حذر الذين يحاولون تقويض قرارات الرئيس هادي السياسية وقال إن خيارات الاتحاد الأوروبي ستكون قاسية..

السفير الألماني بصنعاء: أي إخفاق في عملية الحوار الوطني سيمثل كارثة لليمن

2012-05-20 02:34:48 حاوره: هاشم الطرماح


قال السفير الألماني في صنعاء هولقر قرين إن الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح لم يغادر المشهد السياسي، فقد أظهرت الأحداث الأخيرة بوضوح أن صالح وأفراد عائلته وموالين آخرين له ما يزالون يمارسون نفوذهم بدرجات عالية ويكدرون صفو عيش الرئيس هادي.
وحذّر قرين ـ في حوار مع صحيفة "يمن فوكس" الناطقة باللغة الانجليزية ـ جميع من يحاولون تقويض قرارات الرئيس "هادي" السياسية، مؤكداً على أن الخيارات المتاحة للاتحاد الأوروبي سوف تكون قاسية، وقال:" إن أولئك الذين قد تسول لهم أنفسهم الوقوف أمام العملية السياسية يدركون مدى جديتنا".
ويعتقد السيد/ قرين أن الانقسام في الجيش قد أسهم في توسع القاعدة، إلا أن النجاحات قد بدأت تظهر للعيان مع توغل قوات الجيش نحو معاقل المسلحين- كما أفاد.
وشدد السيد قرين على ضرورة إنجاح الحوار الوطني من أجل رفع مستوى الاستقرار في البلد، حيث أن "أي إخفاق في هذه العملية سيمثل كارثة لليمن".
وقال إن العملية لن تكون سهلة بالنسبة للجنة التحضيرية للحوار الوطني، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي، بما فيه ألمانيا، مستعد لتقديم الخبرات في هذا المجال.
وأوضح السفير الألماني أنه ليس من الحكمة مطلقاً الدخول في الحوار بشروط مسبقة لن تعمل إلا على عرقلة الأمور، في حين أن مطالب الشباب بالديمقراطية وزيادة المشاركة والحد من الفساد وتحسين التنمية الاقتصادية، هي مطالب شرعية جداً.
وقال السفير الألماني إنه لا يرى أن هناك حلاً على المدى القصير يمكن أن يخرج اليمن من وضعه الاقتصادي الذي وصفه بالصعب، ويعتقد أن الاستثمار في البشر هو السبيل الأمثل لإنعاش الاقتصاد، حيث أن "موارد اليمن الطبيعية ليست باقية إلى الأبد".



كيف تنظر إلى التطورات الأخيرة في اليمن بصورة عامة وعملية تنفيذ المبادرة الخليجية بصورة خاصة؟
الوضع السياسي في اليمن لا يزال بعيداً عن مرحلة الاستقرار، ولكن التطورات الأخيرة تبدو أفضل بكثير مما توقعه غالبية المراقبين الأجانب في نوفمبر الماضي، حين تم التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إن اليمن ـ بفضل الانتخابات المبكرة التي جرت في فبراير من العام الحالي 2012 ـ بات لديها رئيس يتمتع بالشرعية الكاملة ويتمتع بدعم المجتمع الدولي بأسره في سعيه لترسيخ الاستقرار في اليمن، صحيح أننا نرى بأن هناك العديد من المعوقات ما تزال في طريق الرئيس هادي، لكننا نشجعه على مواصلة النهج الذي اتخذه ونحذر صراحةً كل من يحاول تقويض قراراته السياسية

ـ هل لدى ألمانيا دور منفرد في الترتيبات لمؤتمر الحوار الوطني، أم أن جهودها تندرج في إطار جهود الاتحاد الأوربي؟
× لا أعتقد أن ألمانيا لها دور منفرد في هذه القضية، كل الجهود الهادفة لتسهيل عملية الحوار الوطني يتم تنسيقها دولياً مع الجانب اليمني، وفي الواقع، لن يكون هناك أي معنى في حال قيام أي دولة بالشروع بإجراءات من طرف واحد، ولاسيما من دون معرفة أو موافقة اليمن، لقد لعبت ألمانيا دوراً فعالاً حينما استجابت لطلب المجتمع المدني اليمني لتسهيل عقد لقاء لقوى من أحزاب سياسية مختلفة من أجل مناقشة كيفية البدء في عملية الحوار الوطني، وقد أخبرني العديد من الأشخاص أنهم يعتقدون بأن اللقاء (الذي تم في بوتسدام بالقرب من برلين) كان مثمراً وأنهم يشيدون بمبادرتنا، بل إنهم يشجعوننا أيضاً على مواصلة المشاركة في هذا المجال، ونحن على استعداد للاستجابة لهذه المطالب، ولكن بتنسيق مع الجانب اليمني وجميع الشركاء الدوليين

ـ من وجهة نظركم، هل سينجح الحوار الوطني في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية القائمة؟ ما الذي يجب فعله لمعالجة الصعوبات المستقبلية؟ ما هي نقاط القوة والضعف؟
× نحن لا يمكننا التشكيك في إمكانية نجاح الحوار الوطني، في سبيل تحقيق مستوى أعلى من الاستقرار في اليمن، فلا بد من إنجازه بنجاح وإن فشل عملية الحوار ستكون كارثة على اليمن، وبالتالي يجب أن يتم الإعداد للحوار الوطني بعناية، لكن في نفس الوقت يجب أن يبدأ قريبا، هذا لن يكون بالمهمة السهلة بالنسبة للجنة التحضيرية للحوار الوطني، ولكن المجتمع الدولي، بما فيه ألمانيا، مستعد لتقديم الخبرات في هذا المجال لدعم اليمن في هذه المهمة الصعبة.

ـ كيف تقرأون الشروط المسبقة التي وضعتها بعض الجماعات الخارجة عن المبادرة الخليجية، مثل جماعة الحوثي، من أجل الانخراط في عملية الحوار الوطني؟
× أعتقد أنه ليس من الحكمة أبداً الدخول في حوار بشروط مسبقة، إن ذلك لن تعمل إلا على تعقيد الأمور، من أجل ذلك فإن على جميع الجماعات أن تنخرط في الحوار الوطني بحسن نية وبدون شروط مسبقة.

ـ هل مطالب الشباب قابلة للتنفيذ؟ وما مدى ضرورة إخلاء الساحات؟
× إن مطالب الشباب لمستوى أعلى من الديمقراطية ومن المشاركة والحد من الفساد وتحسين التنمية الاقتصادية تـُعد مطالب مشروعة جداً، كما أنها قابلة للتطبيق إذا كانت جميع القوى السياسية على استعداد لترك المصالح الشخصية جانباً ووضع مصلحة الوطن هي العليا، لا ريب أن هناك حاجة لعودة الحياة إلى طبيعتها في صنعاء وفي المدن الأخرى، وقد طالبنا بعودة جميع الجماعات المسلحة إلى ثكناتها، هذا بالنسبة للعسكر، أو إلى مناطقهم بالنسبة للقبائل، ولذلك أعتقد أنه في نهاية المطاف ينبغي على الشباب إخلاء الساحات أيضا ولكن من ناحية أخرى، فإن بقاء الشباب في ساحات التغيير يعتبر تذكير دائم لأولئك الذين يرسمون المسار السياسي للبلد بأن عليهم تلبية تطلعات الشباب

ـ هل تعتقد أن الرئيس السابق يُعد خارج العملية السياسية؟ وهل بقاؤه كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام يهدد نجاح التسوية السياسية في اليمن؟
× كلا، لا أعتقد أنه خارج المشهد السياسي، فالتطورات الأخيرة أظهرت بوضوح أنه وأفراد عائلته ومواليين آخرين له ما يزالون يمارسون نفوذهم بدرجات عالية ويكدرون صفو عيش الرئيس هادي. ومع ذلك، ليس الرئيس السابق وموالوه فقط من يحاول التأثير على مجريات الأمور، فهناك لاعبون من جماعات أخرى يقومون بنفس الشيء، ولهذا السبب، تم في الماضي طرح فكرة تقضي بضرورة خروج بعض الشخصيات النافذة في مختلف القوى من البلد لبعض الوقت لإعطاء الفرصة في تحقيق الاستقرار بصورة أفضل وأسرع، هذا كان بالتأكيد سيمثل عاملاً مساعداً، لكن لستُ متأكداً ما مدى إمكانية تطبيق ذلك في الواقع

ـ يقول محللون إن الانقسام في الجيش ساعد في توسع القاعدة في مناطق عديدة من الجنوب، ألا تعتقد أن إعادة هيكلة الجيش حاجة ملحة لهزيمة القاعدة وأيضاً أولوية لنجاح العملية السياسية في اليمن؟
بكل تأكيد! إن الانقسام في الجيش قد ظل بوضوح يساعد في تقدم القاعدة، لقد أمسى التغلب على تنظيم القاعدة في الوقت الراهن أصعب بكثير مما كان عليه قبل عام، ويحتاج إلى جهود متظافرة من جميع الوحدات المسلحة، ولكن يسرني التنويه إلى أن هذه العملية على ما يبدو قد بدأت تـُنفذ بالفعل وأن النجاحات الأولى أضحت بادية للعيان

ـ في إحدى توصيات اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوربي يوم الاثنين الماضي، قال المجلس إن الاتحاد الأوربي يدرس كافة الخيارات المتاحة لضمان امتثال كافة الأشخاص الذين يصرون على تقويض أو معارضة الانتقال السياسي في اليمن، ما هي هذه الخيارات؟ هل من المتوقع أن تبقى طويلاً قيد الدراسة؟ أليست الأفعال أصدق إنباءً من الأقوال؟
× لم يحدد وزراء خارجية الاتحاد الأوربي ما هي الإجراءات التي ينوون اتخاذها ضد أولئك الذين يقوضون أو يعارضون العملية السياسية في اليمن، ولكن هناك عدداً من الخيارات المتاحة للاتحاد الأوربي والتي ستكون مؤلمة جداً في حال تم تطبيقها، ونحن على ثقة من أن أولئك الذين تسول لهم أنفسهم محاولة إيقاف العملية الانتقالية يعرفون مدى جديتنا

ـ هل هناك أي علاقة بين توصيات مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوربي، بشأن الخيارات، وبين القرار التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأميركي باراك أوباما والذي يسمح بفرض عقوبات ضد من يهدد أمن وسلامة واستقرار اليمن من خلال عرقلة العملية السياسية؟
× هناك بالتأكيد تشابه بين تحليلات الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأميركية بشأن الخطورة التي تواجهها العملية الانتقالية، كما أننا نتبادل تصوراتنا السياسية، لكن الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة يتخذان قراراتهما بشكل مستقل.

ـ رفض الرئيس هادي الحوار مع القاعدة، أليس الحوار أفضل من سقوط قتلى بين جميع الأطراف؟
× أعتقد أن الرئيس هادي على حق، وأنا أيضاً لا أرى أي استعداد لدى الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة للدخول في حوار، لقد كانوا هم من بدأ أعمال القتل، لقد بذروا للريح فلن يحصدوا سوى الزوابع.

ـ سعادة السفير، هل تؤيدون الغارات العشوائية التي تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين؟ أليس ضرر الهجمات المصرح بها مسبقاً أكثر من نفعها على اليمن والرئيس والمجتمع اليمني؟
× أنا لا أرى أن سلاح الجو اليمني يقوم بتنفيذ ضربات جوية عشوائية تسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين ـ على حد علمي ـ كل الغارات الجوية تستهدف مواقع مستطلعة جيداً لتنظيم القاعدة، وهذا بالطبع لا يعني أنه يمكن دائماً تفادي سقوط ضحايا من المدنيين، وهذا بالطبع أمر مؤسف جداً

ـ إذا طلب منك تقديم اقتراح لتعزيز الاقتصاد اليمني، ماذا تقول؟
أقول بصراحة، إنني لا أرى حلاً على الأمد القصير يمكن أن يخرج اليمن من الوضع الاقتصادي الصعب في الوقت الراهن، إن التعافي الاقتصادي يحتاج إلى مرحلة طويلة، في المقام الأول، يجب أن يستعيد اليمن الاستقرار السياسي والأمني لشعبه، ويضع حداً للهجمات العشوائية التي تستهدف بنيته التحتية، وفي مقدمتها أنابيب الغاز والغاز وخطوط نقل الكهرباء، إن هذا لا يعمل فقط على إيقاع الفوضى في حياة المواطنين، بل له أيضاً تأثير سلبي على الاقتصاد، إذا أصبح الوضع أكثر استقراراً، فإن المستثمرين المحليين والدوليين سيعودون في النهاية للاستثمار وخلق فرص عمل. وعلاوةً على ذلك، تعتبر المقومات السياحة في بلدكم هائلة، ولكن لا يمكن تطويرها في ظل الوضع الأمني غير المستقر، فالسياح لابد أن يخافوا من الاختطاف بل ومما هو أسوأ.
 أخيرا، يجب على اليمن أن تزيد من استثمارها في قطاع التعليم، خاصة في مجال التدريب المهني، فلن يكون هناك تطور دائم في الاقتصاد بدون شعب مدرب تدريباً جيداً.

ـ يقول المثل "لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد. أليس من الأجدى لليمن أن تتلقى برامج مساعدة للاستفادة بشكل أفضل من مواردها الطبيعية، مثل الموارد السمكية والزراعة وكذلك السياحة؟ أين دور ألمانيا في هذا؟ وما مدى جدوى هذه المصادر؟
× هذا قد يساعد إلى حدٍ ما.. إن ألمانيا تدعم اليمن في مجالات هامة وهي التعليم والمياه والصحة، ولكن يجب أن لا ننسى أنه في ظل التنامي السريع للسكان، كما هو الحال في اليمن، فإن الأمر يعتبر بمثابة معركة شاقة لتعليم وتدريب الأجيال الجديدة، ثم إن موارد اليمن الطبيعية ليست سرمدية، وفيما يخص الزراعة، هناك قيود أمام زيادة النمو؛ حيث أن هناك شحة في الأراضي الصالحة للزراعة والمياه، حتى اليوم، يجب على اليمن استيراد أكثر من 50% من المواد الغذائية، وإذا استمر عدد السكان ينمو بالمعدل الحالي، سيكون من الواجب عليكم توفير غذاء لأكثر من 50 مليون نسمة في غضون 30 عاما.
 


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد