مدير عام مديرية البريقة لـ"أخبار اليوم":

قيادة محافظة عدن أهملت البريقة ولا توجد علاقة واضحة بين المديرية والمصفاة

2012-10-10 02:24:11 حاوره/ علي الصبيحي


أبدى مدير عام مديرية البريقة/ خالد وهبي عقبة استياءه الشديد مما أسماها بالنظرة القاصرة لقيادة محافظة عدن ومكاتبها تجاه مديرية البريقة التي قال بأنها أضحت بعيدة عن العين، بعيدة عن القلب في الوقت الذي تشكل البريقة أكثر من نصف مساحة عدن وفيها تجمعات سكانية متفرقة وبتوزيع جغرافي يمتد إلى حدود باب المندب، مشيراً إلى أن البريقة ما زالت إلى اليوم تفتقر للخدمات الأساسية التي بالكاد تصل إلى بعض مناطق المديرية في ظل تواجد منشآت حيوية فيها، أبرزها شركة مصافي عدن والغاز والنفط، بينما الإيرادات تذهب كرسوم سيادية، لافتاً إلى أنه لا توجد علاقة واضحة بين المديرية والمصفاة، داعياً قيادة محافظة عدن إعطاء البريقة حصتهما وما تستحقه من الاهتمام، سيما وأنها منطقة واعدة بما تمتلكه من مقومات الجذب السياحي.. فإلى نص الحوار:

* أستاذ وهبي بعد أن تسلمتم مؤخراً مهام رئاسة المجلس المحلي المديرية كيف وجدتم أوضاعها بشكل عام؟!
- أولاً أنا سعيد أن حظيت بشرف الاستضافة في صحيفتكم طبعاً مر شهر تقريباً على تسلمي مهام رئاسة المجلس المحلي لمديرية البريقة وخلاله قمنا بمسح وتقييم شامل ووجدنا أن البريقة مديرية كبيرة ومترامية الأطراف من حيث المساحة، فهناك توزع جغرافي سكاني على عدة مناطق فالمديرية تشكل أكثر من نصف مساحة محافظة عدن وفيها تجمعات سكانية متفرقة وهذا ما أدى إلى عدم الاهتمام بمناطق الأطراف وانحصر الاهتمام فقط بمركز المديرية، بل حتى المركز لم يحظ بذلك المستوى من الأهمية وطبعاً هذا ليس عائداً على الإخوة في المجلس المحلي ولكن أعتقد أن هناك نظرة قاصرة من قبل قيادة السلطة المحلية في المحافظة والمتعاقبين على مكاتبها، حيث أصبحت البريقة بعيدة عن العين بعيدة عن القلب وأننا نرى أن البريقة بحاجة إلى اهتمام كبير ومناطق الأطراف فيها تحتاج لعناية أكبر، لأنه حتى الخدمات الأساسية بالكاد تصلها ووجدنا شكاوى كثيرة من المواطنين في كافة المجالات.
* مقاطعاً: مع أن فيها منشآت حيوية كالمصفاة والنفط والغاز.. أليس من الأولى الاهتمام بها أكثر من غيرها؟!
- وهذه هي المشكلة الأكبر أي أنه لا توجد علاقة واضحة ما بين المديرية وشركة مصافي عدن وعندما نأتي ونتكلم عن احتياجات المديرية أو نطالب بمشاريع، يقولون لنا معكم المصفاة وأصبحت المصفاة (نعمة ونقمة في نفس الوقت).
* هل اتضحت لكم الصعوبات التي أعاقت مدراء المديرية السابقين وأدت إلى توقف المشاريع في البريقة؟!
- طبعاً نحن عقدنا عدة لقاءات مع الهيئة الإدارية في المجلس المحلي ومع الشخصيات الاجتماعية والمواطنين وتعرفنا على هموم المديرية ومصائبها بما فيها تعثر المشاريع وحقيقة نحن جئنا لنكمل أعمال من سبقنا ونبدأ من حيث انتهوا وأنا أعتقد بأن الصعوبات التي أعاقتهم لازالت موجودة ونحاول تجاوزها ونضع الحلول والمعالجات، فمثلاً وجدنا مشاريع متعثرة منذ أكثر من 5 سنوات فمثلاً في قطاع التربية هناك مدارس لم يستكمل العمل فيها والسبب أن تمويلها مركزي من الوزارة ولا توجد متابعة لها، أما المشاريع التي يقوم بها المجلس المحلي للمديرية، فهي ناجحة لكنها مشاريع صغيرة إذ ليس بالإمكان القيام بمشاريع كبيرة لأن الإدارات الموجودة في البريقة هي أقل إيرادات في المحافظة وأنا أحب أن أوضح للقارئ بأن الرسوم المحلية عندنا هي عبارة عن رسوم (ترخيص مزاولة المهن ـ الزكاة رسوم مفارش القات) فقط، لكن الأنشطة الكبيرة ليس لها إيرادات، فمثلاً عندنا مصفاة ـ ومنشأة نفط ومنطقة حرة ـ وبحار ـ هذه كلها لا تدر إيرادات محلية ولكن تذهب كرسوم سيادية لا تستفيد منها المديرية.
مقاطعاً لماذا؟
ـ لأن قانون السلطة المحلية حدد رسوم إيرادات السلطة المحلية ولم تشمل الأنشطة الكبيرة.
* فيما يتعلق بمشروع جسر البريقة البحري الذي تعثر بسبب اختلالات فنية وتعرضت أساساته للتآكل هل ستتم محاسبة المتسبب في فشله، سيما وأن تكلفته مليار و300 مليون ريال؟
ـ مشروع الجسر هو نموذج للمشاريع المتعثرة التي سببها المركزية وليس للمحافظة والمديرية أي صلة أو دور في التوقيع على العقد، فهو تم من قبل وزارة الأشغال العامة بصنعاء والمهندسين والمشرفين عليه وللأسف هذا الجسر حتى المواطن البسيط يدرك أنه جسر لا يليق بمديرية مثل البريقة، فمثل هذه الجسور مؤقتة للطوارئ فقط، لذلك الجسر هو مثال للتصميم والتنفيذ السيئ جداً وقد رفعنا مذكرة للمحافظة وطالبنا بنزول فريق فني من الوزارة لفحص المشروع واستكماله وتحسينه وقد قام وزير الأشغال بزيارة للجسر وتوعد مشكوراً بتشكيل لجنة للبحث في أسباب فشل وتعثر المشروع.
* كانت لكم زيارة لمحطة التوليد الإسعافية للمياه في حق بئر أحمد ما هي أسباب عدم وصول المياه إلى مناطق الأطراف في المديرية (فقم ـ صلاح الدين ـ رأس عمران)؟
ـ أوضح لنا الأخوة القائمون على المحطة بأن هناك ضعفاً في عملية ضخ المياه من الآبار ما يسبب انخفاض الضخ إلى الشبكة ولأن مديرية البريقة تتزود من بئر واحد فقط، فيؤثر ذلك على مناطق الأطراف وبالكاد يصل الماء إلى مركز المديرية.
* مقاطعاً: هل من معالجات جادة وسريعة لذلك الإشكال؟!
- نعم، عملنا بعض المعالجات منها حفر عدة آبار إسعافية لمحافظة عدن في قرية المناصرة وسيتم تخصيص أكثر من بئر لمديرية البريقة، إضافة إلى عدة مشاريع مع المؤسسة العامة للمياه ومكتب الأشغال فيما يتعلق بخدمات المياه منها إقامة خزانات للمياه ومضخات للتحسين وتغذية مناطق الأطراف، إضافة إلى مشاريع مياه الريف كذلك مشاريع تأهيل بعض شبكات المجاري القديمة في الحيسة ومدينة الشعب بالتعاون مع مؤسسة الصرف الصحي كذلك لدينا مشروع قيد الدراسة وسنهتم به وهو مجاري منطقة بئر أحمد وهي من المناطق المحرومة.. طبعاً هذا فيما يتعلق بالمجاري.
* فيما يخص الوضع الصحي مديرية البريقة لا يوجد فيها مستشفى عام عدا بعض المراكز إلى جانب مستشفى المصافي الذي لا يقدم خدمات كافية ما دوركم؟!
- بالفعل هذا من أبرز الهموم لدى المديرية التي تفتقر إلى وجود مستشفى عام وكل ما هو موجود هي مراكز صحية متنافرة وقد قمنا بزيارة تفقدية بصورة مفاجئة للمركز الصحي في منطقة بئر أحمد ولم نجد إدارة المركز واستمعنا لعدد من شكاوى المواطنين وبدورنا سنستدعي مدير مكتب الصحة في المديرية وسنتخذ إجراءات جادة، أيضاً نحن بصدد ترتيب العلاقة مع شركة مصافي عدن في إطار لوائح والتزامات، إضافة إلى أننا في المجلس المحلي أعطينا اهتماماً كبيراً لمركز الولادة في المجمع الصحي وقمنا بدورات تأهيلية لأكثر من 25 قابلة في مجال الولادة وقد بدأ المركز يستقبل حالات وفي الأيام القادمة إن شاء الله سيعمل المركز على مدار 24 ساعة وقد استكملنا كافة التجهيزات والمعدات، حيث أبدى مدير عام مكتب الصحة د. الخضر لصور اهتماماً وتجاوباً كبيراً أثناء زيارتنا للمركز.
* مقاطعاً ماذا عن إقامة مستشفى عام في البريقة هل يبدو مستبعداً؟!
- المجلس المحلي في مديرية البريقة لن يقف مكتوف الأيدي أمام مسألة عدم وجود مستشفى عام في المديرية، خصوصاً وأن البريقة لديها أراض كبيرة ولكن للأسف هناك حالة من الهوس في البسط والاستيلاء عليها، إضافة إلى تداخل صلاحيات الجهات الحكومية (عقارات الدولة، المنطقة الحرة، الموانئ، المصفاة) كلها تتداخل في أراضي البريقة ومع ذلك المجلس المحلي للمديرية أقدم على خطوة كبيرة واستطاع تخصيص أرض كبيرة لإقامة مستشفى عام في المديرية وقد بدأنا بمشروع إقامة السور للحفاظ على الأرض الخاصة بالمستشفى.
* مؤخراً منحت شركة مصافي عدن 50 ألف متر مربع من أراضيها للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بموجب عقد لإقامة مستشفى الأمل لعلاج السرطان.. هل سيعود ذلك بالنفع على المديرية؟!
- إذا كان هذا المشروع جاد بقدر الرغبة التي لمسناها فيهم فإنه سيمثل إنجازاً وشيئاً كبيراً لمحافظة عدن، لأن مرضى السرطان يعانون معاناة شديدة ولا يجدون أدنى اهتمام بحجم التكاليف الكبيرة جداً لعلاج هذا الداء الخبيث، فالخطوة جبارة لكن الأهم هو البدء في العمل ونحن سوف نراقب ذلك بجدية.
* مقاطعاً: ولكن هناك من يشكك في مصداقية المشروع؟!
- مسألة التشكيك أصبحت ثقافة سائدة في المشروع، لكن نحن لا نعيرها أي أهمية فالأعمال بخواتيمها.
* ماذا عن القضايا الاجتماعية والأمنية في المديرية.. هل ستحظى بنصيب من الاهتمام بما في ذلك قضايا الشباب؟!
- بالتأكيد المجلس المحلي سيولي ذلك اهتماماً كبيراً، بتعاون المواطنين في البريقة ومن خلال لقائنا بالشخصيات الاجتماعية لمسنا تجاوباً منها واستعداداً كبيراً لمساعدة قيادة المديرية في احتواء كافة القضايا ونحن بدورنا سنهتم بالشباب وسنفعل الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية وخلال الأشهر القادمة إن شاء الله سنفتتح مكتبة عامة في إطار ديوان المديرية لأنه من المؤسف أن لا توجد مكتبة في البريقة بحيث يشغل الشباب أوقات الفراغ في ممارسة الأنشطة المفيدة بدلاً من إهدار الوقت فيما يضرهم ويصبحون عرضة للأفكار الهدامة.
* عن أحوال النظافة والجانب السياحي في المديرية هل ستشهد تحسناً نحو الأفضل، سيما وأن عيد الأضحى على الأبواب والبريقة عادة ما تستقبل زواراً كثر؟!
- هذا سؤال مهم أشكرك عليه والإجابة عليه كما ذكرت سابقاً بأن عدم اهتمام قيادة المحافظة والمكاتب التنفيذية بمديرية البريقة وعدم إعطائها ما تستحقه سيجعل المديرية في تأخر مستمر، فمثلاً حسب تقييم صندوق النظافة احتلت البريقة المرتبة الأولى في النظافة من بين مديريات محافظة عدن، إلا أن هذا لا يرضينا نحن في المجلس المحلي وإن كنا نفخر بذلك، لأننا نريد أن تمتد النظافة إلى كل المناطق بما فيها السواحل، بحيث يجد الزائر للبريقة سواءً أيام الأعياد أو في الإجازات أن يجد خدمات وبيئة نظيفة، لكن للأسف اليوم مديرية البريقة التي تمتد من مدينة إنماء إلى حدود باب المندب تجدها مهملة، فمثلاً عدد عمال النظافة في البريقة أقل من عددهم في المديريات الأخرى التي يصل فيها عدد عمال النظافة إلى أكثر من 500 عامل، ونحن نريد أن نوصل رسالتنا إلى قيادة المحافظة وصندوق النظافة بأن البريقة مديرية واحدة ولديها الكثير من مقومات الجذب السياحي ونرجو أن تعطى لها حصتها من أعمال النظافة ومن الرعاية والاهتمام.. كما أدعو الإعلاميين من أبناء المديرية للفت الأنظار إليها وتسليط الأضواء على سواحل المديرية التي دائماً ما نجدها تكتظ بالزوار على مدى العام في الأعياد وفي الإجازات لما تتميز به من مخزون سياحي هائل.
* سؤالي الأخيــر سيد وهبي: صدر عن الهيئة الإدارية لمحلي البريقة بياناً سابقاً اعترض على قرار المحافظ في استبدال مدير عام البريقة بكم.. هل يعني هذا أنكم غير مرحب بكم؟!
- على العكس فمنذ وصولي كمدير عام لمديرية البريقة لم أجد إلا كل الترحيب والحب والتقدير، الأمر الذي أعطاني دفعة قوية جداً لخدمة المديرية التي أشعر أنها الآن بيتي وسكني ولمست ترحاباً كبيراً من المواطنين الذين أكدوا تعاونهم مع قيادة المديرية لما فيه الصالح العام.
 
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد