الرئيس السابق على صالح في حوار مع قناة العربية:

صالح: علي ناصر لم يكن متحمساً للوحدة وعبد الفتاح اُعطي أكبر من حجمه

2013-06-09 04:11:27 أخبار اليوم/ متابعات


بشخصية المقامر يطل الزعيم –كما يحلو لانصاره مناداته- يقول انه يشعر بالارتياح بعد مغادرته للسلطة لكنه يرفض الاعتراف بخلعه منها، مؤكدا انه كان يستطيع البقاء على الكرسي مستندا على القاعدة الشعبية والعسكرية الا انه كان حريص على دماء اليمنيين- حد قوله: "لا يجوز أن أبقى على كرسي السلطة وتحتي نهر من الدماء".
ومن على شاشة قناة العربية برنامج الذاكرة السياسية أظهر الرئيس السابق امس الاول الكثير من التحدي والصلف متناسياً الدماء والمجازر التي ارتكبت خلال الثورة الشبابية السلمية التي خرجت تندد بحكمه وتطالب برحيله، والتصفيات التي ادراها اثناء سنوات حكمه، ويقول: "لقد أتيت للسلطة بطرق ديمقراطية ولم آتى على ظهر دبابة أو انقلاب قبلي أو عسكري"، ويحاول صالح ان يبدو كشاهد سياسي مهووس يقول ما يريده فقط، رافضا أي اسئلة لا تعجبه فيرد على المذيع اثناء مداخلاته:"أنا أقول ما أريد وأنت اسمع ما تريد"، متذكراً الكثير من الاحداث خلال فترة حكمه الـ 33، مشيرا الى عدد من الاحداث لكنه لم يورد أي تفاصيل، متحدثا عن انقلاب الناصريين عليه ووصفه بالانقلاب الفاشل و لم يتحدث عن مصير من تم تصفيتهم ولم يشر الى اين دفنت جثثهم.. اخبار اليوم تعيد نشر نص الحوار..




*ما شعور علي عبد الله صالح رئيساً سابقاً بعد ثلاثة وثلاثين عاماً في الحكم؟
ـ أتقبلها بارتياح كبير، لأن الواحد تخلص من مسئولية كبيرة كانت على عاتقه وهموم كان يتحملها الإنسان ويسهر على أمن البلد واستقراره واقتصاده واستقلاله واستقلال القرار السياسي وتحقيق بنية تحتية وإنجازات اقتصادية.
*لكن البعض يقول إنك أجبرت على أن ترتاح من هذا الهم؟
ـ نتركها للتاريخ، أنا لم أجبر كان بمقدرتي أن أحسمها عسكرياً وشعبياً، لكن لا يجوز أن أبقى على كرسي السلطة وتحتي نهر من الدماء، هذا حرام، لأني أتيت بطرق ديمقراطية للسلطة ولم آتِ على ظهر دبابة أو انقلاب قبلي أو عسكري.
*ثلاثة وثلاثون سنة بقيت بطريقة ديمقراطية؟
ـ نعم واسأل المنصفين والمحللين والكتاب والمثقفين..
*ليس الإعلامين الناقمين؟
ـ هناك إعلاميين مهنيين ممتازين صراحة ومحللين.
*تسملت الرئاسة في اليمن الشمالي في ظروف معقدة وصعبة ودامية بعد اغتيال رئيسين، الغشمي الذي خلف الحمدي من قبله وكلاهم اغتيل.. لماذا وقع الاختيار على علي عبد الله صالح، علماً أنه لم يكن في تلك الفترة الزعيم الشعبي المعروف أو القائد العسكري الكبير حتى في تلك الفترة؟
ـ هذا صحيح، يبدو القدر قدر الإنسان وعلاقاتنا كانت مع الناس طيبة قبل ما أكون في منصب قيادي عسكري أكبر، مما بحث الجمهور وكل القوى السياسية عن من يصلح خلفاً لهذه المرحلة الخطرة.. مرحلة خطرة جداً بعد مقتل رئيسين في خلال سنة واحدة وقالوا لا يمكن أن يحسم هذا الأمر إلا شخصية عسكرية فابحثوا من هو له ثقل عسكري، فتحركت الجماهير من تعز وإب ومن كل المحافظات تنادي بمسيرات إلى مجلس الشعب التأسيسي وذلك بترشيح علي عبد الله صالح رئيساً للجمهورية، على الرغم أنه كنت أنا رافض هذا الترشيح وكنا نفضل أن يكون القاضي العرشي أو الأستاذ/عبد العزيز عبد الغني ولكنهم رفضوا.
*هل يمكن القول أنه بتلك الفترة كان هناك دعم خارجي يحظى به علي عبد الله صالح للوصول إلى الرئاسة؟
ـ في الحقيقة لم يكن لي تواصل مع أي دولة أجنبية سواء كانت عربية أو دولة جارة أو دولة عربية أخرى ليس لي أي علاقات أو ارتباطات بالخارج.
*شهدت بداية حكمك محاولة انقلابية فاشلة من قبل الناصريين، محاولة الانقلاب الناصري المعروف التي فشلت طبعاً وكان هناك انقلابيون من العسكر أيضاً، زملائك في السلاح.. إلى أي مرحلة وصلت هذه المحاولة؟
ـ هي محاولة فاشلة وكنا على علم بها.
*في أي مرحلة علمتم بها؟
ـ علمت بها قبل أربعة أو خمسة أيام.
*قبل التحرك بخمسة أيام؟
ـ نعم ولذلك أنا كنت اعتبرها فاشلة وخرجت من العاصمة صنعاء ونزلت إلى الحديدة وكان يرافقني أحد الناصريين الذين أعدموا، كان وزير العمل وكان هو المرافق والملازم لي وقامت الحركة الانقلابية وتصدينا لهم مع العسكريين وعامة الناس، منهم علي محسن، أركان حرب الفرقة الأولى آنذاك وقائد الحرس الجمهوري اللواء/علي صالح ومحمد عبد الله صالح، قائد الأمن المركزي وغالب القمش، رئيس جهاز الأمن السياسي ووزير الداخلية محسن اليوسفي وعدد من العسكريين تصدوا لها بقوة مثل مدير الكلية الحربية علي العنسي وقائد الجوية محمد ضيف الله.
*يقال أن علي محسن الأحمر كان له الفضل الأكبر في إفشال هذه المحاولة الانقلابية؟
ـ واحد من العناصر الرئيسية ولكنه لا يستطيع لوحده لولا الحرس الجمهوري والأمن المركزي، لولا الشرطة العسكرية بقيادة غالب القمش، يعني كلها تحركت تحرك واحد.
*قلت أنك عرفت قبل أربعة أو خمسة أيام.. كيف كان التحرك ولماذا انتظر التحرك ليتم؟
ـ هناك تواصل بين الناصريين أنفسهم وأن ادعاءاتهم أنهم يخافون من البعثيين وأنه يمكن يكون هناك سبق للبعثيين أن يقومون بالعملية الانقلابية، فهم عملوا سبق بالانقلاب وكانوا متواجدين في معظم أجهزة الدولة، منهم نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية السقاف عنصر أساسي وهو من ذهب إلى ليبيا وأخذ خمسة ملايين دولار وأكثر من بندقية كاتمة الصوت وذلك للتخلص من القيادة السياسية والعسكرية، من علي عبد الله صالح، من عبد الله الأحمر، من القاضي العرشي، من عبد العزيز عبد الغني، من القادة العسكريين كعلي محسن وعلي صالح وغالب القمش والذي سينفذها هو مازال حياً واسمه علي عبد ربه القاضي، عضو في البرلمان الآن.. وهو ممن كانوا محكوم عليهم بالإعدام وفر من السجن إلى عدن، ونصار علي حسين كان محكوم عليه بالإعدام وفر من المعسكر إلى عدن وبعدها تم التواصل، عيناه وزير مفوض في سلفاكيا وعلي القاضي انضم إلى الجبهة الوطنية.
*كيف تم قبول هؤلاء فيما بعد؟
ـ لأنه في إطار المصالحة، في إطار أن نرمي الماضي وراء ظهورنا ونفتح صفحة جديدة لمصلحة اليمن.
*القذافي هو كان المسئول الأول عن محاولة الانقلاب الناصري؟
ـ القذافي وأجهزته الاستخباراتية.
*هل صار نوع من أنواع الأحاديث فيما بعد بينك وبين القذافي عن الموضوع؟
ـ هاجم صنعاء بخطاب وهاجمته أنا بخطاب آخر ورسالة شديدة اللهجة، لكن وجهاً لوجه لا، هو خطب عندما زار جنوب الوطن وقال في خطابه لابد من صنعاء وإن طال السفر وأنا رديت عليه بخطاب وقلت له: إن اليد التي ستطال صنعاء سنبترها ووجهت له خطاباً وقلت له مهمتك عمل تخريبي وليس.. رسالة موجودة في الأرشيف، رسالة شديدة اللهجة وانتهى عند هذا..
التقينا فيما بعد ذلك في مؤتمرات كانت لقاءات مجاملة، لكنه هو يعتبر أنه فشل وأفشلنا مؤامراته ولم يستطع أن يكف أذاه عن اليمن، لكن يقال أذكروا محاسن موتاكم، لأنه ملف كبير كبير.
*ملف الانقلاب نفسه؟
ـ الانقلاب وما بعدها دعم الجبهة الوطنية اليسارية.
*تحدثنا عن من أحبط الانقلاب خصوصاً من القيادات العسكرية والقبلية؟
ـ والقبيلة منهم عبد الله الأحمر وابنه صادق والشيخ سنان أبو لحوم وصالح بن سودة طعيمان والكثير من المشائخ برزوا وكانوا صادقين.
*ما زلت تذكر لهم الفضل رغم ما يسمى بانقلاب عليك فيما بعد أثناء الثورة الحالية؟
ـ أثناء الفوضى نحن نقول لغة الفوضى والحقد والانتقام.
*نتفق على حل وسط وهو الربيع العربي؟
ـ الربيع العربي تسمية أميركية، رغم أنها ليست من صنع الأميركان ولكنها من صنع الوطن العربي ولكن الأميركان ركبوا الموجة.
*الثورة عفوية؟
ـ الثورة عفوية وأنا ذكرت أنها نتيجة الديمقراطية في الوطن العربي؟
*فقط في الوطن العربي، أنت لا تعكس ذلك على اليمن ولا تقبل ذلك على اليمن؟
ـ لا اليمن بلد ديمقراطي أسسنا الديمقراطية والتعددية منذ أن أعلنا الوحدة في عام1990م.
*البعض قد لا يقبل بهذا الكلام عندما يسمعون بقاءك ثلاثة وثلاثين سنة؟
ـ أنا أقول ما أريد وأنت اسمع ما تريد.
*أنا أقول ما أسمعه لكي ترد عليه؟
ـ اسمع لنفس وأنا أقول ما أريد وأنت خذ ما تريد.
*لم يمض كثيراً على حكمك حتى اندلعت حروب المناطق الوسطى التي خاضها الجيش اليمني ضد اليساريين المدعومين من الجنوب.. هل كان الهدف من تصعيد حدة الموقف من قبل اليساريين نقل التجربة الجنوبية إلى الشمال أم استهداف حكمك بشكل شخصي؟
ـ مثل ما قلت في سؤالك الأول أو الخيار الأول وهو نقل التجربة الجنوبية إلى الشمال، لكي تكون تجربة واحدة في إطار الوحدة.
*لم يكن هناك استهداف لـ"علي عبد الله صالح" لأنه رئيس النظام؟
ـ أكيد كان مستهدف، لأنه رئيس النظام.
*دامت الحرب التي خاضوها والتي كانت معظمها حرب عصابات من قبلهم في عدد كبير من المناطق الوسطى ما قاد إلى اندلاع حرب كبيرة في 79م بين الشطرين وقد تدخلت قوة عربية كثيرة يقال في ذلك الوقت لمنع عدن من التقدم أكثر بعد ما كانوا حققوا الكثير من الانتصارات؟
ـ كان الذي وقف بقوة هو الأردن والعراق وسوريا، وقفوا بقوة لأن جبهة التحرير أو منظمة التحرير والجزائر في ذلك الوقت كانوا في تحالف مع ما يسمى بدول الخمس أثيوبيا واليمن الجنوبي والجزائر ومنظمة التحرير والتي وقفت بقوة سوريا والأردن والعراق.
*هل صحيح أن سوريا والعراق هددوا عدن بتدخل عسكري؟
ـ نعم وهذا ما قاله الملك حسين ـ رحمه الله ـ إننا إذا لم تكفوا الاعتداء عن الشمال فسأرسل الفيلق العربي، كان هناك حوار بين الثلاثة الأقطار في شأن الفليق العربي، أيضاً الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت عمل خط أحمر بعدم تجاوز الحدود بين الشطرين.
*سوريا حافظ الأسد.. ماذا سمعت منه؟
ـ نفس التوجه.
*ما كان هدفه.. لأن كل هدف له مصلحة؟
ـ للجمهورية العرية اليمنية ثقلها السكاني والسياسي وحدودها مع الآخرين وأيضاً المملكة العربية السعودية كان لها معنا موقف جيد ودول الخليج في ذلك الوقت، لكن أولئك هددوا بالتدخل العسكري.
*صلح سوريا والعراق في ذلك ما هو هل هي خلافات العقائدية دفعت بذلك؟
ـ بالتأكيد إنه وجود الإخوان في جنوب الوطن في المعسكر الاشتراكي وهم يعتبرون أنه استقطاب اليمن الشمالي إلى المعسكر القومي.
*في تلك الحرب التي بدأنا بالحديث عنها هل صحيح أنك استعنت بالإخوان المسلمين؟
ـ هذا صحيح، لكن حضورهم ليس أساسي، حضور سياسي أكثر، قاتلوا معنا جزء منهم في بعض المناطق الوسطى وفي مقبنة، وكان تحالفهم معتقدين ضد الماركسية هناك انطلق في واجهة هذه الهجمة من الجبهة والمدعومة بالجيش في جنوب الوطن.
أن أحافظ على الجمهورية العربية اليمنية آنذاك وعلى مكتسباتها وعلى ثورتها السبتمبرية، فأتوني حركة الإخوان المسلمين وقالوا سنتحالف معاك ضد الشيوعيين والماركسيين، فأتوا إلي أصحاب الجبهة الوطنية وقلت لهم أوقفوا الاغتيالات والاعتداءات وإسقاط المناطق واحتلال المرتفعات وتعالوا إلى الحوار أفضل من هذا التصرف، لكن لم يتوقفوا عن الزحف وقتل المشائخ والعلماء وكانوا يسيروا بمسارين، مسار النقد والرأي بصحيفة والموضوع الآخر الاستيلاء على المناطق حتى تقرر موقف وصار ما صار.
*يعني هددت الماركسيين بالإسلاميين؟
ـ أكيد.
*قادة هذه الحرب بين طرفين.. من الذي رتب للقمة؟
ـ الإخوان في الكويت هم من دعوا للقمة ونحن لبيناها، وتلبت من عدن وذهبنا إلى الكويت وكانوا الإخوان في جنوب الوطن يرفعوا شعار الوحدة الفورية الاندماجية عقب الحرب وكان الشمال غير مرتب حاله، لأنه حصلت نكسات في الوحدات العسكرية وفي بعض المناطق فكان الشمال يقول ليس هناك مشكلة على الوحدة، لكن ليس في ظل الوهن واتركونا نعيد ترتيب الأوضاع وأتذكر هذه الكلمة قالها العميد/مجاهد أبو شوارب، نائب رئيس الوزراء.. وقد توصلنا مع عبد الفتاح إسماعيل والوفد في جنوب الوطن إلى أربع نقاط هي على أن تستأنف لجان الوحدة أعمالها طبقاً لاتفاقية التضامن وترتب أعمالها وتتخلص "اللجان المشتركة" وواصلت اجتماعاتها وحان وقت اللقاء بيني وبين عبد الفتاح إسماعيل طبقاً لاتفاق الكويت أن يكون في لقاء كل أربعة أشهر لاستعراض ما أنجزته لجان الوحدة.. هناك كان يوجد انقسام في الجنوب جنوبيين جنوبيين وشمالين شماليين عبد الفتاح محسوب على الشمال وعلي ناصر محسوب على الجنوب، فإننا على موعد القمة الثنائية لاستعراض ما أنجزته لجان الوحدة "فحنبنا" في المشكلة أين نلتقي والتواصل إلى الجنوب، قالوا سوف تقتلوا في الجنوب لا توصلوا إلى الجنوب سوف يقتلوكم منهم قالوا أعداء الوحدة كانوا واخذين موقف من المملكة العربية السعودية الماركسيين في الجنوب إنه سوف تتخلص منهم.. طيب تعالوا عندنا، قالوا لسنا آمنين سوف نقتل جميعنا، قلنا من الأفضل أن نلتقي في الحدود، قالوا أيضاً سوف تغتالوا في الحدود أنت وعبد الفتاح إسماعيل، آخرت الشي قدموا مقترح أن نطلع على طائرة لنتباحث في الجو ولم يتم الاتفاق خوفاً من الاغتيال وطرح مقترح بأن نتباحث على سفينة في البحر، قالوا سوف تغرق السفينة، فجاءت حلول بأن عبد الفتاح لا يكن موجود ويكون بدلاً عنه نائب رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى علي ناصر محمد رئيس الدولة بنيابة الأمين العام للحزب رئيس مجلس الوزراء ويطلع مع وفد إلى الشمال وكان على اتفاقية 13 يونيو على ما أعتقد هي هكذا وهي موجودة في كتاب الوثائق واتفقنا على إنهاء العنف والفوضى واللجوء إلى الحوار والجبهة تصدر صحيفتها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل من الشطرين وكان اتفاق جيد.
وكانت هناك لقاءات ودية بيني وبين علي ناصر وكانت لقاءات ممتازة ومثمرة وعملت التعددية بشكل ممتاز إلى أن اختلفوا فيما بينهم في 13يناير.
*الجنوبيين ليش كان عندهم هذا الاستعداد الكبير للوحدة الاندماجية فوراً في تلك الفترة؟
ـ كما جاء في سؤالك أنه سنسيطر على الشمال والجنوب بنظرية ماركسية وعلى أساس كانوا يعتبرون أن اليسار في الجنوب هي الجبهة الوطنية هي أداتهم.
*أنتم رفضتم لأنكم تيقنتم من....
ـ لم نرفض لأنه لا توجد لدينا مشكلة، بل قلنا نؤجل إلى أن يتم ترتيب الأوراق.
*لقاءاتك مع عبد الفتاح إسماعيل كاد يوثق أنه المفكر والمنظر الأول والماركسي خصوصاً في الجنوب والعالم العربي ككل.. كيف توصف شخصية عبد الفتاح إسماعيل؟
ـ أنا لقيته مرتين، مرة في تونس في قمة ومرة أخرى قمة الكويت وهو رجل يقال عليه ليس في هذا الوادي، يعني حملوه كل شيء وهو ليس في هذا الوادي، ليس بهذه الخطورة ولا بهذا الزحم، هو مفكر سياسي مثله مثل أي مفكر سياسي وهناك مفكرين سياسيين أفضل منه، ولكن حملوه ما لا يطيقه.
*علي ناصر محمد تعتقد أنه فعلاً ممكن توثيق تاريخياً أنه جناح متشدد جداً وهذا جناح معتدل جداً من خلال لقاءاتك معهم؟
ـ علي ناصر كان رجل يريد دولة في الجنوب تفكيره وجود دولة جنوبية متطورة وهذه ثقافته مع إيجاد علاقات، لكن ما كان متحمس كثيراً للوحدة، حتى لما جاءت حرب صيف 94م والتقى بي في قطر.. وقلت له عود إلى صنعاء شكل حكومة، لأن القيادة حقك الحزب الاشتراكي انسحب للجنوب، تعال شكل حكومة للوحدة.
*عرضت عليه العودة؟
ـ أيوه، بس ألا تعود إلى اتفاق 81 لإنشاء المجلس الوطني الأعلى وهو نقل المواطنين وإنشاء مشاريع مشتركة، وإلا فالحرب قادمة، قلت له حقيقة هذه الوحدة قد تحققت وأنا أنصحك أن تعود لتشكيل الحكومة، قال مافيش، الحل الوحيد هو تشكيل العودة إلى المجلس الوطني وأنا قد عرض علي من علي سالم البيض أن أعود أكون نائب رئيس جمهورية، قلت له ما عد يسبر تعود نائب وقد كنت رئيس جمهورية، تعال أمسك رئيس وزراء لدولة الوحدة، واتفقنا على هذا الأساس.
*هو طبعاً كان طلع بعد توقيع الوحدة؟
ـ طلع من صنعاء بناء على تفهمه شروط الإخوان في الجنوب.
*عندما نتحدث عن الوحدة فخامة الرئيس أريد أن أتوقف عند العروض اللي عرضها الجنوب في تلك الفترة، يعني قبل توقيع الوحدة بـ11سنة تقريباً هل عرض عليك في ذلك الوقت رئاسة اليمن الموحد فعلاً؟
ـ هي ضمن الاتفاقيات الضمنية، هي بدأت في طرابلس مع القاضي الإرياني، والثقل السكاني في الشمال، فسار شبه العرف أن رئيس الدولة سيكون شمالي ورئيس الوزراء جنوبي، حتى هذا كان في المحادثات مع إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي في قعطبة، أنه على أساس تحقق الوحدة وتنقل العاصمة من صنعاء ومن عدن إلى تعز، ويكون رئيس الدولة إبراهيم الحمدي ورئيس الوزراء سالم ربيع علي وكان الاتفاق على هذا الأساس وقد تم التواصل على أساس أنه يتم تحقيق الوحدة في هذا الإطار حتى إنه قد أشير إلى الحقائب السياسية: الدفاع على الداخلية على الخارجية.
*رغم ذلك استمرت المعارك حتى 82.. شوا السبب اللي خلى المعارك تستمر رغم كل المحاولات للتفاوض والتهدئة؟
ـ كان التراكم في الجنوب، يعتمدوا على المعلومات والأوضاع في الشمال منتهية وكان الشمال يسمى بالرجعي والجنوب التقدمي، وهذه أوضاع متفاقمة وقبلية ومش عارف أيش.
*عفواً حتى لو قطعت حديثك: يحيى المتوكل السياسي اليمني الراحل يقول إن علي عبد الله صالح لم يكن مستريحاً في لقاءه مع عبد الفتاح إسماعيل في الكويت، لأنه شعر أن الآخر يحدثه من موقع المنتصر؟
ـ إذا قلنا ذلك صحيح يعني حق الانتصار، أما كلامه كان ودي وجميل إذا كان في ثقافة إخواننا في الشمال والجنوبين ينطلقوا من هذا المنطلق، أما أنا فلم يكن عندي أي تخوف من هذا النقد أبداً وكلامه كان منطقياً وجميلاً.
*بس كنت مطمئن أنه في الأخير حتى لو لم تستطيعوا صدهم سيأتي دعم عربي؟
ـ لا إحنا كنا معتمدين في المقام الأول على أنفسنا والدعم العربي مكمل وكان عندنا دعم سعودي سخي ودعم عراقي مادي، لكن كنا معتمدين على أنفسنا.
*كنا نتحدث عن علي ناصر محمد الرئيس الأسبق للجنوب، هذا يقودني التطرق للحديث عن أحداث 13يناير1986م الدامية والخطيرة في الجنوب، طبعاً قتل العديد من القيادات وهرب عدد آخر، أتهمت بالضلوع بشكل أو بآخر في هذه الأحداث من خلال دعمك لجناح معين في الجنوب هو جناح علي ناصر محمد؟
ـ هذا خطاب جاء على لسان الأخ/علي سالم البيض إنه كان لي علاقات مع علي ناصر، صحيح كان لي علاقات مع علي ناصر، ومع كل اليمنيين، إلا أنه وجه الاتهام لي أني كنت أعمل انقسام داخلي في المكتب السياسي، يعني ما شاء الله ونفوذ علي عبد الله صالح على هذا الأساس، وأُتهمت أني كنت أدعم علي ناصر، أنا كنت أعمل مع الفلسطينيين أبو إياد أن يعمل على رأب الصدع ومع نايف حواتمة بين الطرفين أن يجنبوا اليمن إراقة الدم، وكان يذهب أبو إياد له لغة مع علي ناصر، ونائب حواتمة له لغة مع البيض، لكن كان التوتر قد هو قائم، والانشقاق كائن وبقدر ما هو عقائدي ماركسي هو قروي ومناطقي والعودة بذاكرتهم إلى ما قبل الاستقلال وما بعد الاستقلال أنه كيف تسلطت مدينة على ثورة 14 أكتوبر في العوالق وجاءت الضالع على ردفان على الصبيحة وكيف تخلصت من هذه المجموعة وكان هو إرث وكانت الماركسية غطاء، لكن ما قدرت الماركسية أن تحل محل القبلية، كانت القبلية هي القوية على الرغم من الثقافة الحزبية للماركسية.. وصل الانقسام إلى أن حصلت أحداث 13يناير الدموية، ما كنا نريد أن تحدث، أنا كان لي علاقة بالطرفين، تحدثت مع الأخ/فضل محسن وهو حي يرزق عضو في المكتب السياسي، قلت مجيء عبد الفتاح إسماعيل من موسكو هو تفجير للوضع، إنصح الأخ/عبد الفتاح إسماعيل ألا يعود الأمور متوترة.. أجاب علي قال: الحزب هو الذي يحميه.. تصاعد الموقف حتى تفجر الوضع.
*تفسيرك للأسباب الحقيقية التي فجرت الموقف؟
ـ انقسام مناطقي.
*بس عندما حصل ما حصل أنت كنت موجود في غرفة عمليات تعز؟
ـ نعم، أول ما تفجر الموقف كنت في طريقي من الحديدة إلى تعز، وقفت في مدينة ميدي وأخبروني وفوجئت بالحدث وحاولت أتصل لعدن أن أجد أحد، ووجدت وكيل الأمن السياسي في عدن اسمه جابر، سألته وأين الأخ علي ناصر، قال ما عندي خبر.. وعلي عنتر؟ ما عندي خبر.. ما حصلت ولا واحد.. وصلت إلى تعز ودعيت إلى اجتماع فوري للمجلس الاستشاري وربما الحكومة شاركت للإطلاع على الأحداث اللي صارت في الجنوب، طبعاً جزء متطرف في الشمال ضغط للتدخل في الجنوب من أجل تحقيق الوحدة، قلت لهم لن يسمح لكم المجتمع الدولي مادام الدولة معترف بها ونحن في إطار حوار لاستعادة الوحدة بطرق سلمية، لا يمكن.
*هل صحيح أن موسكو كانت هي الحذر الأكبر؟
ـ أولاً هذا داخلياً اتفقنا أنه لا تدخل في الجنوب، لكننا نناشد الطرفين تحكيم العقل واللجوء إلى الحوار وكان التواصل بيننا وبينهم على هذا الأساس، طبعاً طرف علي ناصر كان يطلب التدخل وإحنا اعتبرنا تدخلنا مستنقع مثلما تدخلت سوريا في لبنان طالما هي دولة لا زالت مستقلة في الوقت الذي قد عرض عليهم الوحدة الفورية مع علي ناصر في 81 ورفضوها، كيف نحن نجي ندخل الآن.. موسكو جاءنا نائب وزير الخارجية الروسي وقال هذا خط أحمر، أي التدخل، قلنا هذا قرارنا دون أن يملى علينا من موسكو.. في حقيقة الأمر هذه بلادنا ما تقدر أي قوة تمنعنا، لكن أحنا قد قررنا من أنفسنا.
*فخامة الرئيس: حيدر العطاس كان له تصريحات ما دخلت في تفاصيلها في الواقع ولكن حملك بطريقة أو بأخرى مسئولية تفجير الأوضاع في الجنوب.. كيف ترد؟
ـ أرد عليك باختصار: أي إنسان فاشل سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً أو اقتصادياً يحمل علي عبد الله صالح قبل الوحدة وبعد الوحدة، وبعد تسليم السلطة المسئولية تحصل انحدار السيول في العاصمة صنعاء إلى مقر المعتصمين يقولون هذا حركها الرئيس صالح (عفاش) بين قوسين جدي عفاش.
*شوا تعليقك صحيح على هذه الكلمة؟
ـ عفاش جدي شيخ كبير
*سمعت بعض اليمنيين يقولون هذي عائلة ثاني غير عائلة الأحمر؟
ـ عائلتنا عائلة عفاش أكبر شيخ كان.. وحفيدي عفاش ونحن نعتز بكل من نادنا يا عفاش، لأنه أصلاً قريتنا اسمها بيت الأحمر..
*أنا أسمع التظاهرات: سوف تحاكم يا عفاش؟
ـ معليش يقولون، هذا عفاش هو شيخ العشيرة والقرية هي تربة حمراء، فكلها يسموها بيت الأحمر..
*نرجع لموضوعنا، حيدر العطاس كما قلنا حملك بعض المسئولية وأنت رديت علي، بس هناك من يقول أنك طبيعي تتحمل بعض المسئولية لأنك استقبلت وحضنت علي ناصر محمد بعدما اتهم بتفجير الأحداث؟
ـ كويس، احتضنت علي ناصر محمد احتضان كامل بالعسكريين النازحين والمدنيين وعاملناهم كدولة، لأنه كان الضغط علينا من علي نصار وجماعته ليش أنتم ما تهتموا بنا مثلما كنا مهتمين بالجبهة الوطنية في الجنوب، لكن كان طموح علي ناصر وجماعته نعود بهم إلى الجنوب تحت القوة والتدخل العسكري، رفضت.
*كانوا يريدون عمل مخطط عسكري وبعدين يصير في وحدة كاملة؟
ـ نعم، كان هذا مخطط علي ناصر وإحنا رفضنا التدخل على طول واحتضناهم بمعسكراتهم، عاملنا اللجنة المركزية والحزب والوزراء مثلما كانوا يتعاملوا في الجنوب كدولة.
*بس أفهم أكثر تفسيرك لاستقباله يعني كونه هو المتهم بالتفجير؟
ـ أنا استقبلته لأنه يمني وأنا لازم أستقبله، إلى أين يروح، هم كانوا جناحين متصارعين، ما أستطيع تحميل علي ناصر كل المسئولية، كانوا يتصارعون وتقاتلوا.
*هو المفروض تاريخياً أن جماعته اللي أطلقت النار على القيادة؟
ـ هذا فيما بعد، لكن إحنا نعرف أنه في فتنة مسبقاً، والانقسام كان داخل الحزب والجيش والشرطة والجمهور، من الذي يسبق الأول هو الذي ينتصر.
*في عندي معلومة تاريخية بس مش مدققة صراحة، يقال أن عبد الفتاح إسماعيل يعني لا يزال لغز مقتله وأنه لم يعرف بالضبط كيف قتل؛ هل كان ـ بما أنك كنت تعز ـ في معلومات دقيقة عندك؟
ـ عبد الفتاح إسماعيل في رواية إنه خرج من اللجنة المركزية وركب على عربة مدرعة BMB وكان خارج من التواهي وجاء له كمين من البحرية وقتلوه، وفي رواية أخرى أنه جناح علي سالم البيض الذي تخلص منه عندما كان السفير الروسي يتصل ويبحث عن عبد الفتاح إسماعيل والآن يبحث عن علي سالم البيض وجماعته وأنهم تخلصوا منه.. هذين الروايتين اللي كانت في الجنوب.
*الكمين الأول يعني التخلص بالطريقة الثانية من علي سالم البيض كما هي الرواية الثانية والأولى.. كمين من مين؟
ـ رواية تروي أن عبد الفتاح كان خارج مع عربة مدرعة وتقطعوا له أمام البحرية وقتلوه، والرواية الثانية أن السفير الروسي كان يتواصل مع اللجنة المركزية ويريد أن يخاطب عبد التفاح إسماعيل، فاجتمعوا مجموعة مع علي سالم البيض قالوا كيف يحكمونا ويخربونا في الجنوب يالا نخلص منهم.
*شوا كان المخطط عند علي ناصر محمد عندما تدخل هذه الجماعات وتقوم بإطلاق النار بهذه الطريقة ما هو الهدف.. التخلص من هذه القيادات؟ إجباركم على التدخل؟
ـ علي ناصر موجود حي يرزق ويتنقل ما بين القاهرة ودمشق..
*أول شي كان عندك؟
ـ كان عندي بس أنا أعتبره مش لاجئ، بلده.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد