عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبد الكريم محمد علي لـ"أخبار اليوم":

على اعضاء الحراك التقدم بكل ارائهم ومقترحاتهم الى مؤتمر الحوار لحل القضية الجنوبية

2012-10-16 03:11:51 حاوره/محمد علي المقري


قال الأخ/ عبد الكريم محمد علي ـ عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عضو الجمعية الوطنية لقوى الثورة ـ إن القضية الجنوبية تحمل اتجاهين "حقوقي وسياسي" في آنٍ معاً ويمكن حل هذه القضية في مؤتمر الحوار القادم، داعيًا القيادي الناصري اعضاء الحراك أن يقدموا كل آرائهم في القضية الجنوبية إلى مؤتمر الحوار وفي مختلف الجوانب بغية الخروج بحلول للوطن والشعب.
وتحدث عبد الكريم محمد علي عن عدة قضايا هامة كثورة المؤسسات والرئيس السابق وعائلته وأتباعه، وعن اللقاء المشترك وإب والفساد فيها وقال ان الأيام التي قضاها المحافظ خارج المحافظة أكثر من الأيام التي قضاها في أداء عمله.. فإلى الحوار:ـ

* هل ستشهد محافظة إب ثورة مؤسسات لانتشال الفاسدين الذين يسيطرون على المكاتب والمؤسسات الحكومية فيها منذُ أكثر من ربع قرن؟
ـ في البداية أشكرك مع كافة هيئة التحرير بالصحيفة على جهودكم المبذولة في هذه المساحة التي تنشرون عليها آراء القيادات السياسية وغيرها في هذه المحافظة حول الهموم والمشاكل والتطلعات على مستوى المحافظة والهم الوطني وآفاق المستقبل بشكل عام.
بالنسبة لجوهر سؤالك حول إمكانية ثورة المؤسسات على الفاسدين في المحافظة..
أولاً: دعني أؤكد لك أن محافظة إب هي واحدة من محافظات ومؤسسات الدولة ومفاصلها المختلفة ولم يحدث إلى الآن أي تغيير يشعرنا كسياسيين ومواطنين بالآمال التي نطمح إليها بهذه الثورة التي علقنا عليها آمال كبيرة بالتغيير نحو الأفضل، ليس هذا من باب اليأس وإنما من باب التذكير وأجدها فرصة عبر هذا المنبر أن أوجه رسالتي هذه بتنبيه قيادة المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك أن يتقدموا برؤية متكاملة وبأسرع وقت ممكن بضرورة استكمال انتقال السلطة وفقاً لمبدأ الشراكة وفق أسس ومعايير التعيين في الوظيفة العامة مصحوباً بأهم القضايا التي تشعر المواطن بالفائدة التي يلمسها في الحياة العامة وبمختلف الجوانب، لأننا في سباق مع الوقت، فالقضية وعملية التغيير لا تخص محافظة إب فحسب بل على مستوى مفاصل الدولة بشكل عام وفق حزم تفضي بالنهاية إلى تحقيق نوع من الاستقرار بدلاً من اليأس في نفوس الناس، مما سينتج عن ذلك ليس قيام ثورة مؤسسات في محافظة إب فقط بل ستقوم ثورة عارمة بكل بقعة من أرض اليمن لا يستطيع أي كان إيقافها أو توجيهها، لأن حالات السخط الشعبي تزداد يوماً بعد يومه فاتقوا غضب الشعب.. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن التغييرات المتقطعة التي تصدر سواءً من رئيس الجمهورية أو من الحكومة أو من الوزراء تجعل أعداء التغيير يستعيدون أنفاسهم لإحداث القلاقل وكذا تفتح أبواباً للانتهازيين والمبتزين بتمرير تعيينات وقرارات لا تخدم أجواء التغيير وتتعارض مع المصلحة العليا للوطن ويتم التبرير بعد ذلك بتعرضهم لإحراجات شخوص ومن ثم تصبح مؤسسات الدولة أسيرة لمراكز قوى جديدة وتدخل بعد ذلك المداراة وتعود الأوضاع إلى أبشع ما كانت عليه قبل الثورة الشبابية الشعبية السلمية.. فتذكروا دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لكي يعيش الآخرون حياة كريمة وكذلك الجرحى الذين واجهوا آلات الحرب للنظام السابق، فلا يوجد أي مبرر للتأخير وعلى قوى الثورة أن تقدم برامجها للتغيير والدفاع عنه، لأن الفرصة والكرة بمرماهم ولا عذر لهم بعد اليوم بغيابهم عن السلطة، لأنهم أمام استحقاق هذه المرحلة بموجب التسوية السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية.
* باعتبارك عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.. هل لكم أن تعرفوا القارئ الكريم على نضال حزبكم ضد نظام صالح ؟ وما هي الاضطهادات التي تعرض لها حزبكم من النظام السابق؟
ـ عندما أدركت قيادة التنظيم في بداية حكم صالح أنه استهل حكمه بالانحراف على الخط الوطني الذي أرسته قيادة حركة 13يونيو التصحيحية ومنذُ الوهلة الأولى كان لزاماً على التنظيم وبما يمليه على قيادة التنظيم من أمانة الحفاظ على ما كان قد حققته الحركة من انجازات وما سوف يتم انجازه عبر الخطط والبرامج وفي مقدمتها بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون وعملية البناء والتنمية للوطن أرضاً وإنساناً، فقد قررت قيادة التنظيم حينها تدشين فعل ثوري يعيد للوطن اعتباره، فقامت بانتفاضة شعبية ضد "صالح" قادها كوكبة من القوات المسلحة والأمن من أبناء التنظيم ومعهم عدد من الشرفاء والوطنيين وهذه أول محاولة لإحداث عملية التغيير بصرف النظر عن النجاح والإخفاق واستمر تنظيمنا في نضاله ضد نظام صالح حتى الثورة الشبابية الشعبية السلمية والذي كان فيها أعضاء التنظيم ومن مختلف المستويات في مقدمة الداعين لإسقاطه.
ولا أنسى هنا أن أذكر أن التنظيم قدم خيرة أبنائه في تلك الانتفاضة الشعبية في 15أكتوبر عام1976م، حيث أقدم صالح حينها على إعدام ما يقارب 21عسكرياً ومدنياً لم يعرف حتى هذه اللحظة أين جثامين شهداء التنظيم وتبقى الآن أن يفتح هذا الملف وتتم المطالبة بذلك بشكل واضح، كما أن الأخوين/علي قناف زهرة، عبد الله الشمسي ـ وكلاهما في السلك العسكري ـ مازالا تحت الاختفاء القسري عقب الجريمة الشنعاء المتمثلة باغتيال إبراهيم الحمدي.
أما الاضطهادات التي تعرض لها تنظيمنا من قبل نظام صالح.. فقد تمثلت بالآتي:ـ
سلسلة الإعدامات التي شملت 21من قيادات التنظيم المدنية والعسكرية ولم تعلم إلى الآن أسر الشهداء أين جثامينهم، وحالتي الاختفاء القسري المذكورة سابقاً.
كما تعرض الكثير من كوادر التنظيم إلى التعذيب في غياهب سجون صالح بعد ملاحقات وتم فصل الكثير من أعمالهم وظل العديد منهم مطاردين خارج الوطن ولم يأتوا إلا أثناء إعادة تحقيق الوحدة وظلت زبانية صالح تحارب كوادر التنظيم حتى بعد الوحدة وحُرمت عليهم كثير من المواقع في مؤسسات الدولة رغم الكفاءة والخبرة في الأعمال.. "فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
* بحلول الذكرى الـ35 لاغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.. ما الكلمة التي تريدون قولها بهذه الذكرى الأليمة؟
ـ أولاً: أترحم على روح شهيدنا نحن اليمنيين وأرواح شهداء الانتفاضة الشعبية في 15أكتوبر 1978م كأول فعل ثوري تجاه نظام صالح وعلى أرواح شهداء الثورة الشبابية، وأيضاً على أرواح شهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر وعلى كل الأرواح التي ذهبت جراء همجية صالح ونحن لا نعرف عنهم شيئاً.
ثانياً: لقد مثل اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي اغتيالاً لكل أحلام اليمنيين وأعاد اليمن إلى المرتبة الأخيرة بين الدول في العالم الطامحة للتقدم والبناء، وبرغم محاولة صالح طمس كل معالم ومآثر الشهيد إبراهيم الحمدي وحرمان كافة وسائل الإعلام من الحديث عن فترته الذهبية، لشعوره بأنه سيكون قزماً إذا تم تناول فترة الشهيد بموضوعية وإذا هو يقزم فعلاً، هذا ما أثبتته طوالع الأيام، فمنذ 35عاماً على استشهاده مازالت سيرته العطرة محفورة في ذاكرة اليمنيين رغم أن معظم أبناء جيله قد انتقلوا إلى جوار ربهم، إلا أنهم نقلوا قصة الشهيد إلى أطفالهم عبر أنشودة رددوها وحفظوها وأحبوها.
حتى جاءت الثورة الشبابية الشعبية وأنصفت الجماهير الثائرة للشهيد الحمدي وقذفت بصالح إلى مزبلة التاريخ، معلنة حكمها السياسي بصالح ونظامه.. لذا فأنا أضم صوتي إلى كل الأصوات الداعية لفتح ملف القضية وإعادة التحقيق في اغتيال الحمدي بشفافية ومعلنة قبل أن تتشكل محاكم شعبية في الساحات وتكشف عن القتلة وتصدر حكمها ولا يستطيع بعد ذلك أن يوقف غضبها أحد لتنفيذ الحكم بحق القتلة، لأن الشعب كان المتضرر الأكبر من عملية الاغتيال، لأن القتلة أعادونا إلى براثن التخلف 35عاماً ودمروا كل اللبنات الأساسية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
* كان الرئيس السابق يطلق على هذه المحافظة "إب البطلة" وكانت إب بطلة الثورة الشبابية الشعبية السلمية المنتفضة ضده.. ما تعليقكم على ذلك؟
ـ لابد هنا من التأكيد على أن أبناء محافظة إب يوصفون بالأرق قلوباً والألين أفئدة وطيبون وعندما يحبون يحبون حتى الثمالة من أحبهم بصدق وعندما يجدون من يتعامل معهم بمراوغة وخداع يكرهونه ويقاومونه حتى يحققوا مرادهم والمسئولون الشرفاء وأيضاً الملوثون بالفساد الذين ساقهم القدر إلى إب يعرفون أبناء إب جيداً.
وكان الرئيس السابق عندما يطلق على إب البطلة، لإدراكه بما يتمتع به أبناء المحافظة، لكنه كان يرددها لكسب المزيد من الولاءات دون أن يدرك أن أبناء إب يدركون مغزاه والذي يناقض أقواله أفعاله وبالتالي فإن حجم الظلم الموجود في هذه المحافظة من قبل مشائخ وشخصيات مقربة جداً من صالح جعلتهم يهرعون في وقت مبكر من الثورة الشبابية ليصرخوا بأعلى صوت "الشعب يريد إسقاط النظام وارحل يا سفاح"... وكانت المسيرات بمئات الآلاف في لحظات تاريخية من حياة الشعوب الحرة، فحققوا ما أرادوا.
* يحيى منصور، وعبد الله دحان، عبده غالب العديني، محمد فحطان.. من ترشح من هذه الأسماء لتولي منصب محافظ إب؟
ـ ليست المشكلة في الأسماء وإنما القضية الأساسية هي ترسيخ مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب وترسيخ أسس الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون..
بهذه الاعتبارات إلى جانب الكفاءة والقدرات ونظافة اليد يمكن بعد ذلك أن تضع أي اسم لأي موقع حسب تلك الاعتبارات والمعايير وقوة الدولة حاضرة، وبذلك تعتبر قوة أي شخص من قوة الدولة وبالأخص في هذه الفترة الانتقالية الحرجة والذي ينبغي أن يكون لكل مسئول وفي أي موقع برنامج عمل يخضع بين الفينة والأخرى للتقييم، لأن المسألة ليست ملء فراغات بشخوص إما من قبيل التغيير لمجرد التغيير بالأسماء أو لوجود عثرة يستند عليها هذا أو ذاك المسئول لتهدئة النفوس بعيداً عن ما يفرض الواجب عليه إنجازه ومسائلته عن التقصير والإهمال، ولذلك أنا ضد تسريب الشائعات التي نزلت إلى الشارع خلال الفترة الماضية عن محافظة إب والتي تناولت العديد من الأسماء التي يتم التناوب بها من فترة لأخرى وتكون غالباً مصدر هذه الشائعات أجهزة أمنية أو حزبية ضيقة وعلى رئيس الدولة أن يبت بهذا الموضوع سريعاً حتى لا يضحى كل مواطن يحلل ويجمع ويطرح عيوباً ومميزات ويبنى على كل ذلك آمال وطموحات سرعان ما تتبدد وتتبخر من باب الربح والخسارة الشخصية أو الحزبية وليس من زاوية المصلحة العليا للوطن.
ولذلك تكون مؤسسات الدولة العليا مساهمة في ترسيخ مفاهيم خاطئة في أذهان الناس يصعب تغييرها.. وخلاصة الموضوع ينبغي تجسيد مبدأ الشراكة الحقيقية تحت مظلة القانون.
* المحافظ الحجري.. حدثونا عن تاريخه في المحافظة وعن ثورتكم التي لم تتمكن من الإطاحة به حتى الآن؟
ـ ماذا أحدثك عن الحجري، حقيقة أنا أحترمه كشخص لكن كمحافظ لم تلمس منه المحافظة أي جانب إيجابي باستثناء مساهمته مع بقية القوى الخيرة بالمحافظة في التخفيف من إراقة الدماء إبان الثورة الشبابية الشعبية، لكن منذ قدومه إلى المحافظة لم يجد الناس فيه رجل الدولة الحقيقي في تعامله مع القضايا ولم يحسم حسب علمي أي قضية تهم المحافظة أو المواطن، ولأول مرة في تاريخ صندوق النظافة يكون رصيده صفراً في إحدى المرات ومن أحاديث الشارع في إب عليه أنه ومنذ تعيينه محافظاً أو ما يسمى بانتخابه فإن عدد الأيام التي قضاها خارج المحافظة أكثر من الأيام التي قضاها في أداء عمله ولم يكن يهتم بأي تقارير يمكن أن ترفع عليه إلى السلطة العليا حينها، لأنه يستند في قوته إلى رأس النظام السابق، للعلاقة الأسرية بينهما.
ليس صحيحاً أن الثورة في إب لم تتمكن من الإطاحة به، لأن الثوار في إب وجهوا له رسالة واحدة فقط في رمضان الماضي وأعتقد أنه فهمها، لكن الطبع غلب التطبع ونحن في انتظار التغيير الذي سيحدث قريباً إن شاء الله وسيشمل الحجري والآن الثوار كفيلون بالتغيير الشامل وبطرقهم الخاصة بمشيئة الله عزوجل.
* أنت من أبناء إب ومن العارفين بكل ما يحدث فيها من فساد في الأوقاف، في أراضي وعقارات الدولة, في كل شيء.. حدثونا عنه بالتفصيل؟
ـ يا أخي العزيز الحديث بالتفصيل يحتاج إلى مجلدات عن الفساد في إب، فمثلاً: الأوقاف حسب كثير من المعلومات الأراضي الموقوفة تعتبر رقم (1) على مستوى الجمهورية حتى هذه اللحظة والعبث يسير فيها على قدم وساق، أتذكر في عام2005م تقريباً وقفت المحافظة في وجه بعض الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن حينها, الأول الأستاذ/ منصور العلوي ـ رئيس نيابة الاستئناف بالمحافظة نصير الضعفاء وعدو الطغاة, والثاني الأستاذ/ إسماعيل بروق ـ وكيل نيابة الأموال العامة عدو الفاسدين، عندما شرع بفتح ملف الأوقاف ومتابعة الفاسدين العابثين بأراضي الأوقاف وقاد الثنائيان الوطنيان حملة على كبار الفاسدين، فقامت الدنيا ولم تقعد عليهما من قبل كبار رموز الفساد, حتى وصل الأمر حينها إلى صالح واستأجروا فندقاً بصنعاء لاقتلاعهما بتهمة أنهما يشوهان بقيادات الحاكم وتم الحسم على إبعاد رجل النظام والقانون الأستاذ/ إسماعيل بروق إلى مقبنة كمرحلة أولى, وبعده بأشهر تم نقل رئيس النيابة الأستاذ/ منصور العلوي إلى تعز كمرحلة ثانية، بعد أن خاضا مواجهات شرسة مع رموز الفساد والخارجين عن النظام والقانون.
وهناك فساد التربية والبيع والشراء في تعيين مفتشين ومدراء بمئات الآلاف وأراضي وعقارات الدولة والبيع والشراء بها كما يحدث في الأوقاف والأشغال العامة والعبث في فتح الشوارع وإغلاقها ومحاولة العبث بالحدائق وبالمخططات وكذلك الصحة والبيع والشراء في العلاجات الخاصة بمرضى السكر وعبث المستشفيات الحكومية والخاصة التي لم تجد من يراقبها، إضافة إلى صندوق النظافة.. والفساد معشعش في كافة مرافق ومؤسسات الدولة بالمحافظة وهناك قوائم بهم, فإن لم يتم إحداث التغيير للشخوص والسياسات ومحاسبة الفاسدين فلن تستمر الأمور كما هو الحال.
* هناك مخطط لإدخال محافظة إب في حالة من الفوضى والصراع المسلح.. ما هو موقفكم في المشرك من مواجهة هذا المخطط وإفشاله؟
ـ في اعتقادي قد فشلت خلال الفترة الماضية كثير من المخططات التي حاولت إدخال أبناء المحافظة في مثل هذه الحالات، حيث تصدى لها الشرفاء والوطنيون من أبناء هذه المحافظة من مختلف المشارب السياسية والفكرية، فالواقع اليوم يتطلب من الجميع دون استثناء الوقوف صفاً واحداً للبناء والتنمية والنظر للمستقبل ويكفينا تخلفاً وتمزقاً، فهناك ثوابت وطنية وأساسية تمس الجميع، من أهمها تثبيت الأمن والاستقرار, ومهمة أبناء المحافظة ـ قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات ومثقفين ـ الحفاظ على السكينة العامة للمجتمع والوقفة الجادة أمام هذه المخططات، إضافة إلى أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة, عليها أن تؤدي دورها كما يجب واللقاء المشترك جزء لا يتجزأ من القوى الخيرة التي تسعى لتثبيت الأمن والاستقرار.
* كان مسئولو النظام السابق لا يهتمون بمشاكل الشعب ووصل بهم الغرور والتبختر إلى عدم الرد على اتصالات المواطنين بهم، فهد الله كبرهم وأزال نظامهم.. كيف ستكون تصرفاتكم أنتم مع الشعب والمواطن؟
ـ أولاً:نريد أن نبني دولة النظام والقانون قولاً وعملاً وأن الناس سواسية أمام القانون ومن أصغر مواطن إلى الوزير ومن فوقه يلتزم بالنظام والقانون.
ثانياً: مسئولو النظام السابق حاولوا تثبيت مبدأ أنهم السادة للقوم وبقية أفراد الشعب هم العبيد وهم من خلقوا تلك المشاكل والهموم للوطن والمواطن، لكي يطوعوهم على هذه الحالة ويؤمنوا بها كأمر واقع، بل عليهم أن يقولوا (حاضر يا فندم) وعلى طول الخط وما جاءت هذه الثورة وخروج الملايين إلا عندما ضاقت ذرعاً بسلوك هذا النظام.
وأن تكون القاعدة الأساسية لكل المسئولين التي جسدها الشهيد إبراهيم الحمدي قولاً وعملاً في: "نحن خداماً لكم وليس حكاماً عليكم" والمسئولية أمانة ينبغي الحفاظ عليها وأدائها على أتم وجه وهذه هي سلوكياتنا نحن الناصريين والشهيد الحمدي خير مثال.
* في حال أصبحت أنت مسئولاً كبيراً وزيراً أو محافظاً أو وكيلاً.. هل سترد على اتصال المواطن البسيط؟ أم ستكون حينها كسابقيك؟
ـ الوطنيون لا تغيرهم الأهواء ولا الرياح ولا المناصب ونحن معروف عنا التواضع، حيث نحن من الشعب وإلى الشعب وقدوتنا في ذلك الشهيد الحمدي.
* التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ـ الحزب الاشتراكي اليمني ـ الإصلاح، ثلاثي الثورة والوحدة والوطن.. هل ستحافظون على تحالفكم أم سيتمكن الأعداء من تفريقكم؟
ـ تكتل اللقاء المشترك وجد في ظروف كانت البلد بأمس الحاجة لمثل هذا التحالف لإنقاذ البلد من كارثة الإنهيار بشتى المجالات وخاصة بعد أن استمر صالح في طغيانه دون مبالاة بمصير الوطن أرضاً وإنساناً وبما ارتكب من جرائم بحق هذين العنصرين وأوصل الوطن إلى مرحلة اقتضت عندها الضرورة لدى أحزاب المشترك أن التغيير هو الحل النهائي وأن الأخذ والرد مع صالح غير مجدٍ وأن عليهم أمانة تاريخية بحق الشعب والوطن وبدأ النضال السلمي حتى جاءت الثورة الشبابية الشعبية السلمية..
لذلك فإن استمرار تحالف المشترك مرهون بمدى الحاجة إليه من أجل الوطن وبمدى التزام أركانه بالأسس التي تم تشكيله عليها وما أحوج المشترك والوطن كلٌ للآخر في ظل هذه الظروف، شريطة أن تتجسد عدة مبادئ لنجاحه وإنقاذ الوطن مثل: المصداقية ـ الوضوح ـ الصراحة ـ المصلحة العليا للوطن.. وخاصة في هذه المرحلة الفاصلة من التاريخ اليمني المعاصر، ليعطي أملاً كبيراً لدى الشارع بقوة تحالفه وحفاظه على المصلحة العليا للشعب والوطن لتأسيس مستقبل مشرق, وتثبيت مبدأ الشراكة في كل شيء ونبذ الإقصاء والتهميش بين أعضائه ومع بقية الشركاء وخاصة في هذه المرحلة الفاصلة من التاريخ السياسي لليمن التي تثبت في ذاكرة الشعوب وتحتفظ بكل ممارسات وأفعال القوى لتقييمها، لأننا نريد أن نؤسس لبنات هامة للحكم في ظل اليمن الجديد لننتقل إلى المستقبل الذي ننشده لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون والحرية والعدل والمساواة وبذلك لا يستطيع الأعداء إيجاد موطئ قدم إن لم تكن من الداخل بالنفس الطماعة لا سمح الله بالتفريق.
* ما هي نظرتكم للحوار الوطني؟
ـ إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يعتبر مبدأ الحوار من ضمن مبادئه وأنه السبيل الوحيد لحل المشاكل والقضايا التي تؤدي إلى الوفاق والوئام، كما أن التنظيم ومع بقية أحزاب اللقاء المشترك قدموا مشروع رؤيتهم للإنقاذ الوطني، شخصوا فيه كل المشاكل التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه بعد سلسلة من اللقاءات والمشاورات مع عدد من القوى والشخصيات الوطنية في مختلف المجالات، كان ذلك في عام2009م، ونحن مع الحوار الوطني المنفتح تشارك فيه كل القوى والمنظمات وأصحاب الفكر ولا يستثنى منه أحد وتطرح فيه كل القضايا والمشاكل للخروج بعد ذلك برؤية وطنية متكاملة للحلول لكل مشاكل الوطن والمواطن..
كما أتذكر أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية بعد شهر من قيامها أصدرت بياناً أكد فيه بالبند الثالث المطالبة بعقد مؤتمر وطني عام تناقش فيه كل مشاكل البلد وعلى الجميع أن يعملوا على الوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني بصورة إيجابية، لأنه السبيل الوحيد لبناء اليمن الجديد.
* هل تتوقع حدوث الانفصال؟
ـ بمشيئة الله تعالى ما دام صوت الوحدويين مرتفعاً (لا).. إضافة إلى عدة عوامل أخرى.
* ما هي رؤيتكم لحل القضية الجنوبية؟
ـ نحن نرى الحل في القضية الجنوبية يتلخص، فيها، بأنها تحمل اتجاهين (حقوقي وسياسي) في آنٍ معاً، فما يتعلق بالجانب الحقوقي يمكن حلها على مرحلتين:
الأولى:والتي تتعلق بالمبعدين عن أعمالهم في السلكين المدني والعسكري، وإعطائهم كافة حقوقهم المترتبة، وهذه تحل بإصدار قرارات بإعادتهم إلى أعمالهم ومنحهم كافة الحقوق.
الثانية: بالنسبة ما تم نهبه من ممتلكات يتم تشكيل لجان في المحافظات لعمل حصر دقيق من الواقع بتلك المنهوبات من أراضٍ وعقارات وغيرها ليتم حلها حلاً عادلاً يرضي أصحابها.. أما الانتهاكات التي تعرض لها أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية فيمكن أن تكون معالجتها عبر قانون العدالة الانتقالية وأيضاً في المحافظات الشمالية بنفس الاتجاه.
أما الجانب السياسي للقضية الجنوبية والذي يتعلق بمنظومة الحكم والدولة ونوع الحكم، يمكن أن تناقش هذه القضية في مؤتمر الحوار الوطني الذي ينبغي على إخواننا في الحراك أن يقدموا كل آرائهم في هذه القضية إلى مؤتمر الحوار وفي مختلف الجوانب، بغية الخروج إلى حلول للوطن والشعب ويشرع الجميع في صياغة جديدة لبناء اليمن الجديد بجو من الوفاق والتآلف، لأننا تعبنا من الترقيع والصراعات والفرقة.
وهي دعوة لكل أبناء اليمن ـ شماله وجنوبه ـ إلى التقاط هذه الفرصة التاريخية عبر مؤتمر الحوار الوطني لطرح ومناقشة كل المشاكل التي أعاقتنا عن مواكبة العالم من حولنا في البناء والتقدم والتنمية وترسيخ مبادئ الدولة الديمقراطية العصرية وأن يكون هذا المؤتمر مفتوحاً ومتفتحاً، لأننا اليمنيين لم نحظ بمثل هذه الفرصة في ظل هذه الظروف التي تعيشها المنطقة في ضوء المتغيرات برياح التغيير نحو الحرية الحقيقية.. فاليمنيون قد جربوا كل وسائل التغيير بالقوة بمختلف أنواعها وحسم المشاكل.. دعونا هذه المرة عبر الحوار نجرب حل كافة المشاكل من حلال الحوار السلمي والمسئول والذي لم توجد فيه أي شروط مسبقة للحوار وهذا ما يجعله ناجحاً مقدماً من باب الأمل، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.. "وإن غداً لناظره قريب".
* ما رسالتك التي توجهها إلى صالح وعائلته وأتباعه؟
ـالرسالة الأولى لصالح: عليك أن تفهم الآن أن الحصانة المشئومة يمكن أن تكون طوق النجاة الأخير بحسب المبادرة وهي مقابل تخليك عن أي نشاط تمارسه وفي حال حدوث ذلك فلتعلم أن باب أن تطبيقه كاملاً عليك.. لذا عليك أن تدرك أن قواعد اللعبة قد تغيرت وأن لكل شيء بداية ونهاية وأن القطار فاتك.
الرسالة الثانية لعائلته:ـ يجب أن تدركوا أن ما بني على باطل فهو باطل وأن ما وصلتم إليه وما حصلتم عليه فهو باطل وعاد الحق إلى أهله، وعليكم مغادرة المواقع التي تتبوءونها طواعية، لأنه عند الشروع بتطبيق أسس ومعايير شغل الوظائف العليا وبالأخص العسكرية ستجدون أنفسكم خارج الخدمة والأهم من هذا وذاك أن الحصانة تفتي بابعادكم عن أي عمل حكومي بشقيه المدني والعسكري بحكم قرابتكم من صالح أولاً.. وثانياً أنكم حتماً استوليتم عليها على حساب قدرات وكفاءات حرمت هذه المؤسسات من تطويرها وتنميتها بما يخدم الوطن والمواطن بالكفاءات والقدرات التي تم تأهيلها لهذا الغرض وتم تدميرها.
الرسالة الثالثة لأتباع صالح:ـ
للمقربين جداً منه: عليكم أن تستوعبوا الدرس أن مصيركم من مصير كبيركم الذي تعتبرونه إذا استمريتم بنفس طريقه.
أعضاء المؤتمر الشعبي في القاعدة:ـ إن كان هناك من تبقى من هؤلاء، عليه أن يدرك أن ضغوط الوظيفة والضمان الاجتماعي، وضغوط الشيخ قد ولت وعليكم أن تفهموا معنى الحرية ومعنى لا ولماذا، وكيف وارفضوا الخضوع والاستسلام واطردوا الخوف من أنفسكم.
* ما هي كلمتك الأخيرة؟
ـ إلى الحكومة أن لا تنسوا دماء الشهداء وأسرهم الذين سقطوا في الثورة الشبابية الشعبية وأن تضمن أسرهم حياة كريمة وكذلك الجرحى وأن تضمن علاجهم حتى الشفاء وضمان لهم حياة كريمة.
إلى المشترك: إما أن يكون شريكاً حقيقياً وفق برنامج الفترة الانتقالية وعلى معرفة بما يدور ويقنع الشارع بخطواته بشفافية ومصداقية أو يترك الشراكة ويوضح الأسباب وأن يكونوا على قلب رجل واحد في كل القضايا بعيداً عن الصفقات الثنائية والمصالح الذاتية، فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
إلى الإصلاح: أدعوهم دعوة الحريص أن يقيموا علاقتهم ببقية أطراف اللقاء المشترك تقييماً موضوعياً ولا أطلب منهم أن يعلنوه وخاصة منذ التحاقهم بالثورة، يضاف إلى ذلك علاقتهم مع بقية الثوار سواءً المنتمين سياسياً أو المستقلين.. هذا من جهة وعلاقتهم مع بقية المشترك من جهة أخرى منذ تشكيل حكومة الوفاق وكيف تعاملوا مع تشكيل الحكومية وبقية التعيينات التي حدثت إلى الآن.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد