الدكتور/ عبد الحكيم المشرقي ـ رئيس اللجنة التحضيرية للإقليم الجنوبي (الجند) الفيدرالي ـ لـ"أخبار اليوم":

علي صالح نزع برميل التشطير من كَرِش و زرع في قلب كل يمني برميلاً ومارس الانفصال سلوكاً عملياً

2012-05-08 04:18:23 حاوره/ عبد العليم الحاج

قال الدكتور/ عبد الحكيم حزام المشرقي ـ رئيس اللجنة التحضيرية للإقليم الجنوبي (الجند)ـ والذي يضم ـ بحسب المبادرة ـ ست محافظات هي(عدن ـ لحج ـ الضالع ـ تعز ـ أب ـ الحديدة)ـ قال: إن ثورة فبراير خاضها الشعب بكل فئاته ومؤسساته وطبقاته وأول هدف من أهداف الثورة هو استعادة الأخلاق والكرامة, ومتى استطاع المجتمع استعادة كرامته يستطيع عمل المعجزات.
وأشار إلى أن الفيدرالية هي الطريق الأسلم لترسيخ الوحدة على المدى البعيد، مضيفاً: إن اللواء/ علي محسن, أثبت بانضمامه إلى الثورة أنه رجل مواقف ورغم أنه كان من أركان النظام السابق لكنه شعر بالندم، والرجل يكره الظلم وانضمامه للثورة وهذا شيء جميل، وقد قال إنه مستعد للمساءلة ولا بد أن نسجل له مواقفه التاريخية في مناصرة الثورة وحمايته للساحات.
ودعا المشرقي, الشباب إلى عدم مغادرة الساحات حتى تتحقق أهداف الثورة كاملة... إلى تفاصيل الحوار.

 علي صالح نزع البرميل من كرش لكنه زرع في قلب كل مواطن يمني برميلاً
•   بداية من هو الدكتور/ عبد الحكيم المشرقي؟
ـ الدكتور/ عبد الحكيم حزام المشرقي أولاً وأخيراً طبيب إنسان, مهنته الأساسية الطب وأقحمنا في السياسة نتيجة الظروف التي تعيشها البلد, فكل يمني إلى جانب مهنته يحترف السياسة وهذه أوضاع البلدان التي تعاني من ظروف اقتصادية وسياسية وأمنية وتشغل هاجس كل مواطن يمني.
•   دكتور.. هل بالضرورة أن يقحم الطبيب نفسه في السياسة على حساب مهنته الإنسانية مهنة الطب؟
_ الطب هي المهنة الأساسية وكنا نتمنى أن لا نقحم أنفسنا في السياسة, حيث يتفرغ الطبيب لدراسة الطب ومتابعة كل جديد ومتابعة المرضى وهذه مهنة إنسانية مقدسة, لكن الوضع السياسي في الماضي لم يتح لنا فرصة البحث ويقحم الطبيب والمريض في لقمة العيش، أنت عندما تجد الناس يعانون لا بد أن تشعر بمعاناتهم والطب هو إحساس بالأم الناس, سواء في البيت أو الشارع، المجتمع فقير ولا بد أن تحس بفقرهم قبل مرضهم والسياسة هي نوع من مزاولة المهنة في مجتمع فقير، فعندما تجد فقيراً سواء في العيادة أو المستشفى لا يستطيع شراء الدواء أو دفع رسوم العملية هذه الأمور تجعلك من أعز إنساني تبحث عن حلول والتي كانت أساساً منطلقات ثورة سبتمبر هي مجانيات الصحة والتعليم ولذا فالنظام دمر النواحي الصحية والتعليمية والأخلاقية في المجتمع ونحن الآن من خلال توجهاتنا السياسية وثورتنا الجديدة نستعيد قيمنا الأخلاقية قبل كل شيء.
•   برأيكم لماذا صمت الجميع طوال هذه السنوات من الفساد والظلم وبدأ الجميع يتحدث وينتقد النظام وربما كان البعض جزءاً منه؟
_ نحن لم ننتقد النظام عند بدء الثورة ولم تكن هذه الثورة وليدة الصدفة.. ثورة فبراير هي نتيجة تراكمات صنعها الشعب اليمني برمته، قبل الثورة كان هناك حراك شعبي على مستوى اليمن كله ثورة جياع وهي أشبه بالثورة الفرنسية وما شابه.. الثورة صنعها شعب ولم يصنعها حزب ولا حركة ولا فئة معينة ولا أطباء أو مهندسون ومعلمون فكان الحدث في 11فبراير بمثابة انفجار عظيم لأنه دمرت كل مقومات الدولة وأخطر من ذلك أن النظام السابق سرق أخلاق المجتمع فكان على المبدعين والمفكرين أن يحاولوا توعية المجتمع بأن التغيير ضرورة حتمية كالهواء والأكل والشراب وحدث حراك جزئي قبل الثورة في الجنوب وتعز وبعض المحافظات كان يتعرض للقمع.
•   مقاطعاً: من الذي كان يقوده إذا كانت الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية لم تستطع أن تغير من الواقع شيئاً؟
 _ كانت تقوده أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وحقوق الإنسان مدعومة من الشارع ومعاناة الناس، الذي كان يقوده هو الفقر والتوجه السياسي الخاطئ للدولة, هذه كانت تدفع الناس للثورة اندفاع من خلال التمييز العنصري الطائفي التفريق المذهبي كان النظام يعيش على التناقضات وخلق الأزمات وحتى أنه يؤجج حروب وصراعات في اليمن.
•   هل تعتقد أن أهداف الثورة السلمية تتحقق على أرض الواقع؟
_ ثورة فبراير خاضها الشعب بكل فئاته ومؤسساته وطبقاته وأول هدف من أهداف الثورة هو استعادة الأخلاق والكرامة ومتى استطاع المجتمع استعادة كرامته يستطيع عمل المعجزات والثورة إذا لم تستطع تحقيق الأهداف التي خرجت من أجلها فهي موأدة والهدف الأول لثورة فبراير هو إسقاط النظام وتقريباً رموز النظام الكبيرة تهاوت والهدف الثاني هو البحث عن بديل لأنه قبل العام 90 كان هناك شطران وكانت حروب الصراعات مستمرة ولم تلب احتياجات المواطن اليمني في الشطرين، جاءت الوحدة من أجل القضاء على هذه الصراعات, لكنه حدث لها انتكاسة كبيرة جداً لأن القائمين عليها كانوا غير أمناء.
•   مقاطعاً: هل تقصد الطرفين نظام صالح ونظام البيض؟
كان من الطرف الأول الذي هو نظام علي عبد الله صالح وهو الذي تآمر على الوحدة وطعنها من أول يوم.
•   لكن الشواهد كانت تؤكد أن الطرف الذي تبرأه اليوم كانت مبيت النية وجند أنصاره في محافظات الشمال وزودهم بالمال والسلاح وهنا يمكن القول إن الطرفين كانا في دائرة الاتهام وكل يبيت النية للآخر؟   
الذي صنع التاريخ في الفترة الماضية هو علي عبد الله صالح.
•   والحزب الاشتراكي لم يكن حينها ضعيفاً ويمتلك ترسانة عسكرية لا يستهان بها أليس كذلك؟ 
ولهذا الحزب الاشتراكي كان أكثر حرصاً على الوحدة.. نحن نقول شهادة للتاريخ ـ أنا لست اشتراكياًـ الحزب الاشتراكي كان يمتلك ترسانة يستطيع بها تهديد الجزيرة العربية ولذلك كان يحاول قدر الإمكان أن يتجنبها وعلي سالم البيض كان يقول لا يمكن أن أنجر للفخ وكذلك العطاس وياسين سعيد نعمان وكذلك المفكرين في الشمال حتى من داخل المؤتمر الشعبي العام كانوا يحاولون أن يتجنبوا الحرب, لكن كان هناك تحريض من صالح وأعوانه.
•   لماذا لا نقول إن كلا الطرفين كان يتحين الفرصة لابتلاع الآخر؟

لا أعتقد ذلك لأن الذي قدم أرضاً وشعباً لا يمكن أن يتآمر.
•   عندما نقول قدم أرضاً وشعباً أليس ذلك دليلاً على أن هذا الشعب كان يتوق إلى الوحدة وليس تحقيقها, فضلاً أو منة من أحد؟ 
ثقافة الجنوب كانت وحدوية وتعز من بينها, فالوحدة بضاعة جنوبية بامتياز, تلاحظها في المنهج الدراسي والنشيد الوطني, لكن النظام السابق كان يريد توسيع الأرض وليس وحدة شعب وهذا ما أثبته في 94م.
•   وماذا نسمي محاولة تمدد الحزب الاشتراكي قبل الوحدة في المحافظات الشمالية وقيام ما سمي حينها بـ"الجبهة الوطنية" بخوض الحروب لسنوات في المناطق الوسطى وشرعب نيابة عن الحزب في الجنوب؟
هذه النظرية القديمة والترويج على أن الحزب الاشتراكي شيوعي كافر، لا يوجد حزب شيوعي وكافر.. الحزب الاشتراكي كان يمتلك فكراً وحدوياً وكانت كل برامجه في الإذاعة والتلفزيون والمدارس هو الوحدة حتى النشيد الوطني كان من كلمات الفضول وأداء أيوب طارش وهذا الجانب يجب الابتعاد عنه كثيراً.. وسياسة تكفير الآخر أضرت بالمجتمع اليمني.
•   قد يقول قائل إن الحزب الاشتراكي فشل قبل الوحدة في تحقيق الرفاهية للمواطن ولم يكن لديه مشروع نهضوي وكان يعتمد على معونة الإتحاد السوفيتي وبالتالي لا أحداً أحسن من أحد؟
الحزب الاشتراكي لم يفشل والدليل على ذلك أنه حقق هدفه, كانت ثقافته ثقافة وحدوية وحقق الوحدة ونجح كثيراً في سياسته, لكن الوحدة طعنت كفكر وحدوي وحتى الناصريين كانوا يحملون نفس الفكر وضُربوا قبل الاشتراكيين لأن النظام كان يسعى لتفريخ الأحزاب وخلق صراعات داخل الأحزاب، داخل المذهب، داخل المجتمع, كان يعيش على الأزمات, يتنقل من أزمة إلى أخرى, لكنها في الأخير تراكمت عليه والشواهد تؤكد أن أي نظام يسلك نفس مسلك النظام اليمني السابق تكون نهايته وخيمة ومأساوية.
•   دكتور/ عبد الحكيم.. ما هي رؤيتكم في المجلس الوطني للمستقلين أو في اللجنة التحضيرية للإقليم الجنوبي (الجند) الفدرالي لشكل الدولة القادمة؟

 قبل ثورة فبراير كان اليمن متشظياً، صعدة لاتخضع لسلطة الدولة المركزية وفي الجنوب كانت بعض المحافظات خارجة عن نطاق الدولة ومجتمع الجنوب في حالة حراك ومجتمع المحافظات الشمالية لم يكن ساكتاً ولكن كان سكوته نتيجة المعاناة أشبه بالبركان فحدث الانفجار نتيجة ممارسات السلطة الخاطئة.
 وعندما جاءت ثورة فبراير وجد الجميع أن الانفصال ليس حلاً والوحدة المركزية على الطريقة المذهبية والطائفية والتناقضات والأزمات ليست حلاً ولذلك فالفيدرالية هي الضمانة الوحيدة لاستمرار الوحدة وما عداها هو التشظي، المجتمع بعد ما خرج في 11فبراير لا يمكن أن يقبل بوضع ما قبل هذا التاريخ وهي الوحدة الاندماجية الفوضوية ونحن الآن أمام خيارين, إما الانفصال وتشظي الجنوب إلى جنوبيات والشمال شماليات ولذلك فالفيدرالية هي الحل الأمثل لتحقيق الوحدة على المدى البعيد.
•   ما شكل هذه الفيدرالية التي تنشدونها؟
كان هناك مناداة لأن تكون الفيدرالية سياسية تكون مكونة من إقليمين وهذا النوع سيعيدنا إلى مربع الصراعات، والفيدرالية المذهبية التي ينادي بها بعض الأخوة يمكنها أن تخلق صراعات مذهبية.. نحن تصورنا لفيدرالية على أساس الديمغرافية تتداخل الأرض والسكان فتأخذ المحافظات المتجانسة وضعها الطبيعي تتقارب مع بعض وتشكل إقليمها كما فعلنا في إقليم الجند المكون من ست محافظات هي عدن ـ لحج ـ الضالع ـ اب ـ تعز ـ الحديدة.
•   هل يمكننا اختزال مشكلة اليمن في عدم تطبيق النظام الفيدرالي أم أن المشكلة كما تقول كانت متمثلة بالنظام السابق وبالتالي فقد زال الخطر بزوال النظام ومن ثم لا حاجة لمثل هذه الرؤى والتي قد تكون حق يراد به باطل؟
النظام الآن لم يزول، زالت رؤوس النظام وأركانه, لكن الأيديولوجية والفكرة لم تنته وفلسفة النظام ما تزال موجودة وهي منظومة جهوية لم تتعود خلال الفترات الماضية إلا أن تحكم وهذا ما خلق صراعات بعد ثورة سبتمبر, لأنهم لا يقبلون إلا أن يكونوا حكاماً، ومع هذا قبلنا أن نكون محكومين, لكن الحاكم نفسه أبى إلا أن يمارس الظلم والقهر والغبن وهضم الحقوق فنرى حاملي الشهادات العليا لا يجدون وظائف أو أبسط تحقيق مطالبهم وعليه أن يذهب إلى الشيخ إذا أراد أن يتوظف أو يتعالج، مشائخ مصطنعون، أما القبيلة فنحن نفتخر بها, لكن النظام حولها إلى مؤسسة في الدولة وأصبحت تشكل خطورة على الدولة والمجتمع لأنها لا تؤمن بالتعليم ولا بالتقدم..
 ولتجاوز هذا الواقع تكون الفيدرالية هي المخرج السليم فكل إقليم لديه ظروفه وعاداته وتقاليده فالإقليم الذي يريد أن ينمي نفسه سياسياً واقتصادياً وأمنياً وبحثياً ينمو والإقليم الذي يريد أن يعيش متخلفاً هذا شأنه لأنه لا يمكن أن نتقاتل من أجل تحضره أو إبقائه في تخلفه خليه يبقى في وضعه القبلي ونحن نقبل فيه، يعني أن لا يفرض علينا قبليته ويدمر التعليم أو أن أفرض عليه الحضارة بالقوة هذا غير ممكن فالحضارة هي بالأخير من تفرض نفسها.  
•   لماذا وضعتم تصوركم لإقليم ما أسميتموه إقليم الجند ولم تقدموا رؤى لبقية الأقاليم؟
نحن لا يمكن أن نفرض على المحافظات الأخرى أقاليمها أنا لا يمكن أفرض على صاحب مأرب مع من يتداخل من المحافظات الأخرى كل المحافظات المتجانسة تتقارب ويعملوا حوارات ويشكلوا إقليمهم ونحن في إقليم الجنوب سنبارك لهم.
•   هل طرحتم هذه الرؤية على المكونات الثورية الأخرى بما فيها الأحزاب والحراك الجنوبي وهل وجدتم استجابة من قبلها أم أنه اجتهاد شخصي من قبلكم؟
لا.. هذا مطلب شعبي يتجاوز الأحزاب والمكونات الثورية الفيدرالية, أصبحت مطلباً عاماً على مستوى الجمهورية والمجتمع الدولي يدرك ذلك وكثير من المفكرين اليمنيين في الشمال والجنوب يطرحون نظام الفيدرالية.
•   لكن جزءاً من الحراك الجنوبي يرفض الفيدرالية ويطالب بفك الارتباط ويقف خلفه علي سالم البيض؟
أنا أعتقد أن علي سالم البيض هو الرجل الوحدوي في اليمن، الرجل نشأته وحدوية وفكره وحدوي وهو من قاد اللجنة المركزية للوحدة, لكن عندما صدم بواقع مرير في صنعاء من اغتيالات وتصفيات وتهميش وامتهان للكرامة نزل عدن واعتكف لمراجعة الأوضاع وصيغت وثيقة العهد والاتفاق وكانت على أساس أنها نفس الفيدرالية من خمسة أقاليم, لكن النظام كان مبيتاً سوء النية ويريد القضاء على الحزب كقوة ويصادر الشعب الجنوبي كما صادر الشعب الشمالي.
•   إذا كانت العلة في النظام السابق فكيف تفسرون تمسك البيض بمطلب فك الارتباط حتى اللحظة أليست الفرصة الآن أمامه ليثبت أنه وحدوي؟
البيض ليس انفصالياً, علي صالح هو الانفصالي وهو من مارس الانفصال كسلوك، علي صالح نزع البرميل من كرش وزرع في قلب كل مواطن يمني برميلاً, الخطورة هنا في السلوك فكان الكل يريد أن ينفصل عن علي صالح حتى على مستوى المدن والحارات مثلاً الستين في صنعاء كان يريد الانفصال عن السبعين لأن النظام مارس سلوكاً جعل كل واحد منا يكره نفسه.
•   كيف تفسرون الحملة التحريضية ضد شخصيات قبلية وعسكرية مناصرة للثورة الشبابية وبأنها كانت جزءاً من النظام السابق ولذا فهي تتحمل جزءاً من المسؤولية؟
الثورة تجب ما قبلها عن أي من هؤلاء, لكن كلمة أقولها للتاريخ إن الشيخ/ حميد الأحمر مواقفه وتصريحاته ضد فساد النظام كانت من قبل الثورة وقد ضحى بماله وكانت حياته معرضة للخطر فالتاريخ سيتكلم عن هذه المواقف كما هي ولن يستطيع أحد أن يمسح هذا التاريخ وهذه شهادة للتاريخ سواء كنت أحب حميد أو لا أحبه أما بالنسبة للواء علي محسن فقد أثبت بانضمامه إلى الثورة أنه رجل مواقف ورغم أنه كان من النظام السابق, لكنه شعر بالندم والإنسان يكره الظلم وانضمامه للثورة شيء جميل وقد قال إنه مستعد للمساءلة ولا بد أن نسجل له مواقفه التاريخية في مناصرة الثورة وحمايته للساحات.
•   هل تعتقد أن انضمام اللواء علي محسن إلى الثورة ساعد في إنجاحها وقلل من تكلفتها؟
نعم.. ساهم في إنجاح الثورة للأمانة بعيداً عن الكلام السياسي المبطن, الرجل كان له دور كبير في إنجاح الثورة والفرقة ساهمت والجيش المنظم للثورة ساهم وكل فئات المجتمع ساهمت في إنجاح الثورة التي تستحق التقدير.
•   لكن أين نضع الحملة التي تستهدف الفرقة الأولى مدرع, خاصة إذا كانت من بعض مكونات الثورة؟
هذه وجهة نظر من حركات ثورية وأفراد ونحن لا نستطيع أن نحمل الآخرين على أفكارنا أو نغلطهم كل واحد يطرح وجهة نظره.
•   مار أيك بمن يقول إن الثورة اليمنية انتهت بنصف ثورة عكس ثورات الربيع العربي؟
الثورة اليمنية مازالت مستمرة وأمامها خياران إما أن تنفجر الأوضاع بشكل أكبر وندخل بحرب أهلية ونتحول إلى صومال أو خيار الحوار فالشعب اليمني ترك سلاحه في البيت وتوجه إلى الساحات سلمياً تجنباً للصوملة والسياسيون والعسكريون كانوا يدركون حجم الكارثة أمثال ياسين سعيد نعمان والأنسي أو حميد الأحمر أو اللواء/ علي محسن أو صادق سرحان في تعز اضطروا إلى حمل السلاح في بعض الوقت لكبح شهوة النظام في القتل وفي تدمير الثورة, فكانت ردات فعل بسيطة تكبح النظام, لكن كانوا عندما يتقدمون كانوا يعرفون كيف ينسحبون وعندما يحملون السلاح يعرفون متى يطرحوه و كانت عملية كسر إرادات، وصلوا النظام إلى هذه النقطة أما المبادرة وإن كان فيها بعض الجوانب السلبية, لكنها في طريقها لتحقيق الأهداف، أهدافنا طويلة والثورة الفرنسية أخذت سنيناً ووقتاً طويلاً وهكذا كل الثورات العالمية وكلما أخذت الثورات العظمى وقتاً أطول كلما كانت مكاسبها على المدى البعيد أكبر.
•   إذا ما عدنا إلى اللجنة التحضيرية للإقليم الجنوبي الجند التي ترأسونها متى بدأت الفكرة ومن هي الجهات المشاركة والداعمة في اللجنة؟ 
مثل ما قلت لك هذا مطلب شعبي, الإنسان دائماً يسعى للحفاظ على كرامته ويقدم من أجلها كل شيء ونتيجة للظلم الذي تعرض له المجتمع أصبحت الفيدرالية مطلباً كالهواء والماء والغذاء وتبلورت هذه الفكرة وتواصلنا مع كل الفئات في المجتمع في الساحات والأماكن العامة وفي المجالس وكلهم ينادون بهذه المطالب تنقلنا عبر المحافظات حتى الذين كانوا ينادون بالانفصال بعدما طرحنا عليهم الفكرة وافقوا عليها وقالوا لا نريد انفصالاً ما دام هناك بدائل جديدة كالفيدرالية نجربها وما دام أن النظام السابق غير مستمر وتواصلنا مع أبناء الحديدة بعد أن برزت ما سميت القضية التهامية وقالوا هذه فكرة جيدة ونحن معكم وسندخل الفيدرالية.
•   في ظل الحديث عن تلقي جهات حزبية وثورية دعماً خارجياً أنتم كيف تنظرون إلى مسألة هذا الدعم وما الهدف منه؟
أنا لا أعتمد بتقييمي على اتهامات ولا أستطيع أقول فلاناً من الناس تلقى دعماً دون أن يكون لدي وثائق تدينه وحتى إن وجدت الوثيقة فهل هو مشروط أو غير مشروط، أنا ليس لي علاقة بما قلته الآن نحن نتكلم عن أنفسنا نحن نبحث عن أقصر الطرق لتحقيق أهداف الثورة والتي توفر علينا المزيد من إراقة الدماء وتدمير الاقتصاد وتدمير المعنويات الاجتماعية فإذا كانت المبادرة الخليجية ستسهل علينا هذا الطريق بحكم أخوة الجوار وسيقدمون لنا الدعم فلا مانع ولا يعقل أن نرفض مد يد العون لأنه قد يأتي يوم سيحتاجون لنا لأننا جيران ولا يستطيع كل منا أن سيتغني عن الأخر لكن هذه الاتهامات هي عبارة عن مكايدات سياسية.
•   إذا ما انتقلنا إلى موضوع الساحات البعض يرى أنها تحولت إلى مصادمات بين الثوار أنفسهم ولم تعد كما كانت في السابق ولذلك لا مبرر لوجودها هل أنت مع رفعها؟

 الحراك الموجود في الساحات شيء طبيعي وتجسيد للآراء, لكن الهدف واحد لدى جميع الثوار، بالنسبة لي أنا مع بقاء الساحات لأنها الضمان الوحيد لانتصار الثورة واستمرارها وما يحدث في الساحات أحياناً ليس موجهاً من قيادات الأحزاب وإنما نتيجة خلافات شخصية لأن الساحات مليئة بكل الفئات فيحدث أحياناً بعض الصدامات إما على إلقاء كلمة بالمنصة أو على منشور أو برنامج أو قد يكون نتيجة قصور بالفكرة وكل واحد يريد أن يفرض وجهة نظره على الآخر, لكن صدقني هي ظاهرة صحية ستفرز مستقبلاً رائعاً وسيخرجون من الساحات وهم أكثر ديمقراطية وأكثر تسامحاً وأكثر انتصاراً.
 دكتور/ عبد الحكيم برأيكم لماذا تنتهي بعض المكونات سواء كانت حزبية أو منظمات أو حتى لجان تحضيرية إلى التفتيت والتفريخ ألا تخشون في لجنة الإقليم أن تشربوا من الكأس الذي شرب منه غيركم؟
بالنسبة للأحزاب القديمة فتتها النظام وحولها إلى أحزاب مفرخة, لكني لا أعتقد أن لا أحداً عاقلاً يمكنه تفريخ الفيدرالية ونحن ليس لدينا أي طموح سياسي ولا نريد مناصب في المستقبل, نحن نحتضن فكرة, بمجرد أن تتحقق سنعود إلى بيوتنا وبالنسبة لي سأعود لممارسة مهنتي كطبيب, لكن من واقع المسؤولية فرضت علي بحكم قدراتي الفكرية والمالية أن أتحرك بها وعندما تصل الفكرة سأسلمها إلى من هو أكفأ مني.
أنتم تقولون إن تعز هي مفجرة الثورة التي لم تستثن أحداً من أبنائها كيف نفسر الصمت المريب لبعض أبنائها من الشخصيات الكبيرة والمسئولين والشخصيات الاعتبارية أثناء ضرب المدينة ودكها بمختلف الأسلحة الثقيلة؟. 
أنا أعتقد أن قلب الثورة تعز وإب.. وإب لا تقل ثقلاً عن تعز وأبناء تعز عندما خرجوا ليدافعوا على أنفسهم كان هناك هجوم عسكري مسلح بمختلف الأسلحة يضرب على البيوت والمدارس والمستشفيات واحتلوا الأماكن العامة والصحية والتاريخية أنا أحد الذين ضربوا علي بمعدل إلى مكتبي وهذه الآثار شاهدة كما حاولوا اغتيالي وأنا في سيارتي مع السائق وتهشم الزجاج هم لم يستثنوا أحداً ولم يرحموا صغيرا أو كبيراً.
•   هل ترى أن هذه الشخصيات مطالبة اليوم بالاعتذار لتعز وللثورة وللثوار جراء صمتها أو مشاركتها النظام في العنف ضد المدينة أم أن الثورة تجب ما قبلها؟
نحن لم نطلب منهم الاعتذار ولا نريد منهم ذلك, هؤلاء سيوثقهم التاريخ وسيوثق جرائمهم أنا عندما أمسكه وأعدمه يعني أنني انتقمت, لكن دعه يرى جرائمه ويعرف أن التاريخ سيلعنه والأجيال القادمة وصمتهم هو وصمة عار لهم ولأسرهم.
•   دكتور/عبد الحكيم ما هو تعليقكم على من يطرح أن الثورة قد سرقت في إشارة إلى أحزاب المشترك؟
الثورة لا تسرق ولكن قد نقول التنازل عن حقوق الثورة، الثورة صنعناها بأيدينا وإذا تنازلنا عن حقوقنا يعني أننا تنازلنا عن الثورة وإذا استمرينا في مطالبنا فستنجح الثورة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد