برغم تعدد آلامها وعذاباتها في الكهرباء والماء والأمن إلا أن الحوطة عاصمة محافظة لحج تعاني في هذه الأيام من كارثة بيئية تهدد ساكنيها ، حيث تكاد تغرق بين أكوام القمامة التي عمت الشارعين الرئيسين والشوارع الفرعية والحواري ولم تسلم حتى بيوت الله المساجد وكذا المدارس من انتشار القمامة أمامها والتي تزداد كل يوم جراء إضراب عمال النظافة المطالبين بحقوقهم في التوظيف الرسمي و المستحقات المختلفة .
النظافة قصة طويلة
لم يستقر وضع النظافة في مدينة الحوطة فمرة تنظف المدينة جزئيا ثم تعود تكدسات القمامة هذا منذ سنوات وذلك لغياب الرؤية الواضحة لدى المعنيين ولعدم وجود إرادة حقيقية لذلك، ولعل السبب في استمرار مشكلة عدم نظافة الحوطة في وجود عمال متعاقدين بمرتبات زهيدة، إضافة إلى أسباب أخرى منها ما ذكره لـ " الصحوة نت "– سمير عبد السلام – أحد وجاهات الحوطة ، بعض المواطنين الذين ربما تعايشوا مع وجود هذه المخلفات وصارت أمرا مألوفا لديهم حيث يرمون بالقمامة خارج البراميل المخصصة لها، بل بعضم صمت ولم يتحرك تجاه السلطة المحلية لوضع الحلول المناسبة ولذا سنجد أن النظافة في الحوطة على غير المطلوب باعتبارها عاصمة للمحافظة، معاناة العمال.
دوما يخرج عمال النظافة لقطع الخط العام أو للتظاهر مطالبين بمرتباتهم التي تتأخر كثيرا بل ربما جعل بعضهم يفجر مياه الصرف الصحي لأنه كما قال أحدهم لم يجد مساندة لا الدولة ولا المجتمع، يقول فواز عوض علي رئيس نقابة عمال النظافة في المحافظة لـ " الصحوة نت " لدينا 208 من العمال غير أن هناك 600 آخرين لا يعملون و نطالب بتوظيف العمال أسوة بالمحافظات الأخرى استنادا إلى قرار مجلس الوزراء رقم 186 لعام 2012م كما أننا وبرغم المرتبات الضعيفة التي نتسلمها إلا أنها تتأخر شهورا كثيرة وجميع العمال لديهم أسر يعيلونها .
وأضاف رئيس نقابة عمال النظافة إن صندوق النظافة لا يهتم بالعمال وقد باعوا مؤخرا خردوات تخص الصندوق بسبعة ملايين ريال لم يحصل العمال منها شيئا ، وقال كما أنه لا يوجد سيارات سوى سيارتين قديمتين ، وتم أخذ أربعة سيارات كبيرة من قبل رئيس الصندوق إلى منطقة صبر لنقل المياه خاصة به ، وأكد فواز عوض رئيس نقابة عمال النظافة بأنهم يتعرضون لضغوط وتهديدات كثيرة من رئيس الصندوق آخرها تهديدهم بإجبارهم على العمل بالقوة من خلال أربعة أطقم عسكرية ، وكان لطفي عبد الحميد عضو نقابة عمال النظافة قد عدد معاناتهم مؤكدا أنه تعرض شخصيا بأن رمى محافظ المحافظة المزهرية على وجهه عندما طالبه بصرف مرتبات العمال.
فيصل حسان أحد عمال النظافة حكى بمرارة حالته مع زملائه وكيف أن المرتبات لم تف بمتطلبات أسرهم وطالب فيصل بسرعة إقالة الفاسدين و إعطاء العمال حقوقهم كي يقوموا بواجباتهم ، أما عبد الكريم السيد حسين بائع الخضار فقد شكى مما أسماه ( الفوضى ) وعدم وجود السلطة حيث قال حتى بايعي السمك تركوا السوق المخصص لهم وجاءوا يبيعون في الشارع حتى صارت الحوطة وكأنها قرية .
المجلس المحلي في الحوطة
مدير عام المديرية الأستاذ محمد علي محسن تحدث عن دور المجلس في حل معضلة النظافة، وقال "إن المجلس ليس له صفة الضبط لصندوق النظافة ولايشرف عليه إداريا ولا فنيا بل هو يتبع المجلس المحلي في المحافظة وعليه تقع المسؤولية الكاملة في تنظيف المدينة تحت اشرف محلي المحافظة. مؤكدا أن مهام المجلس في المديرية يقوم به على أكمل وجه وقد نفذ عددا من مشروعات البنية التحتية الهامة للحوطة .
من المسؤول عن هذه المدينة العاصمة للمحافظة والتي يسوء حالها يوميا ، نعم إنه المجلس المحلي في المحافظة وعلى رأسه المحافظ أحمد المجيدي ، صندوق النظافة ، محلي الحوطة ، المواطنون كل هؤلاء مسؤولون ،و حتى لايقع الفأس في الرأس وتنتشر الأوبئة وتعم الأمراض، على هذه الجهات الإسراع في حل هذه المشكلة سريعا والاسراع في إعطاء عمال النظافة كامل حقوقهم وتوظيفهم بحسب قرار مجلس الوزراء ، وعدم اتخاذ حقوق بعضهم ورقة سياسية يستفيد منها بعض النافذين عند الأحداث المختلفة .!!