مرضى السرطان.. مع كل جملة تسطر حول هذا المرض يسطر بجانبها معاناة كاملة وفي كل مكان يوجد مريض بالسرطان توجد الحسرة والألم والمعاناة.
أصبح هذا الوباء شبحاً يطارد اليمنيين في كل المدن وأغلب القرى وفي الفترة الأخيرة تزايد أعداد المصابين بهذا المرض بشكل مخيف, حتى أصبح مرض السرطان يقود حرباً شعواء ضد اليمنيين ويفتك بالآلاف سنوياً - بحسب تقارير صحية، وسط غياب شبه كلي لوسائل المواجهة وانعدام الإمكانيات.
الكثير من الأخصائيين اعتبروا اليمن ساحة كبيرة لمرض السرطان، حيث ينتشر المرض في أوساط المواطنين في المدينة والريف، وان آلاف الحالات المأساوية تتصارع مع المرض حتى الوفاة، بدون تدخل علاجي, وأرجع الأخصائيون أحد أسباب الإصابة بالسرطان إلى نبتة القات نتيجة رش القات بمبيدات ضارة وخطرة، وهي ما تسبب بمرض السرطان.
وأكد مسؤول بالمؤسسة اليمنية لمكافحة السرطان، زيادة أعداد المصابين بمرض السرطان في اليمن ووصله إلى أرقام مخيفة, مشيراً إلى أن أعداد المصابين بالمرض وصل إلى قرابة عشرين ألف حالة، مضيفاً أن 10 آلاف شخص يصابون بالمرض سنوياً، في حين يلقى 10 آلاف آخرين حتفهم بسبب المرض نظراً لارتفاع نفقات العلاج التي لا يقوى كثير من المرضى على تحملها.
"أخبار اليوم" زارت مؤسسة السرطان بمحافظة تعز والتقت عدداً من المرضى الذين ترتسم علامات الحزن والحسرة على وجوههم ورغم عمق المعاناة تجدهم أكثر صبراً، لكن الدموع على خدودهم وعلامات الحزن على جباههم تكشف حقيقة ما يعانون.
ينتظر بسمة الأمل
الطفل علاء الدين بكيل سلطان أصيب بالسرطان في الكلية اليمنى، فتم استئصالها وأصبح الطفل يعيش على كلية واحدة وعمره لا يتجاوز العام والنصف أكتشف فيه الورم السرطاني الخبيث عندما أنهى عامه الأول.
الآن يعيش الطفل علاء الدين في حالة حرجة والآلام تقطع أحشائه وفي مؤسسة مرضى السرطان وجد الطفل علاء الدين من يحتضنه ويخفف عن آلامه التي تسكن أحشائه، وحيث من يقرأ له الحياة وينشد له البسمة.
يقول والد علاء: "بدأت أعراض مرض علاء الدين بالحمى فأسعفته إلى صنعاء وأجرينا له الفحوصات كانت النتيجة صدمة لنا وأبلغونا بإصابته بورم بكليته اليمنى".
ودعا والد علاء الدين أهل الخير إلى الاستمرار في دعم المشاريع التي تخدم مرضى السرطان.
علاء مع عدد من أقرانه المصابين بالسرطان يحاولون التخفيف على أنفسهم من آلام المرض وينتظرون بسمة الأمل لتخرجهم من المرض القاتل وقد ربما لا تعود البسمة مرة أخرى.
يناشدون فاعلي الخير:
الوالد سليم علي سعيد بدأ يشعر بألم في المعدة وبعد إجراء فحوصات أخبروه أنه يعاني من داء خطير في معدته اكتشف أنه مصاب بالسرطان.
تلقى جرعة أولى لمكافحة المرض وحالته الآن بين الحياة والموت ينتظر الأمل بشفائه ويدعو الله أن يخلصه من الداء الخطير الذي سكن معدته.. وقال: "أدعو فاعلين إلى مساعدتنا والوقوف بجانبنا".
الطفل وجيه عبدالقاهر لم يتجاوز عمره الثلاثة الأعوام شاءت أقدار السماء أن يكون هو أحد ضحايا سرطان الدم وحالته المادية صعبة للغاية بينما والد عاطل عن العمل وأسرة فقيرة على باب الله أصيب الطفل بالحمى وتم إسعافه إلى أحد المستشفيات في تعز وكانت المفاجأة أنه مصاب بسرطان الدم القاتل مأساة حقيقية.
تزايد الإصابة بالمرض:
يعد السرطان ثاني سبباً للوفيات في الدول المتقدمة وفي المنطقة العربية يأتي بعد أمراض القلب والأمراض المعدية والطفيلية، إذ تبلغ ما بين 100 إلى 150 حالة لكل 1000 نسمة في المنطقة العربية بمعدل زيادة للإصابة بالمرض بلغ 213% سنوياً حسب دراسات الرابطة العربية لمكافحة السرطان.
ويوجد نوعان من الأورام التي تصيب الإنسان أحدهما يعتبر خطراً على الإنسان وهو (الورم الخبيث)، وأما الآخر فيعرف (بالنوع الحميد) في حالة الورم الخبيث فإن التكاثر العشوائي غير المضبوط أو المتحكم به للخلايا يتعدى الأجزاء الأخرى المصابة أو الجزء الذي بدأت فيه الإصابة في الأوعية اللمفاوية أو أوعية الدم إلى الأجزاء الأخرى بعد تحطيمه وتدمير الأماكن التي بدأت منها الإصابة.
الورم الحميد يختلف عن الورم الخبيث بأنه مقتصر الحدوث على الجزء المصاب، حيث يوجد غلاف أو كبسولات تعمل على حماية الأجزاء التي تجاور المنطقة المصابة ولا يسمح بانتقال الخلايا من هذه المنطقة للخارج وهو لا يشكل خطراً على الحالات المصابة مقارنة بالخطر الذي يشكله النوع الآخر من السرطان أي الورم الخبيث.
يقول الدكتور/ علي أحمد هزبر "كل يوم نكتشف حالات جديدة أمراض سرطانات متعددة منها سرطانات الرئة والدماغ والمعدة والعظام وسرطانات الدم.
وأضاف هزبر: خاصة في محافظة تعز أنتشر هذا المرض بشكل كبير.
أسباب المرض:
عن الأسباب المؤدية للإصابة بالسرطان في اليمن يقول الدكتور/ علي هزبر أسباب الإصابة بأمراض السرطان كثيرة ومتعددة وأبرزها السموم والمبيدات التي ترش على الخضروات والفواكه والقات، وهناك أسباب أخرى فيروسات كبدية التي لا تعالج بالشكل الصحيح قد تؤدي في مراحل منها لإصابة الجسم بالسرطان.
وأيضاً البلهارسيا والبكتريا أحياناً وتلوث البيئة قد يؤدي للإصابة بالسرطان وأيضاً الإشعاعات وهناك إصابات بالسرطان قد تكون بدون سبب.
ويضيف الدكتور/ هزبر "أكثر الحالات انتشرت الآن هي سرطانات الدم عند الأطفال ويليها سرطانات المعدة والقولون والمري والبلعوم وسرطانات الثدي عند النساء".
ويقول الدكتور عندما نشخص حالة المريض بالسرطان يحتاج لعلاج كيماوي وإشعاعي وبالنسبة للعلاج الكيماوي نعطيه للمريض، أما إذا تطلب إشعاعي نضطر أن نرسله إلى صنعاء لفقدان مركز الأمل عندنا بتعز لهذه الخدمة.
احتياجات المركز:
يشير هزبر إلى أنه إذا توفرت المادة بالشكل الصحيح أولاً نقدر أننا نوسع القسم على سبيل المثال قسم الرقود عندنا مكدس أحياناً يأتي المريض لأنه لدينا غرف قليلة لا تستوعب جميع الأمراض أحياناً نعمل مريضين على سرير واحد بسب ضيق القسم وهذا ما يعيقنا في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز.
ويجب أن يكون هناك عزل كل مريض لحاله عادة مع العلاجات الكيميائية تنقص مناعة الجسم أي مريض أو اختلاط بزائر ممكن يصاب بمرض أخر بسبب مضاعفات عديدة.
ويضيف هزبر أكثر همومنا هي سعة أن المركز ضعيفة جداً وأيضاً الأمور المادية، لأن تكاليف العلاجات الكيميائية باهظة جداً، وبعض منها تصل الإبرة إلى ألفين دولار وقد يحتاج مثلاً المريض إلى 6 إبر وجزا الله خيراً المؤسسة تقوم بالواجب بتكلفة العلاجات الكيميائية".
إدارة الإحصاء:
تقول إدارة الإحصاء بالمؤسسة: إن عدد المصابين بالمرض في تعز فقط بلغ 1813) حالة, وهي بحسب الفئات العمرية كالتالي:" كبار السن 56%, البالغين32%, صغار السن 12%".
وبحسب الجنس كالتالي: "الذكور58%, الإناث 42%".
وبحسب نوع المرض كالتالي:" سرطانات الجهاز الهضمي 327حالة, وسرطانات الدم 317 حالة, أما سرطانات الثدي 315 حالة, وسرطانات الجهاز الليمفاوي 244 حالة, سرطانات الرأس والعنق 116حالة, وسرطانات الجهاز التناسلي للمرأة 96 حالة، بينما الرجل 51 حالة, أما سرطانات الجهاز البولي 79 حالة, سرطانات الدماغ والجهاز العصبي 78 حالة, وسرطانات العظام والغضاريف 48 حالة, بينما سرطانات الجلد 35 حالة, وهناك سرطانات غير معروفة المنشأ 27 حالة, وسرطانات الغدد الصماء 22 حالة, وسرطانات النسيج الرخو 22 حالة".