بينما علاو يستنكر تجاهل الحكومة لإثبات قضية السفينة بشكل قضائي سليم وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة ..

رئيس مصلحة خفر السواحل: كانت شحنة مخيفة وكافية لتدمير اليمن والمنطقة بأكملها

2013-02-16 15:52:25 أخبار اليوم/ رصد خاص


  • جميح:إيران تسعى إلى زعزعة الأمن القومي العربي وتشكيل دويلة داخل اليمن
  • الصلاحي: السفينة الإيرانية ليست بالمفاجأة وتهريب الأسلحة لليمن يتم منذ عشر سنوات

السفينة "جيهان 1" سفينة إيرانية تم القبض عليها قبالة السواحل اليمنية والتي كانت تحمل بداخلها معدات قتالية متطورة وأسلحة لا تستخدم إلا في المعارك التي تعنى بين حرب الجيوش وليس للبيع والشراء، والتي كانت مهداة للحوثيين من قبل دولة إيران الداعمة والمساندة لحركة الحوثي في اليمن.
وحول هذه القضية التي أثارت الرأي العام وتناولتها عدد كبير من الصحف المحلية والدولية والمواقع الالكترونية، وأخذت جدلاً واسعاً للبحث في أبعاد ودلالات هذه القضية، استضافت قناة اليمن الفضائية في برنامجها "بشفافية" خلال الأيام الماضية كلاً من العميد/ علي راصع, رئيس مصلحة خفر السواحل والدكتور/ فؤاد الصلاحي, أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء والباحث الاجتماعي في قضايا التغيير الاجتماعي والنهضة الأستاذ/ جمال الملكي، وأيضاً عبر الهاتف الدكتور/ محمد جميح والمحامي/ محمد ناجي علاو..
للحديث حول هذه القضية الهامة والتي تمس الأمن القوي لليمن.. "أخبار اليوم" تنشر أهم ما جاء في هذا الرصد.

ضبط السفينة:
بدأ الحديث العميد راصع بتوضيحه كيف تم كشف الأسلحة على السفينة الإيرانية, قائلاً: إن ما ساعد على اكتشاف السفينة المحملة بالأسلحة هي الحمولة المهولة من السلاح والتي من المستحيل أن تكون هذه الكمية موجهة لليمن فقط ولكنها موجهة لليمن والدول المجاورة.. مضيفاً: ما ساعد أيضاً في عملية الاكتشاف هي المعلومات الأمنية والتعاون الدولي فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة وتهريب المخدرات، حيث انه عند تلقي المعلومة الأمنية تم تتبع هذه السفينة.
وأوضح أن السلطات العمانية عند تفتيش السفينة لم يجدوا سوى مادة الديزل واتضح لهم أن السفينة تقوم بتهريب مادة الديزل دون الانتباه أن في سطح السفينة فتحات غير ظاهرة على سطح السفينة الواحد، منوهاً بأن السفينة صممت بهدف تهريب الأسلحة وبالتالي لم يكتشفوها في السلطنة العمانية. متابعاً حديثه بالقول: لكن نتيجة أن هناك معلومة أمنية كانت لدينا "السلطات اليمنية"تم الانتظار حتى تم دخول السفينة إلى المياه الإقليمية اليمنية ومن ثم تم القبض عليها وتم تفتيشها تفتيشاً أولياً واكتشفت من ثم تم نقلها إلى السواحل اليمنية "عدن" وفتشت تفتيشاً دقيقاً، حيث تم إفراغ بعض خزانات الوقود ووجدت فتحة أدت مؤشراً إلى أن هذه الفتحة تؤدي إلى فتحات داخل السفينة حيث توجد الأسلحة، حيث تم فتح فتحة على سطح السفينة ومن ثم استخراج الأسلحة, بالإضافة إلى القبض على طاقم السفينة والذين كانوا يحملون الجنسية اليمنية.

ساحة صراع:
 من جانبه قال الدكتور/ فؤاد الصلاحي إن هذه العملية ليست بالمفاجئة, لأنها ليست الأولى وان تهريب الأسلحة لليمن كان يتم منذ عشر سنوات تقريباً بعلم الجميع والتي كانت ربما لظروف معينة نتيجة للصراعات داخل البلد وخاصة في السنتين الأخيرتين.
وأشار إلى أن اليمن يجب أن تكون دولة موحدة في وحدتها الأمنية والعسكرية وان مثل هذه العمليات السالفة ذكرها من قبل العميد راصع يجب أن تقوم بها الاستخبارات اليمنية والأمن القومي وخفر السواحل، بدلاً من أن تأتي المعلومات من جهات خارجية، متسائلاُ عن دور أجهزتنا الأمنية في حماية أمن البلاد دون الاستعانة بعناصر خارجية.
وأوضح الصلاحي أن التدخلات في اليمن كثيرة, ليس من قبل الإيرانيين فقط بل هنالك تركيا والسعودية وقطر منذ سنوات، حيث كانت هذه التدخلات سياسية ومالية, ثم كانت في السابق صفقات عسكرية ربما محدودة من الكلاشنكوف للبيع في الأسواق المحلية ومن ثم تصل إلى هذا الأمر الذي نمر به.. مضيفاً بقوله: ربما لأن قد وكر في ذهن البعض إقليمياً ودولياً أن اليمن أصبحت ساحة للصراعات الإقليمية والدولية كما كانت العراق في السابق وبيروت في مرحلة سابقة، ولان كل مراكز البحث العالمية تنظر إلى اليمن على أنها دولة فاشلة وأن هنالك استحقاقاً لهذه الدول الإقليمية أن تشعل حرباً بالوكالة.
وأكد الدكتور الصلاحي أن اليمن إزاء صراع إيراني خليجي بشكل عام وإيراني روسي كمحور وأميركي سعودي كمحور آخر، وأنهم ينظرون لليمن على أنها أصبحت سانحة بان تكون ساحة للصراعات ومن ثم تتوادد لكل هذه القوى الدولية والإقليمية مجموعة في الداخل والتي تريد أن تستوعب هذا الكم الهائل من السلاح، منوهاً بأنه قد يكون هناك مشروع استقوى في الداخل لغرض نموذج سياسي معين.


موضع قدم إيراني
وفي مداخلة هاتفية للدكتور محمد جميح، أشار فيها إلى أن إيران تتوخى من تسريب هذه الأسلحة لليمن ليكون لها موضع قدم, خاصة في ظل قلقها المتزايد من ذهاب حليفها السوري وبهذا تريد أن يكون لها موضع قدم في جنوب الجزيرة، منوهاً بأن إيران تسعى إلى زعزعة الأمن القومي العربي عن طريق خاصرته التي تعتقد أنها رخوة في المنطقة الجنوبية من الجزيرة العربية والتي هي اليمن, بالإضافة إلى حلفاء إيران في اليمن "الحوثيين" والذين يريدون أن يشكلوا من خلالهم دويلة داخل دولة اليمن.
وفي ذات الإطار أوضح جمال المليكي أن إيران تسعى للتوسع الإقليمي, لأنها ترى نفسها إمبراطورية.. مضيفاً بقوله: إذا نظرنا في عقيدة المفكر السياسي الإيراني كدولة قائمة تمهد لما يسمى بالمهدي المنتظر وترى أن اليمن تظهر منها الراية اليمانية وان اليمن بعد استراتيجي لظهور الهدف وهذا من الناحية الفكرية، ومن ناحية سياسية فمن مصلحة إيران أن تصنع لها مسرحاً في اليمن لممارسة الضغوط لتحقيق أهدافها.
من جانبه دعا الدكتور الصلاحي الدولة اليمنية بأن لا تكون مرتبطة من باب التبعية لدول الجوار, لأنه عند تصاعد الصراع بين السعودية وإيران قامت اليمن مع السعودية ضد إيران، ويجب أن تكون اليمن دولة مستقلة وهذا من أهداف الثورة.. مضيفاً: هنالك دولة مسئولة عن السيادة في الداخل ويجب أن تكون لها الكلمة الأولى في العلاقات الخارجية وأن تكون العلاقة في إطار استحقاقات الشعب اليمني ومصالح الشعب وليس لنخبة وارتباطاتها.

أسلحة مهولة:
إلى ذلك أكد العميد علي راصع أن هنالك معلومات مؤكدة بأن شحنة الأسلحة المضبوطة أتت من إيران، موضحاً أن السفينة خرجت من إيران وتم تسليمها من احد الإيرانيين لطاقم السفينة، وان طاقم السفينة كانوا في إيران لمدة أكثر من شهر وهذا الكلام موثق- حسب قوله.
ووصف راصع هذه الشحنة من الأسلحة بالمخيفة, مستدلاً بقوله: هذه الكمية من المتفجرات والسلاح بالأطنان وأن كمية السي فوا "اللواصق" كمية أكثر من خمسة ملايين طن من هذا النوع، وهناك ثلاثة أنواع من المتفجرات، مثل قذائف صاروخية مداها 20كم وصواريخ مداها أكثر من خمسة كيلو متر ومضادات طائرات.. مستنتجاً من هذا بأن لا نستبعد أن تكون هذه الصواريخ للتصعيد لحرب قادمة ولاستهداف الطيران السعودي واليمني من قبل الحوثيين، مؤكداً بأن هذه الشحنة كافية لتدمير اليمن والمنطقة بأكملها.
 
أين هي الدولة؟!
وفي مداخلة هاتفية استغرب المحامي محمد ناجي علاو, رئيس منظمة هود، موقف الحكومة اليمنية تجاه هكذا قضايا وبعد ثبوت كل هذه الصفقات من الأسلحة الموجهة لليمن ولدعم تمرد معروف أو جماعات مسلحة معروفة ومن ثم لا تعمل جاهدة بأن تثبتها بشكل قضائي سليم وتقدم المسئولين عنها ومن تصدر إليهم إلى المحاكمة حتى ولو كانوا فارين من العدالة ومن ثم يتخذ موقف دبلوماسي وسياسي واضح تجاه الدولة التي تصدر الموت لليمن.
وأضاف أن من حق اليمن إذا ما وجدت أن هذا الدولة تستقوي بشكل من الأشكال بإمكانيات أنصارها في الداخل أن تستعين بالمجتمع الدولي, خاصة وأن اليمن تقع اليوم تحت الرعاية الدولية وفقاً للمبادرة الخليجية وأن العالم اليوم يسعى لاستقرار اليمن.
وفي ذات السياق أفاد الدكتور الصلاحي بأن دخول هذه الكميات الهائلة من الأسلحة إلى اليمن تؤكد أن النظام السياسي الكبير "الدولة والحكومة" ليست من أولوياتها حماية الأمن القومي اليمني وأن الأحزاب في الدولة, منشغلين في الصراع على السلطة.. منوهاً بأننا أمام حكومة محاصصة وغنيمة.. مضيفاً أن هناك قوى حركية مسلحة معروفة في شمال اليمن وفي جنوب اليمن وجميعهم يستقوون بالسلاح وبوضع اليد من أجل الدخول في الحوار, كلاً بيده قوى معينة لفرض شروط.
وفي سياق الحدث تساءل الصلاحي بقوله: أين هي الدولة الوطنية التي تحمي هذا البلد وتتحمل مسئوليته بشراكة مع أفراد الشعب بشكل عام؟ وهل لدى الحكومة اليمنية رؤية استراتيجية لهذا الأمر، ما لم كيف سيدخلون الحوار إذا لم يكن لهذا النظام رؤية حقيقية لبناء هذا الكيان السياسي القانوني الذي يجب أن يتعالى على القبيلة وعلى الطائفية والمذهبية؟.
وبهذا الصدد ذكر العميد راصع أن اليمن في حاجة لتقوية وتعزيز الأجهزة الأمنية سواء فيما يتعلق ببنيتها الأساسية أو ما يتعلق بمتطلبات العمل أو فيما يتعلق بموازنة تشغيل هذه النواقص.
ويقول جمال الملكي إن النظام السابق كان يبتز بملفات أمنية ونحن اليوم ندفع ضريبة هذا الابتزاز على مستوى القاعدة وعلى مستوى العلاقات مع الجوار.
وأضاف بقوله: إن على الشعب اليمني أن يمتلك مشروعاً وأن على المجتمع بكامله أن يضغط على كل القوى بأن تتجه نحو الحوار بجدية.. معللاً ذلك بأننا إن استطعنا أن نخرج من هذا الحوار برؤية استراتيجية وبمشروع استراتيجي سنعالج اشكاليتنا المحلية، مؤكداً أن المجتمع اليمني هو الكفيل الأول إذا كان قوياً بمواجهة كل الأخطار.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد