تعز.. عندما يكون العيد حديقة يحلم بها الأطفال!!

2012-08-23 23:52:14 استطلاع/وئام الصوفي


لم تحظ تعز طيلة عقود نظام علي عبد الله صالح بأي رعاية واهتمام.. بل تم تهميشها ومحاولة تركعيها وتحويلها إلى قرية.. انه تدمير مقصود ومنظم.. عوملت كمديرية أو محافظة من المحافظات التي لا يبلغ سكانها أكثر من مائتي ألف وليس خمسة ملايين مواطن تقريباً.
لم تبن في مدينة تعز منذ أكثر من 33 سنة ـ هي مدة حكم صالح ـ سوى حديقة واحدة رغم كثافة سكان المدينة فهي لا تكفي ولا تلبي احتياج المواطن... حيث أصبحت أحواش المنازل والطرقات والأزقة هي حدائق ومتنزهات أطفال تعز من الفقراء.

"أخبار اليوم" بتعز رصدت أجواء العيد بتعز وخرجت بالاستطلاع الآتي:


الطفلة /شيماء الهبوب قالت بهمسات طفولية خافته: ”أحب العيد.. في العيد نلعب ونفرح.. بالحدائق والمتنزهات ونقضيه في زيارات الأهل والأقارب والأصدقاء والخلان والعيد هو عيدنا نحن الأطفال ".
 أما والدة الطفلة/ شيماء فقالت: إن العيد عيد الأطفال، ينتظرونه بفارغ الصبر ويستعدون له من قبل فترة وكيف سيقضونه وكيف سيخرجون الحديقة وها هي الحدائق تزدحم بالأطفال وتملأها فرحاً وبهجة وسروراً رغم قلة الحدائق في تعز وهذا يعود إلى عدم اهتمام المسؤولين بالحدائق، لكونهم يقضون إجازتهم بالخارج وبالتالي يكتظ الأطفال والناس هنا في تعز في جو الازدحام في حديقة واحدة، حيث أصبح المواطن يفضل الجلوس داخل منزله بدلاً من الخروج في العيد لعدم وجود متنزهات وحدائق كافية.
فرحة الأطفال بالعيد
أما الطفل/ عز الدين المقطري فقال: العيد ما يصلح إلا بالحديقة أو مش عيد إذا ما خرجنا الحديقة و العيد أجمل شيء بالحياة وبالألعاب نفرح ونمرح، وتقول والدة الطفل/ عز الدين، أصبحنا نعمل مائة حساب أننا بالعيد نخرج الحديقة وسط الزحام والجلوس أمام الحديقة في طوابير من أجل لعبة واحدة بعد سفر يوم إلى الحوبان بسبب افتقار تعز للحدائق وإذا ما خرجنا الأطفال يقلبوا العيد من فرحة إلى حزن والعيد هو فرحة الأطفال ولذلك نحرص على فرحتهم", مؤكدة أن تعز بحاجة إلى عشرات الحدائق لكثرة سكانها.
واحدة لا تكفي
سعيد الصلوي أكد أن الحدائق والمتنزهات في بلادنا قليلة ولا تلبي احتياجات الناس في قضاء أوقات ترفيهية.. وخدماتها لا ترتقي إلى المستوى ولا تلبي رغبات وطلبات الزائرين، فالألعاب قليلة والوقت المستغرق في كل لعبة محدود، والسعر كبير والكثافة أكبر من المكان.
وأضاف الصلوي: المطلوب من السلطة المحلية في المحافظة وكذلك القطاع الخاص أن يبادروا بدراسة الوضع الحالي، خاصة مع زيادة السكان بحيث يتم استحداث حدائق جيدة لمتوسطي الدخل والفقراء، وكذلك الترويج للمستثمرين للاستثمار في هذا المجال، وكذا تحديد المواقع الخاصة لمثل تلك الحدائق.
العيد عيد العافية:
على الرغم من الغياب الشبه التام للحدائق والمتنزهات في تعز إلا أن المتنفس الذي يكون يتيماً يتحول أيام العيد إلى مزار يتوافد إليها الناس أفواجاً وهنا تصاب الفرحة بالمنغصات وتشوبها عديد من السلبيات.
الأطفال والنساء والرجال والشيوخ "يطوبرون" عند بوابة الحديقة وقد ينتظر أحدهم وقتاً طويلاً حتى يستطيع الدخول إلى الحديقة لكثرة الناس وقلة المتنفسات.
رغم ذلك إلا أن الأطفال بابتساماتهم البريئة يرسمون فرحة العيد والبهجة بينما الفقراء والمحتاجون واليتامى الذين لا يستطيعون إخراج أطفالهم إلى الحدائق التي أصبحت حلماً أمام أعينهم لا يمكن الوصول إليه بغير عبارات محزنة ومأساة مقنعة (العيد عيد العافية".
تقول الأخت/ عائشة محمد: العيد عيد العافية، نحن لا نستطيع أن نخرج أولادنا الحدائق لأن وضعنا مستور الحال وعلى قدر حالنا وكان من الإنسانية أن حكومتنا تضع لنا حديقة مجانية تدخل السرور والفرحة على قلوب الأطفال في الأعياد ولكن النظام السابق سخّر كل ثروات الوطن لاستثماره الخاص وأصبح المواطن المسكين ينظر إلى الحدائق من بعيد ويحلم بها وغير قادر على الوصول إليها.
تهميش الحقوق
الطفل محمود فرحان قال "نقضي العيد باللعب في الشارع أو أمام منازلنا، أما الحدائق والمتنزهات أصبحت كحلم لا نستطيع أن نذهب إليها لظروفنا المعيشية الصعبة ولولا فاعلو الخير الذين أعطونا كسوة العيد كنا عيدنا بدون الكسوة ولذلك من الضروري أن نقنع أنفسنا أن الفقير واليتيم في هذا الزمن ليس له مكانة كمكانة أصحاب المال والأغنياء ونظام علي صالح همش حقوقنا وأكل خيرات بلادنا ونحن نرى بأعيننا ونسمع أكل حق الفقير وحَرم اليتيم من أبسط الحقوق في هذا الوطن ولكن هناك جبار منتقم ومحكمة عادلة عند الله سبحانه وتعالى".
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد