المقاطرة.. كانت هنا غابة اسمها "“إراف”"

2012-09-09 02:21:50 زارها / هشام محمد



مع أواخر 2010 تم الإعلان عن جبل "“إراف”" بالمقاطرة محمية طبيعية كونها تعتبر من أهم مواقع الغابات المدارية في اليمن لاحتوائها على أنواع نادرة من الطيور والحيوانات والأشجار الكثيفة والنباتات المختلفة والنادرة، حيث يوجد في "“إراف”" ما يزيد عن 45 نوعاً من النباتات تقريباً خليطة من النباتات الإفريقية والعربية، وكان من المتوقع إن الإعلان عن "“إراف”" محمية طبيعية سيعمل على وقف التدهور والانقراض الذي تعاني منه غابة جبل “إراف” بسبب سوء استخدام الموارد البيولوجية، حيث يتم الاحتطاب وقطع الأشجار بشكل عشوائي وجائر.
ويطلق البيئيون على غابة جبل "“إراف”" اسم "غابة العرعر"، نظراً لاحتفاظها ببقايا غابات العرعر ووجود عدد من "أجراح العرعر".
وتتميز غابة جبل "“إراف”" بتنوع نباتي آخر يشمل 24 صنفا من النباتات، منها: أشجار الاكاسيا المعروفة محلياً باسم القرض، كما توجد أشجار الضبه، السمر، الورف، السدر ،العسق وغيرها، كما يوجد فيها أيضاً تنوع حيواني يشمل أحياء برية مثل الثعالب، القطط البرية، الضباع، القنافذ، والأرانب البرية، وأنواع أخرى من الطيور مثل البلبل، الغراب مروحي الذيل، الزرزور الأسود، حمامة النخيل والهدهد وغيرها..
في هذا التقرير يرصد هشام محمد" لـ"أخبار اليوم" حقيقة ما تعانيه المحمية التي تحدث عنها الناس كثيراً وتلهفت العيون لزيارتها.. فـ "“إراف”" الآن تواجه كارثة بيئية حقيقية من شأنها أن تدخل المحمية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بسبب العبث الحاصل، فالأشجار لم تعد موجودة والمنطقة قاحلة واثأر العبث بارزة بقوة ولا تحتاج إلى مزيد عناء لإدراك ذلك .." المحرر"



خلال الأيام الماضية كانت زيارتي الأولى لمديرية المقاطرة في إطار مرافقة مدير عام السياحة في المحافظة أروى الصليب بهدف التعرف عن قرب على عوامل الجذب السياحي وعمل عدد من المواد الإعلامية خاصة وأن المقاطرة تشتهر بعدد من المواقع السياحية ومنها محمية “إراف” والقلعة والبيئة المتنوعة ، ولم أنم بعد أن تلقيت الاتصال الذي يفيد بتحركنا صباح يوم الأربعاء الماضي إلى المنطقة فقد شعرت إنني سوف انتقل إلى عالم أخر، وكنت أتساءل ومعي المديرة كيف يمكن أن نتخيل محمية جبال “إراف” واجهتنا الأولى للزيارة والتي قيل عنها الكثير ودخلت ضمن خمس محميات طبيعية في الجمهورية يجب الحفاظ عليها كونها منطقة جذب سياحي.
الوصول:
وصلنا لمديرية المقاطرة بعد أن اجتزنا مديرية طور الباحة ليستمر الإسفلت بضع كيلومترات لندخل في طريق وعرة ، لان مشروع الطريق لم يستكمل بعد ويعد من المشاريع المتعثرة في المديرية.
الوصول للغابة كما يحلو لبعض المواطنين أن يسموها يتطلب مرورنا بعدة مناطق بدأت بالصخور والعقمة والمشابهة وطلعة “إراف” حسب حديث سائقنا قائد عادل.
والطلوع للوصول إلى المحمية قد يستغرق ساعة ونصف أو أكثر، خاصة إذا هناك سائق متمكن كون الطريق جبلية ووعرة وخطرة في نفس الوقت ولم يجري عليها أي توسعة أو تأهيل إلا من بعض الأعمال التي ينفذها المواطنون بأنفسهم للوصول إلى منازلهم.. في “إراف” نتساءل هل هذا هو الجذب السياحي، لأنني أعتقد أن السائح سوف يعود أدراجه من بداية الطريق ولن يفكر في المتابعة.
كانت هناك غابة
عند وصولنا إلى سطح الجبل والذي حسب بعض المصادر يبلغ ارتفاعه مابين 800 – 1500 متر فوق سطح البحر وتبلغ مساحتها حوالي 400 هكتار، فواصلنا التحرك بالسيارة نبحث عن المحمية (الغابة) ولم نجد سوى بعض الشجيرات المتباعدة فيها، وبينما نقترب من منازل الساكنين في “إراف” ونواصل ونحن سعداء أننا سوف نرتاح أخيراً من تعب السفر ومشقة الطلوع لتبدأ الفاجعة تواجهنا قليلاً قليلاً.
توقفت السيارة ونزل منها الفريق ونتلفت يميناً شمالاً جنوبا غرباً نبحث عن الأشجار وعما كانوا يتحدثون عنها ويقولون “إراف” غابة في غاية الجمال وأشجار كثيفة وحيوانات متنوعة ومفترسة ليس على مستوى لحج فقط بل على مستوى الجمهورية.
ولكن ما الذي حدث للغابة.. الأشجار لم تعد موجودة والمنطقة قاحلة وأثار العبث وأعمال قطع الأشجار ظاهرة للعيان.. أين الأشجار أين الحيوانات .. لم تعد هناك غابة.. هل هذه غابة “إراف”!
يقول ذكري عبد القادر احد أبناء المقاطرة ومرافق معنا في الرحلة انه تفاجأ بما رأى، فمنذ ثلاث سنوات لم يزر الغابة، وقال: "لم أتوقع أن أجدها هكذا لقد دمرت الغابة وأهملت ما فائدة إعلانها محمية".
نداء :
لن أسهب في الكتابة لأنها لن تفيد شيئاً ولكن هناك العديد من الصور المنشورة توضح ما آل إليه وضع محمية جبال “إراف”، فهي تحتاج إلى تحرك رسمي وشعبي بكل المقاييس لإنقاذ ما تبقى وإعادة وضع الغابة كما كانت سابقاً قبلة للزائرين رغم طريقها الجبلي الوعر.
همسة
عقلي كان يحدثني بالقول" لو استكملت نومي لكان أفضل من أن أشاهد جريمة اغتيال المحمية والله المستعان".

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد