رئيس حزب الرشاد بالحديدة لـ"أخبار اليوم": فكر الحوثي يشبه الجنين المشوه

الحرب على دماج في إطار مؤامرة إقليمية وبمساعدة أطراف في السلطة

2013-11-14 21:35:01 حاوره/ فتحي الطعامي


قال رئيس فرع حزب اتحاد الرشاد السلفي بالحديدة/ حسن الزومي إن الحرب الجارية الآن في دماج والتي يقودها الحوثيون مستخدمين الأسلحة المختلفة هي أكبر وأعمق وأبعد من أن تكون حدودها دماج أو محافظة صعدة.. وهي أبعد من الرقعة الجغرافية في صعدة, حيث والأهداف التي يسعى إليها الحوثيون لنشر مشروعهم السياسي تستهدف كل رقعة من الوطن.

وأكد في حوار خاص لـ"صحيفة أخبار اليوم" أن الحوثيين يهدفون من خلال هذه الحرب إلى إرباك الحياة السياسية وعرقلة الحوار الوطني الشامل والذي بات قريباً من الانتهاء بعد التوافق على أغلب مخرجاته والتي منها ما جاء مخالف لطموحات ورغبات الحوثيين.. كما أن الحوثيين يريدون أن يجعلوا اليمن كلها ساحة لصراعهم المسلح بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الوطن.

وأضاف:" إن وقوفنا اليوم ومعنا كل القوى الحية في البلاد بجانب المظلومين من أبناء صعدة والذين يتعرضون للظلم والقتل على يد الحوثيين نابع من قاعدة نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم ولم يكن نابعاً من وقوفنا مع فريق مسلم ضد كافر.. وهناك أجندة واتفاقات بين أنظمة عالمية ( إيران وأمريكا) ومع تحالف كل منهم قضى بتقاسم النفوذ في الوطن العربي وهو الأمر الذي سمح للحوثيين مؤخراً بشن هذه الحرب الظالمة بحق أبناء دماج تنفيذ لبنود هذا الاتفاق للسيطرة على صعدة والتمدد فيها, وهذا الأمر تم بموافقة أطراف في السلطة والتي غضت الطرف وأعطت الموافقة للحوثيين بشن الحرب على المدنيين في صعدة ودماج على وجه على الخصوص بشرط أن يتم إنهاء هذه الحرب في أقل مدة زمنية حتى لا تقع تلك الأطراف تحت الضغوط الشعبية والمجتمعية والقوى الحية التي سوف تستنكر هذه الحرب"..

مشيراً إلى أن الحوثيين عندما شعروا بأن مخرجات الحوار ليس في صالحهم ولا تسهل لمشروعهم, كون تلك المخرجات نصت على ضرورة أن تقوم الدولة ببسط نفوذها على كل رقعة من الوطن وكذا سحب السلاح من كل الجماعات والجهات التي تمتلك الأسلحة والعمل على ترسيخ قيم الحرية والحقوق والحريات, وهذا النقاط تعيق أهداف الحوثي ويخالف أهدافه وطموحاته, الأمر الذي دفعه بمحاولة إفشال الحوار عن طريق تفجير الموقف عسكرياً في صعدة ولا مشكلة لديه أن يجعل كل اليمن رقعه للصراع المسلح.

يقول الزومي: إن الحرب التي يقودها الحوثي وأتباعه في محافظة صعدة مستخدمين كل أنواع الأسلحة بما في ذلك الدبابات التي حصلوا عليها من بعض المعسكرات التي فرغت لهم.. خلف كل ذلك العديد من القتلى والجرحى والمصابين وتهدمت عشرات المساجد المدارس والبيوت وتشريد العديد من الأسر وتوقف الحياة في تلك المناطق وكذا الإضرار بمصالح الناس ومزارعهم.. ويمكن أن يقال بأن هذا الحرب التي يقودها الحوثي بحق المدنيين من طلاب العلم والمواطنين في منطقة دماج لم تكن حرباً مذهبية بقدر ما هي حرب سياسية تهدف إلى بسط نفوذ وسيطرة الحوثي على منطقة صعدة.
حرب الأهداف السياسية:

يوضح رئيس حزب الرشاد بالحديدة أن الحرب التي يقودها الحوثي ضد طلاب العلم في صعدة مستخدمين أسلحة مختلفة بما فيها دبابات وصواريخ وخلفت العديد من القتلى والجرحى والمشردين لم تكن حرباً مذهبية أو دينية وإنما هي حرب سياسية هدفها بسط نفوذ الحوثي على صعدة وجعلها خارج إطار الجمهورية اليمنية.. مؤكداً أن المذهب الزيدي والذي دخل اليمن منذ ما يقارب من 1000عام عن طريق الإمام الهادي ابن القاسم ومن جاء من بعده خاض حروباً عديدة باسم المذهب الزيدي لكنها كانت حرباً سياسية بهدف بسط نفوذ جهة معينة.. مضيفا أن الزيدية بعد ذلك وفي حقب تاريخية قريبة تعايشت مع المذهب السني الذي كان سائداً في اليمن وظل هذا التعايش الحوثي حتى وقت قريب بسبب تقارب المذهبين.. إلا أنه وفي الآونة الأخيرة ظهرت الحركة الحوثية وذلك بعد سفر بدر الدين الحوثي (زيدي المذهب) ليتلقى المذهب الرافضي وينتج بعد ذلك جنين مشوه من حيث الفكر, فلا هو زيدي ولا هو رافضي, لكنه أصبح صاحب مشروع سياسي يهدف إلى فرض السيطرة على بعض مناطق اليمن, ومن ثم انتقلت الراية إلى حسين الحوثي والذي سافر هو الآخر إلى إيران يتلقى علوم المذهب الرافضي هناك.

وقال أيضاً إن اختيار بدر الدين الحوثي ونجله من بعده حسين الحوثي من قبل إيران جاء على خلفية المشروع الإيراني بتصدير الثورة الإيرانية إلى الوطن الإسلامي والعربيعلى وجه الخصوص بعد أن تم إنشاء مؤسسة في إيران أطلق عليها (مؤسسة تصدير الثورة) ورصدت إيران ميزانية كبيرة لهذه المؤسسة وتم العمل على اختيار أشخاص من الدول العربية لتنفيد هذا المشروع.

وأضاف أن بدر الدين الحوثي اعتبر التبني الإيراني له مواقف, حيث أنه (بدر الدين) يعد من الأئمة أو العلماء الزيديين الذين لم يعترفوا بقيام الثورة السبتمبرية وظلوا على عدم شرعية هذه الثورة حتى عام 1990م عندما أصدر بعض علماء الزيدية بياناً يعترفون فيه بالثورة اليمنية سبتمبر, لكن بدر الدين الحوثي ومجد الدين المؤيدي لم يكونوا ضمن الموقعين على بيان الاعتراف بثورة سبتمبر ويمكن أن يطلق على بدر الدين الحوثي الذي يعتقد ببطلان الولاية إذا كانت في غير البطنين وجد من الدعم الإيراني فرصة لإعادة حكم الأئمة.

وأوضح الزومي أن الفكر الحوثي يمكن أن يقال عنه بأنه حركة سياسية تهدف لمشروع سياسي يمكن أن يستوعب حتى الذين لا يعتنقون المذهب الزيدي أو الرافضي لتنفيذ أهدافهم السياسية.

لعبة الحروب الستة:
وقال الزومي إن الحرب الست التي قادها علي صالح ضد الحوثيين كانت عبارة عن لعبة سياسية أو ورقة يقوم صالح باستخدامها لابتزاز السعودية أو للإضرار بقيادات عسكرية سعى صالح لإضعافها عن طريق هذه الحرب..ولم يكن صالح جاداً في التخلص من الحوثيين أو وضع حد لتجاوزاتهم بحق الدولة والمدنيين.. وبالرغم من أن صالح يعرف أكثر من غيره خطر الحركة الحوثية على البلاد وعلى النظام الجمهوري, إلا أنه سعى لعدم الفصل في تلك الحروب بدليل قيامه في كل مرة لإيقاف الحرب في وقت الذروة أثناء ما يكون الجيش قادراً على الحسم فيتم فيه بالتوقف والعودة للثكنات.. ولهذا توسع الحوثيون ومد نفوذهم في كل منطقة في صعدة وهجرت قرى بأكملها وأحرقت المزارع وقتل المواطنون وأخذت أموالهم بدون وجه حق.

وقال إن اليوم وبعد قيام ثورة وسقوط نظام علي صالح انخرط الحوثي في هذه الثورة, لكنهم في تلك الأوقات استغلوا الأوضاع السياسية والانفلات الأمني الذي شهدته البلاد ليحركوا أفرادهم المزودين بأنواع مختلفة من السلاح نحو منطقة حرف سفيان في صعدة ونحو محافظة الجوف, إلا أن القبائل قامت بدحرهم.. وشارك الحوثيون في الحوار الوطني وأعطوا نسبة أكثر من حجمهم, مع أنهم لا يمثلون كل أبناء صعدة.. وحتى لا يمثلون المذهب الزيدي والذي يختلفون مع علمائه وقيادته في قضايا جوهرية.

وأضاف أنهم وبعد انخراطهم في الحوار كان هناك تخوف من أن يعملوا على تمرير بعض أهدافهم, إلا أن مخرجات الحوار جاءت مخيبة لهم ولا تلبي أهدافهم وخاصة أن مخرجات الحوار نصت على أن تقوم الدولة بفرض سيطرتها على كل بقاع الوطن وأن يتم نزع السلاح من مختلف الجهات, وكذا إرساء مبدأ الحقوق والحريات الفكرية والمذهبية وعدم فرض أي رأي على المواطنين, وهو الأمر الذي اعتبره الحوثي سيعيق مشروعه السياسي, وبهذا سعى لعرقلة الحوار الوطني وإرباك الحياة السياسية في البلاد..

مؤكداً أن استخدام الحوثي للسلاح يدل على ضعف منه, وإلا لو كان يرى أن فكره صحيح وهو على الحق فلما لا يلجأ إلى المدنية وإلى نشر فكره أو مذهبه عن طريق الوسائل السلمية, وإن يتحول إلى حزب سياسي يمتلك برنامجاَ سياسياً يتم التعامل مع الحوثي على أساسه.. لكنه يعرف هشاشة مشروعه ولهذا يلجأ إلى السلاح لترويع الآمنين والمواطنين السلميين في صعدة.

نصرة للمظلوم:

وفيما يتعلق بما يجري اليوم في صعدة قال الزومي: إن العديد من مناطق صعدة وقراها أصبحت هدفاً للحرب التي يقودها الحوثي بحق المواطنين العزل سواء في دماج والتي يتعرض طلاب العلم فيها لحرب إبادة, وهذه الحرب هي عبارة جريمة يجب استنكارها من قبل كل الجهات.. ونحن ومعنا كل القوى الحية لا نقر أن يتم التعدي على من خالفنا في المعتقد, فكيف أن يكون المعتدى عليهم مسلمين ومن أبناء وطننا ويتم الاعتداء عليهم بدون وجه حق.. فقتل الأنفس وهدم المنازل والمساجد والمدارس وحرق المزارع وإحراق المحلات والتعدي على دور العلم, كلها أعمال منكرة يجب التعامل معها وفق الدستور والقانون بشدة.

وأضاف:( إن وقوفنا اليوم مع أبناء دماج نابع من نصرتنا للمظلوم والأخذ على يد الظالم, فالمظلومون اليوم وبحسب ما يراه كل اليمنيين وكل العالم, هم أبناء دماج وجميع أبناء صعدة والمعتدون هم الحوثيون الذين لم يراعوا أي حرمة.. لم يكن وقوفنا مع أبناء دماج نابعاً من أساس كفر وإيمان أو أنها حرب إسلام وكفر.. والحديث عن هذا يعد من الافتراءات على الاتجاه السلفي.. إن سلفيي دماج قد اختلفنا معهم في وقت سابق, فهم يخالفونا في العديد من القضايا وعملوا على تكفيرنا وتجريحنا بالعديد من الآراء, إلا أننا لا نتعامل مهم من هذا المنطلق, فنحن نرى اليوم أنهم مظلومون يجب الوقوف منا ومن كل القوى الحية لنصرتهم).

وأكد أن التجمع اليمني للإصلاح يعد من أقرب الأحزاب السياسية إلى حزب الرشاد, كما أنه أقرب إليهم من السلفيين التقليديين في دماج.. وقال: نحن نتفق مع الإصلاح في كثير من الآراء والأفكار والوسائل أكثر من أي حزب أو اتجاه آخر.. مطالباً كل الأحزاب السياسية والهيئات والمكونات والكيانات المختلفة بإظهار مواقفها تجاه ما يتعرض له أبناء صعدة من قبل ميليشيات الحوثي التي تعمل خارج إطار الدولة.

وكشف الزومي عن حقيقة أخرى هي وراء التحرك العسكري للحوثي على أبناء دماج وطلاب العلم فيها, وقال:" هناك معلومات تؤكد أنه تم الاتفاق بين كل من (إيران وأمريكا) بوساطة ألمانية قضى يتسوية الخلاف بينهما في العديد من القضايا ونص هذا الاتفاق على أن يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بما لا يصل إلى إنتاج قنبلة نووية, مقابل أن توقف إيران أي مشاكل أو فوضى في دولتي العراق ولبنان وأن تعمل عبر أياديها في هاتين الدولتين على تهدئة الأوضاع السياسية والأمنية".

وأضاف رئيس حزب الرشاد بالحديدة:" كما تم الاتفاق على أن تتنازل إيران عن تبني دعم الأسد والذي سيتم إزاحته قريباً من قيادة سوريا وتسلم سوريا لما عرف معسكر الاعتدال العربي مقابل أن تبسط إيران نفوذها في اليمن, وهو ما جعل الحوثيين في اليمن يبدأون بتنفيذ بنود هذا الاتفاق عبر التخلص من أي فكر آخر في صعدة, فكان هجومهم على طلاب العلم في دماج"..

مؤكداً أن هذا التحرك الحوثي في صعدة تم بموافقة أطراف السلطة اشترطوا على الحوثي أن يبدأ الحرب على دماج مقابل أن يتم إنهاؤها في وقت قصير وبما يجنب تلك الأطراف التي في السلطة الضغوط الشعبية والمجتمعية.. وأن السعودية والتي كان في الحروب السابقة تعمل على استقبال الجرحى من دماج وتعمل على معالجتهم ترفض في هذا الأيام وأثناء الحرب الظالمة أن تستقبل الجرحى والمصابين من أبناء دماج وحتى من طلاب العلم..

محملاً وزر الدماء التي تسفك هذه الأيام في دماج كل من ساهم في هذه الحرب أو سهل أو نفذ, وحتى تلك الأطراف التي ظلت صامتة تتفرج وتتابع دون أن تتحرك لوقف الحرب الظالمة الجائرة بحق الأبرياء من أبناء صعدة بأسلحة ونيران عصابات الحوثي.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد