في ساقين صعده .. فضيحة حوثية جديدة ..فيهم عجوز تجاوزت مائة عام .. روعوا الأطفال وأخرجوا النساء ركلا من الدرج ، وأسروا وقتلوا الكبار وقصفوا المنازل ونهبوا جميع محتوياتها

2009-01-20 22:53:37

تحقيق / عبد الله الحكيم

منذ توقف المواجهات التي شهدتها محافظة صعده خلال الأعوام القليلة الماضية والتي لم يكد يمر عليها أسبوع إلا وظهرت مشكلة في هذه المنطقة أو تلك من مناطق المحافظة. . المفارقة أن هذه المشاكل التي تتطور إلى مواجهات مسلحة ما لم تكن اعتداءات من طرف واحد اثر تمكنه من بسط النفوذ على الكثير من مناطق صعده ومغادرة قوات الدولة وما بقي منها في صعده يكتفي بالمراقبة وحسب وعلى شكل من الخجل والاستحياء.

وفي الأغلب من هذه المشاكل التي تنتهي إلى جماعة التمرد الحوثي التي بدأت تأخذ راحتها في بسط نفوذها في المناطق المتواجدة بها وتأديب الخارجين عليها أو من سبق مقاومته لها من القبائل التي كانت ساندت القوات الحكومية ضد جماعة المتمردين من الحوثيين في محافظة صعده.

انتهت المشكلة بحل للوساطة في آخر مشاكل واعتداءات الحوثيين التي لم يسبق لها مثيل من قبل المتمثلة بترويع النساء والأطفال وطردهم من منازلهم بشكل تعسفي والقيام بنهب المنازل وإفراغها من محتوياتها بعد استهدافها بقذائفهم الوحشية غدرا في منطقة "تي قرهد" التابعة لمديرية ساقين ، وان انتهت هذه المشكلة التي أسفرت عن مقتل شخصين من أبناء القرية واحتجاز خمسة من أطفالها دونما حياء أو خجل سوى ما تردد من القول باستنكار قائد المتمردين الميداني وتأكيده براءته من تصرفات التابعين له من مناصريه في ساقين ولم يتم التأكد من ذلك على الرغم من توافد أعداد كبيره من خارج المنطقة في مران لمساندة إخوانهم في انتهاك حقوق الآخرين وهم يؤكدون أنهم إنما يقومون بتطبيق القرءان الكريم بأعمالهم تلك وهو منهم ومما يقومون به براء ، وانتقالهم ذلك من منطقة إلى أخرى لا يمكن أن يتم إلا بضوء اخضر من قيادتهم في محافظة صعده.

كوارث حوثية

كوارث بكل ما تعنيه الكلمة ارتكبها المتمردون الحوثيون في حق أبناء المحافظة برمتها باعتدائهم على قبيلة منطقة "تي قرهد" بساقين مساء يوم الخميس 8 /1/ 2009م وهي القبيلة التي لا يتجاوز عدد رجالها 120 رجلا فيما أقبلت جحافلهم من مختلف مناطق ساقين ومديرية حيدان تجاوز عددهم 500 شخص حتى يتسنى لهم تناوب عملياتهم التي يندى لها الجبين لفحش ما ينفذوه ويقترفوه بما في ذلك الاعتداء على الأطفال والنساء. . اعتداءات تكون إزاءها العمليات الصهيونية التي ينفذها العدو الصهيوني الغاشم على أبناء غزة عمليات لا تساوي شيئا أمام ما ارتكبه ويرتكبه جهابذة الحوثي في صعده.

وضمن مساعيهم لبسط نفوذهم على مختلف مناطق صعده كان عدد من أتباع التمرد توجهوا لطلب أمناء القرية في "تي قرهد" بناء على توجيهات قائدهم في المنطقة الذي يسعى في ظل سياسة الحوثيين لإجبارهم على توريد مبالغ الزكوات إليه ونشبت المشكلة إثر اعتراض أبناء القبيلة لطقم المتمردين يوم الثلاثاء الذي جاء لطلب أمناء القبيلة لمقابلة قائدهم أبو نصر 25عاما من أبناء منطقة النوعه في سوق الاثنين وبصوره استفزازيه وجرهم بالعنف.

السيطرة على أموال الزكاة

يقول محمد هادي صالح أتو إلى بيتنا وطلبوا الوالد بصفته احد أمناء القبيلة فاعتذرت وقلت لهم غير موجود ، وعندها بادر أحدهم بالقول جاوب أنت فاعتذرت كذلك وقلت لهم لدي امتحانات وآنا مشغول بالمذاكرة ، والوالد سيأتي وابلغه بالحضور إليكم. . فردوا مباشرة بقولهم اركب أنت ، وأخذوني بالقوة ليتجهوا وأنا بصحبتهم إلى الأمين الثاني قاسم صلاح وأخرجوه بالقوة كذلك ورفضوا طلبه بالعودة لإحضار كوته وكشافه وقذفوه على السيارة وهذا بعد المغرب ، وتوجهوا على إثرها إلى الأمين الثالث الذي أخرجوه بنفس الطريقة من المسجد.

وحال توجههم على طريق العودة كان الخبر قد انتشر بين بقيه رجال القبيلة الذين قالوا لهم بعد إيقاف الطقم الخاص بهم: أهلا بكم اطرحوا الأمناء واذهبوا سالمين آمنين ، وعندها قفز شخصان من الحوثيين وبادروا بإطلاق النار على أبناء القبيلة وهو الأمر الذي أكده الأمناء أمام لجنه الوساطة ، وعلى خلفية ذلك بادر الموجودون من أهالي قرية "تي قرهد" بالرد دفاعا عن أنفسهم حتى اضطر الحوثيون إلى مغادرة منطقتهم.

غير أن الحوثيين الذين غادروا لم يلبثوا سوى ساعة أو اقل من ذلك حتى عادوا من كل حدب وصوب كما يصف احد أهالي قرية تي قرهد وهو أحد الأشخاص الذين عايشوا الحدث فضل عدم ذكر اسمه بقوله: لقد أتونا من كل مكان بعد إعلانهم لحالة الاستنفار وهم لا يزالون متأثرين بحسينيتهم التي أقاموها في الاثنين احتفاء بيوم عاشوراء على طريقتهم ، فاقبلوا مندفعين وبالمئات على جنوب القرية الواقعة تحت جبل العين الذي أصبح المركز العسكري للحوثيين خلفا لمعسكر اللواء الأول مشاة.

وأضاف وعندما شعر أهل القرية بهم لم يكن هناك أي وسيلة مناسبة للحوار سوى وسيلة الدفاع عن النفس كونهم بادروا بمهاجمتنا مباشرة ودونما سابق إنذار وإثر ساعات من المواجهات والقتال الدامي ، وبسبب مباغتتهم لنا ونفاد الذخيرة لدى رجال القرية ، فقد اضطر الجميع إلى الانسحاب والتراجع من تلك الجهة ، ليصب الحوثيون جام حقدهم وغضب ونيرانهم على أسر ومنازل معينه ، قاموا باستهداف منزل ضيف الله داحش وكذا منزل محمد داحش دون بقية المنازل الأخرى في القرية بمختلف الأسلحة بما في ذلك البوازيك والقنابل حتى ارتفعت أصوات الأطفال وصرخات النساء الذين جعلتهم قذائف الحوثيين ونيرانهم هدفا لها وهم لا يزالون داخل المنازل، ومباشرة وإثر فراغهم من إطلاق النار قاموا باقتحام منزل ضيف الله داحش ، وعندما وجدوا بشير فيصل داحش وسيف ضيف الله داحش وقد أنهكتهما الجراح التي أصابتهم جراء قذائف الحوثيين على المنزل. . عمدوا إلى وضع فوهات بنادقهم على رأسيهما ليردياهما قتلى دونما أي مراعاة لإصابتهما أو كونهما أصبحا تحت قبضتهم مخالفة لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف ولكل الأعراف والمبادئ والقيم السائدة ،، ربما انه وعلى ما يبدوا أغاظ الحوثيين بقاءهما على قيد الحياة.

اقتحموا المنازل ونهبوا كل ما بداخلها

يقول احد أبناء أسرة ضيف الله داحش المنكوبة ، والتي تتكون من سبع نساء وعشرين طفلا أكبرهم في العام الرابع عشر من عمره ، لم يكتفي الحوثيون بترويع الأطفال والنساء وبكائهم بل أخرجونا في الليل وبعض الأطفال لم يتجاوز العام الأول ، إلى خارج منزلنا لننام بين الأحجار مترقبين لخطر الزواحف الذي شارك الحوثيين ما ألحقوه بنا من انتهاكات لم يسبق أن قام بها احد في أصقاع المحافظة ، ومكثنا طوال الليل في العراء تحت البرد القارس ، في الوقت الذي يقومون فيه بنهب كل شيء أعجبهم من المنزل ويرموا كل ما لم يعجبهم إلى الشارع ، نهبوا المال والودائع التي كانت لدينا بالإضافة إلى رأسين من الأغنام وفي الأخير اخذوا سيارتنا صالون وغادروا مع التباشير الأولى للصباح ، وعند تأكدنا من مغادرتهم باشرنا عملية البحث عن بقية أفراد أسرتنا ، وحال دخولنا المنزل لم نجدب داخله أي شيء سوى جثتي إخواننا مقتولين في غرفهم.

وفي المنزل المجاور تقع كارثة ألحقها المتمردون بأسرة محمد داحش المعروف بتسامحه مع الجميع ليست بأقل من سابقتها مأساوية والذي سقط في يده حينما شاهد أعدادا كبيرة منهم وقد طوقوا المنزل من جميع الجهات وهم ينادونه بتسليم نفسه لمجاوبة قائدهم في المنطقة وإلا سيفجروا المنزل على رأس من بداخله ، وحين علم ألا مجال للمقاومة إثر سكوت بنادق المقاومين من أبناء قبيلته ، وبعد لحظات تمكن رب الأسرة من الحصول على وعد مؤكد الوفاء به بوجه قبلي حسب العرف السائد أن يكون معززا مكرما وألا يصيبه أذى ، وألا يدخلوا منزله أو يخوفوا النساء والأطفال أو يخرجوهم من المنزل وألا ينهبوا شيئا من محتوياته ، وعندما وثق بوعودهم تلك خرج من المنزل ، ولم يكن يعلم أن تلك الوعود التي أطلقوها والعهود التي قطعوها على أنفسهم ستذهب أدراج الرياح ، فبمجرد خروجه على إثر ذلك ، بادر العشرات منهم إلى اقتحام المنزل واخذوا ولده عبد الله واصطحبوه مع والده إلى الهجر برأس المرازم.

نكثوا العهود

يؤكد عبد الرزاق احد أفراد الأسرة 15 عاما قوله: بعد أخذهم لأبي وأخي عبد الله قاموا بإخراجي من المنزل أنا وأمي وأختي الصغيرة وجدتي البالغة من العمر 100عام وهي مريضة ومقعدة تماما. وكلما قالت لهم اتقوا الله أنا عجوز كبيرة ومريضه يا عيبكم من الله فين الدين والإسلام منكم !! ردوا عليها بالقول نحن نطبق القرءان انتم عملاء ، بالإضافة إلى الضرب والركل حتى أخرجونا جميعا من درج المنزل شقلبة ودون رحمة، وكلما قلت لهم أي كلمة ردوا بإطلاق النار ، جلسنا على باب المسجد المجاور لمنزلنا نبكي خوفاً من المصير الذي ينتظر أبونا وأخونا ونصيح وهم يعبثون ويعيثون بممتلكاتنا أمام أعيننا حتى استولوا على كل شيء بما في ذلك سيارة شاص 82 وسيارة هيلوكس 92 وسبع بنادق ومبلغ كبير من المال والودائع و"ماطور" كهرباء ثم كسروا المحل واخذوا كل شيء فيه وواصلنا ما تبقى من الليل في العراء تحت البرد حتى الصباح ، وقد غادر الحوثيون وعندها دخلنا المنزل فلم نجد فيه حتى مايكفينا لوجبة فطور واحده لقد افرغوا المنزل من كل شيء ، وعند ذلك اتجهنا إلى منزل عمي لنجد أنهم قد قتلوا أبناء عمي ودمروا منزلهم ونهبوه ، اجتمع من تبقى من الأسرتين وتوجه الجميع إلى المنازل المجاورة في القرية بحثا عن لقمة عيش علها تسند قوى أعداد من الأطفال الصغار الذين باتوا بأسوأ ليلة مرت بهم على أيدي جماعة التمرد الحوثية في ساقين.

إنذارات بتدمير المنطقة بكاملها

وشهد اليوم التالي من الأحداث المأساوية وصول عدد من أعضاء لجنة الوساطة إلى المنطقة والذين تمكنوا في ذات اليوم الجمعة إنهاء التوتر على الرغم من الوعود والإنذارات الحوثية بتدمير المنطقة بكاملها واحتشاد أعداد كبيره من قبائل بني سعد ، كما تمكنوا من التوصل إلى حل للإشكال في اليوم الثالث بتامين المنطقة ووقف مظاهر التسلح وإنهاء التجمعات الكبيرة من الجانبين ، وقد وقع الجميع اتفاقا يلزم جماعة الحوثي برد جميع الممتلكات التي استولوا عليها والإفراج عن المحتجزين لديهم ورد الاعتبار إليهم بناءا على الإصرار من قبل أبناء قبيلة بني سعد التي كفل لها الاتفاق حرية تسليم زكوات أموالها لمن أرادوا سواء كان لجماعة الحوثي أو للدولة أو إنفاقه بالصورة التي أرادوا إضافة إلى بعض البنود الأخرى.

وألقيت عدد من الكلمات حال توقيع الاتفاق بين الطرفين كان من أبرزها ما جاء في كلمة للشيخ عيظة قاسم مطر شيخ بني سعد الذي أبدى إصرارا على ضرورة قيام المتمردين برد اعتبار القبيلة إزاء النهب ودخول المنازل وإخراج النساء والأطفال عنوه ، وقال ضمن كلمته "جئتمونا مطالبين بتسليمكم ألفين فخسرنا شخصين".

حضر الاتفاق الذي تم توافق الأطراف عليه كلا من علي ناصر قرشه وضيف الله رسام ودغسان احمد دغسان أعضاء لجنة الوساطة وعدد من الوجهاء ومشايخ قبيلة بني سعد بساقين.

وبادرت قبيلة بني سعد بتشكيل ثلاث لجان من أبنائها لحل مشاكل أبناء القبيلة تكفيهم عبء الحاجة لتدخلات الحوثيين لفض النزاعات التي تحدث فيما بين أفراد القبيلة في ظل غياب السلطات الرسمية الممثلة للدولة ، كما اسندوا إلى هذه اللجان مهمة تحصيل مبالغ الزكاة من أفراد القبيلة وصرفها على الفقراء في ذات القبيلة نظرا لغياب الدولة وخدماتها عن منطقتهم حسب وصف أبناء القبيلة.

وتقتصر المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة في المنطقة على المساجد الواقعة تحت سيطرة المتمردين فيما أغلقت المساجد ألأخرى التي كانت تقام بها الجمعة من قبل نظرا للقنص الذي يتعرض له كل من يتجه إلى احد هذه المساجد لتأدية فريضة صلاة الجمعة.

وكان أتباع التمرد الحوثي في المنطقة حاولوا الاستيلاء على مشروع المياه وإيراداته الأمر الذي شكل النواة الأولى للخلاف على خلفية رفض أبناء المنطقة لذلك ، أردفوه بإرسال عدد منهم إلى رئيس لجنة الوساطة بصنعاء فارس مناع الذي وجه من جانبه كلا من علي ناصر قرشة ودغسان احمد دغسان عضوا اللجنة بتاريخ 29/12/2008م بسرعة العمل على وقف محاولة الحوثيين الاستيلاء على مشروع مياه قرية "تي قرهد" بساقين أو دخلت وبصوره عاجلة تفاديا للفتنه. . ولكن!!

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد