مدير مؤسسة مياه أبين المهندس/ صالح بلعيدي لـ"أخبار اليوم"

هناك أخطاء وسلبيات سابقة نعمل على معالجتها في المؤسسة بما يخدم إيصال مياه الشرب لجميع المواطنين

2012-12-27 09:18:46 حاوره/نايف زين


قال الأخ المهندس/ صالح محمد صالح بلعيدي ـ المدير الشاب الجديد للمؤسسة العامة للمياه بمحافظة أبين ـ إن معظم المناطق والقرى في إطار مديريتي خنفر وزنجبار وصلتها مياه الشرب وهناك مشاريع جارية ومشاريع قادمة في هذا الجانب.
وأكد في الحوار الذي أجرته معه صحيفة "أخبار اليوم" أن هناك رؤى وخططاً وبرامج تم وضعها فيما يتعلق بمياه الشرب ضمن شبكات مؤسسة المياه/ أبين، مشيراً إلى موضوع القوة العاملة ضمن إطار المؤسسة والمعالجات التي تمت وستتم بما يخدم تطوير أداء وعمل المؤسسة.. حول هذه المواضيع وغيرها كانت لنا هذه الحصيلة:
 


× بداية سنسألك عن موضوع مياه الشرب وما مدى وصولها اليوم إلى مواطني زنجبار وخنفر؟
ـ أحب في البداية أن أشكر صحيفة "أخبار اليوم" على تطرقها الدائم إلى معاناة ومشاكل واحتياجات وتطلعات أبناء أبين في شتى المجالات.. وبالنسبة لسؤالك حول موضوع مياه الشرب في إطار شبكة المؤسسة العامة للمياه الممتدة في إطار مديريتي زنجبار وخنفر ومدى وصول مياه الشرب إلى المواطنين في إطار مدن ومناطق قرى هاتين المديريتين، فأستطيع القول بأن حوالي 85% من المناطق التابعة للمؤسسة قد تم تغطيتها بالمياه ولم يتبقى لنا سوى ثلاث قرى تقريباً لم يصلها الماء ومن المتوقع خلال فترة اقصاها شهر أن يتم إيصال مياه الشرب لهذه المناطق بالكامل.
× نريد أن نعرف ويعرف القارئ موضوع المشاريع التي هي قيد التنفيذ اليوم.. إضافة إلى المشاريع القادمة؟
ـ لدينا مشاريع قيد التنفيذ ومشاريع قادمة في إطار المؤسسة وقد حرصنا أثناء البدء بتنفيذ المشاريع وفقاً لمبدأ الأولوية وبدأنا ببعض المشاريع الهادفة التي سيلمس المواطن آثارها فور الانتهاء منها.. لدينا أهم المشاريع الحالية مشروع الخط الناقل للمياه من محطة اليروا إلى زنجبار وهو أحد المشاريع الاستراتيجية للمياه وهو حالياً قيد التنفيذ، يتم العمل والتنفيذ بموجب دراسات المشروع الألماني ومن المتوقع بعد الانتهاء من هذا المشروع أن يكون لدينا مخزون تموين من المياه، سيتم تسخيره عبر غرفتي التحكم في زنجبار وجعار لتغطية أي نقص في المياه سواءً في جعار أو زنجبار أو ما جاورهما وذلك من خلال التواصل مع هاتين الغرفتين.. ومن المشاريع التي هي قيد التنفيذ أيضاً مشروع خزان خرساني معلق بسعة 150م3 وخط ناقل للمياه إلى الخزان من بئرين مستقلين من حقل "آبار السّمة" بما يكفل القضاء على مشاكل انقطاعات المياه عن هذه المنطقة التي عانت من انقطاع مياه الشرب لأكثر من أربع سنوات.. علماً بأن الخزان سيغذي باجدار وزنجبار.. إضافة إلى ما ذكرت من المزمع البدء بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل محطة الروا مع محطة التوليد والشبكة الكهربائية وتوريد مولد بقوة "واحد ميجا"، إضافة إلى استعادة جميع آبار المحطة التي تم الاستيلاء عليها من قبل المزارعين وهذا بتنسيق الأخ/ محافظ المحافظة الأستاذ/ جمال العاقل مع اللجان الشعبية.. إضافة تأهيل جميع المباني والغرف، وهذا المشروع سيشكل نقلة نوعية في إيصال خدمة مياه الشرب إلى المواطن بصورة لم تشهدها المحافظة من قبل، إضافة إلى عدد من المشاريع الهامة التي لا يتسع المجال لذكرها.
× ماذا عن المشاريع القادمة؟
ـ مثلما تعرف مديريتا زنجبار وخنفر واسعتان جغرافياً وهناك زيادة سكانية وتوسيع عمراني إضافة إلى هجرة الكثير من المناطق والمديريات الجبلية في إطار أبين إلى هاتين المديريتين، إضافة إلى موضوع استمرارية عودة النازحين وكل هذه الأمور، إضافة إلى عملية التوسيع في الشبكة، كل هذا يجعلنا نقول بأن هناك مشاريع أخرى قادمة أفضل ذكرها والحديث عنها في وقت آخر وفي فرصة أخرى.
× مشكلة القوة العاملة في إطار المؤسسة العامة للمياه/ أبين من أكبر وأهم المشاكل حسب ما يعرفه الكثيرون هنا في أبين.. فإلى أين وصلت هذه المشكلة والمعالجات؟
ـ أوافقك الرأي في هذا، ففيما يخص القوة العاملة للمؤسسة، فهذه المشكلة تمثل أبرز المعوقات التي تحول دون قدرة المؤسسة على تقديم خدماتها بالشكل الأمثل والأفضل وبدأنا منذ تولينا مهامها قبل أشهر بمعالجة موضوع أولئك الذين لم تتم إحالتهم إلى التأمينات منذ أكثر من أربع سنوات، حيث قمنا بطرح قضيتهم على الأخ المحافظة فور وصوله إلى المحافظة وقد تفضل مشكوراً بمخاطبة الأخ/ رئيس الجمهورية وذلك لمعالجة أوضاعهم في المالية؟!.. وبالفعل استكملت الإجراءات بخصوصهم ونحن الآن بصدد إحالتهم إلى التقاعد ليستلموا مرتباتهم من البريد ابتداءً من يناير 2013م إن شاء الله..
وما ذكرته يتعلق بفئة معينة من القوة العاملة، أما بشأن تضخم القوة العاملة الأساسية، وكذا العاملين بنظام التعاقد، فلدينا جملة من المقترحات والحلول سيتم مناقشتها مع الأخ المحافظ.
× كيف تقيمون ما تم تقديمه للمؤسسة من قبل المنظمات والجهات الحكومية وغير الحكومية؟
ـ إن جئت لترى واقع وظروف محافظة أبين قبل أشهر، فهو واقع صعب ومؤلم جراء ما شهدته من أحداث وتطورات انعكست بشكل سلبي على كل الجوانب بما فيها المؤسسة وشبكة المؤسسة وجئنا على واقع صعب ووجدنا تفاعلاً محدوداً يتمثل في تقديم بعض المولدات والمضخات، حيث قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خمسة مولدات، إضافة إلى قيامها ببناء سورين لبئرين في زنجبار وقدمت منظمة يمن العطاء خمس مضخمات وخمسة مولدات وحالياً يتم التنسيق مع منظمة أوكسفام لتحديد بعض الاحتياجات.. شاكرين كل من تفاعل من هذه المنظمات والجهات مع المؤسسة العامة للمياه وآملين من هذه المنظمات مزيداً من التفاعل، إضافة إلى المنظمات والجهات الأخرى القادرة على مساعدتا في العمل المتواصل والمستمر والميداني خدمة لمواطني أبين وتحسين خدمة مياه الشرب.
× مؤسسة مياه أبين ـ وهذا ما يقوله المواطن ـ تحتاج إلى النهوض من جديد، فقد عانت طوال سنوات فائتة من انتكاسات وجوانب قصور وأخطاء.. هل من رؤى وتصورات ودراسات للارتقاء بأداء هذه المؤسسة؟
ـ لدينا العديد من الخطط والبرامج والرؤى الحالية والمستقبلية التي نسأل الله أن يوفقنا ويعيننا على تنفيذها بما يعود بالنفع للصالح العام وإيصال هذه الخدمة التي لا غنى عنها للمواطن وقد بدأنا بتنفيذ البعض منها وكانت النتائج إيجابية ونطمح إلى إيصال مياه الشرب للمواطن في إطار المديريتين.. وبالنسبة لانقطاعات المياه وأسباب هذه الانقطاعات التي كان يعاني منها المواطن طوال سنوات، أقول بأن لهذه الانقطاعات أسباباً أبرزها غياب الرؤى والدراسات والتصورات الصحيحة المبنية على أسس علمية، فإيصال مياه الشرب إلى هذه المنطقة أو تلك يتطلب منظومة عمل متكاملة تبدأ من الرؤى والدراسات والتوزيع الصحيح للمياه...
× "مقاطعاً": ماذا عن الارتقاء بالجوانب الأخرى في المؤسسة إدارياً ومالياً وعملاً وظيفياً وميدانياً.. علماً بأن هذه المؤسسة كانت مرفقاً إيرادياً ناجحاً؟
ـ سآتي للحديث عن كل هذا، فأرجو أن تترك لي الفرصة.. وأقول إن تركيزنا فيما مضى من أشهر وحالياً والفترة المقبلة يتركز على ضمان وصول خدمة مياه الشرب بشكل كامل إلى مواطني المديريتين.. هذا بشكل أساسي وبالنسبة للأمور الأخرى والرؤى والتصورات والدراسات الأخرى الهادفة إلى الارتقاء بأداء المؤسسة تأتي كخطوة ثانية ونحن على ثقة كاملة بأن معظم القضايا والمشاكل والرؤى الهادفة للارتقاء بأداء وعمل المؤسسة ستحقق النتائج التي نرجوها، خصوصاً وأن الأخ المحافظ يبدي تجاوباً منقطع النظير تجاه قضايا وشؤون المؤسسة.. ونشير هنا إلى نقطة مهمة، ألا وهي أن مؤسسة المياه كغيرها من المؤسسات الإيرادية التي يعتمد نشاطها وتحسين أداءها على استتباب الوضع الأمني بالمحافظة وعودة الحياة الطبيعية بإطارها العام والشامل، فقيام الأجهزة الأمنية بشكل كامل بأداء مهامها سيسهم في خدمة كل الجوانب دون استثناء.. ومن هذه الجوانب عودة الكثير من المؤسسات والمرافق الخدمية.. وطبعاً اليوم الوضع متحسن ولكنه غير مكتمل بشكل كامل ونجدها هنا فرصة لشكر اللجان الشعبية التي أدت وتؤدي مهاماً كبيرة وتذلل أمامنا كثيراً من الصعوبات خصوصاً في جانب حماية الآبار وأمنها.. مثمناً كذلك توجه مجلس الوزراء والقرار الذي أصدره بأعضاء المواطنين في أبين من أي مبالغ مالية سابقة.
× ما أعرفه مهندس/ صالح أن هناك عملية تلاعب في مياه الشرب فيما مضى على حساب المواطن.. فما هي المعالجات؟
ـ استطيع القول بأن هناك العديد من السلبيات والأخطاء التي كانت تمارس بشكل عام ولكننا عبر منبركم نؤكد بأننا سنقوم بمعالجتها في حدود الإمكانيات المتاحة لدينا إن شاء الله.
ـ حدثينا عن موضوع الآباء والمضخات الموجودة اليوم في إطار مديريتي خنفر وزنجبار؟ وهل هي كافية لإيصال مياه الشرب للمواطن؟ وماذا عن شبكتي المياه القديمة والجديدة والتداخل بينهما؟
ـ بالنسبة لكمية المياه المنتجة من الآبار الموجودة حالياً نستطيع القول بأنها تلبي احتياج المواطن، فمثلاً زنجبار يحتاج سكانها إلى عام 2015م ما كميته "80 لتر في الثانية". وذلك حسب دراسات المشروع الألماني والكمية المنتجة من الآبار حالياً 75 لتراً في الثانية.
إلا أن التضاريس واختلاف المناخ لبعض المناطق دعتنا إلى تخصيص آبار جديدة تكون مستقلة لعدد من المناطق كمنطقة باجدار مثلاً..
وبالنسبة للجزء الثاني من سؤلك أقول بأنه فعلاً تم تنفيذ شبكات جديدة في عدة مناطق دون أن يتم فصل الشبكات القديمة وهذه الشبكات القديمة أصبحت تشكل ضرراً في أغلب المناطق وتؤدي إلى ضياع كميات من المياه ومن الممكن اتخاذ الحلول المناسبة التي تستند إلى رؤية فنية وهندسية لضمان عدم إهدار المياه وهذا الموضوع مطروح ضمن أولوياتنا في العمل.
× ما هي خططكم وبرامجكم القادمة؟ وكيف تقيمون تفاعل قيادة المحافظة؟
ـ لدينا العديد من الخطط والبرامج والمشاريع ونسأل الله أن يوفقنا ويعيننا على تنفيذها بما يعود بالنفع للصالح العام وقد بدأنا بتنفيذ البعض منها وكانت نتائجها إيجابية والفضل في ذلك بعد الله يعود للتفاعل والتجاوب الذي يبديه الأخ المحافظ لتذليل أية صعوبات، وكذا التفاعل من الأخ وزير المياه والبيئة الذي يتواصل معنا بشكل مستمر..
× هل من مشاكل ومعوقات تواجهونها في عملكم؟
ـ لا أخفي سراً إن قلت بأن أغلب المشاكل والمعوقات التي تواجهنا تواجه المحافظة بشكل عام ومتى ما تمت المعاجات العامة سينعكس هذا على أداء ونشاط المؤسسة وهناك بعض المعوقات والصعوبات التي تواجهنا بشكل مستمر، إلا أنه يتم التغلب عليها بالتنسيق مع الأخ المحافظ..
× قبل أشهر عقد اجتماع جمعكم بالأستاذ/ محمد سالم باسندوه والأخ/ جمال العاقل في عدن، تم إقرار النصف الأول من الدعم المقدم من الخطة العاجلة لمؤسسة للمياه.. فهل تم إقرار النصف الثاني؟
ـ قبل أشهر تقدمنا بدراسة توضح مدى ما تحتاجه مؤسسة المياه بأبين من مشاريع وما تعانيه من مشاكل في انقطاعات المياه وقد تمت الموافقة على هذه الدراسة بما يعرف بالخطة العاجلة ولازلنا حتى الآن نعمل في إطار النصف الأول والدعم المقدم لهذا النصف وعند انتهائنا منه نتوقع تعزيزنا بالجزء المتبقي، خصوصاً وأن مديريتي خنفر وزنجبار شاسعتا المساحة وكبيرتان في السكان وعملنا عمل ميداني مستمر ولدينا عشرات الآبار وشبكة طويلة في إطار المؤسسة..
× نشكرك على هذه الفرصة وهذا الحوار وكلمة أخيرة تود قولها؟
ـ نشكركم وسعيد بهذه المقابلة وتسليط الضوء على جملة من المواضيع والنقاط المهمة والبارزة، آملين تعاون الجميع وعودة الأمن والاستقرار بشكل كامل لما يخدم مصلحة المواطن في شتى الجوانب.. متمنياً لـ"أخبار اليوم" التوفيق والنجاح.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد