إب.. إدارات معطلة

2013-01-31 15:18:34 استطلاع/محمد علي المقري


المكاتب الحكومية وجدت من أجل خدمة المواطنين وتقديم الخدمات الكاملة واللازمة والواجبة لهم بدون أي تقاعس أو تخاذل أو استعلاء وخدمة الوطن والمواطن هي الهدف الرئيسي لوجود هذه المكاتب في جميع دول العالم التي تحرص على خدمة مواطنيها.
المكاتب الحكومية في محافظة إب ماذا عنها؟ هل تؤدي الواجب الملقى على عاتقها بكل أمانة؟ وهل تقدم خدماتها للمواطنين بكل سهولة ويسر وبدون إيجاد العراقيل؟

التقينا به
بين الزحام وسط مكتب الأحوال المدنية بمدينة إب التقينا المواطن/ ج الجعمي الذي الذي للتو حصل على بطاقته الشخصية.. الا انه شكى لنا وبكى من تأخر معاملته للحصول على بطاقة شخصية، حيث قال: لقد مر أكثر من شهر وأنا أعامل للحصول على بطاقة شخصية ولكن دون جدوى.. وقال كل مرة يقولوا لي: "سير وجي بكره أو بعده".
 وتنهد جميل قائلاً: تدري يا أخي أن هذه البطاقة كلفتني أكثر من ستين ألف ريال ما بين قيمتها التي وصلت إلى ثلاثين ألف ريال ورشاوي ومعاملة ومصاريف.
 وأضاف جميل أين هي الدولة من ذلك؟ معاملة للحصول على بطاقة تستغرق شهرين, ذلك من جرائم القرن.
وبحسب شكاوى المواطنون إلينا فقد زاد الروتين الممل والتعقيد وازداد الفساد في إدارة الأحوال المدنية بإب وشكا لنا المواطنون بأن المواطن المسكين الذي ليس له وسيط ولا يمتلك حق بن هادي فلن يتمكن من الحصول على البطاقة الشخصية إلا وقد شاخ.
عذر أقبح من ذنب
المسئولون بالأحوال المدنية يعزون تأخير المعاملة في الحصول على البطاقة الشخصية إلى تعطل آلة الطباعة، وهو عذر أقبح من ذنب.. المواطنون في إب يناشدون القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية/عبد ربه منصور هادي بوضع حل عاجل لذلك وإدراج قضية عدم حصولهم على البطاقة الشخصية بكل يسر وسهولة ضمن قضايا مؤتمر الحوار الوطني الشامل لكل قضايا الوطن الصغيرة والكبيرة.
إلى مكتب الخدمة المدنية
خرجنا من مكتب الأحوال المدنية متجهين إلى مكتب الخدمة المدنية وأثناء دخولنا إلى هذا المكتب وجدنا شاباً يبكي بباب المكتب والناس متجمعون حوله، اقتربت من الشاب وأخرجت منديلاً من جيبي ومسحت عنه دموع عينيه.. واخبرني بكل بؤس: أنا شاب من أسرة بسيطة لا تمتلك الجاه ولا المال ولا النفوذ والوساطة, سنوات عدة مرت وأنا مقيد بالخدمة المدنية بدون أن ينزل اسمي، مللت الانتظار وغزى الشيب رأسي وتوظف زملائي من بعدي وأنا لازلت بانتظار الوظيفة التي لم تأت بسبب أنني لست ابن محافظ أو ابن شيخ أو ابن مسئول وبسبب أنني لا أمتلك خمسمائة ألف ريال أدفعها رشوة حتى يتم إنزال درجتي الوظيفية.
 تابع الشاب حديثه بالقول لو كنت أملك خصلة من تلك الخصال لكنت توظفت ومن أول سنة لتقييدي ملفي ولكن لأنني غلبان بن ضبحان فقد وضعوني في آخر القائمة وقدموا أبناء الأبهات والمتخمين وأصحاب الكروش.
قال الشاب ان سبب حزنه الرئيسي هو عدم حصوله على المواطنة المتساوية.
إلى إدارة أمن المحافظة
ذهبنا إلى إدارة أمن المحافظة وهناك وأمام مكتب مدير الأمن وجدنا العشرات من المواطنين يبحثون عن الأمن الضائع والعدل المفقود والقانون المضروب شكا لنا المواطنون, عدم قدرة الأمن على إحضار غرمائهم رغم امتلاكهم توجيهات مباشرة من النيابة ومن مدير أمن المحافظة, إلا أنها كما قالوا تظل حبراً على ورق.
 أحد المواطنين وبعد أن علم أني صحفي هرع إلي قائلاً يا صحافة أنتم السلطة الرابعة, ابني قتل قبل أكثر من سنة وأربعة أشهر وإلى الآن والجناة فارون والأمن لم يستطع إحضارهم, رغم امتلاكي لعدة أوامر واضحة وصريحة من قبل مدير الأمن والنيابة والمحكمة وعدة مرات وأنا أقابل مدير الأمن وأحصل منه على توجيهات متتالية بإحضار الجناة ولكن توجيهاته لاتنفذ, على الرغم من أن الجناة يسرحون ويمرحون على مرأى ومسمع من الأمن..
المواطن/ محمد طه القاضي تابع حديثه قائلاً: ولدي ضياء كان عمره 17 سنة حين قتل وقد قتل من قبل مجموعتين مسلحتين تقاتلتا وسط شارع البرج العام بمدينة إب, وكان واقف فوق بسطته ولم يتمكن من الهرب فاخترق رصاصهم جمجمته وتوفي في الحال, فرت المجموعتان المسلحتان وتركتا ولدي قتيلاً ملطخاً بدمائه وذهب بروحه البريئة الطاهرة ضحية للانفلات الأمني الذي كان حاصلاً واشتد في تلك الفترة.
 وقال القاضي: أحمل مدير الأمن مسؤولية عدم إلقاء القبض حتى الآن على الجناة المعروفين لديه وأحمله عدم تنفيذ أمر النائب العام, ودم ولدي أمانة في عنقه, كونه المسؤول الأول بالمحافظة عن ضبط المجرمين والقتلة وتوفير الأمن والاستقرار, نحن نعرف الجناة ولكن نحن ملتزمون بالنظام والقانون ونريد من الأمن والجهات المختصة تنفيذ ذلك وإحضارهم إلى قفص العدالة هذا هو مطلبنا الذي عجز الأمن عن تنفيذه حتى اللحظة.
 انتهى القاضي من حديثه, لاحظنا تواجد عدد كبير من المواطنين الباحثين عن الأمن, استمعنا إلى شكاويهم, مواطن نهبت أرضه, وآخر سرقت سيارته, وثالث قتل ولده.. و.. و.. الخ, كلهم يبحثون عن الأمن والإنصاف والعدالة.. فيا ترى متى سيجدون ذلك؟
على طاولة مدير الأمن
شكا لنا مواطنون من أبناء مدينة إب من انتشار العصابات الليلية التي تتناول الحبوب والحشيش وتقوم بالغناء والرقص, في حارات الجبانة الوسطى والسفلى والمدينة القديمة وتزعج أمن واستقرار السكان وعوائلهم وتضايقهم, خصوصاً وهذه العصابات تمارس أعمالها الغير أخلاقية والمخلة بالآداب العامة من بعد منتصف الليل حتى الخامسة فجراً, فيوقظون النائمين من نومهم ويزعجون المسنين والمرضى, فأين هو الأمن؟ وأين هي دورياته الليلية التي ليس لها وجود إلا بجوار منازل مسؤولي المحافظة الكبار؟.
إلى القضاء والمحاكم
المحاكم في مدينة إب هي الأخرى تكتظ وبشكل يومي بأعداد كبيرة من المواطنين وكلهم يبحثون عن قضاء عادل ونزيه يكون أساسه الحق, وقد شكا لنا عدد منهم من المماطلة واللامبالاة وتأخير الجلسات وعدم التسريع في التقاضي, وقالوا إن هناك قضاة يتعمدون التطويل لقضايا المواطنين لأغراض في نفوسهم.
هرمنا من المحاكم
أحد المواطنين وأمام محكمة شرق إب قال لي: لقد هرمنا من المحاكم والشريعة والقضاء غير نزيه وعندما لا يوجد العدل يكون الضحية المواطن الضعيف.. وأسمعني هذا المواطن أبيات شعرية تقول:
الحاكم الظالم ألف الرضيع
قصده معاش والرشاوى وافية
والمواطن المنكوب ما حد له سميع
غير القيد والضرب وليلة حامية
وكم يا أحكام مخزوعة خريع 
في ذمة القاضي وأوراق المية
في دهاليز المحاكم ترمى قضايا المواطنين وهي بحاجة إلى التسريع في البت فيها, فاعوجاج القضاء وانحرافه والتأخير في إجراءات التقاضي سمة سيئة من سمات القضاء في بلادنا بصورة عامة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد