محامي المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو لـ(أخبار اليوم ويمن فوكس):

صالح لم يبذل الجهد الكافي لإطلاق المعتقلين اليمنيين وهادي يتهم أميركا بارتكاب جرائم بحقهم ولم يقدم شيء

2013-07-15 06:24:23 حوار/مروان الوجيه وفيصل عبد الحميد


أتاح محامٍ أمريكي بارز، كرس حياته للدفاع عن المعتقلين اليمنيين في معتقل جوانتانامو، الفرصة لـ(أخبار اليوم ويمن فوكس) لينقل للشارع اليمني حقيقة معتقلي جوانتانامو وخاصة المعتقلين اليمنيين.
وقد أجرت الصحيفة هذا الحوار المطول مع المحامي ديفيد ريميس أثناء تواجده في العاصمة صنعاء.
 والمحامي ريميس هو محامي المعتقل اليمني عدنان فرحان الذي توفى بجوانتانامو وكذلك محامٍ للعديد من المعتقلين اليمنيين, فإلى نص الحوار:
س : هل لك أن تقول لنا من هو ديفيد ريميس؟
ج : أنا محامٍ حقوقي من واشنطن العاصمة ,وقد ترافعت عن معتقلي جوانتانامو منذ عام 2004 عندما سمح للمحامين بالترافع عن المعتقلين .لقد ذهبت إلى معتقل جوانتانامو عشرات المرات , وهذه هي زيارتي الحادي عشرة إلى اليمن .فمعظم الذين امثلهم هم من اليمنين ,فانا أمثل سبعة عشر معتقلاً , منهم أربعة عشر يمنياً. بدأت هذا العمل كتمثيل قانوني ولكني كلما انغمست في العمل من أجلهم اكثر , تعاطفت معهم أكثر, لأني التقيت معهم وعرفتهم شخصياً, ورأيت معاناتهم, واكتشفت كيف تسيء الحكومة الأمريكية معاملتهم , والتقيت بعائلاتهم .فالعملية كلها هي عملية إذلال للمعتقلين .فكما تعلم أن المحامين فقط هم المدنيون الوحيدون الذين يمكنهم مقابلة المعتقلين , والبقية فهم أما من مسؤولين حكوميين أو من منظمات حقوق الإنسان من الذين لا يستطيعون أن يفصحوا ما قد قيل لهم ! فالسرية هي جزء من ترتيبات اللقاء مع المعتقلين ! لذلك فإننا الوحيدون القادرون على اللقاء معهم , ونقل أخبارهم من داخل المعتقل إلى العالم بأسره, كما أننا نخبر المعتقلين بما يجري في الخارج .
والحقيقة انه أصبح جزءاً كبيراً من حياتي للقيام بذلك، فأنا أستيقظ في الصباح وانا أفكر في ذلك، وأفكر في ذلك أثناء النهار، أثناء الليل , أي أنهم شغلي الشاغل طوال الوقت إلا في الوقت المخصص لعائلتي .
س: هل تمثل معتقلين من جنسيات أخرى غير اليمنين ؟
ج:  نعم، أنا أمثل الباكستانيين والجزائريين , كما أنى أمثل المقيمين ببريطانيا.
س: هل تم الإفراج عن أي معتقل؟
ج: لا، فجميعهم ما زالوا معتقلين هناك. لدي أربعة مدعى عليهم سابقين تم الإفراج عنهم وقد عادوا إلى اليمن، احدهم عاد إلى وظيفته في شركة النفط في وشغر نفس الوظيفة التي كان يعمل فيها قبل إلقاء القبض عليه كمهندس. اثنين آخرين يعملون معا في متجر العسل في تعز. والرابع، ولست متأكداً ما يفعل، لكنه متزوج يعيش حياة عادية. اذا نظرتم كيف عادوا إلى حياتهم فمن الكذب الادعاء بأن معتقلي جوانتانامو يعودون إلى أرض المعركة مرة ثانية .
س: وهل هم على اتصال بك ؟
ج: رأيتهم للتو في هذه الرحلة. لم أر المهندس الذي يعمل في شركة النفط ، ولكن رأيت الثلاثة الأخرين. وذهبت إلى منازلهم في مدينة تعز، وقضيت بضعة ايام بصحبتهم .
س : ما هي الصعوبات التي تواجهونها في التعامل مع أسرهم؟
ج: الصعوبة التي وجدتها هي اني لا انقل لهم أخبار أفضل، فهم مثبطين الهمة، ويشعرون بالإحباط الشديد والعجز. فسنة بعد سنة، فسأفقد شعري . فقد شابوا وأبنائهم كبروا! أعود في كل مرة دون أن أكون قادراً على أن أقول أننا نقترب اكثر فاكثر. فقد شعرنا أننا نحرز خطوات عندما مسك الرئيس أوباما السلطة. ولكن في الآونة الأخيرة، كان هناك تأخير بعد آخر، فكل وعد جديد من اوباما يبدو وكأنه وعدا فارغا.
س: كيف يشعرون عندما يعلمون أنه لا توجد أخبار جيدة؟
ج: بالطبع يشعرون بالحزن!.
س: من الذي خولك لتمثيل اليمنيين؟
ج: في البداية، كان المعتقلين ليسوا في وضع يسمح لها بالتواصل معنا، لأن الجيش ابقاهم في معزل عن العالم الخارجي. ولكن مجموعة حقوق الإنسان من الولايات المتحدة، مع منظمة اخرى من إنجلترا تسمى ريبريف ، جاءوا إلى اليمن واخبروا عائلات المعتقلين انهم يرغبون بتمثيل اقربائهم في المعتقل وبالتالي فإن اسر المعتقلين هم من أعطانا السلطة. ثم ذهبنا إلى جوانتانامو، والتقينا مع أبنائهن وأزواجهن الذين أعطونا السلطة المباشرة للترافع عنهم و كان هذا في عام 2004.
س: كيف كان شعورك في ذلك الوقت؟
ج: في الحقيقة لم اهتم كثيراً لقضايا معتقلي جوانتانامو! وأتذكر جلسة استماع في بداية عام 2002 أن الولايات المتحدة قد جلبت هؤلاء المعتقلين إلى جوانتانامو، و أنها بصدد اتخاذ موقف وهو أن هؤلاء المعتقلين ليس لديهم حماية من اتفاقية جنيف! حقيقةً ذلك الموقف ادهشني بعض الشيء!. ولكن كان لي طريقتي الخاصة للقيام بشيء ما !. فقد كانوا منفصلين عن العالم الخارجي حتى عام 2004، لأن الولايات المتحدة كانت تحارب فكرة توكيل محامون للمرافعة عنهم . لكن المحكمة العليا التي عقدت جلسة في صيف عام 2004 وقررت بانه يجب توكيل محامين للدفاع عن المعتقلين .فاتصل بي زميل لي في مكتب نيويورك وقال لي انه يود من أن امثل حفنة من اليمنيين. فقلت له أني موافق!
س: بعض المعتقلين اليمنيين كانوا أبرياء ولكن لم يفرج عنهم حتى الآن، لماذا؟
ج: أنها جزء من سياسية الرئيس أوباما. فقد بدأ مهمة ويجب عليه القيام بها تجاههم , فقد قال انه يمكن أن يتم الإفراج عن بعض المعتقلين وبعضهم يجب محاكمتهم والبعض الأخر ينبغي أن يسجنوا لأجل غير مسمى. ولكن لم يتم الإفراج عن أحد!
سفير أوباما , دانيال اطلق سراح 70 محتجزا من بين 2040 الذي تولي الرئيس أوباما قضيته . ولكن بعد ذلك أصبحت المسألة سياسية بحتة, حيث اعتبرها الجمهوريون مسالة مثيرة للجدل ، و تحولت القضية إلى سؤال: هل أنت مع الإرهاب أو ضده؟
وعندما وضعت المسالة على هذا النحو، وقف كل الديمقراطيين مع الجمهوريين. وتوقف أوباما عن نقل بعض المعتقلين عند محاولة التفجير الإرهابية التي وقعت يوم عيد الميلاد في عام 2009,حيث حاول نيجيري تفجير طائرة ركاب، وكان اسمه عبد المطلب. وكان على تواصل مع القيادي في تنظيم العائلة أنور العولقي اليمني، لذلك فمجلس الشيوخ اجمع على عدم إرسال أي معتقل يمني إلى اليمن لأنه وكما قالوا "عبد المطلب كان على اتصال مع ذلك الرجل". كان ذلك القرار غير منطقي تماما، فإنه لم يكن له معنى على الإطلاق، ولكن هذه هي السياسة الأميركية!.
وحالما قال أعضاء مجلس الشيوخ ذلك ، انهار أوباما تماما لأنه لم يكن يريد أي جدل. والفشل هو أنه لم يدفع إلى الأمام وينفذ وعوده الخاصة والبرامج الخاصة به. وحتى الآن هناك 86 معتقلا 56 منهم من اليمنيين جميعهم قد تمت الموافقة على نقلهم وقد قال اوباما انه سيرسل اليمنيين إلى موطنهم ولكن ليس لدينا أي فكرة متى سيتم ذلك . لدي مصادر في إدارة أوباما قال لي أنه يمكن أن ينفذ بعد سنة من الآن. وأنا لا أعرف كيف أن تصلبت تلك الوعود!
هل تعتقد أن أوباما جاد فيما يقول؟
من الصعب التحقق من ذلك، ولكن أنا متأكد أن نواياه طيبة. إنني على يقين من أن نيته جادة ويريد بالتأكيد إغلاق معتقل جوانتانامو, لكن الأمر متعلق بالسياسة.
وما الذي يمنعه من فعل ذلك؟
إن ما يمنعه لا يخرج عن نطاق السياسة. إن أوباما يحاول إلقاء اللوم على الكونجرس حيث يقول إنهم ظلوا يلون ذراعه بقيود تحول دون إطلاق سراح المعتقلين. وقد يبدؤون بأطلاق سراح سجناء غير يمنيين في غصون الأشهر القليلة المقبلة. لقد تم تعيين سفير جديد اسمه كلفيرد سولون ليتولى معالجة المسألة, وإن شاء الله يبدأ بترحيل أي منهم. بيد أن اليمنيين يمثلون مشكلة ذات خصوصية بالغة، لأن بلدهم يُنظر إليه بأنه تحت تأثير تنظيم القاعدة. ففي ظل استمرار الكثير من الصراعات، ظل الجيش الأمريكي يعمل على إقناع الشعب الأمريكي أنه إذا ما تم إعادة اليمنيين إلى بلدهم فسوف يتم تجنيدهم مرة أخرى من قبل القاعدة أو سوف يعودون إلى القتال من جديد. ولعل هنالك ما يعتبر أمراً منطقياً بالنسبة للشعب الأمريكي إذ يريدون من اليمن إنشاء مركز لإعادة تأهيلهم. ويكمن الغرض من إقامة مثل هذا المركز في ضرورة توعية هؤلاء الأشخاص بخطأ الأساليب التي ينتهجونها وتعريفهم بالطريق الصحيح وذلك عن طريق محاورتهم من قبل علماء دين وقضاة. وقد سبق أن تم تنفيذ برنامج مماثل هنا في اليمن قبل عدة سنوات وكان يشرف عليه القاضي حمود الهتار الذي تم تعيينه فيما بعد وزيراً للأوقاف. ولكن بحسب اعتقادي فإن هؤلاء الأشخاص ليسوا بحاجة إلى إعادة تأهيل، لأنهم ما كانوا أبداً لينجذبوا لهذا الفكر في الأساس. إن ما يحتاجونه فعلاً هو تمكينهم من العودة إلى المجتمع واستئناف حياتهم الاعتيادية ولعب دورا بناءً في مجتمعهم.
هل هم بصحة جيدة؟
نعم. صحيح أن بعضهم ظل يعاني من بعض الآثار النفسية الناجمة عما تعرضوا له، لكن الأشخاص الذين ترافعت عنهم وعادوا إلى بلدانهم يتمتعون بصحة جيدة. إن الأمريكيين لا يدركون طبيعة المجتمع اليمني أو الثقافة اليمنية التي تتكون من الأسرة والمسجد والعمل؛ إنها تختلف كثيرا عن الثقافة الأمريكية. وبالتالي عندما يعود هؤلاء الأشخاص إلى بلدهم، فإن الجزء الأكبر منهم يلتم شملهم بأسرهم ويعودون إلى مساجدهم ويبدؤون بالبحث عن عمل. إن الوظيفة هي أهم شيء يحتاجونه، علماً أن الأسرة والدين يوفران على ما يبدو الدعم الحقيقي لهم.
هلاَّ أخبرتنا عن أي قصة غريبة جذبت انتباهك في معتقل جوانتانامو؟
أكثر قصة انطبعت في ذاكرتي قصة عدنان فرحان عبد اللطيف الذي كان من بين من ترافعت عنهم. لقد عرفته منذ العام 2004 باعتباره شخصاً رائعاً, إلى كونه شاعر. في أول مرة قابلته أنا وزميلي، ظل خلال المقابلة بالكامل يكتب، لكننا لم نتمكن في البدء من معرفة ما الذي كان يكتبه. ثم تبين لنا أنه كان يكتب لنا دعوة للدخول في الإسلام. إنه لم يتحدث إلينا عن قضيته ولم يخبرنا عن نفسه، بل فضل محاولة إقناعنا باعتناق الإسلام. لقد كان شاعرا وكانت لديهم موهبة تؤهله من أن يصبح ممثلا كبيرا. وبحسب علمنا، فإنه عندما كان صغيراً كان يعمل على إمتاع أسرته ويقول بعض النوادر ويلقي الأغاني وكان كل شخص يتمنى دائماً مجالسته. ثم تعرض لحادث تسبب بإصابته بجرح في الدماغ أسفر عنه نوع من الاضطراب في شخصيته. لكن هذا الاضطراب السلوكي ما كان ليظهر عليه لو لا بقاءه في جوانتانامو الذي زاد من سوء حالته. لذلك كان يقاوم بشكل لاإرادي تعليمات المسؤولين في المعتقل؛ إنه كان يريد الاحتجاج وكان يريد أن يعبر عن نفسه, حتى أصبح يمثل مصدر إزعاج كبير بالنسبة للمسؤولين. إنه بالفعل أصابهم بالجنان إذ وجد طرق تجعلهم يفقدون صوابهم. ولم يعرفوا كيف يتصرفون معه، لدرجة أنهم سألوا معتقلين آخرين قائلين: كيف يمكننا التعامل مع عدنان؟ وكنت كثيراً ما أذهب إليه لزيارته. وكان أول شيء نفعله هو إزالة قميصه، وظللت أتفحصه من أعلى رأسه حتى أسفل جسده أبحث عن الكدمات وآثار الجروح والجروح التي كانت ما تزال مفتوحة والطفح الجلدي الذي كان يعاني منه. لقد دونت قائمة ملاحظات وكأني طبيب. بالطبع أنا لست بطبيب ولكن أردت أن أوثق ماذا كان يحصل له. وقد كان مثل طفل يذهب إلى الطبيب بكل صبر. ولعلي كنت الشخص الوحيد الذي لامس جسده جسد عدنان. لقد أقمنا رابط حقيقي فيما بيننا. وأشعر الآن بالأسى الشديد كونه قد رحل ولم أعد قادرا على رؤيته مرة أخرى؛ إنه شعور شخص ما زال على قيد الحياة وهو يتذكر شخص عزيز جداً عليه بعد وفاته. لقد تم عزله في الحبس لعدة سنوات وهذه العزلة أثرت بشدة على حالته النفسية.
لقد زرته في شهر مايو من العام 2009 وتحدثنا معاً وكان اللقاء في البداية حسب العادة. بعدها، ومع مرور الوقت قال لي أريد أن عطيك شيئاً يذكرك بي. ثم رش عليَ بكمية من دمه ساح من أعلى رأسي حتى ركبتي. لقد اخذ شريحة من غطاء الطاولة السفلي واستخدمه في قطع يده حتى الوريد وجعل دمه يتقطر إلى كوب صغير أخذه من فوق الطاولة. لم تكن كمية الدم كبيرة، لكنها بدت كبيرة باعتبارها غطت جسدي. لو أن هذا صدر عن موكلٍ آخر، لكنت قد غضبت كثير. لكنني في هذه الحالة أصبت بالحزن. صحيح أنني صُدمت، لكنني قلت له: لماذا فعلت هذا؟ فأجابني: لست أنت المقصود. وقال لي المترجم إن في عينيه كانت نظرة تشير إلى أنه فقد السيطرة على نفسه. من أجل ذلك، كان يعامله الجيش باعتباره أخطر رجل في العالم. آخر مرة قابلته فيها كان تحت أعلى مستوى من الحراسة الأمنية، وكان ذلك في العام 2009. وكما تعلمون فإنه توفي داخل زنزانته في شهر سبتمبر من العام الماضي. وكانت الظروف غامضة جدا, فقد قال الطبيب الشرعي إنه انتحر عن طريق ابتلاع 24 حبة من علاج لمرض نفسي. لكن السؤال الذي كان ينبغي عليهم إجابته هو كيف تمكن من إخفاء تلك الحبوب، أو على الأقل التفكير فيه حيث أنه لم يره أحد وهو يخفي الحبوب. ولذلك فقد رجحوا أنه أخفاها داخل مصحفه، وهذا أمر غير معقول أن يخفي الحبوب داخل المصحف. ثم قالوا أيضا إن المعتقلين يخفون بعض الأشياء بجانب عوراتهم داخل ملابسهم الداخلية. ولكن اذا نظرتم إلى عدنان فإنه امضى 15 يوماً في المستشفى ,وعلى سبيل المثال فأنه يغير ملابسة ،لذلك يبدو من المستحيل بالنسبة لي انه كان قادرا على أن يخفيهن. لقد فكرت كثيرا كيف ساح الدم فوقي وقلت لو كان معتقل أخر سوف اغضب بشدة ولكن في هذه الحالة كنت حزين .لقد صدمت . وسألته لماذا فعلت هذا ؟ وقال لي هذا ليس ضدك .وقال مترجمي انه نظر إلى عينيه وتبين انه لم يستطيع التحكم بنفسه .لذلك عاملة الجيش على انه اخطر رجل في العالم.
ثم إن هناك سؤالاً كيف استطاع أن يبتلع الحبوب بدون أن يلاحظه الحراس والذين كانوا يراقبونه ليل نهار. إن الحجة كانت أن الحراس كانوا لا يراقبونه خلال دخوله دورة المياه. ولكن اعتقد أن الجيش ابتكر هذه الأسباب السخيفة. ومع ذلك هناك شيء للنظر فيه وهو كيف حصل على كل هذه الأدوية. إن عائلته مصممة جدا للوصول إلى الأسباب التي وراء مقتلة . ودائما تقول الحكومة إن الأمور تسير في طريقها الصحيح بالنسبة لجميع المعتقلين. ويقو الرئيس هادي أن الولايات المتحدة ترتكب جرائم ,ونريد أن يعود المعتقلين اليمنيين ولكن هذا لم يحدث.
أنا شخصيا لا اعتقد أن الرئيس السابق على عبد الله صالح قد بذل جهودا كافية من اجل هذه القضية , واعتقد انه كان لدية العديد من الأمور الأخرى في ذهنه ,وكذلك العديد من المشاكل الأخرى الذي لا بد أن يهتم بهاء. 
وهذا قد يكون صحيحا بالنسبة للرئيس هادي لأنه لا يزال يشكل حكومته ,ويريد أن يجمع الأشياء بعضها ببعض .وكذلك لا نعرف ماذا يدور بالخفى بين الولايات المتحدة واليمن . والذي يمكن أن نقوم به هو الضغط والضغط حتى ننجح .لا اعرف متى سننجح ولكن نحن واثقين أن ذلك سيحدث . هذه مسئوليتنا كبشر يؤمنوا بالعدل .
إن التحقيقات قد وقعت تحت تأثير السياسة. وإذا ما تم تخيير الجيش الأمريكي بين إلقاء اللوم على نفسه أو على عدنان، فإنه سوف يقول إن عدنان هو من يجب أن يلام، كي لا يضر بسمعته.
في المؤتمر الصحفي الأخير الذي عقدته قلت إن اليمن لديها وسائل للضغط على الولايات المتحدة، كيف يمكن اليمن فعل ذلك؟
يمكن التفكير بالموضوع باعتباره شأن هام يمس العلاقات الدولية. على سبيل المثال، اليمن تعطي الولايات المتحدة نطاق واسع لتنفيذ عملياتها في البلد. وقد قال الرئيس هادي: إننا سوف نتعاون. ومن السهل بالنسبة لي القول: صحيح أن اليمن يتلقى الكثير من الدعم من الولايات المتحدة وقيام أمريكا بمساعدة حكومة هادي في العديد من الطرق المختلفة، لكنك لا تعلم ما الذي يجري وراء الكواليس؛ إنك لا تدري مدى الضغط الذي يستطيع اليمن ممارسته بالفعل. إنني على علمٍ بأن الرئيس هادي طرح القضية مع الرئيس أوباما في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر من العام الماضي، وكان هنالك تواصل على مستوى الوزراء. ومع ذلك، أظن أن اليمن لا يمتلك نفس القدر من النفوذ مثل دولٍ أخرى كالمملكة العربية السعودية أو دول أوربا الغربية.
لماذا تنادي أمريكا بحقوق الإنسان والحريات والعدالة لكنها لا تطبق ذلك على المعتقلين الذين لا تثبت إدانتهم؟
لا تتم المناداة بالحريات وحقوق الإنسان إلا إذا كان الأمر يمس الأمريكان.
هل ستقوم أمريكا بتعويض هؤلاء المسجونين في حال تم الإفراج عنهم؟
القانون الأمريكي لا يسمح بذلك، لكن يجب أن يحصلوا على تعويض.
هل بإمكان المعتقلين مقاضاة أوباما بعد إطلاق سراحهم؟
كلا. لا يمكن ملاحقة الرئيس الأمريكي قضائياً على أي فعل يقوم به أثناء فترة رئاسته بموجب القوانين الأمريكية.
كلمة أخيرة؟
إنني أحث أسر المعتقلين على ألا يقطعوا الأمل، وأحث أقارب السجناء على إيصال تطلعاتهم إلى السفير الأمريكي بعبارات صريحة وقوية. وأعتقد أن الأسر ينبغي عليها أيضاً أن تـُظهر للرئيس ولأعضاء الكونجرس أن هؤلاء الأشخاص لديهم البلد الذي يمكنهم الرجوع إليه ولديهم أسر قادرة على مساندتهم والاهتمام بهم، وأن لديهم ديناً.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد