بموجب المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لابد من إجراء مؤتمر حوار وطني شامل لكافة القوى السياسية والوطنية في اليمن من اجل وضع إستراتيجية لمعالجة كل القضايا العالقة والنهوض بالبلد، وتقرر إجراؤه في نوفمبر القادم.. واختلفت أراء الشباب الإعلاميين في ساحات وميادين الثورة حول الحوار الوطني بين مؤيد ومعارض ومتشائم، فيما يكاد يتفق الجميع على أهمية المرحلة الراهنة في تحديد مستقبل اليمن وضرورة الخروج برؤية موحدة تضمن مستقبل أفضل لليمن.."أخبار اليوم" رصدت بعض هذه الآراء وكانت النتيجة كالتالي:
أكد الناشط في ساحة الحرية بتعز رضوان الحاشدي عدم قبولهم الخوض بالحوار مرجعاً الأسباب إلى قناعته بعدم تمكن اللجنة المشكلة من رئيس الجمهورية بتحقيق الأهداف التي يصبو إليها الثوار في مختلف ساحات الحرية وميادين التغيير في اليمن.
تقاسم الأدوار
وأضاف الحاشدي أن ما يمثل الشباب في هذه اللجنة هم الأحزاب وهي التي ورطت الثورة بقبولها المبادرة الخليجية والتي انعكست سلباً على شباب الثورة باستثناء حجز مقعد بالسلطة وتقاسم الأدوار في بينها – أي الأحزاب – "وطز" بالباقية.
وتوقع الإعلامي في ساحة الحرية الفشل الذريع للجنة مردفاً: إن لم تفشل فإنها سوف تتقاسم الأدوار كما فعلت بالسابق من اجل أن تمرر المرحلة القادمة، مستطردا ( يا رحمتى على الثوار ويا حسرة على الشهداء).
وزاد الحاشدي بقوله: إذا أرادوا النجاح لابد أن يهيكلوا الجيش وان يرحلوا كل من شارك بالحكومة السابقة وان يتم الاعتراف بالثورة وأهدافها ويلتزم الكل بأدبيات الثورة وقتها، فإن أي حوار بالتأكيد سيكتب له النجاح.
الطريق الصحيح
من جانبه لا يتفق الصحفي عبدالرب الفتاحي مع من سبقه في الطرح وهو يؤكد أن معظم الشخصيات في اللجنة الفنية للحوار كفؤة ولديهم تجربة يمكن أن تساهم في إيجاد التوازن في وضع الجانب الصحيح في الحوار، خاصة أنهم سوف يدركون الغرض من الحوار.
وتساءل الفتاحي: الأهم ما هو الدور الذي يجب أن تقوم به وهل ستقوم به بشكل صحيح؟
كما أن المهمة الثانية أن هذه اللجنة يجب أن تعمل وفق الجانب الوطني, يعني وضع البلاد غير قابل للتزييف مرة أخرى.
ينوه الفتاحي بأن الحوار بديله لغة أخرى، موضحاً: اليوم الظروف يجب أن تكون لصالح إخراج اليمن من الظروف التي تعيشها.
وفيما يتعلق بربط بعض الشباب الحوار بهيكلة الجيش يقول الفتاحي: هيكلة الجيش ليست المشكلة الوحيدة في الوطن، هناك عدة مشاكل وهناك أطراف تعمل على التأثير على الواقع اليمني وتجعله منقسماً كما هو دون أن نضع الحلول،, الجميع يدرك اليوم أن إزالة النظام شيء ضروري، خاصة والنظام يمارس الكثير من التجاوزات، لكننا بحاجة إلى معرفة من هي الأطراف التي تعرقل هيكلة الجيش وما هو موقف الأحزاب السياسية التي عقدت اتفاقية المبادرة.
الصحفي الفتاحي يرجع تفاؤله بلجنة الحوار كونها ضمن عدد من الشخصيات القوية مثل ياسين سعيد نعمان والأمين العام للإصلاح والناصري وبعض من الصحفيين والناشطين.
استحواذ وتملك وسيطرة
الصحفي عبدالرزاق العزيزي يتفق من جانبه مع الصحفي عبدالرب الفتاحي من حيث قبوله بالحوار, موضحاً: لست لأني منقاد من أي جهة أو فكر ولكن لوضع حد للمعاناة التي تجرعها الكثير جراء الاستحواذ والتملك على الثورة والسيطرة على المناصب من قبل المنضمين للثورة، وأيضاً للتقسيم السياسي الذي همّش الكثير من الشرفاء.
ثانيا: لجنة الحوار تعمل بعشوائية ودون ترتيب؛ خصوصاً اللجنة المكلفة بالتواصل مع الشباب ولم توضح أن دورها هو فقط إقناع الأطراف بالدخول في الحوار لكنها عملت على التحاور مع المكونات والتكتلات بصفة غريبة.
وفيما يتعلق بمطلب هيكلة الجيش أوضح العزعزي: الشباب لم يعِ الحقيقة الكاملة للعبة السياسية التي تحاول إقصاء الأطراف المختلفة معها أيدلوجياً وفكرياً وسياسياً أيضاً.. وللأسف يعملون على ترديد مصطلحات ترددها المنصة كل يوم وكل جمعة.. وهيكلة الجيش مطلب جهة محددة تحاول إقصاء جهة أخرى.
بقاء الجيش على حاله توازن للقوى السياسية
يوضح الشاب: شخصياً أرى أن هيكلة الجيش مرحلة غاية في الغباء ويجب أن يبقى الوضع على حاله من أجل توازن القوى السياسية وعدم تغليب قوة على أخرى..
وعن خلو اللجنة من الشباب المستقلين وقادة الحراك الحقيقيين؟ يرجع العزعزي الأسباب إلى الشروط التي اشترطت على المكونات أن تحوي 500 فرد ليمثلها شخص واحد.. وهذا الشرط وضع لإخراق القوى الحداثة والليبرالية والمستقلة من الحوار.. أيضاً تنظيمية الثورة عملت على وضع 20 شرطاً لتدخل في الحوار ومن جانب آخر صارعت من أجل أن يمثل أعضاؤها الحوار وأقصت الشباب.. مثلاً حزب الإصلاح اتفق مع الاشتراكي أن يأخذ مقعد عدن ويأخذ الإصلاح مقعدين من تعز وحضرموت ومقعد لمن يؤيدهم في ساحة صنعاء.. وهمشت التنظيم الناصري بشكل مقلق
ومن جانب آخر أخذ الإصلاح مقاعد المجتمع المدني ومقاعد النساء بتكتيك خبيث ودفعت بأعضائها دون أن ينظر لمصلحة المجتمع وما نظر له هو مصلحته فقط.
وفيما يتعلق بنجاح اللجنة أو فشلها أوضح الناشط في ساحة التغيير بصنعاء:ليس الفشل ولكن عدم الاتفاق على كل القضايا.. تخيل أن مؤتمراً يقام لمدة ثلاثة أيام ويناقش كل أوضاع اليمن.. أتوقع أنه لن يستطيع الإلمام بكل القضايا أو حلها جذرياً.. كان من المفترض تكوين لجان فرعية تناقش مشاكل محددة وتضع لها الحلول ومن ثم ترفعها للجنة الرئيسة "مؤتمر الحوار" ليتم المصادقة عليها أو وضع التعديلات وإقرارها.
الشباب الطرق الأقوى
الإعلامي بمنصة ساحة الحرية بتعز عبدالله العسائي له رأي منافي للقبول بالحوار وهو يؤكد أن الحوار جاء ليساوي بين الجلاد والضحية وبين القاتل والمقتول، معللاً:لان الحوار لا يوجد له ضامن ليرسي مخرجاته.
كما أن الحوار جاء من مبادرة تريد أن تغير سنة الله الشرعية التي إذا غيرها الإنسان غيَّر الله عليه سننه الكونية، فهي مبادرة أساسها الحصانة.
يزيد العيسائي بقوله: نحن لسنا القوى أو الطرف الأضعف بل الطرف الأقوى والأيام ستبرهن ذلك كما برهنت لعلي عبد الله صالح وأعوانه وجعلته محصوراً بين منزل وحوشاً فصبرنا قد حير الصبر وعزيمتنا قد أذهلت العزم ولنا في القادم تفكير وتذكير. يردف الشاب بحماس: وسيعلم من دخل الحوار انه قد أخطأ كما قالها بعض من وقعَّ على المبادرة علناً.
ونوه العيسائي: الحوار المشروط ليس حواراً وإنما قرار ولو قرأت بتمعن بنود المبادرة لعرفت كم هو عدد الشروط المطروحة لقرار مجلس التعاون الخليجي والذي للأسف قبلها البعض.