العميد الركن رياض القرشي عضو اللجنة العسكرية لأخبار اليوم:

الجيش منقسم منذ 94 وحكومة الوفاق لا تستطيع اتخاذ قرار موحد ضد المعتدين على الكهرباء وأنابيب النفط

2012-05-21 02:15:29 حاوره : ابراهيم مجاهد


أكد العميد الركن الدكتور/ رياض القرشي -عضو لجنة الشؤون العسكرية ـ أن ما حدث من انقسام للقوات المسلحة كان منذ عام 94م، نافياً أن تكون الأزمة التي شهدتها اليمن العام الماضي وأحداث ثورة التغيير وراء ذلك الانقسام.
وقال في حوار مع "أخبار اليوم" إن القوات المسلحة مفككة من حيث البناء وإنه سيتم أعادة هيكلتها بطريقة علمية ومهنية، مشيراً الى إن مفهوم الهيكلة التي تعمل عليها اللجنة العسكرية حالياً هو "تحليل للاحتياجات المطلوبة من القوات المسلحة".
ولفت عضو اللجنة العسكرية إلى أن نحو 30 لواء عسكري يتواجدون حول وداخل أمانة العاصمة صنعاء بينما الشريط الحدودي والشريط الساحلي تم إهمالهما من حيث تواجد هذه القوات بالنسبة المطلوبة والشكل الذي يعمل على حماية الشريطين الساحلي والحدودي.
وبين القرشي بأن عملية التدوير الوظيفي الخطوة الأولى للهيكلة، حيث لدى القيام بهيكلة علمية مهنية، وقال انه لا يمكن ذلك إلا بعمل تدوير وظيفي للقيادات التي قد تعيق العملية واستمرارها ونجاحها، مضيفاً: الآن الإشكالية في العناصر التي لديها مرض حب التملك بالمناصب التي استمرت فيها لسنوات وتتعامل معها كحق شخصي.
وأكد عضو اللجنة العسكرية أن تحقيق مطالب شباب التغيير وأبعاد أقارب صالح تسير في الطريق نحو التنفيذ، وأنً من يحاول عرقلة التسوية السياسية ستطاله قرارات الإبعاد، مذكراً بأن الجماعات المسلحة سواء كانت من أنصار الشريعة أو جماعات الحوثي التي تقتل الناس بالسلاح لفرض رأيها ستضع نفسها في مواجهة مباشرة مع الشعب.
وبشأن قضية الكهرباء قال القرشي أن حكومة الوفاق لا تستطيع اتخاذ قرار موحد والخروج بموقف واحد يدين ويحرك الأمور ضد من يهاجمون أبراج الكهرباء وأنابيب النفط، وذلك بسبب تشكيلها من طرفين من القوى السياسية في البلاد.



- ماذا انجزت اللجنة حتى اليوم؟!
* قبل أن أجيب، أحب أن أوضح أنني أتحدث عن وقائع وأعبر عن ما أراه بصفة شخصية وليس باسم اللجنة وفيما يخص الإجابة فإنه إذا ما قارنا ما كانت عليه الأوضاع في تعز أو أمانة العاصمة وأرحب وبني جرموز وطريق نهم وغيرها من المناطق، كيف كانت في شهر ديسمبر وكيف هي اليوم؟ سنجد أننا أمام تطورات ملموسة، يلمسها أي شخص.. صحيح أن الناس تطالب من اللجنة العسكرية أشياء كثيرة جداً وانجازات سريعة، لكن علينا أن نقارن كيف كانت العاصمة في ديسمبر المنصرم وكيف هي اليوم، كيف كان يخرج المواطن إلى المطار ويعود إلى منزله مثلاً في حدة وكيف هي الطريق اليوم؟ وهناك فرق كبير جداً ويكاد يكون المتبقي هو شيء محدود جداً في منطقة صوفان أو في حي النهضة أو في مناطق تجمعات مسلحين في قاعة المؤتمرات وخلف وزارة الخارجية وملعب الثورة أو في التحرير أو في بعض المنازل، هذه الأشياء ذات طابع سياسي أكثر منه أمني، وهذه الأشياء يتم انجازها على أساس توافق سياسي.
 تعز كيف كانت في ديسمبر؟
 وعلينا أن نتذكر كيف كانت تعز في ديسمبر؟ كل أنواع الأسلحة منتشرة في كل مكان حتى الدبابات سواء في المستشفيات أو في الشوارع وكذلك المسلحين، والضرب والقصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة طوال اليوم، الآن ما عملت اللجنة واللجنة الفرعية؟؟ انجزت حتى أبريل الشيء الكثير وبحسب التقرير المقدم للجنة، فإنها قد تجاوزت 85% واليوم وما تلاه من انجاز قد يكون تجاوز الـ"90%" ولاحظ أرحب والطريق إلى بني جرموز، كان الضرب والقتل بشكل يومي مثل الحصبة.
- لكن لا زالت هذه الأحداث تحدث بين الحين والآخر؟
* لكن علينا مقارنتها كيف كانت في السابق ونقارن بين كثافة النيران، وبالذات بعد نزول اللجنة، حيث أنه بعد النزول هدأت الأمور تماماً والآن الأمور تسير نحو حل الإشكال بشكل كامل، وهناك خطوات عملية ستنفذ إن شاء الله خلال أسبوعين.
- أفهم من كلامك أن اللجنة أنجزت 85% من مهمتها حتى الآن؟
* عمل اللجنة يقوم على جانبين، هناك جانب متعلق بإزالة المظاهر المسلحة وهناك جانب الهيكلة، وفيما يخص إزالة المظاهر المسلحة فإنه يمكن أن أجزم أن ما قامت به اللجنة يتجاوز 80% إذا أخذنا تعز وأمانة العاصمة وبني جرموز مع بعض..
- عدن تواجه فيها اللجان الأمنية مشاكل كبيرة؟!
* عدن فيها نوع من الهدوء لكن أنا أعرف أيضاً أن هناك مشكلات كبيرة تواجه اللجان الأمنية، والشيء الممتاز أن الدعم الذي كان يأتي من خارج عدن توقف بعد الضربات القوية التي وجهتها القوات المسلحة واللجان الشعبية لأنصار الشريعة، ومن يتعاون معهم.
- هل تعمل اللجنة وفق إستراتيجية معينة؟ وما هي؟!
* طبعاً لدينا برامج مكتوبة، لكن بعض المهام تنفذ وبعضها ترحل بسبب الطابع السياسي، حيث كان من المفترض مثلاً في عمل اللجنة أن لا تأتي انتخابات فبراير إلا وقد انتهت المظاهر المسلحة في أمانة العاصمة وتعز وبني جرموز، لكن ما هو حاصل أن ماله علاقة بتسهيل حركة المواطنين نفذ بموافقة جميع الأطراف وباستجابتهم لبرنامج اللجنة، لكن بقيت حالات معينة كما قلت، وهي مرتبطة بقرار سياسي.. صراع سياسي بين القوى التي تشكل مناصفة في الحكومة، المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه، وكلها تحتاج إلى نوع من التوافق السياسي، وهذه الأمور يتم التفاهم فيها حالياً سياسياً أكثر مما هو أمني.
- لكن مظاهر المسلحين لا زالت تنتشر بشكل مقزز في عواصم المدن؟
* نعم.. لكن أكرر إذا قارناها بما كانت عليه، فهناك فرق كبير وفي نفس الوقت نعترف أن المسلحين لا زالوا يشكلون أكبر خطر من الناحية الأمنية على اليمن.. وأقول: إذا استجابت قيادة المؤتمر والمسؤولون على هؤلاء المسلحين ومن لهم علاقة من الطرف الآخر بهذه المجاميع المسلحة، إذا استجابوا لنداءات وخطط اللجنة سيحل الإشكال، لكن لو ظلوا على نفس الموقف ستظل المشكلة كامنة، لكن أعتقد أن هناك إجراءات سيتم اتخاذها في الأسبوعين القادمين، كما اتفقنا على إعلان أسماء المعرقلين لأعمال اللجنة ومسيرة العملية السياسية وهذا سيكون خطيراً جداً عليهم بعد التطورات الأخيرة.
- لماذا غابت اللجنة عن تمرد بعض القيادات العسكرية على قرارات الرئيس؟!
* أولاً اللجنة العسكرية لم تكن بعيدة وأكثر من لجنة نزلت إلى مقر القيادة في الجوية، ونزلت أكثر من لجنة إلى المحتجين في الستين، وتم مقابلتهم أكثر من مرة ودعوتهم إلى نادي ضباط القوات المسلحة ومقابلة عدة لجان، وحلت المشكلة عن طريق هذه اللجان.. ومهمة اللجنة حل الأشكال بصورة توافقية مع الناس، واللجنة العسكرية لا تتخذ قرارات بتحريك طائرات قوات عسكرية..
- إذاً ما هي حدود صلاحيات اللجنة؟!
* أولاً يجب أن تعرف أنه عندما صدر قرار باللجنة، صدر وفق مبادرة ذات طابع سياسي توافقي، وأنت تتعامل مع جيش منقسم قسمين، وكل جماعة من هذه الجماعات تتبع قسماً من هذا الجيش، الاجراءات التي تتم يمكن القول إننا كنا نتوقعها وشيء طبيعي أن يتمرد بعضهم، أما موقف اللجنة فقد سمعت المتحدث باسم اللجنة وهو يعلن أن الرفض لقرارات الرئيس خروج عن القانون، ويعتبر تمرداً عسكرياً، وإذا استمروا بهذا الشكل سيتم إحالتهم إلى محاكمة عسكرية – هذا ما قاله في حينه..
- أين هو دور اللجنة مما يحدث في اللواء الثالث، حيث تم منع قائد اللواء الجديد العميد/ عبدالرحمن الحليلي من دخول اللواء وتم توجيه برج الدبابة صوب موكبه عندما حاول أن يدخل؟!
* هذا حدث في الموقف الأول ولكن الآن حدثت تطورات لاحقة، لكن أنا قلت إن هذا شيء متوقع، أي قائد عسكري تمضي عليه فترة طويلة في الموقع العسكري، ولديه بالإضافة إلى هذه السنين الطويلة حب التملك، وأصبح كل ما تحت يده يتعامل معه كأنه ملك شخصي، وذلك امتداد للملكية الكبيرة التي يريدها لليمن كلها وللشعب اليمني.. من الطبيعي أن يقاوم، لكن في النهاية سيرضخ.. الآن هناك قرارات واجراءات أممية سيكون لها دور فاعل في دعم اللجنة العسكرية وقرارات الرئيس هادي..
يجب ألا ننسى أن أي قرار له شقان: الشق الأول عسكري والشق الآخر سياسي ولا يمكن أن يشتغل الشق العسكري فحسب، فالشق السياسي أساس، وهذا الشق "سياسي توافقي" فالحكومة مشكلة من قسمين فمثلاً "مشكلة الكهرباء" لا تستطيع الحكومة بسبب تكوينها من الشقين، أن تتخذ قراراً وموقفاً واحداً يدين ويحرك الأمور ضد من يهاجمون أبراج الكهرباء وأنابيب النفط..
- أفهم من كلامك أن هناك تقصيراً كبيراً من قبل الحكومة؟
* لا أتهم الحكومة.. وإنما الوضع السياسي الذي يديرها..
- مقاطعة..! إذاً لماذا قبلوا بحكومة توافقية طالما لا تستطيع الاتفاق على قرار واحد؟
* هذا السؤال يوجه لهم "اسألهم هم".
- ما هي أهم العراقيل التي تواجهها اللجنة وتتوقعون أن تواجهها في المستقبل؟
* طبعاً عملية التدوير الوظيفي الذي يعد الخطوة الأولى للهيكلة " فعند القيام بهيكلة عملية مهنية لا يمكن ذلك، إلا بعمل تدوير وظيفي لأي قيادات قد تشعر أنها قد تعيق عملية الهيكلة واستمرارها ونجاحها.. الآن الإشكالية الرئيسية ستكون في بعض العناصر التي تشعر أنها قد تملكت هذه المناصب وتشعر أنه حق مشروع لها.. أنا شخصياً لا أجد لمثل هذا الأمر تفسيراً آخر غير أن هناك نوعاً من حب التملك؟ بحيث يشعر هذا الشخص "المصاب بحب التملك" أن هذا المنصب حق شخصي لا يمكن إبعاده منه وإذا ما اقتنع بالخروج يقوم بسحب جميع الأسلحة من مواقعها إلى مواقع أخرى وكأنها ملك شخصي..
  •  الناس تطلب من اللجنة العسكرية أشياء كثيرة جداً وانجازات سريعة، لكن علينا أن نقارن كيف كانت العاصمة وتعز في ديسمبر المنصرم وكيف هي اليوم

لكن ما يجب التنويه إليه هنا أنه في نفس الوقت الذي صدرت فيه قرارات وزير الدفاع في إطار اللجنة العسكرية لقائد المنطقة الجنوبية وقائد المنطقة الشرقية ومجموعة من القادة العسكريين استجابوا فوراً بدون مشكلة.. وهؤلاء قد يكون حب التملك غير موجود لديهم ولديهم الاستعداد النفسي المسبق بأنه سيتم تغييرهم رغم أن البعض لديهم سنين طويلة في هذه المناصب وأنا طرحت أمرين: السنين الطويلة وحب التملك وهو مرض.
- هل اللجنة العسكرية لديها كشوفات وإحصائيات بهذه الأسلحة التي تم سحبها بشكل كبير جداً؟
* أنا شخصياً سمعت وزير الدفاع يجيب عن هذا السؤال للسفراء، بأنه شكلت لجان للجرد ومطابقتها بما كانت عليها ومعرفة الفوارق وأين ذهبت، وهذا معناه أن هذه التقارير قد وصلت إلى وزير الدفاع..
- هل يمكن للجنة استعادة هذه الأسلحة؟
* إذا خرجت عن إطار القوات المسلحة أكيد سيتم ذلك، وحسب ما سمعت من وزير الدفاع أن جزءاً كبيراً منها انتقل من وحدات من القوات المسلحة إلى وحدات أخرى داخل القوات المسلحة.
- دكتور/ هل للشارع اليمني أن يعرف ما هي حدود صلاحية اللجنة العسكرية في مجال الهيكلة؟
* مفتوحة.. نحن الآن لدينا جانب مهم جداً وهو تعريف الهيكلة الحقيقية، غير مفهوم الناس وهو أن الهيكلة إزاحة أحمد علي أو علي محسن أو فلان وفلان.. وهذه ليست الهيكلة الحقيقية فالهيكلة الحقيقية والعلمية تبدأ بالتدوير الوظيفي لتخفيف الاحتقان من العناصر التي يمكن أن تكون سبباً في عدم تحقيق الهيكلة المطلوبة، فالهيكلة هي نوع من التحليل العلمي للاحتياجات التي نريدها من القوات المسلحة بمعنى: هل أنا بحاجة إلى أن تكون القوات المسلحة ستمائة ألف، تصبح اليمن برقم مثل مصر أو أقل بقليل منها وسكان مصر أكثر من ثمانين مليوناً؟ فهل أنا محتاج لهذا الرقم علمياً ومهنياً؟ وبالتالي يجب أن أحدد الحجم الأمثل.. ولا يتحدد ذلك إلا وفق تحديد المهام التي أريدها من القوات المسلحة لهذه الوحدات وكذلك الأمن.. وهنا يأتي دور الدراسات العلمية ونحن ماضون فيها عبر الأكاديمية العسكرية العليا وعبر المختصين في وزارة الداخلية، دراسات علمية.. ما المخاطر التي تواجه الجانب الأمني وما هي المخاطر التي تواجه القوات المسلحة لحماية حدود البلد، وكم لدى البلاد سواحل.. وأين يجب أن تنتشر هذه القوات؟..
هل بالضرورة أن تكون القوات حول المدن كما هو حاصل اليوم، حيث أنه حول وداخل أمانة العاصمة أكثر من 30 لواء؟هل أنا بحاجة لهذا العدد بالعاصمة بينما يترك الشريط الساحلي والشريط الحدودي.؟ هذا الشيء الذي تعمل عليه اللجنة الآن.
- يعني هناك رؤية للجنة في إعادة توزيع وانتشار الجيش؟!
* إعادة هيكلته، بحيث أن الهيكلة تحدد نوعية المهام ونوعية التسليح، يعني عند تحديد قوة معينة تحدد مهامها وعلى ضوء المهام يحدد التسليح، ثانياً عندما تحدد لواء من القوات المسلحة ليس كما هو اليوم حاصل، حيث تجد لواء فيه ألفان أو ألفين وخمسمائة جندي ولواء فيه ألف ولواء آخر ثمانمائة أو ستمائة جندي، ولواء فيه عشر دبابات وآخر عشرين دبابة ولواء فيه أثنتين أو ثلاث أو سبع دبابات، وستجد منطقة أمنية فيها 6 ألوية ومنطقة أخرى 13 لواء ومنطقة فيها 22 لواء وستجد وحدة عسكرية فيها 32 لواء يعني هناك تفكك في القوات المسلحة من حيث البناء.
- هل تم هذا التفكيك بشكل متعمد؟
* هناك دراسة قدمتها اللجنة العسكرية حول هذا الموضوع، وحول ما الذي أدى إلى انقسام القوات المسلحة؟ فليست الأزمة من فعلت ذلك، وإنما انقسام القوات المسلحة تم من بعد 94م هكذا أثبتت الدراسة التي تم إعدادها وأشياء كثيرة حتى أن هناك عدم واحدية العقيدة القتالية وعدم واحدية الرؤية التدريبية وعدم واحدية البناء التنظيمي والتدريبي، وهذا الكلام ليس في الجيش فحسب فلو نظرت إلى التعليم أو الصحة ستجد نفس المشكلة كإطار عام، هل تجد الجامعات برؤية معينة تخدم البلد على مدار عشر أو خمسة عشر سنة؟..
- إذاً هذا تم بشكل منظم؟!
* وقد يكون إهمالاً.
- لكن النظام السابق عمل على ذلك كي يحافظ على الكرسي؟!
* يجوز أن هذا تم بشكل متعمد، ويجوز أن يكون سببه عدم وجود الرؤية، قد يكون فكر التعمد من عدمه يخضع للعملية التأويلية.

  •  عمل اللجنة يقوم على جانبين، جانب إزالة المظاهر المسلحة و جانب الهيكلة، وقد تجاوزت اللجنة 80% فيما يخص ازالة المظاهر المسلحة

- ولكن هناك حقائق – دكتور - إذا نظرنا لتسليح الحرس فهو تسليح مختلف عن بقية وحدات الجيش، وكذلك القوى البشرية سنجدها جيشاً داخل جيش وهنا لسنا بحاجة للتأويل فهذه حقائق ووقائع؟!
* صحيح.. صحيح.
- ما هو دور اللجنة الأميركية والجانب الأميركي فيما يخص هيكلة الجيش؟!
* أنا أقول بصفتي عضواً في اللجنة أن الأميركان عندما اجتمعنا معهم طرحوا بوضوح واتفقنا على ذلك، هم يريدون الرؤية اليمنية للهيكلة وسيقف جهدهم في إبداء الرأي حسب تجربتهم أو التجارب التي يعرفونها في الجيوش الأخرى، ولكن الأساس ستكون الرؤية اليمنية، ولذلك طلبوا منا الدراسات التي لدينا، وحدثناهم عن الأكاديميات، وأنها قدمت دراسات بهذا الخصوص، وقد أعجبوا بهذه الفكرة، وقالوا استكملوا ونحن فقط سنعطيكم آراء وملاحظات حول تجاربنا وما نعرفه عن هيكلة الجيش وفي النهاية والبداية القرار قراركم، ولا علاقة لنا بما ستتخذونه من قرارات والآن عندنا عدة أبحاث ودراسات في الأكاديمية العسكرية حول هيكلة الجيش..
- يوم أمس نشرت مجلة "فورن بولسي" الأميركية تقريراً أشارت فيه إلى أنه لا يمكن أن يفكر الرئيس هادي في إقالة نجلي شقيق صالح "عمار ويحي" بعيداً عن المشورة الأميركية.. ما مدى علمية وواقعية هذا الطرح؟!
* أولاً نريد أن نطرح كلاماً مهماً، الناس دائماً يقولون إن الاشياء تطرح بشكل مبتور عن السياق نحن نعرف جميعاً أن كل الإجراءات التي لها علاقة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، المسؤول عنها عشر دول خمس دول خليجية والخمس الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، هذه الأطراف مسؤولة عنها، وقرار مجلس الأمن أكد أن هذه الدول مسؤولة عن متابعة التنفيذ، وفي النهاية إذا ما صدر قرار ولم ينفذ الجميع سيتساءل أو يبدي رأيه حول عدم التنفيذ، وهذه الدول شكلت مجلساً أصغر من السفير الأميركي والسفير السعودي، لتكون متابعة بشكل دائم كل الاجراءات وتحاول أن تزيل أي عقبات ولها دور كبير في التواصل مع الأحزاب، عندما يختلفوا، الأحزاب تستجيب وترضخ في بعض الأحيان عند مقابلتهم مع السفراء لكي تنفذ شروطاً معينة..
- شباب الثورة يطالبون بإقالة أقارب صالح من مناصبهم الأمنية والعسكرية هل ستستجيب اللجنة لمطالب الشباب؟!
* هي ماشية، وكل شيء سيأتي بوقته، والتدوير الوظيفي سيتحقق للجميع، وسيشمل الأقارب بالمفهوم العام وليس أقارب الأسرة فحسب وكل من هم أقارب من هنا أو هناك، وسيشمل الجميع و كل من لهم فترات طويلة، وشعرنا أن هناك إعاقة للتسوية السياسية من قبلهم في اليمن سيتم إبعادهم من الطريق لكي يترك الناس تشتغل.
- دكتور/ هناك مطالب من قبل أبناء أرحب وتعز وبني جرموز واليوم بني مطر بإخراج معسكرات الحرس من مناطقهم كونها قد ارتكبت جرائم بحق أبناء هذه المناطق هل ستلبي اللجنة هذه المطالب؟!
* هنا يجب أن نفرق بين أمرين، بين معسكرات موجودة من زمان - من قبل الثورة - ومتعايشة مع الناس، وبين استحداثات تمت بفعل الاشكالات التي تمت في 2011 وأنت في إطار الأزمة يجب أن تحل الإشكالية في إطار الأزمة، وما عداها تترك، فبعد حل المشكلات النفوس ستهدأ، لأنه الآن هناك توتر، وأنت يمكن لم تمر بخط أرحب أو طريق مأرب ولو اتجهت من منطقة "الحتارش" إلى نقيل "بن غيلان" سترى في الطريق نقطة قبائل مسلحة تتبع مثلاً للقبائل الداعمين للثورة أو للمشترك، وعلى بعد خمسين أو مائة متر ستجد نقطة لقبائل يتبعون الحرس، والمؤتمر الشعبي وهكذا، وهم لا يتقاتلون، وأحياناً هناك أخوة واحد مع طرف والآخر مع الطرف الثاني طوال الطريق إلى نقيل "ابن غيلان"، وأنا أقول: إذا أزلنا هذه التوترات وأبعدنا القوات المسلحة التي تواجدت، حرس أو غيره أو أي شيء استحدث في هذه المناطق، هذا سيخفف من الاحتقان والتوتر، وسيترك بعد ذلك لوزارة الدفاع والقيادة السياسية أن تعيد فكرة تموضع القوات المسلحة، التي تكلمنا عنها سلفاً، التي هي من ضمن الهيكلة، وهي إعادة تموضع القوات المسلحة وهذا يتم في ظل وضع هادئ، لكن أن يأتي اليوم أبناء منطقة معينة يطالبون وغداً أبناء منطقة أخرى بإبعاد المعسكرات، سيأتي بعد ذلك مطالبات من جميع المناطق حتى الذين في أبين سيخرج الناس يطالبون بإخراج القوات منها رغم أنها تقاتل القاعدة، لكن الأصح أن تتعامل مع كل ما هو متعلق بالأزمة والاستحداث، هذا الذي يتم إزالته، وما عداه يترك للقيادة السياسية، وما حدث هو توتر، وكل واحد بسلاحه لكن بعد ما يتم أخذها بقرار سياسي، ماذا تريد من الفرقة أو الحرس في وضع عادي؟ ويأتي السؤال أين تتموضع هذه القوات وأين يجب أن تكون كل القوات، هل بالضرورة مثلاً أن يكون للفرقة أو للحرس ثلاثين لواء لماذا؟ وهذا ما تقوم به عملية الهيكلة، وهل بالضرورة تكون هذه القوة كلها في أمانة العاصمة وما حولها والحدود كلها فارغة، وهذا ما ستقوم به عملية الهيكلة، وهي الأساس لمصلحة البلد التي يجب أن ندعمها، ومن يعيق الهيكلة، هو يعيق عملية البناء في البلد، أنا أقول هناك من يريد أن يعيق من جميع الأطراف، حتى من المستفيدين من لهم مجاميع مسلحة، لأن كل واحد يستلم مبالغ، وأخاف أن هؤلاء لا يدركون أبعاد ما يفعلون لأنه عندما تنهار البلد ستنهار على الجميع، وليس على طرف بعينه.

  • هناك صراع سياسي بين القوى التي تشكل مناصفة في الحكومة يعيق اتخاذ قرارات موحدة بشان الكهرباء والنفط وكلها تحتاج إلى نوع من التوافق السياسي

- اليوم المجاميع المسلحة التابعة للمؤتمر داخل الأمانة تطالب بـ"2" مليار ريال و20 ألف درجة وظيفية؟!
 * هذه مطالب من هم في ثلاثة مواقع فقط أما بقية المسلحين لا نعرف كم سيطلبون؟ "يضحك.. الله يستر" ، وهذه مشكلة وأنا أرى فيما يخص هذه المجاميع أن يلُزم كل من أتى بهذه المجاميع أن يخرجها، ما لم يعلن اسمه، وهناك القانون الذي أصدره أوباما، ونحن مهمتنا كلجنة عسكرية نعلق الحزب الفلاني هو الذي أحضر هذه المليشيات والآن رفض أن يخرجها، وهذه المليشيات تتبع الشيخ فلان والشيخ فلان المسؤول عنها في المؤتمر فلان وفلان ونحن مهمتنا نرفع الأسماء وستتخذ إجراءات دولية على هؤلاء الناس وعلى الحزب.
- هل قربنا من مسألة تسمية أشخاص بعينهم كمعرقلين للتسوية السياسية؟!
* لا بد من هذا.. وإلا كيف ستحل المشكلة، لا نريد ثورة جديدة والجميع يعلم علم اليقين أن هذه المليشيات تنسحب بأمر الأطراف التي تتبعها..
- ما حجم قوام الجيش اليمني؟!
* قريب من "600" ألف؟!
- هل هذا الرقم طبيعي؟!
* لا.. غير طبيعي.
- ماذا تقولون للرئيس وأطراف العملية السياسية ولمن لا زالوا يتمترسون ضد قرارات الرئيس ويعرقلون عمل اللجنة؟!
* أريد أن أقول شيئاً مهماً في هذا الإطار/ الرئيس/ عبدربه منصور هادي، لأول مرة استطاع – وهذه ميزة – بإدارته البلد رغم المشاكل - استطاع أن يوحد جهود القوات المسلحة والمواطنين ليس في أبين فقط، وإنما في اليمن كلها، وحدهم جميعاً ضد العمليات الإرهابية والإرهابيين، وهذه لم تحصل على الإطلاق من قبل وربما تذكر كيف كانت بداية الأزمة، كيف اشتغلت القاعدة في أبين ظلت شهور تحاصر الجيش.. وتوحيد الجهود ضد هذه الجماعات تعتبر ميزة يجب الاعتراف بها، ونقول للأخ الرئيس جهودك ممتازة ويجب أن تستمر بصرامة وتؤدة وبالحكمة التي عرفناها عنك وهذا لم يحصل قط وقد مثل ضربة للجماعات الإرهابية وأنصار الشريعة، بسبب هذه الرؤية التي تشكلت والإجماع الحاصل.. وبالتالي يجب أن يدرك الجميع أن هذه الرؤية هي التي نريدها للقوات المسلحة.
- وهذه الرؤية قد توصل أيضاً رسالة قوية للجماعات المسلحة الأخرى؟!
* نعم، ونقول لكل الجماعات المسلحة الإرهابية التي تستخدم السلاح لقتل المواطنين من أجل فرض أرائها سواء كانت في هذه المناطق أو كانت في صعدة، لأن ما يتم هي نفس الآلية، وهذه عملية خطيرة جداً، الآن القاعدة أصبحت تواجه الشعب لأن القوات المسلحة جزء من الشعب والحادثة التي حصلت في تعز أثارت الشعب كله وخرج الشعب كله يقول لا نريد قاعدة ولا أنصار شريعة وكذلك في كل المحافظات والإعلام لأول مرة يتوحد وسيأتي الدور على كل واحد يهاجم الناس ويقتلهم ويريد أن يفرض رأيه - هو في النهاية سيواجه الشعب والجيش هو جزء من هذا الشعب، وكنا نلاحظ عندما كانت توأجه القوات المسلحة هذه الجماعات تارة تنهزم وتارة تتراجع وأخرى تدخل وساطة وتدخل هدنة، ويستمروا بعد ذلك سواء في أبين أو في صعدة لكن عندما يكون الشعب هو الذي يواجهك ويرفضك أصلاً، فستنتصر إرادة الشعب.

  • اللجنة اعلنت أن رفض قيادات عسكرية لقرارات الرئيس يعتبر تمرداً عسكرياً، وإذا استمروا سيحالون لمحاكمه عسكرية

أما ما يخص الحكومة فأنا أتمنى أن تزول الآراء المتشائمة التي تقول إن النصف الذي يمثل المؤتمر سيعمل على إفشال هذه الحكومة، وأن يعمل هؤلاء الوزراء بنفس واحد وأنا أرى أن ما يقوم به وزير الدفاع وهو من حصة المؤتمر هو عمل وطني صرف، سواء من خلال موقعه في اللجنة العسكرية أو في وزارته وإدارته للأزمات العسكرية يقوم بعمل وطني صرف لا يخضع لأوامر من أحد وهذه من ممارسة ومعايشة معهم في اللجنة طوال هذه الفترة، فإذا وجد وزراء من هذا الجانب بهذه الروح سيكون أمراً عظيماً، لكن نريد الجميع بهذه الروح، لأن هناك وزراء يشتغلون من تحت الطاولة وهذا سيؤدي إلى مشكلة كبيرة وبالذات الوزراء الذين يملكون الوزارات السيادية، أنا معجب بوزيري الداخلية والدفاع، فوزير الدفاع عندما يتخذ قرارات كنت أظن أنه سيصطدم مع وزير الداخلية، ولكن وزير الداخلية في أول لقاء للجنة قال كل ما تتخذه اللجنة ويوافق عليه وزير الدفاع أن - مقدماً - موافق عليه فشعرنا بارتياح في اللجنة العسكرية من هذا التناغم رغم أن هناك ممثلين للفرقة وللحرس لكن يتعاملون في قمة المسؤولية الوطنية في اللجنة، ولم نشعر يوماً من الأيام أن هناك انقساماً في اللجنة، وهذا ما نريده من الحكومة بأن يدركوا أنهم لا يمثلون أطرافاً وإنما يمثلون شعباً، وقد تم اختيارك من أجل أن تنجز مهاماً معينة، فنفذوا المهام التي جاءت في المبادرة واتخذوا موقفاً واحداً وأنا لا أريد أن أسمع وزيراً في حصة المؤتمر يقول إن من يقف وراء تفجيرات الكهرباء هم المشترك - لا يمكن هذا - فالجميع في حكومة واحدة، والفشل على الجميع وليس على طرف بعينه..
الأمر الآخر لا يجب أن نفصل النصف من الحكومة للمؤتمر أو المشترك عن إعلامه، أي لا يمكن أن يقول الطرف الممثل للمؤتمر أنا لا علاقة لي بإعلام المؤتمر، فأنت جزء ولازم أن تقول كلمتك، لكي لا يشوش الإعلام على الحكومة فهذا غلط، فنتمنى أن هذا التشاؤم يزول وتكون للحكومة كلمة واحدة.. توافق حقيقي، صحيح أنك كنت تمثل جهة، لكن بعد أن دخلت الحكومة فأنت تمثل بلداً وهذه هي الرؤية الحضارية، لكن أن تشارك في الحكومة ولديك النية للإفساد والإفشال فهذا شيء خطير..
- هل الدكتور رياض مقتنع بأداء اللجنة العسكرية وما حققته إلى الآن؟!
* في ظل الواقع اليمني نعم، حتى الأجانب، تعرف أنهم يقولون في بعض الحلول يوافقون على شيء ما ويشيرون في تقاريرهم إلى الحل على الطريقة اليمنية..



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد