وحيد رشيد محافظ عدن لـ"أخبار اليوم":

الأمن والاستقرار وإزالة المظاهر المسلحة هدفنا وسيكون هناك حل للعديد من القضايا أهمها القضية الجنوبية

2012-05-27 13:24:19 حوار- وئــام سروري



أكد محافظ محافظة عدن/ وحيد رشيد، أن مدينة عدن تواجه اليوم تحديات عديدة أهمها التحديات الأمنية التي تؤثر على النواحي الاقتصادية والسياسية، مشيراً إلى أن تجاوز تلك التحديات مرهون بتعاون جميع أفراد المجتمع مع كافة الجهود الرامية إلى عودة الأوضاع لطبيعتها التي عهدتها مدينة عدن من أمن واستقرار وطمأنينة.
وقال رشيد ـ في حوار لـ"أخبار اليوم" إن ـ مدينة عدن ستشهد في المرحلة القادمة تطورات ستعمل على إنهاء ظاهرة بطالة الشباب، وسيتم حل الكثير من مشاكل الفقر لدى العديد من الأسر، مؤكداً أنه سيكون هناك حل للعديد من الملفات الشائكة من بينها القضية الجنوبية التي تعتبر محط اهتمام إقليمي ودولي ومحلي.
وأوضح رشيد أن توفير الأمن والاستقرار وإزالة كافة المظاهر المسلحة من المدينة هو الهدف الرئيسي التي تسعى له المحافظة كون الأمن هو المحور الرئيسي للخلاص من كافة التحديات في الجوانب الأخرى، مستشهداً بأن قضية الأمن تعد مهمة جدا لجذب الاستثمارات.. فإلى تفاصيل الحوار.

ـ باعتبارك أول محافظ لمحافظة عدن بعد الثورة، ما التغييرات التي ستحدثها في آلية عملك الجديدة؟
× كما هو معروف ومنذ انتهاء الثورة وما شهده الوطن من أحداث سياسية متتالية أسفرت عن التوقيع على المبادرة الخليجية ومراحل تنفيذ آليتها، نسعى نحن في محافظة عدن كغيرها من محافظات الجمهورية إلى إحداث تغييرات جذرية على كافة الأصعدة، إلا أن مدينة عدن لها خصوصيتها باعتبارها من المدن الرئيسية والهامة والمؤثرة في الحياة الاقتصادية والتجارية للوطن، فنأمل أن توجه جهودنا إلى تفعيل النشاط التجاري وإحداث ديمومة جديدة لمشاريع التنمية فيها.
× وهل ستستمعون إلى المواطنين وتلبون احتياجاتهم؟
ـ نحن نقوم بذلك حالياً في إطار تلبية احتياجات المواطنين، وكما تعلمون فمحافظة عدن تعرضت خلال الفترة الماضية إلى ما يشبه التخريب في كل مرافق الدولة، فتضررت الإدارات بشكل كبير وهناك جهود تبذل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها وتوفير وتلبية الاحتياجات مرهون بتضافر جهود جميع أفراد المجتمع، وأجدها مناسبة أن أدعو أبناء محافظة عدن للتكاتف والتعاون مع كافة الجهود الرامية إلى عودة الأوضاع لطبيعتها التي عهدتها مدينة عدن من أمن واستقرار وطمأنينة منذ سنوات طويلة، فلا يمكن أن يراهن أحد بأمن هذه المدينة المسالمة من أجل تحقيق أهداف وغايات يسعى لها، فعلى المواطنين أن يعوا مثل تلك الأمور والقضايا، وعليهم أن يتجاوبوا مع متطلبات المدينة وحقها عليهم؛ كدفع فواتير استهلاك الكهرباء والمياه وعدم اللجوء للبناء العشوائي الذي يضر بالخدمات ويعطل البنى الأساسية للمدينة ويشوه جمالها.
 
× ما الذي ستقدمونه لهذه المدينة في هذه المرحلة الحساسة؟

ـ بالنسبة لما سنقدمه لهذه المدينة، نحن لم نأت لنرسم وعوداً أو نعلق شعارات، لكن المرحلة تتطلب منا العمل الجاد والمثابرة والإصرار وإيجاد حلول واقعية عملية يمكن تطبيقها في إطار الإمكانيات المتاحة، إن مدينة عدن كما أسلفت تواجه تحديات عديدة، منها الأمنية والحياتية والمعيشية، فإذا تقدمنا خطوة في اتجاه الطريق الصحيح، أفضل أن من نراوح مكاننا أو نهرول بدون منوال، فإذا صلح البنيان فستكون النتائج طيبة بإذن الله.

× ما تزال معاناة النازحين مستمرة حتى اليوم، كيف ستتعاملون مع أوضاعهم وخصوصاً أولئك من لم يحضو على فرص للتعليم والعمل؟

ـ بالنسبة لقضية النازحين من محافظة أبين، فيتم التعامل معهم وفقاً لرؤية موحدة لوضع حلول لمشكلاتهم على اعتبار أن قضية النازحين من القضايا التي تؤرق المجتمع، نظراً لما عانوه من تهجير ودمار لمنازلهم مما أدى إلى نزوحهم إلى محافظة عدن واتخاذ معظم المدارس فيها سكناً لهم أدى إلى إحداث شلل في العملية التعليمية برمتها.
لقد أخذوا 72 مدرسة وقد تم تبعا لذلك حذف نصف المنهج التعليمي وأصبح الطلبة يتلقون تعليمهم في الأسبوع حوالي تسع ساعات فقط، ويتم توزيعهم على ثلاث فترات دراسية في اليوم الواحد، هذا الأمر غير مناسب إطلاقاً لخلق جيل متعلم بمعنى أن أبناءنا الطلبة أيضاً عانوا من هذه المشكلة.
 
× لماذا لم يتم صرف مبالغ مالية لهم منذ نزوحهم إلى عدن ولم تتبن الحكومة والمنظمات الأخرى قضيتهم الإنسانية البحتة؟
 
هذا الموضوع ليس من اختصاصنا كمحافظة، بالرغم من أن محافظة عدن تأذت بشكل مباشر جراء هذا النزوح الذي أحدث اضطراباً في الجانب التعليمي والخدمي لمحافظة عدن ولكن هناك الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين هي الجهة المختصة بمثل هذه القضايا، حيث قامت بتوفير كافة المساعدات لهم في حدود الإمكانيات المتاحة لديهم، بالإضافة إلى حصولهم على دعم من بعض الدول الشقيقة كعمان والمنظمات الدولية، وهناك خطة حالية لإعداد دراسة لتوفير مخيمات خاصة بإيواء النازحين من قبل الجهات المختصة كمحاولة لحل أزمة النازحين في عدن إلى أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بعد إنهاء الأزمة الراهنة.
 
ـ لنعد إلى الشباب العاطل عن العمل، هل هناك خطة أو إستراتيجية جديدة لديكم لتشغيل الأيادي العاملة والقضاء على الفقر والبطالة؟
 

بالنسبة للشباب العاطل عن العمل أو ممن لم يتمكنوا من الحصول على فرص عمل، فقضية الشباب في عدن قضية تكاملية مرتبطة باجتثاث الأوضاع وانتشالها، طالما أن عجلة التنمية متوقفة بسبب الأوضاع، فستكون الفرص ضئيلة، لكن التطورات التي تشهدها عدن في المرحلة اللاحقة هي التي ستعمل على إنهاء ظاهرة بطالة الشباب، وبصورة أخرى سيتم حل الكثير من مشاكل الفقر لدى العديد من الأسر.

× انتشرت ظاهرة حمل السلاح في مدينة عدن وغدت من المشاكل الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار المدينة والسكينة وقد أودت بحياة العشرات نتيجة للضرب العشوائي.. كيف ستتعاملون مع هذه المشكلة الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار المدينة؟
 
ـ منذ تولينا قيادة المحافظة، اتخذنا جملة من الإجراءات الأمنية ومنها التصدي لكافة الأعمال التخريبية التي تستهدف أمن وسكينة وطمأنينة هذه المدينة التي لطالما اتصفت بالتحضر والمدنية. نحن على ثقة بقدرة رجال الأمن ومختلف الأجهزة الأمنية للقيام بدورها على أكمل وجه، خصوصا ما تواجهــه المحافظة من أعمال فوضى وقطع طرقات وتفشي ظاهرة حمل السلاح وإطلاق الأعيرة النارية وهي ظاهرة دخيلة على سكان محافظة عدن.

× هناك الكثير من القضايا الوطنية والملفات السياسية والأمنية المعقدة والشائكة في البلاد من بينها القضية الجنوبية وقضايا الفساد في مدينة عدن.. ما هو السبيل الوحيد لحل مثل هذه القضايا المعقدة؟

ـ القضية الجنوبية اليوم أصبحت محط اهتمام إقليمي دولي، وهي من أهم الملفات التي يتم الاهتمام بها من قبل كافة أبناء الوطن والقيادات والأحزاب السياسية.. فالجميع اليوم معني بالقضية الجنوبية للخروج بالوطن إلى بر الأمان.
 
× تعتبر مدينة عدن اليوم من المدن المنكوبة اقتصادياً.. ما هي خطتكم إزاء التنمية الشاملة في المدينة؟

ـ بالنسبة للخطط الاقتصادية في اتجاه التنمية الشاملة، نحن الآن نعمل جاهدون لتوفير الأمن والاستقرار وإزالة كافة المظاهر المسلحة من المدينة حتى تكون عدن آمنه خالية من السلاح، وبدون الأمن والاستقرار، لا يمكن توفير أي مشاريع استثمارية وتنموية. فقضية الأمن مهمة جداً لجذب الاستثمارات.

× لننتقل إلى عامل البيئة والنظافة في المدينة، لم نشهد منذ توليكم قيادة المحافظة إعطاء أي توجيهات بتنظيف المدينة وأزقتها من النفايات والقمامات المنتشرة بأحياء المدينة وشوارعها مما حدا بالبعض إلى إحراقها للتخلص منها فتسببت بحالات من الاختناق والتسمم والأمراض المختلفة.. أين دوركم إزاء مثل هذه المشكلات العاجلة؟

ـ بالنسبة لعامل البيئة والنظافة فكما تعلمون عندما قام عمال النظافة بالإضراب وعجت القمامة في مختلف المديريات، شكلنا غرفة عمليات لتنظيف كافة شوارع وأحياء مديريات المحافظة ونزلت أنا شخصياً ومعظم الشخصيات البارزة بالمحافظة وقمنا بالتنظيف، كما أن شباب المدينة قاموا بتنظيف أحيائهم، ولكن هذه المشكلة قد حلت وتم الجلوس مع نقابة العمال والاتفاق على رفع الإضراب وفعلاً باشر عمال النظافة بتنظيف المدينة.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد