إب.. محافظة غير آمنة

2012-11-13 03:05:07 رصد/ محمد علي المقري


من المتوقع أن تعقد حكومة الوفاق اجتماعها القادم في محافظة إب "الحمراء" إذ لم تعد المحافظة الخضراء أبداً، وتعيش حالة انفلات أمني غير مسبوق: قتل يومي، تقطعات، انتشار عصابات السطو والسرقة، كل ذلك يحصل وسط شلل تام للأجهزة الأمنية.
فيما يأمل المواطنون أن تقف الحكومة على كل ما يدور في المحافظة لاستعادة الأمن والاستقرار لها..
وفي هذا الرصد نورد بعض الاختلالات الأمنية في المدينة المتوقع إعلانها عاصمة للسياحة اليمنية.


دماء على الشارع
شباب بعمر الزهور راحوا ضحية للانفلات الأمني الحاصل في مدينة إب، لا ذنب لهم في ذلك سوى أنهم سقطوا مضرجين بدمائهم وسط شوارع المدينة نتيجة للاشتباكات العشوائية بين الفئات المسلحة التي جعلت من مدينة إب ساحة لخوض صراعاتها أو معاركها القتالية.. اشتباكات مسلحة تدور هنا وهناك ينتج عن ذلك تبادل كثيف لإطلاق النار وترويع للسكان ويجلب الهلع والفزع في نفوس المارة والمتسوقين في أسواق المدينة..
من ضحايا الانفلات الأمني
الشاب/ ضياء محمد طه القاضي ـ يبلغ من العمر 17 سنة ـ سقط قتيلاً برصاص فئتين تقاتلتا وسط شارع البرج، لاذ المتفائلان بالفرار وتركا ضياء قتيلاً بريئاً لا شأن له بصراعهما، سوى أنه كان واقفاً جوار بسطته، ولم يتمكن من الهرب بسبب تقاتلهما المباغت.
ويقول والد الشاب ضياء: بعد مغرب إحدى الليالي تفاجأنا نحن المتواجدون بشارع البرج بوصول فئتين مسلحتين وحدث بينهما اشتباك بالسلاح ففر كل من بالشارع وفريت أنا إلى أحد الأزقة وكنت أظن أن ولدي ضياء قد فر، ولكنه لم يستطع الفرار لأنه وقع في الوسط بين الفريقين المتخاصمين فأصيب في رأسه وتوفي حالاً.
يواصل الحاج/ محمد ـ والد ضياء ـ حديثه: "منذ مقتل ولدي وأنا أتابع بإحضار قتلة ولدي الفارين من وجه العدالة ولكن دون جدوى، رغم الأوامر القهرية إلا أن الأمن لم يحرك ساكناً".
المسلحون في كل مكان
المسلحون يسرحون ويمرحون مدججين بالأسلحة في شوارع وأحياء المدينة، مناظر مقززة، المعاوز فوق الركب والشنب المقعش والشعر الطويل والأوالي والبوازيك والقنابل فوق أجسادهم، هؤلاء يوجدون في مدينة إب وينتشرون بكثافة في كل مكان فيها، يثيرون الرعب ويزرعون الخوف في قلوب سكانها..
قطع الطريق
كثرت التقطعات في محافظة إب وازدادت شكاوى المواطنين والمسافرين حول ذلك وكثيراً ويومياً ما نسمع عن حوادث قطع الطرقات في سمارة على الخط الرئيسي الرابط لمدينة إب بالعاصمة صنعاء، وكذلك على خط العدين ـ الجراحي، وفي السحول وحتى في داخل المدينة يوجد قطاعات وقطاع طرق والأمن لا من شاف ولا من درى.
"يا ساتر على حكومة الوفاق"
سمعنا أن حكومة الوفاق الموقرة سوف تنزل إلى مدينة إب لعقد اجتماع لها في مقر المحافظة ونحن نخشى أن يعترض قطاع الطرق لها في سمارة أو في السحول، وبالمناسبة نجدها فرصة ونطالب السادة الوزراء بأن يعملوا على تأمين حياة المواطن مثل ما يفعلوا على تأمين حياتهم، فما أحد يزيد على أحد وربنا رب وأحد وكلنا عيال تسعة وإلا قدموا استقالتهم والشعب يختار أحسن منهم بكثير.
ويقول المواطن/شايف عبده اليافعي: "أنتظر من حكومة الوفاق خلال زيارتها لمحافظتنا أن تعمل على إقالة جميع الفاسدين بالمحافظة بدءً بالمجلس المحلي بمن فيهم المحافظ وكافة مدراء المكاتب الحكومية الذين ثبت فسادهم".
وأثناء مرورنا بأحد شوارع مدينة إب استوقفنا المواطنة والتي عرفتنا باسمها أم أحمد وسألناها: ماذا تنتظري أن تقدم لك حكومة الوفاق خلال زيارتها لإب؟..
فردت أم أحمد قائلة:ـ "يا ولدي ماذا أنتظر من هذه الحكومة الفاشلة، أني أخرج إلى الشارع وأنا غير آمنة، الأمن منفلت والعدالة غائبة والصعاليك مليان بالشوارع، والمحافظ (ماهلوش) ـ قالتها باللغة الأبية ـ أي غير موجود".
اختتمت أم أحمد حديثها:ـ "أنتظر من حكومة الوفاق أن تنزل إلى الشوارع وتشوف الحفر بنفسها وكذلك أن تعمل على إنهاء حالات الإنفلات الأمني الموجود وأن تقضي على عصابات السطو والقتل والسرقة وأقول لهم إن إب بحاجة إلى الأمن والاستقرار والتنمية وليست بحاجة إلى الاجتماعات الروتينية التي ملينا منها".
"ذباب العسل بانتظاركم
نتمنى من حكومة الوفاق بأن لا تكون مهمة نزولها إلى إب من أجل شرب العسل وأخذ ذبابة المجهزة لهم لهدايا أو لتحويل هذه المهمة إلى وليمة وغداء ومقيل على شرف السادة..
نأمل أن تكون أولى المهام المطروحة على جدول اجتماع الوفاق بإب هي قضية الانفلات الأمني بالمحافظة، ويجب أن تدرك حكومة الوفاق جيداً بأنه لا سياحة بلا أمن، يجب أن توجد الأمن والاستقرار قبل أن تعلن إب عاصمة للسياحة، فكيف سيأتي السائح إلى إب وهو غير آمن على نفسه؟ كيف سيأتي و التقطعات أمامه في كل الطرقات؟!
لا تصدقوا فإب ليست (سمن على عسل)، أيها الوزراء سيواجهكم الفاسدون وسيقبلونكم وسيستقبلونكم بالورود والرياحين وسيقولون لكم بأن كل شيء في إب "سمن على عسل"، إحذروهم ولا تصدقوهم، نحن نقولها لكم صراحة إنها ليست على ما يرام، لا يضحكوا عليكم، فالمواطن في إب يائس والخوف منتشر والفساد قد كثر والوضع غير مستقر وإب في خطر.
مشاكل إب كثيرة
قضايا إب كثيرة ولن تستطيع الحكومة على حلها لو عقدت كل اجتماعاتها فيها ولو جلست فيها سنوات فما بالكم بيومين أو أسبوعين أو حتى شهراً أو سنة.. الفساد، نهب أراضي الدولة، البسط على أراضي المواطنين، الانفلات الأمني التسيب الوظيفي قضايا هامة تنتظر من حكومة الوفاق الوقوف أمامها بجدية والخروج قرارات حازمة وصارمة لحلها..
همسة
إب.. تنتظر من حكومة الوفاق زيارة عمل وجد واجتهاد وليس زيارة تنزه وتعارف وصداقة.

 


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
صحفي من تهامة يروي تفاصيل مرعبة لعملية اختطافه وتعذيبه ولحظة مهاجمة الحوثيين لمنزله بالأطقم العسكرية

بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد