نائب رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء لـ "أخبار اليوم":

ننفذ 137 عملية يومياً ولولا انطفاءات الكهرباء لنفذنا عدداً أكبر

2013-07-22 06:11:33 حاوره/ ماجد البكالي


 كشف نائب رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء الدكتور أنور المغلس أن هناك أكثر من 50 ألف عملية يتم إجراءها خلال العام بمعدل 137 عملية في اليوم الواحد، مؤكدا أن عدد الحالات الوافدة إلى المستشفى في اليوم الواحد تزيد عن 3 آلاف حالة يومياً.
وأوضح المغلس أن مركز القلب فقط ينفذ بشكل يومي ما بين 12 إلى 15عملية قسطرة تشخيصية وينفذ في القسطرة العلاجية والقلب المفتوح ينفذ 4عمليات في اليوم، وقال :" لو لم نكن نعاني من مشكلة الكهرباء لنفذ عدد أكبر من العمليات, يومياً".. مؤكداً أن انطفاءات الكهرباء المستمرة تسبب في إعطاب العديد من الأجهزة الطبية الهامة في الهيئة الأمر الذي يتسبب في انقطاع خدمة المرضى لأيام وأسابيع واشهر أحياناً.
وقال المغلس إن واقع الصحة عموماً متدن للغاية نظراً لمحدودية المؤسسات الطبية التخصصية مقارنة بعدد السكان وانحصارها على أماكن محددة نظراً للموازنة الضعيفة لوزارة الصحة حسب المعنيين فيها, ناهيك عن تدني وعي المواطن بصحته وإقدامه على سلوكيات وممارسات ضارة بصحته وبشكل دائم.. فإلى تفاصيل الحوار:
-الحالات المرضية الوافدة في رمضان تختلف عن الأشهر الأخرى وهي في الغالب إصابات الحوادث والاقتتال والتسمم الغذائي والمعدة.
-سوء خدمة الكهرباء وتكرر الإنطفاءات تتسبب في تعطل عدد كبير من الأجهزة الهامة والمكلفة ويستمر انقطاع الخدمة للمريض لأسابيع أو أشهر.
-السعة السريرية لمركز القلب لا تكفي لصنعاء وينتظر الأمراض أشهراً لإجراء عملية جراحية ينفذ المستشفى أكثر من500000عملية جراحية في العام ويزيد عدد الحالات الوافدة عن3000حالة في اليوم.
-الصحة في اليمن إجمالاً تعاني محدودية المنشآت الطبية الفاعلة وذات الإمكانات ويقابل ذلك محدودية وعي المواطن بصحته

*د. أنور في البدء ونحن في شهر رمضان هل تختلف الحالات المرضية الوافدة إلى المستشفيات عن الأشهر الأخرى لاسيما أنكم أكبر هيئة تستقبل الحالات المرضية المتنوعة طوال العام؟
نعم الحالات المرضية التي تفد إلى المستشفيات وفي مقدمتها هيئة مستشفى الثورة العام حيث تكون الحالات في شهر رمضان مع اختلافها عن باقي أشهر السنة فهي موزعة على فترتين: الأولى: قبل الإفطار من الخامسة إلى السابعة مساءً تزداد حالات الإصابات الوافدة للمستشفيات وتلك الإصابات إما نتيجة لحوادث مرورية أو لحوادث الاقتتال بين الناس فتاتي حالات إصابات نتيجة لاستخدام السلاح الأبيض أو الحجارة, والعصي وبأعداد كبيرة وبشكل يومي فيما الفترة الثانية هي: بعد الإفطار وأثناء الليل تزداد حالات: سوء الهضم, الماغص, انتفاخ المعدة, الاسهالات الحادة, التسمم الغذائي.
*من خلال تجربتكم في المجال الطبي هل تلك الحالات نموذج متكرر كل عام في شهر رمضان وماهي الأسباب؟
نعم أضحت تلك الحالات شبه ظاهرة متكررة كُل عام والأسباب متنوعة وفق طبيعة الحالات فحالات الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية أسبابها شيوع ثقافة العشوائية والفوضى وعدم الالتزام بقواعد المرور والنظام المروري وعدم قيام الجهات المرورية وأمانة العاصمة تحديدا بدورهما فينتج عن ذلك كثرة الحوادث المرورية وبالتالي كثرة الأضرار البشرية والمادية فيما إصابات الاقتتال بين الناس بالسلاح الأبيض أو العصي والحجارة وكثرة الإصابات فذلك راجع لسبب متعلق بطبيعة جسم الإنسان والذي يعاني من نقص كبير في السكر نتيجة للصوم لاسيما منذ الخامسة مساءً فينجم عن الانخفاض في السكر عدم القدرة على تحكم الأشخاص بأعصابهم فينتج الاقتتال والمشاجرات,.. أما حالات انتفاخ المعدة, والمغص, وعسر الهضم فترجع لسوء التنظيم في المأكل وأكل كميات كبيرة من الغذاء في وقت واحد.. فيما التسمم الغذائي نتيجة لأكل سلع غذائية منتهية الصلاحية (أما بانتهاء تاريخها أو بتعرضها لحراة الشمس, أو لسوء تخزينها) ومع الأسف تكون السلع الغذائية في بسطات الشوارع والتي تكثر في شهر رمضان هي السبب الرئيس علاوة على الثقافة المحدودة للمستهلك اليمني واهتمامه دوما بالسعر الأقل دون مراعاته للجوانب الصحية للسلعة.
د.المغلس عدد من الأجهزة الهامة والتي تعد ضرورية في إجراء عمليات جراحية أو تشخيص طبي مثل: الرنين المغناطيسي, أو أشعة عمليات العِظام, الأشعة التلفزيونية, جهاز القسطرة, و...يشكوا المرضى الذين يتوافدون للمستشفى من تكرار توافدهم لأسابيع دون الحصول على خدمة هذا الجهاز أو ذاك, وعرقلة عملية التشخيص لما يعانيه البعض, وعدم تنفيذ العمليات الجراحية للبعض ممن تقرر إجراء عمليات لهم؟ تلك ظاهرة قديمة مستمرة حسب اطلاعنا فما هي الأسباب هل أنكم تفتقرون للكادر الفني في أول وأكبر هيئة طبية في اليمن أم للإمكانيات؟
أخي العزيز ما أشرت إليه في سؤلك من تعطل عدد من الأجهزة التشخيصية أو الجراحية, حقيقة واستمرار تعطلها لأسابيع وما ينجم عن ذلك من معاناة للمرضى حقيقة أيضاً نحس بها ونتألم لمعاناة المرضى نتيجة لتعطل هذا الجهاز أو ذاك وتوقف الخدمة ..ولكننا نود التأكيد على أن تلك الأعطال هي في المقام الأول نتيجة لتردي وسوء خدمة التيار الكهربائي والذي تسبب في توقف وإعطاب عدد من الأجهزة الطبية باهظة الثمن وذات أهمية وضرورة في الرحلة العلاجية للأمراض الوافدين للمستشفى فهي مأساة يلحق ضررها بكل المستشفيات والمؤسسات ولكن ضررها الأكبر هو على المستشفيات والمنشئات الطبية كون ذلك الضرر لم يتوقف عند خسائر مادية للمستشفى بل وأضرار مادية للمرضى نتيجة للعرقلة وإطالة فترة العلاج بل وتتعدها للأضرار الصحية والبشرية حيث يترتب عن تأخر مريض في التشخيص أو تأخر تنفيذ عملية جراحية ضرورية نتيجة توقف هذا الجهاز أو ذاك يترتب عنه مضاعفات صحية قد تصل مع بعض الحالات الحرجة حد الوفاة, أما أسباب استمرار تعطل الأجهزة فليست لقصور الكادر الفني فلدى الهيئة كادر فني جيد ولا لعدم توفر الإمكانيات فهناك موازنة للأجهزة والمستلزمات, وإنما بسبب الشركات الطبية والتي ترفض تزويد المستشفى بما يحتاجه من قِطع لإصلاح هذا الجهاز أو ذاك إما بحجة تأخر حسابات سابقة وضرورة سدادها كي يتم تزويد المستشفى بما يحتاجه أو لضرورة دفع الحساب مقدماً وتعلمون أنه في الغالب يتم شراء احتياجات كل الأقسام دفعة واحدة وعبر مناقصات ويحتاج ذلك وقتاً ولم يتم شراء كل قطعة على حدة .
*أن كان الوضع كذلك فهل عملتم في إدارة الهيئة على حل هذه الإشكاليات المتكررة وفي مُقدمتها الانقطاعات المتتابعة للتيار الكهربائي وما تسببه من تعطيل للأجهزة الطبية, مروراً بإشكالية الاستمرار لأسابيع أو أشهر لبعض الأجهزة الهامة, ثم إشكاليه الأجهزة التي أضحت خارج الخدمة تماما وانتهى عمرها الافتراضي؟
نعم عملت إدارة الهيئة وتعمل على تلافي الإشكاليات سالفة الذِكر بدءاً من إشكالية الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والتي هي السبب الرئيس في تعطيل غالبية الأجهزة حيث تم توفير خازن كهربائي يمكن الأجهزة من الاستمرار في العمل عند انقطاعات الكهرباء العمومي بما يضمن عدم تلف الأجهزة وكذا عدم مضاعفة الحالات المرضية للمرضى وبالنسبة للأجهزة المعطلة والتي استمر بعضها لأسابيع فقد عملت إدارة الهيئة فور وصول التعزيز المالي من وزارة المالية على تلافي 70% من إشكاليات الأجهزة المعطلة ,أما الأجهزة التي تعطلت تماما وانتهت خدمتها علاوة على ما تحتاجه بعض الأقسام من أجهزة ضرورية فقد نفذت إدارة الهيئة عدد من المناقصات الكفيلة بتزويد تلك الأقسام بما تحتاجه من أجهزة تشخيصية أو جراحية وسيتم خلال العام 2013م/2014م تزويد الأقسام المختلفة: العظام, المخ والأعصاب, القلب, و...بما تحتاجه من أجهزة ومستلزمات طبية.
*بالنسبة للنقص الذي يعانيه مركز القلب في الأجهزة هل تم توفيرها؟
بالنسبة لأجهزة القلب إنشاء الله تُحل المشكلة قريباً لاسيما أن مناقصات الصمامات, والقسطرة قد تمت وكذا بعض الأدوات الناقصة التي يعانيها المركز.
*على ذِكر مركز القلب وما يعانيه من نقص في الأجهزة والأدوات الضرورية كم هي السعة السريرية للمركز مع العلم أن عشرات الحالات بل مئات تنتظر أشهر في أمانة العاصمة كي يصل دورها لإجراء عملية قسطرة علاجية أو عملية قلب مفتوح؟
السعة السريرية لمركز القلب في الواقع لا تكفي لأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء حيث أن العبرة بالسعة السريرية هي عدد أسرة العناية المركزة وليست أسرة الرقود ,حيث أن عدد الأسرة في العناية المركزة بالمركز لا تزيد عن 6آسرة وتختلف عمليات القلب عن العمليات الأخرى بأن المريض يخرج من عملية القلب إلى العناية المركزة ويستمر فيها 3أيام أقل فترة وليس لديك سوى 6أسرة في العناية ومن يحتاجون لعمليات بالعشرات لذا نضطر لجدولة العمليات وفق الأسبقية والضرورة وفقاً لما يقرره الطبيب عن حالة المريض وصحيح أن الجدولة حسب الدور تصل لأشهر ونقدر معاناة المرضى وأن عدد كبير منهم من محافظات أخرى غير أمانة العاصمة يكلفهم الانتظار خسائر مادية باهظة والأمر من ذلك أن يأتي موعد المريض والجهاز معطل فتتأخر عمليته ,أو يتعرقل لسبب أو لآخر وكل ذلك لا نحبذه ولا نرضاه لكنها ظروف مفروضة وخارجة عن قناعتنا ونعمل ما بوسعنا لحلها وتلافي تكرار ما نقدر على التحكم به.
*أن كانت الحالة طارئة وضرورية لإجراء عملية للقلب هل ينتظر حتى يموت؟ وما هي الحلول اللازمة لإنهاء الجدولة للحالات المرضية وتخفيف الخسائر عن المرضى وتوفير الخدمة الطبية لمرضى القلب دون الانتظار لأشهر؟
أن كانت الحالة طارئة وتتطلب إجراء عملية جراحية عاجلة فيتم إدخالها مباشرة من الطوارئ إلى العمليات ..أما بالنسبة لتخفيف الزحام على المركز وتوفير الخدمات لمرضى القلب بتكلفة أقل ودون الانتظار لأشهر فأن ذلك يتطلب ضرورة إنشاء مراكز لعلاج القلب في عواصم المحافظات الرئيسية كخطوة أولى وطارئة.
*كم إجمالي العمليات التي ينفذها مركز القلب بشكل يومي؟
ينفذ المركز بشكل يومي ما بين 15:12عملية قسطرة تشخيصية ولو لم نكن نعاني من مشكلة الكهرباء لنفذ عدد أكبر ,وفي القسطرة العلاجية والقلب المفتوح ينفذ المركز 4عمليات يومياً.
*وبالعودة إلى الهيئة بشكل عام كم تبلغ عدد آسرة العناية المركزة في هيئة مُستشفى الثورة إجمالاً وكم عدد العمليات الجِراحية التي ينفذها المستشفى في العام الواحد؟
تعلمون أن هيئة مُستشفى الثورة العام بأمانة العاصمة هو أكبر هيئة طبية في الواقع من حيث كادره, وتجهيزاته, وموازنته, والحالات الوافدة إليه, حيث يبلغ عدد الكاد الوظيفي بالهيئة 2150موظف رسمي ما بين أطباء, وفنيين, وإداريين, فيما تبلغ سعته السريرية 900سرير, وينفذ في العام الواحد 50000عملية جِراحية في مُختلف الأقسام والمراكز وقد تزيد ,وموازنته 9,90000000 تسعة مليار وتسعمائة مليون ريال منها 2,30000000 مليارين وثلاثمائة مليون من دخل الهيئة من رسوم المجتمع و7,60000000سبعة مليار وستمائة مليون ريال من خزينة الدولة منها 3مليارات مرتبات موظفين, ومبلغ 4مليار ريال اعتمادات أجهزة ومستلزمات طبية, أما تجهيزات المُستشفى فهي الأحدث والأفضل وتضاهي تحديثات المؤسسات الطبية في دول الجوار كذا آسرة العناية المركزة تبلغ 110سرير في كُل الأقسام والمراكز بالهيئة ومع ذلك فالهيئة تعاني نقص ولا تفي بكل الخدمات لكل الأمراض نتيجة للإقبال المهول على الهيئة حيث يزيد إجمالي الحالات الوافدة للمستشفى عن 3000حالة في اليوم الواحد.
* ما هي أبرز المشاريع التي تنفذونها أو تعملون على تنفيذها لمواجهة الإقبال المتزايد على المستشفى؟
نحن نفذنا مركز الطوارئ المتكامل وسيتم افتتاحه قريباً, كذا بناء دور ثان فوق العيادات الخارجية, وإجراء عملية الصيانة والإصلاح لشبكة الصرف الصحي بالمستشفى, وغيرها من المشاريع التي تمكن من وصول الخدمات الطبية لأكبر عدد من المرضى وفي حدود الإمكانيات المتاحة.
* د. أنور ختام هذا اللقاء كيف تصفون واقع الصحة في اليمن؟
الحقيقة أن الصحة وهي من أهم الخدمات التي لا غنى للمواطن عنها في أي بلد في العالم ولكن المؤسف في بلادنا أن واقع الصحة متدن للغاية نظراً لمحدودية المؤسسات الطبية التخصصية مقارنة بعدد السكان وانحصارها على أماكن محددة نظراً للموازنة الضعيفة لوزارة الصحة حسب المعنيين فيها, يقابل ذلك محدودية وعي المواطن اليمني بصحته وإقدامه على سلوكيات وممارسات ضارة بصحته وبشكل دائم..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد