د.قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني: (الجزء الأول)

قبل الدخول في الحوار علينا التخلي عن السلاح وعدم التلويح بالقوة والرئيس هادي هو المعني بتحديد معرقلي العملية السياسية وعليه ان يقول ذلك بمسؤولية

2012-12-17 06:23:33 أخبار اليوم/ خاص


قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني إن المشكلة الحالية في اليمن هي أزمة ثقة بين الأطراف السياسية المختلفة، وليست أزمة مضامين، داعياً القوى السياسية إلى التخلي عن ثقافة العنف، وعدم العودة إلى المربع القديم من مناكفات سياسية وخلط للأوراق، مؤكداً أنه لا خيار أمام اليمنيين في الاتجاه نحو المستقبل إلا بالحوار، وأن يعودوا إلى بعضهم البعض وإلى الإرادة الشعبية.
وأكد الدكتور ياسين في حوار أجراه معه برنامج (في عمق الحدث) بقناة السعيدة الفضائية أن ثورة 11فبراير الشبابية الشعبية السلمية هي ثورة أصيلة نشأت من حاجة موضوعية، منوهاً إلى أن الثورات التي تصمد لسنوات تحت البرد، والرصاص، والمطر، والمعاناة هي ثورات أصيلة وجديرة بالإنتصار.
  • "أخبار اليوم" تعيد نشر أهم ما جاء في الحوار بتصرف على حلقتين..
السعيدة: هل ترى يا دكتور أن المسار العام للأحداث يسير نحو أمور أنت مطمئن لها؟
الدكتور ياسين: الحمد لله أنا أعتقد أنه إلى حد ما تحقق الشيء الكثير بفعل ثورة الشباب وأهم شيء هو أننا وضعنا هذا البلد في اللحظة الراهنة على مسار مختلف يعني هذه الثورة في تقديري الشخصي، وضعت البلد على مسار مختلف عن المسارات السابقة.. قد يكون أملاً أو حلماً..لكن هناك إجماع على أن هذا البلد يجب أن يتجه نحو مسار مختلف أو أن يصنع مستقبلاً بمسار مختلف, الذي هو المسار السياسي..الحوار بين الناس..رفض الإقصاء على عكس مراحل سابقة,كانت فيها الغلبة، أو الصراع، والإنتصارات الوهمية هي الطاغية وسط شعور بعض النخب أنها حققت هذا الإنتصار أو ذاك لتقصي الآخر.
 إنا أعتقد اليوم بعد هذه الرحلة الطويلة من الصراعات يبدو لي أن معظم اليمنيين إقتنعوا أن المسار الصحيح نحو المستقبل هو المسار السلمي مسار الحوار:كيف يتجهون نحو هذا الحوار هذه هي القضية التي أيضا عليهم أن يبحثوا عن تفاصيلها بالشكل الذي يحقق هذا التوجه وأنا أعتقد أنه لا خيار أمام اليمنيين إلا هذا الطريق.
السعيدة: ينتقدكم البعض ويقول إنكم لم تحققوا ما حققه الآخرون في مصر أو في تونس من التغيير الكامل أو النجاح الكامل للثورة إنما أوجدتم مسخاً أو شيئاً من المشكلة؟
الدكتور ياسين: أولاً أنا أتفق معك أن الواقع لم يتغير كلياً..ولم أقل أن الواقع تغير..قلت إن الوعي في طريقه إلى أن يتغير بمعنى أننا بدأنا جميعاً نشعر أن الطرق التي سلكناها في مراحل سابقة، ونحن نتطلع إلى المستقبل قد أخفقت إلى حد كبير.
السعيدة: إلى أي مدى زمني معين؟
الدكتور ياسين: والله أنا أعتقد أن مساراتنا معظمها كانت مسارات صراعية، ومسارات إقصاء لبعضنا البعض، وأعتقد أن هذه الثورة بمضمونها الجديد ـــ التي التقى فيها الناس من كل مكان وبمختلف الإتجاهات والمشاريع والأصول الاجتماعية، في تقديري لا يدرك الكثير أنها أنتجت ثقافة من نوع ما،في حين لازالت الثقافات القديمة حاضرة ولازالت تحاول اختراق هذه الثقافة الجديدة بأشكال مختلفة،وبأردية مختلفة، لكن الطابع العام الذي يبدو لي أنه بدأ يتشكل بالنسبة للوعي أن الحل السياسي،والسلمي هو الطريق إلى إعادة إنتاج الإرادة الشعبية بالطريقة التي تسمح بصناعة مستقبل هذا البلد.. لا تصنعها نخب بمفردها.. لا نخب عسكرية، و لا نخب عائلية، ولا نخب قبلية، ولا نخب حزبية، وإنما الجميع متفق على أن الطريق نحو المستقبل هو الإرادة الشعبية هذا جانب.
الجانب الثاني في المسار الثوري بالنسبة لليمن اليوم علينا أيضاً أن ننظر بعمق إلى ما حدث في بلدان الربيع العربي.. علينا أن نشاهد ما يحدث اليوم في مصر، وما يحدث في سوريا، وما حدث في أكثر من مكان.
فإما أن تتجه نحو إنجاز عملية التغيير بطريقة سلمية تجنب اليمن مخاطر الحروب والصراعات والإقصاء من جديد, لأن الحروب تؤدي إلى إقصاء وتهميش وتدمير، أو أننا نتجه إلى طريق آخر محفوف بالمخاطر.
طالما المرحلة الأولى من الثورة قد أنجزت مقدمات عملية التغيير،ما علينا إلا أن نعيد بناء هذه الفكرة في إطارها السياسي والسلمي ما دامت أنها مستمرة في صلتها بعملية التغيير، ولذلك العمل السياسي الذي تم حتى الآن يستهدف بدرجة رئيسية إنجاز عملية التغيير التي قادها الشباب،والناس في الساحات ولم تبتعد في تقديري الشخصي كثيراً عما خرج من أجله هؤلاء الشباب,أو الناس والتضحيات التي قدمت.
وطالما التغيير سيتحقق سلمياً، فأنا أعتقد أن العملية السياسية جاءت ملبية لهذا الطموح.. فالمؤشر الرئيسِ هو إلى أي مدى سنستطيع أن ننقل هذا المسار السياسي محمولاً بالحوار الوطني إلى غايته النهائية.
هذه المسألة لازلت حتى الآن تواجه بعض الصعوبات،ولكنها صعوبات أقل مما كان يمكن أن ترتبه الحروب، والصراعات فيما لو سارت في نفس المسار الذي سار في بعض البلدان الأخرى من بلدان الربيع العربي.
السعيدة:كيف سيتجاوزون حقيقة المماحكات التي مازالت إلى الآن؟
الدكتور: أولاً شوف الواقع لا يتغير لوحده هكذا بمجرد أن نحلم بتغير الواقع أن الواقع سيتغير.. عندما أتحدث عن طبيعة الثورات التي عشناها خلال الفترات الماضية علينا أن نقيمها من خلال هذا الواقع: هل استطاعت أن تنقلنا إلى واقع جديد واقع يحلم به اليمنيون كافة؟.. واضح أننا نحن نراوح، لا أقول في أماكننا.. حصل تطور في مجالات معينة، لكن هذا التطور ليس هو التطور الذي يستطيع أن يحمل هذا البلد إلى المستقبل بالطريقة التي يحلم بها كل اليمنيين.
