فتيات الشوارع.. المال مقابل التسلية..

2012-06-14 23:38:18 استطلاع/ جواهر الظاهري..


كثيرة هي الممارسات السلبية التي تتناوب في الظهور في مجتمعنا بين الفينة والأخرى، ربما يتنبه لها البعض ويكتب عنها، ولكن المجتمع والجهات المعنية لا تعير الأمر انتباهاً، بحجة أن الأمر لم يصبح ظاهرة حتى يتم التنبه له، وبذلك يكون البلد الذي يحقق سبقاً في انتظاره للأخطاء لتكبر وتصير ظواهر لكي يصعب لملمتها، أو يتعود المجتمع عليها وبذلك نصير مجتمعاً موبوءاً، بامتياز..؟؟!

التغيير يبدأ دائماً من داخل الانسان أولاً انطلاقا من قوله تعالى ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))، لأننا في مجتمع مسلم يكون التماسك والتعاون جزء مهم في تكوينه، والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف أحد وسائل التعايش وبناء الدولة المسلمة كما قال عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).  
المتسولات: هذه المهنة التي كانت تقتصر تقريباً على فئة المهشمات، ولكنها اليوم صارت تجمع المهمشين والقبائل وبصورة غريبة وملفتة، أصبحنا نرى فتيات في مقتبل العمر يمارسن هذه المهنة ولكن بأسلوب آخر وأحياناً كثيرة لأغراض أخرى.
هنا وقفة على ممارسة سلبية بدأت تطفو على واقع المجتمع اليمني، وقفة.. المراد وضع علامة استفهام كبيرة للجهات المختصة، وفي انتظار إجابة.
ملحق "أخبار الأسرة" التقى بمجموعة منهن أثناء تجمعهن لتناول وجبة الفطور في مدخل أحد المباني، فكان هذا الاستطلاع الخفيف:- 


فتاتان في مقتبل العمر مع والدتيهما، يتمتعن بجمال آسر، إحداهن في العشرين والأخرى في السابع عشرة..
سألنا الأم: ما الذي يجعلك تدفعين ببناتك إلى هكذا عمل؟
-   أنا مطلقة وعندي أطفال كثير, من أين أوفر حق الإيجار والماء والكهرباء؟ أيضاً الآكل واللبس، ومنين أجيب مصاريف المدارس؟ أبوهن رمانا رمي الكلاب حتى ما يسأل عنا.
أسماء مستعارة..
حين توجهنا بالسؤال إلى الفتاة الصغيرة، وسألناها عن اسمها ردت أي اسم تريدين الإسم الحقيقي أو إسم الشارع؟ وعقبت اسم الشارع حتى لا يعرفني أحد، وتضيف درست إلى الصف الثاني ابتدائي، ثم عملت في أحد المستشفيات, لكن الراتب لم يكن يكفي, أضف إلى ذلك أنهم يقطعوه شهرين أو ثلاثة، هذا العمل يدر مالاً كثيراً، أفضل من الراتب.
 وحين سألتها هل تتعرضن للمضايقات؟ ردت نلاقي كثيراً من المضايقات, لكن لو واحد تمادى نقول له أنت عندك عار.
عمل حكومي..
عدنا إلى الأم.. ألا تخافين على بناتك وهن في هذه السن وجميلات أيضاً؟ ألم تفكري في تزويجهن؟ الزواج لم يعد كما كان فقد زوجت الكبيرة وعندها الآن طفلان, لكن زوجها يضربها كل يوم ويهينها وهي الآن تعيش معي.
لا أحد من الجيران يعلم أننا نعمل في هذه المهنة، وحين يسألونا نقول إننا نعمل في عمل حكومي.
مواقف..
يقول أحد العمال في صراف "الكريمي" للصرافة: ظاهرة المتسولات من غير المهمشين سيئة وعمل لا يليق بالنساء، هن يجلسن أمام المحل, نلاحظ عليهن تصرفات يندي لها الجبين خجلاً، أيضاً هناك تصرفات من الرجال الذين يتعاملون معهن، لقد صار تواجدهن أمام المحل مصدر مضايقة لنا.
ياشيخ..
طرحنا المشكلة على إمام جامع الرحمن الشيخ/ علي الشميري ليوضح, لنا رأي الدين فيها..
أجاب: طبعاً الدين يحرم التسول والمتسول يأتي يوم القيامة وعلى وجهه خط أسود ويتساقط لحم وجهه حين يلقى الله عز وجل، وعلى الإنسان ألا يسأل إلا الله تعالى ويلجأ إليه في كل حوائجه فهو الكريم الرزاق سبحانه، وإذا ما تعفف صاحب الحاجة فإن الله جاعل له مخرجاً ولاشك، فكيف إن كان التسول بتلك الطريقة وقد يكون لأشياء محرمة، فإنه بالتأكيد سيكون أشد حرمة وضعف الوازع الديني عند الناس وقلة خوفهم من الله سبحانه وتعالى وإلا لما تمادت النساء في خروجهن بكامل زينتهن ولا تمادى الرجال معهن، ويجب علينا التنبيه لهذه الممارسات قبل استفحالها وتحولها إلى ظاهرة.
هذه..بتلك:
تقول أم محمد وهي ربة بيت.. أرى تلك المناظر من نافذة بيتي المطلة على الشارع، وأشاهد أشياء تخجل لا ترضي الله ولا رسوله، بنات شابات يضعن المكياج الكثير ويلبسن عبايات تظهر تفاصيل أجسادهن، وبعض الرجال عديمي الحياء لا يعطيها إلا بعد أن يتبادل معها الضحكات واللمسات والكلام المشين، ونسمع عن قصص كثيرة حولهن، الله يستر على بنات المسلمين..
وتضيف: حين نخرج نحن سواء للتسوق أو قضاء مشاويرنا، يظنون أننا منهن فنسمع الكلام البذيء بسببهن، ووصل الأمر إلى أن الشباب الصغار يجلسون معهن ويمازحوهن, أصبحنا نخاف أن تسوء أخلاق أبنائنا.
لكن لمن نشتكي؟ وليس هناك حكومة تهتم بهذا و تنهي عن منكر حسبنا الله ونعم الوكيل.
أخيراً:
في الأخير لنا أن نطرح سؤالاً أتمنى أن يجيب عليه كل من يقرأ هذا الموضوع وهو: من المسئول عن خروج هؤلاء الفتيات إلى الشارع، ليعملن في هكذا عمل إن جاز لنا أن نسميه عملاً؟ هل هو الرجل الذي تخلى عن مسئولياته ووصلت به الدونية إلى الحد الذي يصل به أن يرمي أطفاله خلفه، لمجرد أن يحصل بينه وبين أمهم الطلاق؟ وهل يعني الطلاق أنه ليس المسؤول عنهم وعن رعايتهم حتى يصلوا إلى بر الأمان وبالذات لو كن فتيات؟.
أم أن المسئول عن هذه الممارسات هو مجتمع لا يرحم وحكومة ومسئولين لهم اهتمامات أخرى بعيدة جداً عن حياة الناس، وتفقد أحوالهم فيطعمون الجائع ويغيثون المحتاج ويحافظون على نساء المسلمين وعلى عرضهن؟.
ثم أين المسئولين عن أمن المواطنين أليس من الواجب أن يكون هناك شرطة آداب تطوف الشوارع وتراقب أحوال الناس، فتمنع المنكر قبل أن يستفحل ويصبح ظاهرة تحتاج إلى الكثير حتى نتخلص منها؟!!.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد