القيادي السلفي في حزب الرشاد وعضو مؤتمر الحوار- الشيخ/ ياسر النجار لـ"أخبار اليوم":

عار على كل جمهوري وحدوي أن يختم صفحته بخدمة المشروع الإمامي الطائفي العنصري

2014-04-02 10:31:27 حاوره/ قائد الحسام

يشبّه القيادي السلفي- عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد, وعضو مؤتمر الحوار الوطني الشيخ/ ياسر النجار- الدولة حالياً بالرجل المشلول كما يُشبّه سياستها وتوجُّهها نحو سياسة التحكيم التي تطالعنا بها في حل القضايا بأنه دلالة على أن عجلة التغيير لم تدُر بالقدر الكافي.. ويبدي استغرابه من صمت القوى الدولية والمنظمات الحقوقية من أعمال الحوثي.. ويسرد عشرة أسباب وجيهة حد قوله تُوجِب على الحوثي تسليم سلاحه الثقيل للدولة.. كما يوضح سياسة حزب الرشاد في التعامل مع أحزاب اللقاء المشترك وحزب المؤتمر وحلفائه.. وقضايا أخرى تحدث عنها الشيخ- النجار في الحوار التالي:

*في أحاديث سابقة لكم قلتم بأن الحوثيين لجأوا إلى تفجير الأوضاع في دماج للتنصل من الالتزامات من مخرجات الحوار.. الآن صعدة خارج سيادة الدولة ويحكمها الحوثي ومؤتمر الحوار انتهى وتجاوز طموح الحوثي إلى محافظات عدة منها عمران، الجوف، حجة وقيل إقليم أزال بأكمله.. كان الحوثي يبرر لقتاله مع الدولة في صعدة بأنه دفاع عن النفس فما مبرر قتاله اليوم؟ و ماذا يريد الحوثي بالضبط وهل لأحلامهم سقف محدد؟.


-الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد،، نشكر جريدة أخبار اليوم الرائدة على هذه الاستضافة.. إذا أردنا أولاً أن نصنف حركة الحوثي فهي مليشيات مسلحة خارج نطاق الدستور والقانون متمردة على الدولة، يدعي قادة تلك الجماعة الحق الإلهي في الحكم وأنهم زبدة الناس وصفوتهم والمتابع لحركة الحوثي يرى أنها تسير على نهج حزب الله في بيروت فهي تريد السيطرة على الحزام الأمني للعاصمة صنعاء لكي تفرض شروطها.

وأما عن أعذارهم فجعبتهم لا تنضب من الأعذار والأكاذيب فتارة يقاتلون من أجل منع السلاح على أهل دماج وأخرى يقاتلون من أجل إخراج الأجانب وأخرى يقاتلون دفاعاً عن المظلومين وأخرى تحريراً للقبائل وأخرى لتأمين الطرقات وأخرى لإخراج عملاء أمريكا وأخرى لملاحقة القتلة وأخرى لنشر المسيرة القرآنية وأخرى للحفاظ على الهوية وغداً ربما يقاتلون من أجل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبرعاية الدول العشر للسيطرة على الحزام الأمني للعاصمة كما فعل حزب الله في بيروت.

*أنت كعضو في مؤتمر الحوار الوطني الذي انتظر الناس اختتامه بفارغ الصبر لتجسيد نتائجه إلى واقع أين تطبيق مخرجات الحوار فيما يتعلق بقضية صعدة والتي تعد من أهم القضايا التي تمس السيادة الوطنية وتهدد السلم الاجتماعي؟.

-تطبيق مخرجات الحوار عموماً مطلب لكل الناس على الدولة بكافة أجهزتها القيام بذلك ولكن للأسف الدولة أشبه بالرجل المشلول لعدة عوامل منها- وجود مليشات الحوثي المسلحة وكذلك الحراك المسلح وتنظيم القاعدة, وشخصيات نافذة وارتهان خارجي من قبل البعض، وآلية عمل الحكومة التوافقية هذه عقبات ينبغي على القيادة السياسية أن تقف منها موقف حازم وإلا فلن تستطيع تنفيذ تلك المخرجات.

أما ما يخص مخرجات قضية صعدة خصوصاً فقد حاولت بعض القوى في الحوار تشتيت الناس عن السبب الحقيقي والجذور الحقيقية لقضية صعدة فشرقوا وغربوا أسباب وجذور واهية وأصر حزب الرشاد على أن السبب الحقيقي لقضية صعدة هو امتلاك الحوثي للسلاح الثقيل ولمليشيات عسكرية منتظمة ومدربة، وعليه فكانت رؤية الرشاد أن مفتاح الحل لقضية صعدة هو حل تلك المليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق الدستور والقانون وأخذ السلاح الثقيل منها وعودة النازحين والمهجرين إلى قراهم ومنازلهم لتبدأ بعد ذلك مصفوفة الحلول الأخرى. وهنا أعجب من الصمت الدولي المطبق عن جرائم الحوثي من القتل والحصار والتهجير سوءاً على مستوى الدول أو المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية.

*الدولة تعلم بتعنت الحوثي والنظام السابق خاض معه ستة حروب وخاض الحوثي مع حكومة الوفاق جبهات قتال وحروب في أكثر من محافظة ومنطقة والدولة الآن ترسل لجنة وساطة للحوثي لوقف حروبه ونزع سلاحه هل تتحقق نتائج الحوار فيما يخص قضية صعدة عبر لجان وساطة أثبتت فشلها في ترسيخ هيبة الدولة ونجاحها في خدمة الحوثي؟.


-أنا أقول يجب على جماعة الحوثي أن تسلم أسلحتها الثقيلة للدولة وهناك عشرة أسباب وجيهة توجب على الحوثي أن تسلم أسلحتها الثقيلة للدولة, وهي: أسلحة الحوثي الثقيلة منهوبة من معسكرات الدولة ويجب عليه رد أموال الشعب, دعوى الحوثي أنها إنما أمتلك السلاح الثقيل لقتال نظام على عبدالله صالح الظالم انتهت, على الحوثي أن يبيت حسن نيته تجاه الشعب اليمني ويسلم أسلحته الثقيلة للدولة, على الحوثي أن يفي بالتزامه وتوقيعه على الحوار بأن يسلم السلاح الثقيل, استمرار بقاء السلاح الثقيل بيد الحوثي نؤكد مخالفته للدستور النافذ والقوانين والأعراف الدولية.

 استمرار بقاء السلاح الثقيل يعطي المشروعية لتنظيم القاعدة والحراك المسلح وغيرهم امتلاك السلاح الثقيل وجماعات العنف الأخرى, استمرار بقاء السلاح الثقيل بيد الحوثي يكشف زيف دعواه في إقامة دولة مدنية حديثة, استمرار بقاء السلاح بيد الحوثي يعني استمرار الاختلالات الأمنية وانتشار عمليات الاغتيالات, إصرار الحوثي على عدم تسليم السلاح الثقيل يعني إصراره على قتل المزيد من اليمنيين, وأخيراً إصرار الحوثي على عدم تسليم السلاح الثقيل يعني نسف مخرجات الحوار الوطني ونسف جهود الدول العشر الراعية للحوار الوطني.. لهذه الأسباب يجب على الحوثي أن يسلم أسلحته.

*شاركتم بحلقة مباشرة على الهواء في قناة اليمن اليوم مع علي البخيتي الناطق الحوثي سابقاً وفهد الشرفي المتحدث باسم أبناء صعدة وما جاورها وقيل بأن القناة قامت بإلغاء إعادة بث الحلقة كما هو معروف في العمل التلفزيوني وبذكر بعض المطلعين أن عدم إعادة البث كون الحلقة لا تخدم الحوثي هل أصبح إعلام المؤتمر حوثي بامتياز ويشكل دعم لمشاريع الحوثي؟.


-حزب المؤتمر الشعبي العام هو حزب كبير فيه خليط من أبناء المجتمع اليمني وفيه الكثير من الشرفاء الوطنيين ولكننا في مجتمعنا العربي عموماً لم نصل إلى العمل المؤسسي داخل الدول ناهيك عن الأحزاب لكن لنبني على أخر تصريحات رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي دعا إلى طي صفحة الماضي ودعني هنا أدعو كل مناضل جمهوري سبتمبري وحدوي وأقول من العار على كل جمهوري سبتمبري وحدوي أن يختم صفحته النضالية بخدمة المشروع الإمامي الطائفي العنصري فالتاريخ لا يرحم أحداً.

*حزب الرشاد لم يعلن موقفاً رسمياً من ولادة حزب سلفي جديد هو حزب السلم والتنمية فلماذا التحفظ وهل يخشى الرشاد من حزب في ذات التوجه؟.

-اسمح لي أن أقول لك هذا الوصف غير دقيق بل إن قيادة الرشاد أول من رحبت بميلاد حزب السلّم والتنمية رسمياً بعد ساعات بل كان هناك لقاء بقيادة من حزب السلم في نفس اليوم وهنأناهم بذلك وجهاً لوجه ونحن هنا نرحب بميلاد حزب السلم والتنمية ونتمنى أن يكون رافداً جديداً في العملية السياسية في اليمن.

*لماذا فشل السلفيين في العمل في إطار الحزب الواحد؟.


-الحقيقة هذا سؤال مهم ولكن هذا ليس فشلاً بل من باب التنوع ويمكن أن نقول بعبارة أخرى لماذا لا يجتمع السلفيون في حزب واحد؟ والجواب من وجهة نظري لا يخرج عن أمور: طبيعة تركيب البنية الشخصية السلفية تلاحق الأحداث التي لم تعطِ التيارات السلفية الفرصة الكافية لذلك, تلكأ البعض عن الإقدام في المشاركة السياسية كما أن حظوظ النفس والتمترس وراء وجهات النظر لوحظ في ذلك.    

*حزب الرشاد إلى الآن رغم مرور ما يقرب من عاميين على إنشائه لايزال يعمل في إطار مركزه الرئيس متى ينتقل عمله على الأقل لعواصم المحافظات الرئيسية كلها؟.


-أبشرك نحن الآن بصدد اللمسات الأخيرة لفتح فروع كثيرة في كل من تعز وإب والحديدة وذمار والبيضاء وعمران وصنعاء وغيرها ولكن هكذا هي المراحل الطبيعية للتوسع.

*فكرة الأقاليم كيف تنظرون إليها البعض عدها تمزيق جديد لليمن والبعض يقول أن نظام الأقاليم والفيدرالية نظام إسلامي؟.

-رؤية الرشاد أتت واضحة في مسألة الأقاليم في الحوار الوطني ولكننا سوف نتعاطى معها من باب تحقيق اصطفاف وطني عريض أما عن كونها إسلامي أو غير ذلك فهذا نظام إداري خاضع للمصلحة التي متى تحققت فلا مانع منها وعن كونها تمزيق لليمن أما إذا كانت الأقاليم عبارة عن نظام إداري يسهل من خلاله تنفيذ المهام والتوزيع العادل للسلطة والثروة فلا شك أنها ستكون من مصلحة اليمن.

 أما إذا قصدت بالأقاليم أن تكون خطوة نحو تعميق عدة هويات حضرمية، تهامية، ... وإعطاء الأقاليم الحق في تقرير المصير والاستئثار بثروات كل إقليم فلا شك أنها مدخل شر على البلاد.

* حزب الرشاد لمن هو أقرب ولمن سينضم؟ للمشترك أم للمؤتمر وحلفائه أم سيظل يشق طريقه بمفرده؟.

-لنا في الرشاد سياسة واضحة في هذا المجال أن التحالف بحسب القضية فنحن مع الثوابت الشرعية والوطنية فقد نتفق مع المشترك في مواقف أو موقف وقد يكون ذلك مع المؤتمر وقد ننفرد بموقف وأضرب لك مثلاً في الحوار الوطني: كان الرشاد مع موقف المؤتمر الشعبي العام من الوثيقة التي عرفت بوثيقة بن عمر في القضية الجنوبية على خلاف المشترك.

 ومع المشترك في كون الشريعة الإسلامية مصدر التشريع بخلاف المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه, كما انفرد الرشاد عن المؤتمر الشعبي العام وعن المشترك في قضية الكوتا النسائية حيث قدم الرشاد رفضه للكوتا النسائية لأنها نظام متخلف لا يعمل به في الدول المتقدمة ويصادم مبادئ الحكم الرشيد الذي يقوم على مبادئ المساواة وإتاحة الفرص وهكذا فنحن سنظل نتحرك في تلك الثوابت الشرعية والوطنية.

*بعد عامين من دخولكم المعترك السياسي كيف تقيمون تجربتكم وهل ندمتم على تأخركم في الركب الحزبي والسياسي؟.


-كما ذكرت في سؤالك أننا خضنا هذا المعترك منذ عامين فقط فما زالت التجربة في المهد, وبالنسبة للتقييم فيجب أن تقيم من الغير حتى نستدرك أخطائنا أما الندم فغير موجود لأن المشاركة في السابق كانت نتائجه الإيجابية قليل فدائماً الفائز هو الحزب الحاكم لكن بعد ثورات الربيع العربي نظن الوضع تغير.

*ما تعليقكم على تحكيم الدولة للحوثيين في عمران ولجان الوساطة التي اعتمدتها الدولة بدلاً من فرض هيبتها وترسيخ مبدأ النظام والقانون ؟.

-هذا يدل على أن عجلة التغيير لم تدر بالقدر الكافي الذي به تغير الدولة سياستها مع المليشيات المسلحة عن القانون وقطاع الطرق ومخربي أنابيب النفط والغاز.

* شيخ ياسر كقيادي في حزب الرشاد قدمتم من مدرسة رابطة أهل الحديث التي يرأسهم أبو الحسن الماربي هل تمثلون أنفسكم في الهيئة العليا للحزب أم تمثلون تيار أبو الحسن؟.


-نحن منذ الوهلة الأولى لتأسيس الرشاد سعينا أن يكون الرشاد حزب أسسه كل السلفيون لكل اليمنيين وكان ذلك بحمد الله فقد شارك في تأسيس الرشاد أفراد من الحكمة ومن الإحسان ومن الرابطة ومن السلفيين عموماً ولكن يبدو أن تأثيرات الجماعات الدعوية مازالت أقوى من الروابط السياسية وعلى كل حال فالرشاد يضم في جنباته إلى الآن أعضاء من مختلف التيارات المذكورة سابقاً ولا أعرف أي جماعة دعوية سلفية تدعي تبعية الرشاد لها بل في تأسيس الرشاد وهو ما يميز الرشاد عن غيره والرشاد ليس فقط للسلفيين بالمعنى الضيق فالأفضل أن نغلق الحزب ونبقى في بيوتنا.

*كلمة أخيرة تختمون بهذا هذا الحوار؟.


-أحب أن أتوجه إلى قواعد ومندوبي وممثلي الرشاد في المحافظات والمديريات والقرى في اليمن بالشكر وأحض الجميع على التفاني والتضحية والنفع للناس، ثم إلى عموم الشعب اليمني الأصيل الكريم أن يقف ضد كل مشاريع الحروب والظلم والطغيان واستغلال حاجة الناس وادعوا الجميع إلى رص الصفوف والتسامح والعمل من أجل بناء اليمن وتنميته في مختلف المجالات والصعد، كما ابتهل إلى الله تعالى العلي القدير أن يحفظ اليمن أهله من كل سوء ومكروه وأن يكفينا كيد الكائدين ومكر الماكرين إنه جواد كريم.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد