قال بأن على اليمنيين ألا ينتظروا الحلول من مجلس الأمن ودول الخليج..

السفير الكوبي بصنعاء: أنا لست من السفراء الفارضين أنفسهم أوصياء على اليمن

2014-02-16 07:55:01 حوار/ فؤاد الزبيري


دعا السفير الكوبي بصنعاء اليمنيين إلى مواصلة نضالهم حتى يصلوا إلى ما ينشدونه في بناء اليمن الجديد.

وأشار السفير ديفيد باولوفيتش اسكالونا إلى أن هناك أجندة داخلية وخارجية تعمل على عرقلة الانتقال السلمي وإثارة بعض المشاكل التي تمر بها الجمهورية اليمنية.

ودعا "اسكالونا"- سفير فوق العادة ومفوض سفارة جمهورية كوبا الصديقة لدى اليمن- دعا جميع اليمنيين للعمل على إنجاح العملية الانتقالية بطريقة سلمية وسلسة وكذا تخطي التجربة الراهنة، والمرحلة الانتقالية في اليمن، متحدثا عن عدد من المساعدات الطبية التي ستقدمها جمهورية كوبا الصديقة لليمن وكذا عن عدد المنح الدراسية والبعثات الطبية إلى اليمن.

وقال السفير الكوبي بصنعاء -خلال مقابلة خاصة أجراها موقع "يمن فوكس الناطق بالإنجليزية"- "أتمنى لليمن أن تنال القصد الكافي، ونجاح ما أتفق عليه من قبل اليمنيين ونبذ العنف والتطرف بكافة أشكاله وأن لا تكون هناك مواجهات مسلحة؛ حيث ذلك سوف يؤدي إلى عرقلة بناء اليمن الجديد من خلال قتل اليمنيين لبعضهم البعض.

ونفى السفير الكوبي "اسكالونا" وجود أي تعاون عسكري بين اليمن وكوبا.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه موقع يمن فوكس الناطق بالانجليزي:


** لا تغوصوا في القتال

* سعادة السفير الكوبي بصنعاء، يمن فوكس ترحب بكم وتشكركم على إتاحة الفرصة للاستفسار حول العديد من القضايا التي تهم الشأن اليمني.. برأيكم هل العملية السياسية في اليمن تتجه نحو الأفضل أم أن هناك عراقيل ستحول دون تقدم العملية السياسية والتغيير المنشود في اليمن؟


* لمعرفة الوضع السياسي لا بد من تقديم دراسة وتحليل كامل حول اليمن لأن تعييني في اليمن مازال حديثاً, لكنني أتمنى لليمن التطور والنمو والازدهار ونجاح نتائج مؤتمر الحوار وأن يتم نبذ العنف والتطرف بكافة أشكاله وعدم غوص اليمنيين في القتال والقيام بقتل بعضهم بعض, لأن اليمن معروف منذ القدم بالعراقة والأصالة ولديه تاريخ وثقافة كبيرة, وعندي قناعة كاملة بأن اليمنيين قادرون على أن يجتازوا المرحلة الراهنة وحل مشاكلهم بأنفسهم..لقد كانت جمهورية كوبا منفصلة بسبب الإنجليز وتم بعد ذلك توحيدها, فاليمنيون قادرون على أن يحققوا الأمن والسلام لأنفسهم والمستقبل يتحقق خطوة خطوة.

* تحويل اليمن من دولة بسيطة لدولة مركبة "اتحادية".. هل يخدم هذا النظام الوحدة اليمنية أم أنه –كما يرى البعض - مقدمة لانفصال وتشظي الدولة إلى دويلات.. ؟


إن هذا لا يعني بأن اليمن منفصلة وإنما دولة اتحادية مثل بعض الدول على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية, وهذا لا يدل على أنها دولتان منفصلتان ولكنها قسمت إلى أقاليم، وأن تقسيم اليمن إلى أقاليم مسائل يمنية داخلية تهم اليمنيين أنفسهم لأنهم أصحاب القرار.

* هل ستكون التجربة الفدرالية مناسبة لليمن وستعمل على حل مشاكل اليمنيين في الشمال والجنوب وفي كل اليمن خاصة وأن الكثير يطرح أن تقسيم الأقاليم المعلن رئاسياً تم دون أسس علمية واقتصادية واجتماعية وسياسية؟

نحن لا نستطيع طرح بعض الآراء لأن هذه الأشياء تعود لليمنيين وليس لنا أي خبرة في نجاح أو فشل الدول الاتحادية لأن جمهورية كوبا صغيرة ولديها جزر مثل جزيرة سقطرى اليمنية, وكذلك كوبا ليست عضواً في مجلس الأمن, فهنالك آراء للبعض في فرض هذه العقوبات والبعض الآخر يحب أن يعطى فرصة لبعض الأشخاص والجهات بعدم فرض عقوبات ولا نعرف ما هي القرارات التي سيتم اتخاذها.

** على اليمنيين حل مشاكلهم بأنفسهم:

  * هناك بيان سيصدر عن مجلس الأمن الدولي حول اليمن، وقد يتضمن عقوبات على بعض الأشخاص والجهات التي لا زالت تعيق عملية الانتقال السلمي في اليمن؟ هل تتوقعون أن يتبنى المجلس عقوبات تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، أم سيكتفي المجلس بالتلويح والتهديد؟

نحن كسفارة لا نريد أن نتدخل في مثل هذه الأمور لأن هذا يعتبر تدخلاً في الشئون الداخلية, وكوبا دائماً تحترم هذا الجانب ومبدأنا في كوبا هو التعاون وتقديم المساعدة للجانب اليمني.

* كيف تقيمون الأوضاع الأمنية في اليمن، خصوصاً بعد حدوث العديد من الاغتيالات التي طالت عدداً من الأجانب والموظفين والدبلوماسيين في اليمن، بالإضافة إلى اغتيال عدد كبير من الضباط في السلك العسكري والأمني؟

جمهورية كوبا هي ضد الأعمال الإرهابية ولا تؤيد هذا الجانب، وتتمنى للشعب اليمني الأمن والأمان والسلام والاستقرار, فهناك مشاكل يمنية منذ القدم ومشاكل جديدة تظهر الآن ومشاكل تأتي من الخارج ويجب على الحكومة أن تبحث مع الشعب اليمني عن حلول في هذه الجوانب وكوبا مستعدة في أن تقدم كل الدعم والمساعدة في كل الجوانب شرط أن لا تتدخل في الشأن اليمني، و أن على اليمنيين أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم وقد يستطيعون أن يتغلبوا على هذه المشاكل دون تدخل مجلس الأمن أو حتى تدخل مجلس التعاون الخليجي فهذه الأشياء كلها تعود إلى اليمنيين أنفسهم.

* ما حجم التعاون الاقتصادي والعسكري بين كل من اليمن وكوبا؟

لا..لا يوجد أي تعاون عسكري بين البلدين، ولكن المساعدات التي تقدمها كوبا هي مساعدات علاجية كالأدوية وسيأتي في الأيام القليلة القادمة وفد كوبي لمناقشة طريقة تقديم المساعدات العلاجية ومنها العلاج التي تعالج بعض الأعضاء من الجسم (الأمراض التي تتقيح بسبب مرض السكر) بدلاً من استئصالها فقد تم اكتشاف إبر لمعالجة مثل هذه الحالات, بحيث تتشافى هذه الأعضاء وتعود إلى حالتها الطبيعية, وهذا علاج جديد وقد أعطى نتائج إيجابية فبدلاً من أن تقطع قدم رجل مصاب بالسكري فهذا العلاج يقوم بمعالجة مثل هذه الأمراض.

حيث يوجد هنا في اليمن توجد مؤسسة خاصة تقوم بالتنسيق مع السلطات في كوبا من أجل تقديم هذا العلاج إلى اليمن وكذا حضور بعض الدكاترة الكوبيين, وربما تقوم هذه المؤسسة بالتنسيق مع الحكومة اليمنية.

أما بالنسبة لكوبا فهي مستعدة أن تقدم هذه العلاجات للجانب الحكومي والجانب الخاص, لأن القطاع الخاص هو الذي يقوم بمثل هذه الأعمال أما الحكومة فهي لا تعمل على التنسيق للشراء مثل هذه العلاجات وتطلب علاجات محددة وتختار العلاج الذي تريد.

فكل هذه العلاجات تأخذها كوريا الشمالية وكوريا تبيع لكل من يريد وبعض الأوقات تقوم أي حكومة بشراء هذه العلاجات فتبيع للقطاع الخاص, تخيل شاب عمره 30 سنة أن تقطع أو تستأصل قدمه؟!..أما الحكومة اليمنية فهي تشتري وتأخذ ما تريد هي من السلطات الكوبية وهي من يختار نوع وكيفية العلاج لا كوبا.

وأن كل المساعدات الكوبية لليمني تتعلق في الجانب الطبي وإرسال أطباء كوبيين للتدريس في الجامعات اليمنية الطبية وكذلك إرسال بعض الطلاب الكوبيين لليمن للدراسة ولهذا كوريا تنتظر في البدء بهذا الجانب وتجديد البروتوكول لأن أغلب اليمنيين يضطرون إلى السفر للعلاج في الخارج وهذا يكلف الكثير من الأموال, ولكن عندما يتواجد الأطباء الأكفاء بالإضافة إلى العلاج الغير متواجد في اليمن فهذا سيسهل الكثير للمواطن اليمني, فهذا ما تستطيع أن تقدمه كوبا, مضيفاً بأنه سيتم فتح مجالات التعاون في الجانب الزراعي والسمكي والجانب التربوي وكذلك تبادل ابتعاث طلاب البلدين للدراسة وسيتم التوقيع على هذا في الأشهر القليلة القادمة.

* هل تقدم شيء من المساعدات المادية والفنية لليمن وفي أي مجال تتركز هذه المساعدات؟


* لا كل المساعدات التي سوف تقدم لليمن هي منح علاجية وبعثات دراسية في مجال الطب، وسيتم التوقيع في الأيام القليلة القادمة على عدد من البروتوكولات في الجانب الزراعي والسمكي والتربوي.

** لا الخليج ولا مجلس الأمن:

* كيف تنظرون لتوسع بعض المليشيات المسلحة في اليمن بقوة السلاح، بهدف تحقيق مكاسب سياسية؟

* أنت تحاول أن تأخذ من بعض التصريحات والتي ذكرتها لك سابقاً بأني كدبلوماسي لا يحق لي أن أصور وضعاً من الأوضاع لأن هذا أمر يخص اليمنيين وحدهم، وهم من يستطيع أن يحل جميع المشاكل، لا دول مجلس التعاون الخليجي ولا مجلس الأمن..بل اليمنيون وحدهم من يقومون بصنع القرار.

** واصلوا النضال:

* كلمة توجهونها للقوى السياسية اليمنية ولمن يعيقون التغيير وتقدم العملية السياسية؟


على اليمنيين أن يواصلوا نضالهم حتى تتحقق مطالبهم المشروعة في التغيير وتجنب العنف والاقتتال فيما بينهم البين نحن نشاهد ما يحدث وما هو حال السوريين والليبيين وأن لا يستسلمون للقرارات التي تأتيهم من الخارج، وأن يرحبون بكل من يأتي إلى اليمن لا يختطفوه,وليس بغريب على اليمنيين والشعبي اليمني فهم أهل حكمة لا أن ينتظرون أن تأتيهم حزمة من القرارات من الخارج..وأنا على ثقة كبيرة بأنهم سيتجاوزون كل المحن التي تواجههم..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد