خبير السياسة والاقتصاد ووزير المالية الأسبق - البروفيسور سيف العسلي في حديث لأخبار اليوم..

ستفشل كل الأطروحات وعلى اليمنيين ألا يخآفوا من هذه الإرهاصات

2013-12-26 14:14:27 حاوره/نبيل الشرعبي


للأسف الشديد أن بعض اليمنيين لم يتعلموا من الدروس الماضية ومازالوا يلهثون وراء خلق مشاكل جديدة بدلاً عن البحث عن حل المشاكل القائمة، والمشكلة في اليمن هي عدم القدرة على إيجاد دولة عادلة تحظى بتأييد شعبي وتمثل مصالح الشعب وهذه الدولة هي ضرورية سواء كانت هذه الدولة مركزية أو اتحادية أو أي دولة من نوع آخر".

ما سبق.. ذكره خبير السياسة والاقتصاد ووزير المالية الأسبق- البرفسور: د/ سيف العسلي ضمن حديث لصحيفة أخبار اليوم, مضيفاً" أن ما يزعجني هو ما حدث في مؤتمر الحوار وما حدث يوم الثلاثاء بالقول إنه تم الوصول إلى حلول أطلقوا عليه القضية الجنوبية وهذه الحلول من وجهة نظري هي خلقت مشاكل وظلم، وبالتالي لا يمكن أن تكون حلول بل هي مشاكل نحن في غنى عنها، فعودة إلى أن يتم تقاسم المناصب بين الشطرين كما يقال وعودة إلى ما قبل الوحدة وتنكر للواقع".

 مؤكداً أن هذا سيخلق عداءً شديداً بين أبناء الشمال وأبناء الجنوب وخصوصاً اذا كانت هذه المناصب مفروضة من الخارج "هذا التقاسم" ونحن أبناء الشمال ليس لدينا مانع لأن يكون لأبناء الجنوب نصف المناصب العليا في الدولة أو أكثر، وهذا الحاصل بالفعل، لكن ليس وفقاً للإملاء ولا للقرارات... نص الحوار:


وقال العسلي: بالتالي تم هذا المشهد حضوره بشكل تلقائي وأخوي، لكن النص على ذلك سيعرض إخواننا الجنوبيين أيضاً لمشاكل لأنهم ينفردون الآن بأكثر من النصف في كل الوظائف وسيترتب إلى أنه لابد أن تكون الوظائف كل القطاعات بنصف، وكما قلت الآن إن حوالي %60 على الأقل من موظفي الدولة هم من الجنوبيين في كل القطاعات وهذا سوف يؤدي إلى تضرر، وكذلك من سيمثل الجنوبيين الناس الذين لن يكونوا المركزية المعنيين من رئيس الجمهورية سوف يقولون هؤلاء ليسوا جنوبيين، ألا ترى أن اليوم رئيس الجمهورية من الجنوب ورئيس الوزراء من الجنوب وكثير من الوزارات السيادية من الجنوب وحتى في القضاء، ومع ذلك تلاحظ أن العديد من الناس الذين لا تعنيهم هذه المناصب يعارضون ذلك ويقولون هؤلاء ليسوا جنوبيين، هذه قضية خطيرة وخلق لأزمة جديدة، إذاً الحديث الذي طال حول الفدرالية "لو كانت الفدرالية حلاً لما حدث هذا التقاسم "، لكن في نفس الوقت أقول إن بقاء الوضع كما هو عليه ليس حلاً لأنه لا توجد دولة، نريد أن نبني دولة، هذه الدولة تبدأ من القرية ثم العزلة ثم المديرية ثم المحافظة، ثم بعد ذلك يمكن أن نقول: أقاليم ضمن الدولة المركزية ، لكن أن نتقاتل ونتخاصم ونتشاحن ونتعادى على فدرالية لا تقدم ولا تأخر، فهو من باب العبث، أو كما كانوا الناس في الجاهلية يعملون أصناماً آلهة ثم يعودون ويأكلونها، وكذلك نحن نبني لنا رؤى ثم نعود وندمرها، إذاً فأنا قلق جداً لتطورات هذه الأوضاع والآليات التي تأخذ اليمن إلى الهاوية؛ الوضع الاقتصادي منهار، الوضع الأمني منتهي، إذاً أي دولة لا تملك سلطتها بان تسيطر على الحوثيين وعلى السلفيين في دماج، هل تستطيع أن تقول إنها تعمل دستوراً لدولة اتحادية وانها ستضبط العلاقة بين هذه الأقاليم أو أنها تستطيع أن تصل إلى توافق حول هذا الأمر، هذا شيء معيب ومخزٍ، ألا ترى أنه بدلاً ما كانوا بالأمس يتحاورون ويقولون إنهم حققوا إنجازاً في هذا المجال والدماء تسيل في دماج وفي صعدة وحروب قبلية وكأن هذا الأمر لا يعنيهم، أما كان الأحرى أن يتوافقوا على إيقاف الحرب وسفك الدماء في دماج، وهنا نقول إن هؤلاء العاجزين عن وقف الحرب هذه، هم أنفسهم من وقًع على هذه الوثيقة، وليس الحراك الجنوبي الذي يقود العمل، وأن هذا العمل محدود ومهول على أرض الواقع ، وبتالي فإن هذا الاتفاق لا معنى له ولا قيمة له، وإنما هو فقط لحفظ ماء وجه بن عمر وعبدربه.

*كيف تقرأ ما يسمى الهبة الحضرمية بالتزامن مع إعلان ما حصل أمس حول الدولة الاتحادية والدولة الفدرالية ؟


ـ أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ولا اعتقد أن هناك رابطاً بين ما حصل سواء في حضرموت أو الوثيقة، ولكن كل طرف أراد أن يحمي نفسه بطريقة معينة وكما أن هذه الهبة فشلت وستفشل فإن هذه الوثيقة سوف تفشل، اذا كان بالإمكان فصل أي جزء من اليمن بسلام وسيؤدي إلى استقرار الأطراف الأخرى فليكن ذلك، لكني أقول: الواقع والمنطق والتاريخ والجغرافيا والتضاريس وكل ذلك تقول إن اليمن لا يمكن إلا أن يكون موحداً مستقراً أو مجزأ متقاتل، ولا خيار غير ذلك هذا واقع هذه ليست أماني هذا ليس طموح وإنما واقع وكل من يعمل خلاف هذا الواقع سيلقى مصيره، ألا ترى أن اليمن الجنوبي نشأ كدولة، ولو كان قادراً على البقاء كدولة، لما كان انحل وجاء هو بنفسه إلى الوحدة، وليس الشمال من ذهب إليه، أي هو من دعا الشمال إلى التوحد وجاء إلى الشمال وبرضاه وبموافقته وليس بحرب عسكرية، وهذا لأن اليمن الجنوبي كان لا يمكن أن يبقى ويكون دولة مستقلة، وبالتالي كان لابد أن يتجزأ، ولا يمكن بقائه إلا في خليط اليمن، وهذا هو الخليط الكيماوي السلمي له ولغيره، لكن أي فصل لهذا الخليط سيجعل بعضه يتركز ويتحول إلى قنابل موقوتة في المنطقة كلها، ألا ترى ما يحدث في جنوب السودان، رغم أن جنوب السودان "لغة مختلفة جيش مختلف ودين مختلف وجغرافيا مختلفة"، أما اليمن بحسب ما هو موجود من المهرة إلى باب المندب هم ما يمكن فقط أن يشكل كياناً، أما جنوب منفصل لا يمكن أن يشكل كياناً، ففي السابق شكلته بريطانيا لأسباب، ولو عادت بريطانيا وحاولت تشكيله مرة أخرى اليوم، فإنها ستفشل، نعم حتى بريطانيا نفسها لا تستطيع أن تعيده، فهناك 1500كيلومتر من الحدود من سيحميها!!..

*اذا كان قادة الحراك أنفسهم، مثلاً: علي سالم البيض يتهم قادة الحراك الأخرين بالخيانة والقادة الأخرون فيما بينهم يتهمون بعضاً بالخيانة، وفي ظل هذا التصارع فيما بين قادة الحراك أنفسهم، كيف ستكون النتيجة؟


ـ أنا ضد النخب السياسية كلها حتى من يعارض من الأحزاب السياسية الفدرالية هو يعارض لحساباته الخاصة لا لشيء آخر، بمعنى آخر بإمكان أن تكون الفدرالية دولة موحدة لا مانع من ذلك من ناحية الشكل، لكن هل متطلباتها متوفرة، أقول لا، إذاً من سيبنى هذه المتطلبات ومن سينفذ مثلاً على سبيل المثال النقاط العشرين، يعني إعادة اليمن الديمقراطية الشعبية إلى ما كانت عليه قبل عام 1990م، وبالتالي كيف سنوفق بين النقاط العشرين وبين الفدرالية أو اليمن الموحدة كما يقول هذا جمال بن عمر، إذ هناك نقاط من النقاط تقول: إعادة بالتأميم و هذه النقاط بعضها لا تتكلم عن حقوق مطلبية للناس وإنما عن حقوق سياسية للحزب الاشتراكي ما حدث في 94 هو أن الحزب الاشتراكي خسر وليس الشعب، ولكن غباء الإصلاح الذي جره الحزب الاشتراكي اليوم لأن يوقع على الانفصال بيده وهو راض، وهو الذي قاتل وقدم الكثير من أنصاره وقتلوا ناساً من أبنائه من أجل الوحدة، واليوم اليدومي يوقع للتبرؤ من هذه الدماء، كيف يمكن لهذا أن نفسره، أليس هذا هو الكذب والمغالطة والتنكر لكل ما فعله الشرفاء من اليمنيين من أجل الوحدة، قال تعالى: "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"، صدق الله العظيم..

 اذاً أليس نحن اليوم أمام فنتازيا جديدة، لكني أريد أن اطمئن اليمنيين أن هذه الحلول هي بالأساس إنقاد للسلطة من الزوال، وبالتالي ستفشل كل هذه الأطروحات الخارجة عما يريده ويقتضيه اليمن الآن، وعلى اليمنيين أن لا يخافون من هذه الإرهاصات، فلن تتجزأ اليمن ولن تتقسم ولن يعمل هذا إلا فقط على إفشاء عجز هؤلاء وقمعهم، كونهم فقط يمثلون مصالحهم وليس المصلحة الوطنية لليمن وبالتالي فليطمئن شعبنا في الجنوب والشمال، حيث أن كل هذه المشاريع زائفة وآيلة للسقوط لأنها لا تقدم حلولاً وإنما تخلق مشاكل ونحن لدينا ما يكفي من المشاكل، لأن نشغل بها أنفسنا، بدلاً أن نخلق لأنفسنا مشاكل جديدة .

*رؤية الحزب الاشتراكي التي قدمها إلى مؤتمر الحوار في الفترة الأخيرة يعني وضعت من رئيس الدولة ما يشبه الإمبراطور أو الفرعون وخوًلته بكل المهام في حين هو ينادي في أجندته أو أدبياته إلى الديمقراطية، فكيف يمكن أن يكون رئيس الدولة في الرؤية هذه كإمبراطور في حين ينادي بديمقراطية، أليس هذا تناقض صارخ؟


ـ يا أخي مشكلة الحزب الاشتراكي هي أنه فقد السلطة في 94 وكذلك حكومته ولهذا لن يرضيهم إلا أن يتولوا على اليمن إما كله أن نصفه ولو على جزء ولو حتى سقطرى, وهذه هي مشكلة الحزب الاشتراكي ولكنه لن يجرؤ على طرحها بوضوح ولذلك قسم نفسه إلى ثلاثة أقسام هي: حراك غير سلمي (البيض وزمرته) وحراك سلمي والحزب الاشتراكي وهم يتبادلون الأدوار ويتقاسمون فيما بينهم, لن نقول لهم إن أعمارهم قد تجاوزت الستين أو السبعين وأنهم لا ينفعون ولن يتحقق لهم ما يريدوه, وأن عليهم أن يتوقفوا عن جلد أنفسهم وجلد الآخرين.

*ولكن الأعمار يا دكتور هي تكون بمعيار نضال د. ياسين الذي مازال يؤكد أنه قادر على العطاء..!


ـ يبتسم الدكتور العسلي.. ثم يقول من الأفضل لياسين سعيد نعمان أن يرحم نفسه ويكف عن مزيد من الإرهاصات وأن يتفرغ لكتابة مذكراته وتلخيص تجربته وتقديمها للجيل الجديد في دروس كتأكيد على إخفاقاته, حتى لا يقع الجيل الجديد في نفس ما وقع هو فيها, أما أن يستمر في تضليل نفسه والشعب اليمني فإن اليوم لا ناصر له ولا ولي له ولا داعم.

*بالمناسبة دكتور تتزامن مع إعلان وثيقة حل مشاكل الجنوب ذكرى اغتيال المناضل جار الله عمر, والذي كانت أطروحاته تتناقض مع ما يطرح حالياً.. كيف تقرأون ذلك؟


ـ أقول ولأول مرة إن أول لقاء جمع بين جار الله عمر- رحمه الله- والقيادي الإصلاحي محمد قحطان وقع في نفس هذا المكان الذي تتحدث فيه في بيتي قبل أن يتشكل اللقاء المشترك, حيث جاء أحد زملائي الباحثين من المملكة العربية السعودية وكان لديه بحث عن الوحدة اليمنية وطلب مني أن أدعو طرفين من المعارضة فدعوت جار الله عمر رحمه الله من الاشتراكي ومحمد قحطان من الإصلاح وأنا كنت في ذلك الوقت أطرح لهم الكتلة التاريخية للوحدة.

*كيف كان تقبل جار الله عمر في أول الأمر للموضوع...؟

- حقيقة لا أخفي أن جار الله عمر- رحمه الله- كان متشائماً آنذاك ولكني أقنعته أن الوضع غير ما كان عليه في السابق وأننا اليوم في هذا الوقت أصبحنا في ظل دولة ديمقراطية ولا خوف من أي طرف.

* هل نفهم من حديثك أنه قبل هذا اللقاء لم يسبق لجار الله عمر أن التقى محمد قحطان أو العكس..؟


- نعم لم يكن قد سبق لجار الله عمر أن التقى بمحمد قحطان ولا الأخر قد التقى جار الله عمر، ولم يكونوا يتقابلون أو لا يريد كل منهم أن يقابل الآخر.

* ماذا حصل في ذلك..؟

- في ذلك حصل نقاش بين الطرفين ودارت أشياء كثيرة وكنت لا أزال في التجمع اليمني للإصلاح وبدأت وجهات تقارب بين الاشتراكي والإصلاح من بعد ذلك اللقاء.

* هل ثمن لك أي من الحزبين إيجاد مثل هذا التقارب من خلال الشخصين..؟

- من بعد ذلك اللقاء لاحظت التجمع اليمني للإصلاح أنه بدأ ينفر مني وأني كلما كنت أحاول التقرب منه يبتعد.

* ملاحظتك كانت في محلها أو خابت..؟

- كانت في محلها وبدأت أشعر بل أحس أن الأمر حصل فيه شيء وهذا ملخص لسؤال سأوفر عناءك للسفر عنه والقارئ اللبيب سيفهم ما بين السطور.

*كيف وجدت جار الله عمر آنذاك وبعد رحيله رحمه الله...؟


- جار الله عمر- رحمه الله- كان يفكر بطريقة مغايرة لقادة وكوادر الاشتراكي تماماً، وبعيداً كل البعد عن المكايدات السياسية، بل كان رجلاً يؤمن بالتغيير والعدالة ويسعى إلى أن يحقق الاشتراكي هذه العدالة لجوهرها الفعلي وليس من أجله هو أو الحزب الاشتراكي.

* معذرة دكتور على المقاطعة لكن ألم يكن جار الله جزءاً من نسيج الاشتراكي الذي أشرت سلفاً أنه يسعى إلى استعادة ما فقد..؟


- جار الله عمر كان يفكر خارج إطار الحزب الذي لم يستطع أن يعزله عن عدالة القضية، ولأنه كان محسوباً على الشمال لم يكن يفكر إلا بتحقيق العدالة ولم يكن مهووساً بالسلطة ولا خائفاً مثل الاشتراكيين الأخرين في الوقت الراهن من شركاء أطراف اللقاء المشترك.

*استطيع القول إن تجربة اللقاء المشترك أو بالأصح الإصلاح بالاشتراكي في زمن جار الله عمر كانت مختلفة؟

ـ بكل تأكيد كانت تجربة اللقاء المشترك في عهد جار الله عمر متميزة للغاية إيجابياً وأفضت إلى أجواء إيجابية واسعة مثلت فضاء مشروع لقاء مشترك طموح قائم على العدالة ومصلحة الوطن.

*سأقاطعك دكتور.. من قتل جار الله عمر؟..

هوس جار الله عمر الكبير بتحقيق العدالة وإيمانه الكبير بالخروج بالحزب الاشتراكي من دائرة الانغلاق على نفسه إلى فضاء أوسع وصبغ تاريخ الحزب الاشتراكي وأداه بثقافة التسامح والتعايش بعيداً عن أي مشروع يضر أو يمس بالوطن.

*دكتور بقدر ما يمثل اغتيال جار الله عمر خسارة كبيرة للوطن أيضاً يمثل خسارة للاشتراكي واللقاء المشترك ككل.. ألا تعتقد أن هناك شخصاً في الاشتراكي حالياً يفكر مثل جار الله عمر؟

-أعرف يا أخي أنك لا تريد أن تزيد من الوجع، لكني أصدقك أني كنت أتمنى من قراءة قبلي أن يكون د/ ياسين سعيد نعمان، ليس كجار الله بل فيه الكثير منه، لكنه وللإنصاف د/ ياسين لم ولن يرتقي إلى مستوى جار الله، والمثير للاستغراب أن د/ ياسين ليس شمالي، ولا جنوبي، فهو من الحدود التي كانت تفصل ما بين الشمال والجنوب قبل الوحدة، ولهذا فهو في الجنوب لا يلقى أي ترحيب ويُحسب على الشمال وهنا في الشمال يُحسب على الجنوب أي هو ليس مرحب به لا هنا ولا هناك.

* دكتور/ سيف.. هذا أمر ليس بالطبيعي؟

- حتى ولو كان اللفظ فيه ما سيزعج د/ ياسين، لكنها الحقيقة، د/ ياسين ليس له هوية أي فاقد الهوية، وهذا ما يفسر جوهر أطروحاته المتضاربة، فهو مشتت بين هذا وذاك، وبالتالي لم يستطيع أن تكون له رؤيته مستقرة.

* ذكرتم في حديثكم أن الحزب الاشتراكي يسعى إلى استعادة السلطة مهما كان الثمن، ومن خلال قراءتكم لتاريخ الحزب والصراع الذي كان ينشب بين الحزب نفسه من فترة لأخرى.. إلخ، هل يمكن أن نذهب إلى القول بأن الاشتراكي إذا وصل إلى السلطة، سيكون ليس الحزب المتصارع من الداخل أو أنه سيغدو غير...؟


- يضحك الدكتور العسلي.. يا أخي الله وحده على قادر على إحياء الموتى، والموتى لا يمكن أحياءها إلا بمعجزة أو يوم الحشر، أي ما أقصده أنه لا الاشتراكي نفسه قادر على إحياء نفسه ولا أي طرف حتى روسيا نفسها الموت آلت إلى الموت لم تعد قادرة على إحياء نفسها، فكيف بحزب عاش جل تاريخه وظل يتصارع من الداخل، ولكن على الاشتراكي أن يتخلى عن أمنياته التي لن ولم تتحقق وعليه أن يعي الواقع أنه مات وأنتهى أمره، وأن يتحول إلى مجمل الشعب له ما للشعب وعليه ما على الشعب من حقوق وواجبات، وهو الأفضل من تجاربهم التي فتكت بهم، فبعضهم قتل البعض، والبعض مفقودين وآخرون في السجون، ونحن لا نريد لهم تكرار مثل هذه التجارب ولا نعيب عليهم أن يمارسوا تجربتهم، لكن في إطار من الديمقراطية وفي ظل الحقوق والواجبات المتساوية.

* هل هذا كرؤية خاصة بكم هو الانطباع العام للشارع..؟

- أنا مواطن من هذا الوطن وأحد أنباؤه ولذلك أقول أن الوطن لن يقبل أن يسيطر عليه الحزب الاشتراكي ولا الإصلاح ولا أياً كان.

* ما الذي تقصده في كلامك..؟

- على جميع الأطراف والأحزاب أن تدرك تمام الإدراك أن السعي لتفكيك الوطن أو السماح لقوى خارجية لاختراقه أو السيطرة عليه، مرفوضة وستكلف من يسعى إلى ذلك الكثير، فهذه سياسة قد عفى عليها الزمن، وأن لا مجال في هذا الوطن لمن يفكر في المساس بوحدة وأمن واستقرار هذا الوطن، ونقول لأباءنا وإخواننا في الحزب الاشتراكي الذين جلبوا لنا كثير من الخراب والويلات قد عفى الله ونحن عنكم، فأكفونا شركم، فقد أديتم دوركم سواءً نجحتم أو فشلتم فهذا شأنكم، ونحن لم ولن نحقد عليكم ولن نتطاول عليكم مثل تطاولكم علينا ولن نحبسكم مثل ما حسبتمونا ولن نقتلكم كما قتلتمونا ولن نقصيكم كما أقصيتمونا.

*أفادت تقارير صحفية وتداولات إعلامية أن قادة من الحراك الجنوبي، يستغلون القضية الجنوبية لابتزاز رئيس الجمهورية.. ومن هذا المنطلق هل يمكن أن تتحول القضية الجنوبية من قضية شعب إلى قضية للابتزاز..؟

- بالطبع هذا حاصل وعبدربه قد أدرك هذا الوضع وأقول للرئيس عبدربه وللمرة العاشرة يجب عليك أن تركز على إخراج اليمن من مشكلة ولا تخلق مشالك ولا تؤسس لحكم جديد، فلن تحكم أنت ولا أسرتك ولا زمرتك، وأن الله قد أعطاك فرصة ليختبرك بإخراج اليمن من أزمته إلى بر الأمان، فإذا استمر في السعي نحو ذلك فيسبب له ولأسرته كثير من المشاكل وبما أنه قد عايش كثير من المشاكل فعليه أن يترك هذا الأمر وأن يغتنم هذه الفرصة لكي يكون محايداً ويقول الحق مهما راق لهؤلاء أو لم يرق، وليس من الصائب أن يتسبب في ظلم الشمال لصالح مجموعة لا يهمها الوطن وإنما يهمها مصالحها الشخصية.

*يعني الحاصل هو سعي الجنوب لاحتلال الشمال؟

- نعم وأن تمهد هذه الوثيقة لاحتلال الشمال فهذا ظلم أن يحصل للشمال، فكما لا يراد للشمالي أن يحتل الجنوبي، فكذلك لا نريد للجنوبيين أن يحتل الشمال، نريد أن نبحث عن قاسم مشترك يحقق لنا العدالة الاجتماعية لنا جميعاً دون التشهير بمسميات مسبقة مثل صيغة فدرالية بل وهي ليست فدرالية لتكن فيدرالية إذا كان لها معنى قابلة للتطبيق، الكل يعترف اليوم أن الفيدرالية تحتاج لفترة انتقالية قد تصل لخمس سنوات، إذاً لماذا نشغل أنفسنا في أمور لا يمكن أن يكون لها معنى ولا جدوى إلا بتأسيس مسبق فلنعمل الآن على إيجاد حكم محلي عادل على مستوى القرية العزلة المديرية المحافظة أولاً ثم بعد ذلك نترك الخيار لهذه الأقاليم أن تكون إقليمين أو ثلاثة أو أربعة أو عشرة عندما يكون الوقت قد حان، لكن عندما يكون الوقت قد حان لا من أجل أن ينتصر بعضنا على بعض أو أن وجهة نظر جهة انتصرت، لأن الحزب الاشتراكي يريد أن يضمن الانفصال الجنوبي حتى يحكم وحتى يعود والرسول يقول: "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" لأنك بلاء قال فيه الجنوب لن يحكمنا الحزب الاشتراكي مرتين على الإطلاق وخصوصاً أن تاريخه أسود يعني يقول عفا الله عنكم، إخواننا أخطأوا ولا نريد محاكمتهم ولا عقابهم ولا أنهم يدفعوا مظالم، يقول جربتم وفشلتم.

*وما يحصل الآن من تجييش للشباب وبعض أصحاب الحاجة من قبل قادة الحراك كالمناداة بعودة علي سالم البيض كهذا وما شابها م أشياء كيف تقرأون ذلك؟


- قال تعالى: "فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" وهذه المشاريع لن يكتب لها النجاح لأنها وهمية تعطي لهم التخيل أنهم لا زالوا رؤساء يصدروا أوامر وقرارات على أرض الواقع ربما تحمل بعض الأضلاع، ولكن لن تؤسس لواقع جديد، ولن تؤسس لواقع جديد في اليمن إلا العدالة، والعدالة بين جميع أبناء اليمن وأنا أذكر أن هناك أكبر قضي ليس فيها عدالة هي الأخدام لا أحد تكلم عنهم هناك 2 مليون خادم لا أحد ذكرهم، لا وزن ولا وطن ولا حقوق لهم لا مساواة أيضاً لا الحزب الاشتراكي تكلم عنهم ولا البيض ولا بنعمر، يا بنعمر عليك أن تذهب إلى أماكن الأخدام لتنظر كيف يعيشون وأن تنحاز لهم، لا تنحاز للحزب الاشتراكي.

*دكتور، عبدربه هادي في فبراير 2012م عندما تسلم مقاليد الرئاسة في كلمته بهذه المناسبة قال أتمنى بـ 2014م للشعب اليمني أن يستلم مقاليد السلطة في الجمهورية شخصاً آخر غير عبدربه منصور هادي ثم يأتي ليقول أن المبادرة الخليجية لم تحدد فترة انتقالية لسنتين، يعني لحد ما بين 3-5 سنوات أو بانتهاء المهمة؟.


- يا أخي اليوم نحن على وشك الانتخابات باقي شهرين تقريباً، يمكن أن ندخل على فراغ سياسي، لكن القوى السياسية التي ماطلت والتي ناكفت لم تقدم رؤى واضحة ولم تحسم هذه القضايا هي التي خلقت لعبدربه حب التسلط والبقاء، إذاً هو شريك مع غيره، بمعنى أنه لا يتحمل المسؤولية وحده شخصياً وإنما تحضر القوى السياسية لكي تدرك أن هذا الوضع، إن لم يتم الدفع بالحوار بسرعة للوصول إلى الحلول هو الذي سيكون.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد