شقيق شهيد جمعة الكرامة الشاب نبيل الفقيه لـ" أخبار اليوم":

وصيته "لا تنشغلوا باستشهادنا إذا استشهدنا وانشغلوا بثورتكم"

2014-03-28 10:35:17 حاوره/ محمود الحمزي

الأستاذ/ نبيل الفقيه- شقيق الشهيد نشوان الفقيه, أحد شهداء جمعة الكرامة- يطالب بإقالة النائب العام ويذكر الرئيس والحكومة بأنهم لا يريدون أموالاً كرواتب بل يطالبون بتحقيق أهداف الثورة وإنجاز التغيير وإنقاذ اليمن، كما يدلي ببعض الأقوال من وصية وجدت للشهيد تطالب شباب الثورة باستكمال الثورة كما يتحدث عن أشياء أخرى في سياق حوار أجريناه معه في الذكرى الثالثة لمذبحة الكرامة...


*ما الذي يمكن أن تقوله بهذه الذكرى؟


  - بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على مجزرة جمعة الكرامة, فإنني أذكر شباب الثورة بوصية أخي الشهيد نشوان الفقيه والتي تضمنت وصية هامة وشباب الثورة اليوم بأمّس الحاجة إليها, حيث قال فيها" لا تنشغلوا باستشهادنا إذا استشهدنا ولكن انشغلوا بثورتكم فلا تنشغلوا بأمور جانبية تصرفكم عن استكمال ثورتكم يا شباب".

*كيف كانت حياته الأسرية معكم وتعامله مع والديه؟


  -علاقته الأسرية كانت علاقة جيدة وكان حراً بكل تعامله وفي الغالب كنا في البيت أو الأسرة نخضع لرأيه وكان لا يتردد أبدا في المجاهرة بالحق إلى وجه أي شخص، إضافة لذلك فقد كان مغترباً بالسعودية وأراد كفيله أن يمارس عليه نوعاً من الاضطهاد فرمى بالفيزة أمامه والإقامة فرفض أن يعطيه الجواز فخرج تهريب وقال بلدي تعزني.

*هل ثمة أشياء تركها الشهيد لأسرته أو لأصدقائه أو لشباب الثورة؟

  -بصراحة.. ما تركه الشهيد آآآه.. ترك لنا صراحته وشجاعته وذكريات له وترك وصية وجدناها بمحفظته كفيلة بإيقاد ثورة لوحدها ولقد كتبها- يرحمه الله -وكأنه يعرف بأنه سيستشهد وتوجه بوصيته إلى شباب الثورة قائلاً: استشهادنا لا يعني النهاية بل وقود للثورة، واذا استشهدنا لا تنشغلوا باستشهادنا بل انشغلوا بثورتكم، ووجه في وصيته تلك رسالة إلى أمي الحبيبة حيث قال: "لا تحزني إذا استشهدنا فانت من كنت تحلمين باستشهادنا بفلسطين, لكن جهادنا ضد الفقر والعبودية والاستبداد والاضطهاد أولى".

*ما هي مطالبكم كأسر شهداء في هذه الذكرى؟

  - نحن بهذه الذكرى ما يهمنا هو الوفاء للشهداء بتحقيق أهداف الثورة واستكمال مشروع التغيير المنشود والذي ضحى شبابنا لأجله بأرواحهم وبأغلى ما يملكون فداء للوطن والمضي بهيكلة الجيش والأمن حتى يكون الجيش مؤسسة وطنية خالصة من أجل الوطن والمواطن وبالمناسبة أيضا نطالب بالقصاص من القتلة والمجرمين والذين لا زالوا طلقاء حتى اللحظة فيما بعض من شباب الثورة خلف القضبان.

* أين وصلت الإجراءات القضائية تجاه قتلة الشهيد والذي كان ضمن كوكبة شبابية سقطوا في جمعة الكرامة؟

  - قضية الملاحقة القضائية الحقيقة, نحن بعثنا بوكالة شرعية لمنظمة هود وهناك محامون جيدون أشكرهم بالمناسبة على جهودهم في هذا المجال، لكن القضية برمتها خاضعة للأهواء والمزاج السياسي، فتمارس ضغوط تارة على القاضي، وتارة على الدولة، وأصبحت القضية للأسف مقايضة، والبعض بسخافة خبيثة يريد أن يقايض مذبحة الكرامة بتفجر الرئاسة، وما يبعث على الألم أنه لازال الجناة خارج المحكمة وأطلقوا جميعاً وأخاف أن يأتي يوم يرفعون علينا نحن أسر الشهداء قضية كما يحدث بمصر.. أسر الشهداء بالسجون والقتلة يحكمون.

*هل أنتم فعلا تطالبون بإقالة النائب العام الحالي وما هي مبرراتكم؟

  - في هذه المناسبة والذكرى وبصراحة لابد أن يقال النائب العام لأنه صار عائقاً أمام العدالة والانتصار لأرواح الشهداء، وما يحزننا أكثر بأننا نرى الوطن بوضع مخيف ومازال الخطر قائما رغم ما تحقق من إنجاز, وبصراحة فقد تأتي سيول المؤامرات وتجرف كل ما أنجز عبر الهيكلة ومؤتمر الحوار وغير ذلك خلال الفترة الماضية، وعلى الرئاسة والحكومة أن يعملا بروح الثورة لا بنصوص المبادرة.

* وماذا هي وجهة نظرك كشقيق لأحد الشهداء في قانون العدالة الانتقالية؟


  - بالنسبة لقانون العدالة الانتقالية, فرغم ما فيه من مخرج للقتلة وهو كذلك رافد إضافي للحصانة إلا أنه إذا تبين أن فيه مصلحة عليا للبلد, فنحن معه لأننا قدمنا الشهداء من أجل الوطن فما كان لمصلحة وطنية شاملة لكل أبناء الوطن شماله وجنوبه, فنحن مع قانون العدالة وليخرج هذا القانون إلى الواقع..

* كيف تنظر أخ نشوان إلى مسار الثورة بعد 3 أعوام من انطلاقتها؟

  - أهداف الثورة الشبابية.. حقق البعض وبقي الكثير ولو رجعنا إلى ما قبل جمعة الكرامة لرأينا متغيرات كثيرة فقد أسقطت الثورة مشروع التوريث وأسقطت المخلوع من كرسي الحكم رغم أنفه، والثورة ما زالت مستمرة، إلا أن هناك أشياء لم تحقق ونحن كأسر للشهداء نراها معيبة بحق الرئيس والحكومة لأن القتلة والفاسدين ما يزالون في مناصبهم وإن حصل إزاحة بسيطة للبعض فهو على استحياء، كما أنه لم يتم البدء بتحقيق جاد بأحداث 2011 ولم تستمر قرارات هيكلة الجيش بالشكل المأمول حتى الآن.

*بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل ما الذي تطالبون الرئيس والحكومة؟

  - مطلبنا من الحوار هو إخراج البلد من وضع الانقسامات والتشققات الحاصلة في النسيج المجتمعي إلى مكون وطني واحد تحت دستور واحد، وكل له حزبه واليمن للجميع ولا بد من تغيير شامل يدفع اليمن مما يراد لها، وعلى الرئيس والحكومة العمل بسياسة جديدة مغايرة لما قبل انتهاء مؤتمر الحوار الوطني والبدء بالتنفيذ الجاد لمخرجات مؤتمر الحوار وصياغة دستور يلبي تطلعات أبناء الوطن وتضحيات شباب الثورة.. ونحن بالمناسبة نطالبهم بأن يخرجوا البلد إلى وطن تسود فيه المواطنة المتساوية والعدالة المنشودة, يمن المساواة والتنمية والاقتصاد، وأن ألا يغفلوا عن دماء الشهداء التي أريقت من أجل الوطن وضحوا بأرواحهم من أجل اليمن, فكانوا كرماء ونماذج في التضحية، فليتنازل الساسة والقادة عن مصالحهم الشخصية، وليكونوا كرماء من أجل الوطن.

*ما الذي يمكن أن تقوله لرئيس الجمهورية أو الحكومة؟

  - أقول للرئيس قدمنا شهداءنا لينعم الوطن وليس لتحصين الفاسدين، وتركهم يعبثون ويفسدون أمامنا وأمام الشعب وقدم الشباب أرواحهم لتنجح الثورة ويتحقق التغيير وليس لصرف رواتب لنا، ولو كنا نريد المال لذهبنا إلى السبعين مع المخلوع.. فإنجاح الثورة وإنقاذ الوطن كفيلان بهدوء أنفسنا وتطبيبها، كما أطالب الرئيس والحكومة بتخليد أسماء الشهداء في المرافق الحكومية والمؤسسات والشوارع والمدارس, تخليد ذكراهم للأجيال القادمة وتلك من ضمن قوانين العدالة الانتقالية..

كلمة أخيرة أو أي رسالة تريد أن تقولها؟


أبعث برسالة عتاب لقناة "سهيل" فرغم أنها قناة الثورة، لكن تجاهلها لأقل شيء تقدمه للشهيد أو أسرته أن تبث الحلقة التي سجلت عنه ببرنامج قناديل الفجر فقد كان الشهيد نشوان الفقية ثاني شهيد على جدار الكرامة لكن "سهيل" وغيرها من وسائل الإعلام يتجاهلون الشهداء الذين قدموا أرواحهم للوطن ونقول لقناة "سهيل" هل هناك معايير للشهداء أم ماذا؟؟

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد