الآف العائدين من النزوح في أبين..

حاجة ماسة لزيادة حجم المساعدات ومراكز الصرف والتوزيع

2013-01-15 15:47:47 رصد/نايف زين


ندما نتحدث عن موضوع العائدين من أشهر النزوح والمعاناة من أبناء أبين وبشكل خاص أبناء زنجبار وخنفر، فنحن هنا نتحدث عن الآف بل عشرات الآلاف العائدين إلى جعار وزنجبار والكود وباتيس والحصن وعمودية والجول والمخزن والمسيمير والخاملة وغيرها الكثير والكثير من المناطق والقرى والتجمعات السكنية.. ومع واقع العودة اليوم والظروف المعيشية الصعبة والواقع المرير الذي فرضه عام ونيف من التشريد والنزوح لعشرات الآلاف من أبناء أبين ومع إطلالة العام الميلادي الجديد2013م تظل هناك حاجة ملحة لعدد من المحطات والوقفات التي نسلط الضوء من خلالها لاحتياجات ومتطلبات هؤلاء وما تم تقديمه من مساعدات ومعونات.. وما هو مطلوب في الفترة القادمة فيما يتعلق بزيادة كميات المساعدات الغذائية والإيوائية بما يشمل الآلاف وغير ذلك من المواضيع الأخرى المهمة
معاناة واحتياجات
صحيح أن الواقع مستتب والأوضاع متحسنة، إلا أن احتياجات ومعاناة المواطن في أبين ماثلة ولا يقلل منها أو ينكرها في جوانب كثيرة ما زادها وضاعفها ما حل بأبين.. من نتائج وآثار يجدها الزائر والمتلمس لأحوال وأوضاع الناس في قرى ومناطق ومدن أبين.. وحرصاً مننا على النقل المستمر والميداني لأحوال واحتياجات الآلاف من أبناء المحافظة المنكوبة قمنا في هذا العدد وفي هذه المحطة بالتركيز على موضوع ما تم تقديمه من مساعدات غذائية وإيوائية في الأيام والأسابيع الماضية وما هو المطلوب في الفترة القادمة، إضافة إلى تسليط الضوء على عدداً من الجوانب والأحاديث التي وجدناها والمرتبطة بهذا الجانب، على أن نسلط الضوء على جوانب أخرى في محطات قادمة إن شاء الله.
الناس في ظروف صعبة
بداية التقينا بالأخت/فاطمة علي والتي تحدثت عن موضوع المساعدات وما تم تقديمه قائلة: يا أخي الناس في مناطق وقرى أبين وتحديداً زنجبار وخنفر ولودر وغيرها من المناطق الأخرى في ظروف صعبة.. وموضوع توزيع المساعدات مثلما نعرف يرتبط بقاعدة البيانات الموجودة في الوحدة التنفيذية التي تشمل "أبين وعدن ولحج" وهذه القاعدة تحوي عشرات الآلاف من الأسماء والأرقام للنازحين وبكل تأكيد انتقال الوحدة التنفيذية إلى زنجبار وانتقال الجمعيات والمنظمات لتوزيع المساعدات إلى أبين سهل على المواطن العائد وخفف عنه مشقة الذهاب إلى عدن وبكل تأكيد برز ويبرز دور كبير واستثنائي لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية فيما يتعلق بعملية الصرف والتوزيع وهذا يعود إلى الخبرة الإدارية وسنوات العمل الميداني والانضباط في العمل، وهذا شيء لمسه المواطن في زنجبار.. هناك جوانب قصور وأخطاء محدودة ولكن النجاح كان هو العنوان.
جمعية الإصلاح وآلية جيدة
إن جئنا لنرى حضور منظمات المجتمع المدني منذ ما بعد التطهير في قرى ومدن ومناطق أبين سنرى حضوراً متبايناً لعدد من المنظمات والجهات المانحة، إلا أن الحضور الأكبر والأبرز هو الحضور الذي سجلته جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية والتي وقعت عقداً مع منظمة الغذاء العالمي لتوزيع عشرة آلاف حالة عبارة عن مواد غذائية ووفقاً للكشوفات المقدمة للجمعية من قبل الوحدة التنفيذية على أن يكون فترة التوزيع لها 25يوماً وبعد ذلك تم مضاعفة الكشوفات المقدمة من الوحدة التنفيذية للجمعية لتصبح الحالات19494 ومن نقطة صرف واحدة ونقطة توزيع واحدة مقرها الإرشاد الزراعي/جعار ومدرسة الثورة جعار..
واتخذت الجمعية آلية التوزيع بحسب الحروف الأبجدية، إلا أن الأيام والأسابيع الفائتة شهدت توافد أعداد كبيرة من المستفيدين ما يزيد على آلف مستفيد تقريباً توافد على مراكز الإرشاد الزراعي بجعار من كل المناطق من زنجبار وجعار والكود والخاملة والمسيمير والحصن وباتيس وغيرها الكثير والكثير من مناطق أبين.. ولكم أن تتخيلوا المنظر والكثافة والازدحام وساعات طويلة من الطوابير تبدأ من ساعات الفجر الأولى ولا تنتهي بالساعات المتأخرة من الليل وضاعف أعضاء ولجان جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية ساعات العمل وكان تحدياً نجحوا فيه بعد أن تمكنوا من صرف17550 حالة وما تبقى من المقرر صرفه في اليومين القادمين.
منظر مؤلم وزحام شديد
بكل تأكيد كان المنظر مؤلماً ومأساوياً ووضعاً إنسانياً عان منه الآلاف وتحديداً النساء وكبار السن وفي وقت كانت عملية التوزيع تتم في مديريات عدن من عدة نقاط للصرف والتوزيع على مستوى المديرية في عدن، تم حشر الآلاف في نقطة توزيع واحدة ونقطة صرف واحدة ومع هذا فإنني أتقدم
الأخ/علي صالح يوسف "مواطن" تحدث قائلاً: كغيري من الكثيرين توجهت إلى مركز الإرشاد الزراعي بجعار ومثلما ترى الناس توافدوا من مناطق كثيرة ومتعددة لاستلام مستحقاتهم من المساعدات الغذائية من مركز "الإرشاد" وموضوع نقطة صرف وتوزيع واحدة أمر غير كافٍ ويفرز إشكاليات كثيرة للجان الصرف والتوزيع ويسبب متاعب ووجع قلب للمواطن.. نثمن دور ودعم منظمة الغذاء العالمي التي قدمت هذه المساعدات، آملين من المنظمة استكمال من تبقى واستمرارية تقديم هذه المساعدات في ظل الظروف المعيشية الصعبة للغالبية العظمى من المواطنين.
وعن موضوع الصعوبات الماثلة أقول بأن الزحمة الشديدة وعدم فتح نقاط صرف وتوزيع كثيرة من الصعوبات الماثلة، كما أن عدم ترتيب المواطنين لأنفسهم يمثل بحد ذاته مشكلة كبيرة.. وبالنسبة لبرامج العمل وتعامل لجان الصرف والتوزيع فقد كان ممتازاً وبذل عشرات العاملين جهوداً ليلاً ونهاراً.. ولعل من الجدير ذكره هنا هو أنه لأول مرة تقريباً يتم صرف وتوزيع أكثر من 19ألف حالة "مواد غذائية" وإن كانت هناك من جوانب قصور أو إشكاليات حصلت فنأمل أن يتم معالجتها في المرة القادمة.
موقعان رئيسان
الأخ/عبده علي حسن ـ من منطقة الكود، يتحدث قائلاً: في الحقيقة نثمن ونقدر دور صحيفة "أخبار اليوم" على هذه الاستضافة وفيما يتعلق بموضوع توزيع المساعدات للمواطنين العائدين من النزوح أقول أولاً بأنني أثمن وأقدر كل جهد يهدف إلى التفاعل مع موضوع العائدين من أشهر طويلة من النزوح إلى مناطق ومدن وقرى خنفر وزنجبار ومثلما هو معروف شهدت الأيام الأولى من شهر يناير2013م، إضافة إلى أواخر ديسمبر2012م، توزيع المساعدات الغذائية والإيوائية من خلال موقعين رئيسين في مدينة جعار، الموقع الأول هو توزيع المساعدات الغذائية من قبل جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية وبدعم من منظمة الغذاء العالمي وذلك في مركز الإرشاد الزراعي ومدرسة الثورة بجعار.. أما الموقع الثاني فهو توزيع مساعدات غير غذائية "فرشان وبطانيات وأدوات منزلية" من قبل جمعية التكافل الإنساني وبإشراف وتنسيق الوحدة التنفيذية.. وحقيقة هناك الآلاف من مواطني أبين استطاعوا أن يحصلوا على مساعدات وآخرين إلى الآن لم يستطيعوا أن يحصلوا على مساعدات وبكل تأكيد هناك حاجة ماسة خلال الأيام القادمة إلى إعادة توزيع المواد الغذائية والغير غذائية ومزيداً من الترتيب.. شاكرين للمحافظ ومدير عام المديرية وللجان الشعبية والشخصيات الاجتماعية وائمة المساجد وأعضاء المجالس المحلية وغيرهم دورهم في التفاعل مع احتياجات ومتطلبات ومشاكل المواطنين العائدين من النزوح.
جهود كبيرة وعدد من الصعوبات
في سياق التغطية الإعلامية لهذا الموضوع التقينا بالأخ الأستاذ/منصور ناصر ـ مشرف التوزيع ـ وقال لا يسعنا في البداية إلا أن نقدم اعتذارنا الشديد للمواطن عن أي جوانب قصور حصلت وهذا طبعاً خارج عن إرادتنا، فمثلما تعرف أخي العزيز كانت المدة قصيرة والحالات كثيرة والمستفيدون من مناطق ومدن وقرى كثيرة ونقطة توزيع صرف واحدة ومع هذا عملنا كل ما استطعنا وبذلنا كل ما في وسعنا نهاراً وليلاً وراضين عن عملنا ومؤكدين على أننا سنعمل على معالجة أي جوانب قصور في حال استمرارية المشروع.. ونحب هنا أن نؤكد بأن "الجمعية "هي جهة منفذة وفقاً للعقد الموقع مع منظمة الغذاء العالمي والكشوفات التي تسلمناها تشمل 19494 حالة والمواد الغذائية هي عبارة عن "كيسين دقيق ـ 10كيلو فاصوليا ـ 5كيول سكر ـ كيلو ملح ـ 12كيلو فول الصويا" وقبل التوزيع الذي بدأ في 18/12/2012م قمنا بإنزال إعلان توضيحي عبر صحيفة "أخبار اليوم" الغراء بتاريخ 17/1/2012م.. واجهنا إشكاليات في الكشوفات ونقصاً في البيانات للمستفيدين.. كما أن هناك قلة قليلة تقوم بتمزيق الكشوفات من الجدران، ما زاد ضغط العمل علينا.
المواطن والتزام الانضباط
هناك حاجة إلى فتح مزيد من نقاط الصرف والتوزيع مع كثرة المواطنين المتوافدين على الموقعين من كل مناطق وقرى ومدن أبين وتحديداً خنفر وزنجبار.. هناك ضغط بشري وكثافة كبيرة للمواطنين.. هناك آلية جيدة جداً من قبل جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية في اعتماد التوزيع والصرف وفقاً للحروف الأبجدية.. كما أن اعتماد جمعية التكافل الإنساني على آلية التوزيع بحسب المناطق هي آلية جيدة أيضاً، إلا أنه مطلوب زيادة مراكز التوزيع والصرف لهذه المساعدات.. ولا نستطيع أن نقول بأن الأمر على ما يرام بشكل عام، بل هناك جوانب قصور وسلبيات ولكن هذا لا يجعلنا إلا أن نثمن ونقدر كل من عمل ويعمل في سبيل توزيع المساعدات المختلفة على عشرات الآلاف من المواطنين.. كما نأمل من المواطن أن يتحلى بالمسؤولية ويلتزم بالانضباط ويبتعد عن العشوائية، آملين من كل قلوبنا استمرارية توزيع المواد الغذائية والإيوائية مع وجود أعداد كبيرة من المواطنين لم يحصلوا على المساعدات وآملين من القائمين على التوزيع والصرف تحسين الأداء في عملهم، إضافة إلى إدراج المواطنين الذين لم يدرجوا في قاعدة البيانات.
فتح عدد أكبر من مراكز التوزيع والصرف
ما يلاحظ أثناء عمليات توزيع المساعدات المختلفة في أبين تحول المناطق إلى "خلايا نحل".. عشرات الشباب العاطلين عن العمل يعملون في إطار اللجان وكذا في مجالات النقل والتحميل وغيرها من المجالات الأخرى.. عشرات السيارات والعربيات تظل في حركة مستمرة منذ ساعات الصباح الأولى ومع توقف مراكز الصرف والتوزيع خلال الأيام القليلة الماضية تظل الحاجة عاجلة لإعادة فتح هذه المراكز والتوزيع لمن لم يستفد من المساعدات.. هناك حاجة لفتح عدد كبير من مراكز الصرف والتوزيع في إطار مناطق أبين وتحديداً خنفر وزنجبار، فمن غير المنطقي والمعقول والمقبول توافد المواطنين إلى مركز أو مركزين.
ونؤكد من خلال هذا الاستطلاع الشكر والتقدير الذي نرسله لكل من أسهم ويسهم في التفاعل مع احتياجات المواطن في أبين العائد من أشهر طويلة من النزوح والمعاناة.. كما نأمل تلافي جوانب القصور والسلبيات التي حصلت في الفترة السابقة، مثمنين دور المحافظ ومدراء عموم المديريات وأعضاء المجالس المحلية والوحدة التنفيذية للنازحين وجمعية الإصلاح الخيرية وجمعية التكافل الإنساني والإخوة أكرم باجراد وياسر عباس والأستاذ/ناصر باجنوب والكثيرون ممن لم تسعني الذاكرة لذكرهم.. وإلى لقاءات قادمة إن شاء الله.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد