الكابتن محمود زيد قائد العمليات الفدائية إبان الاحتلال البريطاني في عدن لـ "أخبار اليوم":

من أجل صناعة مخرج سياسي يرضي الجميع لا بد أن نتغلب على المصالح الشخصية

2012-04-19 02:19:26 حاوره/ عدنان الجعفري


قال الكابتن/ محمود زيد المشهور ـ وهو قائد العمليات الفدائية إبان الاحتلال البريطاني لعدن ـ إن اليمن بحاجة إلى تكاتف الجميع وإجراء حوار وطني واسع لكل الأطياف السياسية والقوى الوطنية وفي مقدمتهم شباب الثورة، والعمل على إنعاش الاقتصاد لأنه أساس التنمية وجوهر السياسة.
وأكد المشهور لـ"أخبار اليوم" أن القضية الجنوبية هي المحور الرئيسي لتحريك المياه السياسية الراكدة وانه إذا تم وضعها على هرم الحوار الرئيسي والشامل دون استثناء وبقناعة أبناء الجنوب وان لا يفرض أحد شروطاً مسبقة، فإن اليمن سيخرج من المشاكل المتراكمة.
ونوه المشهور إلى ضرورة مشاركة الغرف التجارية وأعضائها من رؤوس الأموال والوقوف على الطاولة السياسية للمشاركة في التغيير الحقيقي لليمن، معتبراً تعيين شوقي هائل محافظاً لتعز خطوة هامة جداً في طريق التغيير.

× من منطلق خبرتك العسكرية كيف تنظر لما يحدث في اليمن؟
ـ يا أخي ما يحدث حالياً لا يحتاج إلى خبرة عسكرية أكثر مما يحتاج إلى عقلية اقتصادية، لان دافع خروج الشباب هو تزايد الأيادي العاطلة عن العمل وانعدام فرص العمل وبالتالي أطراف اللعبة السياسية يلعبون في حلقة فارغة لاتسمن ولا تغني من الجوع، لا يهمهم مستقبل الشباب وهذا ما جعلهم يطولون في الأزمة السياسية التي طالت كل بيت يمني، وكان يجب عليهم أن يفهموا بأن الاقتصاد جوهر السياسة.
× إذن ما هي الرؤية التي ترى فيها مخرجاً لليمن؟
ـ طبعاً نحن عاصرنا الحياة منذ ما قبل الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن وكل مرحلة لها طبيعتها السياسية, وما تعانيه البلاد اليوم هو سوء فهم من قبل السياسيين حول :ماذا تريد اليمن؟؟.
 فاليمن بحاجة إلى تكاتف وحوار واسع حتى يتم تكوين رأي جامع من ذوي الخبرة والشخصيات المتعايشة مع الطبقة العاملة وجعل شباب الثورة في مقدمتهم في طرح أهدافهم وماذا يريدون وبمشاركة الغرف التجارية لكي تتفهم الموقف وتشارك برؤية محددة لتشغيل أيادي الشباب العاطلة عن العمل الغير مؤهلة.. ونبحث عن دمج الأطراف السياسية بأطراف اقتصادية في ظل حوار ونقاش لم يستثن أحد, وان يتم القضاء على الفساد والفراغ الذي يعيشه الشعب اليمني، ويتم البدء في بناء دولة مدنية حديثة خالية من الفساد من خلال تفعيل وترجمة قانون يجعل اليمنيين سواسية أمام القانون، حتى نتحرر من السياسة القبلية التي فرضت نفسها في ظل غياب القانون ومبدأ الثواب والعقاب.. ومن يثبت تورطه بالوثائق بقضايا فساد يقدم لمحاكمة نزيهة وعادلة، ويتم استعادة كل حقوق المظلومين الذين تعرضوا لسلب حقوقهم بالقوة، والابتعاد عن تصفية الحسابات السياسية ووضع مصلحة اليمن جميعاً بعين الاعتبار.
× أين موقع القضية الجنوبية من كل ما طرحته كابتن محمود؟
ـ القضية الجنوبية هي المحور الرئيسي لتحريك المياه السياسية الراكدة وإذا تم وضعها على هرم الحوار الرئيسي والشامل دون استثناء وبقناعة الشعب الجنوبي وان لا يفرض أحد شروطاً مسبقة، اعتقد سيخرج اليمن من المشاكل المتراكمة, وينبغي من الأخ محمد سالم باسندوة والرئيس عبد ربه منصور هادي الاتفاق على إيجاد حوار جنوبي .
× يبدو من خلال المشهد السياسي للعديد من أبناء الجنوب لرفضهم الانتخابات بأنهم يرفضون الحوار؟
ـ هذا رأي يجب أن نحترمه وبالمقابل لا يعتبر أن طريق الحوار انسدت، فهناك شخصيات مرغوبة في الشارع الجنوبي يتم اختيارها، لان الهدف الذي يجب أن يكون هو إجماع كافة أبناء الجنوب بطريقة حضارية بعيدة عن التمييز السياسي لأجل صناعة مخرج سياسي يرضي الجميع وينبثق من المصداقية والاستفتاء الديمقراطي، إذ انه يتوجب علينا جميعاً أن نتغلب على المصالح الشخصية.
× هل تعتقد بوجود سياسيين متمكنين لتولي الحوار السياسي وإخراج السفينة اليمنية إلى بر الأمان؟
ـ أنا في اعتقادي بان هناك العديد من الرجال المخلصين بأرواحهم والمحبين لليمن تم "تطفيشهم" وإقصائهم وأبقوا في المنازل وبالتالي يجب أن يتم استغلال هذا الوضع بدعوتهم والاستفادة منهم لأجل المشاركة في العملية السياسية والحوار الوطني الشامل لأجل اليمن.
 
× يقال بأنك كنت مع الأستاذ/ باسندوة في خلية واحدة في النضال ضد الاستعمار، هل لك أن توضح لنا ذلك؟
ـ تعرفت على الأستاذ/ باسندوة من خلال مشاركتي الحربية إبان الاحتلال البريطاني, فبالطبع هو يمتلك قدرة سياسية، لكن نخشى عليه من القوى القبلية الضاغطة على الحياة السياسية أن تطاله, فهو رجل حكيم ومناسب جاء في وضع مزري ويتطلب منه العمل بشراكة حكومة الوفاق من أجل حوار جاد لحل جميع القضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية ويتبعها تحقيق أهداف الثورة الشبابية ومن هنا سيبدأ إصلاح الوضع السياسي طبيعياً كون القضية الجنوبية هي مفتاح الحلول داخلياً وخارجياً.
× هناك من يقرأ الوضع ويشخص بأن الأستاذ / باسندوة يفتقد التكافؤ السياسي؟
ـ من يقرأ بأن باسندوة لا يمتلك الإمكانيات فهو مخطئ جداً ولم يقترب منه, فالأستاذ/ باسندوة رجل شارك كقيادي منذ الاحتلال البريطاني ويمتلك علاقة إقليمية ودولية ويمتلك رؤية وطنية فذة, ولديه إمكانيات عديدة, إلا أننا ندعوه أن يسخرها لخدمة الوطن .
× ما هي قراءتك للتفاعل الدولي مع القضية الجنوبية؟
ـ اعتقد بأن ما يخشاه المجتمع الدولي هو الانفصال وذلك مراعاة للمصالح السياسية وبالتالي هناك تفاعل كبير من المجتمع الدولي بشأن إيجاد الحلول المرضية لأبناء الجنوبي تحت مظلة الوحدة. 
× ذكرت آنفاً أن المشاركة التجارية سوف تسهم في حلحلة الوضع السياسي هل لك أن توضح لنا ذلك؟
ـ لا نريد أن نكون محصورين بيد الأشخاص السياسيين التقليدين، فقد جربناهم ولم نستفد منهم ولا نريد أن نجرب المجرب، فانا عضو في الغرفة التجارية عدن ونرى أن هناك إمكانيات للغرف التجارية المشاركة في الطاولة السياسية من الناحية الاقتصادية، وتوظيف العمالة، وتحريك بعض أعضاء الغرف التجارية الذين يمتلكون رأس المال وبعضهم لديهم أموال مجمدة خارجياً, وسأضرب لك المثل بالأخ المحضار رئيس مجلس إدارة بنك التسليف الزراعي،واحمد مسعود العلواني رئيس مجلس إدارة طيران اليمنية اللذين عينتهم حكومة الوفاق مؤخراً لرفدهم العمل الاقتصادي, كما نؤيد خطوة تعيين الأستاذ شوقي هائل سعيد محافظاً لتعز لان بمثل هؤلاء الرجال سيشهد اليمن التغيير.
× كيف تنظرالى ما تشهده محافظة عدن هذه الأيام؟
ـ عدن جوهرة بيد فحام،لم يبقى منها إلا تاريخها فقط والطبيعة التي خلقها الله فيها، نظام صالح قتل اقتصاد عدن وباع مينائها، وجعل منها بؤرة للبطالة والفقر, إننا نتحسر اليوم على ما يحدث لها، ونأمل التغيير ومحاسبة كل فاسد عاث بخيراتها ونهب أرضها..
ما يحدث في عدن هي سياسة شيطانية وضعتها قوى خبيثة لتجني مصالحها الشخصية, لا يمكن الانتباه لها إلا إذا تكاتف أبناؤها المثقفون ويتكاتفون تحت مظلة واحدة تهدف إلى التعاون بتوعية الشباب من الخطر الذي يعيشونه والأخطر من ذلك حمل الشباب للسلاح الذي بات ظاهرة مزرية داخل المدينة المعروفة بمدنيتها وسلميتها.
 
-   

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد