الشيخ الدكتور عقيل المقطري، عضو هيئة علماء اليمن في حوار مع "أخبار اليوم"

الحوثيون خنجر مسموم في خاصرة اليمن وإيران تدعمهم لزعزعة أمن البلد

2014-02-12 08:36:44 حوار/ قائد الحسام


أكد الشيخ الدكتور/ عقيل المقطري- عضو هيئة علماء اليمن- أن الدولة عجزت عن حماية مهجري دماج ورفع الظلم الذي أنزله عليهم الحوثيون, وقال إن أبناء دماج وجدوا في الخروج من المنطقة حلاً وفرصة, طالما والدولة غير قادرة على حمايتهم والحوثيون عازمون على استئصالهم..

وقال المقطري ـ في حوار أجرته معه "أخبار اليوم" إن مخرجات الحوار الوطني لم تكن هي التي نتطلع لها وخاصة فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية..

وأكد أن تحديات ومؤامرات كبيرة تواجه البلد, وأن هناك ثورة مضادة يقودها المعرقلون لعملية التسوية السياسية في البلد بهدف استرداد الحكم..

وطالب الدولة بإيقاف عبث الحوثي ومليشياته المسلحة وإيقافه عند حده, وسحب السلاح منه الثقيلة والمتوسطة وإلزامه بمخرجات الحوار, مؤكداً أن الحوثيين يحاولون التملص من مخرجات الحوار والنكوص على أعقابهم وطالب الدولة ببسط نفوذها على كل ربوع البلاد..

وحذر من آثار سلبية على البلاد إذا استمر الحوثيون في غيهم وجرائمهم وأكد أنهم خنجر مسموم في خاصرة اليمن, خاصة وأن إيران وبعض دول الإقليم تدعمهم ليزعزعوا أمن واستقرار البلد..

· بعد تهجير سلفيي دماج ماذا صنعتم كسلفيين أم أن الحادثة مرت عليكم مرور الكرام؟..


ـ مشكلة إخواننا الذين كانوا في دار الحديث في قرية "دماج" بصعدة, أنهم لا يعدون بقية الفصائل السلفية سلفية بل يلقبونهم بالحزبيين والمبتدعين ولذلك فإن قرارهم بيد الشيخ الحجوري, فالقول ما يقوله, فهو الذي يقرر- بعد التشاور مع من حوله- ما يريدونه فهو من أعلن الحرب مع الحوثيين ولم يستشر أحداً من بقية الفصائل السلفية باستثناء من حوله, وبالرغم من هذا كله, فنحن نعتد أنهم كانوا مظلومين ومعتدى عليهم ولذلك وقف معهم من يسمونهم بالمبتدعة والحزبيين أكثر ممن هم أقرب إليهم وكان ثمة مواقف سياسية أبرزت مظلوميتهم عبر مواقف حزب "الرشاد" في مؤتمر الحوار الوطني وعبر مظاهرات سيّرت في كل من( صنعاء وإب وتعز) كما أبرزت- عبر برامج قناتي "يسر وسهيل" الفضائيتين وتم الدخول على رئيس الجمهورية أكثر من مرة للمطالبة بتدخل الدولة لرفع الظلم عن إخواننا في دماج, لكن الدولة اعترفت بعجزها عن التدخل, لكنها أرسلت عدة لجان لوقف الحرب, غير أن الحوثيين كانوا يفشلونها إلا أن اللجنة الأخيرة نجحت, فوجد الإخوة في ذلك فرصة للخروج طالما والدولة غير قادرة على حمايتهم والحوثيون عازمون على استئصالهم إن عاجلاً أو آجلاً.

مخرجات الحوار الوطني

*ما هي قراءتكم لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني؟


مخرجات الحوار الوطني لم تكن هي التي نتطلع لها وهذا- بالنسبة لي- كان متوقعاً, نظراً لاختلاف أيدولوجيات المتحاورين وأهدافهم, التي يريدون تحقيقها من خلال الحوار وكل فريق يريد أن يعلن انتصاره على خصومه, وبرز هذا جلياً من بعد الانقلاب في مصر وكانت بعض القوى تراهن على إفشال الحوار ولقد حاولت القوى الخيرة أن تحقق للأمة وللوطن ما يصبو إليه, لكنها لما لم تستطع, خرجت بأقل الخسائر حتى تجنب البلد الحرب الأهلية, فبعض المواد- التي تعد من الإنجازات- صيغت بأضعف الصيغ القانونية, بينما ما جناه الآخرون كانت صياغته بأقوى الصيغ القانونية ومثال ذلك قالوا (الشريعة الإسلامية مصدر التشريع) ولم يقولوا تلتزم الدولة بأن تكون الشريعة الإسلامية مصدر التشريع, بينما قالوا: (تلتزم الدولة بموافقة قوانينها لتتواءم وتتفق مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

حكومة الوفاق

*ما تقيمكم لسير عمل حكومة الوفاق.. أين نجحت وأين أخفقت؟


ـ حكومة الوفاق, مناصفة بين النظام السابق (المؤتمر وحلفائه) وبين المعارضة (المشترك وشركائه) وذلك بموجب المبادرة الخليجية وقد عمد أكثر وزراء النظام السابق على عرقلة سير أداء الحكومة وسعوا جاهدين لإفشال هذه الحكومة, ذلك لأنهم مربوطون بمزاج شخص قال في يوم من الأيام- بعد أن أزيح عن الحكم- قال لمعارضيه : (سأريهم كيفية المعارضة) ولكنه نسي أنه في هذه الفترة لا توجد معارضة, فهو يملك نصف الحكومة وأكثر من 90% من مفاصل الدولة كالمحافظين والأمناء العامين للمجالس المحلية ومدراء العموم, إضافة إلى الأغلبية في البرلمان والشورى وقادة الجيش والأمن والمشكلة, في هذا الشخص أنه لا يحمل مشروعاً وطنياً بل يحمل الحقد والانتقام على الوطن والمواطن.. وبالرغم من هذا كله, فقد استطاعت حكومة الوفاق أن تنجز شيئاً كثيراً وإن لم تكن هي المرجوة لدى المواطنين, لكن التحدي أكبر من قدرات الوزراء الوطنيين في حكومة الوفاق والتحدي الأكبر الذي تواجه الحكومة هو الأمن وهذا نتاج طبيعي لهذا الشقاق وليس الوفاق.. والجانب المعرقل مع حلفائه قائمون بثورة مضادة منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وإلى يومنا هذا, ونحن ننتظر قرارات حاسمة وشجاعة من الرئيس هادي تقمع هؤلاء وتقصقص أجنحتهم وتكف شرهم ما لم فسيمعنون في غيهم لأن هدفهم استرداد حكم أزيحوا منه وهم كارهون".

ثورات الربيع العربي

*ثورات الربيع العربي شهدت اضطرابات وإخفاقات منها انقلاب في مصر ونصف ثورة في اليمن وتعثر في سوريا واضطرابات في تونس وليبيا, ما هي قراءتكم بهذا الخصوص؟..

ـ الدول العربية, فقدت سيادتها منذ زمن بعيد, فالحكومات المتعاقبة تحركها وتخطط لها دول الغرب وبالتالي فهي لا تريد أن تمكن لمن يخرج عن هذا الإطار ولا ترضى بأن تستقل أي دولة أو تستعيد سادتها ولا تريد لأي شعب أن ينعم ويستثمر خيراته بل تريد من الحكومات أن تجيع شعوبها وتجعلها دائما تمد يدها للمساعدات وإن كانت البلدان غنية بالثروات مقابل أن تضمن دول الغرب بقاء تلك الحكومات على سدة الحكم وأن تتستر على كل فضائحها كما كان عليه الحال ما قبل ثورات لربيع العربي, ذلك لأن دول الغرب لا تراعي إلا مصلحتها ومصالح شعوبها وشركاتها وإن كانت تدعي- زورا وبهتانا- إنها ترعى الحريات والديمقراطية, لكنها في الواقع تذبح الحريات والديمقراطية إن كانت في غير بلدانها, ولما قامت ثورات الربيع العربي تعددت مواقف بلدان الغرب من بلد لآخر بحسب ما ترسمه سياساتها وبما يتناسب مع مصالحها ولذلك رأينا نماذج متعددة في ثورات الربيع العربي.. ولما نجحت بعض الثورات في الإطاحة برؤوس النظام بدا تدخلها بشكل أكثر وضوحاً ولذلك نرى ما حدث ويحدث في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن..

 وفي نظري لن تستقر الأوضاع حتى تأتي دول الغرب بمن يخدم مصالحها ويواليها ولا أدل على ذلك من تخطيطهم للإطاحة بحكم الإسلاميين في مصر لأنه اتجه إلى مشاريع عملاقة تنهض بمصر في مجال الاقتصاد, بما يحق الاكتفاء الذاتي والخلاصة هي محاربة الإسلام السياسي وعدم تمكينهم من الحكم بشتى الوسائل لأن ثمة دولاً أفلتت من تأثير الغرب وصارت مثالا يحتذى به كماليزيا وتركيا ويخشون من تكرر هذه النماذج فتميل كل الدول لذلك, وبهذا تهدد مصالح الغرب.. والله أعلم.

تفسير الرؤيا

*شيخ.. أنتم ممن يفسرون الرؤيا والآن ظهرت قنوات وبرامج تفسير الرؤيا.. ما ضوابط التفسير وشروطه باختصار؟..

ـ تعبير الرؤيا نوع من الفتيا, قال ملك مصر: (إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون) وقال ذلك الرجل الذي نجا من سجن الملك وعقوبته : (يوسف أيها الصديق أفتنا...) وتعبير الرؤيا إلهام من الله يقذفه في لب العبد فقد تجد شخصاً عامياً, لكنه آية في تعبير الرؤيا ومن ضوابط التفسير أن يكون العبد عنده هذا العلم وأن يتأنى في التعبير ولا يطلقه جزافاً وأن ينظر في حال الرائي فيختلف التعبير من شخص لآخر وأن يعبر الرؤيا على أحسن المحامل وأن يعبّر الرؤيا بالعموم ولا يدخل في التفاصيل الدقيقة وأن يكون الرائي نفسه هو من يحكي الرؤيا للمعبر لأنه قد تختلف الألفاظ وأن يسأل المعبر الرائي الأسئلة المتعلقة بما يعينه على التعبير وأن يفرق بين ما هو من الرؤيا أو حديث نفس أو تخليط وتخبيط وتخويف من الشيطان وأن يقول لما لا يعلم, الله أعلم ويحيل ما لا يعلمه لمن عنده قدرة على التعبير وأن يكون ملماً بالمعاني التي تستنبط من الرؤيا مستفيداً من ألفاظ القرآن والسنة ومن تفسيرات المتقدمين والمعاصرين ومما تفسر به الرؤيا أنها قد تفسر عكسياً كالموت بالراحة وقد تفسر بنصف اللفظ الذي نطق به الرائي أو بأكثر أو مع شيء من التغيير في اللفظ كمن رأى برتقالاً يقال له : بر بوالديك تقال عثرتك, والزهور يعبر بالزهو والسيارة تعبّر بالزوجة والنعل بالزوج أو الزوجة وهكذا.

مؤامرات للنيل من الوطن

*أمامكم ثلاث رسائل لمن تحبون توجيهها؟


ـ الرسالة الأولى أوجهها إلى كل القوى الخيرة التي تريد إعزاز الوطن والمواطن وتنهض به وتبني دولة المؤسسات, أقول لهم إن أمامكم مخاطر كبيرة وتآمرات عظيمة لا يمكن أن تواجهوها إذا كنتم متفرقين ومختلفين, فقوى الشر تتكتل ضدكم وتناصبكم العداء وعليكم بالصبر ولا تستفزكم أفعالهم الرعناء التي تريد أن تجركم إلى مربع المهاترات أو الاحتراب أو لأن تقوموا مقام الدولة في قمع شر هذه القوى وعليكم أن تتأنوا في الأمور وأن تستفيدوا من تجارب الآخرين وخاصة ما حدث ويحدث في بلدان الربيع العربي وأنا متأكد أنه سيتجلى فيكم ما وصفكم به نبيكم عليه الصلاة والسلام حين قال : الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان.

الرسالة الثانية : أوجهها إلى رئيس الجمهورية أقول له" لا يمكن أن تبني دولة النظام والقانون والمؤسسات التي فعلاً لم تستلمها من النظام السابق أقول لا يمكن أن تبني دولة ما لم تحدث تغييراً كبيراً في الأدوات التي لا تزال تعبث بالبلد, إنك تحتاج إلى فريق من الرجال الوطنيين الشرفاء الأكفاء الذي يجب أن يعملوا بروح الفريق الواحد وحذار من الوقوع فيما وقع فيه سلفك فضع الرجل المناسب في المكان المناسب دون النظر إلى انتمائه ويجب تفعيل قانون التدوير الوظيفي وأن تكمل هيكلة الجيش, بما يكفل وحدته ومهنية ووطنية ليكون حامياً للوطن والشعب ومما يجب عليك أن تسعى سعياً حثيثاً لتحقيق أهداف ثورة فبراير 2011م التي ضحى فيها الشباب بأرواحهم من أجل الوطن.

الرسالة الثالثة: إلى الأحزاب والقوى المشاركة في الحوار الوطني, ليكن همكم في المرحلة القادمة, المشاركة بجدية في بناء اليمن على أسس صحيحة وعليكم أن تصوغوا دستوراً قوياً لليمن لا يتصادم مع دين وأخلاق وعادات مجتمعنا اليمني العريقة ولا عيب أن تراجعوا أنفسكم خاصة وقد هدأت نفوسكم بعد انتهاء الحوار ففترة الحوار كانت فترة مكايدات ولتكن الفترة القادمة فترة صفاء وتفرغ للبناء.

*صمت الدولة وتغاضيها لجرائم الحوثيين ما آثاره وأبعاده شيخنا الكريم؟


هذا الصمت والتغاضي لجرائم مليشيات الحوثي ناتج عن ترهل قبضة الدولة وعدم بسط نفوذها على جميع ربوع اليمن وأكبر سبب في ذلك هو رأس النظام السابق, الذي خاض مع الحوثيين ستة حروب كان يصل إلى حد الحسم, لكنه كان يوقف الحرب بدون أي سبب إلا ليبقي هذه المليشيات ورقة ضغط لنهب دول الجوار ولو حسم الحرب معهم لما قامت لهم قائمة, لكن الحرب السادسة توجتهم بالانتصار على جيش الدولة واستولوا على معسكرات, بما فيها من معدات ثقيلة ومتوسطة, مما سبب الانهيار والانهزام الداخلي وانعكس على جميع معسكرات الدولة وأبرز الحوثيين كقوة لا يستهان بها, كيف لا وقد انتصروا على الدولة بل أدى ذلك إلى تدويل قضيتهم والتقى وفد من الدولة وآخر من الحوثيين في أكثر من جولة في قطر, يضاف إلى ذلك ما حدث من انقسام الجيش اليمني إبان ثورة فبراير 2011م إلى مناصرين للثورة ومناصرين لعلي صالح الموالي حاليا للحوثيين- أعداء الأمس حلفاء اليوم- ولذلك استطاع الحوثيون أن يتمددوا إلى كل من حجة وعمران والجوف بل وصلوا في حروبه إلى محافظة إب كما حدث في مديرية الرضمة واليوم وصلوا إلى منطقة أرحب التي لا تبعد عن صنعاء إلا نحو عشرة كيلو مترات, الأمر الآخر أن الدولة صمتت وتغاضت عن كل أفعاله الرعناء حتى لا يفشل الحوار الوطني وحتى لا تنجر إلى حروب في هذه المرحلة وهي غير قادرة على المواجهة خاصة وأن النظام السابق متحالف معهم ويستخدمهم لجر اليمن إلى حرب أهلية طائفية ولمعاقبة مخالفيه الذين ثاروا عليه والواجب على الدولة الآن وبعد نجاح مؤتمر الحوار أن تسحب أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة وتلزمهم بمخرجات الحوار التي يحاولون التملص منها والنكوص على أعقابهم وتبسط نفوذها على ربوع البلاد وتلزمهم بالعمل السياسي كغيرهم من الأحزاب ما لم فإنه سيكون لذلك آثار سلبية على البلاد, فهم خنجر مسموم في خاصرة اليمن, خاصة وأن إيران وبعض دول الإقليم تدعمهم ليزعزعوا أمن واستقرار البلد حتى يحققوا أكبر قدر من مصالحهم في اليمن ومعلوم تحالف الحوثيين مع علي صالح والحراك المسلح في الجنوب, إضافة إلى تقديم دعم من بعض دول الإقليم, والحوثيون ليسوا أصحاب فكر سياسي وليسوا بهذا الدهاء والذكاء, لكن لهم خبراء ومستشارون من إيران والعراق ولبنان, هم اللذين يخططون لهم, لذلك نلاحظ أنهم استفادوا من حالة ضعف الدولة ومن حالة التأزم وانعدام الثقة التي تخيم على الأطراف السياسية التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني, لذلك فالحوثيون يحاولون التمدد والتضخم, لكنه تمدد وهمي وليس حقيقياً ويجنون- من خلال ذلك- سخط وكره أبناء الشعب اليمني لأنه تمدد بالسلاح وليس تمدداً فكرياً, فكم قتلوا وكم يتموا ورملوا وكم هجروا إلخ.... وبدا لكل المراقبين والسياسيين بل لعامة الناس أن الحوثيين عبارة عن مليشيات مستأجرة يستأجرها من يريد تأديب أو قتل كل من لا يستسلم للإملاءات التي تأتي من خارج اليمن أو من داخلها من قبل قوى الشر الأخرى وهم اليوم يمشون متبخترين, فرحين بذلك النصر الموهوم الذي سيرتد عليهم هزيمة سياسية وأخلاقية بإذن الله تعالى, خاصة إذا بنيت الدولة بناء مؤسسياً وأكملت هيكلة الجيش ولربما في حال محاولة الحوثيين التمرد على الدولة تنشأ حرب سابعة ولا أستبعد ذلك والمؤشرات تدل على ما أقول من عدم التسليم بمخرجات الحوار ومحاولة فرض ما يريدون بالقوة.

الخروج عن الجماعة

*يقال بأن الشيخ عقيل كثيراً ما يخرج على جماعته "جماعة الحكمة" ويسجل مواقف تختلف عنها؟


ـ أنا أؤمن بالعمل الجماعي ومن أوائل من دعا إليه والعمل الجماعي- الذي أؤمن به- هو القائم على المؤسسات, بمعنى أنه لا مكان للفردية ولا الاستبداد بالرأي وذلك يعني أن للجماعة مجلس شورى وهيئة عليا لا تقرر أي قرار إلا بعد أن تمر على هذه المؤسسات وعليه فإن أي قرار يصدر عن هذه المؤسسات فإنه ينظر إما أن يكون في المسائل العلمية وإما أن يكون في المسائل العملية, فالمسائل العلمية يجوز للشخص أن يظهر خلافه عن رأي الجماعة وإن ألزم بالتوقيع معهم في حال الفتوى الجماعية, يجب عليه أن يوقع ولكن إذا سئل مستقلاً جاز له الإفتاء بما يراه وإن خالف ما وقع عليه مع الجماعة.. وأما المسائل- التي ينبني عليها العمل- فإني لا أستجيز مخالفته وهذا ما يخص القضايا التي يترتب عليها العمل لأن المخالفة في ذلك يؤدي إلى الضعف والانهزام أمام الآخرين وذلك هو المعني بقول الله تعالى ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)) فنهى الله عن التنازع في القضايا العملية وأوجب الاتحاد والعمل الموحد وانضواء القلة المخالفة تحت رأي الأكثرية ونكران الذات أمام الجمع وإن كان المخالف يرى أنه على الحق, لكن البركة في العمل الجماعي, فلربما تبين من خلال العمل خطأ هذا المخالف, فيحمد الله أنه لم يشق عصى الجماعة وهذا من بركة العمل الجماعي ولربما تبين للمجموع من خلال العمل خطأ مسلكهم فيتراجعوا أثناء العمل فيغيروا خططهم واستراتيجياتهم فيحمد الله أنه لم يشق عصى الجماعة كذلك وأنهم رجعوا فأخذوا بقوله أو قول القلة وما اتخذته من مواقف يصب في هذا الإطار فأكثر المواقف التي خالفت فيها مواقف علمية أما ما خالفت فيه من المواقف العملية فلأن الجماعة لم يكن لها موقف أصلا أو أنها تركت الحرية لادتها باتخاذ ما يراه وهذا من المرونة التي انتهجتها جماعة الحكمة في مسيرتها ومع هذا كله فأنا لا أستجيز فصل ما تقوم به جماعة الحكمة عما تقوم به بقية الجماعات العاملة في الساحة وخاصة الجماعات العريقة فالقضية هي نصرة الدين والقضايا الإسلامية والوطنية وقد كنت ناديت ولا أزال أنادي وأناشد قادة فصائل العمل الإسلامي بوجوب تشكيل هيئة عليا أو مجلس شورى لتنسيق جهود كل هذه الجماعات وأن يستفيد كل من خبرات الآخر وخاصة من له خبرة ودربة في العمل وخبرات متراكمة فالجماعات العريقة العاملة في الساحة والقريبة أو المخالطة لصناع القرار يجب الاستفادة منها ومن رأيها وخاصة في القضايا السياسية لأنها مبنية في الغالب على الترجيح بين المصالح والمفاسد فتجلب أعلى المصلحتين أو تدرأ أعظم المفسدتين أو تقدم المصلحة على المفسدة وهذا لا يعرفه ولا يقدره إلا من كان مخالطا وقريبا من صناع القرار خلافا للذين هم خارج اللعبة السياسية فلا يمكن أن يصدروا القرار الصحيح للقضايا وما يحدث من التباين بين الجماعات والأحزاب الإسلامية ناتج عن عدم التشاور فيما بينهم وهذا يصب في الغالب في مصلحة المناوئين لهم وفي المقابل نلاحظ اتفاق مواقف المناوئين للإسلاميين بينما ينقسم الإسلاميون على أنفسهم ويتهجم بعضهم على بعض, ومن هنا يظهر من عندهم نضج في العمل السياسي ومن لا يزال في طور المراهقة فما لم يستفد المراهقون من الناضجين الراسخين فستبقى الهوة كبيرة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد