قآل إن الدستور الجديد يجب أن يليق بالمرحلة القادمة ليكون انتصاراً حقيقياً لدولة موحدة قوية..

على (البيض) أن يخدم حياته لمصلحة أبناء الجنوب بدلاً من زرع ثقافة الكراهية الموجعة

2013-11-26 21:49:41 عدن /هاتفه/نزيه عبدالله


تظل تطلعات الشعب اليمني كبيرة في الحلم بالدولة المدنية الموحدة التي يسودها الأمن والاستقرار من اجل العيش الكريم ومستقبل أبنائنا والأجيال القادمة من خلال مخرجات ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل والتي تتجه الأنظار إلى المخاض الخير للمؤتمر لنتائجه.

ولقد ظل العامة من أبناء الشعب اليمني منذ قيام الثورة الشبابية يحلمون بالتغيير والدولة المدنية وتحملوا خلال السنتين الماضيتين الكثير من المشاكل في جانب الاختلالات الأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وإزاء تلك الأوضاع الجارية في البلاد أجرت "أخبار اليوم" حواراً شاملاً مع المهندس احمد بن احمد الميسري- نائب وزير الزراعة والري وعضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وعضو مؤتمر الحوار الوطني- لمناقشة القضايا السياسية ومستقبل البلاد وشكل الدولة القادم وغيرها من القضايا الشائكة على الساحة اليمينة.. وهاكم الحصيلة:


* المهندس احمد طبعاً أنت احد السياسيين المشاركين في الحكومة ومؤتمر الحوار, هل لك أن تحدثنا عن الوضع السياسي ومؤتمر الحوار؟


- مؤتمر الحوار شكل فرصه سانحة لأن تلتقي فيه كافة القوى السياسية بمختلف التوجهات والمتناحرة خلال حقبة من الزمن.. التقوا جميعا على طاولة الحوار الواحدة لمناقشة مستقبل اليمن بشكل عام حتى يخرج المشاركون في مؤتمر الحوار باليمن إلى بر الأمان من خلال دستور جامع يوافق عليه كافة أبناء اليمن ويحافظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن, وان يشترك الجميع في السلطة والثروة وذلك من خلال الدولة الاتحادية والتي اتفق على عنوانها الجميع.

 *لكن مؤتمر الحوار مازال يواجه بعض التحديات من بعض القوى السياسية ما تعلقيك ؟


 -نعم .. لقد واجهت العملية السياسية في مؤتمر الحوار العديد من الصعوبات نتيجة اختلاف بعض القوى في الرؤى وتحفظ بعضها ,ولقد كان للمؤتمر الشعبي العام رؤية واضحة من خلال مشاركته بالحوار وهو يعمل من اجل إنجاح مخرجات مؤتمر الحوار وعلى إنجاح أيضاً دور فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي, للسير بالعملية السياسية والأمنية من اجل إخراج اليمن إلى بر الأمان.

صحيح انه كان لدى الشعبي العام العديد من التحفظات والاعتراضات طوال مرحلة الحوار واللجنة الفنية إلا انه شارك بالحوار وقدم العديد من التنازلات بغية إنجاح الحوار الوطني والسير بالعملية السياسية إلى بر الأمان وقطع مؤتمر الحوار شوطاً كبيراً في مهامه وتعثر في بعض المهام إلا أن بعض اللجان المشاركة في الحوار قد أنجزت بعض المهام وهناك ربما بعض الخلافات في بعض النقاط حتى الآن لم يتفق عليها المتحاورون.

 المبادرة الخليجية التي ينفذ بنودها الجميع ستسقط أي شيء يتناقض مع ما جاء في بنودها خاصة وان أعضاء الشعبي العام المشاركين في الحوار يشعرون بان هناك من يحاول إقصاء دوره السياسي في المرحلة القادمة, وذلك يتنافى مع روح الاتفاق السياسي للمبادرة الخليجية من اجل التعايش ومن ثم يقر الشارع من يحكمه الشعبي العام أو غيره, وإذا كانت هناك اجتهادات تصب في المصلحة العامة سيتم القبول بها أو العودة أيضاً إلى لائحة مؤتمر الحوار والذي سيتم حسم أمور وفق اللائحة الخاصة بالحوار..

* وكيف واجهتم قرار العزل السياسي؟


- ذلك القرار كان سيعصف بالحوار و أعضاء الشعبي العام وقفوا ضد ذلك القرار خاصة وانه قد جاء مخالفاً لنص المبادرة الخليجية والتي أكدت على وحدة اليمن وإجراء التسوية السياسية, حيث دخل أعضاء الشعبي العام في التسوية وجرى هناك إشكال بين المؤتمرين وصل إلى حدوث شرخ في مكونات المجتمع وهيئاته ومؤسساته المدنية والعسكرية والتي تعد الحصن الحصين لأهل اليمن.

لهذا قبلنا جميعا أن نرحل ولن يزيح احد الأخر وشارك الشعبي العام بالحوار وحاول المشاركون في الحوار اجتثاث المؤتمر الشعبي العام من خلال بعض النقاط التي طرحت من اجل محاصره أعضاءه وقياداته التي عملت في الدولة خلال الفترة الماضية وتم إلغاء هذه النقطة إلا انهم عادوا والتفوا مرة أخرى و وضعوا شروطاً حددت الترشيح لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ,وهذا غلط ,ونحن في المؤتمر الشعبي العام والذي يرأسه علي عبدالله صالح ووفق النظام الداخلي الخاص بحزب المؤتمر الشعبي ولن يكون أعضاؤه مسخرة لذلك.

الدستور الوحيد الذي يجري صياغته بإشراف العالم عامة من افضل الدساتير في الوقت, فدساتير العالم صنعتها القيادات الثورية أو الانقلابية أو غيرها , والدستور الجديد يجب أن يكون دستوراً يليق بالمرحلة القادمة وشكل الدولة القادمة لابد أن تكون من خلال نزع الصلاحيات من المركز كاملة وذلك يعد انتصاراً حقيقياً لدولة يمنية موحدة قوية وأنا مطمئن لذلك وان كان المؤتمر الشعبي العام ليس متشدداً بما يخص الأقاليم بل يريد ما يخدم وحدة اليمن ويخدم صلاحية كل إقليم ,والشعبي العام ليس لديه رؤية سياسية لأهداف سياسية بل تستوجب الحفاظ على وحد اليمن واستقرارها.

*وماذا عن القضية الجنوبية؟

-طبعاً هناك مشكلة أساسية في مؤتمر الحوار والذي يجب الحسم فيها والمتمثلة بالقضية الجنوبية وعندما يلتئم فريق (16)سيحسم الخلاف حول شكل الدولة الاتحادية وسيكون هناك وضوح تام لكافة الشعب اليمني عن كيفية مستقبل اليمن

 كنت معترضاً بشدة لتفكيك فريق القضية الجنوبية المشارك بالحوار المتمثل في مؤتمر شعب الجنوب ,وانا لست مع استهداف أي تكوين موجود في مؤتمر الحوار وكل تكوين مسئول عن نفسه ويعالج مشاكله فيما بينه, كما هو حاصل في المؤتمر الشعبي العام والذي لا يقبل احد بالتدخل في اختصاصات المؤتمر الشعبي العام ويحسم أمره بنفسه وكذلك مؤتمر شعب الجنوب.

الإرباك الذي جرى الشهر الماضي في فريق القضية الجنوبية كونه غير موفق في شان إدارة مؤتمر شعب الجنوب وحصلت الإشكالات التي أثرت على سير مؤتمر الحوار وأدى إلى إيقافه ونحن أبناء الجنوب نقول: إنه عندما تمت الدعوة لمؤتمر الحوار لم تشارك فصائل الحراك ومحمد علي كان مبادراً للمشاركة على الرغم أن البعض قد قالوا عنه انه مغامر للمشاركة بالحوار والكل يعتبره فصيلاً من فصائل الحراك والذي ينبغي أن يحترم هذا الدور.. انه عندما غابت فصائل الحراك الأخرى عن الحوار حضر محمد علي ومعه كوادر الحراك الميدانية والسياسية للمشاركة بالحوار.

و عملية اختراق أي تكوين لا يخدم العملية السياسية, ونحن نختلف مع الحراك المشارك بالحوار بما يطرحونه ولكن طالما مازلنا على طاولة الحوار, فان المجال مازال مفتوحاً للأخذ والرد.

*هناك في الحراك من يرفض نتائج الحوار ومخرجاته ماذا تقول ؟

- اذا لم تكن مخرجات الحوار تلبي متطلبات الشارع الجنوبي لن تكون مقبولة وهذا يجب أن يعلمه الجميع

*ولكن الحراك أغلب فصائله يتحدثون عن استعادة الدولة ؟


- فصائل الحراك يجب أن يتحدثوا عن شيء اسمه سقف الواقع .. صحيح أن المزاج في المحافظات الجنوبية اصبح رافضاً لاستمرار الوحدة بهذا الشكل ويطالبون بعودة الانفصال وهذا المزاج متواجد لدى البعض ..لكن يجب الحديث عن ما هو المتاح, ليس الذي في رؤوس الناس. وانا واحد من أبناء المحافظات الجنوبية ..والله لو أني اعلم  أن الانفصال حل للشمال والجنوب واستقرارهما على حد سواء مع ضمان لمستقبل الأبناء سأكون مع الانفصال.. لكن نحن أبناء الجنوب ليس لدينا رؤية حتى اذا تم استعادة الدولة نستعيدها لمن ؟ وانا لن اقبل أن تكون الدولة للبيض, حيث البعض يقول بان البيض أخر واحد شرعي في اطار الجنوب وقع على الوحدة وان ذلك صحيح, وأنا أقول إن البيض لا يمثلنا ونحن الشرعيون الذي اختارنا الشارع الجنوبي , والمشكلة التي يعاني منها الجنوبيون انهم غير متوحدين على رؤية واحدة, وعند يتم توجيه السؤال لأي شخص في الحراك من هي القيادة التي ستقود الجنوب في المستقبل يأتون بالجواب انهم لا يعرفون.

نحن الجنوبيون لن نقبل بعضنا البعض كونها ثقافة متواجدة لدى الجنوبيين وان سياسة الإقصاء مازالت مسيطرة على الجميع حتى القيادة التاريخية الجنوبية جاءت لنا ومازالت متأثرة بالتاريخ الماضي وحاضنة له وحديثه هذا ليس القصد منه التخلي عن أبناء الجنوب ولكن نحن لا نريد أن نزج بأبنائنا في وضع نراه متردياً إلى وضع يكون فيه ضياع أولادنا ,وانا لن اقبل لأي شخص يقرر مستقبل أولادي , أياً كان من أبناء الجنوب, وإنني واحد من أبناء الجنوب قل وزني أو كثر سأتغلب على الوضع بما هو مناسب لن افرط في وضع أخرين.

 وأما الذين يدعون للانفصال عليهم تقديم الرؤية الواضحة ومن هي قيادة المستقبل التي يدعونها, أما أن يقولوا تعال معي هم يقودوا الجنوب وانا لا, فان هذ الكلام انتهى وبالتالي اذا كان استعادة الدولة في المستقبل فانه ذلك الذي يملك الآليات المنطقية والجيش والأمن ومال المسلمين ويملك الشرعية الدولية هو عبدربه منصور هادي ,واذا اقر (هادي) بان يستعيد الجنوب دولته لأنه هو الذي يملك الآليات في الميدان ويستطيع أن يفرض الأمر الواقع , إلا أن ذلك مستحيل , أما الأخرون فانهم عبارة عن (هواء) لا يملكون شيئاً على الأرض يريدون أن يجرونا إلى مجهول مدمر لنتقاتل فيه فان هذا الأمر مرفوض.

 الحل في اطار الوحدة الاتحادية يعد الأفضل لنا ولكل شئوننا, لم يعد للمركز شأن إلا بالعلم والجيش والأمن والدولة الاتحادية تمنحك بان تدير الأمور في الثروة والإمكانيات وذلك يعد الحل المنطقي الحل الأفضل. والأفضل للقضية الجنوبية والذي يؤمن مستقبل أبناء الجنوب بضمانات واضحة فانه معه أياً كان, أما أن نتجه إلى المجهول, فان هذا مرفوض.

 صحيح المظالم أوصلت أبناء الجنوب للمطالبة بالانفصال ولكن يجب الحديث عن المتاح وإنني مع الحل الذي يكون في اطار الوحدة النموذجية, هم يريدون الاستقلال فان الاستقلال موجود بالمال والإدارة والثروات وبكل شيء وستتحسن أوضاع أبناء الجنوب وسيظلون متمسكين بهذه الوحدة النموذجية الرائعة ولم يعد للمركز شأن وسأكون ممثلاً في محافظتي من خلال الانتخابات الشرعية وسأدير ثرواتي افسد فيها أو اصلح فيها هذا شأني, توجد لدى الإقليم حكم محلي وحكومة مصغرة محلية وانا ممثل للإقليم بمثابة رئيس الجمهورية يدير ثرواته المتواجدة من الحديد والنفط والأسماك وغيرها من الثروات, أما اذا عدنا للجنوب سنتقاتل؛ فقبل شهر تصارعنا على المنصة والجنوبيون ما زال لديهم مشكلة تاريخية ومازالوا يعانون منها؛ الحل في اطار الوحدة يعد الحل الأمثل والأفضل واذا عدنا للبحث عن مركز عدن سيتم التنازع على مركز عدن مرة أخرى وسنصل للمربع الأول, لن نملك الشرعية الثورية والميدانية.

بعض قيادات الحراك للأسف ستقوم بتخريبنا وإلغائنا هذا أقل القليل وكل واحد يخشى الأخر ولهذا قبل أن نفكر في كيفية أن نحكم الجنوب و نقرر مصيره.. وهل نحن في مستوى المسئولية لان نحكم البلاد بالإجماع أو أن نعود إلى مربع الصفر , يجب على الجميع أن يعي بان المجتمع الدولي قد قالها بالمفتوح مع وحدة اليمن وامنها واستقرارها. اذا كنا أذكياء يجب علينا التقاط الفرصة التاريخية من اجل مستقبل أبناءنا ونؤمنهم في الدستور القادم والذي وصفوه بالرائع

أنا مع قيادة الحراك والشارع الجنوبي بالمنطق والقوة وفي كل الأحوال اذا لم يخرج الدستور بما يلبي طموحات شعب الجنوب كحد أدنى , وسيسقط أي دستور معقد لا يستطيع احد تسويقه ولابد أن يكون هناك دستور بسيط يسوق لأبناء الجنوب.. أنت في أبين ستحكم محافظتك بعيداً عن المركز كون أبين تمتلك ثروة في الزراعة والأسماك والمصانع قد تتميز عن محافظة عدن وسيتم تسويق تلك الثروة لصالح أبناء محافظة وأيضاً المحافظات الأخرى: الضالع وشبوة وغيرها و اذا تم تسويق الدستور بالطريقة الصحيحة اعتقد بان أبناء الجنوب سيرضون بذلك.

ولقد رفعت قيادات الحراك شان الهم الجنوبي وحرية أبناء الجنوب, واذا رأوا أن الطريق باستعادة الدولة هو الحل ستجد أيضاً أن السواد الأعظم من أبناء الجنوب مع الدستور الجديد, كونه يضمن مستقبل أبناء الجنوب عامة, ولقد شاركنا في الحوار من اجل إنهاء صراعات الماضي وليس من اجل عودة البراميل وسنجلس مع قيادات الحراك بعد انتهاء الحوار حتى نوضح لهم صورة نتائج مؤتمر والذي يضمن مستقبل اليمن الموحد الآمن المستقر.

أقول بصراحة: على الحراك أن يعودوا إلى منطق العقل وانه لهم الفضل الكبير بعد الله وتعالى أن يوصلوا قضيتهم بقوة إلى مؤتمر الحوار.. صحيح نحن كمؤتمرين وإصلاحين واشتراكين قد حملوا القضية الجنوبية كلا على طريقته عكس ما طرحه أصحاب الحراك والذين يحملون القضية الجنوبية الحقيقية والذي كانت طريقة الطرح للقضية الجنوبية هي الأقوى واستطاعوا أن يحققوا انتصاراً كبيراً. حتى أنظار العالم اتجهت للقضية الجنوبية باقل الخسائر وان ذلك يعد نجاحاً للقضية الجنوبية , أما الرأي الأخر للحراك المطالب بالانفصال ستكون عواقبه وخيمة وخسائر بشرية كبيرة.

وهنا أدعو قيادات الحراك في الخارج والتي تفهم العمل السياسي وكونها ناضجة وتعرف ماذا يعني الدولة الاتحادية التي لم تعد للمركز الصلاحيات كما كان سابقا وان على تلك القيادات أمثال البيض وعلي ناصر, وحيدر العطاس والجفري والحسني أن يشكلوا عاملاً مساهماً لتأثيراتهم بالداخل ويبعثوا رسائل اطمئنان للحراك بالداخل حول شكل الدولة القادم وماذا تعني الأقاليم.

 * ألا ترى أن تلك القيادات التي ذكرتهم في الخارج قد تسببوا في إثارة الانشقاقات بين أوساط الحراك وأوصلته إلى ما هو عليه اليوم؟

- اقدر أقول: انه عندما بدأ الحراك في 2007م كان بإمكانه أن يكون له مكون خاص به إلا أن ظهور الحراك قد نعش تلك القيادات في الخارج وولد لديها الروح بعد أن كانت قد اقتسمت حياتها السياسية , وهنا يمكن القول بان الحراك قد ارتكب خطأ تاريخياً باعتماده على القيادات في الخارج ولم يبرز القيادات الشابة المتواجدة حاليا في ساحات وميدان الحراك الجنوبي على الرغم أن الحراك قد أعلن عن تجمع له إلا أن ذلك التجمع ظل بدون قيادة ونظمت العديد من التظاهرات المليونية وعبر الشعب الجنوبي عن رأيه بتلك المليونيات إلا أن القيادات الحراكية ظلت منقسمة نتيجة أنها لم تحمل مشروعاً وطنياً للقضية الجنوبية وان مشاركة فصيل الحراك المتمثل بمؤتمر الشعب الجنوب في مؤتمر الحوار قد قدم خدمة كاملة لكافة أبناء اليمن عامة, خاصة لمناطق الحديدة وتعز..

*من وجهة نظرك هل خروج البيض إلى الساحة السياسية أثر على الشارع الجنوبي؟


- دون شك و رغم أخطاء البيض واختلافنا معه وعندما خرج أثناء حرب 94م وعاد بالظهور بعد 16 سنة لم يأتِ بشي جديد ولكن البيض للأسف خرج بنفس الخطاب والعقلية السابقة ولم يتغير, ولم يحمل أيضاً مشروعاً وطنياً بشان القضية الجنوبية وان ذلك يعد أمراً خطيراً.

صحيح البيض رمز تاريخي ومؤثر واثر ولكن كيف يمكن أن يتم إقناع البيض والتأثير عليه في تقديم مصلحة أبناء الجنوب, على المصالح الضيقة والبحث عن الحل الأنسب لأبناء الجنوب بدلا من جرهم في نفق مظلم.. تأثير البيض على الشارع الجنوبي كثير ولكن تأثيره بالسلب وليس بالشكل الإيجابي, ولا اعتقد أن البيض يطمح للحكم وعليه أن يدرك مصلحة أبناء الجنوب في المرحلة القادمة.

 هناك أجيال شابة ستحكم وستأتي بها المجالس المنتخبة في الأقاليم والولايات, و امر البيض قد انتهى وعليه أن يفكر كيف يخدم حياته لمصلحة أبناء الجنوب وليس لغرس ثقافة الكراهية الموجعة بين أبناء الجنوب بواسطة وسائلة الإعلام الخاصة به والمواقع الإلكترونية وغيرها من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية.

*وماذا عن قطع الحراك للطرقات؟

- هذه مسئولية الدولة يجب عليها أن تضرب بيد من حديد لكل من يقوم بقطع الطرقات وترهيب المواطنين وتقيم ضدهم حد الحرابة وعلى المجتمع أن يرفضون ظاهرة قطع الطرقات ,وهناك بعض المناطق لا توجد فيها دولة. الآن قطع الطرقات غير موجود كون الجانب المجتمعي في تلك المناطق يرفض تلك الظاهرة وباسط سيطرتها على الذين سيحاولون قطع الطرقات.

*ماذا تقول عن اعتداءات الكهرباء؟

- إنها جريمة وصرخات النساء والأطفال والرجال تتعالى بالدعاوى ضد أولئك النفر الذين يضربون أبراج الكهرباء ويفجرون أبار النفط , والذين يقومون بتلك الأعمال التخريبية هو نتاج لشعورهم بضعف الدولة والتي تخسر جراء تلك الأعمال الملايين من الدولارات لإعادة إصلاحها.

وأنني أطالب الدولة بان تضرب بيد من حديد والقبض عليهم وإخراجهم من جحورهم وان يصلبوا في صنعاء أو في عدن حتى يكونوا عبرة للجميع.

* وكيف ترى الحرب الدائرة في صعده ؟ 


- سأتحدث بصراحة: قد البعض لا يعجبه كلامي ولكن هذا الواقع, الحوثيون هم المخطئون على دما ج ووفقاً للمعلومات التاريخية التي يملكها لان مدرسة العلم في ماج لم تكن طرفاً لنزاعاتهم مع الحوثي ولا مع الدولة وكانوا طلاب علم ويعلمه الجميع, ولهذا ما يحصل في دماج يتحمله الحوثيون في سفك دماء طلاب العلم في دماج وهذه هي الحقيقة.

* أستاذ احمد دعنا نذهب إلى أبين كونك كنت محافظاً لهذه المحافظة.. كيف ترى الوضع الأمني في أبين بعد خروج القاعدة منها؟

- الوضع الأمني في أبين لا يسر عدواً, ولا حبيباً, خاصة وان الدولة حتى اللحظة لم تبسط نفوذها على المحافظة بعد, واللجان الشعبية هي من تقوم بالجانب الأمني وذلك يعد عاراً على الدولة بانه بعد سنتين لم تستطع أن تبسط سيطرتها على أبين واللجان الشعبية بالمحافظة دورها استثنائي وليس تواجدهم يعد محل الدولة وهذا الأمر يعد محزناً و يجب على الدولة أن تبسط نفوذها في جميع مناطق محافظة أبين, خاصة وان أبناء أبين مع الدولة. أين وزارة الداخلية غائبة؟!.

*ولماذا الدولة غائبة في أبين كما تحدثت ؟

-لا اعلم ..ولا يمكن القول إنها مؤامرة , لأنه على راس الدولة عبدربه منصور هادي , محمد ناصر احمد وزير الدفاع , إلا أن استمرار الوضع الحالي في أبين مرفوض وهذا يعد تخاذلاً وتقاعساً من وزارة الداخلية تحديداً , خاصة وان أمن عاصمة محافظة أبين (زنجبار) مازال غائباً واللجان الشعبية هي من تقوم بالأمن ,وهل يعقل هذا الكلام؟, بالإضافة إلى أن القاعدة مازالت تسرح وتمرح وتستهدف أعضاء اللجان المتواجدين في النقاط واصبحوا أهدافاً لعناصر القاعدة نتيجة عدم تواجد أجهزة استخباراتية لديهم فهم معتمدون على البندقية التي يملكونها فقط , وانه لأمر محزن أن تظل تلك الأوضاع في أبين كما هي عليه. هناك الكثير من القرارات الصادرة من مجلس الوزراء بشان أبين إلا انه للأسف تلك القرارات لم تنفذ.

*ولكن الآمن ليس غائباً في أبين بل في عموم الجمهورية ماذا تقول؟


- حقاً الوضع الأمني غائب على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة في الجوانب الأمنية وذلك الأمر لا يعني إعفاءها من القيام بواجبها في محاربتها للقاعدة وان الجهود التي بذلت في أبين كان يجب من الدولة أن تستفيد من تلك التجربة بحيث لا يتم تكرارها في مواقع أخرى ومواكبة العمل القائم وحتى تعيد الثقة للمواطن ويشعر بالاطمئنان ولا تضع الدولة الحبل على الغارب.

إن الانقسامات في الجوانب الأمنية السابقة قد أثرت على الوضع الأمني بالبلاد برمته , ومن اجل إصلاح المنظومة الأمنية بالبلاد بشكل عام. اقترح على الحكومة أن تصب الميزانية العامة لعام 2014م لصالح القوات المسلحة بكافة وحداتها العسكرية والأمنية بكافة أقسامها وفروعها ,بدلا من بعثرتها في مشاريع قد البعض لا يستفيد منها كما سيتفيد من الجوانب الأمنية وما الجدوى أن أقوم بتنفيذ طريق أو مدرسة في ظل غياب الآمن والذي أصبح بحاجته الصغير قبل الكبير.

 الأمن أصبح مطلوباً لدى العامة. لقد تعبت الناس من الأوضاع الأمنية غير المستقرة , وتحديد تلك الميزانية للقوات المسلحة والأمن ستسهم في الحفاظ على الأمن ومخرجات الحوار الوطني والتي ستنفذ من العام القادم وستقوم الأجهزة الأمنية بدورها بشكل كبير وستمنع من انتشار جرائم القتل و السطو على ممتلكات الأخرين.

* الحكومة وأنت واحد منها هل تعتبرها فاشلة نتيجة عدم قيامها بالمهام المنوطة بها في خدمة المواطنين ؟


- لا يمكن أن نطلق على الحكومة بانها فاشلة ,ولكنها ليست بمستوى المرحلة الحالية ,ورئيس الجمهورية بحاجة إلى حكومة حديدية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ,يعني حكومة قادرة على التحرك ومواجهه التحديات المرحلة الحالية والذي نحن فيها.  

* أستاذ احمد؛ أشكرك على سعة صدرك على هذا الحوار الشامل والسؤال الأخير المطروح لك؛ ماذا تقول في نهاية هذا الحوار؟


- أتمنى في الأخير النجاح لمؤتمر الحوار وان تغلب المصلحة وما دونها من المصالح من اجل يمن موحد وآمن و مستقر يسود الحب والوئام بين جميع أبناء الشعب اليمني الذين يتطلعون إلى الدولة المدنية الموحدة, واذا انتهى اليمن سننتهي نحن جميعاً.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد