رئيسة دائرة المرأة بالمكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة إب لـ" أخبار اليوم":

ظهرت المرأة في ثورة فبراير بصورة مغايرة وقوية أذهلت العالم

2014-03-17 09:24:32 حاورها/ محمود الحمزي


رئيسة دائرة المرأة في المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة إب الأستاذة/ حفصة منصور -أحد القيادات النسوية والثورية البارزة بالمحافظة- تقول: أن الثورة الشعبية جاءت نتاجاً طبيعياً لتراكم الفساد بأنواعه من نهب للمال العام وتخريب لمنظومة الجمهورية ولأهداف ثورتي سبتمبر و أكتوبر وتحدثت عن دور المرأة اليمنية في الحياة السياسية والعامة وعن مخرجات الحوار وأداء الحكومة وطالبت شباب وفتيات الثورة بالاستمرار بثورتهم ومراقبة أداء الحكومة حتى تتحقق أهداف الثورة...

*من وجهة نظرك أستاذة ماهي الأدوار المطلوبة من الكيانات السياسية وكذلك من الرئيس والحكومة والشعب لمهام ما بعد مؤتمر الحوار؟


-أعتقد أن الدور تكاملي بين كل هؤلاء باعتبار الحوار كان مطلباً للجميع، وقبله انقاذ اليمن أرضاً وإنساناً واجب وطني لا يقبل التأخير أو التردد أو التأجيل، وقد نجح اليمنيون برسم صورة ايجابية عن عملية الحوار والتحاور وإن تخللها بعض الأشياء لكن اليمنيين غلبوا الحكمة والحوار.

 ولقد مثل كل كيان من الكيانات السياسية وغيرها في مؤتمر الحوار وتواجدوا جميعاً بكل قضاياهم، وما بقي لأحد من هؤلاء أي عذرٍ كي يتملص من المسئولية أو يلقي باللوم على أي من المكونات، فعلى الجميع التزامات وطنية تجاه هذا الوطن ينبغي عليه العمل عليها مع الأطراف وأنه ينبغي علينا كما اتسع لنا هذا الوطن أن تتسع صدورنا لحمل قضاياه والمشاركة بمسئولية في حفظ أمنه واستقراره، وكذا بناء اقتصاده واستغلال المقومات المؤهلة لهذا البلد لأن يتبوأ المكان اللائق به بين الأمم كمساحة استراتيجية في المنطقة تخضع الآن للمؤامرات والتجاذبات الإقليمية والدولية.

*ثورة فبراير مرت بمراحل مختلفة وتعرضت لعقبات ولا زالت...

كيف تقرئين مسيرة الثورة حتى الآن؟ ما لها وما عليها؟


-مسيرة الثورة خلال الفترة الماضية لا نقول واجهت عقبات فقط وإنما أخاديد محفورة في أعماق الوطن والمواطنة تحتاج إلى تكاتف واعتراف بالأخطاء وتصحيحها من قبل جميع أطراف العملية السياسية والوقوف صفاً واحداً مع المسيرة الثورية التي مثلت نتاجاً طبيعياً لتراكم الفساد بأنواعه من نهب للمال العام وتخريب لمنظومة الجمهورية ولأهداف ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر وحتى المنظومة العلمية للمجتمع كحامي للجمهورية والنظام الديمقراطي وحتى لا تضطر المسيرة الثورية للخضوع أو التباطؤ في تصحيح الأوضاع وتقويم الاعوجاج. أما أبرز النتائج التي تحققت حتى اللحظة فتتمثل في إبطال مشروع التوريث وإرساء مبدأ التداول السلمي للسلطة، وكذا إنجاز الحوار الوطني الذي شمل اليمن بكل مكوناته وأطيافه، وفوق كل ذلك تغيير في التعاطي مع الاستبداد والظلم بعدم الخضوع والخنوع وكذلك إحداث تغيير في النظر والتعاطي مع الدور المتكامل للمرأة في المشاركة الفاعلة في الحياة العامة بكل تفاعلاتها.

*ما تسمينها أخاديد محفورة في أعماق الوطن هي ما نسميها تحديات وصعوبات تحول دون تحقيق أهداف الثورة الشبابية، نريد منك تحديدها والإشارة إليها بوضوح؟


-من وجهة نظري هي تتلخص بالقضايا والمشاكل الآتية:

 أولاً: النزاعات المسلحة والعنف الطائفي الذي يديره الحوثيون تنفيذاً لمؤامرات خارجية وداخلية على الوطن..

 ثانياً: التركة الثقيلة من ركام الفساد المنظم ومنظومة المصالح والتي تعمل خارج إطار الوطن والوطنية وبناء الدولة المبنية على المواطنة الصالحة والتنافس الشريف على شغل الوظائف العليا وحتى العادية..

 ثالثاً: المؤامرات الخارجية سواء كانت إقليمية أو دولية على الوطن والتي نجد من ضعاف النفوس من يتجاذب معها بدافع الكسب أو الانتقام هذه أبرز المعوقات والصعوبات في تقديري.

*ما دام وهذه الصعوبات والتحديات لا تزال كثيرة وقائمة، كما ذكرت؛ فما هو دور شباب ثورة فبراير والأحزاب لمواجهتها؟

-لابد وأن يرك الجميع بأن لكل ثورة عظيمة تحديات جمة ومخاطر متعددة ومن يقف في وجه هذه الثورة, لكن كيف نتعاون لمواجهة كل تلك التحديات، المسؤولية الذي ينبغي على شباب الثورة والأحزاب وكل من شارك في الثورة في الفترة القادمة كي تتحول أهداف الثورة إلى واقع عملي..

 أولاً: مراقبة أداء الحكومة والأحزاب من قبل الجميع وبدرجة رئيسية شباب الثورة، ومن ثم الاستمرار في تبني الفعاليات المؤيدة للتغيير والمناهضة للفساد..

ثانياً: الوقوف بحزم أمام محاولات التطرف وجر البلاد إلى العنف وإلزام الحكومة تبني موقف جاد ضد من ينتهج العنف والتطرف لفرض نفسه بالقوة..

ثالثاً: الحفاظ على السلم الاجتماعي وذلك من خلال التوعية من قبل الوسائل الإعلامية المختلفة والفعاليات والأنشطة المكثفة التي توعي المواطن البسيط الذي يظل عرضة للأفكار الهدامة والتجاذبات.

*ظهرت المرأة في ثورة فبراير بصورة لافتة برأيك على ماذا يدل هذا الظهور؟


-كانت مشاركة المرأة في ثورة فبراير قوية ومغايرة أذهلت العالم وقدمت للمرأة اليمنية صورة رائعة أثبتت أن المرأة إذا مُكنت أبدعت وقد كان الفعل الثوري والنضالي قمة في الأداء مقارنة ببقية المجالات التي من البديهي أنه إذا اقتحمتها المرأة فستخدم الوطن وتشارك مشاركة قوية في بنائه بمختلف المجالات.

*يردد البعض أن ثورة فبراير لم تهتم بمشاكل المواطن وهمومه، هل هذا صحيح؟

-مقولة أن الثورة لم تهتم بمشاكل المواطن أود أن أقول لمنتقدي الثورة بأن مشكلتهم تكمن في ذواتهم فقل لي ماذا قدمتم للثورة؟ وهل وقفتم معها في تغيير المفسدين وإنكار المنكر ألسنا جميعاً كنا نشكو من الفساد والظلم ونتوق لتغييره! فالآن الكرة في ملعب المواطن ليقف مع نفسه في صف ثورة الشعب وينبذ الطعمة الخارجة عن أهداف الثورة ومخرجات الحوار الوطني والتي تعرقل التنمية وتنفيذ الإصلاحات الجذرية التي ينتظرها المواطن من التغيير، ولنشد أيادينا مع بعضنا البعض لنبني سوياً اليمن الجديد، واعتقد أن تلبية متطلبات المواطن البسيط يأتي عن طريق دولة قوية تديرها كوادر وطنية مؤهلة ومسئولة تخلص لهذا الوطن وتضحي لإزالة التركة الثقيلة من الفساد والمؤامرات التي تحاك ضده.

*هل تعرضت الثورة فعلاً للسرقة؟


-الحقيقة بأن الثورة تعرضت لتشويه صورتها بممارسات المفسدين في الجهاز الإداري للدولة الذين لازالوا يمسكون بزمام الأمور، وكذا تواجه ثورة مضادة تعمل على العودة إلى الماضي بأسوأ ما فيه من العنصرية المقيتة والإمامية المتخلفة والتوريث والتلاعب بمقدرات البلد وخدمة أطراف متنفذة معينة مدفوعة بأجندات خارجية وتخريبية, أو قوى داخلية تضررت مصالحها من الثورة، وهذا ما سيقف ضده الثوار بقوة نساءً ورجالاً في الحركة الثورية المستمرة والتي ستؤتي ثمارها عاجلاً أو آجلاً.

*لم يصدر قرار رسمي باعتبار11 فبراير عيداً وطنياً لليمن، واحتفل الشعب هذا العام، بعيداً عن المراسيم الاحتفالية الرسمية ماهي انطباعاتك إزاء هذه الذكرى؟

-ذكرى 11 فبراير 2011 يوم مجيد وعظيم إن لم ينل اليوم حقه من الاحتفاء والبهجة حكومياً فسيأتي اليوم الذي يدرك فيه من قصر عن تحقيق أهدافه أو أهمل أو حارب..

سيأتي يوماً يعلم أنه كان صديقه ومجتمعه ووطنه بأكمله فهو ليس يوماً لفرد أو جماعة أو حزب إنما يوم للشعب كله سيجني ثمار قطوفه المجتمع كله مستقبلاً عاجلاً وآجلاً فطوبى لمن كان له السبق في التضحية له والسبق في تبني أهدافه والاحتفاء به.

*لكن عموماً لا تحضر سياسياً المرأة إلا كديكور كما يحلو للبعض أن يسميه؟


-ذلك يعود أيضاً إلى البيئة المجتمعية المحيطة بشكل أو بآخر، وكذلك هشاشة النظام وعدم الاستقرار كما هو حاصل الآن، وأيضاً قضية المرأة لا تطرح بقوة على القيادات الحكومية والحزبية، وندرة القيادات النسائية المؤهلة تأهيلاً عالياً جعل البعض يتندر كما تقول رغم أن الواقع مختلف عما يذهبون إليه، وأعتقد بأن مستقبل المرأة مبشر بالخير لها وللمجتمع ولن تقبل النساء أن يكن مجرد ديكور.

*برأيك ما هي أبرز العوائق والصعوبات أمام المرأة اليمنية؟


-العوائق الاجتماعية المتمثلة بالعادات والتقاليد وهيمنة الأعراف السلبية للقبيلة، أيضاً الفقر الذي يطحن الشعب اليمني وأكبر المتضررين منه النساء، الهيمنة الذكورية والتخوف من أداء المرأة في المواقع السياسية، كذلك بروز بعض النماذج النسائية التي ابتعدت عن قيم المجتمع وعن قضاياه التي يعاني منها فأدى ذلك إلى ضعف الثقة فيمن ستبرز كقائدة ورائدة في الميدان السياسي.

*نعود إلى شأن المرأة في إب ما هي أبرز المشاكل التي تعانيها المرأة في "إب" من وجهة نظرك؟


-أبرز ها الأمية التعليمية والثقافية، وتدني الرعاية الصحية وندرة الخدمات الحكومية في هذا المجال، وكذا تهميش الكفاءات واستبدالها بمعايير الولاءات الضيقة في التعيينات الوظيفية.

*هل من تقييم سريع للأداء الحكومي في الفترة الماضية؟


-هناك نجاحات وإخفاقات في أداء الحكومة في الفترة الماضية ينبغي على الحكومة أن تستند في تقييمنا لها على أصحاب التخصصات والدراسات لكي يستفاد من التجربة إيجاباً في التعزيز وسلباً في تلافي وإصلاح القصور، وإن عذرنا الحكومة فيما مضى للأسباب العديدة التي حاولت الإطاحة بها فإنا مستقبلاً نعول على الحكومة أو من يخلفها أن تتلافى الإخفاقات السابقة وتعمل على تحقيق أهداف الثورة الشعبية السلمية والسير بخطط استراتيجية متزنة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

*كيف تقيمن أداء المجلس المحلي وقيادة محافظة إب؟


-تقييمي لأداء المجلس المحلي وقيادة المحافظة خلال السنوات الأخيرة: الحقيقة أن المجالس المحلية وقيادة المحافظة كان الشعب يؤمل فيها الكثير باعتبارها من تجارب الشعوب في الحكم لكن للأسف أصبحت ركاماً من الفساد وعبئاً أضاف على المواطن تكاليف جديدة، ووصل معظم النهابة والوصوليون إليها في جميع المستويات وغلب عليهم الجهل حيث يوجد أعضاء في المجالس المحلية من ليس لديهم مؤهلات ولا خبرة ووجد من لا يخلص لهذا الوطن إلا من رحم الله.

*ماذا تودين قوله لرئيس الجمهورية؟


-رسالتي للرئيس: الشعب أعطاك الثقة وعوّل عليك في قيادة السفينة والكل يشد على يديك في فضح المتآمرين على ثورته وعلى جيشه وأمنه واستقراره والعابثين في مقدراته، ويعول عليك في التغيير إلى الأفضل فينتظر منك الكثير.. ليكون لك سنداً وعوناً والمرحلة القادمة تستدعي تغير شامل يحقق تطلعات الشعب وتنفيذ مخرجات الحوار.

*ولحكومة الوفاق ماهي رسالتك؟

-للحكومة أقول : لابد من التزام معايير الجودة والأفضلية في الأداء والتفاعل الجاد مع قضايا الشعب وأولويات المرحلة المتمثلة في توفير الأمن والاستقرار، والسير في طريق التخطيط للبنى التحتية المؤسسة للدولة المدنية القوية، واستبدال المفسدين بمسؤولين أصحاب سجلات في النزاهة ولديهم إيثار المصلحة الوطنية العليا، واتخاذ القرارات الملزمة لإيقاف العنف عند حده سواءً جاء من حزب أو جماعة أو أفراد ورعاية مصالح المواطنين وتنافسهم بحسب الأداء السلمي التنافسي الذي يجعل من خدمته للمواطن مقياساً لشعبيته ويتبوأ المكان الذي يبتغيه.

*شباب وشابّات الثورة ما دورهم خلال المرحلة القادمة؟

-أطالب شباب وشابّات الثورة الاستمرار في الثورة ومراقبة أداء الحكومة والدفع بعجلة التغيير إلى الأمام وكذا أداء الأحزاب والمكونات المجتمعية المختلفة، مع تطوير الذات وتبني هموم الوطن، وترك تناول القات والتوعية بأضراره والحد من زراعته، فأنتم المستقبل وأنتم صناع المجد القادم بإذن الله.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد