس فيهم سياسية الإقصاء بل على العكس لأن الجنوب لكل أبناءه ومن ثم هم أوراق تتلون ولو وجدت مناخ سياسي حقيقي وضمانات العيش وحق ممارسة العمل السياسي ستنخرط فكما قلت لك هم كروت تتلون بصباغات مختلفة كل يوم تبعا للمصلحة.

* الإعلام الجنوبي خدم القضية الجنوبية؟


-لا.. الإعلام الجنوب ضعيف ويفتقر للرؤية وهو بحاجة إلى تأهيل حقيقي.

* بما في ذلك قناة عدن لايف؟


- هي في المقدمة بل هي أكثر الوسائل افتقارا للرؤية وللخطاب الإعلامي وأنا اعتبر قناة عدن لايف هي من تعمل على تفتيت الخطاب الجنوبي الواحد لأنها لا تمثل أبناء الجنوب ككل بل تمثل فقط من هم تابعين لها.

* مقاطعا لكنها تتحدث باسم الجنوب؟

- دعها تتحدث.. كل الناس يتكلمون باسم الجنوب حتى أنا أستطيع أن أفتتح قناة غدا وأتكلم باسم الجنوب.

*إذا ما أردنا إصلاح الخلل في عدن لايف حسب رأيك كيف يمكننا استثمارها لصالح قضية الجنوب؟


- عليها أن تنتهج خطابا جنوبيا شاملا ويجب أن تعترف بكل التكوينات الجنوبية حتى التي تختلف معها في الرؤى يجب أن يكون هناك صوت حقيقي مسموع لكل الناس حتى الشماليين الذين يختلفون معها عليها أن تستمع لهم وتحاورهم لأن عملية إقصاء الآخر هذه مفردات لا تصلح في الخطاب الإعلامي الراقي إلى مستوى المهنية, أما أن تستمر على نهجها هذا فإن الناس سيقولون لم نعد نريد دولة مستقلة ولا نريد جنوب إذا كانت ستعود لغة التخوين والصراعات والتفتيت وأفضل لنا البقاء على حالنا بدلا من أن نتفتت عشرات المرات.

* ماذا عن الصحف الجنوبية؟


- الصحف ليست مؤثرة بشكل كبير بحكم محدودية قراءها من بين 25 مليون يمني.

* عفوا قلت من بين 25 مليون يمني وكأنك تخاطب اليمن شماله وجنوبه؟

- طبعا أنا لا أخاطب الجنوبيين وحدهم بل أخاطب الشمال والجنوب على حد سواء.. هكذا يجب أن يكون الخطاب الإعلامي علينا أن نحافظ على وشائج الإخاء والمحبة مع الشعب في الشمال وننبذ ثقافة الكراهية, يجب أن ننهي النظرة القاصرة وأن نعامل الشماليين كما عاملناهم من قبل بل وأفضل وللعلم هذه النظرة القاصرة ليست موجودة في الشمال على مستوى الفرد, لكنها موجودة في العمل السياسي فقط.

* ماذا عن انتهاكات حقوق الإنسان في الجنوب وفي الضالع على وجه خاص؟


- ما يجري في الضالع جريمة بشعة ضد الإنسانية قتل وتدمير بيوت المواطنين ونهب ممتلكاتهم وقتل الأبرياء في عزاء أو في غيره بدم بارد هذه انتهاكات مرصودة وسيحاسب مرتكبوها.

* من يتحمل المسؤولية ضبعان؟

- ضبعان ما هو إلا أداة من أدوات المتنفذين لابد أن تنتهي المشكلة من أساسها أما إذا لم تعالج المشكلة فإن ضبعان أو غيره بإمكانه أن ينتقل من الضالع إلى محافظة أخرى ويرتكب نفس الجرائم.

* كيف نعالج المشكلة؟

- نعالجها بإعادة النظر في الشراكة السياسية بين الشمال والجنوب وأنا لا أقصد بإعادة النظر أن تهيمن محافظة على أخرى أو تغلب قوى على أخرى بل إعادة ترتيب وضع الجنوب بما يرضي كل أبنائه وليس بإعادة إنتاج نفس الأدوات لان من يعتقد ذلك هو واهم فالأمور تغيرت وكذلك اللعبة السياسية ونظرة المجتمع الدولي نفسها تغيرت وحتى أبناء الجنوب تغيرت نظرتهم.

* سؤالي قبل الأخير دكتور كيف ترون القادم في اليمن شمالا وجنوب؟


- أنا أرى أنه لا جديد إلى الآن تغير نحو الأفضل اللهم أن السلطة انتقلت من يد إلى يد أخرى ولو نظرنا سنجد أن القتال تحول إلى الشمال كل قوى تريد أن تفرض أمر واقع دون الآخذ بعين الاعتبار بالجنوب والجنوبيين وجوهر الأمر هو ترتيب أوراق في الشمال وعلى ضوئها ستترتب أوراق الجنوب بمعنى أن اللعبة كلها تدار هناك فعوامل الضغط والنفوذ موجودة في الشمال أما الجنوب عندما يتم التلاعب بورقته فهو ضحية مشروع المخرجات كما كان ضحية مشروع الوحدة لذلك لا يمكن أن تسير الأمور بشكلها الصحيح إلا إذا تم إعادة النظر في مشروع تقسيم الدولة ـ نظام اتحادي من إقليمين جنوبي شمالي مع حق تقرير المصير متى ما أراد جزء الاستفتاء على حقه إذا ما واجه النظام الاتحادي إشكاليات وتعرقلت الدولة الاتحادية

*ثلاث رسائل تريد توجيهها لكل من المجتمع الدولي ـ القوى السياسية في الجنوب ـ القوى السياسية المتصارعة في الشمال؟


- على كل القوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج أن تتوحد وان يواصل الجنوبيين نضالهم السلمي ويعملوا على إيصال صوت الجنوب للعالم فهناك شعب يقمع وهو صامت يقدم التضحيات كل يوم رغم التكتيم الإعلامي.

والقوى السياسية في صنعاء عليهم أن يقدموا حلولا كاملة وليست مجزأة لأن الحلول القاصرة دائما تفضي إلى صراعات وعدم استقرار.

 والمجتمع الدولي لاشك أنه يراقب المشهد في اليمن وإذا فشل اليمنيون في بناء دولتهم وإيجاد حلول ناجعة وخلق شراكة حقيقية بين الشمال والجنوب فأنا أعتقد أن لدى المجتمع الدولي أدواته وسيفرضها متى ما أراد حتى وإن وجدت عرقلة داخلية فلن تستطيع الوقوف أمامه فهو لا يريد أن تتحول اليمن إلى أفغنة أو صوملة وباعتقادي أنه يجري الآن ترتيب أوراق في الشمال أكثر مما يجري ترتيبها في الجنوب.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد