رئيس رابطة علماء ودعاة عدن الشيخ / عمار بن ناشر العريقي لـ"أخبار اليوم":

الحركة الحوثية لها أطماع توسعية وامامية وتحظى بدعم النظام السابق لمواجهة السنة كيداً

2014-03-24 08:47:27 حاوره / قائد الحسام

يرى القيادي السلفي- الشيخ/ عمار بن ناشر العريقي- رئيس رابطة علماء ودعاة عدن- بأن نظام الأقاليم والولايات لا يخالف الشريعة الاسلامية, كونه إجراء غير تعبدي وغير توقيفي ومن المصالح المرسلة..

وفي منحى آخر يتعلق بالقضية الجنوبية يرى أن الحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية منصفة في حال توفرت إرادة وإدارة قوية, كما حذر من خطر عدم التعايش السلمي بين القوى الوطنية الحزبية والمذهبية والطائفية.. ويؤكد على موقف الرابطة من نصرة الثورة وإنكار ما قامت به الحركة الحوثية من تهجير قسري لأبناء دماج وأعمال العنف التي تطال الأبرياء والفوضى والتخريب, مشيراً إلى أطماع الحوثيين التمددية والمدعومة من النظام السابق لمواجهة السنة.. فضلاً عن محاور أخرى طرقناها في هذا الحوار مع فضيلة الشيخ العريقي فإلى تفاصيل الحوار:

* ذكرتم في بحث قديم, عشرة مآخذ على البيانات الصادرة عن العلماء هل عرض ذلك على جمعية أو هيئة علماء اليمن أو الجنوب أو غيرهم للاستفادة والتنبه؟ وهل لايزال الاشكال قائماً؟


- نعم.. كان البحث بعنوان (بيانات العلماء ضرورات ومحاذير) فهي ضرورة لإقامة الحجة وإزالة الشبهات ومواجهة الفساد والمؤامرات وحفظ الشريعة والقيم والأخلاق والأمن والدماء ولذلك ينبغي أن ترتكز في مثل هذه المواضيع ذات الأولوية والقضايا المصيرية بعيداً عن القضايا الجانبية أو محل الخلاف حتى لا تصرف الانتباه لاسيما في مثل ظروف البلاد العصيبة، وينبغي أن تشتمل هذه الهيئات على شتى التوجهات الشرعية ممن يملكون الرسوخ والاستنباط من أهل العلم الشرعي العميق والوعي السياسي الدقيق إلى غير ذلك من الملاحظات ولا يزال الإشكال قائماً كطبيعة أي عمل بشري يخضع للاجتهاد والنقص.

* ما معايير العضوية في هيئة علماء اليمن أو غيرها من الهيئات والاتحادات، وهل تطبق هذه المعايير؟ فقد لاحظنا في موقع (منبر علماء اليمن) أعضاء في الهيئة غير معروفين مجتمعياً من أهل العلم، فقد يكونون دعاة أو مثقفين فحسب فما ردكم؟


- نظرياً لا اعتراض عليها إلا أنه عملياً قد نقصر الشروط في البعض إضافة إلى الخلافات النفسية والعلمية والفكرية قد يكون لها حظها في اختلاف تطبيق المعايير كما أن بعض المتوفرة الشروط فيهم من العلماء أصابتهم آفة الترهل والإحباط – ولا أقول الانهزامية والخوف – وعليه فلجأت هذه الهيئات الى المقاربة عند العجز عن التسديد وفي الحديث (سددوا وقاربوا).. إلا أن لهذا الاختلال تأثيره السيئ في القبول العام لدى الجماهير لهذه البيانات والثقة والهيبة والمصداقية وربما أدى إلى التناوش وردود الأفعال على مستوى الإعلام والشارع.

* كيف تقرأ نظام الأقاليم، هل هو نظام إسلامي أم أنه تجزيئ وتفتيت جديد؟


- نظام الأقاليم والولايات لا يخالف الشريعة الإسلامية وهذا يكفي فكيف وقد ثبت في التأريخ الإسلامي في نصب ولايات في الأمصار يخضعون للدولة المركزية في عاصمة الخلافة في الأمور السيادية وهو إجراء إداري غير تعبدي أو توقيفي بل يخضع للمصلحة المرسلة والتي يشترط فيها عدم مخالفة الثوابت الشرعية والوطنية والمحافظة على المصالح الدينية والوطنية والفيدرالية كذلك فيجب ضمان حفظ مصالح الدين والأمن والسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي ووحدة الأمة وسيادتها واستقلالها وحفظ حقوق الشعب وكرامته ومنع أسباب العصبيات الجاهلية واستئثار المتنفذين أو الأقاليم بالسلطة والثروة وهضم الآخرين حيث تفرض علينا الأخوة الاسلامية حقوق التراحم والتكافل والتعاون ونبذ الأنانية والشح والأثرة والطمع.

* من يشعل الفتيل في الجنوب؟ ولماذا لم يهدأ أو يستقر رغم اتخاذ بعض الإجراءات من الدولة؟ وما المخرج الشرعي في نظرك؟

- يشعل فتيل الفوضى والتخريب وتهدد الأمن الداخلي والسلم الاجتماعي كل الجهات المتضررة من الثورة والإصلاح والتغيير وزاد من شرهم تجمعهم على هدف خدمة مشاريع الآخرين الخارجية إضافة الى أطماعهم الداخلية في السلطة والثروة وكما يقال ( فتش عن المستفيد تعرف المتهم)! وقد تمكنوا من استغلال ضعف أداء الدولة الأمني والظروف العصيبة التي تمر بها البلاد وحالة الانقسام السياسي والأمين وهي حالة طبيعية تمر بها الثورات كما أننا لا نبرئ حكومة الوفاق عن تحمل المسؤولية ولا يخفى أنها مخترقة ومترددة بسبب شروط المبادرة الخليجية، نعم.. هناك إجراءات مشكورة مؤخراً أسهمت في التخفيف من حدة الفوضى والجريمة والمخرج الشرعي بالجدية والإسراع في تنفيذ مخرجات الحوار بإقامة العدل ورد الحقوق وتوفير الأراضي والوظائف وقمع الفساد ومحاسبة المفسدين وتولية أهل الكفاءة والأمانة والحزم في القرارات التي من شأنها حفظ هيبة الدولة والأمن وكذا تعاون الجميع مهم لإطفاء الحرائق وقيام العلماء والساسة والمفكرين بدورهم في نشر الوعي الصحيح.

*كيف يمكن لليمنيين أن يتعايشوا معاً بعيداً عن جحيم الطائفية؟

- التعايش السلمي والوطني والمذهبي والحزبي والطائفي ضرورة واقعية لمنع دخول البلاد في حرب أهلية مفتوحة (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) وإذا كان القرآن يقرر حقيقة (لا إكراه في الدين) ففي اختلاف المذاهب والآراء من باب أولى .كما أمر تعالى بالتعامل مع الكفار غير المحاربين بقوله (أن تبروهم وتقسطوا اليهم)، أباح الأكل من ذبائحهم والزواج من نسائهم ولا يخفى أثر الزوجة الكتابية على الأسرة والأهل، ومع ظهور خطر المنافقين (هم العدو فاحذرهم) إلا أن رسول الله كان يأخذهم بالظاهر والله يتولى السرائر إلا أن الواجب ليكون التعايش شرعياً أن يقر ويعمل الجميع بثوابت الشرع الدينية والأخلاقية والوطنية والتعاون في المتفق عليه والتناصح بأدب الحوار والخلاف في المختلف فيه وعدم الارتهان للخارج أو تعاطي ثقافة العنف والكراهية والإقصاء والاستبداد.

* أفراد من السلك العسكري في الجنوب يتعرضون لسلسلة من الجرائم والاغتيالات من المسؤول؟ وما موقفكم من ذلك؟


- المسؤول عن ذلك كما سبق كل القوى المعادية للثورة والتغيير ممن عجز عن الاصلاح السياسي ولم يحظ بتأثير جماهيري فلجأ الى أساليب الدهاليز والأنفاق المظلمة وثقافة العنف والتخريب كما أن الدولة نفسها مسؤولة كونها لم تطهر صفوفها من الاختراق والضعف ولم تشدد الرقابة فلا بد من التأكيد على ضرورة إعادة الهيكلة واعتماد اختيار الشخصيات الوطنية الشريفة.

* في رأيكم هل هناك وصاية دولية على اليمن من خلال وضع البلاد تحت الفصل السابع أم هي وصاية على المعرقلين فقط؟

- يتحمل النظام السابق هذه الوصاية الخارجية التي تنتقص من سيادة البلاد واستقلالها وكل القوى المعادية للثورة ومصالح البلاد والخاضعة هي أصلاً لوصايا أطماعهم الداخلية الشيطانية والمشاريع الخارجية الداعمة لهم مالياً وإعلامياً وعسكرياً, كما يلزم حكومة الوفاق للخروج من هذه الوصاية أن تعتصم بمنهاج الله ومحبة الجماهير والتي تتوفر بإقامة العدل ومحاربة الفساد وحفظ الحقوق والحريات العامة والمشروعة.

وطبيعي أن الدول والأحزاب الضعيفة تخضع للوصاية مما قل منها أو كثر نصيباً مفروضا وضغوط الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحق الفيتو الظالم وديون البنك والصندوق الدولي والسفارات إن لم تجد دولة تحترم حقوق شعوبها تستسلم ولا بد وربما كانت هذه الوصاية –على إثمها- أخف شراً أحياناً من وصاية بعضنا على بعض المتلبسة بالدماء والفساد والقمع. فما الفرق؟ بل: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على القلب من وقع الحسام المهند, ومن قديم كان خطر المنافقين في الداخل أعظم من خطر الكفار في الخارج (هم العدو فاحذرهم) (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا), ومعلوم تخوف المعرقلين من هذه الوصاية ومخرجات الحوار وترددهم من التوقيع إلا تحت الإكراه.

* ما موقفكم في رابطة علماء عدن من الدعوة إلى الثورة و الدعوة إلى الانفصال و الفيدرالية والتهجير الحوثي لأبناء دماج؟

- رغم تكون الرابطة من أكثر من تيار و فصيل (جمعيات الحكمة والإحسان والإصلاح ورابطة أهل الحديث والمستقلين) واختلاف اجتهاداتها, إلا أنها بحمد الله اتفقت تقريبا على هذه القضايا الخطيرة.. فأجمعت على نصرة الثورة من أول أيام قيامها و إنكار ما قامت به الحركة الحوثية من تهجير قسري لأبناء دماج و أعمال العنف التي تطال الأبرياء و أعمال الفوضى و التخريب, وكذا في قضايا خارجية كاستنكار جرائم سوريا و الانقلاب العسكري في مصر.. و كلنا يطالب بحل القضية الجنوبية بعد الاتفاق على أنها سياسية و حقوقية بامتياز حلا عادلا مرضيا لأبناء المحافظات الجنوبية, و لا أعلم أحدا يمانع من الحوار و مخرجاته بل شارك الإخوة في حركة النهضة رغم قولهم بحق تقرير المصير والاستفتاء الشعبي بما يدل على إيثار المصلحة الدينية والوطنية و الشعبية من الجميع.

* ما رؤيتكم للحلول الموضوعة والمطروحة للقضية الجنوبية؟


- رغم اتفاق جميع الشركاء والعقلاء على عدالة القضية الجنوبية و المظالم التي تعرض لها أبناء الجنوب, إلا أن الكثير من الزعامات التي تبنت أو فرضت نفسها على الثورة لم تحملها بمصداقية ووطنية, بل و استصحبت معها النزاعات التاريخية والعقلية التعسفية الاقصائية, مما أسهم في التفرق والتأثر لضغوط مشاريع خارجية بريطانية أو إقليمية أو إيرانية ولم تجتمع الأطراف تحت سقف واحد أو ساحة أو بيان, مما شوه جمالها لدى المجتمع الدولي الذي يرى مصالحه الاقتصادية و الأمنية في الوحدة الفيدرالية خوفا من خطر إيران أو القاعدة أو استفراد الإسلاميين بالسلطة لقوة حشودهم الجماهيرية وتنظيمهم السياسي وتماسكهم الداخلي. و في رأينا أن الحلول المطروحة منصفة لو توفرت إرادة و إدارة جادة و قوية داخلية و ضمانات دولية و دولة المؤسسات و الاقتصاد غير المنهوب و قيادات وطنية مخلصة.

* كيف تنظرون إلى التوسع الحوثي وتفجير دور العبادة و المساجد والمدارس في ظل صمت الدولة والمؤسسات الحقوقية و عدم وجود إدانة من أي طرف؟


- الحركة الحوثية و هي تنتمي للمذهب الزيدي المتأثر بإيران الإثني عشرية دينيا والمدعوم منها ماليا وعسكريا.. يحمل مشروعها في (تصدير الثورة) و=لا يخفي أطماعه التوسعية التمددية والإمامية, و كانت ولا زالت تحظى بالدعم من النظام السابق لمواجهة السنة من باب التوازنات والمكايدات وللأسف فإنها مشحونة عاطفيا وطائفيا لمعاداة السنة باعتبارهم ( ناصبة, أعداء أهل البيت, أموية, قتلة الحسين, أتباع أمريكا وإسرائيل والسعودية...)الخ.. زعموا مبررات لهذه الأعمال الاجرامية, و لقد ساعدهم على تحقيق أطماعهم التحالف الأمريكي الإيراني الذي سلمهم سوريا والعراق ولبنان, وغدا المنطقة الشرقية والسعودية والبحرين و اليمن كما يتصورون.. وسكوت دولي بل وتحالف داخلي وخارجي.. لكن هيهات فلليمن خصوصيتها ورجالها الأحرار وإنها لدعوة للتعايش و نبذ العنف و الاجتماع على كلمة سواء.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد