منذ بدأت الحرب في أبين ضد مسلحي انصار الشريعة وقبل ذلك بدا نجم اللجان الشعبية ساطعاً، وحتى اللحظة تقوم اللجان الشعبية بدور بارز في ارساء الامن والاستقرار في ظل غياب الدولة والجهات المسؤولة عن المحافظة المنكوبة.
في هذا الحوار يتحدث عبد اللطيف السيد قائد اللجان الشعبية في ست مديريات بابين عن الاوضاع الامنية في ابين وعن الصعوبات التي يواجهونها ومدى الخطر الذي يمثله انصار الشريعة وعناصر القاعدة في ابين، مشيرا الى هناك اخطاء فردية للجان الشعبية الا ان السيد يتوجه بالاعتذار لكل من صدر بحقه أي فعل، وقال ان أي فرد يثبت انه تعدى على مواطن من اللجان فانه سيلاقي عقوبته مؤكدا ان هناك اثنين منهم في السجن لانهم تعدوا على بائع قات.
وقال لنا السيد انه قبل ساعتين من لقاءنا به تلقى تهديدا بالتصفية من عناصر للقاعدة، الا انه يؤكد عدم مبالاته بذلك، مبدياً تفاؤله كثيرا في الايام القادمة، ويقول ان القادم افضل وان الدولة تمر بظروف صعبة وانه علينا ان نقدر هذه الظروف.. ويبدي السيد استعداده عن التوقف عن مهامه في اللجان متى تأمنت البلاد واستقر الأمن وقال :" سنتوقف من تلقاء أنفسنا دون ان يفرض علينا احد.."، وقال انه سيعود الى عمله كمزارع ومربي نوب "نحل".. فإلى تفاصيل الحوار.

* عام على خروج أنصار الشريعة ولا جديد في أبين سوى اللجان الشعبية في أبين.. أين الدولة؟
- الدولة موجودة.. عندك محافظ ومدير مديرية ومكاتب تشتغل.
* هل هذا كل شيء؛ الناس تسأل عن الأمن والأمان؟
- البلد يمر بمرحلة حرجة وعلينا جميعاً أن نقدر ذلك.
* ماهي الوظيفة الأساسية للجان الشعبية؟
- الوظيفة أو الدور الذي تقوم به اللجان هو الدور الأمني، فنقوم بدور أمني وفصل بين المتخاصمين وتنظيم حركة المرور وتنظيم أسواق القات والخضرة والسمك والباعة المتجولين، ونعمل ذلك بسبب الفراغ الأمني التي تعانيه المحافظة.
* إذن أنتم تعملون عمل الدولة؟
- نعم.. لكننا لا نحكم الأحكام القضائية, نحن فقط نفصل بين المتنازعين بطريقة إما قبلية أو عرفية أو نوقف المتنازعين إلى أن تأتي المحكمة.
* ما هو جديد اللجان؟
- ما في أي جديد الوضع على ما هو عليه, لا جديد سوى الانتشار الأمني وحماية المحافظة من المخططات التدميرية التي تقودها القاعدة.
* عبداللطيف: ما حقيقة الحرب التي دارت في أبين؟
- الذي أعلمه أن الحرب كانت حقيقة ناس تقتل وناس تشرد وبيوت تقصف, لكن قد يكون هناك من حاول استثمارها لصالح توجهه أو كسب تعاطف جهات معينة.
*عام منذ خروج القاعدة ماذا أنجزتم؟
- الكثير والكثير الذي أنجزناه على الواقع وبإمكان أن تسأل المواطنين عن عملنا, فيكفي أننا أمنا المدن الرئيسة والطرقات العامة من خطر القاعدة.
* عن عملكم سألنا بعض المواطنين ووجدنا بعضهم يشتكي من السلطة المطلقة لأفراد اللجان؟
- لا لا لا يوجد واحد عنده سلطة مطلقة, لا من اللجان ولا من مسئولي البلاد.. صحيح هناك تصرفات متهورة فردية من بعض أفراد اللجان تصلنا, لكن لو اشتكى منها أي مواطن يكون عقاب مرتكبها مضاعفاً, يصل إلى حد السجن والفصل من اللجان.
* هل هناك حالات سجنت أو فصلت من اللجان بسبب شكاوى مواطنين؟ 
- اووووه, كثير ويمكن نعطيك أسمائهم وتروح تسألهم.
* هذا فيما خص أفراد اللجان المذنبين وماذا عن المواطن الذي وقع عليه التعدي؟
- له ما يطلب بعد أن نعتذر له ويعود له أي حقه.. وعبركم اسمح لي أن أرسل رسالة إلى أي موطن تم التعدي عليه أو التعامل معه بقسوة من أي فرد من أفراد اللجان عليه أن يحضر إلينا ويثبت دعوته وما له إلا بياض وجه وبالصورة اللي تخرجه راضٍ ومبتسماً, ونحن لا نسمح بأي تعدٍ أو انتهاك لحقوق المواطنين حتى ولو خطأ أو اشتباه.. شوف المشكلات كبيرة والتركة التي خلفتها الحرب كبيرة وثقيلة وتحتاج وقتاً طويلاً.
* على ذكر التركة الثقيلة للحرب بقايا الحرب من متفجرات وأشخاص متعاونين مع القاعدة.. كيف تعاملتم مع مخلفات الحرب؟
- بالنسبة للمتفجرات والأسلحة قد تم تسليمها للجهات الأمنية وعن العبوات الناسفة فتحية لرجال نزع الألغام الذين عملوا ليل نهار في أماكن خطرة حتى صفوا قرى ومدن المحافظة من هذا العبث الذي يدل على حقد هذه الفئة الضالة على أبناء المحافظة.
وبالنسبة للكشف عن العمليات والأشخاص المناصرين والمبايعين لأنصار الشر فنحن ولله الحمد نمثل الشعب والشعب هو من يقوم بدور كبير في الحماية والإبلاغ عن كثير من المخططات والأشخاص المشكوك في أمرهم وهذا كله نتيجة لأننا كنا ولازلنا صادقين في توجهنا وبهذا الصدق نحن كسبنا حب واحترام جميع أبناء المحافظة, فالحمد لله, السكًان يقومون بدور عظيم.
* عبد اللطيف أيام قلائل وتحل ذكرى مؤلمة وهي ذكرى حادثة التفجير العزاء والتي فقدت فيها عدد كبير من إخوتك وأهلك وأصدقائك وعدد من أبناء المحافظة.. خلال عام من هذه الحادثة ما الذي تريد أن تقوله؟
- الحمد لله الذي اختار لأهلنا وأصدقائنا موتة كتلك في شهر رمضان الكريم على يد هؤلاء الضلاليين الذين بشر النبي عليه الصلاة والسلام من يقتلهم أو يقتلوه عندما قال :"خيركم من قتلهم أو قتلوه" ونحن نؤمن بهذا الحديث خاصة بعد أن تكلم فيهم العلماء وسموهم بالخوارج, فطوبى للذين راحوا في العزاء ونتمنى أن نلحق بهم إن شاء الله.
* طيب نحن في رمضان هل تخشى أن تعاود القاعدة الكرة بتفجير مكان آخر مستغلة زحمة الناس وانشغالهم؟
- نحن مستعدون واستعدينا لذلك منذ وقت مبكر وأعددنا خطة سرية بالتنسيق مع الجهات الأمنية وكذا قيادة المحافظة ممثلة بالأخ جمال العاقل محافظ المحافظة.
* إلى متى ستستمر هذا الحال؟
- إن كنت تقصد حال اللجان إلى أن يشاء الله التوقف، وحالنا وحال كل البلاد إلى أن يشاء الله.
* كيف يتم التعامل مع السيارات الملغومة أو الأشخاص الملغومين؟
- والله بالنسبة للخبرة ليس لدينا خبرات كبيرة في ذلك, لكن إلى الآن السيارات المغلمة لدينا تعامل خاص معها, أما بالنسبة للأحزمة الناسفة فمن الصعب معرفة الشخص الملغم, بس ربك يستر ويلطف, فواحد منهم الذي انفجر فينا في ساحة العروض بعدن.
* على ذكر حادثة التفجير أين وصل التحقيق فيها, هل هناك متهم فيها؟
- والله القضية تعتبر شبه منتهية إلى الآن, لأن المتهم الأول والأخير فيها القاعدة, لكن هناك بعض الأمور التي يجري التحقيق فيها بالنسبة لكشف المتعاونين معهم من المناصرين الذين لا يزالون بيننا ونحن مستمرون في رصد تحركاتهم وتنقلاتهم عبر أشخاص نثق فيما سيرصدونه.
* هل هناك تهديدات تصلك من التنظيم؟
- (يبتسم) ..كل يوم تصلني تهديدات من قليلي العقول.
* آخر تهديد متى؟
- قبل أن تأتوا إلي بحوالي ساعتين.
* مِن مَن؟
- من شخص مجهول يتوعدنا بالتصفية.
* بأيش رديت عليه؟
- هو يتكلم وأن استمع واضحك أحياناً.
* إلى أين يتصلون عليك؟
- على جوالي. 
* ايش عرفهم برقم جوالك؟
- أنا رقمي هو مذ أن كنت في جعار بداية دخولهم إلى اليوم.
* لماذا لم تغير رقم جوالك؟
- ليش أغيره, أغيره عشان شخص يقول كلام بالهواء.. كل اللي يحصل لي أو لأفراد اللجان الشعبية من تهديدات نحن قد تعودنا عليها ونحن بعون الله سنصل اليهم وإلى جحورهم, أما هم وبقدرة الله لن يصلوا إلينا.
* معقول تضحك مع شخص يهددك بالقتل؟
- نعم أضحك وسأضحك.
* (أقاطعه): ليش تضحك وستضحك مع شخص يتوعدك بالتصفية والقتل؟
- لا يخوفنا كلامهم ولا أفعالهم.
* ما الذي تخشاه على جعار وزنجبار وباقي مديريات المحافظة؟
- ما أخشاه على أبين كلها أن يعيدوا الكرة ويروح أناس أبرياء من سكان المحافظة, لكنا إن شاء الله متيقظون لهم هذه المرة ونتمنى أن لا يحصل أي مكروه لأي شخص من أبناء أبين الباسلة.
* هل تنبهتم مقدماً قبل الازدحام في رمضان؟
- عملنا خطة أمنية بالتنسيق مع قيادة المحافظة والجهات الأمنية وهي سرية, كما قلت لك سابقاً.. ويقول(وهو يبتسم): لن نكشفها حتى لو عدت السؤال مائة مرة.
* اليوم وبعد مرور عام على التفجير في العزاء هل تبين الهدف من وراء التفجير؟
- الهدف هو عبداللطيف, لكن دعني أوضح لك عن منهج هذه الفئة التي تعتبر كل فرد من أفراد الشعب هو كافر وكل مواطن هو كافر ولا يؤمل توبته حسب فتاويهم, لان هذه الفئة التي تسمي نفسها (أنصار الشريعة ) وهم في الحقيقة خوارج يعتبرون أن كل الشعب لانهم يحتكمون بغير ما انزل الله فهم كفار وقتلهم يجوز, لأنهم رضوا بان يعيشوا تحت كنف حاكم يتلقى أوامره من الكفار, فهم في الحكم سواء- بحسب زعمهم الباطل.
* حدثنا كيف بدأت عملية النضال ضد أنصار الشريعة وكيف بدأت فكرة محاربتهم؟
- طبعاً بدأت الفكرة عندما اختلفنا معهم, كما تعلمون إنني كنت ملاحقاً ولأكثر من خمس سنوات من النظام السابق بسبب تهمة وظللت بعيداً عن أهلي ومسكني وحرمت من إكمال تعليمي الجامعي بسبب هذه الملاحقة الظالمة التي قضت على مستقبلي كله وهي بالواقع تهم فقط, لم يتم حتى التحقيق معي بعد صدور أوامر بسجني وملاحقتي وعشت سنوات في الجبال..
وعندما أعلنت القاعدة سيطرتها على جعار جئت إلى جعار وكنت أريد الانتقام من حكومة الفساد والسلطات المرتشية التي جعلتني مشرداً, اضطررت إلى مناصرة القاعدة فقط وبعد أشهر قليلة فقط صعقت من كمية الشر عندهم ومن وتعطشهم لسفك الدماء, واجهتهم ولم يعجبهم كلامي, حينها أعلنت محاربتهم من جعار وهم في أوج قوتهم وبعد اشتباكات عنيفة قتل خلالها أعز أصدقائي(رحمهم الله), فانسحبت إلى باتيس, ثم إلى خبر المراقشة وظلينا فترة طويلة في الخبر.
* وماذا بعد؟
- بعدها قررنا خوض حرب عصابات مع التنظيم, فقررنا المشي في الطرق الوعرة لان التنظيم كانوا يسيطرون على الطرق الرئيسية في المحافظة باتجاه الشرق وكنا نمشي من خبر المراقشة إلى يرامس ثم إلى باتيس في رحلة تستغرق حوالي 18 ساعة مشياً على الأقدام وأنا ومجموعة من الشباب الذين لا يتجاوز عددهم (15) شاباً وكنا نضع التمر والماء في شقوق الجبال تحسباً لأي حصار وكنا نصل إلى باتيس ثم إلى نقاط تجمع أفراد التنظيم ونقوم بضربهم والاستيلاء على معداتهم, ثم نعود إلى أماكنا, وهكذا استمر الحال لفترة طويلة.
أشتي أضيف أن الخمسة عشر شاباً كانوا معي, بينما هناك عدد من الشباب كانوا في المدن يعملون لصالحنا ويعملون بسر وهم ينتظرون قدومنا لمناصرتنا في قتال أنصار الشر.
* حدثنا حول هذه الرحلة الطويلة بالنسبة للأكل والشرب؟
- نفعتنا علاقتنا مع قبائل أهل فضل الذين ساعدونا مشكورين وكانوا ينقلون عتادنا من سلاح وغيره فوق جمالهم ويوصلوها لنا إلى نقاط تجمعنا.
* كيف اكتشفت هذه الطريق الجبلية بين الخبر وباتيس؟
- اكتشفناها بعد أن حصلت المواجهة بيننا وبين أنصار الشر.
* طيب كيف كنتم تختارون أهدافكم؟
- أنتم تعرفون أن التنظيم كان يسيطر من باتيس إلى المحفد ونحن كل يوم كنا نختار هدفاً منهم على طول هذه الطريق من زنجبار إلى المحفد.
* كم استمرت هذه الحالة؟
- قرابة سنة.
* حدثنا كيف بدأت عملية التنسيق بينك وبين الجيش ومن هو صاحب هذه الفكرة؟
- صاحب الفكرة الأخ المناضل البطل وزير الدفاع والشهيد البطل المناضل الجسور اللواء/ سالم علي قطن (رحمه الله), فتمت العملية عندما اتصل بي الأخ المناضل وزير الدفاع ثم انتقلت إلى محافظة عدن, هناك حددوا لنا لقاء مع اللواء البطل الجسور/ سالم علي قطن فور توليه قيادة المنطقة الجنوبية وتم الاتفاق فيما بيننا على الخطط الرئيسية للمواجهة, ثم طلب منا الجلوس مع الأخ/ محمود الصبيحي, قائد محور العند حينها, وتم مناقشة كل تفاصيل المواجهة وكيف ستكون.
* منذ 6/8/2012م وهو يوم تفجير العزاء, ماذا قدمت الدولة لأسر الضحايا ولكم شخصياً؟
- الدولة قدمت فقط ثلاث مائة الف ريال لكل أسرة من أسر الضحايا من الشهداء والمصابين.
* كم عدد القتلى والمصابين؟
- هم شهداء نحسبهم وليسوا قتلى ولا نزكي على الله أحداً, عددهم حوالي (38), أما الجرحى الذين لا يزالون يتعالجون إلى اليوم عددهم حوالي (25), وهم يتعالجون على حسابهم الشخصي وبعضهم شفوا ولله الحمد.
* هل سيأتي يوم يتوقف فيه عبداللطيف عن هذا العمل وستنتهي اللجان؟
- إذا تأمنت البلاد واستقر الأمن سنقف من تلقاء أنفسنا دون أن يفرض علينا احد, بل نحن من سوف يطالب بالتوقف.
* هل تعتقد أن اليوم قريب؟
- بإذن الله
* وكيف سيكون مصير أفراد اللجان, هل سيشكلون معضلة أمام الحكومة وجهاتها الأمنية في ذلك اليوم؟
- لا لن يتم التخلي عن أي شخص من أفراد اللجان, فالدولة لديها العزم في القريب العاجل على تجنيدهم كلهم كعسكر يتبعون وزارات الدفاع والداخلية وكما تم وعدنا بهذا.. وبعد فترة قريبة سيتم ترقيمهم وكل فرد من اللجان الشعبية سيكون جندياً. 
* عبداللطيف أعتقد أننا وصلنا معك إلى النهاية وقبل الختام: هل هناك سؤال لم تكن تتوقع أن أسألك إياه ولم أسألك؟
- يبتسم, ثم يصمت ويطيل النظر إلى جهاز التسجيل, ثم يفاجئني بقوله: "ما سبب هذه الحرب الإعلامية على اللجان وقائداتها"؟
* كيف ستجيب؟
- لكل نظام أو جهات مسئولة يكون لها معارضون, إما فقدوا مصالحهم أو يطمعون بمغانم, بعضهم متضرر من وجود اللجان التي قامت بتأمين المدينة وقامت بالتضييق عليهم, لان خطواتهم كلها مشبوهة والبعض الآخر كانت مصالحهم مع تنظيم القاعدة ولكنهم يصعدون ضدنا من تحت الكواليس, لكننا نعلم أهدافهم ونرصد تحركاتهم, فهذان الفريقان هم اللذان يبثان الدعايات والشائعات على اللجان.
 ومع هذا أقر وأعترف أن هناك أخطاء فردية ليست جماعية من اللجان الشعبية, وأمام هذا الأمر أتوجه بالاعتذار العلني عن أي فعل صدر من أي فرد من اللجان ونحن على أتم الاستعداد أن نعتذر لكل مواطن قابل بقسوة من أي فرد من أفراد اللجان, ولكنني أطلب المعذرة من المواطنين جميعاً لان الهم اكبر والمسؤولية ثقيلة ولأننا يومياً نتعرض لضغوطات تفقدنا صوابنا ساعات وهنا التمس العذر عن أي خطأ فردي ولا ننسى أن أفراد اللجان هم بشر وشباب لم يتلقوا التدريبات العسكرية أو الأمنية الكافية, ولكن المخطئ منهم سيتعرض للمسائلة والعقاب المضاعف نحن هدفنا وغايتنا هي خدمة المواطنين وتوفير الحماية والأمن لهم فقط.
* وفي حالة تم تقديم شكوى ضد فرد من اللجان وتم إثبات الشكوى ضد أي فرد من اللجان؟
- أكيد العقوبة ستكون أشد وبإمكانكم أن تتأكدوا من السجن, فهناك حوالي اثنين من أفرادنا فيه, لأنهما تعديا على بائع قات.
* وصل إلى مسامعنا ونحن نستعد لمقابلتك أن لدى اللجان سندات خاصة لتحصيل الأموال من الباعة في الأسواق وعلى الشاحنات المحملة بالإسمنت والخضروات التي تخرج وتدخل إلى المحافظة؟
- يضحك ثم يقول: اللي قال لك هذا ليش ما جاب لك سند أو أخذك إلى المكان اللي فيه تلك السندات وعندكم مدير المصنع روحوا اسألوه هل الكلام صحيح.. قلت لك يا أخي هي حرب فقط ومن ناس أما فقدوا مصالحهم أو طمعانيين في سلطة.
* لوحظ أن مدن المحافظة مكتظة بالمسلحين, هل كلهم لجان؟
- لا ليسوا لجان وأنا قد قلت لك أن أفراد اللجان حوالي 3000 ألف فرد هم مواطنون.
* لماذا لم تنظم حمل الأسلحة في المدن الرئيسة على الأقل؟
- إلى الآن لم نتلق أي تعميم من الوزارة بمنع حمل السلاح ونحن لا يمكننا أن نختلق قرارات من تلقاء أنفسنا, فكما قلت لك نحن فقط جنود لدى وزارة الدفاع.
* انتشار السلاح هل يشكل إزعاجاً لديكم؟
- بالنسبة لانتشار السلاح ليس هناك إزعاج أو قلق لعودة التنظيم, فالقاعدة معروفون والقبيلي معروف ونحن في بلاد واحدة متعارفين.
* هل لديكم أوراق وختومات خاصة بكم؟
- نحن لدينا أوراق رسمية وختم رسمي, به نتعامل مع الأفراد والمؤسسات المدنية والعسكرية في إطار المحافظة.
* هل تدخلتم في عملية التعويضات الآن بالنسبة للمتضررين من المبالغ التي رصدت لمواطني مديرية خنف؟
- بالنسبة لخنفر وزنجبار أنا مسئول عنهما, لكن هذا عمل لجان الحصر والإعمار, لأن عندهم خطة درسوها ونفذوها على ضوء تلك الدراسة, فنحن لم نتدخل في عملهم, لكننا ناقشنا هذا الأمر مع الأخ محافظ المحافظة ووعدنا بتسوية الوضع بعد أن طالبناه بتسوية الوضع للكل.
* ما لذي تطلبه من أبناء هذه المحافظة؟
- أن يؤمنوا محافظتهم ويساعدونا في الإبلاغ أولاً بأول عن أي تحركات مشبوهة لأشخاص يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة, لكي تتحقق الجهات الأمنية منهم.
* هل ترى أن وزارتي الدفاع والداخلية جادتان في تأمين المحافظة ضد أي حرب جديدة؟
- نشعر أنهم جميعاً, الدفاع والأمن وقيادة المحافظة ومن فوقهم الحكومة, جادون جداً في هذا الموضوع, لكن هناك جهات ومتنفذين غير جادين.
* هل الفراغ الأمني مؤشر لعودة أنصار الشريعة أو بوادر استقرار؟
- هذا سؤال كبير.. والله إن عودة أنصار الشر حلم لهم, لن يعودوا ونحن لهم بالمرصاد وإن عادوا فسيرجعون بخيبة الأمل من جديد وكل شاب وكل امرأة سوف يحاربهم, فهم من شرد الناس وكان سبباً في تدمير مدن المحافظة وقراها وقتل أبناء المحافظة وشبابها بعد أن قرر بهم عندما حرفوا معاني الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.
* قبل أيام أعلنت وزارة الداخلية اكتشاف مخطط للقاعدة للاستيلاء على مديرية لودر؟
- بالنسبة لهذا المخطط, اللجان هي من كشفت هذا المخطط, ثم تواصلت مع وزارتي الدفاع والداخلية لإبلاغهم بهذا المخطط بعد أن تم القبض على عناصر من تلك الخلايا.
* هل سبب لكم قلقاً هذا الإعلان؟
- لا, لم يسبب لي أي قلق, لأننا أقوى منهم بالحق اللي نمتلكه.
* هل لديكم غرف عمليات بين جميع المناطق؟
- نعم لدينا وتم من خلال التنسيق الكشف عن تفاصيل الكثير من الخلايا.
* كم عدد أفراد اللجان في الست المديريات التي تشرفون عليها؟
- عددهم حوالي 3000 فرد.
* هل العدد كافٍ؟
- ليس كافياً, لكننا نعمل بحسب الموجود ولله الحمد موفقون إلى اليوم.
* من أين تأتي معاشاتهم؟
- من وزارة الدفاع وكل فرد من أفراد اللجان يستلم ثلاثين ألف ريال معاش شهري.
* يتردد في الشارع أنكم تتلقون دعماً من بعض الدول الشقيقة؟
- كم يا كلام يتردد عنا وهو غير صحيح.. وليس صحيحاً ولو فتحنا آذاننا لمثل هذا الكلام لما خلصنا, نحن نعمل في النور, ليس لدينا ما نخفيه أو ننكره, فقط دعمنا وخططنا نتلقاها من وزارة الدفاع وقيادة المحافظ.
* كيف يتم التعامل مع المعلومات الاستخباراتية عن وصول خلايا إرهابية في منطقة من مناطق المحافظة أو المحافظات المجاورة؟
- نحن نبلغ الوزارة ثم نتحرك على ضوء ذلك ونلاحقها بالتنسيق مع جهات الأمن في المحافظات المجاورة.
* كيف تتعامل قيادة المحافظة معك؟
- أولاً هي فرصة نتقدم بالشكر الجزيل إلى الأخ جمال العاقل محافظ المحافظة هذا الرجل المقدام الذي قاد المحافظة في ظروف صعبة وحرجة حين بدأ كقائد ميدان من لودر وإلى اليوم ومازال يقودها في ظل ظروف صعبة.. أما التعامل فيما بيننا فيتم على أساس أننا جميعناً جنود لهذا الوطن ونسهر على راحته وأمنه.. وبالنسبة لما ذكرت فنحن جنود لمدير الأمن المعين ودورنا مكمل لجهود للدكتور/محمود علي عاطف, مدير المديرية, ونسعى إلى إنجاح مهامه في قيادة المديرية ونعتبر مكملين لبعض.
* أبرز الصعوبات أمامكم؟
- نحن ولله الحمد وبتكاتف الجميع دائماً ما نتغلب على كثير من المصاعب والمشاكل بتضافر الجميع, لكن تبقى الصعاب المالية هي أبرز عائق لنا في تجنيد المزيد وفي ملاحقة فلول الشر والوصول إلى مناطقهم.
* هل تعني أنكم تعرفون أماكنهم الآن؟
- بالطبع الكل يعرف.
* من تقصد بالكل؟
- الكل وكل من يعينه الأمر فهو يعرف, لكن الأمر لن يطول إن شاء الله.
* بما تدعمك وزارة الدفاع غير المرتبات؟
- بكل شيء.
* كيف يكون عمل اللجان يومياً؟
- لدينا فرق عديدة كل فرق تكلف بمهام, منها من يقوم بحماية الطرقات العامة ومنها من يحمي مداخل ومخارج المدن الرئيسة ومنها من يعمل بمراقبة الأماكن والأشخاص المشتبه بهم ومنها من ينظم حركة سير وسائل المواصلات في الأسواق وغيرها.
* هل لديكم سجون خاصة؟
- نعم لدينا سجن واحد احتياطي (مؤقت) ويتم فيه التحقيق مع الأشخاص المتورطين مع أنصار الشريعة أو المتهمين بالقتل أو السرقة أو التعدي على حقوق الناس ثم يتم إرسالهم إلى الجهات المختصة وطبعا هذا كله يتم بالتنسيق, وتحت إشراف الجهات المختصة في قيادة المحافظة والجهات الأمنية داخل المحافظة وخراجها.
* من الذي يحقق؟
- أفراد اللجان الشعبية يحققون تحقيقاً أولياً, ثم الجهات المختصة تستكمل التحقيق بعد أن يسلموا إليهم المتهم.
* ما هي أكبر عملية كشفها أفراد اللجان قبل حدوثها؟
- الحوادث كثيرة ويتم كشفها قبل وقوعها أو انفجارها بفضل الله ومعظمها عبوات ناسفة وأحزمة متفجرة, لكن اكبر عملية هي اكتشاف خليتين داخل مدينة جعار ومدينة باتيس لديهم متفجرات ومعهم خطط لزرعها في أماكن متفرقة ومسكناهم قبل أن يزرعوها.
* مقاطعاً.. من هو المستهدف الرئيسي من التفجيرات, هل قائد اللجان أم اللجان ككل؟
- طبعاً قائد اللجان بدرجة رئيسية ثم إفراد اللجان والقيادات الأخرى.. لكن هناك عملية كبيرة كشفناها بعون من الله حين كانوا يتجهزون لضرب اللجان ضربة موجعة, لكن بتوفيق من الله تم القبض على احد عناصر هذه الخلية وهو سعودي الجنسية وكشف لنا عن خلية كبيرة تتكون من خمسين شخص يستعدوا للهجوم على زنجبار وخمسين آخرين يستعدوا للهجوم على جعار, إلا أنهم على ما يبدو وصلتهم معلومات عن عملية القبض لهذا السعودي ولاذوا بالفرار قبل أن نتمكن منهم وانتقلوا إلى محافظة أخرى وتم إبلاغ السلطات بذلك.
* كيف تم القبض على هذا السعودي ؟وما مصيره الآن؟
- تلقينا بلاغاً مسبقاً من شكوك تحوم على بيت في إحدى المناطق التي تتبع مديرية خنفر وبعد مراقبة متواصلة تم الإمساك به وهو خارج من المنزل في المساء متخفياً ينوي الوصول إلى خلية أخرى تسكن في منطقة أخرى وبفضل الله تمكنا منه, لكننا لم نتمكن من البقية, لأنه لم يعترف لنا مباشرة بل ظل يراوغ وينكر ومصر على انه لا يعرف شيء وبعد تحقيقات متواصلة اعترف لنا وفوراً توجهنا إلى أماكنهم, لكننا جئنا بعد هروبهم من تلك المناطق وعثرنا على بعض أسلحتهم وعبوات وأحزمة متفجرة وأشياء أخرى تثبت أنهم كانوا في تلك المنطقة يستعدون لاقتحام وتفجير المدينة بمن فيها وهناك عمليات تم كشفها في شقرة وفي باتيس وفي الكود, لكن الله معنا ومع سكان هذه المحافظة .


بطاقة تعريفية
* من هو عبداللطيف السيد؟
- عبداللطيف محمد حسين بافقيه السيد, متزوج ولي ثلاثة أبناء بنتين وولد, والعمر 32سنة, والمستوى التعليمي لم أكمل الجامعة.
* هل لديك وظيفة؟
- لا.
* لماذا لم تستثمر هذه الفرصة وهذا القبول من السلطة وتطلب وظيفة؟
- والله لا أفكر في التوظيف بعد اللي مر علينا.
* لماذا؟
- لدينا هم اكبر من الوظيفة.
* إذا تم تسريحكم أين سيذهب عبداللطيف؟
- سأعود إلى عملي مزارع وراعي نوب (نحل).
* هل لديك أي مشاريع استثمارية مع السلطة؟
- ليس لدي أي مشاريع في السلطة أو مع السلطة, مشروعنا هو فقط هيكلة اللجان وتأهيل أعضاء اللجان دينيناً وأمنياً واجتماعياً وسياسياً ووطنياً.