البروفيسور/ سيف العسلي باسندوة العدو الأول لشباب الثورة والجرحى وأسر الشهداء.

2013-12-27 12:12:01 حاوره/ نبيل الشرعبي


في موضوع الثورة والجرحى والشهداء، يجب الفصل بين الموضوع الإنساني والمواضيع الأخرى، وهؤلاء يجب على حكومة الوفاق أن تمنحهم كافة حقوقهم كحق لهم وليس صدقة منها، أياً كان الأمر فهم ضحوا من أجل الوطن، وشخصياً أنا متعاطف معهم ضد هذه الحكومة، وأقف إجلالاً لتضحيتهم الصادقة والخالصة من أجل الوطن وأحني رأسي أمامهم، وأحيي تلك الروح لدى هؤلاء الناس والتي ربما ما وجدت عندي ولا عند كثير من اليمنين.

ما سبق من حديث خاص لصحيفة "أخبار اليوم"، الجزء الثاني- مع البروفيسور والخبير السياسي والاقتصادي اليمني، وزير المالية الأسبق الدكتور/ سيف العسلي، وأضاف لكن قضيتهم الأولى هي مع الناس الذين أنزلوهم إلى الشوارع ثم الذين قالوا لهم أرجعوا منازلكم وهؤلاء الشاب هم الذي ضحوا بأرواحهم ودماءهم ووظائفهم وأسرهم وعانوا كثيراً وذاقوا الويلات وواجهوا الرصاص بصدور عارية هم الذين جرى إقصاؤهم وإبعادهم من المشاركة في صنع المرحلة الراهنة.

 وأكد الدكتور العسلي، أن باسندوة ومن يقف وراءه هو عدوهم الأول، فهؤلاء الشباب هم الذين أوصلوا باسندوة وبقية أعضاء حكومة الوفاق إلى السلطة، ثم تنكر لهم باسندوة وحكومته وكذلك اللقاء المشترك أيضا عدوهم الأول، كونهم من دفع بالشباب إلى الموت ثم يأتون الآن ويتخلون عنهم، وأتمنى سواءً من باسندوة شخصياً وكذلك حكومته وأيضاً اللقاء المشترك، ألا يجرحوا مشاعر هؤلاء الناس الذين ضحوا بصدق وأمانة وإخلاص ومثالية.


أقف إجلالاً لتضحيات الشباب الصادقة والخالصة من أجل الوطن وأحني رأسي أمامهم، وأحيي تلك الروح لدى هؤلاء الناس والتي ربما ما وجدت عندي لا عند كثير من اليمنين.


" نص الحوار "

* كثير من خطابات بن عمر تحدث عن أن عبدربه يسعى إلى إحداث تغييرات فيما هناك قوى تحاول إجهاض مشروع هادي، في إشارة للنظام السابق، في إشارة لجماعات أخرى، بينما يتدفق كل هذا الفشل لما حصل؟


- يا أخي عبدربه هادي ليس الله، وجمال بن عمر ليس الله، وبالتالي لم يكن بأيديهم عصا سحرية يستطيعون أن يحلحلوا الأمور، لكن أنا ألوم عبدربه لأنه ترك موضوع الوحدة موضوعاً للنقاش.

وأربأ به أن يوقع على هذه الاتفاقية وأن يحدد الأقاليم, فقد قدم تنازل للانفصاليين بدون مقابل, لو كانت هذه الاتفاقية حدد فيها الأقاليم ووافق عليها الجنوبيون بشكل كبير جداً, سنقول والله ممكن عشان أننا نعطي تنازل وتطمينات لإخواننا في المحافظات الجنوبية, ولكن أن نقدم كل هذه التنازلات بدون مقابل, إذاً يبدو أن قضية الانفصال أتت تقدم لهم التسهيلات لأنها ضمّنت النقاط العشرين والإحدى عشر مع الفيدرالية, يعني هي من تقدم هذه التنازلات من جانب واحد وعلى طبق من ذهب, وهذا ـ سياسياً ـ لا يمكن أن يكون مقبولاً.. إذاً أريد أشير للأخ/ عبدربه منصور هادي لأنه المواطن اليمني, أما جمال بن عمر فهو شخص موظف يأتي ويخرج وبالتالي لا نستطيع أن نقول عليه أي شيء, أقول له إن تاريخك بالوحدة فإن حافظت عليها ولم تسمح بالانتقاص منها فسيذكرك التاريخ بخير وإن لم تفعل ذلك فالتاريخ سيكون له لغة أخرى معك, أما بن عمر فنحن الذين أعطيناه هذا الدور, نحن الذين نفوضه ونعطيه وإنما سوف يشرف على الوضع في اليمن ويقدّم تقاريره وليس له حق التصويت في اليمن وليس له أن يكون كذلك, من الغباء الأكبر هذا الاتفاق..

 اليمنيون يطالبون بمظالم.. مظالم.. مظالم, ونحن نطالب المجتمع الدولي أنه يلتزم, أليس كان المفروض أن المجتمع الدولي يأتي ويوقع حلولاً على هذه المطالب؛ كيف يمكن أن نخلق حقوقاً والتزامات لا تستطيع أنت في اليمن أن تلبيها ثم تطلب من المجتمع الدولي أو تقول إن المجتمع الدولي سوف يأتي لإنقاذك, إذا لم تفِ بهذه الالتزامات فأنت كذاب, وأنت المسئول عن ذلك لأنك أنت الذي قبلت هذه الالتزامات سواء كانت حقيقية أو غير حقيقية، من يقبل هذا الكلام؟ أما إذا كان هناك اتفاقية والمجتمع الدولي شريك فيها فبالتالي نستطيع أن نقول إن عليه واجباً أخلاقياً وقانونياً للالتزام بهذه الالتزامات, لكن أن تطالب بذلك, أليس هذا هو الخطأ بعينه؟.

*لكن دكتور كيف تقرأ دعوة عبدربه لبعض الأطراف السياسية؟


ـ هذه الوثيقة ولدت ميتة لأنه لم يوقع عليها الناس كلهم ولم يتوافقوا عليها, حملت من داخلها جذور فناءها وهو التقاسم الذي أدى إلى حرب94, وهذه ستؤدي إلى حرب, لكن إن تثبيت الجنوبين بهذا الحق فإنه سيكون للشماليين نفس الحق لأنه غير عادل, وما وجدى ألا يوافق عليه المؤتمر وأعتقد أن عبدربه ولديه داخل مؤتمر الحوار من النصاب ما يكفي حتى الإصلاحيين الذين وقعوا قد اتصفوا بأبشع صفات الكذب والغدر والخيانة والمجاملة ((يا أيها الذين آمنوا كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون)).. إذ أنهم مع الوثيقة مع أنهم ضده, إذاً هذه الوثيقة ولدت ميتة, فقد استغل الناس بعض الوقت ولكن ستذهب هباء, علينا أن نذهب إلى دولة في القرية وفي المدينة والمديرية والمحافظة أولاً.

* أليس من الضروري قبل إعلان هذه الوثيقة إجراء ما يشبه استفتاء شعبياً للقبول بها أو رفضها، والتوقيع عليها من قبل بعض أطراف العملية السياسية، دون علم الشعب بها وقبل أن يتم بناء الدستور، ألم يعد هذا مناقضاً لمفهوم العدالة؟


ـ طبعاً هم أرادوا أن يقيدوا الدستور قبل أن يوجد وبالتالي كأنهم يأتون بدستور مقيد, بمعنى الدستور القادر الملتزم بهذا الأمر, لكن هذه الالتزامات غير عادلة, غير منطقية غير مقبولة وبالتالي ستذهب مبكراً.

*وفيما يخص امتناع طرف المؤتمر الشعبي عن التوقيع على هذه الوثيقة كيف تفسرون هذا؟


- أنا أحيي موقف المؤتمر الشعبي العام وإن كان له حسابه, لكن أنا لا أستطيع أن أحكم على النوايا ولكن أحيي هذا الموقف وهو موقف وطني بشرط أن يصر عليه مهما كانت النتائج.

* كشعب يمني بماذا تنصحه وماذا تطلب منه؟


- أنصحه بألا يلتفت إلى هذه الخزعبلات ولهذه الهرطقات وأن يؤمن أن الشعب اليمني خلقه الله شعباً واحدأً وسيبقى واحداً وبالتالي لا يمكن لإخواننا في الجنوب أن يسيئوا للشمال ولا لإخواننا في الشمال أن يسيئوا للجنوب, هم أسرة واحدة وأبناؤهم على هذه الأرض والسياسيون ـ تبما فيهم بنعمر وعبدربه وغيرهم ـ سينتهون وبنهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح ولن يبقى إلا الحق وأن الله تعالى قادر على أن ينصر هذا الشعب وأن يهيئ له أمر رشد وعليهم أن يصبروا ويتحملوا المعاناة ويدعوا النخب السياسية تفشل نفسها بنفسها ولا تنحازوا لأي نخبة سياسية.

 * أنت تحدثت قبل فترة في حوار صحفي عن قبول عبدربه هادي أو أطراف الحوار الوطني في شيء اسمه فك الارتباط وأن هذا السقف سيرتفع وقلت بأنه من السخافة أوليس من الصائب أن يقبل هادي بدخول الحراك إلى الحوار ويفرضون الانفصال كشرط أساسي فيما يخص القضية الجنوبية، وانه يجب أن تعالج القضية الجنوبية في إطار الوطن وليس كقضية بمفردها وبمعزل عن قضايا الوطن أجمع ... ؟

ـ ولازلت أصر على رفض فك الارتباط وأن يجري حل هذه القضية في إطار ومكون الوطن ككل، وفك الارتباط لم ولن يتم.

*ما الذي يجعلك تجزم بعدم فك الارتباط؟


ـ لأنه سيجر البلاد إلى مزيد من الفوضى والتشرذم والاقتتال.

*لكن سقف المطالبات بفك الارتباط ارتفعت ووصلت إلى حدٍ لا يبشر بخير..


ـ هذه كلها إرهاصات لا أكثر ولن تلبث أن تزول بمجرد زوال أو توقف الأطراف التي تسعى إلى تفكيك اليمن عن ضخ مزيد من الدعم.

*طيب وما الحل أمام هذه الفوضى؟


ـ الحل إما أن نقبل بيمن موحد وعادل وإما أن نقبل بالفوضى، والفوضى من السهل أن تكون لكنها لن تفيد أحداً وسنندم عليها جميعاً.

*إذاً نحن أمام مشكلة معقدة للغاية؟

ـ ليس كما قد يصورها كثيرون، ونحن لا نهون منها، لكن أنصح الشعب اليمني ككل ألا ينجر وراء هذه الفوضى.

*وما البديل له هنا؟

ـ أن يحافظ على وحدته ولحمته وتماسك نسيجه وقوته والمعاملة الحسنة فيما بين الشعب أجمع، فهذا الذي سيبقى أما هذه الزوبعة سوف تنتهي.

*كيف بنيت نتائج لزوال هذه الزوبعة؟

ـ من خلال المعرفة الأكيدة أن من يقف وراء هذه الزوبعة هي أطراف وأحزاب سياسية ومتصارعة، كل منها يسعى إلى إيجاد نظام حكم يتحكم به.

*لكن ألا يمكن أن ينجح طرف ما في ذلك؟


ـ أقول.. لقد فات الأوان ولن يستطيع أحد حكم اليمن إلا إذا كان موحداً وهو نفسه لا يقبل إلا بيمن موحد ومتعافي ويضحي ويعمل من أجله ويسخّر كل جهده ووقته وتفكيره وهدفه من أجل يمن موحد.

*وما دام الأعم هو بقاء هادي رئيساً لليمن ربما لعامين قادمين أو أكثر، ما الذي تنصح به هادي هنا؟

ـ أنصح رئيس الجمهورية بأن الوحدة هي صمام الأمان والعامل الهام والرئيس الذي يسمكنه من حكم اليمن وفق المحددات والمقررات التي سيجري التوافق عليها، والوحدة هي التي ستحدد مصيره في التاريخ وهي التي ستجعله بطلاً أو ليس بطل.

*والأطراف السياسية والحراك و.........إلخ

ـ أنصح الجميع سواء من هم مع الفيدرالية أو ضدها ألا يغالوا بالنقاش، لأن التوترات ستقود إلى مزيد من الاحتقانات وهذه الأخيرة ستؤدي إلى إشعال فتيل الصراعات والحروب والتي لن يكون سواها إذا استمرت الأطراف السياسية في تغييب سيادة الوطن واستحضار مصالحها، كما أنصح الشعب اليمن ألا ينجر وراء سواءً الذين هم مع الفيدرالية أو الذين ضدها، وأن يستوضح منهم ويقول لهم أخبرونا إذا كانت الفيدرالية فيها الحل أو ليس فيها حل أفضل من التجاذب بالوطن سعياً وراء المصالح الضيقة والمشروعات الوضيعة، وإذا كان في الفيدرالية الحل فأثبتوا لنا حقيقة ذلك وإذا لم يكن فيها الحل فلا تجروا الوطن إلى الهاوية، ولكن ذلك لا يمنع من حل مشاكلنا القائمة.

*وما المشكلة في الفيدرالية؟


ـ هناك من يقول إنه كان يوجد دول وضعها أسوأ من اليمن ونجحت تجربة الفيدرالية، ولكن أقول هذا غلط ومجافٍ للحقيقة وأقرب مثال ودليل تجربة الفيدرالية في أثيوبيا والتي حققت فشلاً ذريعاً ولم توجد أي حل للمشاكل القائمة بل ربما زادت من تفاقمها وغليانها لأنها لم تكن مهيأة لها وهذا هو الحاصل في اليمن.

*حقيقة يا دكتور سيف أنا كمواطن أصبح الخوف كل يوم يتملكني أكثر من ضبابية المشهد والواقع في ظل تكاثف الغيوم والضبابية أكثر فأكثر؟


يضحك، وينظر بدهشة نحوي ليقول.. لا تكن ضعيفاً يا أخي، كن قوياً، فإذا أنت وهنت وأنت من نعول عليه كثيراً فكيف بالآخرين الذين لا يقوون على الإفشاء بمعاناتهم إلى ذاتهم.

*لست ضعيفاً ولا أخشى أي مصير مهماً كان بشعاً، لكن الخوف على مصير من يحلم بوطن يغلفه الحب ويسكنه الإخاء والتوحد..؟


ـ وأنا أشاركك الرأي، لكن وأكرر أنه لا يبقى سوى الوطن فيما كل المشاريع ستزول لأنها ليست مبنية على أسس وطنية بل مبنية على حب التسلط والتقاسم القائم على تأجيج الصراعات وإشعال فتيل الخلافات بمسمياتها المختلفة.

*معذرة دكتور سيف.. لكن الحاصل تأييد كبير وإجماع شبه كلي على الفيدرالية ولا أعرف كيف بنت هذه الأطراف شبه المجمعة على الفيدرالية رؤاها...؟


ـ يكرر الضحك ويقول أعرف جيداً أنك تريد أن تنتزع شيئاً تنفرد به وأنا أتعمد إعطاءك إياه لكني وجدت نفسي أمام احتيالك وتحذلقك في الأسئلة وآليات طرحها، مجبراً على منحك ما توده ولكن بطريقة غير مباشرة من غير أن تصرح به.

*أقاطعه.. أشكرك يا دكتور لرحابة صدرك...؟


ـ نحن كذلك نشكرك كثيراً.. أقول لك: على الشعب اليمني أن يسأل الأطراف السياسية وكافة المكونات التي تتجاذب بعباءة الوطن، ما جدوى الفيدرالية؟ وما الذي ستحققه؟ وإذا كانت الفيدرالية هي الحل لمشاكلنا سواءً كانت من إقليمين أو أربعة أو ستة أو أكثر، هل ستكون قادرة على حل هذه المشاكل التي تعاني منها وتزداد معاناتنا جراءها يوماً تلو الآخر، وفي إطار يمن موحد قائم على المحبة والإخاء وتقديم الوطن قبل كل شيء؟!!

*دكتور سيف هذا في اعتقادي ربما غير كافٍ؟


ـ نعم وأنت سبقت قبل أن أكمل.. وأضيف على هذا الشعب أن يعلن وبأعلى صوته لهذه الأطراف أنه لن يقبل أن يتصارع على تسمية مولود في الأصل لم يولد بعد وإذا ولد فإنه سيولد مشوهاً بل وميتاً، ويجري إهمال من هو حي وجائع وعار، وننشغل بالصراع حول نوعية وكيفية الثياب التي يجب أن تُفصل للمولود الذي لم يولد بعد، وهذا هو جوهر القضية الذي سيعتري هذه الأطراف ويكشف حقيقتها أمام الشعب، أما الاستسلام لأطروحاتها فليس من مصلحة هذه الأطراف أولاً والشعب والوطن كذلك.

*أصدقك القول دكتور سيف هناك من ينتقد طرحكم وقولكم بعدم ملائمة اليمن للفيدرالية أو الاتحادية في الوقت الراهن، مؤكدين أن هناك دولاً كان وضعها أسوأ من اليمن ونجحت فيها تجارب الفيدرالية أو الاتحادية؟

ـ أين هذه التجارب التي نجحت؟ إنه لا وجود لها، هل تجربة أثيوبيا يمكن القول عليها إنها تجربة وهي قد فشلت فشلاً ذريعاً والفيدرالية لم تقدم ولم تؤخر وكل ما قيل في الدستور لم يُطبق، فالدستور في أثيوبيا فيدرالي، لكن لم يُبق منه شيء.

*وفي السودان؟

ـ في السودان التجربة مختلفة تماماً عن اليمن، فهناك تباين ديني وعرقي وسلالي وعقائدي ومعرفي وثقافي وتراثي وفي البرازيل المساحة الكبيرة، إضافة إلى ما سبق اقتضت الفيدرالية وفي الهند كذلك كانت ضرورة وبالتالي تم استيعابها.

*لكن إذا لم يكن خيار سوى الفيدرالية...؟


ـ أكرر.. إذا كانت الفيدرالية هي الحل فلتكن، فقد كانت الثورة وتم منحها خمسين عاماً، لكنها لم تحقق شيئاً، فهل نتيج للفيدرالية أيضاً خمسين عاماً ثم نأتي وهي لم تقدم شيئاً.

*بمناسبة ذكركم الثورة.. نعرج على الثورة الشبابية السلمية ـ ثورة فبراير ـ هناك عشرات الجرحى من الشباب الذين دفعوا ثمناً باهضاً لرفضهم للنظام السابق بكل مساوئه، وجاءت حكومة الوفاق التي قيل أنها جاءت على انفاض ثورة، لكنها خذلتهم وتنكرت لهم، ومن أبرز هؤلاء الجرحى، عميد جرحى الثورة الشبابية بسام الأكحلي، منحته الوفاق منحة علاجية إلى ألمانيا وقبل خمسة أشهر قطعت المنحة وهو لم يكمل علاجه وعاهته كبيرة وهو الآن محجوز في إحدى مستشفيات ألمانيا ولن يجري الإخراج عنه إلا بدفع ستة وثلاثين ألف يورو تكاليف علاج.. ما الذي يمكن أن يقوله الدكتور العسلي في هذا الوضع الأليم؟


ـ في موضوع الثورة والجرحى والشهداء، يجب الفصل بين الموضوع الإنساني والمواضيع الأخرى، وهؤلاء يجب على حكومة الوفاق أن تمنحهم كافة حقوقهم كحق لهم وليس صدقة منها، أياً كان الأمر فهم ضحوا من أجل الوطن، وشخصياً أنا متعاطف معهم ضد هذه الحكومة، لكن قضيتهم الأولى هي مع الناس الذين أنزلوهم إلى الشوارع، ثم الذين قالوا لهم ارجعوا منازلكم وهؤلاء الشاب هم الذي ضحوا بأرواحهم ودماءهم ووظائفهم وأسرهم وعانوا كثيراً وذاقوا الويلات وواجهوا الرصاص بصدور عارية، هم الذين جرى إقصاؤهم وإبعادهم من المشاركة في صنع المرحلة الراهنة، وباسندوة ومن يقف وراءه هو عدوهم الأول، فهؤلاء الشباب هم الذين أوصلوا باسندوة وبقية أعضاء حكومة الوفاق إلى السلطة، ثم تنكر لهم باسندوة وحكومته وكذلك اللقاء المشترك عدوهم الأول، كونهم من دفع بالشباب إلى الموت ثم يأتون الآن ويتخلون عنهم، وأتمنى ـ سواءً من باسندوة شخصياً وكذلك حكومته وأيضاً اللقاء المشترك ـ ألا يجرحوا مشاعر هؤلاء الناس الذين ضحوا ـ بصدق وأمانة وإخلاص ومثالية ـ وأنا أشكرهم وأقف أحني رأسي أمامهم إجلالاً لتضحيتهم الصادقة والخالصة من أجل الوطن، وأحيي تلك الروح لدى هؤلاء الناس والتي ربما ما وجدت عندي ولا عند كثير من اليمنين من السياسيين والاقتصادين وغيرهم، ولذلك أكرر أمنياتي بألا يتم نسيانهم والتنكر لهم في ظل المناكفات السياسية، وأن تستحضر الوفاق وباسندوة وكل الخيرين تضحياتهم النبيلة والتي عجزنا وسنعجز عن الوصول إلى مستواهم مهما حاولنا، ولا أخجل من القول إن هؤلاء جعلونا نبدو أمام تضحياتهم صغاراً للغاية، وأدعو حكومة الوفاق إلى إدراك أنها السبب الرئيسي والمباشر في جراحاتهم ونزيفهم وفقدان ذويهم، وعليها ألا تنسى أن المستفيد من نتائج تضحياتهم فقط هي حكومة الوفاق واللقاء المشترك، ونكرر مطالبتنا لحكومة الوفاق بسرعة منحهم كافة حقوقهم أو بالأصح جزءاً يسيراً من حقوقهم جراء ما قدموا من تضحيات، لأن حقوقهم كاملة يستعصي الوفاء بها، فهي أعظم من كل ما يمكن أن يُقدم لهم من معونات علاجية والوفاء والالتزام بمعالجتهم حتى تحقيق الشفاء الكامل وحل مشاكلهم، فكل ذلك لا يساوي حتى لحظة من لحظات عطائهم وتضحياتهم النبيلة التي نفخر بأنها شرف ونبراس عظيم لنا.

كما أدعو كل الخيرين في هذا الوطن إلى المسارعة لرد الجميل لهم وتقديم كل العون الذي يمكنهم من التخلص من أوجاع ونزيف جراحاتهم الجسدية، أما الروحية فليس بمقدور الجميع القدرة على منح ما يوازيها لأنها أعظم وأنبل من كل الثروات والأموال، كونهم قدموا أنفسهم بلا ثمن أمام آلة الموت والقمع، حباً وعشقاً لهذا الوطن الغالي، وأكرر إنحنائي وإجلالي لتضحياتهم التي عجزنا وسنعجز عن تقديم ما يوازيها أو الوصول إلى مستواها.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد