أثار قرار محافظ تعز شوقي هائل باتخاذ مجلس استشاري من الشيوخ استياءً واسعاً أوساط أبناء المحافظة, في الوقت الذي يحلم شباب الثورة بدولة مدنية خالية من روح القبيلة والمشيخة التي حاول شوقي أن يعيد انتهاجها في الحالمة التي عرفت بمدنيتها أكثر من أي محافظة أخرى.
الأوساط الثورية ترى أن المحافظ بدأ بالتخبط مبدياً عجزه عن إدارة المحافظة والبعض عده انتكاسة وأبناء تعز يعلنون رفضهم هذا الإجراء سيما في المحافظة التي طالما عرفت بأنها عاصمة للثقافة منذ عقود وعرف أبنائها برفضهم للقبيلة.. في هذا الاستطلاع نرصد لكم عدداً من الآراء.
يقول رئيس المجلس الثوري بساحة الحرية بتعز سابقا ضياء السامعي إن قرار شوقي بتشكيل هيئة استشارية من المشائخ يعكس حقيقة تخبطه وعجزه عن إدارة محافظة مدنية مثقفة وانه كان الأجدر به أن يحدث تغييراً حقيقياً في مفاصل السلطة التنفيذية ويتخذ قرارات شجاعة لا الهروب بأساليب كهذه.
وأضاف: مع تقديرنا لشريحة المشائخ, إلا أن القرار يعد ردة اجتماعية وانتكاسة مدنية ونحن اليوم بحاجة إلى تغيير وفقاً للكفاءات والتخصص في المواقع التنفيذية أولاً ثم الاستشارية.
وتساءل: هل تعز اليوم بحاجة إلى أولويات مثل هذا القرار وهي في حالة خدمية ومؤسسية يرثى لها فضلاً عن الوضع الأمني؟
قوى رجعية
واستنكر وليد الوتيري القرار,متسائلاً: هل ما ينقص تحقيق الدولة المدنية في تعز الثقافة هيئة مشائخ؟!
وأضاف: في أكثر من لقاء بالمحافظ شوقي هائل سمعته يتحدث عن التجربة التركية والهندية والأوربية في إصلاح القطاعات الخدمية والمؤسسات.. فهل كانت هذه هي التجربة الدنمركية في تعز؟.. لا أعتقد ذلك بل هي التجربة "العفاشية" في إدارة البلاد سابقاً.
وأردف: يحاول المحافظ شوقي هائل تكوين قاعدة شعبية من خلال المشائخ تكون مساندة لسياساته وتدعم إدارته لشؤون المحافظة, وبذلك يتم تهميش دور القوى السياسية والثورية والتي تفخر تعز بأنها الرائدة فيها.. وأقول له تعز ناضلت من اجل الحرية والديمقراطية كثير وقد اختارت من وقت كبير المسار الديمقراطي والدولة المدنية وقد تخطت مراحل التبعية والانجرار وراء رغبات الشيخ فلان والسيد علان, فلا تحاول أن تكون قائد القوى الرجعية التي تحاول جاهده إفشال أحلامنا في دولة مدنية يسودها النظام والقانون.
أما نجيب شرف فقد قال: إن تشكيل مجلس الشيوخ أمر مرفوض جملة وتفصيلاً, لأنه يتعارض تماماً مع أهداف الثورة في بناء دولة مدنية تقوم على العدالة والمساواة والمشيخة وهو عائق كبير جداً أمام خطط التنمية والنهضة وتحقيق العدالة الاجتماعية ويساهم في تقوية الجهل والفساد وكل مخلفات النظام السابق وسيضطر الشباب للتصعيد الثوري ما لم يتراجع المحافظ عن قراره الذي يجسد الاستبداد والطغيان ويتجاهل المؤسسات والقانون.. وسنضطر لرفع سقف مطالبنا برحيل المحافظ إذا لزم الأمر وأصر على موقفه.
مشكلة بقرار رسمي
ويرى الإعلامي محمد يوسف العديني أن المشكلة ليست من قبل المشايخ, بل المشكلة أن تكون بقرار رسمي وإحياء روح التسلط التي انتهت بتعز من بعض المشائخ الذين اعتادوا إخضاع الناس واستعبادهم وخاصة بالقرى التي مازالت تعاني لدى بعضهم وهذا ما جعل الكثير من الشباب يستغرب من المحافظ أن يدعو إلى تطبيق القانون وتاسيس الدولة المدنية والحكومة الالكترونية ثم يصدر قرار عمل لجنة من المشائخ اللذين بعضهم لا يفهمون كلما سبق بل ربما لم يسمعون به بل وربما البعض لايقرأ ولا يكتب.. وفي النهاية إلى أين سيذهب هذا القرار بتعز؟.
من جانبه محمود القدسي يقول: مواقفنا ترفض رفضاً قاطعاً المشيخة ونحن شباب الثورة سنواصل الرفض من خلال المسيرات وتوعية المجتمع بمخاطر هذه الفكرة المشوءمة وبالعزيمة والإصرار نقدر علي إيقافها بإذن الله.
ويتفق معه حمزة الهاشمي, مضيفاً إن هذا القرار يجعلنا نشعر أن ثمة قوى بجانب المحافظ تتربص بالمدينة الهادئة المثقفة ويزعجها أن تكون تعز منبراً لتصدير ثقافة المدنية والقانون إلى المحافظات الأخرى .
وتابع: أعتقد أن الكل يعلم ما سيترتب على تشكيل هذه الهيئة من تعميق للمشيخة ونفوذها في تعز؛ ففي النظام القديم كان الشيخ يحكم بدون قانون أو هيئة يعمل تحت ظلها، الآن هذا القرار عمق لحكم المشيخ وأتى لنا بهم تحت عباءة الهيئة الاستشارية المُقَنَنَة, وبعد أن يأتي المشيخ بقرار رسمي بالتأكيد أن هذا يعرقل قيام دولة القانون بعيداً عن سلطة المشيخ ونفوذه .. كما يترتب عليه تشجيع حكم المشيخ في مناطقهم، فحين يكون الشيخ الفلاني عضواً في هذه الهيئة الاستشارية ، هذا بدوره يعمق مكانته في منطقته ويجعل من نفسه هو القوة والقانون .. بالتالي أشد ما أخافه هو أن تكون لنا نماذج عديدة من الجعاشن في تعز مستقبلاً.
وأكد: هذا استخفاف من المحافظ شوقي بثورتنا العظيمة التي أتت لتبني دولة مؤسسات لا دولة مشايخ وأفراد.
ينافي التوجهات المدنية
أما الإعلامي عبد القوي العزاني فقال : إن هذا القرار منافٍ تماماً لتوجهاته المحافظ المدنية وتطلع أبناء تعز الرافض لهيمنة المشيخ وثقافة القبيلة, انه قرار يطعن في فكرة مطالب شبابية في إسقاط نظام المشيخ والقبيلة بصنعاء كمركز لنظام حكم اليمن فإذا به يقدم لتعز, الحداثة التي انتفضت كثيراً ضد المليشيات المشيخية المسلحة.
وأضاف: البعض قد يقول إن المحافظ شوقي هائل أراد بهذا القرار دعم وبسط وتعزيز الحالة الأمنية بالمحافظة على اعتبار أن هؤلاء يمثلون ثقلاً اجتماعياً قد يساعد السلطة المحلية في بسط الأمن والاستقرار، ولكن هذه السلطة كانت قد عقدت مؤتمراً في رمضان هدف أيضاً لجمع المشيخ وتوقيعهم على ميثاق شرف يهدف لذات الغرض .
وأوضح العزاني أن معالجة المحافظة للحالة الأمنية ليس باستمالة المشائخ على هذا النحو, فقد سئم الشعب اليمني تغليب هذه الثقافة على حساب بسط وفرض هيبة النظام والقانون الذي ثار من أجله شباب اليمن وقدموا أرواحهم لدولة مدنية حديثة حقيقية يكون فيها المشائخ جزء من الشعب وبنفس القدر في الحقوق والواجبات بل وحتى لقب المشيخ يكرس للتمييز صارخ ومرفوض في أدبيات شباب فبراير، والمطلوب من هؤلاء المشائخ الباسطين على سلطة وهيبة وثروة الوطن منذ نصف قرن أن يصحوا ويخضعوا لدولة فبراير المنشودة وعليهم كذلك أن يمتثلوا لقانون منع وحمل السلاح وأن يسلموا ما عليهم للسلطات الأمنية من مخازن سلاح متنوعة الأحجام والمصادر, بالمقابل على المحافظ أن يبادر بتشكيل لجنة لجمع أسلحة المشائخ, عوضاً عن تشكيل لجنة تحفظ هيبة المشائخ على حساب هيبة الدولة.
أما بندر الحداد قال: إن تصرفات المحافظ ومشيخة المحافظة تعني جاءت فقط لاجهاض التغيير الذي خرجنا من أجله.
فيما تساءل محمد المخلافي: هل نعتبر هذا القرار اعترافاً بعجز الحكومة وغيابها؟.
خلط أوراق.
وقالت أنيسة الحمزي الناشطة في الثورة الشبابية: هناك أطراف عديدة تسعى جاهدة لاستغلال الأحداث في تعز وخلط الأوراق وإشاعة الفتن لتفكيك روابط الثورة بذريعة أن الثورة ولت ومضت وما من مبرر لبقاء الساحات, يفتحون الأبواب لأزلام النظام السابق المفسد لاستعادة ما خسره بعد زلزال الثورة ولا يزال هؤلاء يعيشون في مفاصل الدولة العميقة ويتحركون بدواليبها الخفية .
ودعت كل الهيئات والقوى المنبعثة من رحم الثورة لأن يستمروا ولابد أن يفعلوا حضور الثورة ويحموا مكتسباتها التي يراد مصادرتها والالتفاف عليها, مادامت قوى النظام مستمرة بالإفساد فلابد من استمرار الهيئات والقوى التي تشكلت أثناء الثورة المقاومة وكف الأذى عن الشعب الذي اكتوى ومازال يكتوي بنار جورها وفسادها ثلاثة عقود.
شوقي صالح..
وقال وديع الشيباني أن شوقي هائل الآن يمارس نفس أسلوب صالح فيستجلب الشيوخ ويرضيهم ليجعل منهم مستشارين.. شيوخ لا يعرفون حتى فك الحروف فكيف بهم بمواقع استشاريين.
وأضاف: لم أكن أتوقع من شوقي هائل أن يقع بهذا المطب الكبير ليدمر ويهد ما بناه أبناء تعز طوال العقود الماضية، كنا نشكو مظاهر السلاح بالفترات السابقة في مدينة تعز فزاد الطين بله بأن يضيف لنا مصيبة أعظم بقراره هذا تعز تحتاج للعقول لكي تبنيها وتعيد إليها ألقها ومجدها.. ولا تحتاج لشيوخ ليزيدوها دماراً فوق الدمار الذي تسبب به قيران والعوبلي والصوفي.
شبعنا مشيخة
ومن جانبه موسى القدسي قال: تشكيل هذه اللجنة وهذا القرار هو ضربة في خاصرة المدينة المدنية (تعز), هو استهتار, بالثورة الشبابية اللشعبية اليمنية التي انطلقت وبدأت شرارتها من هذه المحافظة الحالمة التي ظلت لعقود تحلم بأن تعم المدنية كل مدن اليمن الحبيب وظل أبناء تعز ينشرون الوعي والعلم والتحضر وعرف أبناء تعز بوعيهم وتحظرهم وسلميتهم فلن ولن نسمح لهذا المحافظ بتحويل تعز من عاصمة الثقافة إلى عاصمة المشيخة.
وأضاف: للأسف الشديد شوقي هائل الذي استبشرنا به خيراً لقيادة المحافظة نحو المستقبل المنشود, كونه من أبناء المحافظة ومن أعرق الأسر في تعز وفي اليمن واشتهرت عائلة الحاج هائل سعيد بالمدنية والنظام والقانون, للأسف راح حلمنا أدراج الرياح, فما عدنا نريد من هذا المحافظ تحويل تعز إلى دبي- كما وعدنا- ولكن صرنا نقول له ارحل عنا يا شيخ فنحن شباب الثورة سننتفض ضد هذا القرار وضد المشيخة, فقد بدأنا حملة نازل من أجل منع مشيخة تعز وسنستمر إن شاء الله ضد المشيخة, شبعنا مشيخة, شبعنا مشيخة, فلم نجد منهم إلا المآسي لهذا الوطن الحبيب.
منظومة فساد
من جانبه قال عبدالله الشرعبي: يخطئ شوقي هائل إن كان يعتقد بأن رموز التسلط المشيخية التي يحاول إعادتها للواجهة ستكون جزءاً من منظومة الفساد التي يراهن عليها لإعاقة التغيير وإجهاض الثورة الشبابية وقتل مشروع الدولة المدنية والذي سيضمن له بالتالي ديمومة مصالحه الاحتكارية الغير مشروعة القائمة على الاستغلال والتفرد والشراكة مع منظومة الفساد, فتلك المرحلة قد انقضت وطوت صفحتها الثورة الشبابية السلمية.
ودعا يوسف الراسني شباب الساحات إلى التصعيد حتى يتم التراجع عن هذا القرار فتعز بأبنائها الأبطال قادرون على إلغاء هذا القرار.. وقال: نطالب شوقي هائل بأن يعدل بين أبناء هذه المحافظة أو أن يرحل..
أما احمد المشرقي فقد قال : هذا الموقف من المحافظ محاولة لإرضاء جميع الأطراف والذي طرح هذا المقترح خبيث, لكونه استهدف معقل الدولة المدنية باليمن (تعز)، وربما رأى في ذلك أن يكون المستشارون من أهل الحل والعقد وأعتقد انه بهذا العمل سيرضي جميع الأطرافاً يكون بذلك رمى عصفورين بحجر وهو بذلك أخطأ خطأ فادحاً لكون ذلك يضرب الدولة المدنية التي ينشدها الثوار بدءاً من تعز الحالمة.