ظلت بعض الأنظمة تعيد إنتاج كل عوامل التخلف ــ مثلاً ــ القبيلة في اليمن اليوم ليست القبيلة التي كانت قبل عشرين أو ثلاثين سنة، جرى إعادة إنتاج القبيلة بشكل مختلف.. جرى إعادة إنتاج الأشياء التي كانت جميلة في هذا البلد بشكل مختلف، ولذلك الأنظمة السياسية لعبت دوراً في مقاومة أحلام الثورات بإعادة إنتاج كل شيئاً لصالح هذه الأنظمة، ولذلك جرى بنوع من الصراع ما بين أحلام الثوار وما بين الأنظمة التي جاءت بعد ذلك على إثر أي إنقلاب على هذه الثورات,لكنها لم تكن قادرة أن تنتج لنفسها شرعية مختلفة عن شرعية الثورات، ظلت تتمسك بالشرعية الثورية ولكنها تعمل خارج أحلام هذه الثورة وأهدافها وبأدوات مختلفة عن أدواتها الخاصة: أدوات الإقصاء والتهميش والفساد إلى آخره،طبعاً لو أنها حاولت تنتج شرعيات أخرى غير شرعيات الثورة كانت ستصبح مشكلة.. اليوم نقول ما الذي تغير؟
 أقول شيئاً واحداً أن الناس تعبوا من الصراع..خلاص أنا أعتقد كل القوى الآن كل الفئات الإجتماعية، كل النخب جربت الصراع، جربت الحروب، جربت القتال.. الآن ما عليها إلا أن تسير في هذا الطريق، والشعب منتظر، وأنا اعتقد أن الرسالة التي وجهها الشعب بثورة 11فبراير 2011م أعتقد أن هذه الرسالة هي من أبلغ الرسالات التي وجُهت لكل هذه القوى سواء كانت القوى الإجتماعية، أو القوى السياسية التي ظلت جزءاً من مخزون التراث القديم.. تراث الصراع، لا أستطيع أن أقول إن كل الناس تبلغوا الرسالة واستوعبوها، لازالت هناك قوى تقاوم هذه الرسالة.
أقول لك اليوم، في خطاب متطرف يبرز هنا وهناك الذي مثلاً يرفض سياسياً عملية الحوار، والعملية السياسية، والذي يُكفِرّ العملية السياسية، ويرى أنها أخرجت اليمن من الدين الإسلامي..في أشياء كثيرة لازلنا نواجهها، لكن على الجميع أن يعرف أنه لا طريق أمام الناس إلا أن يتحاوروا..أن يفهموا بعضهم البعض.. أن لا يُقصُوا بعضهم البعض، أن يتعظوا من الحياة، ولا وعظ إلا من مُتعظ.
السعيدة: من المقولات التي تتردد أن العمل الثوري غالباً يخُتم بعمل سياسي كيف ترى الأمر؟
الدكتور: بالتأكيد لأننا جربنا أن الثورات التي انتهت بالدماء كانت تنتهي دائماً بإقصاء الآخر، وفي تجاربنا أشياء كثيرة، والنخبة التي تأتي إلى السلطة بالقوة، وبالسلاح، وبالدم أعتقد أنها تُفسد قضيتها حتى لو كانت قضية عادلة.
السعيدة: لكن دكتور أنت تذكر أن هؤلاء الذين تغنوا حرفوا والذين بدلوا أو غيروا حتى الفطر السليمة لدى الناس وما إلى ذلك..ما الذي يضمن أن في 11 فبراير 2011 أنه لن يأتي من يتغنى بهذا اليوم وخاصة نتائج العمل الثوري هو عمل سياسي عبارة عن نخبة سياسية؟
الدكتور: شوف أولاً أنا معك ما فيش حد يستطيع أن يعطي ضماناً لمسار المستقبل أو الحاضر.. الضمان الوحيد في تقديري أن الوعي الشعبي اليوم أقوى مما كان عليه قبل سنوات, في الماضي كان الشعار الثوري بعض الأحيان حتى الأجوف يخدع الناس.. يُستخدم للحشد الذهني، والمعنوي للحظة معينة وبمجرد أن ينتهي الغرض من هذا الحشد يموت الشعار الثوري ثم يُعاد إنتاجه من جديد.. الحالة التي وصلها الناس في هذا البلد ــ أنا اعتقد ــ كل وحتى الذين عاشوا المراحل الثورية كلها في مراحل سابقة ـــ بدأوا ينتجوا ويعيدوا حساباتهم من جديد وبدأ الناس ينظرون إلى أن العيب ليس في الثورات..
بالعكس الثورات قُدمت فيها تضحيات، وشهداء علينا أن نخلدهم، ونمجدهم، وهؤلاء يجب أن نقف إجلالاً لما قدموا لأن أحلامهم كانت كبيرة، لكن هناك جاء من يصادر هذه الثورات،ويصادر أحلام الشهداء الذين سقطوا من أجل تلك الأحلام، ومن جاء أيضاً ليخذل تلك الأحلام، الآن استطيع أن أقول إن ثورة شباب فبراير أعادت لثورة سبتمبر، وثورة أكتوبر الإعتبار.
السعيدة مستفهماً: هي امتداد لها؟
الدكتور: أنا اعتقد ليست امتداداً سلبياً.. هي امتداد إيجابي.. لا نستطيع أن نقول مجرد إمتداد وبس، لكنها إمتداد إيجابي لأنها شكلت ثقافة جديدة قامت على قاعدة تحقيق أو الإنتقال إلى الإرادة الشعبية للناس..الإرادة الشعبية بمعنى أنه بينما كانت الثورات السابقة تتحدث عن الشعب..وأن السلطة هي ملك الشعب، وهو مصدر السلطة لكنها في الواقع سُلبت منه واُستخدمت أدوات قمعية وحواجز بين الثورات،و بين من استولوا على الثورات وبين الشعب، وقوائم ممنوعات باسم الثورات..آلاف الناس سُجنوا، وآلاف الناس ُطحنوا، وآلاف الناس ُقتلوا بإسم الثورات من الشعب لا لشيء إلا لأنهم تمسكوا بتلك الأحلام التي أعلنها الثوار..لكن لأنها كانت تتناقض موضوعياً مع الأنظمة التي سادت بالتالي جرى هذا القمع.
أنا في تقديري الشخصي هي كونت هذا الوعي اليوم هذا الحديث والجدل الذي يدور بين الناس...إلخ
شوف لا تفزعك بعض النتوءات التي تبرز هنا وهناك.. لكن أنا اعتقد أن الاتجاه الغالب بين الناس بالرغم من حالة الإحباط التي تسود هنا وهناك في كثير من الأحيان.. نحن اليمنيون تعودنا انه نشتي كل شيء لأنٌ عشنا فترة طويلة من الانتظار.. جاءت الثورة يجب أن تحقق الحلم سريعاً.
الثورات التي أرادت أن تحقق كل شيء سريعاً إنتكست.
السعيدة: كيف؟
الدكتور: اصطدمت بالواقع، أنا أقول حتى في الساحات عندما اختلف الناس في كثير من الأحيان لأن هذه القوى التي جاءت إلى الساحات جاءت بمشاريعها السياسية والإجتماعية، وكان الأفضل أو الأولى أن تأتي بمشروع واحد الذي هو القاسم المشترك..وبعد تغيير النظام كل من يريد وكل من لديه مشروع سياسي أو إجتماعي من أي نوع كان وأراد أن يفرضه على الآخرين، لكن الثورة قالت لا.
 الثورة هنا مضمونها أنها ليست ثورة برامج إجتماعية أو سياسية من نوع ما..هي ثورة قامت على أساس الإنتقال إلى الحياة الديمقراطية.. إلى الإرادة الشعبية بمعنى أن هذا الشعب الذي ينتظر التغيير هو المعني بأن يقول كلمته فيما يخص المستقبل، إذاً أنت حزب سياسي، بكره عندما نتقدم للانتخابات...لديك مشروعك؟ فتقول إنتخبوني على هذا المشروع هذا مشروعي السياسي..يبقى في هذه الحالة أنا أعتقد أن هذه حالة توافق إجتماعي وسياسي وثقافي مشروعة.
السعيدة: دخلتم في المبادرة الخليجية لتحقيق إرادة الشعب أو إعادة الإرادة إلى هذا الشعب.. ثم بعد إن دخلتم في هذه المبادرة وإذا بكم الآن تدخلوا في التفاصيل إلى حد ما وإذا بكم تتذمرون إلى حد ما من هذه المبادرة في جزيئاتها، فلماذا وقعتم عليها هل مورست عليكم بعض الضغوطات مثلا؟
الدكتور: لا نحن لم نتذمر حتى الآن بالعكس لازلنا حتى الآن نرى أن هذه المبادرة وآليتها التنفيذية كانت الإطار السياسي الذي إتفقنا عليه بإعتبارها مخرجاً وبإعتبارها مش فقط مجرد مخرج..لكنها جاءت ملبية في مضمونها فكرة نقل السلطة...التغيير ثم الحوار الوطني بين الناس، المبادرة لم تقل على اليمنيين أن يحلوا مشاكلهم بالشكل التالي مثلاً بشكل معين، لكن قالت تنتقل السلطة بكافة مكوناتها ويتفق اليمنيون على كيفية نقل السلطة،هي قالت إن نقل السلطة يتم بتقديم الإستقالة.
تحَاور اليمنيون فيما بينهم عندما وجدوا أن الحديث عن الإستقالة له تداعيات معينة،وقالوا بدلاً من تقديم الإستقالة يتم نقل السلطة عبر الإنتخابات هذا واحد
.إ ثنين: كانت المبادرة تتحدث عن نقل السلطة خلال 60 يوماً ثم تجرى إنتخابات للرئيس الآخر... جاءت الآلية التنفيذية وقالت لا.. ممكن نأخذ بمضمون المبادرة ونقول إنه بعد الإنتخابات للرئيس الإنتقالي تكون هناك فترة إنتقالية مُدتها سنتين في هذه الفترة الإنتقالية يرتب اليمنيون أوراقهم..يتحاوروا.. يستكملوا توحيد الجيش وحل المشكلات القائمة.. لدينا قضية الجنوب. كيف يتم معالجة المقدمات الضرورية حتى يصبح الجنوب جزءاً من المعادلة السياسية؟.. لدينا مشاكل في صعدة.. نتجه نحو الحوار الوطني.. هذه قضايا أنا في تقديري.. يعني الآلية التنفيذية جاءت مكملة لتضع اليمنيين أمام مسئوليتهم في ما يخص الإنتقال السياسي، ولذلك جرت الإنتخابات في 21فبراير ثم بعد ذلك بدأ الرئيس المنتخب بإنجاز بعض المهمات المتعلقة بتشكيل اللجنة العسكرية ثم قبلها تشكلت الحكومة ثم بعد ذلك تشكلت اللجنة الفنية للحوار.
أعتقد هذه الأمور تمت في ظروف غير طبيعية أو سهلة تمت في ظروف معقدة، وصعبة وظلت كثيراً من المشكلات تستقطب الوضع كما "تفضلت" الواقع المعقد بمشاكله السياسية والاقتصادية والإجتماعية والمصالح المتناقضة والمتضاربة هنا وهناك، لكن حتى اليوم أنا أعتقد أن الجزء الذي ُقطع حتى الآن على مشوار الوصول إلى الحل السياسي، وإنجاز الحوار الوطني والخروج إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة القادرة على إستيعاب كل اليمنيين.
أعتقد هذه الخطوات لا يُستهان بها، ولذلك لا يوجد كما قلت تذمر من المبادرة، بالعكس أنا أعتقد أن المبادرة حددت الملامح الأساسية لمسار العمل السياسي وجاءت الآلية التنفيذية لتستكمل هذه الملامح بخطوطها العريضة والتفصيلية.
السعيدة: عندما أتذكر بعض العقبات أو بعض النتوءات التي تعيشها البلد الآن تجدوا أنكم أنتم في الحوار أو في اللقاء المشترك تعزوا كل الإشكاليات للنظام السابق أو من بقى من النظام السابق ثم تقول إنه وفقاً للمبادرة الخليجية على الرئيس السابق أن يعتزل الجانب السياسي ويتنحى من المؤتمر الشعبي العام كيف فندت المبادرة الخليجية كل الأمور وعجزت عن هذه..خاصة وأن السفير الأمريكي يقول إن المبادرة الخليجية لم تنص على الإطلاق أن يتنحى الرئيس السابق؟
الدكتور: أولاً نحن لا نقول ذلك جزافاً، وأعلنا منذ اليوم الأول كلقاء مشترك أننا لن نعود للمربع القديم فيما يخص المناكفات السياسية التي أتعبت البلد.
نحن لنا رأينا والمؤتمر الشعبي العام ربما يكون له رأيه،وهذا الكلام قلناه منذ فترة مبكرة حتى الآن لم تشكل لجنة التفسير التي كان من شأنها أن تفسر أي خلاف حول أي موضوع من موضوعات المبادرة أو الآلية التنفيذية.
ثانياً: نحن قلنا كلاماً كثيراً في هذا الموضوع والذي تحدثت عنه من كلام السفير الأمريكي، لكن دعنا اليوم نتوقف عند هذه النقطة، كما قلت دائماً وأقول دائماً لا المؤتمر الشعبي العام مؤهل أن يقول مَن الذي عرقل المبادرة الخليجية؟، ولا المشترك أيضاً مؤهل أن يقول من الذي عرقل المبادرة الخليجية؟
أي حديث يتم من قبل اللقاء المشترك أو الأحزاب السياسية أو من قبل المؤتمر الشعبي العام سيكون مجرد إشهار موقف سياسي، لكن شخص واحد الذي يستطيع أن يقول من الذي عرقل، أو يعرقل الإتفاق السياسي، أو يعرقل القرارات، أو يعرقل المسيرة السياسية؟ هذا الشخص هو رئيس الجمهورية المُنتخب مِن الناس المنتخب على قاعدة التغيير، وبمضمون هذه المبادرة والآلية التنفيذية التي إستهدفت إنجاز هذه المهمات.
السعيدة مقاطعاً: ما الذي يمنعه من ذلك؟
الدكتور: هذا وضع مختلف ــ فقط ــ أقول لك كي أرد على الجزء الأول من السؤال ـــــ ولذلك دعنا نخرج من هذا الموضوع.. على الجميع (اللقاء المشترك، الأحزاب، القوى السياسية، المؤتمر الشعبي العام ) أن تخرج من هذا الموضوع، وتتجه نحو ما يجب عليها أن تنجزه.
ولكن الذي يعرقل المسار السياسي، أو العملية السياسية.. المعني بأن يقول من الذي عرقل العملية السياسية هو رئيس الجمهورية..هو الذي صوته مسموع، هو الذي سيسمعه الناس الذين انتخبوه.
وعليه أن يقول ذلك بمسئولية كاملة، وبأمانة لأنه لا يوجد طرف ثان يستطيع أن يقول من الذي يعيه.
إذاً قلنا نحن كمشترك سيُقال لك هذه مناكفه سياسية، إذا قال المؤتمر الشعبي العام سيُقال هذه مناكفة سياسية.. إذاً المؤتمن على مسيرة العملية السياسية هو الرئيس المنتخب، و هو الذي عليه فعلاً أن يتصدى لهذه العملية.
السعيدة: أنت من مستشاريه؟
الدكتور:.. اترك موضوع المستشار الآن هذا موضوع مُختلف.. أنا أتساءل: مَن الشخص المُنتخب؟
السعيدة: مستشاره أقصد لماذا لا يوضع الموضوع عليك بحيث أنه يقر بعض الأمور حتى تسير العجلة.
الدكتور: هو مش مطلوب منه أيضاً أن يسمع مني..هو في هذه الحالة لديه أجهزته لديه إمكانيات الدولة.. أنا فقط أريد أن أشير إلى نقطة مهمة يجب أن نغادر كأحزاب وكقوى سياسية الماضي..لا نعيد العمل السياسي إلى مربعه القديم.
 اليوم هذه القوى التي اتفقت على السير في هذا الطريق..طريق المبادرة، والآلية التنفيذية.. والعملية السياسية، والحوار الوطني يجب أن لا تعود إلى المربع القديم مربع المناكفات السياسية ــ الصراخ، وخلط الأوراق ــ أنا شخصياً أجد أن العودة إلى هذا المربع هو أكثر خطورة مما كان عليه الوضع السابق.. لدينا اليوم رئيس الجمهورية الذي عليه أن يقول: من يعرقل المسيرة السياسية.؟
المشترك عرقل العملية السياسية.. عليه في هذه الحالة أن يقول المشترك عرقل العملية السياسية، وعمل "كذا وكذا "، وعليه أن يتحمل المسئولية.. المؤتمر الشعبي العام أو فلان من الناس عرقل المسار، عليه هو كرئيس أن يقول ذلك.
 ولذلك في تقديري الشخصي طالما إحتكم الناس إلى إنتخاب رئيس الجمهورية بذلك الإجماع الكبير، ولهذا الموقف في تقديري الشخصي الجميع ينتظر من رئيس الجمهورية في حالة أن هناك من يعرقل المبادرة في حالة من عرقل العملية السياسية أن يشير إليه بالبنان ويقول من هو؟.. لأن هذه مسئوليته.
السعيدة:- أنا حقيقة ما ودي أن أسأل ما الذي يمنعه لأنك ستقول أريد أن تخرج من المربع؟.
الدكتور ياسين: - لا أنا شخصياً لا أريد أن أجادل في الموضوع، لكن أنا اعتقد أن هذه مسؤولية وأنه آن الأوان للجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم إلى جانب الرئيس بمعنى أن كل إنسان ينجز مسؤوليته.
السعيدة:- بإختصار رئيس الجمهورية ـ دكتور ياسين ـ قال في حديثه، وفي خطاب من الخطابات يقول ليست المبادرة الخليجية هي وثيقة العهد والإتفاق في فحوى حديثه في لقاء أظن كان في دار الرئاسة مع مجموعة كبيرة من مجلس النواب،والوزراء وما إلى ذلك لو قارنا ما بين وثيقة العهد والإتفاق، والمبادرة الخليجية من حيث الحيثيات.. الظروف.. الواقع الذي عاشته تلك المرحلة، ونعيشه في هذه المرحلة هل تخشى أن نصل إلى نفس المرحلة؟
الدكتور ياسين:- أولاً شوف هذا لا يقلل من قيمة وثيقة العهد والإتفاق.. أنا في تقديري الشخصي حديث رئيس الجمهورية لم يكن هدفه التقليل من قيمة وثيقة العهد والإتفاق.. لو أن وثيقة العهد والإتفاق نفذت حقيقة كما جاءت، لما وصلنا إلى هذا الوضع الذي وصلنا إليه هذا أولاً:ــ لا أدري.. ماذا يقصد رئيس الجمهورية؟، لكن ربما يمكن أن وثيقة العهد والإتفاق كانت وثيقة محلية ــ بمعنى ــ ما فيش الضمانة الدولية لها السؤال لماذا جاءت الضمانة الدولية في الوقت الحاضر؟ وما هي أهميتها؟ ولماذا؟
أنا اعتقد أن مكانة اليمن في هذا المكان من العالم بقرب هذه المصالح الكبرى للعالم أيضاً..الخوف من إنهيار الدولة في هذا الجزء من العالم في اليمن..ما هو حاصل في الصومال، الممرات الدولية..إلخ، يجعل العالم ينظر إلى اليمن اليوم بإعتبارها محطة هامة.
لو كانت الدولة قوية، وحاضرة ما يهموش مضمون الدولة..دولة قادرة على حفظ الأمن.. أي تداعيات في هذه الدولة.. أي إنهيارات تشكل خطراً على الأمن الدولي، و الإقليمي، و لذلك جاءت المبادرة السياسية في لحظة تاريخية معينة لتقول: يا يمنيين إتفقوا على كيانية دولتكم و لكم الضمانة الدولية في أن اليمن لاينهار.. لكن بعدين مضمونها، وكيفيتها.. أنتم إبنوها إحنا ما لناش دعوة فيها..هذا الجانب أنا أعتقد أنه مسئولية يمنية.
السعيدة: طيب الواقع هو الواقع ما اختلف من سابق ومن الآن بحيث ان الاهتمام الدولي...
الدكتور لا.. شوف في زمان في تلك الفترة يعني كانت عاد القاعدة والإرهاب ــ والكذاــ عاد المسألة كانت مبكرة، وعاد الأمور كانت يبدو أنهم سيطروا عليها بأشكال مختلفة.
السعيدة: لكن دكتور الوضع مختلف الآن.
الدكتور: طبعاً الوضع إختلف الآن.
السعيدة: طيب دكتور ما أدري كونك تتذكر أنت وثيقة العهد والإتفاق لم تكن سيئة،ولم تكن فيها من الأخطاء، ولو سرنا عليها الآن لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه: هل يمكن أن تكون مضامينها الآن مرجعيةًً مثلاً لكم أنتم في لجنة الحوار؟
الدكتور: أظن أن المشكلة الحالية هي أزمة ثقة مش مضامين.. هي جزءٌ منها أزمة ثقة بين الأطراف المختلفة.. يعني إقتحم هذا المسار حرب، ودماء، ومشاكل... مضامين أعتقد وثيقة العهد والإتفاق في أجزاء منها لازالت صالحة حتى اليوم.. إلى أمس والناس يطالبوا بإخراج المعسكرات مثلاً من صنعاء، والمدن الرئيسية.. وكانت واحدة من القضايا الرئيسة الواردة في وثيقة العهد والإتفاق هي إخلاء المدن من المعسكرات، بناء الدولة.. تقسيم اليمن إلى مخاليف،إلى أقاليم، لامركزية..وكان في تلك الأيام هناك مشكلة رئيسية.. مشكلة الإغتيالات التي جرت، ويعني في أشياء كثيرة... جزء منها في تقديري أو الملامح العامة لازالت موجودة، لكن الطريق الآن إلى تحقيق مضامين هذه الإتفاقية في هذا ظل الوضع القائم أعتقد أنها فعلاً تحتاج إلى مزيد من التفكير، وخاصة فيما يخص موضوع الدولة.
السعيدة: لماذا لم يُكتب لها الحياة؟
الدكتور: طبعاً.. حينها كانت موازين القوى في طرف وجد نفسه قادر "زيما" يقولوا يدوس عليها بالدبابات.. داس عليها بالدبابات.
السعيدة: الآن هذا الطرف في تكافؤ بين القوى الموجودة؟
الدكتور:والله أنا اعتقد أن اليوم مواجهة هذا الطرف أو غيره هي مع الشعب أنا اعتقد الذي حصل يومها كانت صراع نخب.
السعيدة: والآن؟
الدكتور: أنا اعتقد اليوم لا.. الآن تغير الوضع.. تغيرت ملامح الصورة اليوم، اليوم الشعب حاضر، ولا تستطيع هذه النخب أن تنفرد حتى إذا إنفردت على طاولة الحوار بمفردها، لكن الشعب حاضر معها بقوة.
السعيدة: لكن الشعب يقولون في حالة الثوران في حالة كذا لا يقاس ردود أفعالهم ولا يقاس اختياراتها أحياناً قد تكون إختياراتها في حالة الثوران عاطفية أو ما إلى ذلك يعني ألا يخشى من هذا مثلاً؟
الدكتور: شوف الثورات التي تتم فجأة، وتخمد فجأة هذه عاطفية.. الثورات التي أنا اعتقد تصمد لسنوات تحت الشمس، والبرد، والمطر، والجوع، والرصاص اعتقد أنها ثورات أصيلة.. و أنا يبدو لي أن ثورة 11فبراير ثورة أصيلة في اليمن بغض النظر عما واجهته من تحديات، وصعوبات، وإهمال.. يبدو لي أن ثورة 11فبراير ثورة أصيلة ناشئة من حاجة موضوعية وليس مجرد فوران عاطفي.. نشأت عن حاجة موضوعية لهذا البلد بعدما إستنفذ كل تجارب الماضي أعتقد الآن ما يطرح هو أنه ما فيش خيار أمام الناس، أمام هذا البلد إلا أن يعودوا إلى بعضهم البعض.. إلى الشعب.. إلى الإرادة الشعبية.. هذا هو الخيار الوحيد الآن.
السعيدة: أنت عضو اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، هل أنت راض عن تشكيل اللجنة الذي وصلت إلى 30، وكل مرة كان هناك إضافات في هذه اللجنة؟.
الدكتور: الرضا الشخصي في مثل هذه الأحوال قد لا يكون مهماً كثيراً، وليس لي أنا ملاحظة على أي كان... بالعكس كل من هم في اللجنة ناس يتمتعون بقدر عال من التميز، والقدرة، و الإمكانيات و...الخ.
وكثيرون أيضاً غيرهم كان يمكن يكونوا أيضاً أعضاء في اللجنة،و سيأتي أيضاً الحوار الوطني، وسنجد أن هناك من سيكون حاضراً، ولن يكونوا الذين بايحضروا أفضل من الذين ما بايحضروش أو مثلاً من با يغيبوا عن الحوار، أو لن يكونوا حاضرين..لكن هكذا هي الحياة لا تستطيع أن تستوعب الجميع، ومن حضر كفى ربما.. طبعاً هذه واحدة من الإشكاليات التي نجدها في حياتنا بعض الأحيان.. إذا لم نكن حاضرين في شيء مثل هذا فكل شيء مُخرَب.. طبيعة الأشياء لا أريك إلا ما أرَى، ولذلك اليوم نسمع كثيراً من النقد عندما يتناول الحوار بالنقد، أو بعض الأحيان بالتجريح، أو بعض الأحيان حتى إلى درجة التكفير للأسف.
السعيدة مقاطعاً: كُفرتم أنتم في اللجنة..؟
الدكتور: طبعاً في أشياء كثيرة من هذا النوع موجودة الآن.. في كتيبات الآن تصدر فيها تكفير للحوار، وفيها بيانات ما حدش عارف إيش مصدرها؟ لكن في تقديري الشخصي سببها الرئيسي هو هذا الجانب.. الجانب الذي له صلة بأنه اسمي موجود، إذا مش موجود فكل شئ باطل.. هذا واحد من الأشياء.
لكم السؤال إذا لم يتحاور الناس في هذا البلد أيش الطريق الآخر الذي يمكن أن يوصلوا فيه إلى كلمة سواء؟.. ولذلك سنجد كثيراً في بعض الأحيان كثير من هذه الإرباكات تصدر من هنا وهناك.. وعلى الناس أن يتحملوا بصدر رحب، ولكن يجب أن لا تأخذ بعدها ــ مداها، إلى الحد الذي من شأنه أن يحدث حالة من الفوضى والإرباك، وتعيدنا إلى مربع العنف من جديد.
السعيدة: هل أنت راض عن ما قدمته اللجنة؟
الدكتور ياسين:.. سأتحدث في هذا الموضوع وبالتفصيل إذا أردت وإذا شئت سأتحدث فيه بالتفصيل في ثلاث حلقات..
وعين الرضى عن كل عيب كليلة     ولكن عين السخط تبدي المساويا
أنا لن انظر إلى هذا العمل لا بعين الرضى ولا بعين السخط،ولكني سأنظر إليه بإعتباره تجربة متميزة في عملنا.. تجربة متميزة بكل معنى الكلمة.. أنا أريد أن أقول إن اليمنيين لم يتحاوروا في حياتهم بالشكل الذي بدأوا يفكرون فيه الآن، وبالشكل الذي بدأ فيه الحوار يتحول إلى عمل مؤسسي مش مجرد سجال أو مجرد تبرير مواقف أو كذا، أو رفع عتب، أو سد ذرائع،, أو....ألخ.
لكن أنا حقيقة لمست.. شعرت منذ بدأت اللجنة في عملها كان عليها أن تنجز بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بوضع الضوابط الرئيسية لحوار ناجح.
طبعاً هذا الجانب بعض منه فني كما هو إسم اللجنة، ولكن بعض منه سياسي مرتبط بقراءة موضوعية للشروط والظروف التي من شأنها أن تنجح أو تؤدي إلى نجاح الحوار وكانت اللجنة منذ أول يوم بدأت فيه عملها للتحضير للحوار قد قرأت الوضع السياسي والإجتماعي بشكل عام،ونصحت، وقالت لرئيس الجمهورية: ـــ يا رئيس الجمهورية بإعتبارك الداعي للحوار، وهي مسؤولية كبيرة.
نحن نرى أن الطريق للحوار سيبدأ بتعزيز الثقة بين أطراف العمل السياسي بشكل عام وأطراف العمل السياسي، والخروج من النفق ولو جزئياً..الصراعات التي عاشها هذا البلد.. بإجراء تسويات من نوع ما.. تسويات إقتصادية.. إجتماعية.. هنا وهناك..ووضعت العشرون نقطة التي تكلمنا عنها أكثر من مرة.. 12 نقطة خاصة بما ترتبت على حرب94م من إشكالات في الجنوب..4 نقاط متعلقة بصعدة.. و 4 نقاط أخرى متعلقة بإنجاز الآلية التنفيذية ما تبقى من المرحلة الأولى من الآلية التنفيذية من ضمنها توحيد الجيش.
 وكان الحديث عن توحيد الجيش مهماً لأن السؤال الذي كان مطروحاً دائماً عند الجميع، وعند أي واحد فينا، عند المواطن العادي: ماذا لو تعثر الحوار الوطني؟ وهو سؤال في غاية الأهمية: ماذا لو أبطأ الحوار الوطني؟ ماذا لو واجه صعوبات الحوار الوطني؟ أين هي الدولة القادرة على تأمين كيانية البلد؟ أين هي الدولة بجيشها الموحد؟ وأمنها الموحد؟
ومؤسساتها القادرة على تأسيس كيانية البلد، وأمنها الموحد؟
إذاً.. في ظل هذا الإنقسام القائم.. الحديث عن الحوار أو السير نحو الحوار دون تأمين هذه الدولة يصبح مشكلة معضلة، ولذلك في كثير من الأحيان التشكيك في نجاح الحوار كان ناشئاً من هذه النقطة.. انه إذا لم يعن للناس توحيد الجيش.. الأمن.. إيجاد المؤسسات القادرة على تأمين كيانية الدولة، والحفاظ عليها، تأمين الحياة بشكل عام النتيجة الطبيعية عند الناس أن هذا حوار مش مفهوم أو أن مافيش جدية بالحوار، أو مجرد فقط حديث للإستهلاك
النقطة الثانية إذا لم تُحل أيضاً مشاكل الجنوب.. مشاكل الناس.. مظالم المتقاعدين.. تغيير هذا المزاج.. مجئ الجنوب للحوار.. هل ممكن يكون الحوار جزئياً دون إشراك كافة أبناء الجنوب.. كافة الناس.. كافة القوى برضه هذه أيضا كانت تطرح السؤال عند الناس إذا مافيش خطوات.. معنى هذا أيضاً أن الحديث عن الحوار للإستهلاك.. هذه واحدة من الإشكاليات التي واجهتنا في عملنا خلال الفترة الماضية، لكن نحن وجدنا تجاوباً من الأخ الرئيس في أكثر من لقاء.. ما هي الصعوبات وما هي الإشكاليات التي تبرز هنا وهناك؟
يعني في صعوبات موضوعية.. في كذا إلى، آخره.. اللجنة أنجزت موضوعات الحوار.. أنجزت النظام الداخلي للحوار، ووقفت أمام مشكلة التمثيل فترة من الزمن، وأعتقد نحن الآن على مشارف تقريباً إنجاز النظام الداخلي وتقديم التقرير النهائي.
السعيدة: دكتور قلتم في بداية تشكيل اللجنة إنه لا حوار سيتم قبل أن يرتب وضع المؤسسة العسكرية، توحيد الجيش وما يسمى بهيكلة الجيش وها أنتم الآن ستدخلون في موضوع الحوار وأنتم تعدون اللمسات الأخيرة وسيعلن قريباً.. ولم يحصل شي في الجيش؟
الدكتور: أولاً.. دعني أفرق بين توحيد الجيش بقيادة مهنية وطنية، وهيكلة الجيش.. الهيكلة هذا موضوع مختلف.. موضوع سيأخذ مداه الطويل ولا يمكن نفكر بهيكلة في ظل وضع إنقسام الجيش أيضاً..الهيكلة أيضاً مش فقط فنية.. الهيكلة لها بعد وطني يعني الجيش الذي سُرح الذي من الجنوب وكان جيش الجنوب في البيوت "قاعدين" ثم إذا لم تأخذ الهيكلة هذا البعد الوطني فلا معنى للهيكلة؟
ولذلك هذه الهيكلة ستأتي بعد أن يتم توحيد الجيش تحت قيادة مهنية وطنية في اللحظة الراهنة التي من شأنها أن تستعيد الدولة.. إستعادة الدولة بمعنى أن تكون حاضرة، الدولة بمؤسستها وهي ترعي الحوار الوطني، وتضمن أن هذه الكيانية للدولة ـ يعني ـ ستؤمن، والحوار الوطني يستمر ـ هذا واحد ـ..إثنين:أنا قلت إنه لا.. مش معقول أيضاً يتم حوار وجزء من الوطن خارج الحوار.
السعيدة مقاطعاً: دعنا في الأولى يا دكتور؟
الدكتور: طيب في الأولى أقول هذا الكلام ولذلك هذا الموضوع مطروح وسيظل مطروحاً ولازال مطروحاً وطرح أمس مع رئيس الجمهورية وفي إتفاق حوله.. السعيدة كيف؟
طبعاً نحن لسنا خبراء في العمل العسكري حتى نقول كيف يتم وما هي مداخل الوصول إليه؟.. لكن أعتقد أن هناك إجماعاً على ضرورة تحقيق هذا الهدف.. لكن ما هي الطريقة للوصول إلى هذا الهدف؟
السعيدة مقاطعاً: هل سيبدأ الحوار قبل ذلك؟ هل ستبدأون ومازال الجيش منقسماً؟
الدكتور: من قال هذا الكلام؟ أنا لا أريد أن أجيب بلا أو نعم على الطريقة أجب بلا أو نعم.. لكن نحن كلجنة كان مهمتنا أن ننجز عملنا في الجانب الفني ونطلب من السلطة.. من النظام.. من الرئيس.. نطالب منه لإنجاح الحوار، يجب أن تفعلوا هكذا.. لذا نحن مشينا في عملنا والطلبات المسئول عنها جهة أخرى يفترض في هذه الحالة أن تنجز.
السعيدة: أنا لا أتكلم مع الدكتور باعتباره عضو اللجنة.. أنا أتكلم مع الدكتور بإعتباره الرجل السياسي الذي الكل يثق ـ حقيقة ـ فيما ستقوله أنت، والرجل الخبير ويعلم ما ستؤول إليه الأمور: هل ترى أنه "فعلاً" سندخل في الحوار،ومازال الجيش منقسماً.. يعني قراءتك.
الدكتور: لا..لا..لا أنا قلت رأيي هذا مش جديد أن هناك مخاطر ولا يمكن أن تدخل الحوار والجيش منقسم والبلد غير مؤمن بدولة بمؤسسات قادرة على تأمين كيانية الدولة.
السعيدة: إذا كنا سلمنا أنه سيتخذ رئيس الجمهورية ـ كما يشار في بعض الصحف وبعض المواقع ـ أنه سيتخذ مجموعه من القرارات؟
الدكتور: الحوار دائماً هو له بعدان.. هو يفترض الحوار الحقيقي الجاد بين الناس أن يهدئ النفوس، أن يعيد بناء العقلية بشكل مختلف وكل القوى التي تقبل الدخول في الحوار تقبله بإيجابية مش بمجرد شور وقول، مافيش حاجة بالحوار اسمها شور وقول يعني أنا أقول بمجرد أن يقبل الناس بالدخول بالحوار معناه أنه جرى تأمين الحياة السياسية في البلد والحياة العسكرية بشكل طبيعي..هذا المدى يفترض ـــ أن يكون لكن خليني أقول، نحن في ظروف.. هذا الإستقطاب، الوضع الذي نشأ يعني مزيداً من حماية الحوار الوطني لابد من ـــ إيجاد هذه الدولة الضامنة لإنجاحه ونفترض أن كل القوى التي قبلت بالحوار أنها قد تخلت عن السلاح بمعنى أنها ما عدش تفكر عاد في العودة إلى السلاح من جديد كل القوى التي لديها سلاح.. خلاص يبقى في هذه الحالة عليها أن تأتي إلى الحوار مسلحة بالبرامج، مسلحة برؤاها، مسلحة بالإيمان الكامل أنه لا طريق إلى المستقبل إلا بالحوار والتفاهم والتعايش بين القوى المختلفة.
السعيدة: مطمئن أنت لهذا؟
الدكتور: أنا لا أستطيع أن أقول إنني مطمئن مائة بالمائة ولا أستطيع أن أقول بأنني غير مطمئن بنفس النسبة.. لكن سأنطلق مما أنا مؤمن به وأفترض أن غيري مؤمن به وهو أن يجمع الذين قبلوا فكرة الحوار أنهم تخلوا عن فكرة، العنف هكذا أرى الأمور.. هكذا أرى..أراها لكن "بعدين أيش" في ضمائر الناس؟ما هي الحسابات الخاصة؟
السعيدة:- بس ما عاد فيش ضمائر يا دكتور.. السلاح ما فيش فيه ضمير ولا نية؟
الدكتور:- ليس السلاح الذي ليس عنده ضمير، وإنما مالك السلاح أو من يحمل السلاح.. ما نعطيش حكماً مطلقاً.. لكن خلينا نقول عند هذا المستوى إنه من قبل الحوار يجب أن يتم التخلي عن استخدام السلاح، على الأقل المرحلة الأولى قبل أن نجلس على الطاولة،وقبل أن نسير معاً نحو المستقبل بدون التلويح بالقوة.
السعيدة:- مافيش ضمانات يا دكتور.
الدكتور: شوف أنا أقول لك ربما بقدرة إلهية.. سبحان الله.. وهذا ولله الحمد أقول إن التوازن إلى حد ما يبدو لي هكذا بين الأطراف التي تسلحت والتي تتسلح الخ.. هي مشيئة إلهية.
السعيدة:- تراها إيجابية؟
الدكتور:- ربما من حيث التوازن، ربما هي أفضل من أن لو كان طرفاً يمتلك سلاحاً وطرفاً لا يمتلك سلاح.
السعيدة:- يعني الأفضل كلهم يتسلحوا.
الدكتور:- هذا ما هو حاصل.. أنا مش مسلح.. مثلاً، أنا داخل الحوار وأنا مش مسلح.. لكن مع ذلك سيظل السلاح في بعض الأحيان مغرٍ، وخلينا نقول بالتجربة نحن مرينا بمرحلة خاصة في منتصف 2011م بدأ السلاح.. بدأت فرقعة السلاح، لكن ما هي الحسابات التي جعلت أطراف السلاح تحجم عن أن تذهب به إلى أبعد مدى (قدرة إلهية) سبحان الله وربما أيضاً حسابات بشرية ربما..
السعيدة:- دكتور لا أخفيك فأنا "حقيقة" قلق.. أقصد قضية أنه مؤسسة عسكرية منقسمة، جيش منقسم سيدخل في الحوار وقوة تمتلك سلاحاً سندخل في هذا كالذي يضع القلم هنا ويضع البندق هنا فوق الطاولة وتحاوروا بعد ذلك؟
الدكتور:- أنا معك في هذا الموضوع، حوار بهذا المستوى ما "هوش" حوار ولن يتم ولن يكون بالفعل، يعني هذا معنى حوار لذلك نقول على الدولة أن تأخذ قرارات حاسمة في هذا الموضوع وعلى الجميع أن يعي تماماً أن هذا البلد ليس ملكاً لأحد لو أن هذا الوضع قد أنتجته ظروف سابقة.. هذا الوضع وهذا التوزيع للسلاح وهذا الإنقسام أنتجه وضع سابق.. لكن اليوم لن يبقى البلد رهين هذا الوضع.
السعيدة مقاطعة:- خاصة انه وضع طارئ.
الدكتور:- أيوه، لذلك هذا البلد ليس مملوكاً لأحد، إذاً هذا الحل العادل الذي وجد الآن أن يتحاور الناس هو في الحقيقة مخرج للجميع، مخرج لمن لديه السلاح، ولمن ليس لديه سلاح، لمن يريد أن يستخدم السلاح عليه أن يفكر ألف مرة
السعيدة: دكتور لا أدري كيف سيسير الحوار بعدم مشاركة عدد كبير جداً أو جزء كبير جداً من هذا البلد وهو الحراك وقضيته بنفس الآلية؟
الدكتور: الحراك طبعاً كمشروع سياسي، يجب أن يكون حاضراً والحوار هو أصلاً بين المختلفين مش بين المتفقين، الحوار دائماً بين المختلفين،وقلنا دائماً إنه لا سقف لهذا الحوار،وبالذات أنا عندما تحدثتُ عن السقف السياسي، لأنه يجري بعض الأحيان تفسير بعض المصطلحات تفسيرات عشوائية، لكن عندما نتحدث عن السقوف هنا ــ حتى عن الثوابت ــ نتحدث عن ثوابت سياسية، لكن هذا الوضع هو المفروض الذي يتحاور حوله الناس.
السعيدة: كيف؟
 يعني سيأتي من يقول إنه يريد فك الإرتباط, وسيأتي من يقول إنه يريد دولة بإقليمين, وسيأتي من يقول لا.. أنا الوحدة الإندماجية مازالت صالحة, هذا الحوار بين الناس.
ما الذي يمكن أن يكون بحجج قوية بعد إكتشاف أو محاولة تحليل واقع الحال إلى فين وصلنا؟ ليش وصلنا إلى هذا الوضع؟ ويكون الحوار هادئاً بعيداً عن نزق فرض الإرادات؟..هذا الوضع أنا في تقديري الشخصي مطلوب من الجميع اليوم أن يكونوا حاضرين في الحوار ربما, أنا أعتقد فيما يخص الجنوب ظلت ـ حقيقة ـ المشكلة في الجنوب لم تتحرك الدولة تجاه الوضع في الجنوب بإيجابية حتى اليوم، بمعنى أن هناك مشكلات أُنتجت وخٌلقت، وأوجدت مزاجاً معين من نوع ما بين الناس، أٌطالب الناس، وأطالب النخب بأن يأتوا معي إلى الحوار في ظل مزاج معكر ومعقد, هذه النخب السياسية لن تأتي إليك, طالما هذا المزاج لا يخدم مشروعها السياسي, إذاً ما الذي عملته أنت؟ ما الذي قدمته أنت للناس؟.. بإختصار لكي تقول للناس أيضاً إن هناك توجها سياسياً جديداً, ووطنياً جديداً لمعالجة تكون فيها إرادة الناس حاضرة بهذا المعنى.
السعيدة: وهذا الذي وضعته في الإثني عشر نقطة؟
الدكتور: حتى الإثنى عشر نقطة التي وضعناها, هي معالجة لمشكلات قائمة, مشكلات نتجت بعد الحرب, مشكلات طرد الناس من أعمالهم، التقاعد العشوائي الذي تم لآلاف الناس, وفي ظروف في غاية القسوة, وفي نفس الوقت أيضاً العبث الإقتصادي الذي تم، يعني أقول دائماً ما تم بعد 94 من طرد الناس من مؤسساتهم الاقتصادية،وتصفيتها, تصفية المزارع, إعادة الأراضي الزراعية المستصلحة من قبل الدولة بالقروض لمن لا يملكها, وطُردوا من عليها الفلاحين؟ لماذا يعني؟!!
مورس نوع من العبث ولذلك أقول لك هذه دائماً سياسة الغلبة التي تنتجها الحروب تؤدي إلى هذا الواقع المُعقد، لكن ما الذي عملته الدولة بعد ذلك لحل هذه المشكلة منذ 94 وحتى اليوم؟
 بالعكس ظلت المسائل تتعقد والناس ينتقلون من مزاج إلى مزاج ومن وضع إلى وضع، وهذا هو الوضع المعقد اليوم..
السعيدة: طيب أنتم قلتم إنه لا حوار إلا بعد توحيد الجيش، وسندخل، والله يعلم كيف ستكون الأمور والآن نفس الكلام سندخل ضمن ألإثنى عشر نقطة منها قضية الإعتذار،وإعادة الناس إلى أعمالهم هل ستدخلون الحوار وهل سيدخل البلد إلى حوار بهذه النفوس المُعكرة التي لم تحقق شيئاً من العشرين النقطة؟
الدكتور: إذا أردنا الحوار أن ينجح فعلينا أن نمشي بكذا وكذا وكذا.. بعدين كيف تُعاد صياغتها؟ قد تعاد صياغتها بالطريقة التي قلت وقد تعاد صياغتها بطريقة ثانية.
السعيدة: دعنا عند الصياغة التي ذكرتموها أنتم ؟
الدكتور: إعادة الصياغة هذا موضوع مختلف..أنا أقول اليوم أيضاً إنه من الصعب أن نتحاور بدون أن يكون حاضراً أيضاً مشروع سياسي كبير في الجنوب.
السعيدة مقاطعة: قبل الحوار؟
الدكتور: أنا قصدي من الصعب أن نتحاور.. أنك تعمل حواراً ناجحاً بدون هذا المشروع السياسي.. أن يأتي إليك ليتحاور معك.. في كل مرحلة سياسية أو في كل مشروع سياسي في المتطرف وفي المعتدل وفي الذي ممكن أن يقبل و الذي يرفع السقف إلى مستوى معين.. هذا الوضع يحتاج إلى تفاهم لكن أقول لك بإختصار نحن كقوى سياسية.. كسلطة.. كدولة لم نقرب بما فيه الكفاية إلى المستوى الذي يمكننا من ملامسة الوضع الحقيقي في الجنوب كيف؟
نتعامل مع شعارات ترفعها قوى سياسية (كويس) لكن هذه الشعارات هي تعكس حالة احتقان عامة، وأنا أريد أن أغير هذا الشعار دون أن أتعامل مع أسباب الإحتقان.. هذه المعادلة.. هذا الوضع صعب, صعب تغير اللافتة أو الشعار المُعتمد على هذا الإحتقان أو هذا المزاج، عليّ أن أعدل في الإحتقان بطريقة حقيقية بطريقة صادقة.
السعيدة: وإذا لم يتم ذلك؟
الدكتور: أنا أعتقد أنه بالفعل إنه في 94 لم يتم هو بالعكس زاد الإحتقان.
السعيدة: أنت قلت إنه لازم من إيجاد مشروع سياسي ماذا تقصد بالمشروع السياسي؟
الدكتور: أنا أتكلم عن المشروع السياسي القائم الآن في الجنوب, الذي يحمله جزء كبير من الجنوب.
السعيدة: سيُكتب للحوار النجاح إذا وجد مشروع سياسي جيد في الجنوب؟
الدكتور: لا.. هو شوف ما تقدرش تتخيل مشروع سياسي معين تمام؟ لكن إذا أخذت بعين الإعتبار نحن قلنا كيف تُحل القضية الجنوبية مثلاً؟ أو كيف ستحل؟
أنا قلت لا أريد أن أعيد صياغة الفكرة التي تحدثنا عنها بصيغة معينة لكن نحن وضعنا المشكلة, ووضعنا ما نعتقد أنه عامل مساعد في إنتاج الحل، لكن قد لا يكون حلاً كاملاً إنما على الأقل أنت تقدر تقدم رسالة أن هناك إرادة حقيقية من قبل الجميع فيما يخص التعاطي مع هذه القضية بشكل مختلف وبالتالي يجب أن يعكس هذا التفاعل ليس من قبل السلطة ولكن من قبل كل القوى السياسية, والإجتماعية, اليوم للأسف ينشأ خطاباً مختلفاً جديداً لدى البعض بإعتقاد أنه خلاص لا ما فيش حل، مافيش مشكلة في الجنوب بمجرد ما خرج خلاص الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح من السلطة,خلاص الوحدة جميلة وحلوة، ما فيش مشكلة,هذا خطاب خاطئ أيضاً, هناك مشكلة حقيقية وقائمة.
السعيدة: أنا سآتي إلى النِسب التي وضعتموها حتى ننظر في القضية الجنوبية دكتور يعني ما أدري بالنسبة للقضية يعني لا يمكن أن يسير الحوار بتهميش هذا الجزء الكبير جداً هل واثقون أنتم مثلاً في لجنة الحوار همشتم جزء كبير جداً تعداده إلى ثلاثة مليون تقريباً وهم المغتربون أين المغتربون في الحوار؟
الدكتور: لا هم لم يهمشوا حتى الآن يعني إذا أخذت من موضوع تشكيل اللجنة الفنية بأنها قد همشت.. اللجنة هي تُعد وتحضر للحوار ولا تدخل في موضوع الحوار التهميش متى سيكون فعلاً حاضراُ؟
 إذا لم يمثلوا في مؤتمر الحوار.
السعيدة: لكنهم في النِسب التي ظهرت, هم عليهم أن يندرجوا في أوساط هذه النِسب الموجودة كأحزاب أو تنظيمات..
الدكتور: لا طبعاً المغتربون بهذا الحجم منطويون في اتحادات ربما، أو في لا أدري إذا كانت تسمى جاليات أو اتحادات, في اتحاد المغتربين أو...الخ.. أعتقد في النسبة المُعطاة لرئيس الجمهورية ستعالج كثيراً من القضايا, حوالي 60 مقعداً.
السعيدة مقاطعة: حتى لو أعطوهم 60 مقعداً في الأخير هم يشكلون؟
الدكتور: لا أنا أعتقد التمثيل لن يكون كمياً يعني للمغتربين هموم بالتأكيد ممكن واحد يحملها أو اثنان يحملوها شفت كيف؟ إذاً يعني إن حصلت في الحديث عن هموم المغتربين ممكن مثلاً المغتربون في مكان ما لهم هموم من نوع خاص تحملها مجموعة, مغتربون في مكان ثان لهم هموم من نوع آخر هموم التعليم مثلاَ في ظروف معينة إذا اقتصر الموضوع على هذا هم المغتربين وفي هم عام أيضاَ آخر الذي هو الهم السياسي هَم بناء الدولة سيكونون حاضرين فيه بأشكال.. ولذلك عندك مثلاً عندما نتحدث اليوم عن منظمات المجتمع المدني عندك مثلاً منظمات فيها ملايين وفيها مئات الآلاف مثل اتحاد النقابات،المحامون، الأطباء, المهندسون، منظمات ضخمة: هل ستمثل بحجمها وهذا الكم الهائل فيها شفت كيف؟
لكن أيضاً وهذه كلها أُعطي لها 40 مقعدا هي ستأتي أيضاً بمشروعها فيما يخص منظمات المجتمع المدني ودورها في الدولة في تكوين الدولة وستأتي بهم جزئياً ربما يتعلق إلى حد ما بالفئات التي تمثلها، لكن الهم الحقيقي في هذا المؤتمر هو بناء الدولة.
السعيدة: هو النتيجة المؤملة في نهاية المؤتمر بناء الدولة؟
الدكتور: بالضبط، هي الدولة وطبيعة هذه الدولة التي نريد.
السعيدة: هل تتوقع سنصل إلى هذه المحطة في ظل المعطيات الموجودة؟
الدكتور: أنا أعتقد أنه يجب أن نصل.. القصة هي بناء الدولة التي فشلنا في بنائها كيمينين.. دون الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك, عندما أقول الدولة.. الدولة المدنية بمعنى أيش؟.
 الدولة التي لا يضع أحد نفسه مرجعية عليها، هي أن المرجع فيها إلى المواطن.. الناس.. الشيء الثاني ليست دولة الحزب الواحد، ولا دولة أيديولوجيا الحزب،أو المجموعة، ولا دولة القبيلة، ولا دولة العسكر، ولا دولة العائلة هذه هي الفكرة.. نذهب إذاً للحوار نتحاور.. لكن مُسبقاً أقول لك:لا هذه الدولة التي نشئت في مكان كذا, إذاً أسقطها على.... المشكلة أنه يجري في كثير من الأحيان الخلط في الجانب الإجتماعي بالجانب الديني، لذلك أنا أعتقد كلما تحاور الناس كل ما إقتربوا من الحقيقية.
السعيدة: دكتور البعض يقول يعني حتى أنهي قضية الحوار،هل في تدخلات بالنسبة للسفير الأميركي بالنسبة لكم أنتم في الحوار؟
الدكتور: خلينا أقولك في شيء واحد..في كثير من الأحيان هناك كثير من المبالغات..أنا عشت التجربة السياسية خلال السنتين الماضيتين منذ أن بدأت العملية السياسية وقبلها.. شخصياً لم ألمس أن عليكم يا يمنين أن تعملوا كذا.. أنا شخصياً إذا قلت لي هذا الكلام لن أقبله.. لن أقبله بوضوح.. كيف؟ لكن لا يوجد داعي إن ننظر للمسألة من زوايا مختلفة.
السعيدة: بس قدهم يكونوا عارفين أن الدكتور ياسين ما حد يقوله لا.. لكن بطريقة معينة؟
الدكتور:.. لا.. أنا أقول لك الذي سِرنا عليه.. نحن أولاً يجب أن نعترف أننا اليوم لم يعد هذا البلد بمفرده ـــ يعني بمعزل عن العالم بل بالعكس نحن ممكن ــ وجد نظام في السابق سلمنا للعالم في مرحلة معينة تحت شعارات أو تحت عناوين مختلفة, مرة تحت مكافحة الإرهاب, ومرة تحت كذا...الخ
نحن لم نقدر كيمنيين طوال هذه السنوات أن ننتج العوامل التي تمكنا من أن نكون شركاء حقيقيين مع العالم..
ظلت الشراكة للأسف من طرف واحد سائرة في اتجاه واحد، وأخيراً نشأت ـ معنا يمكن ـ مسألتان واحدة ـ الحمد لله بحكم موقعنا الجغرافي لليمن وهذه لم نكن نحن صُنّاعها ـ صنعها الله سبحانه وتعالى بوجودنا في هذا المكان الممرات الدولية.. والثانية: صنعت ما ندريش كيف؟!! ( وهو يبتسم ) وهي الإرهاب وقلنا للعالم نحن شركاء معكم في مكافحة الإرهاب هذه فقط، وأصبحنا فعلاً.. بدلاً من أن نطلب من العالم أن يكونوا هم شركاء لنا في مواجهة هذه المشكلة الحقيقية.. لا.. هم يريدونا شركاء معهم..هنا المعادلة المقلوبة.
السعيدة: جميل.. أنت ترى أنه لا توجد تدخلات خارجية أصلاً؟
الدكتور: قصة التدخل اليوم أصبحت قضية من الصعب الحديث عنها بشكل رومانسي طالما أنا ما عنديش القدرة على أن أوفر وسائل العيش الكاملة لشعبي.. أنا جزء من شعبي مُهاجر، جزء من شعبي يطلب الله في الخارج، وضعي الإقتصادي كذا.. كلمة السيادة كلمة كبيرة،لكن عليّ أن أبني سياستي الخارجية وفقاً لهذا الوضع الوضع الملائم لشعبي.
السعيدة: من الذي سوف يدير.. يترأس هذا الحوار الذي سيقام؟
الدكتور: إحنا في اللجنة عندنا مرحلتان لهذا الموضوع..إلى الآن تقريباً في رأيين فيما يخص المرحلة الأولى التي هي حتى إنتخاب هيئة رئاسة المؤتمر.. طبعاً هيئة رئاسة المؤتمر ستختار من قبل المؤتمر, ستقدم قائمة، أو كذا، و لكن ما فيش رئاسة دائمة,لن تكون هناك رئاسة دائمة..ستكون دورية في إطار مجموعة هذا الإتجاه الأول.. الجلسات الأولى التي طبعاً سيفتتح فيها المؤتمر حتى يتم الإنتخاب في رأيين ( في رأي تقول الهيئة ).. لكن أنا أعتقد (الإتجاه ) أن يكون الرئيس الداعي إلى الحوار الذي هو رئيس الجمهورية حتى يُنتخب.. الرئيس بإعتباره داع للحوار سيترأس الجلسة الأولى..حتى يتم إنتخاب هيئة الرئاسة.
السعيدة: إتخاذ القرارات ستكون بطريقة........
الدكتور: لا.. القرارات ـ طبعاً هذه هي توافقية ـ المؤتمر توافقي بشكل عام.. لكن إذا تطلب الأمر إتخاذ قرارات؟ بايكون آلية إتخاذ القرارات صعبة تصل إلى 90%،ولذلك نحن ضمنَّا أن أي مشروع سياسي يجب أن لا يُقمع بالتصويت،إنما يتم التوافق, وبعدها في لجنة توثيق بين الآراء المختلفة, وسيمر إتخاذ القرارات بمراحل عديدة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد