الداعية الإسلامي والناشط السياسي جمال الرازي لـ"أخبار اليوم"

بقاء الساحات ضرورة حتى تحقيق الأهداف وعلى الشباب أن يعطوا فرصة للرئيس هادي وحكومة الوفاق

2012-05-04 01:15:05 حاوره/ عبد العليم الحاج


قال عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح الداعية الإسلامي والناشط السياسي والثوري بتعز/ جمال الرازي: إن بقاء الساحات في الوقت الراهن ضرورة وأداة من أدوات الضغط، وترمومتر للمراقبة على أداء الحكومة ومحاسبتها، داعياً الشباب لأن يعطوا فرصة للرئيس هادي وحكومة الوفاق أن يعملا، وأن يكونوا سنداً وعوناً في تحقيق البرامج التي تعيد البلد إلى وضعه الطبيعي وتعيد الحقوق إلى أصحابها.
وأشار عضو شورى حزب الإصلاح بتعز إلى ضرورة هيكلة الجيش والأمن على أسس ومعايير وطنية، معتبراً أن الحوار مطلب وطني وسلوك حضاري ولا يرفضه عاقل، لكن ينبغي أن يبنى على أسس سليمة وواضحة لأنه لا يصح أن يكون الحوار بين طرفين غير متكافئين ولا يجب أن يشمل القتلة واللصوص ومن يغدرون بالوطن،كما تحدث الرازي عن الكثير من القضايا الثورية والسياسية الني يمر بها البلد.. إلى تفاصيل الحوار..

بداية من هو جمال الرازي؟
جمال محمد عبد الكريم الرازي مواطن يمني بسيط متزوج وعندي ثلاثة أولاد أحمد ـ أمجد ـ أكرم، أعمل حالياً مديراً لبنك التضامن الإسلامي وأحظر رسالة الدكتوراه في موضوع القيادة بالقيم ومدرب معتمد في بعض الحالات وناشط سياسي وباحث اجتماعي.
•   كيف بدأتم نشاطكم الدعوي والسياسي؟ 
بدأت العمل الدعوي في المساجد بالمحاضرات والندوات منذ الصغر، كذالك الإذاعة المدرسية كانت البداية لتشكيل الشخصية في مدرسة الشعب وقبلها في مدرسة عقبة بن نافع ثم الندوات في المساجد ثم خطيب في مسجد السلام منذ العام 1988م ثم مشاركتي في المحاضرات سواء في تعز أو في بعض المحافظات، درست على أيدي نخبة من علماء اليمن وعلماء الأزهر وما زلت أتعلم حتى الآن، المجال السياسي أنا عضو في التجمع اليمني للإصلاح وعضو شورى الإصلاح في المحافظة وعضو مجلس سابق في محلي تعز من 2001ـ 2006م كنت عضو لجنة التخطيط والتنمية بالمالية.
•   لماذا خسرتم في الانتخابات المحلية الأخيرة؟
دخلت انتخابين محليين فزت في الأول وخسرت في الثاني ولهذا أسباب كثيرة ليس المجال الآن لذكرها.
•   هل التزوير أهمها؟
قد يكون التزوير وقد يكون مقاطعة أحزاب المشترك لعمليات القيد والتسجيل في البداية ثم دخلت في الانتخابات أمور كثيرة تحتاج إلى مراجعة من قبل الأحزاب السياسية ومن جميع الشخصيات.
•   كيف نفسر فوزك الأول في الانتخابات المحلية هل كان بسبب شعبيتك أم بسبب شعبية الإصلاح أم لعوامل أخرى؟  
سواء كان بشعبية الإصلاح أو شعبية جمال الرازي لا أقول إنه انتخبني الإصلاح فقط بل الكثير من الأحزاب الأخرى والمستقلون، فالناخب اليمني لا ينتخب أحزاباً بل ينتخب شخصيات فقد تجد مؤتمرياً ينتخب إصلاحياً وقد تجد إصلاحياً ينتخب شخصية أخرى وهكذا في بقية الأحزاب أي أن قناعة الناخب بالشخصية وبالمرشح أكثر من قناعته بالبرامج أو الأحزاب السياسية.
•   خسارة الإصلاح في بعض الدوائر الانتخابية سواء المحلية أو النيابية هل هو نتيجة لعدم توفيقه أو إخفاقه في اختيار الشخصيات المناسبة للترشيح والتركيز على وجوه شابة أمثال جمال الرازي في المحلية وتوهيب الدبعي في النيابية رغم شهرتكم وشعبيتكم ؟
الموضوع ليس إخفاق الإصلاح، الإصلاح رشح جمال الرازي في الانتخابات المحلية الأولى وفاز في مديرية صالة وكثير من مرشحي الإصلاح في تعز وإب على مستوى المراكز والمديريات كانوا شباباً، إنما الانتخابات الأخيرة كان لها أكثر من سبب والسبب الأول أن الانتخابات الرئاسية جرت مع الانتخابات المحلية ثم مقاطعة أحزاب المشترك لعمليات القيد والتسجيل وهو ما دفع الآخر للدفع بأنصاره بكثافة وركز عمله في القيد والتسجيل وجاءت الانتخابات حصيلة لمرحلة القيد والتسجيل وليس ذلك أن الإصلاح أخفق في هذه الانتخابات وإن ما ذكرته هو بعض مفاتيح للأسباب وتحتاج إلى دراسة بروية وتأني لمعرفة الأسباب الكاملة.
•   في موضوع آخر يرى البعض أن انضمام الدعاة إلى ثورة الشباب السلمية لم يكن بدافع ثوري وإنما كان لغرض تحصيل المزيد من الظهور أو نتيجة لتوجهاتهم الفكرية والسياسية لأنهم في مواقف مختلفة وقفوا إلى جانب النظام السابق وشرعوا له ما تعليقكم؟    
على حد علمي الدعاة الصادقون الذين أعرفهم لم يقفوا يوماً من الأيام مع النظام السابق أو الرئيس السابق، وقفوا مع الوطن ومع قضايا الوطن وقف بعضهم لمواقف فقهية "درء مفسدة" جلب مصلحة"ـ تقديم موضوع شر الشرين خير الخيرين، مواضيع كثيرة ولهم فيها تأصيل شرعي وبالنسبة لي وللكثير من الخطباء أعرف أننا كنا نتحدث عن قضايا الفساد وقضايا الظلم ونطالب بالعدل وبالمساواة منذ سنوات وهناك خطب مسجلة منذ ما قبل ثورة الشباب بسنوات، التجمع اليمني للإصلاح كذالك بدأ منذ 2005 م مشروع النضال السلمي وبدأ الخطباء والدعاة هذا المشروع مبكرين قبل الثورة الشبابية التي جاءت تتويجاً وانطلاقة وتحولاً حقيقياً بالنزول إلى الشارع وقد أجبرت وأحرجت القيادات الحزبية والسياسية والمنظمات المدنية وجميع الناس بأن يحددوا موقفاً واضحاً ولهذا كانت الأحزاب السياسية تبعاً للثورة الشبابية الشعبية والفضل الأول والأخير يعود للشباب الذين أشعلوا جذوة الثورة، لكن من قال أن الدعاة والخطباء كان لهم مواقف سلبية بل كانت مواقفهم واضحة ويمكن العودة إلى أشرطتهم، حيث تكلموا عن الظلم والظالمين وعن مصرع الطغاة وعن الفساد، تكلموا عن قضايا كثيرة في خطب الجمعة وفي المحاضرات وكان لهم وجود وتفاعل من قبل الثورة بسنوات.
 أما موضوع الانضمام إلى الثورة لم يكن الهدف منه التلميع أو البحث عن الشهرة، هناك أعمال جليلة قام بها الكثير من الدعاة والمرشدين ولم يفصحوا عنها حتى اللحظة وهناك رجال مجهولون لا يعلمهم الناس لكن الله يعلمهم وكان لهم أدوار بارزة في دعم الثورة مادياً ومعنوياً وما تكلموا عن أنفسهم لأنهم يعلمون أن الجزاء والأجر هو من الله من الله عز وجل وليس عملهم البحث عن الشهرة وإنما يؤثرون العمل لا الثرثرة والإنتاج لا المفاخرة وهذا ديدن كل مخلص محب لوطنه ولا يهمه أن يشار إليه بالبنان ولكن همه أن يتم البنيان.
•   لكن ألم تمنحوا الحاكم الشرعية في تصفية خصومه السياسيين عبر الفتاوى كما حدث للحزب الاشتراكي في 94م ثم تجرعتم من نفس الكأس الذي تجرعه الاشتراكي؟
 أنا لست مفتياً، أنا داعية وخطيب ولم يصدر عني فتاوى في هذا المجال.
•   مقاطعاً: ولم تخطب يوماً ما لتأييد الحاكم في موقف معين؟  
ولم أخطب يوماً ما بتأييد النظام السابق على الإخوة الاشتراكيين، وقفنا مع الوحدة كخيار وقاسم مشترك لجميع اليمنيين في الشمال والجنوب، فالوحدة عندنا دين وهي فرض، لم نقف مع شخص وقفنا مع لم الشمل وجمع الكلمة، وقفنا مع اللحمة اليمنية مع الواحدة ولم نقف مع أشخاص هذا على الأقل أنا أتحدث عن نفسي وإن كان لبعض الناس فتاوى فليسأل من أفتى بهذه الفتاوى أو من برر لكن على حد علمي لم أقرأ أو أتطلع على فتاوى تبيح دماء الأبرياء والأخوة في الجنوب أو تبيح دماء الاشتراكيين، حتى ما يقال عن بعض المشائخ وبعض الدعاة لم أقرأ حتى اللحظة فتوى وقد قال بعضهم أطلعونا على هذه الفتاوى، لكننا نقف دائماً مع قضايا الوطن، وقفنا مع الوحدة عندما كانت مهددة بالخطر ووقفنا مع الشباب في ثورتهم ومع الشعب لأن هذا خيارنا ونحن نعلم أن واجب الداعية كالطبيب يداوي المرضى ويقدم الدواء النافع لأمراض المجتمع.
•   ألم تندموا على مواقفكم المساندة للنظام السابق وقد جرعكم من نفس الكأس الذي تجرع منه الحزب الاشتراكي؟ 
هذا السؤال من المفترض أن يسأل به الساسة في أحزاب المشترك وتحديداً الإصلاح بالنسبة لي أنا لم أندم على وقوفي مع الوحدة ضد الانفصال لأن الوحدة عندي دين والتشرذم والتمزق والانفصال خيانة عظمى للوطن، لم أقف ضد أشخاص ولم نقف الآن ضد أشخاص بمسمياتهم نحن نقف ضد ممارسات وسلوك وتجاوزات ضد فساد الفاسد وظلم الظالم.
•   لكنكم اليوم تتعاطفون مع الحراك الجنوبي رغم مشروعه الانفصالي ألم تشعروا أن الحراك يتخذ من القضية الجنوبية غطاءاً لمشروعه الانفصالي؟
أولاً: عن أي حراك تتحدث، الحراك في نفسه منقسم، نحن نؤيد الحراك السلمي الذي يدعو للوحدة ويدعو إلى اجتثاث الفاسدين أياً كانت أسماؤهم ومسمياتهم أو انتماءاتهم السياسية والحزبية أو محافظاتهم، لكننا لا نقف ولا نؤيد ولا نقر الحراك المسلح ونرفض كل دعوات الانفصال والتمزق، نحن نقول دائماً إن الوطن أبقى وإن الوحدة دين وأننا بوحدتنا أقوياء وأن الوحدة جاءت لتبقى والوطن سيبقى موحداً بإذن الله واليوم قيادة الحراك السلمي صرحوا في أكثر من مناسبة وأكثر من مهرجان ثوري أنهم مع الوحدة ومع الشعب ضد النظام السابق وأنهم ضد الظلم والفساد والممارسات الخاطئة التي إنتهجها النظام السابق أما الحراك بعمومه نحن لا نؤيد الحراك المسلح ولا نقره ولا نؤيد ولا نقف ولا نتعاون مع كل من يدعو للانفصال.
•   أستاذ/ جمال كيف يمكن للداعية الإسلامي أن يكون متحرراً من قيود رجل السياسة بحيث تكون قناعته من ذاته وليست نابعة من قناعة غيره؟

الداعية أصلاً يخبر عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم والداعية لا يدعو إلى حزب أو جماعة ولا يمثلهما ولا يمثل حتى شخصه، هو يمثل الحق والحق هو ما جاء عن الله وعن رسوله ويحاول إيصال هذه الرسالة السامية من معينها الصافي بدون تشويش أو تحوير ودون إعطائها الطابع الشخصي، ومقام الداعية هو أشرف المقامات وهو يقف مقام الأنبياء،والأنبياء دعوتهم حب وكانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، دعوة تسمو بالحب تترفع عن الأحقاد تترفع عن الضغائن تجمع ولا تفرق توحد ولا تمزق تبني ولا تهدم وهذا الأصل منهج الدعاة، نعم لنا انتماءات سياسية لكن انتمائي لهذا الدين وللوطن مقدم على أي انتماء سياسي.
•   ألا يعني هذا أنكم لا تتلقون تعليمات أو توجيهات من قيادتكم الحزبية فيما يتعلق بعملكم الدعوي؟  
حقيقة أنا لا أتلقى أوامر حزبية "قل كذا ولا تقل كذا" خطبت في ساحة الحرية وكان جلوسي مع بعض الإخوة الثوار وتحدثنا عن عنوان الجمعة وبعض المفاهيم فقط أما ما أقوله في الخطبة لا يخضع لمقص الرقيب ولا يخضع لأوامر حزبية قل ولا تقل، ما أراه أنه الحق وما أتعبد به الله عز وجل أقوله ولا أخشى في الله لومة لائم.
•   كيف تفسرون المخاوف من صعود الإسلاميين إلى الحكم؟
فيما يتعلق باليمن ليس هناك فجوة بين الإسلاميين والشعب، الإسلاميون ممثلون بحزب الإصلاح وبعض الجماعات السلفية مثل جمعية الحكمة وما تبلور الآن في حزب الرشاد ليس هناك انفصال أو انفصام أو بون شاسع بين الإسلاميين والشعب فهم جزء من هذا النسيج اليمني الأصيل والشعب اليمني شعب مسلم يحب الإسلام وقيم الإسلام وقيم التسامح وجميع الأحزاب تقر أن الإسلام عقيدة وشريعة حتى الأحزاب التي كانت قبل الوحدة لها أيديولوجيات مختلفة بعد الوحدة جميع الأحزاب أقرت أن الإسلام عقيدة وشريعة وعلى هذا تم الإجماع والاتفاق قد يكون هذا التخوف في بعض الدول، لكن لا مبرر له هنا في اليمن الإسلاميون شركاء في الحكم في فترات سابقة اليوم جميع الأحزاب السياسية بما فيهم المؤتمر الشعبي كحزب هم في حكومة الوفاق وليس هناك ما يخيف لكن ينبغي أن ندرك ما هي أبعاد المسميات فعندما أتحدث عن الحرية فعلي أن أعي أن الحرية لا ينبغي أن تتصادم مع حريات الآخرين وهناك مفاهيم ينبغي أن تضبط.
•   لكن أين نضع التصريحات التي تطلق من بعض مكونات الثورة الشعبية بما فيها قيادات محسوبة على المشترك من أن الإصلاح سرق ثورة الشباب؟ 
الإصلاح وبقية أحزاب المشترك هم نسيج من مكونات الثورة الشبابية الشعبية ولا يستطيع أحد أن ينكر أن شباب الإصلاح كانوا في بداية الثورة كشباب وأن الأحزاب لحقت بركب الشباب وأن الإصلاح وبقية أحزاب المشترك وجميع المنظمات الجماهيرية قدموا الغالي والنفيس من أجل أن تحقق الثورة أهدافها وليس هناك سارق ومسروق أو غالب ومغلوب، القضية هناك شعب له إرادة بدأها الشباب بحماسهم وعنفوانهم ثم تحولت هذه الثورة من ثورة شبابية إلى ثورة شعبية شاركت فيها كل الأحزاب قد يكون هناك بروز لحزب دون آخر بحكم التواجد بحكم الشعبية بحكم التنظيم وما يقدم من خدمات، فلماذا أسمي من يشارك بفاعلية بأنه سارق والأصل أن نقول هذا متفاعل هذا متواجد، ولماذا لا أسمي عدم المتفاعل وغير المتواجد بأنه متخاذل أو ربما خائن لأهداف الثورة؟ لماذا نطلق لفظ لصوصية أو سرقة على من تفاعل وقدم الكثير ولا أقول قدم بمعنى المن فاليمن هي التي تعطي وتقدم بلا حساب وكل ما قدمه الشباب وقدمته الأحزاب يعد واجباً ولا يعد نافلة ولا يعد فضلاً ولا يعد منة على هذا الوطن وما قدموه يعد جزءاً بسيطاً لرد الجميل لهذا الوطن ولهذا الشعب العظيم.
•   برأيكم ما الغرض من إطلاق هذه التصريحات في الوقت الراهن؟ 
في خطبة الجمعة الأخيرة في ساحة الحرية وجهت رسالة للثوار قلت لهم بأنهم هم جمال الدنيا وهم دنيا الجمال وهم حياة الروح وهم روح الحياة، قلت للشباب توافقوا اتفقوا تٌوفقوا تجاوزوا الإشكالات والخلافات الحزبية، أنتم لوحدتكم أبقى وأنتم وأنتم بحبكم أقوى، وأعيد القول إن هناك بعض الدسائس وهناك من يريد شق العصا العمل الثوري بين مكونات العمل الثوري بين الشباب والأحزاب وبين الأحزاب مع بعضها البعض والأصل أن يتجاوز الجميع الخلافات الحزبية هم اليوم في مرحلة أخطر هي مرحلة البناء ونحن في مرحلة التشييد والعمران فينبغي أن نتجاوز كل الخلافات وأن تذوب كلها من أجل الوطن وتعالج بالحب والحوار والتفاهم، فالوطن يبنى بالحب لا بالكراهية، يبنى بالتعاون لا بالتناحر يبنى بالتآخي لا بالتنافر.
•   بمن فيهم من يوصفون ببقايا النظام السابق؟ 
كل من لم يثبت تورطه بقضايا الفساد والقتل والدم، فالثورة تحمل في طياتها الحب والتسامح للجميع والشباب والأحرار والحرائر لا يحملون مشروع حقد أو كراهية هم يحملون مشروع البناء، والبناء هو الحب والتآخي والتسامح ومد الأيادي للجميع وهناك من حزب المؤتمر من وقف إلى جانب الثورة ومن كان له مواقف ناصعة، لسنا ضد حزب أو قبيلة أو أشخاص نحن ضد ممارسات وفساد وظلم وندعو إلى محاكمة القتلة والنهابين واللصوص وكل من يثبت تورطه ولسنا مع محاكمة شعب بأكمله ونحن مع لغة الحب والتسامح ولغة التسامي فوق الجراح.
   أستاذ/ جمال يرى البعض أنه رغم المرونة والاعتدال التي يبديها الدعاة والوعاظ المحسوبين على الإصلاح إلا أنهم يرون أن هناك غموضاً وضبابية وعدم وضوح في قضايا كثيرة منها الفن والمرأة والإعلام والحريات الشخصية كيف تعلقون؟
 السؤال يعود إليهم ماهي الرؤية الضبابية للإصلاح في هذه القضايا بالذات، الإصلاح تجاوز الكثير من الأمور وكان سباقاً في أشياء كثيرة ولدينا تجربة رائدة في اليمن هي تجربة اللقاء المشترك، حيث تعطي انطباعاً للآخرين أن الإصلاح يمد يده للجميع وهناك قواسم مشتركة مع الأحزاب السياسية وقد مثل اللقاء المشترك النموذج الرائع والجميل في العمل السياسي بأن الإصلاح وجميع أحزاب المشترك كونوا نسيجاً واحداً ورؤية واحدة وهو دليل على أن الإصلاح تجاوز الكثير مما يطرح في الشارع.
•   ما هو تصوركم لشكل الدولة التي تنشدونه في ضل تعدد الرؤى مابين من يريدها دينية وآخر يريدها مدنية؟ 
نريد أن نبين عندما تقول دولة دينية أولاً ما معنى دولة دينية هل معنى الدولة الدينية يقابلها في المعنى دولة لا دينية وعندما نقول دولة مدنية هل يقابلها في المعنى دولة عسكرية أو دولة قبلية نحن ننادي إلى دولة المؤسسات والقانون، دولة تحفظ الحريات تصون الكرامة، نريد وطناً ينعم فيه المواطن بالحقوق المتساوية وينعم فيه بالحرية والكرامة والرخاء، نريد وطناً لا يستعلي فيه أحد على أحد، نريد وطناً يعم الجميع بخيراته وينعم الجميع بهباته وعطياته، نريد نظاماً قائماً على دولة المؤسسات وعلى النظام المؤسسي وعلى النظام والقانون، نريد وطناً يحترم الكفاءات لا المحسوبيات ويقدم الإنجازات لا الخطابات، نريد وطناً بمعايير حقيقية عنوانها الكفاءة والأمانة لأننا شعب مسلم والإسلام مصدر التشريعات وليس لدينا أقليات فنريد دولة مؤسسات وقانون بما يتلاءم مع ديننا الإسلامي والأعراف والتقاليد التي لا تتصادم مع الدين.
•   ألا ترى أن المعايير التي ذكرتها تعد ضرباً من ضروب الخيال في ضل تعقيد المشهد اليمني ونفوذ القبيلة وانتشار السلاح ومشاريع النفوذ الإقليمية والدولية؟
الثورة علمتنا دروساً كثيرة، الثورة جعلتنا نرى الثوار في مأرب أمام المحافظة يواجهون الرصاص بقولهم سلمية سلمية، زرت ساحة التغيير في صنعاء والتقيت مع بعض من أبناء القبائل رأيت القبيلي الذي يحمل السلاح في يومه وليلته وينام معه، رأيته يدع السلاح جانباً ويدخل الساحة بلا سلاح وشعاره سلمية، رأيت أن الثورة غيرت الكثير من المفاهيم والكثير من الثقافات لكننا نحتاج إلى النفس الطويل والصبر الجميل وان نزيل تراكمات السنوات الماضية ومع ذلك رأينا الحقيقة والبداية كانت مشجعة وأن اليمن قادرة بإذن الله على تجاوز جميع الإشكالات ونحن بحاجة إلى زراعة الثقافة المدنية بمعنى التحضر والقيم الأصيلة للمجتمع اليمني، نحتاج إلى وقت وكما كان الهدم في سنوات نحتاج إلى أن يكون البناء في سنوات.
•   لكن ما السبيل إلى الخلاص من السلاح الذي أصبح مظهراً للاستعراض كما نراه اليوم في تعز؟
موضوع السلاح هو موضوع شائك علينا أن نسأل من الذي وزعه؟وكيف تم توزيعه ولمن وزعت وما الهدف من توزيعها؟ أعرف أناساً لا يملكون قوت يومهم، يحملون السلاح، لكن ما أحب قوله عندما بدأ تدشين مشروع الانتشار الأمني بقيادة الأستاذ/ شوقي أحمد هائل وبتعاون مدير الأمن العميد/ علي السعيدي وغيرهم من المخلصين من أبناء المحافظة عادت الحياة إلى طبيعتها في تعز وما عدنا نشاهد المسلحين وتطبيق القانون على الجميع قضية سيادة هيبة الدولة مطلوب أن تعود اليوم نرى تعز في أفضل حالاتها.
•   فيما يتعلق ببقاء الشباب في الساحات هناك من يقول إنه لم يعد من مبرر لبقائهم فيها ما دام التغيير الذي خرجوا من أجله يجري اليوم على قدم وساق هل أنت مع هكذا طرح؟
بقاء الساحات هو أداة من أدوات الضغط وأيضاً ترمومتر للمراقبة ولمحاسبة الحكومة، لكني مع ذلك أقول للشباب وللثوار وللأخوة الأحرار والحرائر دعوا الفرصة للرئيس هادي أن يعمل وامنحوا فرصة لحكومة الوفاق أن تعمل وأقول في تعز امنحوا الفرصة الكاملة للأستاذ/ شوقي أحمد هائل المحافظ الجديد للمحافظة أن يعمل دعوهم يعملوا وكونوا سنداً وعوناً لهم في تنفيذ ما نصبوا إليه جميعاً من برامج تعيد الحياة الطبيعية إلى البلاد وتعيد الحقوق إلى أصحابها وكونوا ترمومتر لمراقبة أي انحراف أو اعوجاج عن أهداف الثورة لكن ما أشاهده عند بعض الناس أنه لديهم الاستعجال والتعجل ولا يتحلوا بالصبر والأناة وبقاء الساحات في الوقت الحالي ضرورة لأن أهداف الثورة لم تتحقق كاملة ومن أهم المعوقات موضوع هيكلة الجيش والأمن على أسس ومعايير وطنية وما زالت بعض المناطق تضرب حتى الآن بنيران بعض قوات بقايا النظام السابق وبقاء الشباب في الساحات هو صمام أمان للثورة.
•   بعض خصوم الإصلاح يقولون إن الإصلاح هو المستفيد من بقاء الساحات نتيجة للدعم الخارجي الذي يحصل عليه ما رأيكم؟ 
أنا لا أعلم أن الإصلاح هو مستفيد من بقاء الساحات لأن القول وكأن الساحات كلها تتبع الإصلاح وهذا الكلام غير صحيح، الساحات هي عبارة عن ساحات شبابية شعبية وتشمل كل فئات وشرائح المجتمع اليمني وهي ليست ملك الإصلاح، لكنه له دور فاعل وهو جزء من هذا المكون الثوري الجميل.الأمر الثاني أنا ليس علم بما يسمى بالدعم الخارجي للساحات بل أعلم أن الكثير من الشباب يدعم الساحات من قوت يومهم وقوت أسرهم وأعرف تجاراً وناساً خيرين يدعم الساحات من حر أموالهم.
•   إذا ما انتقلنا إلى نقطة أخرى وهي الحديث المفرط من أن تعز هي صانعة الثورة ودفعت ثمن موقفها أكثر من غيرها أليس في هذا الطرح نفس مناطقي لا سيما أن بعض المحافظات تعرضت لما هو أشد وأدهى وخير مثال ما حل بأرحب والحصبة وأبين لماذا هذا التباكي على تعز قال لي احدهم؟
اليمن كلها أحرار وكلها ساهمت بالثورة، نعم هناك مساهمات بنسب ربما يكون نصيب ومشاركة تعز بنسبة أكبر كون أن الكثير من الثوار في صنعاء هم من أبناء تعز لكن لا أحد ينكر دور صنعاء ودور قبائل أرحب ونهم وبني جرموز والحيمة وجميع قبائل اليمن وكل محافظات الجمهورية، قد يكون هذا القول صحيحاً لأن من بدا الثورة هم أبناء تعز ومن ظهرفي الساحات ومن استشهدوا كثير منهم هم من أبناء تعز وهذه حقيقة لا يجهلها أحد لكن تظل تعز جزءاً من هذا الوطن.
•   في ظل الحديث عن قرب انطلاق جولة الحوار الوطني وتمسك الشباب بمطالبهم كشرط للدخول في الحوار ما المرتقب برأيكم ن هذا الحوار؟
 الحوار وسيلة سلمية وأسلوب حضاري وأسلوب من أساليب الشورى والديمقراطية، والحوار لا يرفضه عاقل نعم هناك شروط للشباب واضحة ومعقولة، حيث لا يعقل أن يكون الحوار بين طرفين غير متكافيين وإذا لم يصل إلى نتائج فسيكون ضعيفاً لان أحد أطراف الحوار ستكون بيده القوة وأنا أقول إنه لا حوار مع القتلة واللصوص ولا حوار مع من سلم أبين لأنصار الشريعة وهم ليسوا بأنصار الشريعة ولا حوار مع من يغدر باليمن ويطعنها غدراً والحوار لا بد أن يكون واضحاً وشفافاً ليشمل جميع القضايا السياسية أما حوار فرعون مع قومه "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " أو حوار النمرود من نبي الله إبراهيم عليه السلام أو حوار إبليس مع رب العزة عندما أبى السجود لأدم فهذا لا يسمى حواراً بل يسمى عبثية ويسمى خواراً لا حوار.
•   لكن قد يقول قائل لماذا الخوف ما دام أن رئيس النظام السابق أصبح خارج المشهد السياسي وربما هو حالياً في حالة احتضار وهناك رئيس منتخب وحكومة توافقية؟
لا أتحدث عن علي صالح أتحدث عن أمور ينبغي أن توضع ولا بد أن نمهد أرضية الحوار، موضوع هيكلة الجيش يجب أن يكون قبل الحوار وشباب الثورة قدموا عشرين مطلباً قدموها لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة وهذه الشروط يمكن أن تكون أرضية صالحة للحوار.
   سؤالي الأخير هل من الضرورة أن يشغل الداعية الإسلامي موقعاً إدارياً سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام كما هو الحال معكم؟ 
أنا أقسم عملي في الصباح من الساعة السابعة والنصف إلى الثانية ظهراً أنا في عملي الوظيفي مديراً للبنك لست داعية ولا خطيباً نعم أخلاق الداعية موجودة وهي أخلاق المسلم ثم أقسم عملي في دروسي ومحاضراتي وبرنامجي اليومي في الإطلاع والقراءة وأنا أعتقد أن هذه ميزة فقد رأيت محاسباً قانونياً وكان خطيباً ومدرساً للغة الانجليزية وكان أحد مشائخ الأزهر ورأيت طبيباً وجراحاً وهو الدكتور / راغب السرجاني وهو داعية ومحاضر ويعتبر مرجعية في التاريخ الإسلامي وأسأل الله أن أكون مثل هؤلاء في حياتي الدعوية والعملية.
 
-   

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد