رئيس المجلس الثوري بمحافظة تعز غازي السامعي لـ"أخبار اليوم":

لن نشارك في الحوار الوطني ما لم يتم الاعتراف بالثورة وتحقيق كامل أهدافها

2012-04-03 09:38:46 حاوره/ عبدالعليم الحاج


أكد غازي السامعي – رئيس المجلس الثوري بمحافظة تعز- أن الشباب لن يشاركوا في الحوار الوطني القادم ما لم يتم الاعتراف بالثورة الشبابية الشعبية السلمية وتحديد الحادي عشر من فبراير يوماً وطنياً مثله مثل الأعياد الوطنية الأخرى، وإعادة هيكلة الجيش وإحالة القادة العسكريين الذين تورطوا بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان إلى القضاء.
وأضاف عضو الحزب الاشتراكي والناشط الحقوقي: أنا أقول أن على "هادي" أن يدرك جيداً أنه أصبح الرجل الأول في اليمن وأن علي صالح أصبح في حكم العدم ويفترض به الآن كمواطن أن يخضع لولي الأمر الذي هو الرئيس عبد ربه منصور.
ودعا السامعي كل القوى الثورية والسياسية إلى ما أسماه إسقاط قانون الحصانة وعدم إقفال ملفات الانتهاكات التي مارسها النظام السابق.. فإلى تفاصيل الحوار:

* بداية.. ما الذي يجري اليوم في تعز في ظل غياب السلطة المحلية وتصاعد المسيرات المطالبة بإقالتها؟
- في الحقيقة نستطيع القول إن تعز ما تزال تعيش زخم الثورة الحقيقي، هذه المحافظة التي انطلقت منها الثورة مازالت مستمرة وبزخم كبير، ما تطرقت إليه من حالة الفراغ الحقيقي الذي تعيشه تعز على مستوى السلطة المحلية هو أمر حقيقي وواقعي انعكس سلباً على المستوي الخدمي لهذه المحافظة، الثوار خلال الفترة الماضية كان لهم مسيرات حاشدة إلى أمام المحافظة للمطالبة بإقالة محافظ المحافظة من رأس السلطة المحلية وتعيين شخص ذو كفاءة واقتدار شريطة أن لا يكون من النظام السابق أو من أنصاره، ونحن نعلم ما عانته تعز على مدى ثلاثة عقود من حكم علي عبدالله صالح ونعلم أن هذا الرجل عمل على تهميش تعز بشكل كبير جداً وتحويلها بشكل متعمد إلى قرية حيث أصبحت وللأسف الشديد طاردة لأبنائها الذين معظمهم الآن خارج المحافظة،وما حصل ويحصل من تصعيد ثوري في هذا المجال هو ربما لإعادة الاعتبار لهذه المحافظة لأن المحافظ دون شك ضليع في كل الانتهاكات التي كانت موجهة ضد الثوار وأبناء المحافظة خلال الفترة الماضية وهو كان محافظ المحافظة وما زال وكان رئيساً للجنة الأمنية وبالتالي كل الجرائم التي ارتكبت يعتبر هو المسؤول عنها بحكم موقعه في رئاسة المحافظة وفي رئاسة اللجنة الأمنية .

•   الثوار كانوا يقولون إن المحافظ لم يكن يرأس اللجنة الأمنية حينها وإنما مدير الأمن السابق عبد الله قيران هو الذي كان يرأسها وبالتالي ما تقومون به اليوم ضد المحافظ يراه البعض استهدافاً له كيف تردون؟
- يا أخي القانون واضح فيما يخص هذا الأمر، نحن لا نقول ولا يقول غيرنا، من يقول هو القانون، إن محافظ المحافظة هو رئيس اللجنة الأمنية، إذا كان حمود خالد الصوفي لا يستطيع أن يمارس مهامه كرئيس للجنة الأمنية سواء في عهد قيران أو في عهد غيره، الأصل أن يقول للناس أنا لا أستطيع أن أقوم بدوري كرئيس للجنة الأمنية لأن هناك عراقيل معينة أو لأن صاحب القرار الحقيقي في إدارة العمليات الأمنية والعسكرية داخل المحافظة ليس أنا وإنما أشخاص آخرون نافذون تربطهم علاقات قوية بالنظام السابق، هو كان يقول إن قيران هو المسؤول، لكن هذا لا يعفيه من المسؤولية، لماذا ذكر المجلس المحلي بعد عام كامل من ضرب تعز بمختلف الأسلحة وقتل النساء والأطفال والشيوخ وإحراق المنازل، لماذا ذكر المجلس المحلي اليوم أن من صلاحياته إقالة مدير الأمن أو سحب الثقة منه، كيف تذكر فجأة المجلس المحلي أن هذه الصلاحية منصوص عليها في قانون السلطة المحلية.. نحن لم نكن نقول إن حمود الصوفي لم يكن رئيساً للجنة الأمنية هو محافظ المحافظة ورئيس اللجنة الأمنية، لكن من كان يديرها هو قيران وكان يفترض على المحافظ أن يكون ذا موقف واضح ومحدد، إما أن يقول للناس أنا عند مستوى مسؤولياتي وأنا صاحب القرار ويفرض قراره ويسحب الثقة عن قيران ويحيله إلى التحقيق، لأنه بالفعل ارتكب جرائم بحق تعز وأبناءها .

•   قلت أن البديل لا يجب أن يكون من النظام السابق أو من مؤيديه هل نسيتم أنكم اليوم صرتم شركاء في السلطة وثانياً قد يقول الآخر إنكم إقصائيون وتريدون تصفية حسابكم مع رموز النظام السابق وبالتالي ليس أمامكم إلا إحضار أناس من كوكب آخر؟
- نحن لسنا إقصائيين، والثورة من أخلاقياتها وليس مبدأها الإقصاء أو الإلغاء، نحن نقول إن أي شخص تورط في أعمال عنف وانتهاكات فضيعة لحقوق الإنسان خلال الثورة أو قبلها يجب أن يتم إبعاده من الأعمال الإدارية أو من الأعمال والسلطات العامة في المحافظة سواء في تعز أو في غيرها من المحافظات ، هناك جهة تستطيع أن تبرئ هذا الشخص أو تدينه لنلجأ إلى قضاء مستقل وعادل ونزيه وهو يقول كلمته. نحن لن نكون اقصائين والدليل على ذلك أننا نقول إن بقاء المؤتمر الشعبي العام كحزب سياسي هو ضرورة خلال المرحلة القادمة ، هناك شرفاء كثيرون في المؤتمر ونحن لم نقل أن كوادر المؤتمر يجب إبعادهم وإقصائهم من المناصب ؟

•   لكنك اشترطت أن يكون الشخص الذي سيتسلم زمام المحافظة ليس له ارتباط بالنظام السابق؟
- ليس الارتباط من حيث البطاقة أو الانتماء الحزبي، أنا أقصد النظام السابق وتحديداً من ارتكبوا العنف والانتهاكات والجرائم التي مورست من قبل النظام ، أنا لا أقبل ولا أنت تقبل ولا غيرك يقبل أن يكون شخصاً متورطاً في سفك دماء الشباب وانتهاك حقوقهم والعمل على تدمير المدينة أياً كانت أن يكون محافظاً للمحافظة أو مديراً للأمن أو في منصب من المناصب فهذا أمر غير منطقي .

•   مقاطعاً: لكن لا تنسى أن البلد تدار اليوم بالتوافق وبالتالي يقول المؤتمر إنه حر يختار من يشاء في المواقع التي أسندت إليه؟
- وهل عجز المؤتمر الشعبي العام أن يكون من بين المنتسبين إليه أناس شرفاء ليست أياديهم ملطخة بدماء الشباب وغير ملطخة بنهب المال العام ، في المؤتمر الشعبي العام الكثيرون من الشرفاء القادرين على خدمة اليمن حقيقة وليس إدعاءً، وبالتالي يجب أن ننظر إلى هذا الموضوع من زاوية أبعد، نحن شركاء والحكومة حكومة وفاق وطني والأصل أن تجسد هذه الشراكة من خلال اختيار الأشخاص من ذوي الكفاءة والاقتدار وأن لا يكونوا متورطين في قضايا فساد أياً كانوا سواء من أحزاب المشترك أومن المؤتمر ومعنى هذا ليس أن أحزاب المشترك ملائكة منزلين ـ الجميع لديه أخطاء ، ونحن نقول إن اليمن بحاجة إلى أبناء مخلصين لها. الأصل بأننا في هذه المرحلة القادمة بعد أن قدم الشباب أرواحهم فداءً لليمن من اجل استعادة كرامة المواطن اليمني ومن أجل الانتصار لحقوقه وحرياته، الأصل أن يكون هناك نخبة حقيقية تستطيع أن تقوم بواجبها في خدمة الوطن والأمر الأهم من هذا وذاك أن لا يكونوا متورطين في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أو في نهب الأموال العامة .

•   الثوار يقولون أن شرفاء المؤتمر حددوا موقفهم بعد جمعة الكرامة ومن بقي مع النظام كانوا شركاء له في الجرائم والقتل للثوار بمن فيهم الصامتون؟
- ما حصل بعد جمعة الكرامة لا أستطيع لا أنا ولا غيري أن يقول إن كل من خرج من المؤتمر الشعبي العام وانضم إلى الثورة أن هذا هو المعيار الذي أحكم من خلاله هذا جيد وهذا وطني وممتاز, نحن نعلم أن هناك أناساً جيدين تصدروا الموقف وكان يريدون أن يغسلوا تاريخهم المليء بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. المعيار الحقيقي أن يكون هذا الشخص وطنياً وأن يكون ذا كفاءة واقتدار وان يكون من أصحاب المؤهلات العلمية التي يستطيع من خلالها خدمة اليمن ومن خلال الوظيفة التي يتقلدها وكذلك أن يكون سجله نظيفاً من انتهاكات حقوق الإنسان .

•   تقولون إن تعز كانت مستهدفة أكثر من غيرها على ماذا بنيتم قناعتكم هذه ؟
- ما حصل في 11 فبراير من أول يوم للثورة المباركة وكانت البداية لمجموعة من الشباب أمام مبنى المحافظة ثم انتقلوا إلى التحرير الأعلى ثم بعد ذلك الانتقال إلى ساحة الحرية، الذي كان حاصلاً خلال تلك الفترة أن الزخم الثوري في محافظة كان كبيراً جداً وكان هناك مدير أمن هو عبد الكريم العديني ومن خلال معرفتي به ومن خلال متابعتنا للمعتقلين في البدايات الأولى للثورة كان متفهماً لهذا الوضع وكان يعمل جاهداً على أن لا يزج بقوات الأمن في مواجهات الشباب والمسيرات والمظاهرات بشكل مباشر الذي حصل أن قراراً فوقياً جاء من أعلى سلطة في البلد لاستهداف تعز وكانوا يعتقدون أنهم إذا أخمدوا الثورة في محافظة تعز فإنهم يستطيعون إخمادها في بقية المحافظات .

•   تقصد أن جلب النظام لقيران من محافظة عدن كان لهذا الغرض ؟
- قيران أوتي به من عدن إلى تعز من أجل إخماد الثورة والدليل على ذلك أن كل أعمال العنف التي جرت والاعتداءات التي حصلت على المسيرات والمظاهرات والإعتصامات الشبابية لم تبدأ حقيقة إلا بعد أن مارس قيران مهامه كمدير أمن لمحافظة تعز قبلها كنا نخرج في مسيرات وكنا نصل إلى إدارة الأمن وإلى أمام المحافظة وكثير من الأماكن ولم نواجه بأعمال قتل مباشرة ربما هناك بعض الحوادث، لكن لا نستطيع إن نقول أن رجال الأمن كانوا المسؤولين عنها كما حدث مؤخراً في عهد عبد الله قيران .

•   كناشط حقوقي ورئيس للمجلس الثوري هل نستطيع القول إن ملف الانتهاكات والقتل التي مارسها النظام بحق المتظاهرين قد أقفل بمنح علي صالح ونظامه الحصانة؟
- لا، لم يقفل الملف، وموضوع قانون الحصانة هو أعطي لرأس السلطة وتحديداً لعلي صالح وحين نقول حصانة لا نعني بأن الدماء التي سفكت والأموال التي نهبت والأعراض التي هتكت خلال الفترة الماضية قد انتهت بهذا القانون ويجب أن نناضل كل من موقعه لإسقاط قانون الحصانة على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الدولي، القانون الدولي لا يعترف مطلقاً بحصانات تمنح لأشخاص متهمين بارتكاب فضائع أو انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان القانون الدولي يصنف بأن هناك أربعة أنواع من الانتهاكات لا تسقط التقادم والتي لا يجوز إعطاء ضمانات أو حصانات لأحد ارتكب هذه الجرائم ومن ضمنها الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان .

•   أي قانون دولي تتحدث عنه إذا كان العالم شارك وعلى رأسه الأمم المتحدة في منح النظام السابق حصانة من الملاحقة القضائية؟
- العالم لم يجمع على قانون الحصانة وأعود إلى قرار مجلس الأمن رقم2014 ستجد في ديباجة القرار أن مجلس الأمن يحث على إجراء تحقيق مع كل من تورط في انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن.

•   بمن فيهم علي عبدالله صالح؟
 نعم بمن فيهم علي عبد صالح، نحن جلسنا مع جمال بن عمر وشكلنا وفداً من المجلس الثوري وتحدثت معه في هذا الموضوع تحديداً وقلنا له بأن إعطاء ضمانة لقاتل ولشخص ارتكب جرائم لحقوق الإنسان هي وصمة عار ليس فقط بحق الأمم المتحدة بل في جبين الإنسانية، قال جمال بن عمر بالحرف الواحد نحن في الأمم المتحدة لا نعطي ضمانات لأناس ارتكبوا جرائم فضيعة لحقوق الإنسان مهما كان .

•   ألا تشعرون أن الأمم المتحدة تكيل بمكيالين تقول أشياء وتفعل عكسها وهي من باركت الحصانة فكيف تفسرون هذا التناقض؟
- التناقض هو حاصل وهو وارد لأنه للأسف الشديد لأن النظام الدولي يقوم دائماً على مبدأ المصالح وهذه هي الإشكالية الحقيقية، الأصل أن يتم التفريق مابين شيئين، ما بين المصالح أو العلاقات المتبادلة ما بين الدول هذه لها قنواتها الدبلوماسية ولها قنواتها الحكومية المتعددة، لكن حين يتعلق الأمر بانتهاكات لحقوق الإنسان هناك جهات حقوقية ولنقل مثلاً: إن محكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان هذه جهات يفترض أن تبتعد عن الجانب السياسي والمصالح وأن تنظر إلى الأمور من زاوية واحدة هي مبدأ الانتهاكات التي مورست من قبل أي جهة كانت . 
•   إذا كانت أمريكا تعلم أن صالح يمثل خطراً على الأمن والاستقرار فلماذا سمحت له بالعودة إلى البلد إن كانت حريصة على المضي في نقل السلطة سلمياً كيف تقرأون ذلك؟      
- أمريكا لن تستطيع بالمعنى القانوني أن تجبر صالح على البقاء لأنه حتى يومنا هذا لم تحرك ضده أي قضية أمام المحاكم الدولية وبالتالي هو ما يزال حراً طليقاً وعندما غادر إلى الولايات المتحدة قبل 21 فبراير عومل باعتباره رئيس دولة وكان ما يزال حينها يمتلك الحصانة، حيث انتهى هذا الأمر ولاحظنا أنه حرص أن يخرج من الولايات المتحدة قبل21فبرايرلأنه يعلم أن حصانته الرئاسية انتهت في ذلك اليوم وبالتالي من حق المنظمات أن تقدم دعوى لمباشرة إجراءات التحقيق أمام تلك الدول.. الآن نحن أمام مفترق طرق يجب على المنظمات اليمنية والإقليمية أن تعمل وأن تبدي للناس على أنها بالفعل عند التزامها بحقوق الإنسان الأصل أن تفتح ملفات كل المنتهكين لحقوق الإنسان سواء علي صالح أو غيره الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب اليمني . 
•   لكنكم كثوار لم ترفعوا دعاوى قضائية لا محلياً ولا دولياً أليس كذلك؟
 هذا الكلام ليس دقيقاً بشكل كبير، أنا أتحدث عن تعز مثلاً كنموذج، نحن كنا فريقاً قانونياً في ساحة الحرية بتعز شكلنا بتاريخ 13 فبراير حتى تاريخ 29 مايو يوم المحرقة فتحت ملفات أمام النيابة العامة في محافظة تعز لكل الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال تلك الفترة وقدمنا دعاوي باسم أسر الشهداء وأسر الجرحى وهناك تقارير طبيب شرعي وهناك أدلة قدمت أمام الجهات الضبطية وأمام الأجهزة القضائية وكان من ضمن الإدعاء الذي نقدمه نحن كمحامين عن أولياء الدم وعن الجرحى كنا ندعي بداية علي عبدالله صالح باعتباره كان رئيساً للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة وكنا ندعي على أحمد علي عبدالله صالح باعتباره قائداً للحرس الجمهوري والانتهاكات كانت تنتهي من الحرس وندعي على يحيى محمد عبدالله صالح باعتباره أركان الأمن المركزي وكنا ندعي على محافظ المحافظة باعتباره رئيساً للسلطة المحلية وندعي على مدير الأمن والأشخاص المباشرين لعمليات القتل وبالتالي إذا تحدثنا بشكل قانوني ودقيق بأننا حركنا قضايا في محافظة تعز ضد هؤلاء الأشخاص جميعاً.
•   إلى أين وصلت هذه الدعاوي؟  
- النيابة لم تحرك إلى الآن ساكناً، لا فصلت في الملفات وقدمتها إلى القضاء ولا هي أصدرت قرارات بالحفظ أو غيرها وهذه الملفات القضائية والجنائية لا تزال حبيسة أدراج النيابة في محافظة تعز .
•   لكن القضاء لم يكن مستقلاً وكان يتلقى الأوامر حينها من النظام السابق فكيف نطلب منه أن يدين النظام الذي يأتمر بأمره؟
- نحن نعلم أن القضاء في بلادنا ليس مستقلاً وليس نزيهاً وليس محايداً والدليل على ذلك أن هناك أشخاصاً متهمون من ضمن الذين تقدمنا بدعاوٍ ضدهم يتربعون مناصب أمنية بمحافظة تعز ولم تستطع النيابة العامة إحضارهم للتحقيق .
•   لماذا أنتم متخوفون من بقاء علي صالح في اليمن طالما والرجل لم تعد لديه سلطة وعملية هيكلة الجيش والأمن واردة لا محالة وهي مسألة وقت لا أكثر؟
- علي عبدالله صالح لم يخرج من السلطة طوعاً، هذا الرجل خرج مجبراً تحت ضغط ثورة شبابية شعبية عارمة وبالتالي عندما خرج من السلطة خرج وفي باله أن مخططاً ما يجب أن ينفذ ويرسم بعناية من أجل الانتقام من الشعب اليمني كان يقول دائماً بأنه إذا غادر السلطة فإن البلد ستتمزق وكان يهددنا بالصوملة وأن القاعدة ستدخل إلى اليمن وستأخذ الكثير من المحافظات ولو لاحظنا لما كان يقوله وعملنا إسقاطاً بسيطاً لما كان يتحدث به من كلام وما حصل مؤخراً من أحداث سنجد أنها تتطابق تماماً مع ما كان يقوله .
•   لماذا لا تكون قراءة واقعية لما يدور في البلد؟
- هو ليس نبياً كي يتوقع.
•   الواقع يقول إن البلد تعيش أحداثاً في أكثر من مكان وما يدور اليوم في صعدة وجنوب البلاد لا يحتاج إلى دليل أليس كذلك؟
- أليس هو من عمل على إحداث هذه المشاكل، ومن عمل على استهداف أبناء الجنوب في صيف 94وقام بنهب أراضيهم من قبل قواته وهو عمل على إيجاد قضية في الجنوب، أبناء الجنوب قدموا دولة بكاملها وكانوا وحدويين أكثر مني ومن صالح ومن أي إنسان في المحافظات الشمالية .انتقل إخواننا أبناء المحافظات الجنوبية قادة الدولة من أراضيهم وبيوتهم ليستأجروا فنادق في صنعاء من أجل اليمن وعلي صالح كان يخطط منذ إعلان الوحدة كيف ينقلب على هذا المشروع الوحدوي ومنذ 94 استطاع أن ينقلب على هذا المشروع الحضاري وجعل الجنوب وأراضيه فيداً للشماليين المتنفذين وليس كل الشماليين، كما عمل على جعل الكثير من أبناء الجنوب في دائرة الظل أو ما يسمى خليك في البيت وإبعادهم من وظائفهم المدنية والعسكرية وبالتالي إشكالية الجنوب هو من صنعها وهو من يتحمل نتائجها، أما ما حصل في صعدة، فقد قال في إحدى مقابلاته الصحفية أنه من دعم الشباب المؤمن في البدايات الأولى لتشكيل الحركة الحوثية وبالتالي الإشكالية في صعدة يتحمل نتائجها لأنه هو الذي دعمها وهو الذي عمل بعد ذلك على قمعها حينما اختلفت الآراء التي ربما كان يريد أن يمررها عن طريقهم اختلف معهم في الرؤية والهدف وفي الأسلوب وبالتالي استعمل معهم القوة .
•   إذا عدنا إلى تعز وتحديداً المجلس الثوري الذي ترأسونه ما الذي تحقق للثوار في ظل هذا المجلس ؟
- ليس لدينا روشتة معينة نستطيع أن نقول إننا حقننا نقاط بعينها ، المجلس الثوري هو إحدى التكوينات الثورية بمحافظة تعز الذي أنشئ بتوافق من قبل مختلف النخب سواء السياسية أو الشبابية والمكونات الثورية الأخرى واستطعنا مع زملائنا أن نتشارك في تصعيد العمل الثوري بمحافظة تعز وكذا الشراكة مع العمل مع المكونات السياسية والشبابية والمجلس الأهلي على تقديم خدمات معينة سواء في المستشفى الميداني أو المتابعة القانونية للمعتقلين وللشهداء والجرحى، استطعنا أن نضع خطوطاً عريضة عما نريد ه خلال الفترة القادمة، ويكفينا فخراً في محافظة تعز أن الانقسام أو التشظي الحاصل بين المكونات في مختلف المحافظات ليس موجوداً في تعز وليس بارزاً بهذا الشكل الذي ربما يبرز في محافظات أخرى وبالتالي المجلس الثوري عمل على تحقيق بعض الأشياء وهي ليست كاملة لأن الكمال لله وحده سبحانه ولذا نقول نحن في المجلس الثوري لن نستطيع أن نحقق ما نصبوا إليه جميعاً إلا بتكاتف كل إخوتنا في المكونات الثورية الأخرى .
•   يرى البعض أن هذه المكونات الثورية لم تكن عند مستوى المسؤولية لا سيما عندما تخلت السلطة المحلية عن مهامها مؤخراً وخير مثال أنكم وقفتم موقف المتفرج عندما غرقت تعز بالقمامة أين كنتم ؟
- للأسف تكدس القمامة والتلوث البيئي الذي حدث في تعز كان نوعاً من أنواع العقاب الجماعي الذي مورس ضد أبناء هذه المحافظة ولا نستطيع القول أن الثوار يتحملوا هذه المسؤولية.
•   مقاطعاً: البعض يعتبر تحميل بقايا النظام السابق كل الأخطاء هو مجرد شماعة للهروب من المسؤولية؟
 هي ليست شماعة، النظافة مسألة متكاملة على كل إنسان ولو كل واحد منا نظف أمام بيته لنظفت المدينة، وعندما نقول أن النظام السابق عاقب أبناء تعز ليس ذلك شماعة أو أننا نلقي الأمور جزافاً ، هم لم يعطوا عمال النظافة حقوقهم، حيث ضلوا طوال الفترة الماضية دون أن تصرف حقوقهم ودون تثبيتهم كموظفين مع العلم أن إيرادات وعائدات صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة تعد مبالغ مهولة وتصرف بشكل مباشر من قبل سلطة المحافظة، حيث لا توجد آلية واضحة لتحديد عمل الصندوق وحينما لم يتم الاستجابة لمطالب عمال النظافة امتنعوا عن العمل وهو ما أدى إلى تكدس القمامة، أما الثوار فكان لهم دور حيث دعوا في وقت مبكر لعمل حملات على نظافة تعز منها حملات سموها مدينتي أجمل وحملة نظافة تعز وكثير من الحملات التي نفذها أبناء تعز ونزل الثوار والثائرات معهم إلى الشوارع لرفع القمامة . 
•   كيف تردون على من يقول أن الأحزاب سرقت الثورة وما تأثير ذلك على النسيج الثوري ؟
- أنا أقول أن الثورة ليست كائناً محسوساً لكي نقول أن س من الناس أو ص قد سرقها، الثورة هي فعل مستمر وهي عطاء أكثر منه أخذ الثورة هي فعل والفعل لا يستطيع أحد أن يعرقله، علي صالح خلال أكثر من عام لم يستطع إيقاف تدفق هذه الثورة برغم إمكاناته الضخمة، أنا لا أتفق مع من يقول إن الأحزاب سرقت الثورة.. أستطيع القول إن الأحزاب السياسية قد عملت على تسييس العملية الثورية واتخذت مساراً سياسياً بدلاً من المسار الثوري.. 11 فبراير كانت البداية الحقيقية لإسقاط النظام ولإسقاط المنظومة السياسية لأنه خلال الفترة الماضية أثبتت الأحزاب جميعها فشلها في إدارة الأمور السياسية داخل اليمن، مما جعل الناس يخرجون بهذه الثورة الغاضبة العارمة .
•   إذاً من المستفيد من إطلاق هذه الحملة التي أصبح يرددها الشباب أنفسهم؟
- أطراف كثيرة ربما كان النظام السابق يعمل على هذا الأمر لشق العصا ولإذكاء روح الكراهية بين الشباب من جهة والأحزاب من جهة أخرى، حتى قيران كان يقول أنا كنت مع الثورة إلا حينما دخلت الأحزاب لسرقة الثورة غيرت موقفي وعلي صالح نفسه قال إنه مع الثورة، لكن الأحزاب السياسية هي من سرقتها، هذه الأمور تدل على أن النظام السابق هو من يطلق هذه التصريحات.
•   فيما يتعلق بالإصلاحات التي يقوم بها رئيس الجمهورية قد يقول قائل أنكم كثوار تستعجلون مطالبة الرئيس الجديد بتحقيق كل شيء في فترة وجيزة لماذا لا تعطون الرجل فرصة كافية؟
 - لا أستطيع أن أقول إن هناك قرارات شجاعة اتخذها رئيس الجمهورية، ولذا يجب عليه أن يعلم بأنه صار رئيساً شرعياً لليمن ونحن لا نستعجل النتائج والدليل على ذلك صمودنا في الساحات في ظروف صعبة ما يزيد على العام ولم و لن نيأس من هذا الموضوع، أنا أقول إن على عبدربه أن يدرك جيداً أنه أصبح الرجل الأول في اليمن وإن علي صالح صارفي حكم العدم ويفترض به الآن وبما أنه مواطن أن يخضع لولي الأمر الذي هو الرئيس عبدربه منصور.. وعلى عبدربه أن يخلع عباءة الموظف التي ظل يتقمصها طيلة أربع عشرة سنة كنائب لرئيس الجمهورية وعليه أن يتخذ قرارات شجاعة تخدم اليمن, نريد منه أن يخلع كل القيادات الأمنية والعسكرية التي كانت سبباً في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وعليه البدء في هيكلة الجيش على أسس وطنية وإحالة كل المتورطين بارتكاب الجرائم إلى القضاء وعليه أن يعترف بالثورة الشعبية وتحديد يوم 11فبراير يوماً وطنياً للثورة مثله مثل الأعياد الوطنية الأخرى، لأنه يوم مفصلي وعلامة فارقة في حياة اليمنيين.
•   كشباب في الثورة الشعبية.. هل ستشاركون في الحوار الوطني القادم؟   
-   نحن كشباب في الثورة لن نخوض مطلقاً في الحوار المزمع إجراؤه في الفترة القادمة ما لم يتم الاعتراف بالثورة الشبابية الشعبية والاعتراف بيوم 11 فبراير كيوم وطني، وإعادة هيكلة الجيش بشكل سلمي وفقاً للقانون والدستور وإحالة كل رموز المؤسسات الأمنية والعسكرية المتورطين بانتهاكات إلى القضاء، ما لم يتم تحقيق هذه المطالب نحن لن ندخل في الحوار الوطني ونقول لهم بأن تعز التي دوماً ما تصنع المتغيرات سيكون لها شأن آخر وحاسم خلال المرحلة القادمة لإعادة الاعتبار لهذه الثورة.
•   أخيراً.. هل لكم طموح سياسي في المستقبل؟
ليس لي طموح سياسي, طموحي بالفعل أن أكون مواطناً له كامل الحقوق في المواطنة المتساوية، لا فرق بين رئيس ومرؤوس .

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد