شكلت مؤخراً لجنة مشتركة من المشترك والمؤتمر في محافظة إب بهدف مساعدة السلطة المحلية في تحقيق أهم بند بالمبادرة الخليجية وهو تحقيق مبدأ الشفافية والحكم الرشيد، ومحاربة الفساد وإبعاد الفاسدين من مواقع فسادهم، وفق معايير وأسس النزاهة والكفاءة- بحسب ما أفاد خالد محمد هاشم ـ أمين سر فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ـ محافظة إب والناطق الرسمي للقاء المشترك بالمحافظة في حواره مع "أخبار اليوم" فإلى الحوار.

•   أستاذ خالد، يتداول في الأوساط السياسية بالمحافظة هذه الأيام عن تشكيل لجنة مشتركة بين اللقاء المشترك والمؤتمر لدراسة مشاكل وهموم المحافظة، ممكن تحدثنا عن هذه اللجنة وكيف تم تشكيلها؟
ـ هذه اللجنة تولدت من رحم اللجان المشتركة التي شكلت في المحافظة للانتخابات الرئاسية المبكرة، فكان هناك طرح بأن تكون هذه اللجان دائمة، وبعد عدد من اللقاءات والمشاورات تم التوقيع على الآلية المنظمة لعمل اللجنة المشتركة في 20/5/2012م، وهي تتكون من ثمانية أعضاء مناصفة بين المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه، والهدف الرئيسي منها هو مساعدة السلطة المحلية في تحقيق أهم بند بالمبادرة الخليجية وهو تحقيق مبدأ الشفافية والحكم الرشيد، ومحاربة الفساد وإبعاد الفاسدين من مواقع فسادهم، وفق معايير وأسس النزاهة والكفاءة، المتفق عليها بين الطرفين الموقعين على الآلية، بالإضافة إلى التعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للمحافظة.
•   هل هي تقاسم بين المشترك والمؤتمر كما يظن البعض؟
ـ البند الأول من الآلية الموقع عليها جعل المرجعية هي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والمبادرة تنص صراحة على التقاسم، لكننا في المحافظة لا نسعى إليه ولا نحرص عليه، وإنما الذي يهمنا هو تحقيق الشفافية والحكم الرشيد ومحاربة الفساد، وخدمة المواطنين وتخفيف الأعباء عليهم، منطلقين من فهمنا بأن الوظيفة العامة لا تخضع للتقاسم، وإنما معيارها الكفاءة والنزاهة، فإن قبل المؤتمر وحلفاؤه بهذه المعايير الوطنية كان بها، وإن أصر على غير ذلك وعلى بقاء الوضع كما هو عليه، كان التقاسم ضرورة وطنية وتنموية وثورية، وإن رفض التقاسم كان الخيار الثوري هو الحل لكل ما تعانيه المحافظة من تدهور وانفلات.
•   لكننا شهدنا تغييرات إدارية في بعض مكاتب المحافظة وعلى وشك التنفيذ ؟
ـ هذه القضية وضعناها على الأخوة في المؤتمر والسلطة المحلية، ولم نوقع الآلية إلا بعد الاتفاق على وقف كل الحركة الإدارية، وأن ما قد تم يعاد فيه النظر، وفق المعايير المتفق عليها من الأطراف، وأي خروقات لن نقبلها على الإطلاق.
•   البعض فسر إتيان وتشكيل هذه اللجنة أنه بسبب فشل السلطة المحلية في تحمل مسؤولية المحافظة والبعض فسر أنها إحراق للمشترك خصوصاً أن المحافظة غارقة في مشاكل عدة – أنت ما ذا تفسر هذا الكلام ؟
ـ المرحلة الآن مرحلة توافق ونحن في المحافظة عكسنا التوافق الوطني على المستوى المحلي، أما الفشل والنجاح فلو لم يكن هناك فشل للنظام لما خرج الشعب كله في ثورة ومحافظة إب جزء من هذا الوطن، أما إحراق المشترك فهذا غير وارد لأننا لسنا سلطة، ولسنا في موقع اتخاذ القرار، وقدرنا في المشترك أن نتحمل المسؤولية في تحقيق أهداف الثورة بشتى الوسائل والطرق السلمية، واللجنة المشكلة ليست بديلاً للسلطة المحلية، إنما هي عون لها ومساعد لها في تحقيق الشفافية والحكم الرشيد، وهذا ما يجب أن يدركه الجميع، نحن في المحافظة حتى هذه اللجنة هي خارج السلطة ( هي لجنة أحزاب)، إلا أنما تتوصل إليه وتتفق عليه هذه اللجنة يجب أن تأخذ به السلطة المحلية.
•   هل تتوقع أن اللجنة قادرة على العمل في ظل وجود معوقات عدة منها أن المؤتمر لا يؤمن بالعمل الجماعي منذ زمن طويل؟
ـ أعتقد أننا اليوم في مرحلة غير المرحلة السابقة، ولم يعد بمقدور أحد الانفراد بسياسة الوطن، ونحن نلمس مصداقية لدى الأخوة في المؤتمر بهذا الخصوص فلم يكن هناك ما يرغمهم أو يرغمنا على تشكيل هذه اللجنة إلا الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه المحافظة، لكن يبقى العمل أهم من النوايا والأيام القادمة ـ عند البدء بتطبيق بنود ما تم الاتفاق عليه ـ ستكشف نوايا كل الأطراف على حقيقتها، وعندها نستطيع الحكم على هذه اللجنة نجاحاً أو فشلاً.
•   الشارع العام يقول لماذا لم يطالب المشترك بتغيير الجهاز الإداري في عموم المحافظة أحسن من إقحام المشترك في هذه العملية؟ والكل يعرف أن المحافظة تحتاج إلى مدراء عموم وليس للجنة خصوصاً أن هناك مدراء عموم في نوم عميق ومر على تواجدهم أكثر من 15 عاماً وهم مدراء؟
ـ اللجنة تهدف إلى هذا التغيير، لكن وفق معايير متفق عليها من الجميع، وهذا هو صلب عمل اللجنة، خصوصا أن المرحلة مرحلة وفاق استناداً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وهي التي حسمت التغيير.
•   الكل يعرف أن المحافظة تحتاج للأمن أكثر من أي شيء ومدير الأمن لم نلمس دوره الفعال- ما موقف المشترك من هذا الحال الذي عليه مدير الأمن؟
ـ فعلا الآمن في المحافظة يشهد تدهوراً مريعاً، وكان موضوع الأمن من أهم أولويات القضايا التي ناقشناها مع السلطة المحلية في كل اللقاءات، خاصة أن ذلك التدهور يدعو للاستغراب، فأيام الثورة طوال العام الماضي كانت المحافظة بتعاون الجميع مكاناً تهوي إليه نفوس كل أبناء محافظات الجمهورية طلباً للأمن والسكينة، لما كانت تتمتع به المحافظة من أمن، وعند استقرار المحافظات، بدأت محافظتنا تشهد ذلك التدهور الأمني المخيف، إلا أننا في الأيام الأخيرة شهدنا تحسناً ملحوظاً بهذا الجانب، وتغيير مدير الأمن أصبح قناعة كل الأطراف، لكن الأمر يرجع إلى وزير الداخلية وليس بيد أحد في المحافظة.
•   أستاذ خالد الأيام تمر والمحافظة في وضع ليس جيد والناس تتطلع من المشترك إنقاذ البلاد ويعولون كثيراً عليكم هل هناك شيء في طريقكم إلى الواقع يخدم الوضع الذي به فيه المحافظة؟
ـ نحن نبذل كل جهد في هذا الجانب، ونطرق كل باب لتحقيق آمال وطموحات أبناء المحافظة، حتى تلك الأبواب التي يلومنا عليها الآخرون ويتهموننا بسببها، كل ذلك لحرصنا على التغيير المنشود الذي ضحى من أجله كل أبناء الوطن، فإن استطعنا تحقيق ذلك بهذه الطرق وإلا فإن الثورة ما زالت قائمة ولها طرقها الخاصة بها في تحقيق أهدافها.
•   ألا يحرج تشكيل هذه اللجنة أحزاب اللقاء المشترك في المحافظة أمام الثوار ؟
ـ وأين الإحراج، فنحن مع الثورة وسنظل معها حتى تحقق كامل أهدافها، بل إن تشكيل هذه اللجنة سيسهل تحقيق أهداف  الثورة في التغيير والقضاء على الفساد، ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ.
•   أستاذ خالد موقف التنظيم الوحدوي الناصري من لجنة التواصل أثار علامة استفهام لدى رأي الشارع، منهم من فهم الموقف صح ومنهم من فهمه غلط، ممكن توضح لنا موقف الناصري من هذا القرار؟
ـ موقف التنظيم كان واضحاً لمن أراد أن يقرأ الأمر بوضوح، فالتنظيم انطلق من مبدأ وطني، مستنداً إلى قيم ومفاهيم الثورة الشبابية الشعبية السلمية وروح المرحلة الانتقالية التوافقية، وهذه القيم لا تقبل الإقصاء والتهميش، ومن يقبل أو يمارس ذلك فإنه خارج عن قيم ومبادئ ثورتنا العظيمة، هذا هو موقف التنظيم الواضح الصريح، موقف وطني لا مصلحي، بدليل أن هذا الموقف جاء رداً على تشكيل لجنة التواصل لما لها من أهمية قصوى في التحضير والإعداد لمؤتمر الحوار الوطني، الذي سيناقش مصير اليمن كله، فكيف يكون لبقايا النظام الرافضين للحوار الوطني الأغلبية في اللجنة، بينما يقصى منها دعاة الحوار الوطني الحقيقيين، سواء في التنظيم أو غيره.
•   شكر أستاذ خالد على سعة صدرك لنا وكلمة أخيرة تحب تقولها ؟
نشكركم ونتمنى لكم التوفيق في أعمالكم.