"العيد ومصاريفه واحتياجاته المختلفة وغلاء الأسعار أثقلت كاهل الناس وأذهبت فرحته.." هكذا وصف مسعد مارش الحميري حاله وأحوال المواطنين مع قدوم عيد الأضحى المبارك، وتحدث عن الفرحة المتبقية في قلوب الأطفال وتقاسيم وجوههم كلما اقترب يوم العيد.. لكنه يستدرك بأن كثيرا من أطفال اليمن تضيع عندهم الفرحة إما بسبب معاناة فقدان ورحيل الأب وإما بسبب إصابة عائل الأسرة بمرض أو عاهة أقعدته الفراش أو بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلد بشكل كبير..
أثناء النزول إلى أسواق مدينة إب تجد الزحام المروري سمة من سمات الأعياد وبشكل غير مسبوق, خصوصا وأن إب فيها شارعان رئيسان هما شارع العدين وشارع تعز ويتسوق فيها الآلاف من أبناء المحافظة, ولذا تجد معاناة الزحام واضحة للعيان ويشكي منها أصحاب الباصات والمركبات ولا توجد حلول أو تدخلات لتخفيف المعاناة من قبل الجهات الرسمية. يقول نشوان الحاج- صاحب مركبة ـ للأسف الشديد في إب الزحام المروري تجده طوال العام, لكن المناسبات والأعياد يزداد بصورة أكبر مما تتخيله وتتوقعه.. ويضيف" الجهات الرسمية في السلطة المحلية والأمنية والمرور غائبون عن معاناة الناس ولا يفكرون بإيجاد حلول لتخفيف المشكلة المتكررة". وطالب الحاج السلطات المحلية بأن تتفرغ لهموم ومعاناة أبناء المحافظة والعمل على مساعدة المواطنين في قضاياهم اليومية والتي تلامس حاجاتهم ومعاناتهم. لا حدائق ولا خدمات سياحية الصحفي/ محمد أبو رأس, يتحدث عن معاناة أخرى ومستمرة منذ عقود لأبناء المحافظة وهي عدم وجود متنزهات وحدائق حقيقة لأبناء المحافظة كي يتنفس فيها المواطنون ويذهبون بأطفالهم إليها. "في اب لدينا حديقة صغيرة جدا, لا يمكن أن تسمى حديقة هي حديقة خليج الحرية وسط المدينة وحديقة ثانية في منطقة مشورة بعيدة المكان عن المدينة وصغيرة الحجم وفيها ازدحام لا يمكن أن تصدقه, إضافة إلى أسعارها الخيالية": قال أبو رأس. وطالب السلطات المحلية بأن تتبنى مشروع لحدائق عامة وكبيرة متعددة, خصوصا وأن اب ذات كثافة سكانية ومحافظة سياحية, ومن المعيب أن يأتي الآخرين من مدن ومحافظات أخرى بغرض السياحة ولا يجدون أبسط مقومات السياحة من حدائق عامة وأماكن يستريح فيها الزائرون. ويضيف" إب حباها الله الجمال والطبيعة الساحرة فقط وهذا ما يجذب الناس إليها ولكن هذا الجمال الرباني جوهرة بيد فحام’ فلا حكومة ولا سلطة محلية اهتمت بهذه المحافظة لتجعلها قبلة للسياحة في الأعياد وبقية أشهر الصيف"
جنون الأسعار وأرصفة مؤجرة ..!
الأسعار في موسم العيد لا يمكن أن تستقر عند حد, فكل بائع يضع تسعيرته التي يرغب بها هكذا وصف المواطن علي محمد حال الأسعار في اب هذه الأيام، ويضيف" أما أسعار كباش العيد جنان لا تتخيله وحتى اللحظة ـ أثناء زيارتنا لأسواق المدينة ـ لم أستطع شراء كبش العيد نتيجة الغلاء الفاحش وطالب الحكومة التدخل لوضع تسعيرة متقاربة أو ثابتة حتى ولو كانت مرتفعة إما أن تترك التسعيرة بدون رقيب أو حسيب فهذا معناه أن الكثيرين منا بدون أضاحي". ويبدي الشاب/ سليمان السماوي, استغرابه من تأجير أرصفة معظم شوارع إب لأصحاب العربيات بأسعار خيالية ومبالغ فيها ويتم استغلالها من قبل النافذين في قيادة المحافظة ـ حد قوله ـ وبالمقابل لا تلقى اب في الأعياد أو غيرها أي اهتمام من قبل الجهات الرسمية ويكثر فيها الازدحام المروري وكذلك الحوادث المرورية القاسية ولا يوجد أي دور لأصحاب المرور والذين يفترض بهم أن يكونوا أصحاب أدوار مهمة وبارزة طوال العام وبشكل أكثر أثناء الأعياد والمناسبات. باسم أمين- صاحب عربية في الشارع ـ يقول: يتم تأجير الرصيف لنا بأسعار كبيرة تذهب معها معظم أرباحنا, لكن حينما لا نقدر إدخال الرزق بطرق أخرى نلجأ للعربيات حتى ولو كان تأجير الرصيف لنا غالي جدا اش نسوي وما باليد حيلة. وتتسبب تأجير الأرصفة, خصوصا وسط المدينة وفي المركزي وبجوار حديقة خليج الحرية وميدان الكبسي تتسبب بازدحام يخنق كل الشوارع المؤدية إلى حارات المدينة كون هذا الملتقى يشكل مكان لتلاقي غالبية حارات وشوارع المدينة .
النظافة مشكلة تتفاقم..
غالبية شوارع المدينة تجد النظافة شبه معدومة خصوصا وسط المدينة وسوق المركزي والشوارع الفرعية ويجد عمال النظافة صعوبة كبيرة في تخفيف هذه المشكلة متهمين إدارة صندوق النظافة والسلطات المحلية بالتقصير نتيجة عدم وجود خطة لمواجهة هذه المشكلة خصوصا مع موسم العيد.
إطلاق النيران في الأعراس..!
تعد ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية ـ التي تزداد في المناسبات العيدية ـ واحدا من الظواهر المؤرقة لأبناء إب كغيرها مناطق يمنية, يقول الشاب أمجد عبدالله العيد في اب وبقية المحافظات تكثر فيه المناسبات الاجتماعية ويكون فرصة لتلاقى الأسر وزيادة الروابط الاجتماعية لكن المؤسف أن الأعراس التي تزداد فيها ظاهرة اطلاق الرصاص وسط غياب الجهات الأمنية والسلطات المحلية وتأثير الشخصيات الاجتماعية. ويشير إلى إزهاق كثير من الأرواح بسبب هذه الظاهرة المؤلمة, مطالباً السلطات المحلية والأمنية أن تستفيق من سباتها وتقوم بدورها في إنهاء هذه الظاهرة. وعن فرحة العيد يفيد أن متطلباته كثيرة وتفسد الفرحة نتيجة الغلاء الفاحش. فيما تمثل قضية غياب المتنفسات والحدائق العامة مشكلة اخرى حد تعبير أمجد وإن وجدت فتعاني ازدحام جنوني وهو ما يجعل كثير من الأسر تذهب إلى الأرياف لقضاء اجازة العيد حد قوله. ويوضح الشاب عبدالله كرش, أن العيد في اللواء الأخضر له نكهته الخاصة به خلافاً علي بقية المحافظات من حيث المنظر الجمالي والطبيعي لهذه المدينة الخلابة, خاصة في هذه الأثناء ولكن مع بعض وجود منغصات العيد فأينما تيمم وجهتك لا تجد فيها الحدائق أو حتى المتنفسات وهي طي النسيان في محافظة إب . أيضاً ما تعانيه محافظة إب من ازدحام شديد في الشوارع والتخطيط العشوائي داخل المدينة يقلل من فرحة الآخرين بالعيد ..!